Skip to main content

Full text of "بهجة الأسرار و معدن الأنوار للشيخ نور الدين الشطنوفي mortada max 2 : Free Download, Borrow, and Streaming : Internet Archive"

See other formats


ا 2 1 

ومجا/| ل د 
جح ب بر 7 . 
ودرا الآنوار 
ف بضكناه ‏ القطب الرَآبي 


عيق_الثين أي كد سيد الكداير لات 


كو 
و / اللثت 
.0 | 2 0 سر ار 
فور الي فيخس عا دمب سم 


الاي الليطتوفي 


المت اكنة لاه 
| 0 له 


احمد في جد اييده 


1 منشورات 
لتشرحكب الك تةوتحماءة 
دارالكنب الشلميق 


بجيرّوت - لكان 


جميع الحقوق محفوظة 
© وملام 0 © 


لعلارع5ع2 كعغاطوك اام 
6565 05ل 5ئنا10 


جميع حقوق الملكية الادبية والفنية محفوظة 
لصاو لكف العلمية بيروت نبنان 


ويحظر طبع أوتصوير أو ترجمة أوإعادة 

تنضيد الكتاب كاملا أو مجزأ أو تسجيئه على 

أشرطة كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو 

برمجته على اسطوانات ضوئية إلا بموافقة 
الناشر خطيا. 


لاط كاطو 81 علاأدبااء»رط 
ممعصائا - أنماء8 طهرتنسلا-لة 41-1600 :1223 


© 503 لوأ غةءذاطنام دلطع )ه عموم ملحا 
311 أ لعغنط أناوان رللعع 00 مع ,0351360 
1١ 3 2‏ 50060 01 ,كلقع زازع لإ 0 0زم) 
نلك نم0 ]أللا ,الع كلاد أوبو عع عن عووط 
أطنام عط أ0 00أككلممعم العا مين جواعم 


8 5آأذنااء» عاأم,0 
ممانآ - طلناموزء8 لله رتسلا لخ طماوع1- لق عور 
عالعر 701/0 عانام] ذ ع المعام] عون || 
,عم أنالممع © ,060166 واوعوم نين 
655 ناو اك انع قوع ل وام وعم هجام 
06 الام غوو لون ,0ع 050 
16 مم لا مغ نارع ماع60 ل 
“انا 6011" 6 519766 ووأأووأمووؤياج )| ووه 


رعسل الظريض» شارع البحتري, بنايية ملكارت 
هاتف وفاكس : 1 1100م روريم زر اكع 
صندوق بريد : ١14‏ بيروت. لبنان 


طلم ونسل الم 81-0 123 
امبنقطام] - اناراع 8 
عهه!] 151 .8109 لقاع 51 مم8 ,م2 ١الم‏ إعمروم 
8 - 36.61.35 - 37.85.42 (1 961) 00 : عروع بن بم 
ممع ا - أناماء8 9424 - 11 : )80,8 


لم زنسا-لة طماوع]- ان :122 
حتعطذ] ٠‏ طالامجرم8 


عوماع 160 باعقااعلا مصأ رودم م8 مناه ,نمع 2 لم اعمومم 
98 - 36.61.35 - 37.85.42 (1 961) 00: برو ع .لم 
لقطنا - لابمعرع8 9424 - 11: م8 


15821 2-745 1-3506-6 


اال 


/آ011 11.6 2 لفان زج يبيييي//: صغاحا 


اله زليه زوج ماهد :أأقسع 
21000 1ه © 1210 
100000 21-4 :ناه ل بزوما 


المقدمة 

الحمد لله مبدع المعاني والصورء ومبيّن آثار كمال الكامل؛ ومظهر عجائب 
الوجود من خزائن جوده بآيات وعبر. أحمده بمقتضى جماله وجلاله كما أمر 
وأشكره على جميع أفعاله؛ وإنما المزيد لمن شكرء وأصلي على نبيّه الحبيب 
المخصوص بتجلي ذاته في ظهوره بين ما ظهر «سيدنا محمد » بن عبد اللّه بن 
عبد المطلب فخر آل مضرء صاحب الوسيلة العظمى والمكانة الزلفى واسطة من 
يأتي ومن غبر مَيْثّه وعلى آله وأصحابه وعترته الذين هم خير البشر. 

أما بعد . . 

فهذا كتاب حوى قور وفوائل لا حصر لهاء حيث الحديث الدائر حول 
قطب رباني وولي رحماني» شاع صيته وكثر أتباعه في مشارق الأرض ومغاربهاء 
وما كان ذلك إلا كرامة الله له» لما كتب له من التوفيق والقبول» فكان بمثابة 
المنارة والهداية» ليكون آية من آيات الخالق سبحانه . 

وقد صئف هذا الكتاب المبارك الإمام الفقيه الراوية الصوفي ابن حريز 
الشطنوفي الشافعي» فجمع ما وقف عليه من أخبار وحكايات وأوراد» وما نقل عنه 
مق آذات وغير وعطات) كي يتعرف المريد على آثار ولطائف الشيخ . فحقاً أجاد 
فيه وأفاد. 

وقد قمت بضبط نص الكتاب معتمدا على عدة نسخ خطية وهي /41م ١‏ 
تاريخ طلعت» تقع في (١١٠٠اق)‏ ح (١ع0لاق)ي‏ 31 تاريخ . وثلاثتهم من 
محفوظات دار الكتب المصرية - حرسها الله - واكتفيت بالضبط؛ ولم أشر 
للفروق مراعياً عدم الحشو والإطالة في مثل هذه الكتب» الغرض منها المعرفة 
والفائدة المباشرة. وقد طبع الكتاب قديماً في مصر. 

وآخرا لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر لسيدي وشيخي سيدي صالح أبو 
خليل حفظه الله تعالى» ولجميع مشايخي في الأزهر الشريف وغيرهم. وكذا 
والدي رحمهما الله تعالى» ولزوجتي رعاها الله وبارك فيهاء ولجميع المسلمين 
والمسلمات؛ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. 


85 7 0 0 5 2 
٠ 5 -*‏ 0 8 
١ 5 2 .‏ 2 2 : 
< 3 : 5 
5 5 :. 3 0 8 7 
5 : 
١ 7‏ 5 
٠. 0‏ 5 
1 حم « 2 
3 3 2 
٠. 7‏ : 4 15 
0 5 
1 5 0 - ه» « 
١ 5‏ 1 5 7 5 
1 . . 2 7 0 3 2 
. 5 1 3 1 2 0 
3 3 9 0 كه 535 3 
35 0 1 :7 1 32 
1 .- 5 1 3 9 5 1 َ 
٠‏ د . 
1 . 4 ب 5 5 3 
ا 5 : | 2 
: 1 0 5 3 3 4 0 
٠١ 8 + 0 7‏ 0 0 
: 8 : 3 
32 
١ 5 1 2 5‏ 3 لي وم 
1 0 5 : 3 0 
2 ص 0 5 0 
5 3 1 : 
٠. 35 :‏ 0 
١‏ : 3 0 
٠.‏ 7 0 
9 1 , 3 0 : ر ١‏ 0 
١ 1 : 1 2‏ 
8 0 7 7 3 53 
3 : : 8 30 7 5 0 
: 3 1 
0 
3 1 
ع 1 5 1 0 1 
سيم اه * مسي ايل سان و لس 0 1 2 ل 2 ميس مس انالك اللا ا 98 1 
5 سس ويس موسو ا حفس 2 سيوس و0 الج للد و لاني 2 5-5 - تمن 3 ا 5 ١‏ 
30 - 6 8 2 9 * 0 0 سس ١‏ 
2155 
0 5 3 
2" 7 
/ 5 . 
. 0 
١ 0 5‏ 
1 
٠.‏ 9 
٠‏ 3 5 .4 
0 
3 1 0 
7 


مسا يلقل الخمى الشطدوفي» نو 0 عه ن الشافعي عالم با ا ٠‏ واللغة 
كان من فققهاء الشافعية» وكان شيخ الديار المصرية في عصره. وأصله من البلقاء 
بالشام» ولد بالقاهرة في 01 ذي الحجة سنة 5ه 555١م.‏ 
شرح الشاطبية» وصنف بهجة الأسرار هذه لشيخ الطريق وقطب الأقطاب 
سيدي عبد القادر الجيلاني» وتوفي سنة ١لاه-‏ 4 171م. 
انظر في ترجمته : 
-١‏ طبقات القراء لابن الجزري ( 585/١‏ ). 
٠‏ ؟- بغية الوعاة للسيوطي 2558١‏ 58" ). 
فهرست الخديوية (58/5).» وفيها [ابن جرير] بدل [ابن حريزاء 
والضوات ما أكبت 
- 4_الأعلام للزركلي (71/5). 
عه معجم المؤلفين لكحالة (547/5). 
2 - 5ك كشف الظنون (235655 !ا٠7).‏ 
/- هدية العارفين ( ١‏ /115). 
4- فهرس دار الكتب المصرية» والظاهرية (+2587/1 1817)) ومعهة 
المخطوطات بجامعة الدول العربية . 


هو الإمام الفقيه العارف باللّه القطب الرباني أوحد زمانه سيدي عبد القادر 
ابن موسى بن عبد الله بن يحيى بن محمد بن داود بن موسى الحوزي ابن عبد 
اللّه المحص بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الكيلاني - 
الجيلاني - الجيلي - محيي الدين, الحنبلي] وكيلان بلدة بالعراق وراء 
طبرستان؛ عربت لجيلان» ووقع في الشذرات والإعلام لابن قاضي شهبة (عبد 
القادر بن عبد اللّهِ .. ). 

وفي تاريخ السليمانية ( 5١١‏ )» عبد القادر الجيلي» نجل أبي صالح زنكي 
ووست» وفي بعض الروايات ١‏ جنكي ووست )»2 وفى والكامل ») عبد القادر بن أبي 
صالح؛ أبو محمد الجيلي؛ وفي «مععجم الشيوخ» (جدكي ووست) أي العظيم 
القدر. 

'ولد ع" ٠‏ ذي الحجة في ربيع الآخر سنة ٠ه‏ وقيل: .40١‏ 
وانتقل إلى بغداد شاباً سنة 488 فاتصل بشيوخ العلم والتصوف» وبرع في 
أساليب الوعظ» وتفقه وسمع الحديث, وقرأ الأدب» واشتهرء وكان ياكل من 
عمل يده وتصدر للتدريس والإفتاء في بغداد سنة ./1هه. 

اقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر إلا 
الشيخ عبد القادر.' وقال ابن السمعاني : هو إمام الحنابلة وشيخهم في عصره فقيه 
صالح دين خير كثير الذكر 0 الفكر سريع الدّمعة؛ كتبت عنه» وكان يسكن 
بباب الأزج في المدرسة التي بنيت له. 

وقال ابن رجب الحنبلي : ظهر الشيخ عبد القادر للناس وجلس للوعظ بعد 
العشرين وخمسمائة» وحصل له القبول التام من الناس» واعتقدوا ديانته وصلاحهء 
وانتفعوا بكلامه» وانتصر أهل السنة بظهوره؛ واشتهرت أحواله وأقواله وكراماته 
ومكاشفاته؛ وهابه الملوك فمن دونهم . 

وللشيخ تلاميذ كثيرين منهم ابن تيمية الحراني» فأثنى عليه الجميع وقل 
من حظي بذلك الفضل . 


ممصي يبي مقدة سس 
مصنفاته : 

اح عجلاء الخاطر في الباطن والظاهر. 

5- الفتح الرباني والفيض الرحماني ( فتوح الغيب ) . 
- الغنية لطالبي طريق الحق . 

- سير الأسرار ومظهر الآنوار فيما يحتاج إليه الأبرار . 
آداب السلوك والتوصل إلى منازل الملوك . 

7- إغاثة العارفين وغاية الواصلين. 

/ا- دعاء وأوراد الفتحية - دعاء البسملة . 

/- الحزب الكبير. 

9- أوراد الأيام والأوقات . 

. رسالة في الأسماء العظيمة‎ -٠١ 

1١١‏ الطريق إلى اللّه. 
-١5 5-0000‏ كتاب في الفقه والتصوف . 


0 م سس 1 1 57 5 
وددن بمدرسته بباب الأزجء وفي دليل خارطة بغداد 
0 ): أن مشهده الشرية 


داخل سور بغداد الشرقيةع وذلك من الناحية || نططية لمدينة بغداد القديمةء لآنه 
من الأماكن القديمة ال لقليلة التي لا قوال قائانة فى “مو انها الأصلية إلى الان» وقد 
أنشأ عند المرقد ّ 9 


مسجل جامع واسع وعلى لذه قّة فق - حتمنة الهندسة مبنية 
بالحجر الكاشانى الملون با 


1 امن الستياية يي تباي الجتيل» الحيقة جه 
الماذن» وحول المصلى رواق واس عقد على استاطين نالجام الأبيض . 
مصادر العرجمة : 
-١‏ الانساب للسمعاني زم 
5 المنتظم لابن الجوزي 9/١.‏ , 
7 الأول لابن الأثير ( احالوم 
؛- مرآة الزمان لليافعي (6// 4 45 , 
ه- العبر للذهبي (4 /6/ا١).‏ 
5- دول الإسلام له (؟/ هن , 
/ا- سير أعلام النبلاء له ( ٠١‏ /6/) , 
8- فوات الوفيات لابن شاكر (؟ /078”) . 


.)؛١5/‎ 


-----تدبببب-111100007] 9 


مقدمة المحقق 
9- البداية والنهاية لابن كثير ( ؟ /7607 ). 
٠‏ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب .)5١١ 2590/١١‏ 
-1١١‏ النجوم الزاهرة لتغري بردي ( / 71/١‏ ) . 
5- الطبقات الكبرى للشعراني ( .)٠١8/١‏ 
١‏ شذرات الذهب لابن العماد ( 4 .)١9/8/‏ 
-1١‏ جامع الكرامات لحسن الكوهن ( 29/8 1/9 ). 
1 الكواكب الدرية في المناقب القادرية لمحمد رشيد الرافعي . 
5 بهجة الأسرار للشطنوفي ( كتابنا هذا ) . 
1١١‏ مختصر بهجة الأسرار لسيدي عبد العزيز الديريني . 
- كنوز الأولياء ورموز الأصفياء لأبي الليث الزيلي ( 275 75 ) . 
- تاريخ السليمانية لمحمد أمين زكى .)١1١(‏ 
قلائد الجواهر في مناقب سيدي عبد القادر لمحمد التادفي. 
١‏ الباز الأشهب في حياة عبد القادر الكيلانى - آرتين آصادور بيان. 
5 نزهة الخاطر الفاتر في ترجمة سيدي الشريف عبد القادر. 
7 روضات الجنات للخوانساري »44١(‏ ”447 ). 
4 ؟- مناقب الجيلاني ( ١/517‏ - 5ه /؟ ) ظاهرية 4555 عام. 
ه' نبذة من مناقب عبد القادر الجيلانى (ه١1/١/١٠١)‏ ظاهرية 
١١1‏ عام. 
5 تفريج الخاطر في مناقب تاج الأولياء . 
١١7‏ مناقب سيدي عبد القادر لابن الملقن الشافعى . 
4" الأعلام للزركلي ( 5 //ا4 ). ْ 
8 معجم المؤلفين لكحالة (؟5/.٠.؟).‏ 


كتبه 
أبو الح : المزيدي أحمد فريد أحمد مزيد 
الشافعى الأثري 
جامعة الأزهر - كلية أصول الدين 
القاهرة - رمضان - 57٠٠١‏ اه 


وه 


١ 


٠. 


نم ام اقل أي 


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛ أستفتح باب العون 
بأيدي محامد الله كلهاء وأستنجح سعي القصد بأياديه الغر وبلها وطلهاء 
وأستلمح برقي الحق لعين سريرتي في مقعد ظلهاء فأستقيه لمصادر أفعالي من 
موارد أفضاله نهلها وعلهاء وأستشفيه من أدواء نفسي في حالة صفوها وغلهاء 
وأسأله أن يلحقها بأنفس جرها وناصب سعدها إلى رفعها في وصلهاء وأعناته 
عامل فعلها في تمييزها إلى حال عقلها في عقلهاء وأصلي على سيد الخليقة طراً 
وأجلها ومخرجها بئور رسالته من ظلمة جهلهاء وباني أركان قبة الإسلام حتى 
علت في صدر محلهاء ورافع درجات الأولياء على قواعد أصلهاء ومالك أزمة 
أمرها في عقدها وحلهاء وعلى آله وصحابته خير صحابة كانت من قبلها. 

وبعد: فإني كنت سئلت أن أجمع ما ما وقع لي في قول شيخنا شيخ الإسلام؛ 
مقتدي الأولياء» علم الهدى محبي الدين أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح 
الجيلي قدس الله روحه؛ ونور ضريحه - القائل: قدمى هذه على رقبة كل ولي 
لله إذ هي يتيمة عقد الزمان؛ وفريدة سلك البيان» وحلة مجد حلي فيها قائلها. 
ومنزلة عز انفرد بها نازلها . 

فاستخرت الله تعالى» وأجبت السائل ابتغاء النفع العاجل» والأجر الآجل» 
ولخصعه كتاباً مفردا مرفوع الأسانيد معتمدا فيها على الصحة دون الشذوذء 
وفصلته بذكر أعيان المشايخ الذين بلغنا بعض أقوالهم وأفعالهم في ذلك مقرين 
بقدره الرفيع. 

وصدرته بما نقل إلينا من بعض أخبار المشايخ أنه سيقول ذلك» مصرحين 
بفضله الوافي» وأتبعت ذاك بدرر من كلمات قالها مسفرة عن وجه مقام لم ينل 
بالمكاسب» ولم يحز بالرغائب . 

بل هيأت المواهب أسبابه» وفتحت السعادة أبوابه» ومدت الزيادة أطنابه, 
وقد ضمت الرعاية أطرافهاء وهزت العناية أعطافهاء وقاد التوفيق زمامهاء وكشف 
التحقيق لثامهاء وجاء الأمر بقولها أمامهاء وفتق البيان من جناب القرب أنوارهاء 
وروى الجنان عن جنان القدس أخبارها؛ لتكون مهداة على الكلمة التي من أجلها 


ا ااا برنت:1-ت-ج-002021-12-2-2 7 ا ا ل 


جمع» ومن جرائرها نصبء فرفع كي لا يظن أنها شاردة إبل» أو واردة نهل بلا 
علل. 
وأردفته بفضول من جليل كلامه» وعقود من نفيس نظامه قد كشف بها 
براقع اللبس عن وجوه المعارف» ورفع أغطية الغين عن عين شرائف اللطائف» 
وبث فيها ذخائر علوم التوحيد». وأودعها خزائن حكم التفريدء بنظم كالرياض 
والحدق المراض؛ ومعنى كالمدام وصوب كالغمام. 
فمع كل فصل قلب يحن إلى الوصل؛ ومع كل نفس للنفس من الأنوار قبس» 
ومع كل شطر من الحقائق سطر يرى معانيها من معانيها درا وياقوتاًء ويجد من 
درها دواء» ومن ياقوتها قوتا. 
ورصعتها بطرف من خارقات أفعاله» وظرف من بداياته وأحواله ترصيعا 
كسست ديباجته أزاهير الربيع ررض وأعارت بهجته أرانيج الزهر يافعاً مورقاًء 
وأهدت لطافته إلى نسيم السحر رقة وملكت محاسنه من تنضيد عقد الجواهر 
دقة» لتكون بنئية تثبت ما قبلهاء وعقدا فى عقاقدها يحيل خلا ويشد سلطانها 
زد الأقوال» ويسد برهانها على المعترض سبل المجال . 
لصتن براوق هلى تقل اناعم عورا ودو :ورا ردان الات لأصحابه 
ومحبيه؛ ليعلم مشتري ولائه بأي صفة باع وات تشعيمة دمن اتطدل الله فاء . 
زأببته بلوامع أنوار نسبه؛ وخلقه وخلقه» وعلمه ووعظهء وطرقه وتعظيم 
ال ولياء له؛ اعترافا بحقه وجوامع أخباره عن وفاته ووصاياه حين مماته. 
| ولقبنة راتما رامن هكرا المعكن تورف مار رطاف يي وختمته ببعض 
0 أكابر أصحابه وفضائل اعيان من انعمى إلى جنابه» فإن علو قدر الاتباع من 
تر المتارع» وبريد فيض الأنهار من ظيم الينبوع . 
ررك ذلك كله عن الإطالة خوف السامة والملالة» فإنه من أطال بعد 
ال آمل ومين انقو للى: الويانة اديج ...وير لمرو دنا الا طن 
الإفراط وارتقى عن التقصير» وفي ذلك حجة وعمدة لمحتج» وعبرة لمستبصرء 
وسميته ( بهجة الأسرار ومعدن الأنوار) . 
جعل الله ما تقدم إليه أو تآخر عنه فيه و » وإياه أسأل العصمة من الزلل» 
والتوفيق إلى صالح القول والعمل. 


ذكر إخبار المشايخ عنه بذلك 


(الشيخ) أبو بكر بن هوار رضي اللَّه عنهء أخبرنا الشيخان؛ الشيخ العالم 
زين الدين أبو الحسن علي بن أبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن أبي الطيب 
المغربى الجزائري المالكي المقري المعروف بابن الفلال بالقاهرة االمخر وي سنة 
أربع وكين وستمائة) والشيخ الصالح أبو زيد عبد الرحمن بن أبي النجاة؛ سالم 
ابن أحمد بن أبي حميد بن صالح بن علي القرشي المحدث بالقاهرة سنة إحدى 
وسبعين وستمائة . 

قالا: أخبرنا الشيخ القدوة أبو الفتح بن أبي الغنائم الواسطي نزيل الإسكندرية 
بها سنة ثلاث وعشرين وستماثة . 

قال : أخبرنا شيخنا الشيخ أحمد بن أبي الحسن الرفاعي بأم عبيدة رضي الله 
عنه) وأخبرنا أيضاً الفقيه العدل أبو الفرج عبد الملك بن محمد بن عبد المحمود 
ابن أحمد بن علي الواسطي الربعي الشافعي بالقاهرة سنة سبعين وستماثة . 

قال: أخبرنا الشيخ الصالح بقية السلف أبو العزائم مقدام بن صالح بن عبد 
الرحمن بن يوسف العراقي الرفاعي ) نزيل الحدادية بها سنة ثلاث وعشرين 
وستمائة. قال: أخبرنا شيخنا الشيخ أحمد بن الرفاعي قال: وكان عمري يوم مات 
خالي أكثر من خمسين سنة» وخدمته ثلاثين سنة. قال: أخبرنا شيخنا خالي 
الشيخ منصور البطائحي . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد الشنبكي» وأخبرنا الشيخ الثقة أبو العفاف 
موسى ابن الشيخ العارف أبي المعالي عثمان بن موسى بن عبد الكريم بن علي 
البقاعي الأصل الدمشقي العقيبي المولد والدار بها سنئة ثلاث وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا أبي بدمشق سنة أربع عشرة وستمائة» أخبرنا الأشياخ الثلاثة 
أبو الخير سعيد ابن سيدي الشريف القدوة أبي سعد القيناوي» والشيخ أبو عبد 
الله محمد بن أحمد بن المدايني والشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الفيدي 
بقيلوية وفد بها قديما. 

قالوا: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو سعد القيلوي» والشيخ الأصيل أيضاً أبو عبد 
الله الحسن بن بدران بن علي بن محمد بن صالح البغدادي الحنبلي سنة سبعين 
وستمائة قال: أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد القادر بن عثمان بن أبي البركات بن 


داهج ا ييا ةس ل لي ٠‏ 


[1 مسمس عمسم ل ...0.25.2 كر إخبار المشايخ عنه بذلك 
على بن رزق اللّه بن عبد الوهاب التميمي البرداني الحنيلي بيغداد سئة خمس 
وثلاثين وستمائة 3 


قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن أبى طاهر أحمد بن محمد بن هبة 
الله القرشي البغدادي الفقيه الحنبلي الصوفي ببغداد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة . 

قال: أخيرنا السيد الشريف الشيخ أبو سعد القيلوي بقيلوية . 

قال: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو سعد بن ماخوش البطايحي الحامدي . 

قال: أخبرنا شيخنا أبو محمد الشنيكي -200, وأخبرنا أبو الحسن علي بن 
أبي بكر بن عمرو بن إسحاق بن نعيم البغدادي الأازجي الحنبلي؛ المحدث 
بالقاهرة سنة إحدى وستين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو طاهر الجليلى ابن الشيخ القدوة أبي العباس 
أحمد بن علي بن خليل الصرصري الجوسقي بصرصر سنة إحدى وثلاثين وستمائة . 

قال: أخبرنا أب قال: أخبرنا الشيخ عزاز بن مستودع البطائحي الغساني 
بالحدادية رضى اللّه عنه . 
0 قال: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو بكر بن هوار البطائحي رضي اللّه عنه في 
مجاسه يوما بين أصحابه؛ ذكر أحوال الأولياء» ثم قال: سوف يظهر بالعراق رجل 
من العجم عالي المنزلة عند اللّه وعند الناس اسمه عبد القادر» ومسكنه ببغداد 
مقول: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله؛ وتدين له الاولياء في عصره» ذلك الفرد 
في وقته الشيخ عبد الله الجوبي رضي اللّه عنه. 

أخبرنا الأصيل أبو عبد اللّه محمد ابن الشيخ أبي العياس أحمد بن عبد 
الواسع بن أمير كاه شافع بن صالح بن حاتم الجيلى الأصل البغدادي الدار بالقاهرة 
سنة ثمان وستين وستمائة . 1 

قال: أخبرنا والدي ببغداد سئة خمس وثلاثين وسعمائة . 

قال : أخبرنا الشيخ الإمام العالم العامل 
عبد الملك الدينوري بها. 

قال: أخبرنا شيخنا العلامة برها 
عبد الرحمن الأصفهاني . 

لال اخبرنا دينهنا ذو الاساليق اكقل الجوع ارو لفسا لخم ين شار التركت.. 

قال: أخبرنا شيخنا أبو صالح عبد الله بن الطبقى الرومى . 


الرباني عزيز الدين أبو:رشد عمر .بن 


الدين أبو جعفر محمد بن أبي زيد بن 


)١(9‏ هذه علامة على تحويل السند إلى سند آخر. 


ذكر إخبار المشايخ عنه يَذْلك سس ست اعم ممعم متميمم مم سمس © وو 

قال: أخبرنا شيخنا الإمام أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن 
الحسين بن شعيب الهمداني النور بجردي بهمدان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة . 

نال سين كيدا نا احم ع1 اللد يرا جم بز سرسين الجر نى املق 
بالحقى بجبل حرد في خلوته سنة ثمان وستين وأربعمائة يقول: أشهدت أنه 
سيولد بارطن العسم مولوة لداتظهرو طبع بالكرامات وقبول كام عدل كافة الأولياء 
يقول: قدمي هذه على رقبة كل ولي للهء وتندرج الأولياء في وقته تحت قدمه 
ذلك الذي يشرف به أهل زمانه وينتفع به من رآه الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء 
رضي الله عنه. 

أخبرنا الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن أبي العباس أحمد بن منظور الكناني 
العسقلاني الشافعي بظاهر القاهرة بالمقسم سنة إحدى وسبعين وستمائة. 

قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الهروي المولد 
البغدادي الدار السائح بالقاهرة قدمها علينا سنة ثلاث وعشرين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ القدوة علي بن الهيتى ببغداد سنة سبع وخمسين 
وخمسمائة؛ وأخبرنا أيضا الشيخ الثقة أبو حفص عمر بن محمد بن إبراهيم 
الدنيسري المعروف بابن مزاحم بظاهره سنة خمس وستين وستماثة . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد بن أبي بكر بن إدريس الرحاوي اليعقوبي بها 
سنة ست عشرة وستماثة . 

قال: أخبرنا شيخنا الشيخ علي بن الهيتى العراقى الدرباني بها سنئة ستين 
وخمسمائة -('2. 

قال: وأخبرنا الفقيه أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر بن مهذب بن أبي 
علي القرشي ثم البغدادي بالقاهرة سنة سبعين وستمائة. 

قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو صالح نصر ابن الحافظ أبي بكر عبد الرزاق ابن 
شيخ الإسلام أبي محمد عبد القادر الجيلي؛ والشيخ أبو الحسن علي بن سليمان 
ابن أبي العز المعروف بالخباز ببغداد سنة تسع وعشرين وستمائة. 

قالا: أخبرنا الشيخ الصالح أبو حفص عمر الكيمائى ببغداد سنة تسعين وستمائة. 

قال: أخبرنا الشيخ بقا بن بطو العراقي النهر ملكي ح 


)١١‏ كما قلئا إن هذا الحرف ( ح ) علامة على تحويل السند إلى سند آخر أو بتعبير آخر هو علامة 
حاصرة بين سندين. 


الل يي توكو غبار المع ب عم ردك 


رأخبرنا ابو المكافر إبراهيم ون عجد اللمرمععه رن ابي بكر محمه بن تصير 
ابن نصار بن منصور البيغدادي القروي بالقاهرة سنة تسع وستين وستماثة . 

قال: أخبرنا جدي لأمي الشيخ الصالح أبو عمرو عفمان بن نصار بن منصور 
البغدادي الدار والوفاة ببيغداد سنة سبع وستمائة . 

قال: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الطسفونجي 

قال : وكان قد أخذْ عنه وصحبه مدة» قالوا: كان الشيخ عبد القادر يأتي في 
صغره وهو شاب إلى زيارة شيخنا تاج العارفين أبي الوفاء كاكيس رضي اللّه عنه 
بيغداد بقلمونياء فحين يراه أبو الوفاء ينهض له ويقول لمن حضره: قوموا لولي 
اللّه وربما يمشي في وقت خطوات يتلقاه» وربما قال في وقت من لم يقم لهذا 
الشاب لم يقم لولي اللّهء فلما تكرر ذلك منه قال له أصحابه فى ذلك . 

فقال: لهذا الشاب وقت إذا جاء افتقر إليه الخاص والعام» وكأنى أراه قائلاً 

على رؤوس الأشهاد» وهو محق: قدمى هذه على رقبة كل ولي للهء 
فتتواضع له رقاب الأولياء في عصره إذ هو قطبهم فى وقتهء فمن أدرك يكم ذلك 
الوقت فليلزم خدمته. ١‏ 

(الشيخ) عقيل المنجي رضي الله عنه أخبر الشيخ الأصيل أبو المحاسن 
بوسف ابن الشيخ ابي بكرن «الشيخ يركة ابرع اين الحنضى » الغراقن :الال 
الأربلي المولد والدار بالقاهرة سئة سبع وستين وستمائة . 1 1 

قال: أخبرنا جدي الشيخ بركة الحمصي العراقي» والشيخ الصالح بقية 
السلف أبو أحمد محمود بن محمد الكردي الجبلاوي الشيبانى الأربلى بها سنة 
إحدى عشرة وستمائة . ١ ١‏ 

قالا: أخبرنا الشيخ عدي بن مسافرء قالا: كانا لقياه وصحياه مدة» وأخبرنا 
الشيخ الثقة أبو محمد رجب بن أبي المنصور بن نصر اللّه بن أبى المعالى العراقي 
الداري الأصل النيصيبيني المولد والدارء ثم القماهري بها 0 00 وسكتين 
وستمائة. 

قال : أخبرنا الشيخ القدوة أبو عبد الرحيم بن عسكر بن عبد الرحيم بن 
عسكر بن أسامة العدوي النيصيبيني بها سنة ثلاث وعشرين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الملك ديان بن أبى المعالى بن أسد بن نبهان 
العراقي» ثم الشيباني سنة خمس وتسعين ولتفسباثة . 1 


ذكر إخبار المشايخ عنه يذلك ‏ سس سس سس 0939# 


قال : يكل ذيحا الضري عنيل عل المج رد للم ران ايد 
ذلك الوقت فقمال: هو فى وقتنا هذا بمكة مخفى لا يعرفه إلا الأولياء» وسيظهر 
هناء وأشار إلى العراق فتى عجمي شريف يتكلم على الناس ببغداد» ويعرف 
كرامته الخاص والعام, وهو قطب وقته يقول: قدمي هذه على رقبة كل ولي للّه 
وتضع الأولياء له رقابهم» ولو فق في زمانه لوضعت له رأسي ذلك الذي ينقع 

(الشيخ) على بن وهب رضي اللّه عنه؛ أخبرنا أبو محمد عمران بن أبي 
على بن عثمان بن محمد بن أحمد بن على السنجاوي الشافعى المؤدب بالقاهرة 
سنة تسع وستير' وستماثة . 
الستجاري رحمهم الله: 

0 : أخبرنا المشيخ الصاح 0 أبو ب دكوين الم الاي السنجاري 

5 ل أبو 0 عام ٠‏ الفقيه أبي إسحاق 70 
عيسى بن أبي الحسن المنذري المغربي الأصل» ” ثم المصري المولد بالقاهرة سنة 

قال: أخبرنا والدي سنة تسع وتسعين وخمسمائة. 

قال : أخبرنا الشيخ قيس بن يونس الشامى صاحب الشيخ الهقدوة أبي 
الحسن علي بن وهب السنجاري رضى اللّه عنه . 

قال: دخل يوما على شيخنا الشيخ علي بن وهب رضي الله عنه جمع من 
الفقراء فتمال لهم: من أين؟ قالوا: من العجم. قال : من أي العجم؟ قالوا: من 
جيلان, قال : إن الله تعالى قد نور الوجود يرجل يظهر منكم قريب من اللّه تعالى 
اسمه عبد القادر مظهره في العراق يقول ببغداد: قدمي هذه على رقبة كل ولي 
لله وتقر أولياء عصره لفضله قدس الله روحه وروحهم. 

(الشيخ) حماد الدباس رضي الله عنه, أخبرنا شخصيا الشيخ العالم ضياء 
ابن قريش الأسعردي الأصل» الفارقي المولد» الدمشقي الدار 1 تاه بوايلة 
إحدى وستين وستمائة . 


1/8 مس سس 0.2 كر إخبار المشايخ عنه بذلك 


قال: أخبرنا الشيخ القدوة شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد 
الله السهروردي بدمشق سنة عشرين وستمائة . ١‏ 

قال: أخبرنا عمي الشيخ نجيب الدين أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله 
السهروردي بيغداد سنة تسع وخمسين وخمسمائة . 

وأخبرنا أيضاً أبو حفص عمر بن محمد بن عبد اللّه بن عبد السميع بن عبد 
الجيار بن صالح الصنهاجي الأصلء الشارعي المولد والدار الشافعي سنة ثلاث 
وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو محمد عبد اللّه ين مسعود بن مطر الصوفي 
المعروف بالرومي بزاويته بين مصر والقاهرة سنة ثلاثين وستمائة . 

قال: أخبرنا شيخنا أبو النجيب عبد القاهر السهروردي ببغداد سنة ستين 
والتعديانةة 

قال: كنت عند الشيخ حماد بن مسلم الدباس رضي اللّه عنه يبغداد سنة 
كت وخمسمالة والشيخ عبد القادر يومفل فى اصحيعف فجاء فغلس :بين يادية 
متأدباء ثم قام فسمعتث الشيخ حيرا 000 قيام المشيخ عبد القادر: لهذا 
العجمي قدم تعلو في وقتها على رقاب الأولياء فى ذلك الوقت» وليؤمرن أن 
يقول: قدمي هذه على رقبة كل ولي للّه؛ ولتوضعن له رقاب الآولياء في زمانه . 

قيل: رجل اسمه العون رضي اللّه عنه, وقيل: اسمه أبو يعقوب يوسف بن 
أيوب الهمداني . 

كردا لفكي أو انيد ضبق اقبزلك بو نالقسع كن تور رن جل 
المنجبي المولد الإعزازي الدار؛ ثم القاهري الشافعى المحدث بالقاهرة سئة ست 
وستين وستمائة . ١‏ 

قال: أخبرنا الفقيه الجليل 
الهلالي الإعزازي بها سنة تسع وعشرين وسعمائة . 

0 أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ أبي العلى بحر بن شرف 
الإسلام» أبي البركات عبد الوهاب بن أبي الفرج عبد الواحد الأنصاري الخزرجي 
السعدي العبادي الشيرازي الأصل؛ الدمشقي الدار المعروف بابن الحنبلي 
بدمشق سنة إحدى وستمائة . 1 

قال: أخبرنا أبو العلى عبد الوهاب» وأخبرنا أيضاً عالياً الشيخ الصالح الزاهد 
ابو المبحاسن يرسق من إناس نين.مرجاك :بن معيع ‏ الزمل كن المقري الشعيلن 
بالقاهرة سنة تسع وستين وستماثة . 


فكو خاو الوشاب ع للم مي ا 


قال: أخبرنا الشيخ المعمر أبو الفتوح نصر بن رضوان بن ثروان الداراني 
الفردوسي الحنبلي المقري بجامع دمشق سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. 

قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر بن 
أبى عصرون التميمي الشافعي بدمشق سنة ثمانين وخمسمائة . 

قال: رحلت وأنا شاب إلى بغداد في طلب العلم» وكان ابن السقا يومعذٍ 

رفيقي في الاشتغال بالنظامية؛ وكنا نتعبد ونزور الصالحين» وكان ببغداد يومعذٍ 
رجل يقال له الغوث» وكان يقال عنه أنه يظهر إذا شاء ويخفى إذا شاء» فقصدت 
أنا وابن السقا والشيخ عبد القادر الجيلى», وهو يومئذ شاب» إلى زيارته» فال ابن 
البنقاة وتحن اتن الطريق: اليو انباله: عن ميالة لا يدري ليها جواياء فقلكه أن 
أسأله عن مسألة فأنظر ما يقول فيهاء فال الشيخ عبد القادر: معاذ اللّه أن أسأله 
شيعا أنا بين يديه إذا ار رؤيته» فلما دخلنا عليه لم نره في مكانه 
فمكثنا ساعة» فإذا هو جالس» فنظر فنظر إِلىٍ ابن السقا مغضبا وقال: ويلك ياسي 
السقا؛ تسألني عن مسألة لم أرد لها جواباء وهي كذا وجوابها كذاء إني لأرى نار 
الكفر تلتهب فيكء؛ ثم نظر إلي وقال: عبد اللّه تسألني عن مسألة لتنظر ما أقول 
فيهاء هي كذا وجوابها كذا؛ لتخرن عليك الدنيا إلى شحمتي أذنيك بإساءة 
أدبك» ثم نظر إلى الشيخ عبد القادر وأدناه منه» وأكرمه وقال له: يا عبد القادر 
لقد أرضيت الله ورسوله بأدبك» كأني أراك بيغداد» وقد صعدت على الكرسي 
متكلماً على الملأ» وقلت : : قدمي هذه على رقبة كل ولي لله وكأني أرى الأولياء 
في وقتك قد حنوا رقابهم إجلالاً لك» ثم غاب عنا لوقته فلم نره بعد ذلك . 

قال: وأما الشيخ عبد القادر فإنه ظهرت أمارة قربه من اللّه تعالى» وأجمع 
عليه الخاص والعام . 

وقال: قدمي هذه على رقبة كل ولي للهء وأقرت الأولياء بفضله في وقته. 
وأما ابن السقا فإنه اشتغل بالعلوم الشرعية حتى برع فيهاء وفاق كثيراً من أهل 
زمانه» واشتهر بقطع من يناظره في جميع العلوم» وكان ذا لسان فصيح» وسمت 
بهي» فأدناه الخليفة منهء وبعثه إلى ملك الروم رسولاًء فرآه الملك ذا فنون 
وفصاحة» وسمت») فأعجب به وجمع له الْفسِيْسِين والعلماء بدين النصرانية) 
وناظروه فأفحمهم عجزأء فعظم عند الملك» ثم رأى بنتا للملك ففتن بهاء وسأل 
الملك إياها أن يزوجها به» فأبى إلا أن يتنصرء فأجابه وزوجه بهاء فذكر ابن السقا 
كلام الغرث وعلم أنه أصيب بسيبه . 


وأما أنا فجئت إلى دمشق وأحضرني السلطان نور الدين الملك الشهيد» 


٠‏ !9 بعسسيسسسيسيسست ذكر من حضر من المشايخ والعلماء في المجلس الذي قال فيه ذلك 
وأكرهنى على ولاية الأوقافء فوليتها وأقبلت علي الدنيا إقبالا كثيراء» فتصدق 
قول الغوث فينا كلنا. 


ذكرمن حضر من المشايخ والعلماء 
فى المجلس الذي قال فيه ذلك 


أخبرنا الشيخ. أبو الفرج عبد الوهاب بن أبي المفاخر الحسن بن فتيان بن 
محمد بن أحمد الكوفي الأصلء الآربلي المولد البغدادي. ثم القاهري سنة 
خمس وستين وستماثئة. 

قال: أخبرنا الشيخ الصالح المعمر بقية السلف أبو الثناء محمود بن أحمد 
الكردي الحميدي الجيلاني؛ ثم البغدادي الشافعي بيغداد سنة عشرين امسكماتة: 

قال :. وسمعته يقول في هذا التاريخ تجاوز سني مائة عام وعشرين عاماء 
ورأيت الشيخ عبد القادر والشيخ بقاء بن بطول؛ والشيخ الشريف أبا سعيد 
القيلوي؛ والشيخ عدي بن مسافر والشيخ علي بن الهيتي» والشيخ أحمد بن 
الرفاعي رضي الله عنهم وعنابهم . 

وأخبرنا الفقيه العدل أبو أحمد عبد الملك بن أبي الفتح بن منصور بن 
مقلد المنجي الإعزازي الشافعي المحدث بالقاهرة سنة ست وستين وستمائة . 

قال اخيرنا الشيخ العسريفية السلى كرف أبوعية الله محمد يق على 
السكي الحافعية قدم علينا-من. (غزازمكة الحدى وعشرين وسعنانة وقال: 
عمري الآن أكثر من مائة سنة» وتوفي الشيخ عبد القادرء عمري7") سنة وصحبته 
ببغداد مدة. 

وأخبرنا الفقيه الأصيل أبو محمد الحسن ابن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن 
بن إبراهيم بن علي بن الزراد البغدادي بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة . 

وأخبرنا الشيخ الحافظ أبو منصور عبد اللّه بن محمد بن الوليد البغدادي 
بها سنة أربع وثلاثين وستمائة . 

قال : أخبرنا الإمام العلامة أبو البقاء عبد اللّه بن الحسين بن أبي اليقاء بن 
الحسين العكبري الأصل» البغدادي المولد والدارء والفقيه المرضي النحوي 
الضرير ببغداد سنة إحدى عشرة وستماثة . 


)١1١‏ بياض في الاصل. 


ذكر من حضر من المشايخ والعلماء في المجلس الذي قال فيه ذْلَكُ ‏ سس _»٠١‏ 

قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد الخشاب البغدادي 
الحنبلي النحوي» والشيخ الإمام أبو بكر عبد الله بن نصر بن حمزة التميمي 
البكري البغدادي الحنبلي ببغداد سنة أربع وستين وخمسمائثة . 

وأخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن علي أبو الشيخ زكريا يحيى بن أبي 
القاسم أحمد بن عبد الرحمن البغدادي الأزجي الحنبلي بالقاهرة سنة ست وستين 
وستكمائة 

قال: أخبرنا الفقيه الجليل محيي الدين ابو محمد بن يوسف ابن الإمام أبي 
الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي الفقيه الحنبلي بيغداد سنة تسع وثلاثين 
ومحيانة 

قال: أخبرنا الشيخ أبو هريرة محمد بن أبي الفعوح الليث بن شجاع بن 
مسعود بن أبي الفضل البغدادي الأزجي الديناري الضرير» المعروف بابن 
الوسطاني بيغداد سنة ثلاث عشرة وستمائة . 

قال : أخيرنا الحافظ أبو العز عبد المغيث بن أبي حرب زهير بن زهير بن 
علوي البغدادي الجوبي الججبان بيغذاد شل تلاق وسبعين وخمسمائة. 

قالوا : كنا حاضرين في مجلس الشيخ محبي الدين عبد القادر ؛ بن أبي صالح 
الجيلي رضي الله عنه ببغداد برباطه بالحلبة». وكان في مجلسه حينكذٍ عامة مشايخ 
العراق منهم الشيخ علي بن الهيتي الزريرامي» والشيخ بقاء بن بطو بطو النهر ملكيء 
والشيخ الشريف أبو سعد القيلوي, والشيخ موسى بن ماهين الزولي قدم بغداد 
يومئذ حاجاء والشيخ أبو النجيب عبد القادر بن عبد الله السهروردي» والشيخ أبو 
الكرم المعمر» والشيخ أبو العباس أحمد بن علي الجوسقي الصرصريء» والشيخ 
ماجد الكردي» والشيخ أبو حكم بن إبراهيم بن دينار النهرواني» والشيخ أبو عمرو 
عفمان بن مرزوق القرشي قدم بغداد يومذٍ زائراء والشيخ مكارم الأكبر» والشيخ 
مطر البادراني» والشيخ جاكير» والشيخ وسو الأكبر» والشيخ صدقة بن 
محمد البغدادي») والشيخ يحيى بن محمد الدوري المرتعش» والشيخ ضياء 
الدين إبراهيم بن أبي عبد الله بن علي الجوني» والشيخ أبو عبد اللّه محمد 
الدريامي القرشي قدم بغداد يومئذ, والشيخ أبو عمرو عثمان بن مروة البطايحي, 
والشيخ قضيب البان الموصلي»؛ والشيخ أبو العباس أحمد البقلي المعروضف 
باليماني» والشيخ أبو العباس أحمد القرشي ذو التصريف الظاهر وتلميذه الشيخ 
داود شاباً وكان يذكر عنه أنه يصلي الي ب شرفها اللّه تعالى» والشيخ أبو 


9 8# ملسست ذكر من حضر من المشايخ والعلماء في المجلس الذي قال فيه ذلك 
عبد اللّه محمد بن عبد اللّه العراقي المعروف بالخاص» والشيخ أبو عمرو عثمان 
والشيخ سلطان بن أحمد المزين» والشيخ أبو بكر بن عبد الحميد الشيباني 
المعروف بالحباري» والشيخ أبو العباس أحمد ابن الأستاذء والشيخ أبو محمد 
أحمد بن عيسى المعروف بالكوسجي» والشيخ مبارك بن علي الجميلي»؛ والشيخ 
أبي المعالي بن قائد الأواني» والشيخ أبو القاسم عمر بن مسعود البزار شاباء 
والشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي شابال والمشيخ أبو الغناء محمود 
ابن عثمان النعال) والشيخ أبو حفص عمر بن أبي نصر الغزال» والشيخ أبو متحي 
الحسن الفارسي ثم البغدادي» والشيخ أبو محمد علي بن إدريس اليعقوبي شاباء 
والشيخ أبو حفص عمر الكيماتي, والشيخ عياد البواب» والشيخ مظفر الحمال» 
والشيخ أبو بكر الحمامي المعروف بالمزين» والشيخ جليل صاحب الخطوة 
المعروف بأبي عواجاء والشيخ أبو محمد عبد الحق الحزيمى» والشيخ أبو يعلى 

والشيخ محيي الدين يتكلم عليهم» وقد حضر قلبه فقال: قدمى هذه على 
ربة كل ري لله فقام الشوخ علي بن 'الميتق .وصيعةا على ارس وأخذ قدم 
الشيخ ووضعها على عنقه؛ ودخل تحت ذيله؛ ومد الحاضرون كلهم أعناقهم . 

0000 ن علي بن محمد بن عبد اللّه بن أبي بكر بن علي بن 

اله : : : 
وه 0 البغدادي الموئد والدار بالقاهرة سئة خمس وستين "2 
وستماثة؛ 00 بغداد في سنة ثلاثين وستمائة مجلساً حفلاً بمشايخ 
: يمل ١‏ أاببت م : 

بلا 35 42م كركرل الشيع عيه العادر رظي الللعنة كلس خده 
على رقبة كل ولي لله. 

.م ٠.‏ م ا 

لو لعل أبي العباس أحمد الصرصري: قصدت إلى زيارة الشيخ 

22 0 ' 
أبى السعود رصي 00 أي سنة تسع وسبعين وخمسمائة, وسألته عن قول 
50 القادر رضى الله عن ٠‏ : 1 2 : 

الشيخ عبة 22 * عنه: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله فقال: كنت 
جيرا ويح لاه وكات في ميجلييه نوبي ددر بيد كينا انين 
أعيان شيوخ ذلك العصرء ورايتهم قد حنوا أعناقهم حين قالهاء وظهرت عليهم 


ذكر إخبار المشايخ بالكشف عن هيئة الخال  ...‏ سس سس سس ست لويم 
أمارات الخضوع؛ ورأيت الشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه وقد طلع إليه فوق 
الكرسي» ووضع قدم الشيخ على عنقهء فقال الشيخ أبو الحسن الخفاف البغدادي : 
وأنا أيضا سمعت من سيدي الشيخ أبي السعود غير مرة» وقال الشيخ أبو عمرو 
عثمان بن سليمان المعروف بالقصير: أنا أيضا قصدت إلى زيارة الشيخ أبي عبد 
الله محمد بن قائد الأواني رضي اللّه عنه يوم عاشوراء سنة أربع وثمانين 
وخمسماثة: ونالفة عن قول الشيخ عبد القادر رضي الله غعه: قدمي هذه على رقبة 
كل ولي لله؛ فذكر مثل ذلك؛ يعني مثل قول الشيخ أبي السعود رضي الله عنهما. 

أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن بدران بن منصور بن بدران الأنصاري المقري 
القاهري سنة سبع وستين وستمائة» قال: دخلت بغداد سنة إحدى وعشرين 
وستمائة» وقتصدت زيارة قاضي القضاة أبي صالح نصر بمدرسة جدة بباب الأزجء 
فوجدت عنده جمعاء فال له أحدهم : ما سمعت فى قول الشيخ عبد القادر 
قدمي هذه على رقبة كل ولي لله . ْ 

فقال: سمعت أبا بكر عبد الرزاق وأعمامى أبا عبد الرحمن عبد اللّهء وأبا 
عبد الله عبد الوهاب؛ وأبا إسحاق إبراهيم أولاد الشيخ عبد القادر رحمهم اللّه في 
أوقات متفرقة يقولون: حضرنا المجلس الذي قال فيه والدنا رضي اللّه عنه: قدمي 
هذه على رقبة كل ولي لله وكان فيه نيف وخمسون شيخاً من أكابر مشايخ 
العراق» وحنوا كلهم رقابهم ووضع ابن الهيتى رضى اللّه عنه قدمه على عنقه» ثم 
بلغنا عن المشايخ المتفرقين في الأمصار الذين حضروا في ذلك الوقت أنهم مدرا 
اعناقهم وأخبروا عنه بما قال» ولم يبلغنا عن أحد منهم أنه أنكر عليه ذلك القول . 


ذكر إخبار الميد ايخ بالك 5 ٠‏ 
عن هيئة الحال حين قال ذلك 
الستينك الشريف (الشيخ) ) أبو سعد القيلوي رضي اللّه عنه أخبرنا الفقيه 
الجليل أبو غالب رزق الله بن أبي عبد الله محمد بن يوسف الرقي الشافعى 
ا و 0 
رربو الأقدم القن بواعيقة ردت 0 
فقال: أخبرنا منصور سنة ست وثمانين وخمسمائة. 


ع 7# سس س0 كر إخبار المشايخ بالكشف عن هيئة الحال... 

قال: أخبرنا القدوة الشيخ أبو عبد الله محمد بن ماجد الرقي بها سنة ستين 
وخمسمائة ح» وأخبرنا أيضاً عالياً أبو الفعوح نصر اللّه بن أبي المحاسن يوسف 
ابن خليل بن علي بن مفرج البغدادي الأزجي الحنبلي المعحدث بالقاهرة سنة سبع 
وستين وستمائة . 

قال : أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن حمزة بن أبي البركات 
المبارك بن حمزة بن عثمان بن الحسن البغدادي الأزجي المعروف بابن الطبال 
ببغداد سنة سبع وعشرين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخان؛ الشيخ المعمر أبو المظفر منصور بن المبارك بن 
الفضيل بن أبي الواسطي الواعظء والإمام أبو محمد عبد اللّه بن أبيى الحسن بن 
أبي الفضل الشامي الحباري الأصل البغدادي الدار» ثم الأصبهاني بيغداد سنة 
إحدى وستمائة. 

قالوا: سمعنا السيد الشريف الشيخ القدوة أبا سعد القيلوي رضي اللّه عنه 
بعايوبة يقول : لما قال الشيخ عبد القادر: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تجلى 
الحق عز وجل على قلبه؛ وجاءته خلعة من رسول الله مَِتّهُ على يد طائفة من 
الملائكة المقربين» وأليسها بمحضر من جميع الأولياء من تقدم منهم ومن تأخرء 
الأحياء بأجسادهم والآموات بأرواحهم. وكانت الملائكة ورجال الغيب حافين 
بمجلسه واقفين في الهواء صفوفاً حتى استد الأفق بهم» ولم يبق ولي في الأرض 
إلا حنا عنقه . 

(الشيخ بقا بن بطو رضي اللّه عنه» 

اخبرنا الشيخ العلامة شمس الدين أبو عبد اللّه محمد ابن الشيخ الإمام 
العالم عماد الدين أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن على المقدسى الحنبلي 
بالقاهرة سئة خمس وستين وستمائة . ْ ْ 

قال: أخبرنا الشيخ 


قال : 


الشريف أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه ين أحمد 
أخبرنا الشيخ القدوة أبو القاسم عمر بن مسعود المعروف يالبزار 
بيغداد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة. 

قال: سمعت بقا بن بطو النهر ملكي رضى اللّه عنه يقول: لما قال الشيخ 
عبد القادر رضي الله عنه: قدمى هذه على رقبة كل ولى لله» قالت الملائكة 


7 


ذكر إخبار المشايخ بالكشف عن هيئة الحال ... 
(الشيخ عدي بن مسافر والشيخ أحمد بن الرفاعي رضي الله عنهما) 
أخبرنا الفقيه الأصيل أبو الفضل منصور بن أحمد بن أبي الفرج العراقي 

الدوري ثم البغدادي الحنبلي بالقاهرة سنة أربع وسبعين وستمائة . 
قال: أخبرنا شيخنا العلامة كمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن 

سمرويه الصريقيني» الفقيه الحنبلي ببغداد سنة إحدى وأربعين وستمائة . 
قال: سمعت الشيخ الصالح أبا محمد يوسف بن المظفر بن شجاع العاقولي 

الأصل» البغدادي الأزجى ي الصفار بيغداد سنة اثنتين وعشرين وستمائة . 
يقول: قصدت زيارة الشيخ عدي بن مسافر رضي الله عنه في أوائل سنة 

ست وخمسين وخمسمائة» فقال: من أين؟ فقلت : من بغداد من أصحاب الشيخ 

عبد القادر» فقال: بخ بخ ذلك قطب الأرض وضعت ثلاثمائة ولي لله وسبعمائة 


هه 


ا 21011111111 


غيبي ما بين جالس في الأرضء ومار في الهواء أعناقهم له في وقت واحد حين 
قال: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله 

قال العاقولي: فعظم ذلك عندي, ثم بعد مدة أتيت أم عبيدة لأزور الشيخ 
أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه فذكرت له ما سمعت من الشيخ عدي في ذلك 
فقال: صدق . 

(الشيخ عدي والشيخ ماجد الكردي والشيخ مطر رضي الله عنهم ) 

أخبرنا أبو محمد ماجد بن محمد بن خالد بن أبي بكر بن سيما بن غانم 
العراقي الحلواني البغدادي بالقاهرة سنة إحدى وسبعين وستماثة. 

قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن الشيخ عوض بن سلامة الغراد 
البغدادي الصوفي ببغداد سنة ثلاثين وستمائة 

قال: أخبرنا والدي عوض صاحب الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه» قال: 
قصدت من بغداد أنا والشيخ محمد البشنكي» » والشيخ أبو أحمد عبد الباقي بن 
عبد الجبار الهروي البغدادي الصوفي الحرضيء و الشيخ أبو عبد اللّه استاه مهر بن 
محمد الخيلاني من بغداد إلى زيارة الشيخ أبي ماجد الكردي رضي اللّه عنه بجبل 
حمرين» فلما أتيناه أكرمنا وأقمنا عنده أياماء فلما استأذناه في الانصراف قال: 


أزودكم بما.تنقلونه عني لما قال الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه: قدمى هذه 


9 


على رقبة كل ولي لله؛ لم يبق ولي لله في الأرض ذلك الوقت إلا حنى عنقه 
تواضعاً لله واعترافا بمكانته, ولم يبق ناد من أندية صالحي الجن في ذلك الوقت 
إلا وفيه ذكر ذلك» و قصدته وفود صالحي الجن من جميع الآفاق مسلمين عليه 
وتائبين على يديه؛ وازدحموا في بابه . 


3 سس سس ذكر إخباو المشايخ بالكشف عن هيئة الحال ... 

قال : فودعناه وأتينا بإدبارنا بزيارة | لشيخ مطر رضي الله عنه» وفي أنفسنا 
إعظام مما سمعناه من الشيخ ماجد» فلما دخلنا عليه رحب بنا وقال: صدق أخي 
ماجد فيما أخبركم به عن الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه . 

١)‏ لشيخ مكارم رضي اللّه عنه) قال : أخبرنا أبو محمد عبد الواحد بن صالح 
أبن يحيى بن محمد القرشي البغدادي الحنبلي بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين 
وستمائة. 
محمد الأآمدي الأصلء البغدادي الدار» الحنبلى المعروف بالتوحيدي» سبط 
الحافظ أبي بكر عبد الرزاق ببغداد سنة تسع وثلاثين وستماثة . قال : أخيرنا 
عبد الدائم البغدادي الواعظ المعروف بابن الغزال ببغداد بجامع المنصور في 
مستهل رجب سنة أربع عشرة وستمائة . 

قال : زرت الشيخ أبا عبد الرحمن عبد القادر ابن الشيخ محيي الدين أبي 
محمد عبد القادر رضي اللّه عنه بمدرسة والده بباب الأزج سئة تسسع وسكين 
وخمسمائة, وسألته : هل حضرت المجلس الذي قال والدك فيه: قدمى هذه على 
رقبة كل ولي لله قال: نعم» وكان فيفارهاء لتمسون شيما من أعيان المشايخ» 
ورأيتهم كلهم واضعين أعناقهم» فلما دخل الشيخ داره وانصرف من كان حاضرا 
لو مام والشيخ محمد الخاص» والشيخ أحمد بن العربي» وتلميذه 
داود فجلست وأخواي عبد العزيز وعبد الجبار إليهم. فتمال الشيخ مكارم : 
أشهدني الله عز وجل في هذا اليوم أنه لم يبق أحد ممن عقد له لواء الولاية فى 
أقطار الأرض: أدناها ١)ة‏ 1 ا 00 

١‏ ر 3 ' وأقصاها إلا شاهد علم القطبية محمولاً بين يدي الشيخ عبد 
القادر وتاج الغوثية على رأسه ورأى عليه خلعة التصريف العام النافذ فى الوجودء 
وأهله ولاية وعز لا معلمة بطرازي الشريعة والحقيقة» وسمعته يقول: قدمي هذه 
على رقبة كل ولي لله ووضع رامبه لذلك كل ولي لله في وقت وانحد نعي الأبدال 
العشرة خواص المملكة سلاطين الوقت. 

قلت : من هم؟ قال : الشيخ بقا بن بطو والشيخ أبو سعد القيلوي» والشيخ 
علي بن الهيتي» والشيخ عدي بن مسافرء والشيخ موسى الزولي» والشيخ أحمد 
ابن الرفاعي) والشيخ عبد الرحمن الطفسونجى» و لشيخ أبو محمد بن عبد الله 
البصري » والشيخ حياة بن قيس الحراني» والشيخ أبو مدين المغربي . 


ذكر إخبار المشايخ بالكشف عن هيئة الحال  ...‏ سسسب سس سس لإ 

فقال له الشيخ أبو محمد الخاص والشيخ أحمد بن العربي : صدقتء قال: 
فحفظت أنا وأخواي ذلك عنهم» وقيدناه عندنا. 

قال ابن الغزال: فانصرفت من عنده وأتيت أخويه؛ عبد الجبار» وعبد 
العزيز» وسألتهما عن ذلك فأخبراني بمثل ما قال» ولم يخلا منه بشيء. 

( الشيخ خليفة الأكبر رضي الله عنه) أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي 
القاسم أحمد بن محمد بن أبي القاسم» وخلف بن أحمد بن محمد البغدادي 
الحريمى المعروف بجده ابن قوقا بالقاهرة سنة ست وستين وستمائة 1 

قال اعترنا كمون لطت ويقه اقديوة لخديو وعشرين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم بن أبي بكر بن أحمد بن أبي السعادات 
أحمد بن كرم النبدليجي الأصلء البغدادي الدار» الأزجي ببغداد سنة ثلاث 
وتسعين وخمسمائة . 
١‏ قال: سيعت الشيخ خليفة رضي اللّه عنه ببغداد وكان كثير الرؤيا لرسول 
الله عَيِكْه » يقول: رأيت رسول الله عَْلْهُ فقلت له: يا رسول الله لقد قال الشيخ عبد 
القادر: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله؛ فمال: صدق الشيخ عبد القادرء 
وكيف لا وهو القطب وأنا أرعاه. 

(الشيخ لولو الأرميني) رضي اللّه عنه قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو علي 
العباس ابن الشيخ أبي موسى عمران بن إبراهيم بن إسماعيل , بن إبراهيم نه الشرارقه 
الشافعي بالقاهرة المحروسة سنة ست وستين وستمائة . 

قال: أخبرنا والدي عمران وعمي صنو أبي الشيخ أبو عبد الله محمد بن 
إبراهيم بن إسماعيل المعروف بالصادق الفزاري سنة اثنين وعشرين وستمائة . 

قالا: أخبرنا شيخنا القدوة أبو الخير عطاء بن عبد العزيز بن نعيم بن تازوكة 
ابن قيمان بن رزين المصري بسواد مصر ببرسوم سنة تسعين وخمسمائة» قال: 
كنت مجاوراً بمكة شرفها الله تعالى سنة خمسمائة» وكان فيها يومعذ الشيخ لولو 
الأرميني القطب المخاطب على الأنفاس» وكان الشيخ عبد الله المارديني في 
خدمته فحضرته 2 وعنده شيخنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن السميري» 
والشيخ أبو عبد الله محمد الديسني» والشيخ صلاح الدين المعروف بإمام الحرم؛ 
والشيخ أبو حفص عمر بن محمد المغربي العدوي, والشيخ أبو محمد عبد الله بن 
أيدغش المارديني رضي الله عنهم» فرأيت في حاله مع اللّه عز وجل ما لم أره في 
زماني من أحد» فقلت في نفسي: يا ترى إلى من ينتسب من المشايخ؟ 


م 8 مس0 كر إخبار المشايخ عنه أنه لم يقل ذلك ... 

فقال مسابقاً لخاطري: يا عطاء شيخي الشيخ عبد القادر الذي قال: قدمي 
هذه على رقبة كل ولي لله ووضع ثلاثمائة وثلاثة عش ولبائله عر وجل رؤوسهم 
وبالعراق يدوه رجلاء وبالعجم أربعون رجلا وبالشام ثلاثون رجلا وبمصر 
عشرون رجلاء وبالمغرب سبعة وعشرون رجلاء وباليمن ثلاثة وعشرون رجلاء 
وبالحبشة أحد عشر رجلاء وبسد يأجوج ومأجوج سبعة رجالء وبوادي سرنديب 
سبعة رجال» وبجبل. قاف سبعة وأربعون رجلا وبجزائر البحر المحيط أربعة 
وعشرون رجلا رضي اللّه عنهم . 

ذكر إخبار المشايخ عنه أنه لم يقل ذلك 
إلا بامر الشيخ عدى بن مسافر 

قال : أخبرنا الشيخ القدوة أبو المفاخر عدي بن الشيخ أبي البركات صخرء 
قال: قلت لعمي الشيخ عدي بن مسافر رضي اللّه عنه: أعلمت أن أحداً من 
المشايخ المتقدمين قال: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله غير الشيخ عبد 
القادر؟ 1 
قال: لاء قلت: فما معناه؟ قال ٠:‏ : 3 ّ 1 5 
18 ل: هي مفصحة عن مقام الفردية فى وقته» 
قلت: فلك| وقت فرد. : 1 1 

قال: لم يؤمر أحد منهم أن يقول هذا سوى الشيخ عبد القادر. 
ا وإنما وضعت الأولياء كلهم رؤوسهم 

ن الآمرء ألا ترى إلى الملائكة لم يسجدوا لآدم صلوات اللّه عليه إلا لورود 

السيد الشريف الشيخ أبو سعد القيلوي رضي الله عنه. 

أخبرنا الفقيه أبو القاسم محمد بن عيادة بن محمد بن عيادة بين عيد 
المحسن بن المنذدري الأنصاري الجلي بالقاهرة سنة أربع وسيعين وستمائثة . 

قال: سمعت الشيخ العارف ابا الحسن عليا الغزني رضي اللّه عنه بدمشق 
سنة عشر وستمائة» يقول: قيل لشيخنا أبى سعد القيلوي رضى اللّه عنه» وأنا 
أسمع هل قال الشيخ عبد القادر: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله بامر؟ قال: 


ذكر إخبار المشايخ عنه أنه لم يقل ذلك .  ..‏ سسسس سس ست سس ا سس ل سا سال #4 
بلى» قالها بأمر لا شك فيه وهي لسان القطبية ومن الأقطاب في كل زمن من يؤمر 
بالسكوت فلا يسعه إلا السكوتء ومنهم من يؤمر بالقول فلا يسعه إلا القول» وهو 
الأكمل فى مقام القطبية لأنه لسان الشفاعة . 
عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن إبراهيم بن عبد اللّه البصري البغدادي 
المولد والدار بالقاهرة سنة إحدى وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ الشريف أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد 
المعروف يباين المتضوري ببغداد سلة إحدئ وثلاثين وسكماثة. 
بها سنة إحدى عشرة وستماثئة» قال: لما قال سيدي عبد القادر رضى اللّه عنه: 
قدمي هذه على رقبة كل ولي لله؛ وصعد إليه الشيخ سيدي علي بن الهيتي رضي 
اللّه عنه فوق الكرسي ؛ وأخذ قدمه وجعلها على عنقه ودخل تحت ذيله» قال له 
أصحابه : لم فعلت ذلك؟ فقال: لأنه أمر أن يقولها وأذن له في عزل من أنكرها 

( الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه) أخبرنا أبو الحسن علي بن الشيخ 
أبى المجد المبارك بن يوسف بن غسان القرشى البطايحى الحدادي الشافعي 
بالقاهرة سنة سبعين وستمائة . 

قال : أخبرنا الشيخ القدوة أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ العارف أبي الحسن 
علي الرفاعى البطايحى المعروف بالأعزب برواق أم عبيدة سنة إحدى وستمائة» 
قال: قال أبى لسيدي أحمد رضي الله عنه: هل قال الشيخ عبد القادر رضي اللّه 
عنه: قدمى هذه على رقبة كل ولي لله بأمر أو بلا أمر؟ قال: بل قالها بأمر. 

(الشيخ أبو محمد القاسم بن عبد اللّه البصري رضي اللّه عنه) أخبرنا الشيخ 
أبو المحاسن يوسف بن أبي العباس أحمد بن نسيب بن حسين البصري المالكي 
بالقاهرة سنة تسع وسبعين وستمائة . عش 

قال: أخبرنا الشيخ أبو الفرج حسين ين محمد بن أحمد بن الدويرة 
البصري المقري الحنبلى بالبصرة سئة ثمان وثلاثين وستمائة . 
عشرة وستماثة. 

قال: سمعت الشيخ القدوة أبا محمد القاسم بن عبد اللّه البصري رضي اللّه 


ة 7# مسا سس سس كر من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك 
عنه بها يقول: لما أمر الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه أن يقول : قدمي هذه على 
رقبة كل ولي لله؛ رأيت الأولياء في المشرق والمغرب واضعين رؤوسهم تواضعا له 
إلا رجلا بأرض العجمء فإنه لم يفعل فتوارى عنه حاله . 
(الشيخ حياة بن قيس الحراني رضي اللّه عمه) أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد 
. الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الدائم بن علي القرشي المقدسي الحنبلي 
بالقاهرة سنة اثنتين وسبعين وستمائة 
قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الملك ابن الشيخ العاردف أبي عند 
الملك ذيال بن الشيخ أبيى محمد عبد اللّه ابن الشيخ العارف أبي المعالي بن 
راشد بن نبهان العراقي الأصل المقدسي الدار سنة إحدى وثالاثين وستمائة. 
قال : أخبرنا أبي سنة ثلاث عشرة وسعمائة ة قال: حضرت عند الشيخ القدوة 
حياة بن قيس رضي الله عنه يوم الجمعة الثالث من رمضان سنة تسع وسبعين 
وخمسمائة بجامع حران» فجاء رجل سأله أن يأخذ عليه عهد القدوة لنفسه فال 
له: أنت عليك وسم غيري؛ فقال فد نسيت للشيخ عبد القادر لكن لم آخذ له 
خرقة من اد قال : : عشنا زماناً مديداً في ظل ظل الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنهء 
وشربنا كؤوسا هنيغة من مناهل عرفانه» ولقد كان النفس الصادق يصدر عنه 
5 فيستطير شعاع نوره في الآفاق استطارة النار فنقتبس منه أسرار أحوال الأصحاب 
1 على قدر مراتبهم» ولما أتاه الأمر بأن يقول : : قدمي هذه على رقبة كل ولي لله زا 
5 -- جميع الا ولياء نور في قلوبهم وبركة في علومهم» وعلواً في 58 
كة وضعهم رؤوسهم. وقد مضى إلى الله تعالى في حلبة السابقين مع النبيين 
سن الله عنا بهم. 


8 ٠ 
ذكر من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك‎ 
» (الشيخ بقا بن بطو رضى اللّه عنه‎ 
أخبرنا أبو الحسن علي بن ازدمر البغدادي المحمدي بالقاهرة سنة ثلاث‎ 
. العراقي الباسري» ثم البغدادي الحنبلي ببغداد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة‎ 


ذكر من حنا رأسه من المشايخ عنما قال ذلك سس سس سي سس .ل لولس 


النهر ملكي بيغداد سئة تسع وثمانين وخمسمائة» قال: كنت مع عمي الشيخ بقا 
ابن بطو في مجلس الشيخ عبد القادر رضي الله عنه بيغداد» فقال الشيخ عبد 
القادر رضى اللّه عنه: قدمى هذه على رقبة كل ولى لله فحنى عمى عنقه . 
أخبرنا أبو المعالي صالح بن يوسف بن عجلان بن نصر العسقلانى 
قال : أخيرنا الشيخ أبو محمد عبد اللطيف البغدادي المعروف بالمطرز 
ببغداد سنة ثمان وعشرين و ستمائة . 
المعروف بابن نفطة رضي الله عنه بزاويته ببغداد سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة . 
قال: أخبرنا شيخنا أبو عمرو عثمان الصريفي: ؛ ثم البغدادي بها سنة تسع 
قال: كنه- فى مجلس شيخنا الشيخ عبد القادر رضى اللّه عنه ببغداد إلى 
جانب الشيخ بقا بن بطو رضي الله عنه؛ فال الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه: 
قدمي هذه على رقبة كل ولي لله فحنا الشيخ بقا عنقه رضي اللّه عنه وعنا به 
بمنه وكرمه. 
(السيد الشريف الشيخ أبو سعيد القيلوي رضى اللّه عنه) 
أخبرنا أبو الفرج عبد الحميد بن معالي بن عبد اللّه بن علي الصرصري» ثم 
البغدادي الحنبلى بالقاهرة سنة تمان وستين وستمائة . 
قال: أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن الشيخ الخير سعيد بن الشيخ الشريف 
القدوة أبى سعيد القلوي بقيلوبة سنة سبعين وخسمائة. 
قال: كنت مع السيد أبي سعد ببغداد سنة سبعين وخمسمائة في مجلس 
الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» فمال: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله؛ فحنا 
أخبرنا أبو الفضل منصور بن أحمد بن أبي الفرج العراقي الدوري» ثم 
البغدادي الحنبلى بالقاهرة سنة أربع وسبعين وستماثة . 
بزاويته بالعلث سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة . 


“ا #ا. سس سس قاكر من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك 

قال: كنت في مجلس شيخنا الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه بيغداد 
برباطه؛ والشيخ الشريف أبو سعد القيلوي قدامي» فقال الشيخ عبد القادر رضي 
الله عنه: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله؛ فحنا الشريف الشيخ أبو سعد عنقه 
رضي اللّه عنه وعنا به . 


(الشيخ سيدي علي بن الهيتي رضي الله عنه ) 

أخبرنا أبو محمد رجب بن أبى المنصور بن نصر الله العوفي الداري 
النصيبيني بالقاهرة سنة خمس وستين وستمائة. قال: قصدت أنا والشيخ مسعود 
الحارثي رحمه الله إلى بعفو بابا لزيارة الشيخ على بن إدريس رضى اللّه عنه» سنة 
سبع عشرة وستمآئة؛ فلما دخل عليه قيل له: هل أخذ الشيخ علي بن الهيتي قد قدم 
الشيخ عبد القادر رضي الله عنهما لما قال : قدمي هذه على رقبة كل هو ولي لله؟ 

فقال : : كنت جالساً في مجلس الشيخ عبد القاذر لما قال ذلكء وأنا شاب» 
وصعد شيخنا الشيخ علي بن الهيتي رضي اللّه عنه فوق الكرسي ووضع قدمه على 
عنقه ودخل تحت ذيله. 

قال: وهذا أتم» يعنى أنه أشد انقياداً له. 

أخبرنا أبو الحسن علي بن آدم بن عبد الله البغدادي المحمدي بالقاهرة 

و ا 01 
سنة ثلاث وسبعين وستمائة . 

قال: أخبره الشيخ المعمر بقية السلف أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد 
تسع وعشرين وستمائة. وقال : في هذا التاريخ عمري في هذه السنة ماثئة عام 
وسبعة أعوام, قال: صحبت شيخنا الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» وخدمته 
مدة» وحضرت مجلسه الذي قال قيه: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله؛ وسمعتها 
من لقظمع كانت بومكد كترم عاترون بحة + ورايت الشود على ,ون الوياى وقد 
مع ري بر ريا 37 ووضعها علي عنقة:افلما الضيرف لحان الك 
نصر البغدادي المتري يبال اغر مما تع ور وستماثة . 
نصر بن يوسف الكردي الحميدي البغدادي القطيعي الحنيلي ببغداد سنة إحدى 
1-0 جمائة» قال: كان عمري يوم قال سيدي عبد القادر رضي الله عنه: قدمي 


هذه على رقبة كل ولي لله يزيد على ثلاثين سنة» وحضرت مجلسه يومئ 
وسمعته يقولهاء ورأيت الشيخ علياً بن الهيتي رضي الله عنه وقد وضع قدمه على 
عنقه فوق الكرسي» وحنا كل من حضر مجلسه أعناقهم» قال: وصحبته قبل ذلك 
(الشيخ سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه) 

انار سكم بوص ا سس قر لاردن 
المولد والذ ان والقاغزة بن الجدى وصعين وسقنانة: ْ ْ 

قال : أخيرنا الأشياخ الصلحاء قداة العراق الشيخ أبو طاهر الجليل ابن الشيخ 
أبي العباس أحمد الصرصري الجوسقيء» والشبيخ أبو الحسن الخفاف البغدادي» 
والشيخ أبو حفص عمر البريدي» والشيخ أبو القاسم عمر الدرداني»؛ والشيخ أبو 
الوليد زيد بن سعيد» والشيخ أبو عمرو عثمان بن سليمان المعروف بالقصير 
ببغداد بجامع المنصور سنة أربع وعشرين وستمائة . 
“ قالوا: أخبرنا أبو الفرج عبد الرحيمء وأبو الحسن علي ابنا أخت الشيخ 
القدوة أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الرفاعي رضي اللّه عنه؛ قدما علينا ببغداد 
قريبا من سنة ثمانين وخمسمائة» قالا: كنا عند شيخنا الشيخ أحمد بن الرفاعي 
بزاويته بأم عبيدة فمد عنقه وقال على رقبتي» فسألناه عن ذلكء» فقال: قد قال 
الشيخ عبد القادر الآن ببغداد: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله. 

أخبرنا الشريف الجليل أبو عبد اللّه محمد بن أبي العباس الخضر بن عبد 
اللّه بن يحيى بن محمد الحسيني الموصلي بالقاهرة سنة سبع وستين وستماثة. 

قال: أخبرنا الشيخ أبو الفرج عبد المحسن» ويسمى حسنا بن محمد بن 
أحمد بن الدويرة المقري الحنبلي البصري بها سنة سبع وثلاثين وستمائة. 

قال: قال الشيخ أبو بكر عتيق بن أبي الفضل محمد بن عثمان بن أبي 
الفضل البندلجى الأصل البغدادي المولد والدار» والأزجى المعروف 000 
ببغداد سنة إحدى:وسعمائة» زوث الشيخ سيدي احمد .بن آبي الحسدن الرفاعي 
رضي الله عنه بأم عبيدة في سنة ست وسبعين وخمسمائة» فسمعت أكابر 
ا ا : كان الشيخ يوم جالساً في هذا الموضع» وأشاروا 
لموضع بالرواق» فحنا رأسه وقال : على رقبتي » فسألوه عن ذلك» فقال: قد قال 
الشيخ عبد القادر الآن ببغداد: قدمي هذه على رقبة كل ولي للهء فأرخنا ذلك 
الوقت». فكان كما قال في ذلك الوقت بعينه. 


ع "7 مس س٠‏ ذكر من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك 


(الشيخ عبد الرحمن !| لطفسونجي رضي اللّه عنه ) 

أ حمد المرشى الهاشمي | لطفسونجى المولد والدار الشافعى بالماهرة سنة سبع 
وستين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ الأصيل الصالح أبو عبد اللّه محمد بن أبي الشيخ 
الصالح أبي حفص عمر ابن الشيخ القدوة أبى محمد عبد الرحمن الطفسونجى 
بها سنة ثللاث وعشرين وستمائة . 

قال ::اخبرنا ابوعم نير قلات ونين وعتسمانة قال نهنا الى نرناً 
عنقه بين أصحابه بطفسونج وقال: على رأسى» فسألناه فتمقال: قد قال الشيخ عبد 
القادر الان بيغداد: قدمي هذه على رقبة كل ولى لله فأرخناه عندنل ثم جاء 
الخبر من بغداد أنه قال ذلك في اليوم الذي أرخناه . 

(الشيخ النجيب السهروردي رضى اللّه عنه ) 

البرك لفقي ١‏ 1 

خبر لفقيه أبو علي إسحاق بن علي بن عبد اللّه بن عبد الدايم بن صالح 
الهمداني الصوفني الشافعي, الميحدث بالقاهرة سنة إحدى و سبعين وستمائة . 
النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد اللّه السهرورديع ثم البغدادي 
0-7 الشافعي الصوفي بأربل سنة ثمان وستمائة. قال : حضر أبي أبو النجيب 
ببغداد بمجلس الشيخ عبد القادر رضي الله عنهماء فال الشيخ عبد القادر قدميى 
هذه على رقبة كل ولي لله فطاطأ أبي رأسه حتى كادت تبلغ الأرض» وقال على 
رأسي على رأسي على رأسي» يقولها ثلاثاً. 

(الشيخ موسى الزولي رضي اللّه عنه) 

أخبرنا الفقيه أ 00 

خبرن 3 بو علي الحسن بن نجم الدين بن عيسى بن محمد الحوراني 
الحنبلي بالقاهرة سنة ثلاث وستين وستمائة» قال: أخبرنا الشيخ أبو الفتوح يحيى 
ابن الحو الي معاد ات اسهد اللقرين انى هيد الل حمق و بيعم الك ريد ديا 
فال + دخلت واذذ! سحة سبع عشرة وسصماثة قال :كنت اربعل من كرردع .مم والدق 
لزيارة الشيخ موسى الزولي رضي الله عنه فأتينا بغداد مرة مع الشيخ موسى الزولي 
رضي الله عنه حاجين»؛ فحضر مجلس الشيخ عبد القادر وحضرنا معه فتمال الشيخ 
عبد القادر رضي الله عنه: قدمي هذه على رقبة كل ولي للهء فحنا الشيخ عنقه. 


(الشيخ محمد بن موسى بن عبد اللّه البصري رضي اللّه عنه) 

أخبرنا الشيخ أبو المحاسن يوسف بن أبى المعالى أحمد بن شبيب بن 
حسين المصري البصري المالكي بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة. 
الفتح محمد بن أبي المظفر عبد السميع بن عبد الله القرشي الهاشمي الواسطيى 

قال: حضرت بالبصرة وأنا صبي مع والدي أبى الفتح عند الشيخ القدوة أبن 
محمد بن عبد الله البصري رضي اللّه عنه» وكان يتكلم على أصحابه فقطع كلامه 
وسها ساعة وسكت كل من كان حاضرا إجلالا له» ثم وضع رأسه على الأرض» 
وقال: على رأسي» فلما دخل داره دخل أبي معه وأنا خلفهما فقال له أبي وكان 
يدل عليه: يا سيدي بحق العزيز إلا ما أخبرتنى بسبب هذا الفعل والقول اللذين 
رأيناهما منك فقال: قد قال الشيخ عبد القادر اليوم ببغداد: قدمي هذه على رقبة 
كل ولي لله ولم يبق ولي في الأرض حتى فعل مثل ما رأيتني فعلت» قال: فأرخ 
أبي ذلك اليوم وسافر إلى بغداد وأنا معه, فأخبرنا أن الشيخ عبد القادر قد قال ذلك 
في اليوم الذي أرخه أبي بالبصرة . 

(الشيخ حياة بن قيس رضى اللّه عنه وعنا به) 

الحراني بن محمد» ثم البغدادي الحنبلي بالقاهرة سنة إحدى وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو طالب عبد اللطيف ابن الشيخ أبي الفرج محمد ابن 
الشيخ أبي الحسن بن علي بن حمزة بن فارس بن محمد الحراني الأصل البغدادي 
الدار التاجر المعروف بابن القبطي ببغداد سنة إحدى وثلاثين وستمائة . 

قال : أخبرنا والدي أبو الفرج محمد. وكان يجلس إلى الشيخ حياة بن قيس 
الحرانى رضي اللّه عنه» قال: حضرت عنده يوما بحران فمد عنقه وقال: على 
رقبتي؛ فسأله والدي والشيخ أبو حفص عمر ولده عن ذلكء فقال: يا بني إنه قد 
قال أستاذنا الشيخ عبد القادر الان ببغداد: قدمى هذه على رقبة كل ولى لله . 
الحرانى بالقاهرة سنة إحدى وسبعين وستماثة . 

قال: سمعت والدي رحمه الله غير مرة يقول: رأيت الشيخ حياة بن قيس 


5م ل ا لل ذكر من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك 
الحراني رضي الله عنه بحران» وقد حنا عنقه في الوقت الذي قال فيه الشيخ عبد 
القادر رضي الله عنه: قدمى هذه على رقبة كل ولي لله قال: وعلى عنقي . رضي 
اللّه عنه . ْ ْ 

( الشيخ أبو عمرو عثمان بن مرزوق والشيخ أبو.الكرم رضي اللّه عنهما ) 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن الشيخ أبي زكريا يحيى بن أبي 
القاسم #حمد بن عبد الرحمن البغدادي الأزجي بالقاهرة سنة ست وستين 
وسعمائة. 

قال - أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الكريم بن منصور بن أبي ب> كر بن علي 
الموصلي البغدادي المحدث الشافعي بد بالآثري البغدادي سنة إحدى 
وثلاثين وستماثة. 

قال : أخبرنا الشيخ الإمام الأصيل أبو الخير سعد ابن الشيخ القدوة العلامة 
أبي عمرو عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلامة القرشي الحنبلي المصري المولد 
البغدادي الدار بها سنة تسعين وخمسمائة» قال: مك والدي رحمه الله 
يقول: : حججت من مصر وأتيت بغداد لزيارة مشايخنا نفعنا الله بهمء مخصيرة 
مجلس شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» وفيه يومعذكٍ أجلاء 
ومشايخ العراق» وكنت جالسا إلى جانب الشيخ أبي الكرم الأكبر المعمرء وأبي 
عبد الله محمد الدرباني القزويني رضي اللّه عنه. فتمال الشيخ عبد القادر: قدمي 
هذه على رقبة كل ولي لله فمد جميع الحاضرين أعناقهم» ووضعت أنا رأسي 
حتى دنوت إلى الأرضء» وكذلك فعل الشيخ أبو الكرم» فلما انصرف الناس قال لي 
الشيخ أبو الكرم: لم يبق في الأرض من ولي لله تعالى حتى فعل كما فعل الحاضرون 
إلا رجلا بأصبهان» فإنه لم يفعل فغلب حاله فصدقه الدربانى على ذلك . 

(الشيخ ماجد الكردي رضي اللّه عنه) 

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عيسى بن عبد الله بن قيماز بن علي الأورلي 
الرومي الأصل البغدادي الدار الفقيه الحنفي بالقاهرة سنة ثمان وسبعين وستمائة. 

قال: أخبرنا الشيخ الأصيل أبو محمد عباس ابن الشيخ الجليل أبي النجاة 
سليمان ابن الشيخ القدوة أبي محمد ماجد الكردي رضي اللّه عنه بيغداد . 

قال : أخبرنا أبي قال: حضرت مع والدي مجلس الشيخ عبد القادر ببغداد 
برياطه» فقال الشيخ عبد القادر: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله. رضي اللّه عنه 
وعنهم. 


ذكو من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك 003123212321211 0 ا ا 
(الشيخ سويد السنجاري رضي اللّه عنه وعنا به) 

أخبرنا أبو علي الحسن بن النجم بن عيسى بن محمد الحوراني الحنبلي 
بالقاهرة سنة ثللاث وستين وستماثة . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو عمرو عثمان بن عاشور السنجاري بها سنة ست 
غخرة وسعفاقة“ قال “جا الكية سويد يوما راس حرياظه يستجار وال على 
رأسي» فساأله الشيخ حسين التلعفري» فقال: قد قال الشيخ عبد القادر الساعة 
ينا 3١/‏ لستن عله على راقية كلوقي لله 

قال: أخبرنا أبو محمد عمران بن أبي علي بن عثمان بن محمد بن أحمد 
ابن علي السنجاري ( الشافعي المؤدب ) بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة . 

أخبرنا الشيخ الأصيل أبو محمد عبد. اللّه ابن الشيخ أبي أحمد إسماعيل 
ابن الشيخ القدوة سويد السنجاري بالموصل سنة تسع وعشرين وستمائة . 

قال : أخبرنا إسماعيل) قال: كان والدي سويد رضي الله عنه كثيرأ ما يذكر 
فضائل الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه مما مفحه الله عز وت سق ادها حعليك 
يجاننا إلا ذكره فحنا يوما رأسه وقال: على رأسي» فقال له الشيخ حسين 
التلعفري في ذلك» فقال: قد قال الشيخ عبد القادر الساعة ببغداد: قدمي هذه 
على ر قبة كل ولي لله» فأرخنا ذلك» ثم علمنا أنه قد قال في ذلك الوقت الذي 
أرخناه رضي الله عنه وعنا به . 


(الشيخ رسلان الدمشقي رضي اللّه عنه وعنا به) 

أخبرنا الشيخ العالم أبو يوسف يعقوب بن بدران بن منصور الأنصاري 
المقري بالقاهرة سنة سبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا العارف أبو محمد رغيب الرحبى بها سنة إحدى وعشرين 
وسعمائة» قال: حنا الشيخ رسلان الدمشقي رضي اللّه عنه عنقه بدمشق في الوقت 
الذي قال فيه الشيخ عبد القادر: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله؛ وأخبرنا بدذلك 
وقال: لله در من شرب من بحار القدس وجلس على بساط المعرفة والآنس» 
وشاهد سره يعظم الربوبية» وإجلال الأحدية فتلاشا وصفه في شهود الكبرياء وفني 
وجوده عند معاينة مقام الفرار» وهب على روحه نسمات روح الأزل بلا خجل ولا 
وجلء فنطق بالحكم من معادن الأتوار, وامتززج بسويداء سره كمون الأسرار» 
فيوفي الحضور صاحي وفي الصحو ماحي» واقفاً بالحياة فبسظا بالإذن والصفاء 


7# سس ...| كر من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك 
مشكلما بالتواضع مذللاً بالافتقار 5 بالتنصيص»ء مقاط ا بالإإكرامء» فعليه من 
ربه أفضل تحية وسلام» فقيل له: هل في الوجود اليوم أحد هذا وصفه؟ قال : نعم» 
الشيخ محيي الدين عبد القادر سيدهم. 

قال أبو يوسف الأنصاري: وسمعت الشيخ رغيباً الرحبي يقول عقيب هذا 
الكلام: كان الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» هو القطب العالي في وقتهء الفرد 
الساعي في عصره. إليه انتهت رئاسة علوم المعارف» وله سلمت أزمة معالم 
الحقائق» كان سيد البزاة الشهب من الطرفين» وقائد 5 المحبين الصادقين من 
الواصلين؛ كان سيفة يحلل القول “فينة :وؤقاراء ‏ وضوعة يكبيو القلو إججلدلاً 
وأنواراء ونطقه يحصل ما في الصدورء وأنفاسه تبعثر ما في القبور» وأنواره أضاءت 
بها أركان الطريقة والحقيقة بالشريعة» ولقد رحم اللّه به محبه ومتبعه. ورفيقه 
رضوان الله عليه وعليهم أجمعين . 

(الشيخ سيدي شعيب أبو مدين المغربي رضي اللّه عنه وعنا به) 

أخبرنا الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد بن مسعود عمر بن عبد الدايم بن 
غازي المغربي السجلماسي المالكي بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ العالم أبو زكرياء يحيى بن محمد بن على الفقيه 
المحدث المعروف بالمعري . 

قال : أخبرنا الشيخ القدوة أبو محمد صالح بن ويرجان المغربي البربري 
الدكاثي رضي الله عنهج. 

وأخبرنا الفقيه الزاهد أبو المحاسن محمد ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن 
أبي المكارم إسحاق بن يوسف القرشي الهاشمي المغربي» التلمسانى المالكي 
بالقاهرة سنة سبع وستين وستمائة . 1 ١‏ 

قال : أخبرنا الشيخ العارف أبو عبد اللّه محمد ابن الشيخ القدوة بي محمد 
صالح بن ويرجان المغربي البربري الدكالي سنة ست وخمسين وستمائة 

قال : أخبرنا والدي الشيخ أبو محمد صالح قال: حنا 0 أبو مدين بن 
شعيب رضي اللةكعنه روما عت وين امتجانة بالمغرب» قال: وأنا منهم اللّهم إني 
أشهدك وأشهد ملائكتك أني سمعت وأطعت» م 1 فتمال: قد قال 
الشيخ عبد القادر الآن ببغداد: قدمي هذه على رقبة كل ولى لله. فأرخنا ذلك اليوم» 
ثم جاء أصحابنا المسافرون من العراق فأخبرونا أن الو ع القادر قال ذلك ببغداد 
في الوقت الذي أرخناه بالمغرب» رضي الله عنه وعنهم, وعنا بهم بمنه وكرمه . 


ذكر من حنا رأسه من المشابح عتدنا قال ذلك من بض ايك جوع 


(الشيخ الشريف عبد الرحيم القناوي رضى اللّه عنه وعنا به) 

الغنايم» محمد بن أبي المفاخر. محمد الحسني الدمشمي المولد. البغدادي 
الدار) ثم القاهري بها سنة ست وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشريف الأصل القدوة أبو عبد الله الحسين ابن الشيخ القدوة 
الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى 
الله عنهم أجمعين» المغربي الأصل» الصعيدي بقنا من صعيد مصر الأعلى سنة 
ثلاث وأربعين وستمائة . 

قال : لما قال الشيخ عبد القادر رضى اللّه عنه ببغداد: قدمى هذه على رقبة 
كل ولي لله. مد والدي عبد الرحيم رضي الله عنه عنقه بقنا وقال: صدق الصادق 
المصدوق, قيل: ومن هو؟ قال: الشيخ عبد القادر قال ببغداد: قدمي هذه على 
رقبة كل ولى لله وقد تواضع له رجال المشرق والمغرب» فأرخنا ذلك الوقت» ثم 
أخبر أن الشيخ عبد القادر قال ذلك فى الوقت الذي أرخناه . 

(الشيخ أبو عمرو عثمان بن مروزة البطايحي رضي اللّه عنه) 

الواسطي الربعي الشافعي بالقاهرة المحروسة سنة سبعين وستماثة . 

قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن على بن أحمد الهمامى الفقيه الشافعى 

قال: أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن مصدق بن محمد بن حسين الواسطي 
الربعى الشافعى بواسط سنة ثمان وثمانين وخمسمائثة . 

قال: كنت أقيم بالبطايح عند الشيخ أبي عمرو عثمان بن مروزة مدة , 
بغداد» فقلت يا سيدي وأنا معك؛, قال: بسم اللّه كن ورائي وضع رجلك مكان 
رجلي, قلت: نعم فخرج من البطايح وأنا خلفه أفعل ما أمرني به. فلم نلبث إلا 
قليلا حتى وصلنا بغداد» فأتى رباط الشيخ عبد القادر و حضصر مجلسه وإذا فيه 
جميع من أعرفه من مشايخ العراق» فقال الشيخ عبد القادر: قدمى هذه على رقبة 
كل ولي للهء فحنا الحاضرون أعناقهم, وحنا الشيخ عثمان عنقه»؛ فلما انصرف 


و م امس ...| كر من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك 
الناس قام وقبل يد الشيخ عبد القادرء فقال له الشيخ عبد القادر: أسرع إلى 
كاك تحر ومشرحتك . خلفة )ندل كنا قلت ازا لم :يك را فليا . جتن 
وصلنا البطايح, فقلت له: يا سيدي ما السبب في دخولك إلى بغداد و خروجك 
من يومك؟ فقال: أمرت أن أحضر مجلس الشيخ عبد القادر فحضرته» ولم يكن 
لى قصد فى بغداد سواه. 
)!ا لشيخ مكارم النهر ملكي رضي اللّه عنه وعنا به) 
أخبرنا الشيخ أبو الفتوح داود بن الشيخ أبي المعالي نصر ابن الشيخ أبي 
الحسن على ابن الشيخ المجد المبارك بن أحمد بن محمد الظاهري البغدادي 
الحريمي الجيلي بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة . 
زرت الشيخ مكارم رضي اللّه عنه ببلاد السواد» فدخل بغداد وأتى رباط الشيخ 
عبد القادر رضي الله عنه وأنا معه فإذا في الرياط أكثر مشايخ العراق» والشيخ 
السهروردي والشيخ سلطان المزين» فقال الشيخ عبد القادر: قدمى هذه على رقبة 
كل ولي لله فمد الشيخ مكارم عنقه. ومد الحاضرون أعناقهم. 
(الشيخ خليفة النهر ملكى رضى اللّه عنه وعنا به) 
دلف بن أحمد بن محمد البغدادي الحريمى المعروف جده بابن قوقا بالقاهرة سنة 
ستين و ستمائة 
المعروف يابن الديبقي ببغداد سنة خمس وسجمائثة . 
قال : أخبرنا أبو يحيى قال : حضرت مجلس الشيخ عبد القادر رضي الله عنه 
برباطه بالحلبة» وكان مجلساً حفلا بالمشايخ» وكنت إلى جانب الشيخ خليفة 
رضي اللاهته فغال الشيخ عبد القادر رضي الله عند : قلامى هذه على رقية كل ولي 
للهء فطأطأ الشيخ خليفة رأسه. قال: وسمعته يقول: لا غرو أن قالها الفرد في وقته. 
(الشيخ عدي بن مسافر الأموي رضي اللّه عنه وعنا به) 
أله خزومى الخالدي» الشافعى بالقاهرة سنة ثمان وستين وستمائة 
قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن جوهر اليعلبكي 


ذكر من حنا رأسه من المشايخ عنلها كال ذل معييس ئ اذ ع 
الدمشقي العقبي المقري الحنبلي المعروف بالبطايحي بدمشق سنة سبع وعشرين 
وسعمائة. 

قال: أخبرنا الشيخ القدوة أبو محمد عبد الله البطايحي غير مرة بد مشق . 

قال: طلبني الشيخ عدي بن مسافر من سيدي عبد القادر رضي الله عنهما 
لأصلي بهء فأمرني الشيخ بالمسير إليه فصليت به خمس سنين» مح فر 
سنين» وكان لا يخرج إلى ظاهر زاويته بجبل لالش إلا وبيده عكازه من خشب 
اليسر. ويخط به دارة في أرض الجبل» ويجلس فيها ويقول من أراد أن يسمع 
كلام الشيخ عبد القادر في بغداد فليجلس في هذه الدارة» فيجلس أكابر أصحايه 
ويسمعون كلام الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنهء وكان الشيخ عبد القادر يقول 
حينئذ لأهل مجلسه: عين الشيخ عدي بن مسافر فيكم . 

قال: فدخل يوما الدارة ثم حنا عنقه حتى كاد رأسه ينال الأرض» وأخذه 
وجد عظيمء وتكلم بكلام حسن بعد أن دخل زاويته يصف فيه حال الأولياء. 
فسألناه عن ذلك . 

فقال: قد قال الشيخ عبد القادر ببغداد فى اليوم: قدمي هذه على رقبة كل 
ولي لله فأرخ ذلك الوقت» ثم قدم علينا اناد روا قاد وأخبروا أن الشيخ 
عبد القادر قد قال: قدمي هذه على رقبة كل ولى لله في الوقت الذي أرخناه. 

ألخيرنا الشبيخ الاخلبل ابو البركات يونس بن ابي النجحاة ستالم ين ابي العسين 
علي بن محمد بن أحمد بن علي التيمي البكري الأربلي الأصل» الموصلي المولد 
والدار المقري الشافعي العدوي بالقاهرة سنة إحدى وتسعين وستماثة. 

قال: أخبرنا الشيخ القدوة أبو المفاخر عدي ابن الشيخ أبي البركات ابن 
الشيخ أبي القوي صخر بن مسافر بجبل الهكار سنة ثمان عشرة وستمائة. 

قال: أخبرنا أبو البركات قال : حنا عمي الشيخ عدي بن مسافر عنقه بظاهر 
زاويته بلالش» فسأل عن ذلك» فقال: قد قال الشيخ عبد القادر الان ببغداد: 
قدمي هذه على رقبة كل ولي لله وتكلم بكلام حسن نوه فيه بذك كر الشيخ عبد 
القادر كتبناه عنهء وهو هذا: : سترمي النفوس بأهوالها فإما عليها وإما لهاء فإن 
سلمت فتئال المنى. وإن تلفت فباجالهاء يا هذا إن قبلت كنت من جندناء وإن 
تلفت كنت في تلك الحالة عندناء إن عشت فعيش السعداء»؛ وإن مت فموت 
الشهداء؛ اطرح نفسك في مقام الإفلاس» وغرقها في بحار الإياس» وانزل عليها 
بعساكر الصفاء وقاتلها برجال الوفاء واضرب عليها سرادقات للتسليم والرضاء 


9 ا سس ذكر تعظيم الأولياء رضي اللّه عنهم وعنا بهم بسبب قوله ذلك 
وانشر عليها أعلام المراقبة والحياء واركب خيول التوكل» وأفرغ عليها تخافيف 
اليقين» والبس الصبر وأشهر أسياف الخوف» وتنكب بتماريس الرجاءء واعقل 
برماح الخشوع؛ وجل عليها في ميادين الشوق؛, وأقم عليها منجنيقات الصدق 
ورايات الإخلاص» وازحف بخفيات الذكر وجزئيات الفكرء وقدم إليها معارج 
العلم وسلالم الحلم» فإذا فعلت هذا فاستعمل قسي القناعة» وركب عليها أوتار 
المجاهدة؛ واطرح فيها سهام المشاهدة» واجذبها بأيدي المعرفة» وارم للقرب من 
النبال» لعلك تحظى بحبل الوصالء فإذا فعلت هذا مع ذلك فاقطع مطامعك واترك 
اختيارك» وقاتل هواك» وراقب مولاك» واخط قدمين يقال لك: ها أنت وربك 
كقاب قوسين» واعلم أن القوم صاموا عن الصوم؛ وناموا عن النوم» وفنوا عن الفناء 
ونودوا بلسان الآأزل من سر أسرارهم؛ وذهب عنهم العنى فهاموا فرحاء وتاهوا 
طرباء ثم خرجوا عن وصف البشرية» وغابت نفوسهم عن نعت البنية» وطارت 
قلوبهم في العوالم الملكوتية بأجنحة عناية المشيئة» وألبسوا حلل العلوم اللدنية 
من مذخور الخزائن الغيبية» حتى إذا خرقوا حجب الحدث,. وانتهوا إلى مقام الأزل 
وقفوا على بساط الأنس» فنظروا محل القدسء وفوقهم الملائكة الكروبية والروحانية» 
فأخذتهم الغيرة وانتهت بهم إلى مقام الحيرة» فطاشوا وعاشواء وأجلسوا فسومروا 
وأنسواء فقربوا وكوشفواء فوصلوا ثم نسوا أنفسهم» فغابوا عن ذاتهم فنظروا 
وعرفوا» فجلسوا فسقاهم الحبيب جل جلاله من شراب محبته بكاس وده على 
بساط قربه» فلما شربوا طاشوا حتى بلغوا مقعد صدق عند مليك مقتدرء ناداهم 
الجليل جل جلاله : يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون» وعذري في 
ذكر الشيخ عدي رضي اللّه عنه آخرأ أني قصدت أن أختم الأعيان به تبركا 
بكلامه» فهو وإن تاخر ذكرا فقد تقدم قلدوا وتعطر كيرا وتكمل ا وساد 
عند اللّه في الدنيا والآخرة. نفعنا الله بهم أجمعين. 


ذكر تعظيم الأولياء رضى اللّه عنهم 
وعنا بهم بسبب قوله ذلك 
أخبرنا الشيخ الثقة أبو زيد عبد الرحمن بن أبي النجاة سالم بن أحمد بن 
قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو الخير نعمة الله ابن الشيخ أبي المعالي 


ذكر تعظيم الأولياء رضي الله عنهم وعنا بهم يسيب قَولْه ذلك سس سا 6# 
ظريف بن أحمد بن محمد الجذيلي العسقلاني الشافعي بغزة سئة تسع وعشرين 
وستماثئة. 

قال: سمعت أبي الشيخ أبا المعالي بقا الجذيليء والشيخ أبا يحيى محمود 
ابن قاسم القاسمي الأصل والمولد الشامي الدار سنة ثلاث عشرة وستمائة . 

قالا: خبرنا شيخنا الشيخ احمد .بن أنى القانم البطايحى التحدادي» تريل 
الشام بها سنة إحدى وثمانين وخمسمائة) قال: أتيت إلى جبل لبنان في سنة تسع 
وسبعين وخمسمائة لأزور من فيه من الصالحين» وكان يومئذ رجل من الصالحين 
من أصبهاق يقال له«الشيخ الخبل» وينعمن الجبلى الطول بإقامقه في التجبن» اي 
جبل لبنان» فأتيته وجلست إليه وقلت له: يا سيد كم لك هناء قال: ستون سنة» 
قلت: أي شيء مر بك من العجائب» قال: كنت هنا في سنة تسع وخمسين 
وخمسمائة» فرأيت أهل الجبل في ليلة مقمرة يجتمع بعضهم إلى بعض ويطيرون 
في الهواء إلى جهة العراق جماعة بعد أخرى» فقلت لصاحب لي منهم: إلى أين 
تذهبون؟ قال: أمرنا الخضر سلام الله عليه أن نأتي بغداد فنحضر بين يدي 
القعلب» قلت: من هو؟ قال: الشيخ عبد القادر, فسألته أن أسير معه قال: نعم) 
فسرنا في الهواء فلم يكن إلا يسير حتى أتينا بغداد فإذا هم بين يديه صفوف» 
وأكابرهم يقولون: يا سيدناء وهو يأمرهم فيبتدرون لامتثاله» ثم أمرهم بالانصراف», 
فرجعوا بين يديه القهقرى حتى استقلوا في الهواء سائرين» وأنا معهم مع صاحبي») 
فلما رجعنا إلى الجبل قلت له: ما رأيت كالليلة في أدبكم بين يديه وإسراعكم 
إلى امتثال أمره» فقال لي : يا أخي وكيف لا وهو قد قال: قدمي هذه على رقبة كل 
ولى لله وقد أمرنا بطاعته واحترامه . 

ْ أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفداء إسماعيل ابن الفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن 

درع بن عيسى بن أبي الحسن المنذري ثم المغربي ثم المصري الشافعي بالقاهرة) 
سنة مست وعشرين وستماثة . 

قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو المحاسن يوسف ابن الشيخ أبي الحسن 
البريجاني الملقب بالأسد الأسدي الأخرس ببريجان سنة تسع وتسعين وخمسمائة. 

قال: أخبرنا والدي أبو الحسن صاحب الشيخ عبد القادر رضي الله عنه 
ببريجان» وأخبرنا أيضا عاليا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن أبي بكر علي بن 
أحمد الأبهري الأصل البغدادي المولد والدارء» وأبو محمد سالم بن علي بن عبد 
الله بن سنان الدمياطي القاهري الشافعي» بها سنة تسع وستين وستمائة. 


865 سسسسسسسسنسسسس- ذكر تعظيم الأولياء رضي الله عدهم وعنا بهم بسبب قوله ذلك 
قالا: أخبرنا الشيخ الإمام المعمر بقية السلف أبو الثناء محمود بن أحمد 
الكردي الحميدي الحنبلي» ثم البغدادي الشافعي ببغداد سنة عشرين وستمائة . 
قال : كانت تحية الأولياء والأبدال والأوتاد للشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه 
حين يحضرون عنده بعد أن قال الشيخ عبد القادر قدمي هذه على رقبة كل ولي 
لله أن يقولوا: السلام عليك يا ملك الزمان» ويا إمام المكان» يا قائما بأمر اللّهء ويا 
وارث كتاب اللّهء ويا نائب رسول اللّهء يا من السماء والأرض مائدتهء» وأهل وقته 
كلهم عائلته» يا من ينزل القطر بدعوته, ويدر الضرع ببركته» رضي اللّه عنهم . 
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي عمر أن موسى بن أحمد بن الحسين بن 
داود القرشي المخزومي الخالدي الشافعي بالقاهرة سنة ثمان وستين وستماثة . 

. قال: أقمت عند الشيخ الفقيه تقي الدين أبي عبد الله بن محمد بن أبي 
الحسين بن عبد الله بن عيسى اليونينى البعلبكى الفقيه الحنبلي المحدث بد مشق 
أياما في شهر رجب سنة ثلاث عشرة وستنائة» ففقد الشيخ أبو الحسن علي 
القرشي من العراق ونزل بزاويته بجبل قاسيونء فأتاه الشيخ تقي الدين اليونيني 
مسلما عليه» وأنا معه, فلما دخلنا عليه وجدنا عنده الشيخ أبا يونس عبد اللّه بن 
يونس الآرمني» والشيخ أبا عمر وعثمان الرومي؛ والشيخ أبا إبراهيم بن إسماعيل 
ابن علي الكوراني رضي الله عنهم؛ فقال الشيخ علي القرشي في جملة كلامه 
ونحن نسمع: قلت للشيخ قضيب البان الموصلي: هل رأيت مثل الشيخ عبد 
القادر؟ قال: لا كانت الأولياء الغيبيون يحضرون عنده بيغدادء قال: قدمى هذه 
على رقبة كل ولي لله» ورأيت رؤوسهم مكسةهيبة له. ْ 

أخبرنا الشيخ الصالح بو المحاسن يوسف بن إياس بن مرجان بن منيع 
البعلبكي المقري الحنيلي بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخان؛ الشيخ أبو يونس عبد اللّه بن يونس المعروف 
بالأرمني بجامع دمشق في رجب سنة تسع وعشرين وستمائة» و الشيخ أبو عبد 
الله محمد بن أبي الحسين بن محمد بن عيسى اليونينى البعلبكى الفقيه الحافظ 
الحنبلي بجامع دمشق في المحرم سنة ثلاثين وستماثة . . ْ 

قالا: أخبرنا الشيخان؛ القدوة أبو محمد عبد الله بن عثمان اليونيني 
البعلبكي بها سنة. ثلاث وستمائة؛ والشيخ العارف أبو محمد إبراهيم بن محمد 
ابن جوهر البعلبكي الدمشقي العقبى المقري الحنبلي المعروف بالبطايحي 
بالعقبية في رمضان سنة تسع وسعمائة.. ١‏ 

قالا : سمعنا الشيخ أب| محمد البطايحي رضي اللّه عنه غير مرة يقول: 


ذكر كلمات أخبر بها عن نفسه محدثا بنعمة ربه ... . لمعيس ميت ومست ممت 28 
دخلت على شيخنا الشيخ عبد القادر رضى اللّه عنه ببيته يومأ فوجدت عنده 
أربعة ما رأيتهم قبل؛ فوقفت مكانيء فلما قاموا من عنده قال لي الشيخ الحقهم 
واسألهم أن يدعوا لك» فلحقتهم في صحن المدرسة قبل أن يخرجوا وسألتهم 
الدعاء» فقال لي أحدهم لك البشرى» أنت خادم رجل يحرس الله تعالى الأرض 
كته» سهلها وجبلهاء برها وبحرهاء وبدعوته ترحم الخليقة برها وقاجرهاء 

ونحن وسائر الأولياء في حضرة أنفاسه وتحت ظل قدميه؛ وفي دائرة أمرهء ثم 
خرجوا من باب المدرسة فلم أرهم, فرجعت إلى الشيخ متعجباً فقال لي قبل أن 
أخبره بشيء : يا عبد اللّه لا تعلم أحدأ بما قالوا لك يا أخي» قلت : يا سيدي من 
هؤلاء؟ قال : رؤساء رجال جبل قاف» وهم الآن في مواضعهم بجبل قاف . 

أخبرنا الفقيه أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر علي القرشي» ثم البغدادي 
الحنبلى بالقاهرة سنة تسعين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو المحاسن فضل اللّه ابن الحافظ أبي بكر عبد الرزاق 
ابن شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه ببغداد سنة خمس 
وثلاثين وسعماثة. 

قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد بن 
عبد اللّه بن إدريس اليعقوبي ببغداد سنة عشر وستمائة . 

قال : سمعنا شيختا الشيخ علياً ‏ لني رضي لمشنهه رويك نجه لنعين 
وستين وخمسمائة يقول: دخلت بغداد مرة لزيارة الشيخ عبد القادر؛ فوافيته فوق 
سطح مدرسته يصلي الضحى فنظرت إلى الفضاء فوجدت فيه أربعين صفاً من 
رجال الغيب واقفين في كل صف سبعون رجلاء فقلت لهم: ألا تجلسون؟ قالوا: 
حتى يقضي القطلب صلاته ويأذن لناء فإن يده فوق أيديناء وقدمه على رقابناء 
وأمره علينا كلناء فلما سلم أقبلوا إليه مبادرين يسلمون عليه ويقبلون يده . 

قال الشيخ علي بن الهيتي رضي اللّه عنه: وكنا إذا رأينا الشيخ عبد القادر 
رأينا الخير كله. 

ذكر كلمات أخبر بها عن نفسه محدثاً 
بنعمة ربه ومنه عليه وفضله 


اعلم والاك الله بجميل حمايته» وصانك بلطيف رعايته؛ أن قدم الصدق إذا 
طلبت وجدتء ويد الشوق إذا جذبت ملكت»ء وجنود الحب إذا أسرت قتلت» 


ا تس , ؤكرا لهات اخيو بيااعن: نقضة مكنا سععة رمه 
وصفات الحر إذا فنيت بقيت» وغروس الوصل إذا ثبتت نبتت» وأصول القرب إذا 
رسخت بذخت» ورياض القدس إذا ظهرت بهرت» ورياح الأنس إذا هيبت بسطت »ع 
وعيون الآلباب إذا شهدت دهشتء وقلوب الأحباب إذا رمقت عشقت»ء» وأسماع 
الأرواح إذا قربت سمعتء, وأبصار الأسرار إذا حضرت نظرت» وألسن القوم إذا 
أمرت نطقت» فلله در عباد ناداهم مولاهم في سابق القدم بلسان الكرم. ودعاهم 
منادي الفضل إلى نادي الوصل» فبدا لهم من معاني الحب وحدا بهم إلى جانب 
القرب. حادي» وشاهدوا مجد الجمال من مطالع الأزل» وعاينوا عز الكمال في 
طوالع الحلل؛ وسمعت بصائرهم إلى مطالعة عوالم الغيب ومعالم التوحيدء وسرت 
سرائرهم إلى مشاهدة القدس ومعارج التفريد» وشخصت أبصارهم إلى رقوم الفتح 
في ديوان الكشف عن محيا ذلك الجناب» واتكات أفىدتهم على آرائك الأنس» 
في مقاصير القدس بين تلك القباب» وجلست أسرارهم على بساط البسطء 
وارتاحت أرواحهم برياحين الخطاب» فإن صمت صامتهم فلشهود حق اليقين» 
ون نطق ناطقهم فلورود أمر يقين» وإن خامر نفس مريدهم خوف فاأمنوا مكر اللّه؛ 
أو باشر قلوبهم زجرو يحذركم الله نفسه ناجاها مخاطب لا تخافا إنني معكماء 
ونطقت شواهد السعادة قائلة: بشراكم اليوم» وقال سفير الجودي: وأما بنعمة 
ربك فحدث, وإن أخرج لمرادهم مرسوم وائتوني به أستتخلصه لنفسي من ديوان 
يحختص برحمته من يشاءء جذبته يد اصطفينا من عبادنا إلى حضرة سلام قولا من 
رب رحيم» وقدم إلى مجلس وسقاهم ربهم شراباً طهوراء واستقبله وجه فخذ ما 
آتيتك فمد باع رب اشرح لي صدريء فهتف به محب نبىء عبادي فأ خبر لسان 
صدقه ما قلت لهم إلا ما أمرتني به. وإن ثبت قطبهم على طريق من يطع الرسول 
استقام على سبيل وما آتاكم الرسول فخذوه؛ واستمسك بعروة إن كنتم تحبون 
الله اتصل بنسب من تبعني فإنه مني؛ وسقى عرق حاله صاحب قاب قوسين 
وأمده بفيض من بحرء وما ينطق عن الهوى» وإن قرأات مكتوب سعدهم فيحبهم 
ويحبونه» وإن نظرت منثور مجدهم فرضي اللّه عنهم» وإن سألت عن مقامهم فعند 
مليك مقتدر» وإن حددت وصفهم فأولئك أعظم درجة عند اللّى وإن كبر ما ظهر 
منهم فما تخفي صدورهم أكبر» وإن علمت نفس ما أحضرت لهم العناية فلا تعلم 
نفس ما أخفي لهمء كيف وقد ورد أن الله تعالى أوحى إلى نبى من أنبياء بني 
إسرائيل أن لي عبادا يحبوننني وأحبهم» ويشتاقون إِلي» وأشتاق إليهم» ويذ كرونني 
وأذكرهم» وينظرون إلي وأنظر إليهم» قال: يا رب وما علامتهم؟ قال: يحنون إلى 


ذكر كلمات أخبر بها عن نفسه محدثا بنعمة ربه... سس مم عتمم ممعم معد مس لجسا مم طم سس 97 
غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارهاء فإذا جنهم الليل واختلط الظلام 
بالظلام» وفرشت الفرش ونصبت الأسرة» وخلا كل حبيب بحبيبه» نصبوا إلى 
أقدامهم وافترشوا إلي وجوههم» وناجوني بكلام فبين صارخ وباك» وبين متأوه 
وشاك» وبين قائم وقاعد» وبين راكع وساجد؛ء فبعيني ما يتحملون من أجلي»؛ 
وبسمعي ما يشكون من حبي أول ما أعطيتهم أن أقذف في قلوبهم من نوري 
فيخبرون عني كما أخبر عنهم. والثاني لو كانت السماوات السبع والارض في 
ميزان أحدهم لاستقللتها له والئكالث إن أقبل بوجهي الكريم عليهم أفترى من 
أقبلت بوجهي الكريم عليه؛ يعلم أحد ما أريد أن أعطيه فعليك يا أخي باتباعهم 
لعلك أن تكون من أتباعهم» وسلم لهم ما ترى وما تسمع تئل من السعادة منزلاً 
أرفع, واللّه تعالى أسأل أن يكحل أبصارهم بصائرنا بنور هدايته» ويسدد قواعد 
عقائدنا بحسن رعايته. 

أخبرنا الشيخ العالم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ العلامة 
عماد الدين أبي ! إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن علي المقدسي الحنبلي بالقاهرة 
سنة أربع وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الخطيب 
المعروف بابن المنصوري» والشيخ أبو الحسن بن علي بن سليمان بن أبي المعز 
المعروف بالخباز ببغداد سنة إحدى وثلاثين وستمائة. 

قالا: أخبرنا الشيخ القدوة أبو القاسم عمر بن مسعود المعروف بالبزار 
البغدادي سنة ثلاث وستين وستمائة . 

قال: سمعت الشيخ العالم الرباني نجيب الدين عبد القاهر بن عبد الله 
السهروردي رضي اللّه عنه ببغداد سنة اثنتين وستين وخمسمائة. 

يقرل: كنت عند الشيخ حماد الدباس رضي الله عنه في سنة ثلاث 
وعشرين وخمسمائة؛ وإكان الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه يتكلم بكلام عظيم» 
فمال له الشيخ حماد: يا عبد القادر لقد تكلمت بالعجبء أما تخاف أن يمكر 
اللّه بك فوضع الشيخ عبد القادر كفه على صدر الشيخ حماد وقال له: انظر بعين 
قلبك ما في كفي مكتوباء فسها الشيخ حماد سهوة؛ ثم رفع الشيخ عبد القادر 
كفه عن صدر الشيخ حماد؛ فقال الشيخ حماد : نظرت في كفه أنه أخذ من اللّه 
تعالى سبعين موثقاً أن لا يمكر به؛ قال الشيخ حماد : لا بأس بعدهاء ذلك فضل 
اللّه يؤتيه تيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم .| 0,: 


لض سه سكي ذكن كلمات اخثر بهااعق نقية محدنا يتعمة رن 


أخبرنا الشريف الجليل أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي عبد اللّه محمد بن 
أبي الغنائم محمد بن الأزهري بن أبي المفاخر محمد الحسني الدمشقي» ثم 
البغدادي بالقاهرة سنة خمس وسبعين وستمائة 

قال : أخبرنا أبو الفرج أبي وكان قد خدم الشيخ عبد القادر خمس عشرة 
سنة وعمر ح. 

وأخيرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن أبى المفاخر الحسن بن فتيان بن محمد 
اين أحمد الكوفي الأصل الأربلي, ثم البغدادي بالقاهرة سنئة خمس وستين 
وستمائة 

قال: أخبرنا القاضي قاضي القضاة أبو صالح نصر بن الحافظ أبي بكر عبد 
الرزاق بن شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر الجيلى البغدادي سنة إحدى 
وثلاثين وستمائة 

قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الرزاق سنة ستمائة قال: قيل للشيخ عبد القادر 
رضي الله عنه: متى علمت. آنك ولي اللّه؟ 
هه قال: كنت وأنا ابن عشر سنين في بلدنا أخرج من دارنا وأذهب إلى 
المكتب فأرى الملائكة : تقول للصبيان: افسحوا لولي اللّه حتى يجلسء» فمر بنا 
رجل لم أعرفه يومئذ فسمع الملائكة يومئذ تقول ذلك فقال لأحدهم: ما هذا 
الصبي؟ فقال له: سيكون له شان ن عظيمء هذا يعطى فلا يمنع» فيمكن فلا 
يحجب» ويقرب فلا يمكر به ثم عرفت ذلك الرجل بعد أربعين سنة فإذا هو من 
أبدال ذلك الوقت. 

قال : : وكنت يومئذ صغيراً في بلد أهلي كلما أهممت أن ألعب مع الصبيان 
سمعت قائلا يقول لي: إلى أين يا مبارك؟ فأهرب فزعاًء وألقي نفسي في حجر 
أمي» وإني لا أسمع الآن هذا في خلوتي . 

قال : : وكنت وأنا شاب في أيام سياحتي أسمع يقال لي : يا عبد القادر 
واصطنعتك لنفسي» أسمع الصوت ولا أرى القائل. 

وكنت في زمن مجاهدتي إذا أخذتني سنة:أسمع قائلاً يقول: : يا عبد القادر 
ما خلقتك للنوم؛ قد أحببناك ولم تك شيئاء فلا تغفل عنا وأنت شيء . 

أخبرنا الشيخ أبو محمد علي بن إزدمر المحمدي» وأبو متحمد عيد الواحد 
ابن صالح بن يحيى بن محمد القرشي البغدادي الحنبلي بالقاهرة سبئة ثلاث 
وسبعين وستمائة. 


ذكر كلنات اخبربها عن تفش معدن بنع ا لع و ع2 

قالا: أخبرنا الشيخ محيي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن 
خالد اليغدادي» المعروف بالتوحيدي ببغداد سنة إحدى وأربعين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشريف أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الله بن أحمد الخطيب 
المعروف بابن المنصوري ببغداد سنة ثلاث وعشرين وستمائة . 

قال : أخبرنا الشيخان القدوة أبو مسعود أحمد بن أبى بكر الحريمى العطارء 
والشيخ القدوة أبو عبد الله محمد بن قائد الأرائن هنة إلحلاى لتاقن وحمسجالة: 

قالا: تكلم الشيخ صدقة البغدادي رضى اللّه عنه بكلام أنكر عليه فيه 
بطريق الشرع؛ فطولع به إلى الخليفة فأمر بإحضاره إلى باب المتولي وتعزيره» فلما 
أحضروه وكشف رأسه صاح خادمه وشيخاه فشلت يد الذي هم بضربه» وألقى 
الله سبحانه وتعالى الهيبة في قلب المتولي عليه؛ فطالع الوزير بذلك إلى الخليفة 
فألقى اللّه سبحانه وتعالى الهيبة في قلب الخليفة» فأمر بإطلاقه» فدخل إلى رباط 
الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» فوجد المشايخ والناس جلوساً ينظرون خروج 
الشيخ ليتكلم عليهم؛ فجاء فجلس بين المشايخ» فلمًا صعد الشيخ على الكرسي 
لم يتكلم ولم يأمر القارىء بالقراءة» وأخذ الناس وجد عظيم وداخلهم أمر جليل . 

فقال الشيخ صدقة في نفسه: لم يتكلم والقارىء لم يقرأ فمم هذا الوجد؟ 
فالتفت الشيخ إلى جهته وقال: يا هذا جاء لي مريد من بيت المقدس إلى هنا في 
خطوة وتاب على يدي» والحاضرون اليوم فى ضيافته . 

فقال الشيخ صدقة في نفسه: من تكون خطوته من بيت المقدس إلى 
بغداد فمم يتوب؟ وما احتياجه إلى الشيخ؟ فالتفت الشيخ إلى جهته وقال : يا هذا 
يتوب من الخطو في الهواء فلا يرجع إليه» ويحتاج أن علمه الطريق إلى محبة الله 
عز وجلء ثم قال: أنا سيفي مشهورء وقوسي موتور»ء ونبالي مفوقة» وسهامي 
صائبة» ورمحي مصوب» وفرسي مسرج أنا نار اللّه الموقدة» أنا سلاب الأحوال» 
أنا بحر بلا ساحل» أنا دليل الوقت» أنا المتكلم في غيري» أنا المحفوظ أنا 
الملحوظ» يا صوام يا قوام يا أهل الجبال دكت جبالكمء يا أهل الصوامع هدت 
صوامعكم., أقبلوا إلى أمر من أمر اللّهء أنا أمر من أمر اللّه يا بنيات الطريق» يا رجال 
يا أبطال يا أطفال» هلموا وخذوا عن البحر الذي لا ساحل لهء يا عزيز أنت واحد 
في السماء وأنا واحد في الأرضء» يقال لي بين الليل والنهار سبعين مرة» وأنا 
اخترتك لنفسي ولتصنع على عيني) يقال لي: يا عبد القادر تكلم يسمع منك؛ 
يقال لى: يا عبد القادر بحقي عليك كل» بحقي عليك اشرب» بحقي عليك 
تكلمء وأمنتك من الردى . ١‏ 1 


ذكر كلمات أخبر بها عن نفسه محدثأً بنعمة ربه... 
أخبرنا أبو محمد عبد السلام بن أبي عبد الله محمد بن عبد السلام بن 
إيراهيم بن عبد السلام البصري الأصل» البغدادي المولد والدار بالقاهرة سنة 
إحدى وسبعين وستمائة . 

قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي الخباز بيغداد سنة 
ثلاث وثلاثين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخان؛ الشيخ أبو القاسم عمر بن مسعود البزار» والشيخ أبو 
حفص عمر الكيماتي ببغداد سنة إحدى وتسعين وخمسمائة . 

قالا: كان شيخنا الشيخ عبد القادر يمشي في الهواء على رؤوس الأشهاد في 
مجلسه؛ ويقول: ما تطلع الشمس حتى تسلم علي وتجيء السنة إلى وتسلم علي 
وتخبرني بما يجري فيهاء ويجيء الشهر ويسلم علي ويخبرني بما يجري فيهء 
ويجيء الأسبوع ويسلم علي ويخبرني بما يجري فيهء ويجيء اليوم ويسلم علي 
ويخبرني بما يجري فيه» وعزة ربي إن السعداء والأشقياء ليعرضون على عيني في 
اللوح المحفوظ؛ أنا غائص فى بحار علم الله ومشاهدته, أنا حجة اللّه عليكم 
جميعكم: أنا نائب رسول الله عه ووارثه في الأرض. ١‏ 

أخبرنا أبو محمد بن الحسن بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن الشيخ أبي 
القاسم دلف بن أحمد بن محمد البغدادي الحريمي المعروف جده بابن قوقا 
بالقاهرة سنة ست وستين وستمائة . 

قال: اخبرنا جد محمد وعد اد فية شمن بوعشرين وسسيينافة قال 
أخبرنا أبي أبو القاسم دلف سنة إحدى وتسعين وستمائة. قال: كنت أنا وأبو 
اسعود أبو بكر الحوضي والشيخ أبو الخير بشر بن محفوظ بن عنيمة» والشيخ أبو 
حفص عمر الكيماتي, والشيخ أبو العباس أحمد الإسكافي» والشيخ سيف الدين 
عبد الرهاب بن الشيخ عبد القادر جلوساً عند شيخنا الشيخ محبي الدين عبد 
القادر الجيلي رضي اللّه عنه آخر نهار يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة ستين 
وخمسمائة؛ وهو يتكلم عليناء فجاء شاب حسن الصورة وجلس إلى ناحية الشيخ؛ 
وقال: السلام عليك يا ولى اللّه أنا شهر رجب جكتك أهنيك وأعلمك بما قدر أن 
اي و ا 
فلما كان يوم الأحد سلخه جاء شخص كريه المنظر ونحن أيضاً عندهء وقال: 
السلام عليك يا ولي الله أنا شهر شعبان؛ جعتك لأهنيك وأعلمك بما يكون في 
فناء ببغداد» وغلاء بالحجاز» وسيف بخراسان. 


قال : فوقع فيه فناء كبير ببغداد» وجاء الخبر بالغلاء الشديد بأرض الحجازء 


ذكر كلمَاك اخبر بها عن نقس ة مخدثا بمعمةازية د مسمس سد عه مه 6 
وبالسيف بخراسان» ومرض الشيخ أياما في رمفهاة. فلما كان يوم الإثنين التاسع 
الح ا مم وكان يومغذٍ ع 0 
والقاضي أبو يعلى محمد بن البراءع فجاء شخص بهي السمت عليه وقار وقال: 
السلام عليك يا ولي الله أنا شهر رمضان» جغتك أعتذر إليك مما قدر عليك في» 

قال: فمات الشيخ رضي الله عنه في ربيع الآخر من السنة الثانية» ولم يدرك 
رمضان آخر. قال: وسمعته غير مرة على الكرسي يقول : لله تعالى عباد يأتي إليهم 
شهر رمضان فيعتذر إليهم إن كانوا مرضوا في أيامه. أو أصابتهم فاقة . يقول لهم: 
كيف أنتم مما قضي عليكم في . 

قال : وقال لي ولده الشيخ سيف الدين عبد الوهاب رحمه اللهرما من شهر 
إلا وياتي إليه قبل أن يهل» فإن كان قد قدر اللّه تعالى فيه سوء وشدة جاء في 
صورة منكرة» وإن كان قد قدر اللّه تعالى فيه نعمة وخيرا وبركة وسلامة جاء في 
صورة جميلة ٠‏ 

قال : 00 لي 0 عبد ا 0 الرزاق 0-6 ا إذا 3 عليه 
صحة قوله. ل 0 د 
لا مرحباً بطريد اللّهء فنرى على ذلك الرجل من علامات الطرد والإعراض عن اللّه 
تعالى ما يستدل به على صحة قوله رضي الله عنه .| 

أخبرنا أبو محمد سالم بن علي بن عبد الله بن سنان الدمياطي المصري 
المولد بالقاهرة سنة إحدى وسبعين وستماثة . 

قال: أخبرنا الشيخ القدوة شهاب الدين أبو حفص عمر بن عبد الله 
السهروردي ببغداد سنة أربع وعشرين وستمائثة . 

|اقال: سمعت الشيخ محبي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه يقول على 
الكرسي بمدرسته: 0 ولي على قدم نبي ) وأنا على قدم جدي عه وما رفع 
المصطفى ينه قدما إلا وضعت أنا قدمي في الموضع الذي رفع قدمه منهء إلا أن 
كر دما حل لزاه القجرة :11 12 سول أن بال سجر سي 7 
بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وستماثة . 


عشرة وستمائة. 

_قال: سمعت الشيخ عبد القادر يقول :الإنس لهم مشايخ والجن لهم مشايخ 

١‏ قال: و سمعته في مرض موته يقول لأولاده: بيني وبينكم وبي و الحلى كلهم 

قال: وسمعته أيضا يقول لولده عبد الجبار أنت نائم أو منتبه موتوافى وقد 
انتبهتم . | 

أخبرنا الفقيه أبو عبد اللّه محمد بن عبد الملك بن علي بن جعفر بن درارة 
القرشي المحدث بالقاهرة سنة سبعين وستمائة. 
مهلهل القرشى المخزومى الى لبلبلٍ الشافعى المعروف بابن كينسيا بالقاهرة» سئة 
إحدى وثلاثين وستمائة . 

قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي 
الحنبلي بالقاهرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة . 

وأخبرنا الفقيه أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر بن مذهب بن أبي علي 
المقرشي ع ثم البغدادي بالقاهرة, سنة إحدى وسبعين وستماثة . 

قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن محمود بن النجار البغدادي بها 
سنة تسع وثلاثين و ستمائة . 

قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أبي نصر بن محمود بن أبي 
القاسم المبارك بن محمود الحنابذي الأآصل البغدادي المولد والدارء المعروف 
بابن الأأخضر ببغداد سنة ست عشرة وستمائثة . ّ 

قال: سمعت الشيخ أبا محمد عبد القادر الجيلى رضى اللّه عنه يقول: أنا 
من وراء أمور الخلق,» أنا من وراء عقولهم كل رجال الحق إذا وصلوا إلى المهدر 
أمسكوا إلا أنا وصلت إليه وفتح لي منه روزنة فاولجت فيها ونازعت أقدار الحق 
بالحق للحقى فالرجل هو المنازع للقدر لا الموافق له. 
إسماعيل بن أحمد بن على القرشى التيمى البكري البغدادي الفثلقني بالقاهرة» 


سنة ثمان و سكين و ستماثة . 


ذكر كلمات أخبر بها عن نفسه محدثا بنعمة ربه. .. ببدببب--ب- 0 0 ان 
قال : أخبرنا الشيخان الشيخ أبو الحسن على ابن الشيخ أبي المجد المبارك 
ابن محمد الطاهري البغدادئي الحريمي؛ سنة خمس عشرة وستمائة» والشيخ أبو 
الحسن الخفاف البغدادي بها سنة عشر وستماثة . 
١قال:‏ سمعت شيخنا الشيخ عبد القادر رضى اللّه عنه يقول: طوبى لمن 
رآني أو رأى من رآني أو رأى من رأى من راني» وأنا حسرة على من لم يرني ٠١‏ 
بالقاهرة سنة ثللاث وسبعين وستماثة . 
المعروف بالخباز» والشيخ أبو الوليد بن سعيد البغدادي بها سنة ثلاثين وستماثة . 
قالا: أخبرنا ا لشيخ القاسم عمر بن مسعود البزار برباطه بالقاهرة» سنة خمس 


وستماثة . . 
قال: أخبرنا الشيخ القدوة أبو الحسن علي بن الهيتي الزيراني بيغداد سنة 


قال: زرت مع الشيخ عبد القادر رضي الله عنه قبر معروف الكرخي رضي 
الله عنه فّال: السلام عليك يا شيخ معروف عبرتنا بدرجة. ثم زاره مرة أخرى» 
وأنا معه فقمال: السلام عليك يا شيخ معروف» عبرناك بدرجتين» فقال له من 
القبر: وعليك السلام يا سيد أهل زمانه؛ قال: وكان قد قال لأصحابه أنه قد 
سلمت إلى العراق» ثم بعد مدة قال لهم قد كنت عهدت إليكم أن قد سلمت إلي 
العراق» والآن قد سلمت إلي الأرض» شرقها وغربهاء قفرها وعمرانهاء وبرها وبحرهاء 
وسهلها وجبلها. 

_قال: ولم يبق أحد من الأولياء في ذلك الوقت إلا وقد أتاه وسلم عليه احتراما 
للقطبية رضى اللَّه عنه. | 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي زكرياء البغدادي . 

قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو صالح بن الحافظ أبي بكر عبد الرزاق ابن شيخ 
الإسلام محيي الدين أبي محمد عبد القادر الجيلي ببغداد سنة تسع وعشرين 
وستماثة . 

قال: أخيرنا الشيخ أبو عبد الرزاق» وأخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن ابن 


88 سس ذكر كلمات أخبر بها عن نفسه محدثا بنعمة ربه... 


الفقيه أبي عمران موسى بن أأحمد بن الحسين المرشي الشافعي بالماهرة سنة 


تسعين و ستمائة . 

قالا : أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي القرشي بدمشق سنة ثلاث عشرة 
وستمائة. 
الله حاجة فاسألوه بى . 


أخبرنا أبو العفاف موسى ابن الشيخ أبي المعالي عثمان بن موسى بن عبد 
اللّه بن عبد الدائم بن مجلي البقاعي الأصل» العقبي الدمشقى الدار» ثم القاهرة 
بها سنة سبع وستين وستمائة . 5 ١‏ 

قال: أخبرنا أبي بدمشق سنة أربع غشرة وستمائة . 

قال : أخبرنا الشيخان؛ الشيخ العارف أبو عمرو عثمان الصريفيني» والشيخ 
الصالح أبو محمد عبد الحق الحريمي يبغداد» سنة سبع وسَعِينَ وخمستمائة . 

قالا: سمعنا الشيخ محبي الدين عبد القادر الجيلي رضي اللّه عنه يقول 
على الكرسي : يا أهل الأرض شرقا وغرباء ويا أهل السماءء قال اللّه تعالى: 
9 ويخلق ما لا تعلمون 4 [النحل:8]» أنا مما لا تعلمون, يا اهل الأرض شرقاً 
وغرباء تعالوا تعلموا مني» يا أهل العراق الأحوال عندي كثياب معلقة في بيتي»؛ 
أيها شئت لبست»ء فعليكم بالسلامة أو لآتينكم بجنود لا قبل لكم بهاء يا غلام 
سافر آلف عام لتسمع مني كلمة» يا غلام الولايات هاهنا الدرجات هاهنا في 
مجلسي تفرق الخلع» وما من نبي خلقه الله تعالى» ولا ولي إلا وقد حضر مجلسي 
هذاء الأحياء بأبدانهم والاموات بأرواحهم, يا غلام اسأل عنى منكرا ونككيرا عند 
مجيئهما إلى قبرك فيخبراك عني . 

أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي ابن الشيخ أبى العباس أ حمد بن المبارك 
ابن أسباط بن محمد البغدادي الحريمي الشافعي بالقاهرة» سنة سبعيّن وستمائة . 

قال: أخبرنا الفقيه عبد القائر بن معبنان بن أبي البركات بن علي بن رزق 
الله بن عبد الوهاب التيمي البرداني الحنبلي ببغداد سنة ثلاثين وسستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن أبي طاهر أحمد بن محمد 
ابن هبة الله الترمسي البغدادي الحنبلي الصوفي بيغداد. سنة إحدى وسبعين 
و(خمسمالة. ١‏ 

قال: كان شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه إذا تكلم 
بالكلام العظيم يقول عقيبه باللّه عليكم قولوا صدقتء إنما أتكلم عن يقين لا 


ذكر كلمات أخبر بها عن نفسه محدثا بنعمة ربه. .. هه 
شك فيهء إنما أنطق فأنطق وأعطي فافرق وأومر فأفعل» والعهدة على من أمرني 
والديه على العاقلة» تكذيبكم لي سم ساعة لأديانكم» وسبب لإذهاب دنياكم 
وأخراكم؛ أنا سياف أنا قتال» ويحذ ركم الله نفسه لولا لجام الشريعة على لساني» .. 
لأخبرتكم بما تاكلون وما تدخرون في بيوتكم, أنتم بين يدي كالقوارير يرى ما ' 
في بواطنكم وظواه ركم, لولا لجام الحكم على لساني لنطق صاع يوسف بما فيه 
لكن العلم مستجير بذيل العالم كي لا يبدىء مكنونه. 

أخبرنا أبو محمد ماجد بن خالد بن أبي بكر بن سيما بن غانم العراقي 
الخلوتي» ثم اليغدادي بالقاهرة» سنة إحدى وسبعين وستمائة. 

قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو بكر محمد ابن الشيخ عوض بن سلامة العراد 
البغدادي الصوفي ببغداد سنة ثلاثين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم بن أبي بكر أحمد بن أبي السعادات أحمد 
ابن كرم بن غالب البندليجي الأصل البغدادي المولد والدار» الأزجي ببغداد» سنة 
خمس وسبعين وخمسمائة. 

قال: كنت في وقت أكتب عن الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللَّه 
عنه ما يتكلم به على الكرسي» فكان مما كتبته من كلامه في شهر المحرم سنة 
إحدى وستين وخمسمائة . 

قوله: قلبي في مكنون علم الله عز وجل في زاوية عن الخلق» ملك على 
باب الحق سبحانه, أظهره قبلة لكل وارد من أهل زماني» وأصل من وراء الإغلاق 
على بساط الأنس والقرب جالس»ء والملك الفرد له مؤانس مطلع على أسرار الخليقة 
ناظر إلى وجوه القلوب قد صفاه الحق عن دنس رؤية سواه حتى صار لوحا ينقل 
إليه ما في اللوح المحفوظ» وسلم إليه أزمة أمور أهل زمانه وصرفه في عطائهم 
ومنعهم» وقال له بلسان الغيب إنك اليوم لدينا مكين أمين» وأقعده مع أرواح أهل 
اليقين على دكة بين الدنيا والآخرة» بين الخلق والخالق بين الظاهر والباطن» بين 
ما يدرك وبين ما لا يدرك» وجعل له أربعة وجوه: وجه ينظر به إلى الدنيا» ووجه 
ينظر به إلى الآخرة» ووجه ينظر به إلى الخلق» ووجه ينظر به إلى الخالق» وصيره 
خليفة في أرضه وعوالمه؛ فإذا أراد به أمرأ قلبه من صورة إلى صورة» ومن هيئة إلى 
هيئة فأطلعه على خزائن الأسرار لأنه مفرد الملك ونائب أنبيائه» وأمين مملكته 
في وقته» وله في كل يوم وليلة ثلاثمائة وستون نظرة إليه . 


لجسم عه عيمعم د وعم مميهم صمصه ه. 


5 ا سس امس سا تس سم سسسب ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب . . 
بشىء من عجائب أحواله مختصراً 


من رام أن يدرك الشأو من هذا المعنى أو يبلغ الحد من هذا المبنى فقد 
نزعت همته إلى أمنية قاص منالهاء وارتقت عزيمته إلى ذروة صعب مجالهاء فإن 
دون مرامه من سعتها أمدأ يعيدذاء ووراءه من فيضها 558 سديدا إذا هي غاية لن 
يملكها عدد الحساب» ومادة لن ينهبها مدد الكتاب» ومهمه ما أضاء فيه قبس 
إحاطة الإخبار حلبة ما جرى إليها سابق حصر الإكبار» ومدرك ما أنيط به سبب 
استقصاء إلا انقطع قاصرأء وفرض ما صوب إليه سهم إحصاء إلا انفصم كرا 
وكيف لا وقد أخبرنا الفقيه الأصيل عبد الأحد ابن الشيخ العارف أبي المجد عبد 
الصمد عن عبد الكريم بن حسن بن محمد القرشى يي التميمي» البغدادي الأزجي 
الشافعي القاهري بهاء سنة إحدى وسبعين وستمائة 

قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو صالح نصر ابن الإمام عبد الرزاق» والشيخ أبو 
الحسن علي بن سليمان الخباز ببغداد سنة ثلاثين وستماثة . 

قال أبي: أخبرنا الشيخ الحافظ تاج الدين أبو بكر عبد الرزاق ابن شيخ 
الإسلام محيي الدين عبد القادر الجيلي, بمدرسته ببغداد بباب الأزج سنة ستمائة) 
والشيخ الإمام أبو البقاء عبد اللَّهِ , بن الحسين العكبري الفقيه النحوي الضرير 
بيغداد سنة ثلاث وستماثة. 


وقال أبو صالح : 0 أبي عبد الرزاق وعماي عبد الوهاب » وإبراهيم 
ببغداد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة 

وقال أبو الحسن العمراني الكيماتي والبزار ببغداد سنة إحدى وتسعين 
وخمسماثة. 

قالوا. حص لدان اي متب قي لخاد درطي 
يا ارك الكل زشها صور ار ل قال : قد فتح لقلبي الآن سبعون باباً من 
العلم اللدني» سعة كل باب منها سعة ما بين السماء والأرض» ثم تكلم في 
معار ف أهل الخصوص كلاما طويلا اندهش له الحاضرون» وقلنا ما نظن أن 0 
بعك 0 
ل ري 0 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... سسسسستسس- ‏ لاه 

قال: أخبرنا الشيخان؛ الشيخ أبو زكرياء يحيى بن يوسف بن زكرياء بن 
يحيى الأنصاري الصرصري» والشيخ كمال الدين أبو الحسن على بن محمد بن 
محمد بن وضاح الشهربان ببغداد» سنة ثمان وثلاثين وستمائة . 

قالا: أخبرنا الشيخ القدوة أبو الحسن علي بن أبي بكر بن إدريس اليعقوبي 
بها سنة اثنتي عشرة وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ القدوة أبو الحسن علي بن الهيتي الزيراني بها سئة 
اثنتين وستين وخمسمائة ‏ 

قال: ما رأيت أحدا من أهل زماني أكثر كرامات من الشيخ محيي الدين 
عبد القادر رضي اللّه عنه؛ وكان لا يشاء أحد أن يرى منه كرامة في أي وقت شاء 
إلا رآهاء وكانت البقارقة تظلي احيانا تنه وأحيانا فيه. 

وأخبرنا ابو المعالي صالح بن احمد بن علي بن أبي القاسم بن عبد اللّه 
اللخمى البغدادي القروي المالكي بالقاهرة سنة إحدى وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخان؛ الشيخ أبو محمد الحسن البغدادي المعروف 
بالمطرز ببغداد سئة خمس وعشرين وستمائة. 

قال انو سعية السين” أخبرنا شيخنا الشيخ أبو السعود أحمد بن أبي بكر 
الحريمي به سنة ثمانين وخمسمائة. 

قال: أخبرنا شيخنا أبو عمرو عثمان الصريفيني» قال: واللّه ما أظهر اللّه 
تعالى: ولا يظهر إلى الوجود مثل الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه» 
كانت كراماته كالعقد المنضد بالجواهر يتبع بعضها 58 وكان الرجل منا لو 
أراد أن يعد منها كل يوم أشياء لفعل.أ 

قال أبو الحسن وأبو محمد: كان المشايخ بالعراق يستعظمون قولهما ولا 
يظهروه لأنهما لو لم يطلعهما على المستقبل لم يخبرا عنه» ولا غرو إن وردت من 
بحر لجي كنعبة طائر أو أزيل من كوكب دري غبار غابر» وهل يدني مثال الشمس في 
البيداء» وخد ويحصى نثار الزهر في الروض عد؟ فاحذروا أيها السادة الغر» فلا محيط 
بما في المحيط من الدر؛ وفيما سنذكر لذي اللب كفاية واللَّه ولي التوفيق والهداية . 

أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر الله بن القاسم يوسف بن خليل بن أحمد 
الهاشمي البغدادي الكرخي بالقاهرة سنة سبعين وستماثة . 

قال : أخبرنا القاضي أبو صالح نصر بن الحافظ تاج الدين أبو بكر عبد الرزاق 
ببغداد سنة ثلاثين وستمائة 


4 سس ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 

قال: أخبرنا أبي عبد الرزاق ببيغداد وعمي عبد الوهاب والعمران الكيماتي 
والنوار شحة تسعين وشيسفاتة: 
> قالوا: سمعنا الشيخ محبي الدين عبد القادر رضي اللَّه عنه سنة ثلاث 
وخمسين وخمسمائة يقول على الكرسي: رأيت رسول اللّه مله قبل الظهر يوم 
الثلاثاء السادس عشر من شوال سنة إحدى وعشرين وخمسمائةء» فقال لي : يا بني 
لم لا تعكلم؟ قلت: يا أبتاه أنا رجل أعجمي كيف أتكلم على فصحاء العرب 
بيغداد؟ قال لي : افتح فاك ففتحته» فتفل فيه سبعاء وقال لي تكلم على الناس» 
وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» فصليت الظهر وجلست وحضرني 
خلق كثيرء فارتج علي فرأيت عليا بن أبى طالب كرم النّه وجهه قائماً بإزائي في 
المجلسء فقال لي: يا بني لم لا تتكلم؟ فقلت يا أبتاه قد ارتج علي» فقال افتح 
فاك؛ ففتحته فتفل فيه ستأء فقلت: لم لا تكملها سبعة؟ فقال: أدبا مع رسول 
لله َه ثم توارى عني فقلت: غواص الفكر يغوص في بحر القلب على در 
المعارف فيستخرجها إلى ساحل الصدرء فينادي عليها سمسار ترجمان اللسان 
فتشترى بنفائس أثمان حسن الطاعة في بيوت أذن اللّه أن ترفع» قالوا: هذا أول 
كلام تكلم به الشيخ للناس على الكرسي رضي اللَّه عنه .) 

أخبرنا الشيخ الشريف الجليل أبو العباس أحمد ابن الشيخ أبي عبد اللَّه 
محمد بن أبي الغنائم محمد الأزهري بن أبى المفاخر محمد المختاري الحسيني 
البغدادي بالقاهرة» سنة و 


ع 
3 ا 


ثلاث وسبعين وستماثئة . 

ال اخيرنا ابي امسق حة تسم وعشرين وسعمانة قال: حضرت مجلس 
شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلى رضي الله عنه في سنة خمس 
5 وستمائة) وكان في المجلس يومكذ نحو عشرة آلاف كل ]ركان الشيخ على :ين 
الهيتي رضي اللّه عنه جالسا تجاه الشيخ تحت دكة المقري» فأخذته سنة فقال 
الشيخ للناس: اسكتوا فسكتوا.حتى يقول القائل إنه لا يسمع منهم إلا أنفاسهمء 
رثمانرل من اعلى الكرسي ووقف بين :يدي التتيخ معادباء وجعل يحدق اليه فم 
استيقظ الشيخ علي بن الهيتي فقال له الشيخ : أرأيت النبي فته في المنام؟ فقال : 
نعم» قال: من أجله تأدبت» قال : فما أوصاك؟ قال: بملازمتك» قال: فسعل 
الشيخ علي عن معنى قول الشيخ: من أجله تأدبت» قال: الذي رأيته فى المنام رآه 
عزفي البقعلئة كال + ومات في ذلك البو اتبعة رجتال معيتع :دن فتاكت .سكاتة .في 

المجلسء ومنهم من حمل إلى داره مغشياً عليه ثم مات من يومه .| 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ...سس سس سسسب 64 

وقال رضي اللّه عنه في آدم عليه السلام: لما سمعت الملائكة بأذان العقول 
قوله تعالى : إني جاعل في الأرض خليفة» ولمع لها من أفق العناية برق المجعول 
بيده فإذا سويته ونفخت فيه من روحيء قالت: إلهنا أين يكون هذا الخليفة؟ 
قال : في نقلة خط الأرض» قالت بلسان الاعتراض : أتجعل فيهاء كيف لمع هذا 
البارق من سحاب التراب؟ هل التراب إلا محل الظلمة» هل الصلصال إلا مركز 
العيب لا الغيب؟ إلهنا نحن رهبان صوامع الصفح الأعلى» نحن شيوخ صفة 
الصفاء نحن سكان مقام ربط يسبحون الليل والنهار» ولا يفترون» قال لهم مجيب 
القدر أخطأ فاسد نظركم في تأملكم, أما علمتم أن في الأرض معدن الياقوت» 
وأن الجواهر من بحارها تستخرج») وأن أشخاص الأنبياء من معادن أخرجت,ء» وأن 
غرائب أسرار القدم اكنوزيها دفنت» وجسد الصفي آدم من عناصرها ركبء فلما 
استخرج القدر .5 شكلا ألقى من نطفة إني خالق بشراً ومد على صفحة لوح الكون 
بيدء فإذا سويته وصار ذاتأ آدمية بسابق علم فعال لما يريد ووضع طفله في حجر 
اصطفى آدم وربي في مهدء وعلم آدم الأسماء» رأت الملائكة ذاتا صلصالية 
الهيكل» ولمحت عليه أسرار» ونفخت فيه من روحي» وأشرق لها من شرق الطين 
صباح اسجدوا لآدم؛ ورأت عليه خلعة» وقلنا يا آدم اسكن؛ وأخذت عليه علم يا 
آدم أنبئهم» فقالت الملائكة: اجلس في دست السلطنة عزيزء وصل إلى مصر 
الفخر عاشق هب عليه نسيم وصل محبوبه عز تنقل من أشباح الملائكة إلى الحمأ 
المسنون» اشتهى آدم أن يخله في حضرة القدس بها بجذع صاحب فوسوس عن 
قول: إن لك أن لا تجوع فيهاء دخل عليه عدو من نامة هل أدلك على شجرة 
الخلد» غره بأباطيل ما نهاكما ربكما كانت الشجرة شمعة نصبت لفراش زوجهء 
حامت حولها بأجنحة؛ فأكلا منها فاحترقت بلهب ألم أنهكماء جذبت ما فيه من 
ظلمة الأرض إلى غفلة وعصيء فاستدرك بما فيه من نور السماء فقال: ربنا ظلمنا 
أنفسناء بكى على فرقة محله الأول» قال: من أين لي جلد على فراق محبوبيء 
قيل: يا آدم المعتبة حجاب بينك وبين ربك» حضرته طاهرة لا توطأ بأقدام ملوثة 
بمخالفة المحبوب» أكد أسباب هجرة كيف تقيم في دار عصيت فيها صاحبهاء 
فتمال لسان الحال: إلهي محتوم قضاؤك لا يرد باجتهاد» وسهام قدرك لا تدفع 
بدروع الحيل» ما عصيتك جراءة عليك بل غفلة؛ وما خالفت أمرك إلا لأمر كتب 
علي. » قيل : يا آدم أنين العاصين أحب إلينا من زجل المسجين؛ » الاعتراف بالذنب 
كفارته: وإني لغفار لمن تاب؛ قد كتبنا لك قبل زلة» وعصاً منشور فتاب عليهم؛ 
وقبلنا قبل خلقك عذر فدسي» ولم نجد له عزماً. 


ا ا ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 

أخبرنا أبو الحسن علي بن نجيم بن عيسى الحوراني» وعلي بن عيسى 
الجوسقي» وأبو محمد رجب بن أبي منصور بن نصر اللّه الداري بالقاهرة سنة ثلاث 
وسعين وما 

قالوا: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن إدريس اليعقوبي بها سنة سبع 
عشرة وستمائة . 

وأخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسن بن فتيان الأربلي بالقاهرة سنة 
خمس وسبعين وستمائة. 

قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو صالح نصر ابن الحافظ أبي بكر عبد الرزاق ابن 
شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه ببغداد سنة ثلاثين وستمائة. 

قال: أخبرنا أبي سنة أربع وتسعين وخمسمائة ح. 

وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن دلف المعروف جده بابن 
قوقا بالقاهرة سنة مست وستين وستمائة. 

قال: أخبرنا الأشياخ الثلاثة؛ الشيخ أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن 
أحمد المعروف بابن المنصوري ببغداد سنة إحدى وثلاثين وستمائة» والشيخ أبو 
عمرو عثمان المعروف بالقصير» والشيخ أبو الحسن علي بن سليمان المعروف 
بابن الخباز ببغداد سنة تسع وثلاثين وستمائة . 

قال أبو القاسم: أخبرنا أبو السعود أحمد بن أبي بكر الحريمي المعروف 
بالمدلل بيبغداد سنة ست وسبعين وخمسمائة . 

وقال أبو عمر وأبو الحسن: أخبرنا العمران الكيماتي والبزار بيغداد سنة 
إحدى وتسعين وخمسمائة. 

قالوا: قال الشيخ أبو محمد عبد الرحمن الطفسونجي رضي اللَّهِ عنه على 
الكرسي بعلفسونج: أنا بين الأولياء كالكركي بين الطيورء أطولهم عنقاء فقام 
الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد الحبي وكان ذا حال فاخر ونزع دلقاً كان عليه 
وقال: دعني أصارعك» فسكت الشيخ عيد الرحمن وقال لأصحابه : ما رايت فيه 
شعرة خالية من عناية الله تعالى» وأمره أن يليس دلقه» فقال لا أعود فيما خرجت 
عنهء ثم التفت إلى جهة الحبة؛ ونادى باسم زوجته يا فاطمة ائتني بما البسهء 
فسمعته وهي في الحبة» وتلقته في الطريق بما يليسء قال له الشيخ عبد الرحمن: 
من شيخك؟ قال: شيخي الشيخ عبد القادرء فقال: إني لم أسمع بذكر الشيخ 
عبد القادر إلا في الأرض» وإن لي أربعين سنة في دركات باب القدرة ما رأيته» ثم 


دك لفط لع كلاتقة لتر طعا ووو وعبات سمس يم ا 
قال لجماعة من أصحابه : اذهبوا إلى بغداد وأتوا إلى الشيخ عبد القادرء وقولوا له: 
البواب ومظهر الجمال» وعيد الحق الحريمى» وعثمان الصريفينى: اذهبوا إلى 
طفسونج وستجدون في طريقكم جماعة من أصحاب الشيخ عبد الرحمن 
الطفسونجي بعثهم إلي بكذا وكذا وذكر الرسالة) فإذا لقيتموهم فردوهم معكم 
' فإذا أتيتم الشيخ عبد الرحمن فقولوا له: عبد القادر يسلم عليك ويقول لك أنت 
في الدركات» ومن هو في الدركات لا يرى من هو في الحضرة» ومن هو في 
من حيث لا ترانى بأمارة أن خرجت لك الخلعة الفلإنية فى الوقت الفلاني على 
يدي)» خرجت لك وهي خلعة الرض 4 وبأمارة خروج التشريف الفلاني في الليلة 
الفلانية لك على يدي خرج وهو تشريف الفتح. وبأمارة أن خلع عليك في . 
الدركات بمحضر م عه كي ون ا 1 سورة 

رد حو لكان برسم السرم : كان موسى عليه السلام طقلا 
نشا في مهد عهد القدم صغيراً تغذى بلبن ولتصنع على عيني؛ صبيّاً ربي في 
جحر وا صطبعتك لنفسي ») وألقي في التابوت شبه من يموت» فقذفته أمه في اليم 
خوفأ من فتئة يذبح؛ أوقعه القدر في كفالة عدوه بواسطة قرة عين لي ولك» ورده 
إلى أمه بشفاعة لا تقتله» وسلم من القتل بمقالة عسى أن ينفعناء ثم نبه طفل 
عقله ا عجائب الكرد 3 0 بنور لي وما كان جاهلا" 
توحيد صانع الوجود. وإثبات وجود واجب الوجود» انطبعت في مرآة علمه 
أشكال الأكوان فصار نورا في فتور حدقة الزمان» وخطب له خطيب آتيناه حكماء 
وحرك القدر ساكن عزمه» ونبه بريد الأمر المقضي نائم فكره فانصب سيل سحابه 
فلما قضى موسى الأجل خرج بأهله وقد استبان وضع الحمل والليل كسواد حدق» 


9 سس ل ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 
الغمام» وأسود الرعود تزمجر في غابات الديم» فطلب قطراً يأوي إليه من القطر 
ليقدح لزوجه من زند الظلام شراراًء ويطلب في أكناف الوادي المقدس نارأء هذا 
والغرام غريم سره» والوجد نديم روحهء والشوق سمير قلبه والتوق جليس فؤاده. 
والهوى حشو صدره. فلاح له الدوز في معرض النار نتصب لصياد طائر روحه شباك 
إني أنا اللّه» رأى سطرا من سطور لوح القدر» تجلت لفراسة روحه شمعة الطورء 
ووقعت رجل عقله في شرك تين أنيس أفرغ في سمعه كأس صرف شراب أنا اللّه 
لا إله إلا أناء أسكره بإدامه شرب مدام كلمه» ودبت فيه نشوات الشوق» وطاحت 
به طوائح أمواج بحار الوله» غلب على قلبه هيمان العشق» خرقت لذة التكليم 
منافذل سمعه حتى وصلت إلى بصره فطلب البصر نصيبه من النظرء ووافقه توق 
القلب فقال: رب أرني أنظر إليك» قيل: يا موسى انظر أولاً إلى مرآة الجبل وحك 
ذهب ثباتك على محك فإن استقر فاعتبر سكونك عند حركة الصخور لهيبة 
تجلى» فمادت به أجزاء الطور عند إشراق لمعان ذلك النورء» وتعطرت أشجار 
الوادي المقدس بنسيم القرب» وأرجت رياض البقعة المباركة ببهجة وقت 
الوصل» وصارت هضبات الطور حدائق لأجل تجلى» وامتلات جنباته بالملائكة 
استعظاما لقوله أرني؛ وقامت أرواح الأنبياء تترصد ما يكون بعد ذلك» سمع 
كلام لا ككلام البشر خاطبه من ليس من جنس المحد ثات» نودي من جميع آقاق 
جهة الوجود») صارت جملته سمعا وبصراء فالتفت بعين سره إلى الطورء ووقع 
يا نور عين عقله على لموع نور مرآة الجبل» انعكست أشعة الميقات دخان 
برق بصره الحسن ذهلت عين الفكر خرس لسان الطبع. انقطعت أسباب 
الحواس» قر لسان حال موسي؛ وخشعت الأصوات للرحمنء قال المخبر عن 
صدق طلبه وخر موسى صعقاء قيل: يا موسى معدة طبعك ضعيفة عن تناول 
شراب تجلى»؛ ؛ أنيق عينيك ضيق عن مقابلة أنوار سبحات أرني أنظر إليك» عين 
الحدث لا تنفتح في شعاع شمس القدم, ورد النظر لا يطلع في شبجر كانون هذا 
الكون إنكم لن تروا ربكم حتى تموتواء خلعة النظر في الدنيا مدخرة في خزائن 
الغيب لصاحب قاب قوسينء» هذا الشرف لا يناله في الدنيا سوى سيد ولد آدم 
ويه يتيمة عقد البشرء ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدهء 
مات 7 عليه السلام بضرب سيف لن تراني» ثم جيء بروح فسوفء وقام على 
قدم تبت !إ ليك فرفل في حلة إني اصطفيتك؛ رجع إلى آهله متبرقعاً ببرقع الغيرة إن 
ترى نور ذلك الآثار الأغيار قالت له صفراء بنت شعيب عليه السلام : يا كليم اللَّه 
إني قد اشتقت ت إلى نظر وجهك فاكشف لي عنه البرقع لآراه» فقال لها: كيف 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... 83 000 انراد 
اكشف لك وجها قابل على صخور جبل الطور بهجة نور تجلى؟ كيف أريك 
روضا فاح طيبه من أرج؟ ولكن انظري إلى بقايا شراب وكلمه ربه في كؤوس 
وجنات سطوات هيبة جعله دكا في لمحات أسارير وجهيء قالت: رضيت أن 
أراه فأموت ققد هان علي بذل نفسي بنظرة إلى زهرات جمال وجهك يا غلام كن 
في صدق طلبك كبنت شعيب عليه السلام» بع نفسك في طمع نظرة من أهل 
الحمى» سارع بقطع المنازل وطي المراحل بعزم مجرد من جواذب الإرادات شوقا 
إلى رؤية المحبوب وولها بنيل المطلوب» وادخل حرم الحرمة وقف موقف 
العبودية» وأم مجد الوجد فعسى أن تقف بإزاء ليلى الأرواح» وترى مصر يوسف 
يعقرب القلوب» فإنه أتاك نشر من تلقائهم يحمل نسمة من نور جمالهم فته 
لشذائه المتضوع» وبع مهجتك بعودة من تألق برقهم غراما يعود ذلك الوصل» 
واللّه ما غبن بائع نفسه بنظرة واحدة» النظر عبارة عن الرؤية بالأبصارء ولم يئله 
مخلوق في هذه الدارء سوى صاحب المقام المحمود»ء والمشاهدة» عبارة عن 
الرؤية ببصائر الأسرار تخرج تواقيع مقاماتها من ديوان يختص برحمته من يشاء. 
أيها المريد الصادق الشواق التواق إن ظفرت بخلعة المشاهدة في خلوة مجلس 
سرك فلك الهناءء وإن لم تئلها فاستقم على جادة الصدق حتى يأتيك اليقين 
وتنقل إن شاء اللَّه إلى دار الصادقين» فتنظر إلى مطلوبك وتأخذ نصيبك من رؤية 
محبوبك» الشجاعة صبر ساعة يا غلام» كن موسوي الهمة لا تنفع بدون أرني 
عيسوي التوحيد» ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به» أحمدي الثبات ما زاغ البصر وما 
طغى» أول أحوال الأنبياء غاية مراقي أقدام الأولياء» بداية أفعال الرسل» أقصى 
معارج همم العارفين» طوبى لك يا فقير ليلة يقع موسى عقلك في شاطىء وادي 
عرفانك» في البقعة المباركة من قربك إن أردت أن تعرف ذلك فاطلب دلائل تلك 
الآثار في صفحات وجده الأعمال» لوقل اعملوا فسيرى الله عملكم» ورسوله 
والمؤمنون * [التوبة:5١٠١]»‏ يا نحل العقول ارتعي في ظهر هذه البساتين؛ 
واجمعي شهد المعارف من هذه الحدائق, حتى إذا مرض ولي من الأولياء بغير 
مزاج المحبة» قلنا لطبيب أسقام العارفين حكيم الشريعة الإسلامية» صاحب الملة 
الحنيفية» إتل بلسان قلت به دللت إلى الفصاحة: يا أيها الناس قد جاء كم موعظة 
من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمئين. 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عمر بن إسحاق بن نعيم البغدادي 
المحدث بالقاهرة سنة تسع وستين وستماثة . 


8 سس س0 كر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 

قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو طاهر الجليل ابن الشيخ أبي العباس أ.حمد بن 
علي بن خليل الصرصري بها سنة ثلاثين وستمائة ح» وأخيرنا أبو بكر محمد بن 
أبي القاسم أحمد بن علي بن يوسف بن صالح اليغدادي الحريمي بالقاهرة سنة 
سبعين وستمائثة 

عو ا وا او سب اا د ل وستماثة . 

قال : أخبرنا الشيخ أبو السعود أحمد بن أبي ب بكر الحريمي البغدادي سنة 
ثمانين وخمسمائة. 
”,2 قال: جاء ابو المظفر الحسن بن نجم بن أحمد التاجر البغدادي إلى الشيخ 
حماد الدباس رضي. اللّه عنه فى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة» وقال له: يا 
سيدي جهزت لي قافلة إلى الشام فيها بضاعة بسبعمائة دينار» فقال له: إن 
سافرت في هذه السنة قتلت وأخذ مالك» فخرج من عنده مغموماًء فوجد الشيخ 
ْ عبد القادر رضي الله عنه وهو شاب يومعذي فقال له ما قال للشيخ حمادء فقال له 
الشيخ عبد القادر: سافر تذهب سالماء وترجع غائماء وضمان ذللك علي» فسافر 
إلى الشام وباع بضاعته بالف دينار» ودخل يوما إلى بعاية كي حلي لقضاء حاجة 
الإنسان» ووضع الآلف ديئار على رف من السقاية» وخرج وتركها ناسياء وأتى إلى 
منزله فألقي عليه النعاس فنام فرأى في منامه كأنه في قافلة قد -خرجت عليها العرب 
وانتهبوهاء وقتلوا من فيهاء وأتاه أحدهم فضربه بحربة فقتله» فاسعيقظ فزعاًء 
فوجد أثر الدم في عنقه» وأحس بألم الضربة وذكر ماله» فقام مسرعاً ووجده في 
مكانه» فاخذه وسافر راجعاً إلى بغدادء فلما دخلها قال في نفسه: إن بدات 
بالشيخ حماد فهو الأسن» وإن بدات بالشيخ عبد القادر فهو الذي صح قوله. فلقيه 
الشيخ حماد في سوق السلطان فقال: يا أبا المظفر ابدأ بالشيخ عبد القادر فإنه 
رجل محبوب» فقد سال اللّه تعالى فيك سبع عشرة مرة حتى جعل ما قدره عليك 

من القتل يقظة في المنام؛ وما فدره من كاب مالك وفقرك منه نسيانك. فجاء إلى 

الشيخ عبد القادر فقال له ابعداء: قال لك الشيخ حماد إننى سألت اللّه تعالى فيك 
سبع عشرة مرة» وعزة المعبود لقد سألت اللّه فيك سيع عشرة مرةء وسيج عشرة 
مرة؛ وسبع عشرة مرة؛ وسبع عشرة مرة» إلى سبعين مرة» حتى جعل ما قدره عليك 
من القتل يقظة في المنام؛ وما قدره من ذهاب مالك نسياناً . 

وقال رضي الله عده في النبي مله : لما أرجت مشام أرباب صوامع النور يعظر 
إني خالق بشرا من .طين»؛ وأشرق الملكوت الأعلى بأنوار إني جاعل في اللأارض 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... سس سس يسيس هه 
خليفة» قيل لرهبان صوامع القدس الأشرف: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي 
فقعوا له ساجدين» أصار التراب مسكا في مشام أصحاب يسبحون» وجليت عروس 
آدم في خلع إن الله اصطفى؛ وسجدت الملائكة لسطوع نور ونفخت فيه من 
روحي؛ وسمع موسى عليه السلام بلبلا يترنم بلذيذ لحن إنني أنا اللّم وأنس 
ساقياً يفرغ شراب القدم في كؤوس وأنا اخترتك مادت به جنبات الطور» وطويت 
تحته أكناف الجبل» ووقف تحت الشجرة فى الوادي المقدس اشتاق إلى رؤية 
الساقي» هزت أعطافه نشوات سكره وكتب بيده شدة توقه فى طرس عشقه 
حروف أرني» فانقلب القلم في يده فكتب لن تراني» وسطع لعين عقله نور بارقة 
تجلى وصار الجبل جنة لولا نار وخرء قال بعد إفاقته: سبحانك تبت إليك قيل له 
عند انقضاء دولته: يا موسى سلم قلم الرسالة لصاحب ويكلم الناس ذ في المهدء 
وأعطه الدواة ليكتب في كتاب توحيدي: إنى عبد الل ويدهقش في صحف 
رسالته سطور ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد» كان تاج شرف رسول 
الله يله سبحان الذي أسرى بعبده ليلا وعرضه ربه على عيون سكان السماوات» 
فأشرق جمال رسالته حين زينه بعزة أنزل على عبده الكتاب» وضوعفت الأنوار في 
الملكوت الأعلى ليلة جلي عروس أحمد فَيْله » فانبهرت أحداق أشخاص النور من 
شعاع بهاء بهجته» وغشيت أبصار الملائكة من للا نوره» وقيل لها : يا سكان 
الملكوت الأعلى من القدس الأسنى اقتبسوا من ضياء المبعوث سراجاً منيراً فانت 
فى خفارة إمام الأنبياء استئرت الشمس السمائية لظهور الشمس الأرضية» 
واختفت الكواكب حياء من طلوع نجم يثرب؛ وانطفت الشهب بتبلج شهاب 
مكة» واندرجت الأنوار في شعاع نور أحمد فَينّه وخرجت رهبان صوامع القدس 
الأشرف لتنظر جمال صاحب وما ينطق عن الهوىء» قيل له: يا سيد الوجود طورك 
ليلة أسرى رفرف النور والوادي المقدس لك قاب قوسينء البلبل الذي يرجع لك 
شهي اللحون فأوحى إلى عبده ما أوحى» مطلوب موسى قد تجلى لك به سجل ما 
زاغ البصر وما طغى» أنت آخر حرف كتب في ديوان الأنبياء» أنت أعظم سطر رقم 
في منشور تلك الرسنل فضلناء زفت عروسك في محل الأفق الأعلى» فكان من 
بعض خلعها لقد رأى من آيات ربه الكبرى» قد صيغ لمفرق جبين الوجود من 
شرفك تاج لم يصنع قط للأنبياء كلهم ما قدروا على عز ليلة أسرى بعبده؛ ولا 
وجدوا نسمة من نسمات روض قاب قوسينء ولا قيل لأحد منهم كفاحاً: السلام 
عليك أيها النبي» وتأخر الكل عند حجاب أو أدنى تقدم صاحب دنا فتدلى» 


ال م ب سس ْسِسِيست ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب .. 
وجليت عليه عرائس الأكوان» في خلع لقد رأى ما التفت إليها بعين الأشغال بل 
تأدب بأدب ولا تمدن عينيك هذا الوادي المقدس فأين موسى هذا روح القدس؟ 
فأين عيسى هذا مغتسل بارد وشراب» فأين أيوب كم سافرت العقول في ميادين 
الغيوب» وكم طارت الأفكار من أوكار أوطارها إلى رياض العلى تطلب نسمة من 
نسمات هذا الشرف الأعلى وتطمع في نفحة من نفحات هذا الروض الأغرء 
وتتعلل بالخوض في لجج كل بحرء فما وجدت إلى ما طلبت سبيلاء فنادت ألسن 
معارفها بلسان اعترافها: يا خاتم الرسل أنت روح القدس» أنت روح جسد 
الوجودء أنت ورد بستان الكون» أنت عين حياة الدارين» لك نظمت يتائم الوحي 
على مشام روحك» هبت نسمات عطف لطف القدم لك» عقد القدر لواء ولسوف 
يعطيك ربك فترضى» بعطر الثناء عليك أرج الملكوت الأعلى من نور علومك 
أضاء مصباح الشرع بمصابيح كلمك تشرق سموات الحكمء قامت الأنبياء صفوفا 
خلفه لتأتم بجلالته في مشهد شهادتهم, لتقدمه عليهم فناداهم منادي القدر: يا 
أصحاب أوكار السعادة وأرباب الحجة على الخليفة هذا قمر العلى». هذا شمس 
السناء هذا ذرة تاج الأنبياء فحدقوا أحداق البصائر في بهائه وكشفوا براقع الأبصار 
عن ضيائه» تجدوه يتيمة شرف بهاء درر» جيد الرسالة» ودبج بها طراز حلة الوحي 
فتلوا بلسان الاعتراف؛ وما منا إلا له مقام معلوم. 

أخبرنا الشيخ أبو الفتوح محمد ابن الشيخ أبي المحاسن يوسف بن 
إسماعيل بن أحمد بن علي القرشي التميمي البكري البغدادي القطفني الحنبلي 
بالقاهرة سنئة ثمان وستمائة 

قال: أخبرنا الشيخ الشريف أبو جعفر محمد بن أبي القاسم لبيب بن 
النفيس بن أبي الكرم يحيى العلوي الحسني ببغداد سنة ثلاثين وستماثة . 

قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو الخير محمد بن محفوظ بن عتيمة ببغداد 
بمنزله بباب الأزج في الثالث من رجب سنة ثلاث وتسعين وخمسماثة. 

قال: كنت أنا والشيخ أبو السعود بن أبي بكر الحريمي» والشيخ محمد بن 
قائد الأواني» والشيخ أبو محمد الحسن الفارسي» والشيخ جميل صاحب المخطوة 
والزعقة» والشيخ أبو القاسم عمر بن مسعود البزار» والشيخ أبو حفص عمر بن أبي 

نصر الغزال» والشيخ خليل ابن الشيخ أحمد الصرصريء والشيخ أبو البركات علي 
ابن غنايم بن فتح العدوي العمري البطايحي الهمامي» والشيخ أبو الفتوح نصر بن 
أبي الفرج محمد بن علي البغدادي المقري المعروف بابن الخضري» وأبو عبد اللّه 
محمد بن الوزير عون الدين أبي المظفر بن هبيرة» وأبو الفتوح عبد اللّه بن هبة 


ذكر فصول من كلامة مرضعا بشي ء من عجاقي ... اسداس سيد مس سمه وه 
الله وأبو القاسم على بن محمد بن الصاحب؛ كلهم حاضرين عند شيخنا؛ الشيخ 
محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه بمدرسته» فقال: ليطلب كل 
منكم حاجة أعطيها له؛ فقال الشيخ أبو السعود: أريد ترك الاختيار» وقال الشيخ 
ابن قايد: أريد القوة على المجاهدة: وقال الشيخ البزار: أريد الحوف من اللَّه 
تعالى» وقال الشيخ أبو الحسن الفارسي : كان لي حال مع الله تعالى وقد فقدته 
وأريد رده علي» وقال الشيخ جميل: أريد حفظ الوقت» وقال الشيخ عمر الغزال: 
أريد الازدياد من العلم» وقال الشيخ خليل بن الصرصري: أريد أن لا أموت حتى 
أنال مقام القطبية» وقال الشيخ أبو البركات الهمامى: أريد الاستغراق في محبة 
الله عجالن #وقال الشيخ ابو الفتوج ىبل التضيري: ارية حفط القران والحديث» 
وقلت أنا: أريد معرفة أفرق بها بين الموارد الربانية وغيرهاء وقال ابو غك المي 
هبيرة : أريد نيابة الوزارة) وفا ابر الفترح برهي إل : أريد أن أكون أستاذ الدار» 
وقال أبو القاسم بن الصاحب: أريد أن أكون حاجب الباب العزيزء فقال الشيخ 
عبد القادر رضي الله عنه : كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك» وما كان عطاء 
ربك محظوراء قال أبو الخير: فواللّه لقد نالوا كلهم ما طلبواء ورأيت كل واحد 
منهم في الحالة التي أرادها إلا الشيخ خليل بن الصرصري فإنه لم يأته الوقت الذي 
وعده فيه بالقطبية؛ فأما الشيخ أبو السعود فإنه بلغ في ترك الاختيار غاية قصوى, 
وتنسم ذروة علياء وسبق فيه كثيرا من المتقدمين» وسمعته يقول ما خطر لي شيء 
خارج عن سجادتي» وكان له حال يعز مثلهاء وأما الشيخ ابن قايد فإنه نال في 
القوة على المجاهدة ما لم يبلغنا مثله عن أحد من أهل زمانه؛ وجلس في أزج 
تحت الأرض أربع عشرة سنة بعد أربع عشرة أخرى» وسمعته يقول في سنة تسع 
وستين وخمسمائة : جوعت الجوع؛ وعطشت العطشء ونومت النوم» وأسهرت 
.السهرء وخوفت الخوف» والبلاء يفر منى» واللّه غالب على أمره؛ وأما الشيخ عمر 
البزار فإنه وصل إلى درجة عالية في الخوف حتى إنه في وقت يقطر من مخه ماء 
إلى حلقه من شدة الخوف» وأما الشيخ أبو الحسن الفارسي فإن الشيخ عبد القادر 
رضي اللَّه عنه نظر إليه وهو جالس في مجلسه نظرة فاضطرب منها وقام لوقته» 
فلقيته هن الخد وسالته عن شانه فقال : قد رد الشيخ علي حالي الذي كنت فقدته 
بزيادة في تلك النظرة» وأما الشيخ جميل فإنه نال في حفظ الوقت ومراعاة الأنفاس 
ما لم يئله غيره فيما نعلم»؛ حتى إنه كان إذا دخل الخلاء علق سبحته في وتد في 
الحائط فتدور وحدها حبة حبة إلى أن يأخذهاء ورأيتها هكذا مراراء» وأما الضيخ 


6 ددس ب ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب .. 
خليل الصرصري فإن الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه قال له في مجلسه ذلك : ما 
تموت يا خليل حتئى تتقطب» وسمعته بعد ذلك يقول غير مرة: ما يموت خليل 
الصرصري حتى يتقطب» وأما الشيخ عمر الغزال فإنه جمع من فنون العلم أشتاتاء 
وحفظ منه كثيراً وباع من خزانته أكثر من ألف سفر فعوتب في بيعهاء فقال : 
كلها في حفظي» وأما الشيخ أبو البركات الهمامي فإن الشيخ عبد القادر رضي الله 
عنه نظر إليه وهو جالس في مجلسه ذلك نظرة فخر مغشيا عليه» فحمل في جراب 
بين يديه وهو لا يعقل» وفقدناه من بغداد زماناً نائم رأيته بعد مدة في خراب 
الكرخ, وهو شاخص إلى السماء فكلمته فلم يكلمني فانصرفت» ثم انحدرت بعد 
سنين إلى البصرة» فرأيته على مثل حاله الأول على تل بين البطائح» فأتيته وكلمته 
فلم يكلمني؛ فذهبت فجلست بإزائه وقلت: اللّهم إني أسألك بحرمة الشيخ عبد 
القادر أن ترد عليه عقله ليكلمني؛ فقام وأتاني وسلم علي» فقلت له: : ما هذا 
الحال؟ فقال: يا أخي قد أعطيت بتلك النظرة التى نظر إلى الشيخ عبد القادر 
بها من محبة الله عز وجل ما غيبتي عن الوجود وعن نفسي» وصيرني كما ترى» 
ثم رجع إلى مكانه؛ وعاد إلى حاله» وانصرفت عنه باكياء ثم بلغني أنه مات على 
هذه الحالة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة» وأما الشيخ أبو الفتوح بن الخضري 
فإنه حفظ القرآت الكريم في ستة أشهر وتيسر عليه الحفظ بعد أن كان صعباً عسيراً 
عليفم وأتقن القراءات السبع: وكتب الكثير من الحديث ولم يزل يسمع ويفيد إلى 
أن مات» وأما أنا فإن الشيخ رضي الله عنه وضع يده على صدري وآنا جالس تي 
يديه في مجلسه ذلك فوجدت في الوقت العاجل نورا في صدريء وأنا إلى الآن 
أفرق به بين موارد الحق والباطل. وأميز به بين أحوال الهدى والضلالء» وكنت قبل 
ذلك شديد القلق لالتياسها علي وأما أبو عبد الله بن هبيرة فإنه تولى نيابة 
الوزارة» وتولى أبو الفتوح بن هبة اللّه أستاذ دار الخليفة» وتولى أبو القاسم بن 
الصاحب حاجباً على الباب» وتصرفوا في هذه الولاية زماناً طويلا . 

قال أبو الفتوح بن يوسف القطفني: وسمعت الشيخين؛ الشيخ أبا عمرو 
عثمان بن يوسف سليمان المعروف بالقصير ببغداد في المحرم سئة خمس وثلاثين 
وستماثة» والشيخ أبا الحسن علياً بن سليمان المعروف بالخباز ببغداد سنة ثلاث 
وأربعين وستمائة. يقولان: قطب الشيخ خليل الصرصري رحمه الله قبل موته 
بسبعة أيام . 

وأخبرنا الفقيه أبو الحسن بن هبة اللّه بين سعيد بن محمد بين أحمد اليمني 
رضى الله عنه الزبيدي الشافعي بالقاهرة سنة سبعين وستمائة . 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ...ست هه 
قال: سمعت شيخنا الشيخ القدوة أبا الغيث عبد الله بن جبل اليمني رضي 
الله عنه في رجب سنة أربع وثلاثين وسعمائة. 
يقول : قطب رجل ببغداد يقال له الشيخ خليل الصرصري قبل موته بسبعة أيام . 
وقال رضي الله عنه في قوله تعالى: ف يحبهم ويحبونه 4 [المائدة:4 ه] 
حدقوا أحداق البصائرء وكشفوا براقع الغفلة عن وجوه السرائر» وقابلوا أشخاص 
عوالم الغيب بصقال مرايا القلوب» والتقطوا جواهر المعاني من نثار عقود كلم 
الوحي؛ وأرتعوا في رياض ربيع حكم القدم بعيون أفهام الأسرار» واجتلوا بمواشط 
الأفكار عرائس أوصاف الأزل» وأحضروا بقلوب غير ملتفتة إلى القوالب» وأشهدوا 
بأرواح قدسية قد ألفت مساكن هذه الأشباح؛ وأخرجوا بعقولهم من ديار هياكل 
الصلصال إلى أطوار مراتب القدسء» وطلبوا بنجائب الهمم جنات جلال الوحدانية؛ 
وميلوا بمشام أرواحهم إلى انتشاق نسمات روض القرآن. 
قال معشوق الأرواح ومحبوب القلوب وغاية آمال الطالبين إشارة إلى صفوته 
من خلقه: «فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه4» كانوا نياماً في مراقد العدم 
رقودأ في مهود الغيب»؛ فتية في كهف الكرم» فاستخرج ذرات ذواتهم سابق القدر 
من أجزاء الطين» وأذهب غشها بئار الاصطفاء. ونقش عليها صائغ المواهب في 
دار ضرب الأزل سطور يحبهمء وقال عنهم وهم في طي العدم ويحبونه؛ حديث 
منطق الطير لا يفهمه إلا سليماني الوقت» وإشارات عيون العشاق لا يفهمها إلا 
مجنون ليلى الغرام؛ لما كتب كاتب الأزل في ديوان القدم على صفاء صقال ألواح 
الأرواح بقلم الاجتباء عن استمداد مداد الولاء أسطر يحبهم ويحبونه» كانت 
رهبان صوامع أشخاصهم في العدم» ودرر ذواتهم في أصراف أغطية الغيب» 
وندماء نفوسهم رقودا تحت ظلال شجر أكنان كنء فنبههم مؤذن القدر بهبوب 
نسيم فيكون» فاشرقت ظلمة الدنيا باضواء شموع وجودهم؛ وسكنت نفوسهم 
قصور الصورء افختلط صفاؤها بكدرهاء وامتزجت أنوارها بالظلمة العنصرية» 
وحلت الأرواح محل الغريب في البلد النازح» فاشتاقت إلى ما أشرقت به من 
جناب القدم» وحنت إلى ما أنست به فى مواطن القدسء وطال علها التنقل في 
الفوق والتحت» فأصبحت ذرات ذواتهم هباء طائراً في فضاء الغرام» فلما خرجوا 
إلى سعة ميدان القرب ألبست يد العناية كلا منهم ما قدر له مقدر القدر من خلع 
الحب وعقد لخواصهم في خلوة مجلس الأنس ألوية يحبهم ويحبونه» ونصب 
لقدومهم أسرة العز على ساحل بحر وسارعواء وأمر كاتب ديوان الأزل أن يسجل 


رو عض ني . كر فصول من كالايه رمسا سو امن حاتت 
لهم سجل السعادة الكبرى وجعل ختم كتابه واللّه يدعو إلى دار السادم وعنوان 
خطابه فاتبعوني يحببكم الله وبعثه بريد على جواد قد جاءكم من اللّه نورء يا 
هذا يا سرير الأسرار ينصب في سرادق الأطوار الطينية» وتلحظ بعيون اليقين نقطة 
خطة التوحيد قاعدة بناء الوجود» هو الأول والآخر والظاهر والباطن . 
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي عمران موسى بن أحمد القرشي الخالدي» 
وأبو محمد سالم بن علي بن عبد اللّه الدمياطي بالقاهرة سنة إحدى وسبعين 
وستمائة . 
قالا: أخيرنا الشيخ العالم الرباني شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد بن 
عبد اللّه السهروردي . 
قال : أخبرنا الحسن بحلب سنة ثمان عشرة وستمائة . 
قال: أخبرنا سالم ببغداد سنة أربع عشرة وسعمائة. | ٍ 
قال: اشتغلت بعلم الكلام وأنا شاب وحفظت فيه كتبأ وصرت فيه فقيهاء 
وكان عمي يزجرني عنه ولا أزدجرء فأتى زعا نز انا عه ل زيارة الشيخ عبد القادر 
رضي الله عنهء فقال لي: يا عمر قال الله تعالى: 9 يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم 
الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة »* [المجادلة:7١1]»‏ وها نحن داخلون 
على رجل يخبر قلبه عن الله عز وجل» فانظر كيف تكون بين يديه لعنال بركات 
رؤيته؛ فلما جلسنا إليه قال له عمى: يا سيدي هذا ابن أخي عمر مشتغل بعلم 
الكلام؛ وقد نهيعه فلم ينته, فقال لى يا عمر: أي كتاب حفظته فيه؟ قلت : الكعاب 
الفلاني والكتاب الغلاتي ».قمر زيده علن عبر فو الله زما:قزعها وانا الحفكك مق 
ذلك الحتين لفظة» وأنساني الله جميع مسائلها ولكن وقر الله تعالى في صدري 
العلم اللدني في الوقت العاجل» فقمت من بين يديه وأنا أنطق بالحكمة» وقال 
لي : يا عمر أنت آخر المشهورون بالعراق, 
قال : وكان الشيخ عبد القادر رضى اللّه عنه سلطان الطلريق والمتصرف في 
الوجود على التحقيق . ١‏ 
واخبرنا الحشن ب موسي الخالدي».وازنالعسن بن :الي بكر أتي العاء 
أحمد بن صالح القرشي الهاشمي التفليسي بالقاهرة ممنة إحدى وسبعين وستمائة . 
قالا: سمعنا الشيخ نجم الدين التفليسي صاحب الشيخ القدوة شهاب 
الدين أحمد السهروردي رضى اللّه عنه ببغداد سنة إحدى وثلاثين وستمائة 
يقول: جلست في خلوة عند شيخنا الشيخ شهاب الدين أحمد السو روف خياد 


ذكر فصول من كلامه مرضعا بشيء من عجاكب. ٠...‏ باس سس سس سس لام 
امو ونا فاشهدت في الواقعة في اليوم الأربعين الشيخ شهاب الدين على 
جبل عال وعنده جواهر كثيرة» وتحت الجبل خلق كثير وبيده صاع يملؤه من 
تلك الجراهر» ويبئها على الناس» فيبتدرون إليها وكلما قلت الجواهر نمت كأنها 
تنبع من عين» فخرجت من الخلوة في آخر يومي من ذلك» وأتيته لأخبره بما 
شاهمدت»ء فقال لك قبل أن أخبره الذي 5 حق»ع وأمثاله معه, وهو من مادة الشيخ 
محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه لي؛ مما عوضني به عن علم الكلام» فإنه 
كانت له اليد المبسوطة من الله تعالى والتصريف النافذ والفعل الخارق الدائم . 
6 وقال رضي الله عنه في إبراهيم الخليل صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى نبينا 
أفضل الصلاة والسلام: كان طفل إبراهيم عليه السلام مربى في مهد عطف لطف 
الفلاع »تحت ظل إبراهيم عليه البتاام مريى في مهد قطن لطف القدم )تحت لل 
شجرة الكرم؛ يروحه مروح الفضل بنسيم ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل» حين 
جمع القدر ذرات الذوات» وأرواح النسمات فى مجلس عهدء وإذا أخذ ربك 
ونطق رقاب ألست بربكم» فكان فصيح رشده ولسان سعده من أول من خطب 
على منبر الولاء بكلمة بلى» فقرعت مسامع سره لذة سلام على إبراهيم» وطافت 
عليه سقاة الازل بسلاف راح أقداح, واتخذ الله إبراهيم خليلاًء فانصرع متواجدا 
على بساط وله عشقه لاستيلاء نشوة سكره ورمقه» ودبت حميا الأشواق في 
شغاف قلبه» وملك سلطان الغرام حمى لبه وبقي مطروحا بين تلك النسيم في 
حضائر وأشهدهم حتى ان أوان ظهوره في سرادق الزمان في دولة نمروذ بن كنعان؛ 
فنهض بنشق محيا ذاك النسيم في براري الوله يهيم طالب للتفرد في مجلس بلى» 
وقد لذ له التهتك في الحبء؛ وحلاء والشوق يجدد بالي باله» والعشق يثير دفين 
بلباله» وخرج الخليل الجليل من المغارة وقد أضرم الوجد في قلبه ناره؛ فدهش 
ناظر فكره؛ وعين سره ره إلى وجه عرائس الفلكء وقال منادم حاله لمسامر جماله قرة 
عبن لي ولك» وأشرقت أشعة بصيرته في عرصات ااعتبار» لمع ومض وتألق له بارق 
ي إبراهيم ملكوت السماوات والأرض» فاجال نظر فكره في ميادين العالم 
00 العلى بأحداق مبشريه» برقان توق شوقه بهيمان سكر عشقه فما تراءى 
لعين قلبه لائح إلا خاله المطلوب, ولا بد لناظر سره طالع إلا ظنه المحبوب» 
فكلما لاح له شيء ظن طلعته الساقي يخاطبه في كفه القدحء والليل قد صبغ 
كونة الكون مس مضه ومد على وساط ‏ اللسنطة 1د وال سف وتنا التللف قد 
أزهر, ونور الجو قد ظهر وثغر القضاء قد ابتسم» ووجه الوجود قد أدهش النسيم». 


«و لدهشدسس سب ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب .. 
وجمال الأنوار قد رفعت عليه أستار السحب» ومنزه الأبصار قد قطعت دونه 
الحجب» والخيمة الزرقاء كالعروس تحلى كمالاً ودلالاء والقبة العليا كالغمل 
المايس الأعطاف نا وشمالاء وروضة ة السماء قد أينعت بزهر الكواكب» وبحر 
العلى قد ماج بدرر الشهب الثواقب» ومنازل النجوم قد اختلفت صفاتها في درج 
المشارق والمغارب» فالمشتري كالصب الغرق النشوان» أو كالمحب الفلق 
السكران» والمريخ كجدوة نار غرام في قلت واله مستهام والثريا كعاشق ق تاحل من 
ألم البين لم يبق فيه الجوى منظرا سوى الرأس والعين» والجوزاء كسرادق سلطان 
المحبة وقد دخل قرية روح المحب» وملك قلبه» والصبا كرسول الحبيب إلى 
مهج الأحباب يبلغ رسالة هل من داع هل من تائب» هلموا إلى الباب» هذا والغرام 
غريم قلب المحبء والوجد حريق روح الطالب» والشوق حليف فكر الحبيب» 
والوله مستول على القلب الكئيب» والعشق القديم قد ظهر على ذات إبراهيم؛ 
فبدا له جمال وجه الزهرة بحالة الساقي في تلك الحضرة تشرق في أشعة ضيائه؛ 
ويرفل في حالة بهائه» يسير بين مواكب الزهر في جيوش الملك كأنه في هالة دارة 
كماله؛ فقال لسان نظرة لفهم فكره إن كان هذا يتصرف في سيره على مقتضى 
اختياره تصرف القادرين ويتنقل من منازل السماء كما يشاء تنقل المختارين» 
فسأقول له بلسان حبي عن قلبى : هذا ربى» وإن كان لا يملك أزمة أحواله» ويخالف 
مبدأه هيعة مآله» فكان تحت حجر سابق القدر تعتوره مختلفات الغير ولا يدفع 
عن نفسه من خصمه واقع الضرر» فالمطلوب سواه يجيب من دعاه» فلما حالت 
عليه بين الصفين خيول الآأفول ووقع بين الجيشين عند النزول» وغرق في بحر 
الظلمة بعدما طفا وغاب» مستتراً في معاني معاطف الأفق واختفى» اتضح لناظر 
فكره لامو اا ثم طلع القمر 
بازغا في برج كماله باهرا في نور جماله: قد أشرق إيوان السماء تعوقد انوا شعي 
وبعث عساكر الأضواء بين يدي دولته» 25 هذا أجل سلطاناً وأرفع مكاناًء فإن 
سلم سيره من الاعوجاج والتغير والانزعاج والأفول والطلوع والتقدم والرجوع؛ 
تعائوك له اجات نيمي عزن ل هذا رب و"قلما تخي تر وجه بهجة معاليه بنقاب 
خفائه وتواريه؛ واختطفت أنواره يد الأفاق» واستولى على بدره المحاق» وقطع 
القدر علامة وجوده بسيف العدم. وغاص في لجة الثرى غوص المنهزم» ووقف 
مطلق دليله بمقيد تحصيله؛ فقال بلسان تحقيق المرسلين: لئن لم يهدني ربي 
لأكونن من القوم الضالين»؛ ثم بدا له سلطان أضواء الشمس من جميع جيوش 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائيه.... سس سس سس سس ل 
مهابة الإشراق» فأنس وحشة النفوس» وشرح ضيق الصدور» وفسخ مد الأحداق 
وضرب سرادقات مواكب أنواره في إيوان السماءء ومد رواق كتائب لألائه في آفاق 
القعات ورتكي سنا كل الجر كالط (ا الجا عي علق الحلة الروقاي. ليت 
لجلال عزته حياء أشعة الكواكب وعنت لكمال هيبته وجوه الطوالع والغوارب» 
وانهزمت من سطوة بهجته عساكر النجوم الزاهرة» وخسفت لجمال بهائه بدور 
الجواري الباهرة» فقال: هذا أعظم وأكبر وأزهر وأبهر وأشرق وأحرق» وأسنى 
وأبهى» فإن سلم من مجاذيات المقهر في مدارج سيره» ومنازعات القلب في مناهج 
أمره» فسأقول له بلسان فكري عن سري هذا ربى» فلما أزمعت دولتها على النقلة 
والارتحال واحتجبت برداء الأفول والزوال» وانتهبتها أيدي الغير» وكرت عليها 
خيول القدرء وأظلم لغيبتها إيوان الأفق» ودار حول أقطار السماء نطاق الشفق. 
فقال حاكم اعتباره لشاهد اختياره أرى دولة متغيرة الوصف يجب أن يكون لها 
مالك سواهاء ومملكة متقنة الصنع لا بد أن يكون المدبر لها مولاهاء إيوان زمردي» 
ولون لازوردي» فبرت يد القدرة على بساطه الأزرق جواهر النجوم ونسجت الرياح 
تحته بيد الحكمة أردية الغيوم» وليل مظلم كلجة البحر المتلاطم» ونهار مشرق 
كوجوه البدر والتائم؛ ومهاد بسط فوق بساطه فراش الحكم» ودل بإتقان صنعه على 
ثبوت القدم» وليس الأزل مما تكيفه الخواطر» ولا يدخل في كمية الأعراض 
والجواهر» فقال له لسان التوحيد بمنصف الفهم: أيها الخليل: الحركات والسكون 
والظهور والكمون والألوان والأكوان والمباني والمثاني والمألوف والتأليف؛ والطوالع 
واللوامع؛ من أوصاف المنشكئات بعد العدم بيد إرادة القدم» فلا تقس الأفعال الأزلية 
على مقاييس فعلك» ولا تمثل الأوصاف الأحدية بما يتراءى لعين عقلكء» ثم ناداه 
منادي القدم بلسان للف عطف الكرم يا إبراهيم سر إلى جنات العزة» والتمس 
باذيال أستار القدرة» وتوجه إلى حمى الجلال الأاحدي» وقف على باب الكمال 
الأزلى واقصد الخالق الفرد في تدبير مملكته؛ واعبد الرب الواحد المقدس عن شبه 
خليقته» وضع في مسيرك إليه وتعويلك عليه قدمك الأولىء على رأس قمة البراءة 
مما يشركون» وضع الثانية على ذروة شرف إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات 
والأرضء فقال لسان طربه بنيل أربه إلى متى الإعراض عمن لا عليه اعتراض» وفيم 
هذه المقاطعة لمن له الحجة القاطعة في النفل والفرض» والحجة اللامعة في الطول 
والعرض» وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض. 

أخبرنا الشيخ العارف الصالح أبو عبد الله محمد بن كامل بن أبي المعالي 
ابن محمد النيساني : 


5و مس س0 ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب . . 

قال: سمعت الشيخ العارف أبا محمد مفرج بن نبهان بن بركات الشيباني 
النيسانى . 

قال: كان الشيخ عطا العوفي يغدو في الشريعة من بلدته إلى نيسان كل 
جمعة» وأصحابه حوله» وكانوا أصحاب أحوال عالية» فيهم من يركب الأسد 
فحصل في نفسي من ذلك شيء.؛ فسافرت إلى بغداد واجتمعت بسيدي الشيخ 
محيي الدين عبد القادر الجيلي: فذكرت له حال الشيخ عطا فأمسك عني أياماء 
فلما أخذت منه دستور السفر قال لى عند فراقى له: إذا وصلت إلى الشريعة فقف 
عند المخاضة وقل عبد القادر يقول لك: لا تتركي الشيخ عطا ولا أصحابه 
يعدونك؛ فلما رجعت وقفت عند المخاضة» وقلت عندها كما قال الشيخء» فلما 
كان يوم الجمعة جاء الشيخ عطا وأصحابه على عادتهم وأرادوا الخوض وكان 
بينهم وبين الماء عقبة عالية» فزاد الماء حتى انتهى إلى العقبة» فلم يقدروا على 
الخوض ومنعوا من العبور؛ فقال الشيخ عطا لأصحابه : ارجعوا فهذا أمر قد حدث» 

ثم قال لأصحابه اكشفوا رؤوسكم لدمضي إلى بغداد ونستغفر للشيخ عبد القادر 

فقا له ولد إيراهيم لابل إلى ليخ مفرج تسعخفر لهء قلما عزموا حلى ذلك هب 
الماء إلى حده أولاً وعبروا إلى نيسان واستنغفروا للشيخ مفرج.ء وكانوا يحضرون 
متواضعين وكان يوم استغفارهم يوم عظيماً. 

وقال رضي اللّه عنه : لما ضربت في عالم الملكوت الأعلى نوبة إني جاعل» 
وتادلات في العلى أنوار ونفخت فيه من روحي» ونشرت في السماء أعلام فقعوا له 
ساجدين» وأشرقت في عالم الغيب أضواء أشعة إن الله اصطفى» وأبرزت يد 
القدرة شخص آدم من كنه كن إلى بئية تسوية الهيكل جالساً على سرير جلالته؛ 
متوجا بتاج كرامته. مرفوعاً على مرتبة خلافته عليه ملابس الانس والمواصلةء 
وعلى رأسه لواء القرب والمكالمة»؛ نظرت إليه أعين سكان الصفيح الأعلى بأحداق 
الدهشء وأشارت إليه أيدي ملائكة السرادق الأسنى بأنامل التعجب» ولم يستبن 
لهم معاني رموز كتابة سورته» ولم ينحل لهم مشكل حروف سطور خلقته» ولم 
يفهموا إشارات حقائق كنه بشريته» فانقطعت عبارات فصاحتهم عن فهم كنز 
سره؛ وكشف غيب علمه؛ وعكس القدر عليهم دعوني منزلة ونحن نسبح 
بحمدك,ء باعتراف شاهد لا علم لناء ناداهم لسان العزة من جناب القدم يا أرياب 
صوامع النور» هذا أول نقطة قطرت من رأس قلم القدرة على لوح إنشاء العالم 
الإنساني» عن استمداد مدد إرادة الأزل» وأول سهم رشق من قوس القضاء الإلهي 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ٠...‏ سس ولا 
إلى الفضاء الوجوديء» عن قوة رامي القدر الأحدي» وأول طلائع الصور متقدمة 
بين يدي عساكر البشرء هذا أبو الأنبياء وعنصر الأصفياء وعهد كماله وجلاله 
منظم على جيد بهائه وجماله؛ هذا شكل على حروف الإنشاء ونقطة على كلمات 
الكون» وسطر على لوح الوجود وعنوان على رأس كتاب الجود» وستر على باب 
الخالق» كنز من كنوز القدرة» ومعدن من معادن الحكمة» وصندوق من صناديق 
المجد» وقنديل في صومعة الجلال» ولسان بين ثنايا معالي وعلم وإنسان في عين 
شخص العالم نهض ليرقي من خير دويرة الطين إلى درج الجلال» في مقام التعال 
عن عنصر الصلصال فار من تلهب نار الفخار» فتعلقت بذيل فخره يد حما 
مسنون» وتمسكت بأردان عزه أنامل سلالة من طين» فقال القدرة دعوه فبجناح 
اصطفائنا مطاره؛ ولطافة آياتنا افتخاره» فليس المفضل إلا من اصطفيناه واجتبيناه؛ 
ولا المكرم إلا من اخترناه» وكان موسى عليه السلام ملحوظاً من جناب القدم 
بأعين الكرم» برقت له من صخور الطور بارقة» وقربناه نجياً ومدت إليه بد الألطاف 
الرحمانية من خزائن المواهب الربانية كاس استغناس» وناديناه من جانب الطور 
الأيمن» وقرعت مسامع حسه من محيا عز سلطان الأزل. لذة إني أنا الله فشرب 
من يد ساقي» وأنا اخترتك على بساط» واصطنعتك لنفسي» سلاف راح الارتياح 
إلى ملاطفة وما تلك بيمينك» وطافت عليه سقاة ندماء القدس بشراب الاصطفاء 
للكلام في كؤوس حروف يا موسى) نودي من شجرة عقله إني أنا ربك» وأتاه 
الخطاب من قبل الجناب اخلع نعليك» ونبهه جاذب الغيرة في حال الحيرة على 
شرف مقام إنك بالوادي المقدس») فلما توالي عليه شرب مدام الكلام بيد سقاة 
الإكرام» واستمر له ابتسام نسيم أنس فاستمع لما يوحى؛) ودام له أنس وصل مسامر 
فاعبدني» ورقت نسمات أوتيت سؤلك يا موسى» غلب سكره من شربه لكأس 
قربه على قرية قلبه» واستولى سلطان حبه لحبه على مدينة لبه وغرق في لجة بحر 
وجده وانمحقت رسوم هزله بكتائب جده؛ فكاد يخرج عن حده لولاا مساعدة 
جدهء وخلع جلباب صبره لغلبة موارد سكره» وشرب حمياً الكأس في ذلك 
الرأس» وتحكمت الأشواق من تلك الأحداق» وقام راهب روحه في صومعة 
ارتياحه إلى الحضور على الطور ليلة النور؛ فوضع قدم تقدمه على قمة طور نهاية 
أطوار الطالبين» وحاول أن ينال شرفاً لم يدركه أحد قبله من المرسلين؛ ؛ فقال وقد 
فني : ربي أرني» فقيل له: : أيها الكليم والمخصوص بالتكريم أنت مكلف بأموان” 
مقيد بأوطارك» فتارة تقول: رب إني لا أملك إلا نفسي » وتارة تقول: إني قتلت 


ااا 00 
نفساًء وتارة تقول: إني لما أنزلت إلى من خير فقير» وتارة تقول: ربي إني ظلمت 
نفسي» وتارة تقول: رب اشرح لي صدري» وهذا مذهب من ضاقت به الحيل في 
مناجاة محبوبه» وجال كل مجال فى نيل مطلوبه» يا بن عمرانء» يا أيها الفلق 
النشوان إن السكران لا يداوي خمار الخمرة إلا بالأشياء المرة» ولا أمر من منع لن 
تراني» فرجع رجوع الايس وانصرف انصراف البائس» واضطرمت في قلبه 0 
الذوبان وانتهبته أيدي الهيمان؛ فلما هب عليه نسيم؛ ولكن انظر إلى الجبل» أ 

قتيل أشواقه, وبعثر دفاين أتواقه؛ فظنها يدا في تذاركت غريها أو ريح صبا سرت 
فبشرت متشوقاً ا : فإذا كاتب الأزل قد وقع لبريد الخطاب على قصة العشاق 
بسؤال الحجاب: بالعرالة على مووز التاءة فضاقت الحيل واشتد الخبل» وخاب 
الأمل وانقطع الجدل» ولاح الخلل» ولم يبق في الأرض يابس إلا اخضرء ولا حطام 
إلا أورق» ؤلا مظلم إلا أشرق» ولا أعمى إلا أبصرء ولا ذو عاهة إلا برىءء ولا ماء 
غور إلا عاد غدقاء وخر موسى صعقاء فلما أفاق قال: سبحانك إنى تبت إليك»: 
وكان الشخص المحمدي والشكل الأحمدي هاشمي المناسب أحدي المناقب 
ملكوتي الآيات» غيبي الإشارات» شرف بخصائص الكرم وخص بجوامع الكلمء 
بشرفه قام عمود خيمة الكون الكلي» وبجلاله انتظم سمط الوجود العلوي والسفلي» 
وهو سر كلمة كتاب الملك» وحنن حرف فعل الخلق والفلك» وقلم كاتب إنشاء 
المحدثات. وإنسان عين العالم» وصائغ خاتم الوجودء ورضيع ثدي الوحي» 
وحامل سر الأزل» وترجمان لسان القدم. وحامل لواء العزء ومالك أزمة المجد» 
وواسطة عقد النبوة ودرة تاج الرسالة» وقائد ركب الأنبياء»ء ومقدم عسكر المرسلين» 
وإمام أهل الحضرة» أولى في السبب آخري في النسب بعث بالناموس الأكبر ليؤيد 
سليم الفطرء ويمزق ستور الهمم ويلين صعب الأمور» ويمحق وسواس الصدورء 
ويروح كرب الأرواح» ويجلو مرايا الألباب ويضيء ظلمة البواطن» ويغني فقراء 
القلوب؛ ويفك أسر النفوس» ويطرد وحشة الانقباض» ويجلب أنس الانيساطء 
ويفرق مجتمع الغفلة» ويجمع مفترق المسرة» ويميت حي الشقاوة» ويحيي ميت 
السعادة؛ ويضع أسر الغواية» ويرفع علم الهداية» ويجد بأولي الألباب إلى الوصال 
ويئير دفين البلبال إلى الجمال» ويشوف إلى لقاء الأاحبة ويضرم نيران المحبةء 
ويذكر الآرواح عهدها في سالف القدم» ويجدد على الذوات ميثاقها في عرصة 
الكرم» وأينعت بسقياه زهرات الحكم في شجرات الشريعة» واخضرت برؤياه 
رياض الأحكام في حدائق العلوم» وقامت بقيامه أشخاص الآيات» وظهرت بظهوره 


ذكر فضول من كلامه مرضعا نشوعامن عججات .ا لد ا سس مس سمي ٠‏ وي 
مخبآت المعجزات» بعث في عنصر الفصحاء فأخرس بفصاحته بليغ ألسنتهم. 
وجمع بوجيز بلاغته بسيط لسنهم» وسجدت لعزة إشارته رؤوس عقول معارفهم» 
وبرز بجموعهم في مواكب وذللت له الفصاحة بحبل لواء لو اجتمعت الإنس 
والجن» فكسفت شموس أفهامهم في جوامع كلمه؛ وخسفت بدور أفكارهم في 
لوامع حكمه؛ أتاه الروح الأمين من عند رب العالمين» وحمله على البراق» وخرق 
به السبع الطباق لمباشرة جمال الجلال الأزلي» ومحاضرة كمال العز الأبدي. 
والليل ممدود الرواق مضروب السرادق على الآفاق» والوقت قد صار أعبق من 
نسيم روض الزهر» وأشرق من نور الفجر بعد السحر؛ طوي له بساط البسيطة بيد 
أسرى بعبده ليلاء والتفت له أطراف القضاء بأمر ائتونى به أستخلصه لنفسى» 
وعرضت عليه عوالم السماء وملكوت العلى في حلة لغرية من آياتناء وزفت عا 
مخدرات الكونين وأسرار الملكين» وأمور الدارين وعلوم الثقلين في مجلس لقد 
رأى من آيات ربه الكبرى» وأتته رؤساء الرسل مسلمة عليه وهو بالأفق الأعلى» 
وقد كانت أمرت أمراؤهم أن تجلس على أبواب السماوات ترتقب وفوده عليهم» 
وأقبلت ملوك الأملاك تسعى حجابا بين يديه إلى سدرة منتهى مقاماتهم» وقد كانت 
سألت ساداتهم أن تمتع أبصارهم وتسر أسرارهم بمشاهدة طلعته» وملاحظة 
بهجته» فغشى سدرة منتهى عقولهم» وغاية علومهم من أنوار بهائه ما غشى 
أبواب السماء من إشراق ضيائه» فبهتت لجلاله أحداق أشباح النور» ودهمشت 
لجماله أبصار سكان الصفيح الأعلى» وخشعت لهيبته أعناق أهل السرادق الأسنى) 
وخضعت لعزته رؤوس أصحاب صوامع النور» وشخصت لكمال مجده أعين 
الكروبيين والروحانيين؛ ووقفت الملائكة صفوفا من المقربين» وابتهجت حضائر 
القدس بزجل المسبحين» وأرجت معالم التنزيه بأنفاس المتواجدين» واهتز العرش 
والكرسي طرباً برؤيته» وزينت الجنان الحسان فرحاً بمقدمهء وماج الكون بأهله 
من إعجابه ودله وافتخر العلى على الثرى بما رأى وأشرق إيوان السماء بالأضواءء 
وسما كيوان العلى بالسناء» وانكشف لعين المختار الأسرار» ورفعت لصاحب 
الأنوار الأستار» وتقدم به الروح الأمين إلى دائرة 9 وما منا إلا له مقام معلوم © 
[الصافات:514١‏ ]» وقال له: أيها الحبيب القريب تهيأ لتلقى الله محدك اليا 
وزجه في النورء وتأخر عنه وعند التناهي يقصر المتطاول» فوقفت أشخاص 
الأنبياء في حرم الحرمة على قدم الخدمة» وقامت أشباح الملائكة في معارج 
الجلال على أرجل الإجلال» وهامت أشباح العشاق في مقامات الأشواق» لعلها 


وه مسح حمس سيا ٠‏ اذكز فضول من كلامه مرصعا بعوء من عجاكي:.. 
ترأه في رجعاه لتستنشق من محياه نسيم من تهواه» فانتهى مسراه إلى مستوى 
أهيب تسمع فيه صرير أقلام الوحي على صفاء صفحة اللوح الأعظم» وسار على 
رفرف النور إلى الأفق الأعلى» وطار بجناح الأشواق إلى مقام دنا فتدلى» وأنزله 
مضيف الكرم في روضة قاب قوسين» وبسط له فراش الدنو؛ فراش أو أدنى سمعم 
من جناب الرفيع الأعلى السلام عليك أيها النبي» تلقاه الحبيب بالإكرام وبادره 
الجليل بالسلام) (وبسط متقيض زوعته واس مترعج بوحشته .قوعي سبحاطبات 
فأوحى إلى عبده ما أوحى» كوشف بعيان» ولقد راه نزلة أخرى هم أن يجيب 
المسلم سبقه القدر» ففتح فمه فقطرت فيه قطرة من بحر العلم الأزلي» فعلم بها 
علم الأولين والآخرين» وقال لسان خلقه العظيم وجوده العميم: هذه حضرة 
الكرم؛ وعرصة النعم» ومعدن الرحمة» وجنات الفضلء وبساط الفتوة» ومنبع 
الخيرات» ولا يليق في شرع المكارم التخصيص عن الإخوان» ولا يحسن في حكم 
الموافاة ترك مواساة الأحباب» فانعطف عليهم بعواطف مراحمه» وانئنى عليهم 
بمعاطف بره وجعل لهم اتضيباً من شرف منزلته» وبركته من مصالح دعوته» 
وذكرهم حيث ينسى الذاكر نفسه. ولم ينسهم في مقام انفراده بالفردء ومناجاته 
للرب» فقال: السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين فناداه الحبيب: يا سيد 
السادات وإمام أهل المكرمات لك الجلالة ولا 00 والمفاخر باطناً وظاهراًء 
ولك المروءة والوفاء والفتوة والصفاء»؛ ألم نشرح لك صدرككء ألم نضع عنك وزرك 
الذي أنقض ظهرك, ألم نرفع لك ذكركء ألم نشرفك في الأزل على جميع الرسل» 
ألم نرسلك إلى الأحمر والأسودء ألم نؤثئل لك في عليين المجد الامجدء ألم 
نجعل عيسى مبشرا برسول يأتى من بعدي اسمه أحمد» ذاك يقول: رب اشرح لي 
صدريء وأنت يقال لك: ألم نشرح لك صدركء ذاك يقول: رب أرني وأنت يقال 
له: ألم تر إلى ربك» أنت في الدنيا على أمتك شهيد» ولا يكون في الآخرة إلا ما 
تريدء فإذا فرعت من تمهيد الشريعة فانصب» وإلى ربك في أمتك فارغعب» 
فاتصلت الرسائل بين الصب والحبائب» ورق نسيم وصل الحبيب المخاطب» 
فقال المراد المخطوب, المقرب المجذوب: إلهى ملحوظ نعمتك ومحفوظ 
عصمتك» وطفل مهد عهدك وغذي لبان لطفك؛ وربي حجر جودكء» قد كل لسانه 
وعفا في مترادف الائك» وحار بصره في مراتع نعمائك» فاحلل عقدة لسانه» 
واكشف أستار بيانه» وأيد قوى جنانه» فأجابه الجليل: ها نحن قد رفعنا عنك 
أستار الجلال» وأيدنا لك صفات الكمال لترى ما وراء رداء الكبرياء» وتنظر ما 


ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب... مكم و ع ع د بل ا 
فوق العظمة» ومع هذا قد جعلنا قلبك بيت الحكمة؛ ولسانك محل الفصاحة» 
وعنصرك معدن البلاغة» وذكرك منبع الإعجاز» فإذا رجعت من سفر الإسراء فنبىء 
عبادي أني أنا الغفور الرحيم؛ وبلغ خلقي أني قريب أجيب دعوة الداعي إذا 
دعاني؛ فنطق صاحب الرسالة والجلالة بلسان جمع فيه بين أطراف المحامد 
زأشبات الستاجيد لا الخصى شاء عليك انث كما انيت على تنك قو عاد إلن 
معالمه وأهل عالمه» ورؤساء الملائكة تضع جباهها في مواطىء قدميه؛ والروح 
الأمين يحمل بين يديه غاشية فخره» ويطرق له بين صفوف الملائكة تعظيماً 
لقدره؛ وآدم يرفع ألوية جلالته» وإبراهيم ينشر أعلام مهابته» وموسى يناجي حبيبه 
من جانب غربي صفحات وجههء نظرت عيناه محبوبه يسأله عودة بعد عودة عسى 
نظرة بعد نظرة» فناداه القدر من جانب الطور قضينا الأمر» وعيسى يتألى بالمولى 
لينزلن ويخبرنا أهل الأرض ما شاع في أرجاء السماء من أخبار صاحب قاب 
قوستين :ندا وين يديه يله شاويش هذا عطازنا يترنم بأناشيد عبد أنعمنا عليه 
تاج شرفه محمد رسول الله طراز حلته ما زاغ البصر نادى منادي سلطان عزه في 
طبقات الأكوان» وصفحات الوجود بلسان الأآمر بالتشريف» إن الله وملائكته 
لون علق النوى 4 يا ايها الذي مدراة ضرا عليه وستلمرا تناليما : 

أخبرنا أبو محمد الحسن,ء قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه . . قال: خدمت 
الشيخ الجليل العارف أبا عبد الله محمد بن أحمد البلخي رضي اللَّه عنه ببغداد 
سئة» وسألته عن بدايته فكتمني إياها فخدمته سنة ثانية» وسألته عن بدايته 
فكتمني إياهاء فخدمته سنة ثالئة فسألته فقال: ولا بد؟ فقلت: إن رأيت» قال: 
ولا تخبر أحدا بما أخبرك به وأنا حي» قلت : نعم؛ فلما وثق مني بالكتمان قال : 
هاجرت من بلخ إلى بغداد وأنا شاب لأرى الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه؛ 
فوافيته يصلي العصر بمدرسته وما كنت رأيته ولا رآني قبل ذلك» فلما ملم 
وأهرع الناس للسلام عليه تقدمت إليه وا تهته ناحجاك يدف ونظر إلى ييا 
وقال: مرحباً بك يا بلخي يا محمد؛ قد رأى الله مكانك وعلم نيتك؛ قال: فكان 
كلامه دواء الجريح, وشفاء العليل» فذرفت عيناي خشية» وارتعدت فرائصي هيبة؛ 
وتقطعت أحشائى شوقا ومحبة» وأوحشت نفسى من الخلق» ووجدت في قلبي 
مرا لآ أحسين أن اعبز غنهه كم الارال ذلك ينمو ويتقوى وأنا أغالبه» وقمت إلى 
وردي في ليلة مظلمة فبرز لي من قلبي شخصان وبيد أحدهما كأسء» وبيد الآخر 
خلعة» فقال لي صاحب الخلعة: أنا علي بن أبي طالب» وهذا أحد الملائكة 


دم سدس سس" ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 
المقربين» وهذا كأس من شراب المحبة» وهذه خلعة من حلل الرضى» ثم ألبسني 
تلك الخلعة وناولنى صاحبه الكأس فأضاء ينوره المشرق والمغرب» فلما شربته 
كششاك عن اسار الجيون» ومعاناك أزثاء اللدعمالن» وعيو ةمق العجا قث 
فكان مما رأيت مقاماً تزل أقدام العقول فى سرهء وتضل أفهام الأفكار فى جلاله 
وتخضع رقاب الأآلباب لهيبته» وتذهل مرا السرائر في بهائه. وق عن أبصار 
البصائر لأشعة أنواره» ولا تسامته طائفة من الملائكة الكروبيين والروحانيين 
والمقربين إلا حنت ظهورها على هيئة الراكع تعظيما لقدر ذلك المقام» وسبحت 
لله عز وجل بأنواع التقديس والتنزيه» وسلمت على أهل ذلك المقام» ويقول 
القائل: إنه ليس فوقه إلا عرش الرحمن» ويتحقق الناظر إليه أن كل مقام لواصل أو 
حال لمجذوب أو سر لمحبوب؛ أو علم لعارف» أو تصريف لولي» أو تمكين 
لمقرب؛ فمبدؤه ومآله وجملته وتفصيله: وكله وبعضه وأوله وآخره فيه استقرء 
ومنه نشأء وعنه صدر وبه كمل» فمكثت مدة لا أستطيع النظر إليه» ثم طوفت 
النظر إليه ومكثت مدة لا أستطيع أن أسامته» ثم طوقت مسامتته» ومكقت مدة لا 
أستطيع أعلم من فيه ثم بعد مدة علمت من فيه فإذا فيه محمد رسول اللّه عه , 
وعن يمينه آدم وإبراهيم وجبريل» وعن شماله نوح وموسى وعيسى صلوات اللّه 
وكلانة غلبم السمحين» .ونين بيده اكازر اضيحاية: والاولياة كيام على اغنيدة 
الخدمة كأن على رؤوسهم الطير من هيبته يله وكان ممن عرفت به من الصحابة 
رضي الله عنهم أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وحمزة والعباس رضي اللّهِ عنهم 
وكان ممن عرفت به من الأولياء معروف الكرخي وسري السقطي» والجنيد» 
وسهل التستريء وتاج العارفين أبا الوفاء والشيخ عبد القاذن والشيخ آنا سعد 
والشيخ أحمد الرفاعي؛ والشيخ عدي رضي الله عنهم» وكان من آقرب الصحابة 
إلى المصطفى قَيلّهُ أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه» وكان من أقرب الأولياء إليه 
الشيخ عبد القادر؛ فسمعت قائلاً يقول: إذا اشتاقت الملائكة المقربون والأنبياء 
والمرسلون. والآولياء المحبون إلى رؤية محمد عله ينزل من مقامه الأعلى عند 
ربه تعالى إلى هذا المقام؛ فتضاعف أنوارهم برؤيته» وتزكو أحوالهم بمشاهدتهء 
وتعلو مكانتهم ومقاماتهم ببركته؛ ثم يعود إلى الرفيق الأعلى» فسمعت الكل 
يقولون: سمعنا وأطعناء غفرانك ربنا وإليك المصيرء ثم بدت لي بارقة من نور 
القدس الأعظم فغيبتني عن كل مشهود» واختطفتني من كل موجود» وأسقطت 
مني التمييز بين كل مختلفين» وأقمت على هذا الحال ثلاث سنين» فلم أشعر 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً يشيء من عجائي... سس سس سس إل 
بنفسي إلا وأنا في مسامرة» والشيخ عبد القادر رضى الله عنه قابض على صدري 
وإحدى رجليه عندي والأخرى ببغداد» وقد عاد إلى نيرق وملكت أمريء» فقال 
لي الخنيخ :نا باتغي قد أمرت أن أردك إلى بوجودك واتلكك حالك»واسلب :ناك 
ما قهرك» ثم أخبرني بجميع مشاهداتي وأحوالي من أول أمري إلى ذلك الوقت 
إخبارا يدل على اطلاعه علي في كل نفسء وقال لي “لقن:تتالت فيلك وسول الله 
عيكة سبع مرات» حتى طوقت النظر إلى ذلك المقام» وسبع مرات حتى طوقت 
مسامتته وسبع مرات حتى اطلعت على ما فيه وسبع مرات حتى سمعت 
المنادي» ولقد سألت الله فيك سبع مرات» وسبع مرات» وسبع مرات» حتى الاح 
لك تلك البارقة» وكنت من قبل سألته فيك سبعين مرة حتى سقاك كلما من 
محبته) الس حلعة رصوادة يابني اقض جميع هاافاتك من الفرائض 
وقال رضي اللّهِ عنه في الأولياء رضي الله عنهم: : الولاية ظل ا والنبوة 
ظل الإلهية» والنبوة مستفادة من وحي الملك وغيب الأزل» فالولاية مطالعة روح 
الكشف وملاحظة مطالع البيان بصفاء يذهب كدورة البشرية» وطهارة تنقي دنس 
الأسرار» فالأنبياء مصادر الحقء والأولياء مظاهر الصدق» ومعجزة النبي يه محل 
جري الوحي» والتحدي بأسرار معاني الحكمة؛ إعجاز كمال القدرة مبرهناً على 
صدق قوله» ومنهاج أمره ا به حجج المنكرين» وكرامة الولي استقامة فعل 
على قانون قول النبي عله 0 بسر الولاية نقص» والترصد لنسيمها 
كرامة» والكرامة أثر انعكاس نور الحق على قلب الولي من منبع ضوء نور الكلمي 
بواسطة الفيض الإلهي» ولا يظهر ذلك على الولي إلا مع عدم اختياره والأولياء 
خصوا بإشارات نبوية» واطلاعات حقيقية» وأرواح نورية» وأسرار قدسية» وأنفاس 
روحانية») ومشاهدات زكية» وهم خلفاء الأنبياء وبقايا أسرار الأصفياء» وغيب 
غيث قطرات الكرم» ومهابط أسرار كلمة القدم: رقود في الأظلة قعود في الأكلة 
كالأهلة» إذا نهضوا من مراقد أكوانهم بإشراق أفكارهم وصفاء أسرارهم» وخرجوا 
من معاقل وجودهم بطهارة أشباحهم,. وأنوار أرواحهم». وجاؤوا إلى معالم مقاماتهم 
بمعارف منازلاتهم» وعوارف مشاهداتهمء وأقاموا مرايا سرائرهم الصقلية» وعيون 
بصائرهم الصحيحة بإزاء عوالم الملكوت؛ ومظاهر أسرار الجبروت» ووقفوا تحت 
مناظر الأنبياء ومطالع إشراقات شموس الأصفياء»؛ وقع انعكاس ضوء شمس الأاصل 
على صفاء صقال مرآة الفرع» وانطبع فيها أثر نور الغيب» وانتقشت فيها أشخاص 
الغائبات» وتراءت فيها صور الكائنات» وانجلت لها أمثلة أصناف الحكم» وأسرار 


0 ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب.. 
القدرء لما عقد سلطان الجبروت في رواق الملكوت لخواص الصفوة مجلس 
الخلوة بين رياض يحبهم ويحبونه» ونصب لقدومهم أسرة الجلوة على ارائلك 
القرب في مقعد صدقء ومد لحضورهم رواق المشاهدة على حدائق الأنس عند 
مليك مقتدر» وأمر الأزل كاتب ديوان القدر أن يكتب لبريد القدم بإاحضارهم 
سجل واللّه يدعو إلى دار السلام» وجعل عنوانه فاتيعوني يحببكم الله وأرسله 
إليهم على جواد قد جاءكم وري ا ا 
فإن خير الزاد التقوى» ركبوا خيول الأشواق وركائب الاحتراق» وساروا في براري 
الهيمان وصحارى الذويان» ونشروا أعلام ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان» 
وترنموا بأناشيد سمعنا وأطعناء وحداة الغرام تحدوا نجائب عشقهم بالسنة 
الحنين في أودية من يطع الرسول فقد أطاع اللّه» وكلما توارت عنهم أعلام قصدهم 
بفنائهم في محبتهم نودوا من وراء أستار طلبهم أينما تولوا فثم وجه اللّهء وكلما 
خرجوا من أطوار تغربهم عن ذلك المكان» فلما استقر بهم المزار ورفعت عيوتث 
بصائرهم أستار الأسرار» أدارت عليهم ندماء الأنس في مقاصر القدس كؤوس 
وسقاهم ربهم شراباً طهبورأء فتحكمتثت الأشواق من تلك الأحداق» وسرت 
الكؤوس في تلك الرؤوس» وأديرت الأقداح على تلك الأرواح» ودبت المحيا في 
ذاك المحياء وتمكن السلاف من تلك الأعطاف» وزهقت القباب بالأاحباب 
وسكرت الألباب بالخطاب» وأقبلت وفود التهاني من كل باب» وماج الكون ومات 
البين»؛ وطاح الغين» وهامت العين بكشف الحجابء ودام الشراب» وامتد القرب» 
وانتهب الحب ثياب الحجبء ولد العتاب» وأينع الوادي» وأشرق النادي» وزمزم 
الحادي باسم ذاك الجناب» وهام القلب وطاش اللب» وحار الفكرء ومات الصبر»ء 
وعاش العشق»؛ وساح الشوق رفيق زميل الموق» كفيل الرمق لذلك الباب . 

يا غلام: إذا رمقت عين العاشق الصادق جمال محبوبه الأعظم قابلت مراة 
عقله محاسن معانيه» ومعاني محاسنه» فوجدت فى صقالها استعدادا لجلاء بهجة 
لطائفه, وانتقش عشق جمال وجهه في صفاء لوح شغاف قلبه» وانعكست أشعة 
نوره على سره» وانبسطت حركات طلبه؛» ونهضت القوى الروحانية التي فيها 
جمال صفات المحبوب» وسار سلطانها إلى الرأس فشغل العين بالرمق» وملا اللب 
بالسكرء وقرن الروح بالصبابة» ثم عاد إلى القلب فاودعه القلق» وانئنى على الفكر 
فأاأسكنه الحيرة» فاشتد الشوق لرؤية المحبوب» وابتهجت النفس بكمال محاسن 
المطلوب» وأثبت ذلك الابتهاج في مواد قوى الأجزاء البدنية» وأخذ كل عضو من 


ذك و فصول من كلامة مومع كعم عت له عم 
ذلك بقسطه على مقدار قوته» فصارت الحواس كلها مأسورة للجمال» فخرس 
اللسان عن مناجاة غيره» وصمت الآذان عن سماع كلام سواهء وعمي النظر عن 
ملاحظة ما دونه» وبهتت العين إليه؛ وأبى القلب القلق إلا عليه؛ وخانه الجلد وأعوزه 
الصبر» وملكه الوجد» وانتهبه السكرء وعلاه الهيام» وأسره الغرام» وخطفت المحبة 
بأشعتها نور عين لبه وصار إقبال محبوبه قبلة قلبه ونسيم روح» مطلوبه حياة 
روحهء ووجه جلال مقصوده روضة عين لبه» ورائحة ريحان وصل مراده ورد مشم 
سره» وقربه غاية طلبه» ونظره نهاية أربه» ومحادثته أعظم سؤله» ومحاضرته أعلى 
مأموله» فأشجار العقول على أنهار القلوب بأصائل أوقات الوصال تتواجد بين 
أستار الجمال عند بث شجون المحبة»؛ وأغصان الغرام تغازل نسائم الوجد كلما 
هبت من رياض القدس على حدائق قلب المشتاق» وصبابات الأرواح في ميادين 
الأشباح ترقص طربا بانتشاق ريح من تهواه» كلما غناها نسيم سحر الشوق» 
وناغاها بلبل بلبال السكر بلذات الحان نغمات المناجاة» وكاسات المصافاة في 
ظلال كهوف القرب» وأطيار الأنس قد ركبت منابر الخطاب على أوتاد المشاهدة 
في مقاصير الأسرار صادحات مطربات» قد هيجت أشواق المحبين» وبعئرت دفائن 
الحنين» بنفخ إسرافيل البوق في صور الأنين إلى ميدان العندية» ولسان الأبدية في 
مقعد صدق عند مليك مقتدرء يا غلام منازل الزلفة لا ينزل بها المتشبئون 
بالأغيار» ومقار القربة لا يسكنها المستانسون بالاثار» أنت أخو العز ما التحفت 
برداء القناعة» ومحبوب القدم ما التزمت مفروض الطاعة» يا طفل مهد عهد وإذ 
أخذ ربك وغذ ألبان وأشهدهم ورضيع ثدي يحبهم أين شواهد حقيقة ويحبونه. 
صف لي مواضع نظرات عين الأزل من فؤادك» ومواقع منازلات لحظ الجلال من 
مرادك ترصد في أوقات الخلوات هبوب : نسيم إن لربكم في أيام دهركم نفحات . 

اخبرنا ار عبد اللاسبجمة من عامل الشماني ‏ قال بس حت لشي القارات 1ب 
محمد شاور السبتي المحلي يقول: دخلت بغداد لزيارة شيخنا الشيخ محبي الدين 
عبد القادر الجيلي رضي الله عنه؛ وأقمت عنده مدة» فلما عزمت على الرجوع إلى 
مصدر على قدم التجريد من الخلق. ومن المعلوم استاأذنته فأوصاني أن لا أسأل أحدا 
شيكاًء ووضع أصبعيه في فمي وأمرني أن أمتصهما ففعلت»؛ وقال لي : انصرف راشداً 
مهدياء فصرت من بغداد إلى مصر وأنا لا آكل ولا أشرب وقوتي في زيادة. 

وقال رضي الله عنه في العقل والشرع والنبوة: فالعقل نور تألق بارقه من أفق 
العناية من وراء حدود غايات الفكر» وقابل شعاعه صقال مرآة الهداية» فيستضيء 


اس تسسا سدم سسسب كي سيد ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... 
صاحبه في ظلم الأمور وغياهب الأكوان بوميض لألائه وإشراق ضيائه» حتى يريش 
لطائر طلبه جناح النجاح» ويسفر لوجه توجهه صباح الفلاح. 
والعقل : طائر غيبي لا يصاد إلا بشباك عناية القدم» ووارد إلهي لا يرد إلا من 
جنات مفيض النعم». جوهري الصفاتء؛ نوراني الذات» ملكي السماوات» وهو 
روح قدس روحكء» وجبريل قلبك يهبط بالوحي من سماء أعاليك على رسل 
سركء» وينزل بتحف الغيوب عليك من ربك» فيلطف كثيف صفتكء» ويجوهر 
صدف علمكء وهو ميزان العدل ولسان الفضلء وشرع الكرم ومعدن الحكمء 
ومقر النعم وعمود الفكر ودليل الفهم وترجمان السر. 
والشرع: حكم بت القضاء يشاهده حاكم الرسالة فانفرد سلطان عزه في 
دولة بقاء كماله. وانقادت ملوك الحكم طائعة لهيبة جلاله» ودانت ممالك 
الأحكام خاشعة لعظيم إجلاله» وحامت أطيار البلاغة حول حماه» ورضعت أطفال 
العلوم بلبان هديه وهداهء» ومحق سيف سطوة قهره من خالفه وناواه» واعتصمت 7 
بحبل حمايته وثيقات عرى الإسلام» وعليه مدار أمر الدارين» وباسبابه أنيطت 
6 والغبوة: نور من أنوار العزة مختومة بطابع روح القدسء قوتها فعالة بالقدرة» 
ومعناها متسع بالبهجة» وظاهرها مؤيد بأفعال اللّه الخارقة للعادة المستمرة» 
وباطنها مقرون بالوحي؛ وهي عين روح القدس ومعنى سر الأزل» ونتيجة سابق 
القدم ومشاهدة مناط معنى القدر» ومحط مدرك سر الأمر» وموضع الفصل بين 
القدم والحدوث, والوحي بدر بازغ في أفق النبوة طالع من فلك الرسالة تلقيه من 
كلام الله عز وجل» ومعه روح القدس ينشر لديه مطويات العلوم وتبرز عنده 
مخبئات الأسرار» وتظهر منه مفاتح معالم الأبد» وتؤخذ عنه أنباء أمور الكائنات» 
وتطوى فيه مسافات مفترقات العلوم والعقول» والعوالم والمعالم» والشواهد 
والرسوم» والمؤتلف والمختلف» والمركب والمثنى» ويكشف عن حقيقته معنى 
وحداني»؛ وسر رباني لا ينكشف بغير طريق الوحي الصريح» وهو بريد الأزل يخترق 
فضاء الغيب بمخزون أسرار القدم» ومكنون أخبار الآبد على يد أمين المملكة» 
ومقدم عساكر الملائكة إلى من وقع له كاتب القدر في مجلس الأزل» توقيع تلك 
الرسل» فيجلو نوره صقال مرآة قلبه» فينطيع فيها أاشخاص تفاصيل أحوال الدارين» 
وجزئيات أجكام الكونين»؛ ودقيقات أنباء الملكين» ثم ينعكس لالاء أضوائه على 
صفاء جوهرية سريرته» فترى عين عنايته آيات ربه الكبرى» ويلحق بالرفيق الأعلى) 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... سس سس وم 
فحينئذ النبي مشكاة لنور قلبه» وفي المشكاة زجاجة النبوة» وفي الزجاجة 
مصباح الرسالة» ومصباح الرسالة نور متعلق بذنب ذبالة الوحي» والوحي سر غيب 
الموحي» فالأنبياء رضعاء أثداء غيب الأزل» وندماء مخاطب سر الوحي» وجلساء 
حضرة القدس» وسفراء وجوه الحق, ما قام رواق عز في الأفق الأعلى إلا لجلالتهم 
عمد لواوّه ولا مد بساط مجد في المقام الأسنى إلا على مهابتهم نسجت أركانه؛ 
ولا سكن صوامع القدس الأشرف شبح نوري إلا كان له من جلالهم جليسأء ولا 
آوى إلى ظل التسييج الأرفع لطف معنوي إلا كان له من بهائهم أنيساء ولا رقي 
صديق صاعدا في مقامات القرب إلا كانت بقواهم معارجه؛ ولا سلك ولي سائر 
إلى مولاه إلا كانت مناهجهم مدارجه. ولا رفع علم كرامة لبشر إلا كان شرفهم 
عماده؛ ولا شيد بنيان مكانه لعبد إلا كان على تأسيس إبراهيم مُه تأثيله. 
أخبرنا أبو الحسن علي بن بي بكر الابهري قال: سمعت قاضي القضاة أب 
صالح نصرأء قال: سمعت أبي عبد الرزاق يقول: خرج والدي؛ يعني الشيخ 
محيي الدين الجيلي رضي الله عنه يوم إلى صلاة الجمعة» وأنا وأخواي عبد 
الوهاب وعيسى معهء فمر بنا فى الطريق ثلاثة أحمال ما للسلطان قد فاحت 
رائحتها واشتدت؛ ومعها صاحب الشرطة وأعوان الديوان» فقال لهم الشيخ : قفواء 
فلم رفعلواء: :واشرعوا :في سوق: الات فقال. التتيع اللدواي: كفي ». فوقفيك 
مكانها كأنها جمادات» وضربوها ضرباً عنيفاً ةا كدي 
كلهم القولنج» وجعلوا يتقلبون على الأرض يمينا وشمالاً من شدة الآلم في 
الوقت.» فضجوا بالتسبيح وأعلنوا بالتوبة والاستغفار» فزال عنهم الآلم في الوقت» 
وانقلبت رائحة الخمر برائحة الخل» ففتحوا الأواني فإذا هي خل» ومشت الدواب») 
فعلت أصوات الناس بالضجيج؛ وذهب الشيخ إلى الجامع» وانتهى الخبر إلى 
السلطان» فبكى رعبا وارتدع عن لعل كنير من المحرمات» وحضر إلى زيارة 
الشيخ. وكان يجلس بين يديه متواطيعا متاغرا: 
وقال رضي الله عنه في عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها: حركت الإرادة 
الأزلية العزيمة المحمدية للخروج في بعض أسفارهاء فاستصحب الدرة اليتيمة 
عه من قرارهاء ووكل بخدامتها ورفع قبتها حين احسق وأضبح عبدة نسطح» فنزل 
الكو ترد لإصلاح عيشهم» وسكن النوم حركات بطشهم؛ واستولت على العبد 
في فى المسرى سنة الكرى» فأثارت المشيئة الأاحدية حركات عائشة الصديقة 
الصفية للخروج من مطارها إلى بعض أوطارهاء ونزلت من قبتها لقضاء حاجتهاء 


دم لسءه*سسس سس ذكر فصول من كلامه مرصعا يشيء من عجائب .. 

فحلت يد القدر عقدة عقدها وانتثرت قلادتها من جيدهاء واشتغلت بنظم نثرها 
لتردها إلى صدرهاء نادى القدر: يا جبريل إنها فقدت من قلادتها جزءاء فاجعل 
مكانها جزءاء فانتبه مسطحء وساق جمله؛ ولا علم له بما حصل له قلما وصل 
إلى المدينة» ولم يرها عاد يطلب أثرهاء والقدر يثير دفين الأسرارء ويقدح شرار 
الأشرارء فلما بلغ ذلك رضيع ثدي الوحي» وحامل سر الأزل» وحافظ ودائع 
الغيب» ورافع لواء الحمد» فظن لرمز عيون لأفكهم» وتراءت له إشارات شركهم؛ 
تألم قلبه؛ وجرح بنصل الكابة لبه» وانصدعت زجاجة سره» وانقسمت مجتمعات 
أمرهء وقال لها بللف شفقته قولاً معنوياء ولوح كوا برد متحرتة. اكلودينا عشفيا 
انصرفي إلى بيت أبيك» فسياتيني الخبر فيك» فانتغرت عبراتهاء واستولت عليها 
زفراتهاء وأظلم نهار فرحهاء واسود ليل ترحهاء وتصاعدت أنفاس وجدهاء وعدم 
الصبر من عندهاء وقالت : علام أهجر وما جنيت» وأبعد وما تعديتء أمن جهة 
شكوى الضرائر من دلال الحبيب الهاجرء قيل لها: أيتها الصديقة والسيدة على 
الحقيقة البلاء بقدر الولاء» والنصر في ضمن الصبرء فلما عرفت القصة وتبيعت 
الغصة؛. محق بدر صبرها بشياع أمرهاء وهوت أنجم حواسها بتصاعد أنفاسهاء 
وتناثرت عبرات عيونها لحرقة نارهاء وانحنى ألف قامتها على لوح انكسارهاء 
وطالت عليها مدة هجر محبوبهاء» وعدمت رضاع ثدي مطلوبهاء قالت : إلهي بك 
يستنصر الذليل» وإلى جنات عزك يلجا المظلوم» ومن غيرك ينفس كرب 
المكروب, ومن سواك يجيب دعاء المضطرء أنت أخبر بطهارة عصمتي» وأعلم 
مني بمسالتي» فاتخذت قبة يعقوبية» وجعلت الفرقة حالة يوسفية» وصارت ظلمة 
قبتها سجن يوسف, حزنها مر بها من جانب الحبيب» هبوب نسيم كيف تيكم» 
فقالت: أنا ربيبة خدر الفصاحة؛ وقريئة أفصح من نطق بالضادء والتاء» للمخاطب 
القريب» والكاف للغائب البعيد» أين تاء أنت من كاف ذاكء أين هاء هذه من تاء 
تيكم؟ ميم الجمع لا تورجب تخصيص أحد المذكورين طال ما كنت سواد عين 
الهاجرء وسويداء قلب الغائب؛ وريحانة أنس المعرض» ولكن للزمان أحوال تحول 
وفصول تصولء يا رب هين قد أغرقني» وحر حزني قد أحرقني» ونحول حالي 
قد أنحلني» وتبليل بالى قد بلبلني» فصجت الملائكة في الصفيح الأعلى» 
واختلفت تسابيح سكان حضائر القدس» وانزعجت رهبان صوامع النورء قالت 
الأشباح النورانية» والأرواح الروحانية» إلهنا طاهرة فراش النبوة قد تكدر صفاء 
قلبهاء ودرة بحر الشرف قد تشظى جوهر لهاء وريحانة مشم الرسالة قد ذبلت 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... سس سس سس لإلم 
بإفك الفاسقين» ورضيعة ثدي الوحي قد فطمت بكذب المنافقين» قيل لبريد 
المملكة» ومقدم عساكر الملائكة: يا جبريل خذ من لوح غيب الأزل سبع عشرة 
آية براءة من العيب بالسنة الغيب» فإني تكلمت بها في الأزل وقديم القدر, 
وجعلتها طرازاً لكم ثوب عائشة إلى يوم القيامة» فهبط بريد الأزل على السيد 
المفضل بآيات السرور في سورة النورءفلما سمعت الصديقة رنات الايات» ولاح 
لها إشارات البشارات» قالت: سبحان من يجبر الكسير» ويعز الحقير» وينصف 
المظلوم ويصرف الغموم» واللّه ما كنت أظن أن ربي تبارك وتعالى ينزل في قرآناء 
ولا يذ كرني لنبيه فيما يوحى إليه؛ ولك سرت ان نرم وسرلء الله عق فى اليه 
ما يقضي براءة ذمتي؛ وطهارة عصمتي» فلا ييأس المظلوم من الانتصارء ولا يعول 
المقهور إلا على الاصطبار؛ فإن مات مطاوي الأقدار تقليب ما في الليل والنهار. 

أخبرنا أبو الحسن على بن أزدمر قال: سمعت شيخنا محيى الدين عبد 
القادر رضى اللَّه عنه؛ أخبرنا عبد الصو يي ان الو نال سمعت 
خالي قاضي القضاة أبا صالح نصر بن الحافظ أبي 56 الرزاق» قال: سمعت 
الشيخ العارف با عمرو عتمان الصريفيني يقول : كانت بداية أمري أني كنت ليلة 
بصريفين مستلقياً على ظهري تحت السماءء؛ فمرت في الفضاء خمس حمامات؛ 
فسمعت إحداهن تقول بلسان فصيح كمنطق الادميين سبحان من عنده خزائن 
كل شيءء وما ينزله إلا بقدر معلوم؛ وسمعت الأخرى تقول: سبحان من أعطى 
كل كي وتلق رقي اعداف وتسحعت الأخرى تعول #مووتان نإن يبت الالوياء سه 
على خلقه وفضل عليهم محمداً َه وسمعت الأخرى تقول: كل ما كان في 
الدنيا باطل إلا ما كان لله ورسوله؛ وسمعت الأخرى تقول: يا أهل الغفلة عن 
مولاكم قوموا إلى ربكم رب كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم . 

قال: فغشي علي» وأفقت وقد نزع من قلبي حب الدنيا وما فيهاء فلما 
أصبحت عاهدت الله تعالى أن أسلم نفسي لشيخ يدلني على ربي عز وجل» وسرت 
لا أدري أين آخذ فاستقبلني شيخ وافر الهيبة ظاهر الوضاءة» فقال لي: السلا 
عليك يا عثمان» فرددت عليه السلام وأقسمت عليه من أنت» وكيف عرفت 
اسمي وما رأيتك قطء فقال: أنا الخضرء وكنت الساعة عند الشيخ عبد القادر 
فقال لي : يا أبا العباس قد جذب البارحة رجل من أهل صريفين اسمه عئمان» وقد 
قبل وأقبل عليه ونودي من فوق سبع سماوات: را بك يا عبدي» وقد عاهد 


يم عتع تتش سنت تعفصول هن كعلامة رصع بقوع من عتجالي.+ 
اللّه تبارك وتعالى أن يسلم نفسه لمن يدله على ربه عز وجل» فاذهب إليه تجده 
في الطريق فأتني به. 

ثم قال لي : يا عثمان الشيخ عبد القادر سيد العارفين في هذا العصرء وقبلة 
الوافدين في هذا الوقت» فعليك بملازمة خدمته وتعظيم حرمته» فما شعرت 
بنفسي إلا وأنا بيغداد في أسرع وقت» وغاب عني الخضر فما رأيته بعد ذلك إلى 
سبع سنين؛ فدخلت على الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه فقال لي #نونا تمن 
جذبه مولاه إليه بالسنة الطير» وجمع له كثيرا من الخير» يا عثقمان سيهبك الله 
مريدا اسمه عبد الغنى بن نقطة يعلو كثيرا من الأولياء» يباهى اللّه تعالى به 
ا ل باقر ضى يردا 
اتصل بفؤادي وأثلج قلبي» فكشف لي عن الملكوت» وسمعت العوالم وما فيها 

تسبح اللَّه تعالى باختالاف اللغات» وانواع الجعلديس؟ فكاد عقلي يذهب» توماني 
5 بقطنة كانت في يده» فثبت الله ا علي عقلي» » وزادني تمكيناً ثم 
أجلسني في خلوة فمكثت فيها أشهراء فواللّه ما وجدت آمراً باطناء ولا ظاهرا إلا 
أخبرني به قبل أن أفوه به» ولا وصلت إلى مقام ولا حالء ولا شاهدت مشهداء ولا 
كوشفت بعلم من الغيب إلا أخبرنى به قبل أن أناله» فيفصل لي أحكامهء ويحل 
لي مشكلاته؛ ويبين لي أصله وفرعهء وما زال ينزلني منزلة بعد منزلة إلى ما شاء 

من علمه» وأخبرني بأمور وقعت لي كما أخبر بعد إخباره بقلاثين سنةء و كان 

بين لبسي منه» ولبس ابن نقطة مني خمس وعشرون سنة» وهو كما وصف لي 
رضي الله عنه ١‏ 

وقال رضي الله عنه: نسمات أسحار الوصال إذا اجتازت يربوع المطرودين 
حنواءوطيف ليالي الاتصال إذا طرق مضاجع المهجورين أنواء وأوتار الشوق إذا 
ركبت على عيدان المشاهدة في مجلس الأنس على ندماء عشاق الأزل» ورضعاء 
أثداء المحبة اهتزت أشجار العقول في بساتين القلوب»؛ وتمايلت أغصان النفوس 
في در الهياكل» ورقصت جواهر الخواطر طرباً في قصور الصورء وتواجدت ألباب 
الأحباب سرورا في معاني المباني» وقدح زند الكشف في حراق الأكياد شرار 
العشق» واحترقت بصواعق الهيبة ذرات أجزاء الذوات» وماج الكون بأهله وجرح 
رامي الغرام أسرار المحبين بنبله» وتزلزلت قواعد أركان السرائر وهامت بسكر توق 
رمقها البصائر؛ وقامت الأرواح على أقدام إقدام سؤال ما الخبر؟ واشتغلت الأعين 
بسح سحب العبرات عن النظرء ووقف آدم الأحوال على قدم الاعتراف بالاقتراف» 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... سسسسس سس تا فم 
وقام إبراهيم الهمم على باب أطمع أن يغفر لي خطيغتي» وخر موسى العزائم صعقاً 
على قمة طور تبت إليك» وأشار أيوب الوله بيد مسني الضرء ومر سليمان الهيمان 
غلى بساط انبساظ صولة ذولتة محمولاً بريح إنالريكم في آيام دَهركم لتقعات ٠‏ 

وقالت نملة القلب لرعايا الخواطر عند انتشار عساكر سلطان الجلال» 
واستيلاء جيوش ملك الكمال: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم» فبدت أضواء 
القرب وانبسطت أشعة الدنوء ومد رواق اللقاء وفرش بساط الحضرة على أرائك 
بسيط القدس» وعقد مجلس الخلوة تحت لواء لذلك في أرض المشاهدة» 
ونصبت أسرة الجلوة بين سراقات الجمال في حرم الأمن, انظ حال العاشق» 
واجتمع المحب مع المحبوب» ودارت كؤوس شراب الشارب في أقداح الأفراح» 
وعطر الوقت» وسعد البخت وارتفع المقت وتجلت أسرار غيب القدم من بين 
أكناف مسالك أوصاف الأزل» يا لها من مسالك دقت فضل الوهم عن علم 
ماهيتهاء فهي كالبروق لامعة لحدق الخواطر من سحب الأبد» وكالشموس طالعة 
من مدرات بروج الحالء وتالله لقد تاهمت البروق عند بروزها وميضأء وغموضأء 
وخجلت الشموس عند ظهورها ريسا وتعريضا حين أسفرت يد ال رادة لأبصار 
خطابها عن جبين جمالها نقاب الحجاب» ونصصتها مواشط الأزل على سرير 
الاستجلاء على استهزاز عشاق الطلاب» وأظهرها اللوح النوراني من أقاصي مكامنها 
وأدانيها» وكشف الوصف الوحدانى نعوت معانيها ومعاليهاء وغامزت لحظات 
جمالها صبابات التواقين المكتاتين: وغازلت نظرات سبحاتها حيرة الشاخصين 
العارفين» فلما قدموا لنظر جلائها وحضروا لمشاهدة بهائهاء اهتز تاج جمالها في 
مجلس كمالهاء فنثر على رؤوسهم جواهر القبول ودرر الرضوان؛ تعاتوارت بأستار 
العز» ورداء الكبرياء وإزار العظمة» فقطعت القلوب وجداً واشتياقأء وهامت 
الأرواح عطشاً واحتراقا» وتمايلت أغصان الغرام تغازل نسائم الوجد» وتنائرت 
أوراق الصبر تشكو قلق الفراق» يا ركائب الأرواح جدي في طلب هذه المنازل؛ 
ويا نجائب القلوب أسرعي إلى نيل هذه الدرجات؛ وقل اعملوا فسيرى اللَّه 
عملكم ورسوله والمؤمنون . 

أخبرنا أبو الفتح عبد الرحمن ابن الشيخ الصالح أبي الفرج توبة بن إبراهيم 
ابن سلطان البكري الصديقي البغدادي»: قال: سمعت أبي يقول : سمعت الشيخ 
الجليل مكارماً النهر خالصي رضي الله عنه يقول: كنت يوم بين يدي الشيخ 
محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه بمدرسته بباب الأزج ببغداد» فمر بنا دراج 


1 ا اللا اا 022 
طائر في الجوء فخطر في نفسي أني اشتهيته بكشكء وقد علم اللَّه تعالى أني لم 
أفه بذلك» فنظر الشيخ إلى ميتسماء ونظر إلى الجو فسقط الدراج إلى أرض 
اللا رك ا رو اي لا ورا ا مكار دونك وما 
اشتهيتء أو لينزعن الله منك شهوة الدراج بالكشكء قال : فبغض إلي الدراج من 
رفت كلك إلى الات وزنه الموقه بررويدي بطونا ومظيوينا د أستطيع شم رائحته 
كراهة له» وقد كنت قبل ذلك من أحب الناس فيه . 

قال: وحضر في مجلسه مرة وكان يتكلم في مقامات الواصلين» ومشاهد 
العارفين؛ حتى اشتاق كل من كان حاضرا إلى اللّه عز وجلء» فوقع في خاطري 
كيف الطريق إلى الله عز وجل» كيف الطريق إلى نيل المراد» فقطع كلامه والتفت 
إلى جهتي» وقال: يا مكارم بينك وبين نيل مرادك قدمان» تقطع بإحداهما الدنياء 
وبالأخرى نفسكء ثم ها أنت وربك . 

وقال رضي اللّه عنه: هجر المحبوب نار يضرمها مالك الصدق في جهنم 
الوجد وفقد المطلوب صواعق ترسل من غمام الغرام على غريم البعدء وتواري 
المشهود فصل تذبل فيه أغصان الوصال في حدائق الاتصال» واستتار المتجلي 
سيف سله المحبوب من غمد الدلال بيد الملال» وغيبة الحاضر شرر يقد حه زند 
الحب في حراق فؤاد الصبء وإعراض الحبيب غصة يتجرعها المحب من يد 
الحب في كاسات الضد بلذة أحلى من الشهد» وتنائي القريب عذاب يذيب 
الغلوب بتوقد لهيب' النوين.سكرق: يشوة العكب: باأخاديك اشوق. اللنفوس :هين 
المنى» وتجافي الأليف صولة تصرع أعطاف الأرواح بشدة وطأة سلطان الهيمان 
في قيعان براري الهوى» وكثبان الحجب عن م وعرائس الفتح جواهر معان 
نضدها ناظم القدم» ورياض الكشف حدائق بيان أنبتت أعطاف الحكم» والشوق 
ستور مسدلة على جمال وجوه عرائس الغيوب» والمحبة شموس لا تشرق أشعة 
أنوارها إلا على شرف مدائن القلوب» والمشاهدة سلاف راح يطوف بها سقاة 
الأزل على ندماء الأرواح» في أقداح الخطاب في مجلس الوصل» عند سدرة منتهى 
الأمل فوق غاية منية العارفين» تحت ظلال جلال القدم» قدام وفود ركائب أرباب 
العشق» خلف حادي مطايا جناب القرب» عن يمين ساق حميا جمال رب الحمى» 
يا أرباب الوله في معاني كمال صفات الإله في معاني صفات الإله العظيم» قوموا يا 
أصحاب الصدق في عشق الحبيب القريب» انهضوا إلى هذا الوصال فكل ملذذ 
بسماع نغمة من منشد هذه النغمة» أو مضطرب من طيب ألحان» مضطرب 


ذكر فضول امن كلام مرضعا يشىء من عاقب .ا سس هس ممست وه 
بشجو حنين مكتعئب على الفور بسعادة هذا المنقلب, أو متبلبل بالهيام من 
الطرب بأصوات حادي إلى نادي هذا العز البادي» فإنما ذلك محرك من القدرء. 
يذكر روحه حلاوة النظر من مجلسء وإذ أخذ ربك أو يثير دفين سره إلى لذة 
سماع ما بقي من مسموعه في حضرة ألست بربكم؛ عند تجريد الأرواح عن صور 
الأشباح ويفردها بنعت توحدها في العالم النوري» فإن وجدت مشام روحك روح 
الأنس» يهب عليها من رياض ربيع الكرم عند ذكر الحبيب الأعظم» فذلك وارد 
من جناب الأبد يذكرك التزام شرط بيعة المحبة بحركات شمائل محاسن العهد 
القديم» فاضطرمت في سويداء القلب نار أسف المهجورء لوحشة الانقطاع. 
وتوقدت في صميم السر جمرة حرقة المحبوب بفرقة الأحباب» نادى لسان هيمان 
وجد فاقد الأحبة [ من الطويل ]: 
على مثل ليلى يقل المرء نفسه ويحلو له مر المنايا ويعذب 
أخبرنا أبو محمد عبد الواحد بن صالح بن يحيى القرشي البغدادي» قال : 
أخبرنا الشيخ أبو الفرج حسن بن محمد بن أحمد بن الدويرة البصري» قال: 
سمعت الشيخ أبا العباس أحمد بن مطيع بن أحمد الباجسراني» قال: سمعت 
الح الالح أبا المظفر إسماعيل بن علي بن ستان الحميري الزريراني» وكان 
شيخاً صالحاً صحب الشيخ القدوة علياً بن الهيتي رضي اللّه عنه قال : كان الشيخ 
سيدي علي بن الهيتمي إذا مرض ربما يأتي إلى قراح لي بزريران يتمرض فيه أياماء 
فمرض فيه مرة فأتاه سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر من يغداد عائداء 
واجتمعا في قراحي؛ وكان فيه نخلتان قد يبستا لهما أربع سنين لم تثمراء وكنا قد 
عزمنا على قطعهماء فقام الشيخ عبد القادر رضي الله عنه فتوضأ تحت إحداهما 
وصلى ركعتين تحت الأخرى» فأينعتا وأورقتاء وأثمرتا في أسبوعهما ذلك قبل 
أوان حمل الدخل» وأحضرت شيئاً من تمر قراحي وقدمته إلى الشيخ فاكل منه 
وقال لي : بارك اللّه لك في أرضك ودرهمك» وصاعك وضرعك» قال: فغلت لي 
أرضي منذ تلك السنة إضبخات خراجنا المعتاد» وصرت كلما وضعت درهماً في 
وجهة يأتي إلى منها أضعافاً مضاعفة» وإذا تركت مائة كارة برأ في مكان؛ فلو 
تصدقت منها بخمسين كارة وأكلت الباقي لوجدته مائة كارة» وأنتجت ماشيتي 
جح ادح عدوها بروالكالة مدن إلى الآن ببركة دعوته رضي اللَّه عنه . 
وقال رضي الله عنه: كل معراج فإلى باب اسمه العالي انتهاؤه» وكل سلم 
للصعود اه ره تجلى في أسمائه» فظهر التجلي في أفعاله» فأشرق كل 


17 مسسس سس )0 ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب . . 
مكون بإشراق التجلي» وفصلت شواهد التفصيل في الوجودينء وظهر تباين حكم 
العدل فى العالمين» فبرزت الأسماء وافترقت الصفات» واختلفت اللغات» وتقابلت 
الأقعال+ وتنوعت الأثواغ؛ وتجانست: الأجناس» فكل بقهر العدل مععدل» وكل 
يوحده بما ظهر فيه من التجلي» ويشير ! ليه بما أبطن فيه من أسرار أسمائه» ويعرفه 
بما تعلق به علمه في أزله من إيجاده» والكل حائر بين العوالم لولا أنيس رحمته؛ 
مأخوذ عن حسه فى معرفته» لولا درك الحيرة أظهر شدة بطشه فى تجليات أسمائه 
للجبال سكف ولديحار فاضطريت» وللئيران فاضطرمت» كالذ يق به سكن به 
حرك» وأظهرت العرش أنوار اسمه العلي فانتشات ملائكته انتشاء مناسياً لتلك 
الحضرة؛ فلكل منهم روح؛ ولكل روح نفس من أرواحهم» ولكل ذكر من أذكارهم 
روح» وكل منهم أذهلته عظمة من تجليه في أسمائه فانفعلت ذواتهم بتلك الأسماءء 
فهم ذاكرون من الذهول» وذاهلون من الذكرء فذكرهم من حيث الاسم أنت أنت 
أنت» من حيث الذهول هو هوهو ومن حيث العظمة آه آه آه» ومن حيث التجلي 
اماما ومن حيث الستر سبحانك سبحانك سبحانكء» فقدس الكروبيون» وهينم 
الصافون» وزجل الروحانيون» وسبح بح المقربون» أشرقت آنواره في كل موجود إشراقا 
أظهر منه سر وجوده بشهودهع فاعترفت به له اعتراف عبودية وقهرء فالأذكار حاملة 
المحمولين؛ ومسكنة الساكنين» وجاذبة إلى ما وارته سرادقا في الجلال من مصون 
الأسماء وبديع الصفات» فتقبلت أسرار العارفين في أطوار معارف أسماثه تقليا 
يشهدون به في دارة وجوههم, ما أودعته ذوات وجودي الملك والملكوت» حتى 
عاينوا سريان سر قدره في عالم المعلومات» فلم يبق معلوم إلا وأبدى سر دقيقة منه 
مجذوبة بيد كمال ونور» فتصرفوا في المهج بمهيجات المحبة» وأغمسوا في بحر نور 
هيبته فخرجوا وفي وجوههم شعاعات هيبة تخطف أبصار الناظرين من الجن والإنس» 
وقوبلوا بنور أسمائه مقابلة ملاات وجودهم ظاهراً وباملنا حتى محيت عنهم خطوط 
الأشكال كلهاء فأبدى لهم وجودهم من وجودهم سر ما كتبه لهم قلم التقدير من كل 
مستودع في مستقر ومستقر في مستودع؛ فلم يخف عنهم ما غاب عليهم فنظروا 
أنفسهم به» ونظروا ما سواه بنور اسمهء ورأوا الكمال المطلق فى الملك المطلق» 
ومشوا بما أشهدهم في آفاق الملكوت» وكشفوا معنى كلمة التكوين فانفعل لهم 
كل مكون انفعال تلك الكلمة بإذنه» يا من أظهر كبرياءه ومجده في أستار عرشه 
أسألك بالصفات التي لا يعلوها موجود» محدث الإنس بمقابلات سر القدر أنساً 
يمحو آثار وحشة الفكر؛ حتى يطيب وقتي بك فأطيب بوقتي لك . 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... ل 1 1 1 1 1 |[ ا 

أخبرنا أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر القرشي» قال: سمعت الشيخ علي 
ابن سليمان الخباز يبغداد يقول: سمعت الشيخ أبا الحسن الجوسقي رضي الله 
عنهء يقول: ورد علي وارد عظيم في زمن شبيبتي فأشكل علي كثير من أموره 
فجئت إلى سيدي علي بن الهيتي رضي اللَّه عنه لأسأله عنه» فمال لي ابتداء: يا أبا 
الحسن واردك من أفعال القدرة لا تحل مشكلاته بالأقوال بل بالأفعال» اذهب إلى 
الشيخ محيبي الدين عبد القادرء فإنه ملك علماء العارفين» ومالك أزمة أفعال 
المتصرفين في وقته هذاء فجبئت إلى بغداد رجحل على سيدي الشيخ محيي 
الدين عبد القادر رضي الله عنه» فوافيته جالساً في قبلة مدرسته؛ وبين يديه 
جماعة فلما جلست بين يديه نظر إلي ففهمت عنه جميع ما في باطني وما جكت 
بسببه ) فاخرج من تحت سجادته خيطأ ملوياً على خمس طاقات»؛ فأعطاني طرفه 
ومسك طرفه الآخر بيده» وحل منه لية فاتضح لي من واردي طرف عظيم» 
وشاهدت فيه أمراً جليلاء وصار كلما حل لية اتضح لي من واردي طرف عظيم» لا 
حد له عندي» وشاهدت في ضمنه أمرأ جليلاً لا يدرك كنهه حتى حل الليات 
الخمس فانكشف لي جميع أحكام واردي» وتبينت لي خفيات امورومن مكامن 
أسراره» ونهضت بصيرتي بقوى نورانية حتى خرقت الحجبء فنظر إلي الشيخ 
وقال: خذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنهاء» فقمت من بين يديه فواللّه ما 
كلمته بكلمة ولا علم الحاضرون شيئاً من أمري» ورجعت إلى زريران» فلما 
جلست بين يدي سيدي الشيخ علي بن الهيتي» قال لي قبل أن أنطق: ألم أقل 
لك إن الشيخ محيي الدين عبد القادر ملك علماء العارفين» ومالك أزمة أفعال 
المتصرفين» يا أبا الحسن لم يكن لك من أحكام واردك مشاهدات لك؛ لكن لما 
مازج نظر الشيخ عبد القادر واردك أنتج لك هذه المشاهدات» وفي أدناهن تفنى 
الأعمارء ولولا قوله لك: خذها بقوة لا نفصل عنك عقلك وحشرت في زمرة 
المتولهين» وقد أخبرك أنك ممن يقتدى بك بقوله لك: وأمر قومك يأخذوا 
بأحسنها . 

وقال رضي الله عنه : مقامات العارفين على سبعة أصول : تعلم آداب الحضرة 
اقتداء» والعجز عن الإدراك ارتقاءء والتوجه للمعارف اهتداء؛ واتخاذ الجوع وغالا: 
وانفصال الأرواح عند المناجاة حالاًء والوقوف مع التوحيد رظنف :وذ كر تور 
الإخلاص سرأء ذكلما أت العارف مقااً من هذه المقامات فتح اله له في آخر كل 
مقام بابا من أبواب مواهبه؛ فيفتح له من تعلمه آداب الحضرة:» اقتداء باب البسط»ء 


08 سس سس 0١‏ ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 
وهو أن يبسط اللّه تعالى له في الملك والملكوت؛ والجبروت بساطا من مواهب 
رحمته» ولطائف منته» فهو في بساط الملك بالعلم والجسم» وفي بساط الجبروت 
000 والقلب» وفي بساط الملكوت بالروح والسرء فتظهر له أسرار المقامات؛ 
وحقائق الأحوال مع انتفاء الغيب جهراء والفناء عن الالتفات سرأء والمخاطبة 
بالضؤاي: أمراء تجد أرواحهم نسيم القرب فلا تألف إلا بنسبتهاء وهذا هو سر 
العرفان المتولد عن التقوى» وهو أول حقائق العارفين في أول مشاهد تهم ومبادي 
منازلتهم» ومن آداب المصطفى قَينْهُ في الحضرة أنه لما سلم اللّه تعالى عليه ليلة 
المعراج في قاب قوسين وقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته» لم 
يرد السلام على الله تعالى لعظم الحضرةء بل قبل هيبته ولم يدع المكافأة) 
وتجلت له حقائق المؤمنين التابعين له» فرد السلام على نفسه وعليهمء وقال: 
السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين؛ ولما كان السلام والرحمة والبركة ثلاث 
مراتب كان من سواه على ثلاث مراتب الصديقين والشهداء والصالحين؛ 
فالصديقون للسلام» والشهداء للرحمة» والصالحون للبركة» وواردات المصطفى 
َيه ني أفعال الحق على ثلاثة أقسام في ثلاثة مواطن: 

الأول : : رحمتي سبقت غضبي» فوجب بهذا الوصف السلام . 

والغاني: هذه إلى الجنة» وهذه إلى النار» فوجب بهذا الوصف الرحمة . 

والغالث: لمن الملكء اليوم وهذا الوصف في مقابلة ظهور البركة» فمن 
سبقت رحمته في أفعاله غضبه فقد تأدب بنزول تلقيه وله السلام» وكان من 
الصديقين الجالسين على بساط الجبروت» ومن قدم رضاء ربه على هوى نفسه 
فقد تأدب بالتلقي الثاني وله الرحمةءوكان من الشهداء الجالسين على بساط 
الملكرت, ومن لم يخش إلا الله عز وجل علماً بأن لا ضار ولا نافع سواه فقد 
تأدب بالتلقي الثالث» وله البركة وكان من الصالحين الجالسين على بساط 
الملك» واقتفاء كل من نزل مقاماً من هذه المقامات الثلاثة لآداب النبى َه 
بحسب تلقيه من آداب هذه المحاضر الربانية الثلاثة» لأن هذه المقامات إنما 
نشأت وظهرت من بركة إشارته يله لأهل التمكين من أمته» ويفتح له في العجز 
عن الإدراك ارتقاء باب التمكينءوهو أن اللّه تعالى يحقق له أنوار الغيبة في 
الحضورء وأسرار الحضور في الغيبة» فهو مع الله تعالى في مشاهدة الأنوار في 
الغيبة» ومع التجلي في ملاحظة الأسرار في الحضور بحكم الجملة والتفصيل على 
صراط الكتاب والسنةء وهذا هو الذي ينبغى الاقتداء بطريقته» والاهتداء بحقيقته» 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... معي و ات ةط 48 
فإذا كان حاضراً أشرقت عليه شموس العبارات من حقائق الآيات» وإذا كان غائباً 
أخفته رموز الإشارات مع بمائه بالأبدء وفنائه بالأزل معناه بقاؤه بالعلم وفناؤه 
بالمعلوم» ويفتح له في التوجه للمعارف اهتداء باب الفكرء وهو أن يتضاءل 
بالملك والملكوت؛ وعوالمهما في فسيح أنوار فكرته» وهم الذين خرجوا من رق 
الأكوان في الأزل ففهموا أسرار التسخير على الجملة والتفصيل» وقبلوا الشرائع 
كفا واتحقهوا الملكرتيات إدراكاًء 00 من افحية الله تعالى في عالم 
ارواعيو ما بقع اثرة فى رواج المؤسشين» فيصر إبباتيت وترقي متاماديم الترجع 
الأعمال إليهم اقتطزارا» .وير كون الأكوان اختياراً ويفتح له في اتخاذ الجوع وصالاً 
باب القوة الملكوتية والحقيقة الروحانية» وهو استيلاء أنوار الصمدية على ذات 
وجوده فتخرق بأنوارها ظلم الأجسام» فلا ترجع إليه حاسة الطبع الجسماني إلا 
بعد عدد الأسماء أياماء» وذلك مما يعلمه المحققون» وهذه مبادىء القوم في 
الجوع؛ وأما نهايتهم فيه بأن تخرق أجسامهم حجب الغيوب» وتفجر أنوارهم 
ينابيع الحكم من خزائن القلوب» وطعامهم كلام اللَّه تعالى وشرابهم سنة الرسول 
َيه ؛ وغذاؤهم من طعام الفضل في مقر الامن» وريهم سلسبيل القرب المختوم 
بختام الأنس» ويفتح له في انفصال الأرواح عند المناجاة حالاً باب الاسترواح 
وهو المعبر عنه بالنفس والروح» وهو طيب الوقت بصفاء السرء واستنشاق نسيم 
القرب من حضرة الوصال» وهذا الذي صلاته دائمة الوجودء ومناجاته سرمدية 
الشهودء فكل زمن منه صلة» وكل نفس منه مناجاة» وكل لحظة منه شهود» وكل 
حركة منه استرواح» وهذا يرزقه الله تعالى التمكين في عالم الأرواح» فينفصل 
بالاستغراق في طلب الفناء متى أراد ويتصل بعالم الصحو والحس متى أراد» ففي 
ال ل ل د 0 
وظهور النور حكما ؛ وشهود الحق جمعاء ويفتح له في الوقوف مع التوحيد وضعاً 
باب العناية الربانية)».وهو أن يثبته اللَّه تعالى في مبدأ إرادته وحقيقة إجابته» وأول 
فطرته» فهو في العلم يسمع من اللَّه تعالى» وفي الأفعال يشهد الفاعل عز وجل» 
وفي الفطرة يوحد لله تعالى بما وحد به نفسه على تمام كمال صفاته التي أودعها 
في حقائق أسمائه» فهذا هو الذي جاءه الرسول ليذكره في فى عالم الإنسانية مبدأ 
أمره في مبدأً فطرته» كما أتى غيره ليعلمه حقائق إنسانيته لآن له عن © الكمال 
الأوفى بشيرا لأهل القبضة اليمنى» نذيرا لأهل القبضة اليسرى» وحقيقة الوقوف مع 
التوحيد وضعاً طمس البصائر عن التواني: وخرق الحجب وكسر الأواني؛ وشهود 
ما تجلى في السبع المثاني» ويفتح له في ذكره سورة الإخلاص باب التجلي» وهو 


5 خا ال مم سي ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب .. 
أن يتجلى له الحق تعالى في الموجودات» فهذا عبد كلت فيه أسن الموجودات» 
فيوحد اللّه تعالى بحركته عدد من وحده وبسكونه عدد من لم يوحده» وإن كانت 
لخلائق كلها موحدة لله تعالى فهو يوحد الله تعالى بجهر من وحده» وبسر من لم 
يوحدهء فهو سر قطب التوحيد» وباطن التفريد» ولطيفة التجريدء فهؤلاء قوم 
شاهدوا تجلي الحق سبحانه في أطوار التوحيد بكل لسان وكل لغةء فيأتسون 
بالجمادات لسر أذكارهاء ويسمعون نطقها في عالم أسرارهاء فإذا سمعوا كلام اللّه 
العظيم فاضت عليهم أنوار التعظيم فيعقيهم التوحيد إيناسأاء اوإذا تكلموا فاضت 
عليهم أنوار التعظيم فيعقبهم الوقوف على حدهم استحقاراء وإذا استغرقوا في 
الحال فاضت عليهم أنوار التعظيم فيعقيهم الصمت أدبأء وإذا تحرك وارد الفعل 
فاضت عليهم أنوار التعظيم فيلزمهم لزوم الثبات على الشرعء فيريهم مولاهم بهذه 
الاختصاصات حقائق ما لهم في اليوم الأخروي» ويبسط لهم نور الكشف في 
طبقات الأكوان؛ فينكشف لهم ما في اللوح المحفوظ» ويشهدون بسر العناية 
الأزلية مواضع أهل الدارين» وما أعد اللّه لكل في فالةة!' وسستعون ذاه تق 
ال ره فأما الداعي الذي من قلوبهم فينطق لهم عن حقائق 
الأرواح في الدارين» فتنكشف لهم حقيقة أحوالها من النعيم» والعذاب في 
المرزخع وهم على قسمين : : قوم كملوا المقام فرأوا ذلك كشفكل وقوم لم يكملوا 
المقام فبرز لهم ذلك من وراء أستار الإشارات» وأما المخاطب الذي من أسرارهم 
فينطق لهم بمظاهر لطائف الأسرار في التوحيد وحقائق الشرائع وأنواع الفهم عن 
الله عز وجل» وإذا نظر أحدهم إلى الخلق بعين التوحيد برزت لهم القدرة 
لاستحكام أنوار التوحيد على مقامه»ء وإذا نظر إليهم بعين العلم تراءت لهم الإرادة 
ببطون القدر لتفرقة العلم وجمع التوحيد» وهذا 5 يخرق بواطن الخلق بأنوار 
المكاشفات فينجلي له ما أودع فيها من أسرار التصريف» وهذا ينتفع به أهل 
الخلوات» وأرياب الرياضات» ويزن أحوال أصحاب الرسوخ بقسطاس الحقيقة على 
بساط الكشفء قد أمده الله تعالى بالقوة الملكوتية في إخراق أحوال الواصلين» 
يختلف إلى زوايا بواطن السالكين فيكمل نقائص الناقص» ويرجع حال الصادق 
ويظهر على نسبة حال الرائي» فتارة في الخيال لضعف المريد». وتارة في الحس 
لتمكن السلوك» وتارة يخاطب المريد من زواياه» وتارة يخاطبه من لطائف 
أسراره» فيمد أرباب الأحوال بلطائف البواطن» ويمد أصحاب الأعمال بشرائف 
الأذكار» وله القوة في التصريفء وربما قرب إلى البواطن بمعاني القرب» وريما 
بعد من الكشف بقرائن الأحوال في طور القربة . 


ذكر قصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب... ست تستتستتيس ست لاه 
ع أخبرنا أبو الفتوح نصر الله بن أبي المحاسن يوسف بن خليل الأزجي» قال: 
أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن حمزة الأزجى المعروف بابن 
الطبال» قال: سمعت الشيخ أبا المظفر منصور بن المبارك الواشبظي الواعظ 
المعروف بجرادةء يقول: دخلت وأنا شاب على الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه ومعي كتاب يشتمل على شىء من الفلسفة وعلوم الروحانيات» 
فقال لي» من دون الجماعة قبل أن ينظر في كتابي أو يسألني عما فيه: يا منصور 
بعس الرفيق كتابك هذا قم فاغسله؛ فعزمت أن أقوم من بين يديه وأطرح الكتاب 
في بيتي ثم لا أحمله بعد ذلك خوفاً من الشيخ؛ ولم تسمح نفسي بغسله 
لمحبتى فيه» وكان قد علق بذهنى شىء من مسائله وأحكامه؛ فنهضت لأقوم 
بهذه النية فنظر إلي الشيخ كالمتعجب مني» فلم أستطع النهوضء وإذا أنا على 
حال المقيدء فال لي: ناولني كتابك» ففتحته فإذا هو كاغد أبيض لا حرف 
مكتوب فيه» فأعطيته إياه فتصفح أوراقه» وقال هذا كتاب فضائل القرآن لمحمد 
ابن الضريس واأعطانيه؛ فإذا هو فضائل القرآن لابن الضريس مكتوباً باحسن خطء 
فقال لي الشيخ: تتوب أن تقول بلسانك ما ليس في قلبك» قلت: نعم سيدي» 
قال: قم فنهضت فإذا أنا قد أنسيت جميع ما كنت حفظت من مسائل الفلسفة؛ 
وأحكام الروحانيات» ونسخ من باطني حتى كأنه لم يمر بي قط إلى الآن . 

قال © وشهند كذامرةامتوشة ا فقيل له : إن فلات وسمي لدرخل كان مشهورا في 
ذلك الوقت بالكرامات والعبادات والخلوات والزهد قد قد قال إنه تجاوز مقام يونس 
ابن متى نبي الله َيه فتبين الغضب في وجه الشيخ واستوى جالسأء وتناول 
الوسادة بيده وألقاها بين يديهء وقال: قد أصبت قلبه فنهضنا مسرعين» فوجدنا 
ذلك الرجل قد فاضت روحه في ذلك الوقت؛ وكان سوياً لا علة به» ثم رأيته بعد 
مدة في المنام في حالة حسنة فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي» واستوهمب 
لي كلمتي من ذ نبيه يونس بن متى يَيْلّه وكان الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه: 
متيس ند لله اتعالى ) وطتد ننه لوس بر تدع يرا فيا 

وقال رضي اللّه عنه في الذكر: أعذب مورد وردته عطاش العقول مورد 
الذكر والتوحيد» وأطيب نسيم هب على مشام القلوب نسيم الأنس باللّه عز وجل» 
التلذذ بحلاوة مناجاة اللّه كؤوس راحات الأرواح» وذكر الله تعالى جلاء رمد عيون 
العقول» ودرر حمد الله لا يرضع بها إلا تيجان مفارق الأسرار» ومسك شكره لا 
يفتق إلا في جيوب ثياب الأرواح» وورد الثناء عليه لا يطلع إلا على شحر ألسن 


ص ست ست سيت :ذكر فصول من كلامة فوضعا بعىء سن غعحاتب :.»: 
عباده المؤمنين ين إن ذكرت ربك بألسن حسن صنعه فتح أقفال قلبك» وإن ذكرته 
بألسن لطائف أسرار أمره فأنت ذاكر على الحقيقة» وإن ذكرته بقلبك قربك من 
جنات الرحمة» وإن ذكرته بسرك أدناك من مواطن القدس» وإن صدقته في حبه 
حملك بجناح لطفه إلى مقعد صدق. ما عرف قدر جلاله من فتر لحظة عن ذكره 
ولا لاحظ أزلية وحدانيته من التفت بعين سره إلى غيره؛ الذكر روح جناب الرحمة؛ 
يهب نسيمه على مشام أرواح الذاكرين» فتهتز من نشواته أعطاف الأرواح في 
أقفاص الأشباحء فتقوم العقول راقصة في بساتين الصورء وتخرج الأسرار هائمة في 
براري الوجد» وتنطق بلابل السكر بما في خبايا الضمائر؛ء ويحترق المحب بديران 
التلهف, ويغيبٍ المشتاق عن نظر ذاته لشدة التأسف» ويقول لسان الواجد طرياً 
بقرب الوجد : إني لأجد ريح يوسفء فتبرز مواشط القدم تجلو عرائس صفات 
المحبوب على أعين الألباب في قصور الأفكار تحت قباب الأسرار» ثم يجلل 
عليها بجلال ستور الغيبة فتحتجب برداء العظمة» فرمدت عيون البصائر من حر 
يبس العشق. وسقطت قوادم أقدام شوقها لطول سفرها في هجير براري الهجومء 
فأرسل إليها سفير الكرم طبيب القدرء فداوى رمدها بكحل بسم الله الرحمن 
الرحيم؛ فلما طلعت طلائع هذا الاسم في جبروت الجلال» وسطعت سطوة العز 
تحت خفقات بنود الكبرياء بهتت عيون العقول» ودهشت نواظر الآفهام» ووقفت 
أطيار الأفكار وطمست سطور كتابات الكائنات» وقال لسان هيبة الأحدية» وخشعت 
الأصوات للرحمنء فتزلزلت جبال عصم الألباب» ودكت بيهاء نور تجلي أرض 
نعوت البشرية» وقصت أجنحة الأرواح فلا مطار لها في فضاء علم التفريد» وتيمت 
القلوب بأشواق عشقهء وهامت الأسرار بوله حبه» وتبليلت الأفكار في براري بعده 
وقربه» فحكمه مبئوثة في كل ذات» وآثار صنعه لائحة في كل مصنوعء وعجائب 
قدرته ظاهرة في كل كائن؛ وبراهين وحدانيته قائمة على كل موجودء وأنوار 
اقتداره باهرة لعين كل عقل» وألسن حسن صنعه تخاطب أهل الوجود بإشارات 
شواهد إلهيته؛ قابل مرايا العقول بأشخاص بيان عجائبه» وجلي على عيون قلوب 
عباده عرائس أسرار الغيب ذلكم اللّه ربكم له الملك» والذين تدعون من دونه ما 
يملكون من قطمير. 

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن عمر الدنيسري المعروف بابن مزاحم 
بظاهر القاهرة سنة سبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا القدوة أبو محمد علي بن أبي بكر بن إدريس الروحاني اليعقوبي 
بها سنة خمس عشرة وستمائة 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... سم مع سس مس سس سس مسمس سس سس 9 © 


قال: أخذ سيدي الشيخ أبو الحسن علي بن الهيتي رضي الله عنه بيدي» وأتى 
بي إلى سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه في سنة خمسين 
وخمسمائثة . 

وقال له: هذا غلامي» فخلع ثوباً كان عليه والبسني إياه» وقال لي: يا علي 
لبست قميص العافية» قال: فلي منذ البسنيه خمس وستون سنة ما حدث لي فيها 
الم أشكوه» قال: وأتى بي أيضاً إليه في سنة ستين وخمسمائة؛ وقال له: أطلب 
منك له خلعة باطنية» فأطرق مليا فرأيت بارقة من نور صدرت عنه» واتصلت بي» 
فرأيت في الوقت الحاضر أصحاب القبور وأحوالهم؛ والملائكة في مقاماتهم؛ 
وسمعت تسبيحهم باختلاف لغاتهمءٍ وقرأت المكتوب على جبين كل إنسان» 
وكشف لي عن أمور جليلة كشفاً جليأء فقال لي الشيخ : خذها ولا تخف» فقال 
له سيدي الشيخ علي : أخاف عليه زوال العقل» فضرب بيده على صدري 
فوجدت في باطني شيئاً على هيئة السندان؛ فلم أرتع لشيء مما رأيت»وسمعت» 
وأنا إلى الآن أستضيء بنور تلك البارقة في طرق الملكوت . 

قال : ودخلت إلى بغداد أول دخولي إليها وأنا لا أعرف فيها أحداً ولا مكاناًء 
فالتجأت !| إلى مدرسة حسنة وهي مدرسة الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله 
عنه» ولم يكن فيها وقتكذ غيري» فسمعت قائلاً يقول من داخل الدار التي فيها: 
يا عبد الرزاق اخرج وانظر من ثمة؛ فخرج ونظر ودخل وقال : ما من ثم إلا صبي 
سوداني» قال: لهذا الصبي شأن عظيم » ثم خرج الشيخ إلي ومعه خبز وطعام وما 
كنت رأيته قبل» فقمت إجلالاً له فال : يا على أنت هناء ووضع الطعام قدامي. 
وقال لي : نفع اللّه بك نفع اللّه بك» نفع الله بك» سيأتي زمان يفتقر فيه إليك» 
وتصير علياء قال : فأنا دعوة الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه. 

وقال رضي الله عنه في الشريعة المطهرة: الإيمان طائر غيبي ينزل من أفق 
يختص برحمته من يشاء» يسقط على شجرة قلب العبد بترنم له لذيذ لحون 
يبشرهم ربهم بطير من قفص صدر صاحبه؛ إلى مقعد صدق الشريعة المطهرة 
المحمدية» ثمرة شجرة الملة الإسلامية؛ شمس أضاءت بنورها ظلمة الكون اتباع 
شرعه يعطي سعادة الدارين» احذر أن تخرج من دائرته) إياك أن تفارق إجماع أهله 
في قلب صاحب الشرع الأعظم ودائع بدائع الحكمة في أسرار صاحب الناموس 
الأكبر» جواهر خزائن الغيب» اجعل قبول أمره طريقك إلى اللّه تعالى» صير كعبة 
عقلك مهبط أملاك كلمات أحكامه؛ من ماء غمام أقواله تشرب عطاش الأرواح 


57 ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب .. 
في عيون حياة بألفاظه» يغتسل خطر العقول» نادى منادي الأرواح في الكامنة في 
القوالب آثار ساكن عزمها إلى العلى» طارت بأجنحة الغرام في فضاء المحبةء 
وقعت بعد التعب على أغصان الشوق» وتناغت فى السحر بلابلها بمطربات الحان 
الحنين إلى جمال وأشهدهم أزعجها هبوب نسيم الغرام إلى إعادة لذاذة الست 
بربكم» خرجت بعض تلك الطيور من أقفاص الصدور تتلمح أثرأً من مطارها 
القديم» تستنشق نسمة من مهب التكليم»؛ تتذكر عيشها في ظل أثل الوصل» 
تشكو جواها بعد بعاد الأحباب» فسمعت داعي اللّه بلسان إنسان غعين الوجودء 
انتقش دعاؤه عله في صفحات ألوا ح الأرواح» صارت دعوته ريحا تهز أغصان 
أشجار القلوب» اضطربت فرسان العقول في ميادين الصور غرامً» يما سمعت» 
اهتزت الألباب بأيدي الوجد طرباً بذلك العهدء صار عيشها له سراً من أسرار 
القدم» وأصبح ولهها به لطيفة من لطائف القدرء إذا أشرقت على النفوس الحرية 
أنوار الغيب حفظت الأسرار» وارتفعت الحجب الظاهرة من عيون بصائرهاء 
لاحظت جمال صاحب الكون شاهدته بصفاء مرايا الأسرارء»ء كعبة كل عارف 
موضع نظرات الحق منه أقرب الطرق إلى اللّه تعالى لزوم قانون العبودية» 
والاستمساك بعروة الشريعة الإسلامية» والاستقامة على جادة التقوى» أنسك باللّه 
عز وجل على قدر وحشتك من غيره» ثقتك به على قدر معرفتك به» الكدر في 

الأعمال نوع من الحرمان؛ الانغماس في طلب الدنيا يثني العقل عن طلب اللّه عز 
وجل» الرياء في المطالب كسوف في شموس الطلب» والنفاق في المقاصد خدش 
في وجوه القصدء عدم المطلوب عذاب القلوب» فرقة الأحباب عذاب العقول» 
علائق زهد الدنيا حجاب يمنع من الوصول إلى الملكوت العلى» إقبالك على الله 
عز وجل بوجه عبادتك في الدنيا سبب إقباله عليك بوجه الرحمة» لو بلغ طفل 
عقلك الأشد في حجر التأديب ما التفت إلى الدنياء لكن هو يعد في مهد شغلتنا 
أموالنا وأهلوناء الأرواح الطاهرة قناديل هياكل الأجسادء العقول الصافية ملوك 
قصور الصورء يا غلام افتح عين عقلك لتلقى عرائس أسرار الأزل» وانتشق بمششّم 
روحك هبوب نسيم لطائف القدرء إن الله تعالى وضع تماثيل الوجود على ساحل 
بحر الدنيا لامتحان عيون أهل البصيرة» وتسلم من الالتفات إلى زخرفها أطفال 
أرواح أقيمت في مهود الثبات» وربيت في حجور العصمة» وأرخيت عليها 
أكناف آيات الأآمر» ولو كوشفت بلطائف مخيعات القدر» وجليت عليها عرائس 
الغيب وردت إلى كهف الكرم بلبل أسرار العارفين هيم أفكار الوالهين» زلزل جبال 


ذكر فصول من كلامه مرصعا يشيء من عجائي... م سس 0.6١‏ 
عصم العقول. اطلع على مخبئات الأسرار يا أرواح المؤمنين طيري إليه بأجنحة 
الشوق» وصدق العشق» اطوي في صدق قصدك إليه أذيال بساط البسيطة» اصبري 
حول شمعة طلبه فراشا يتهافت حول النور» حومي حول حماه بقوادم أقدام الوله؛ 
اطلبي منه ما طلب آدم َيِه ربنا ظلمنا أنفسناء 9 وإن لم تغفر لنا وترحمنا 
لنكونن من الخاسرين # [ ص ٠١7:‏ ]. 

00 أخبرنا الشيخ الأصيل أبو عبد الله متمد ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن 
الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أبي عبد الله بن علي الطبري الأصل»؛ الجوي المولد 
والدار بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة. 

قال: أخبرنا أبي أحمد بجوى سنة خمس عشرة وستمائة» والشيخ نور الدين 
أبو عبد الله محمد الجيلى الأصيل» القزوينى بها سنة ثمانى عشرة وستمائة . 

قال: قالا: لما اشتهر أمر الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه في 
البلاد» قصد زيارته ثلاثة مشايخ من جيلان؛ فلما دخلوا بغداد وأنوا إلى مدرسته 
استأذنوا عليه فوجدوه جالسا وبيده كتاب» ورأوا إبريقه ينها إلى غير جهة 
القبلة» والخادم واقف بين يديه فنظر بعضهم إلى بعض كالمنكرين على الشيخ 
بسبب الإبريق» وتفريط الخادم فيه» فوضع الكتاب من يدهء ونظر إليهم نظرة» 
ونظر إلى الخادم نظرة» فوقع ميت ونظر إلى الإبريق نظرة فدار وجهه إلى القبلة؛ 
قالا: وحضر عنده بمدرسته ببغداد سئة ست وأربعين وخمسمائة الشيخ بقا بن 
بطوء والشيخ علي بن الهيتي» والسيد الشريف الشيخ أبو سعد القيلوي» والشيخ 
ماجد الكردي رضي الله عنهم أجمعين» فأمر الشيخ خادمه أن يمد السماط» فلما 
هيأه وأخذوا في الأكل قال لخادمه : اقعد وكل» قال: أنا صائم» قال: كل ولك أجر 
صوم يوم» قال: أنا صائمء» قال: كل ولك أجر صوم إسبوع» قال: أنا صائم» قال : 
كل ولك أجر صوم شهرء قال: أنا صائم» قال: كل ولك أجر صوم سنة» قال: أنا 
صائم» قال : كل ولك أجر صوم الدهر قال : أنا صائم . فنظر إليه مغضباً فسقط إلى 
الأرض وانتفخ جسده وتقطر قيحاً ودماًء فشفع فيه المشايخ الحاضرون وسكنوا 
غضبه عليه حتى رضي عنهء فعاد كما كان كأن لم يكن به شيء. 

ومما جمعت من كلامه رضي اللّه عنه في التنزيه: ربنا الله القريب في علوه, 
المتعالي في دنوه» بارىء الخلق بقدرته» ومقدر الأمور بحكمته؛ والمحيط بكل 
فوع بعلعه المت كلجتة روحس رحمةا لا إله إلا هوء» وكذب العادلون به ومن 
ادعى له نداء أو اعتقد لكيه أر :تيا سبحان الله عدد خلقه وزنة عرشه 


؟ ه 9 صسسسسسسسسسسسسسسييسيت ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 
ورضاء نفسه ومداد كلماته» ومنتهى علمه وجميع ما شاء وخلق وذراء وبرأء عالم 
الغيب والشهادة الرحمن الرحيم؛ الملك القدوسء العزيز الحكيم» واحد أحد فرد 
البصير لا شبيه له ولا نظير» ولا عون ولا ظهيرء ولا شريك له ولا وزير» ولا ند ولا 
مشير» ليس بجسم فيمسء ولا جوهر فيحسء ولا عرض فينتفى» ولا ذي تركيب 
ع ا ا ولحي ماهية مخيلة 
يزهر» به اي 0 
حاكمء قادر راحم غافر ساتر» خالق فاطرء فرد معيود» حى لا يموت أزلي» لا 
يفوت أبدي الملكوت» سرمدي الجبروت» قيومء لا ينام عزيز لا يضام» منيع لا 
يرام» له الأسماء الحسنى والصفات العلى والمثل الأعلى» والجد الأبقى2 لا تصوره 
العقول, 0 تحده الأذهان» جل أن يشبه بما صنعه» أو يضاف إلى ما اخترعه» 
وكلهم آتيه يوم القيامة فرداء سل 3 عم يرزق ولا دررق يجين ولا يجار 
عليه؛ خلق ما ابتدع لا لاجتلاب نفع ولا لدفع ضرء ولا لداع دعاهء ولا لفكر 
حدث له»ء بل إرادة مجردة عن تغيرات الحدثان» فهو المنفرد بالقدرة على اختراع 
الأعيان» وكشف الضر وإزالة البلوى» وتقليب الأعيان» وتغير الأحوال» يسوق ما 
قدر إلى ما وقتء لا معين له فى تدبير ملكه» حى بحياة غير مكتسبة ولا مسبوقة») 
عالم بعلم غير معحدث ولا محجوب ولا متناه» قادر بقدرة غير محصورة مدبر 
بإرادة لاا محدثة ولا متناقضة» حفيظ لا ينسى» قيوم لا يسهوء رقيب لا يغفل»؛ 
قادرء أزاح علل مخلوقاته وأبداها كاملة الوصف فاستحق أن يقال له رب» أجرى 
ا ا 1 يقال له إلهء لا يتجدد له علم 
ينافي علمه في القدم» فاستحق أن يقال له عالم على الحقيقة» لا تشابه ذاته ولا 
صفاته ذات ولا صفات» فوجب أن يقال له ليس كمثله شيءء كل شيء قائم 
فقيامه بديمومية أزله؛ كل حي فحياته مستفادة بأمره إن ضرب العقل لعزته مثلا أو 
جال العلم في جلاله جدلا, وقف الفهم مذهولاً ودهش الفكر كللاء ولاح التعظيم 
جللا ولم يجد للتنزيه بدلاً» ولا عن التوحيد ا 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... 

وجاءت خيركن التقدايس قبلا سلك ميل الققريد دللا سجب الالنات ترداء 
كبريائه عن معرفة كنه ذاته» وحسر الأبصار بنور بقائه عن إدراك حقيقة أحديته, 
فإن نهضت غايات علوم الخلائق تقفو خبرأً أو شخصت نهايات معارف الممالك 
تتلمح أثرا تألق لها بارق من الأزل مبرقعاً بنقاب الكمال عن نقائص التشبيه» فلم 
تستطع مجاورة سناه» ومحقت مداركهاء وانفعالات قواها في اتصال أوصاف 
القدم؛ بنعوت الأبد اتصالاً لم يزل غير مسبوق بانفصالء ولا صائر إلى انفصال» 
وبدت من جنات القدس الأشرف هيبة تميت العلل» وانفراد يمنع التعدد ووجود 
يحيل الحدر جلال ينفي الكيف» وكمال يسقط المثل» ووصف يوجب الوحدة 
وقدرة تبسط الملك» ومجد يستنفد المحامد» وعلم محيط بما في السماوات 


١ ٠ 


والأرض وما بينهما وما تحت الثرى وما في قعر البحار» ومنبت كل شعرة وشجرة 
ومسقط كل ورقة وعدد الحصى والرمال ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار» وأعمال 
العباد وآثارهم وأنفاسهم» وهو باين من خلقه ولا يخلو مكان من علمه» فرجعت 
ليس لها علم سوى التصديق بأحديته؛ والإقرار أن لا أول لقدم أزليته» ولا آخر 
لبقاء أبديته» ولا كيف ولا مثل يدخلان فى صمديته» تعرف إلى خلقه بصفات 
ليوحدوهء ويثبتوا وجوده. لا ليشبهوه. فالإيمان يئبتها بعلم اليقين تصديقاًء 
والاطلاع على علم حقيقتها غيب لا مجال للعقل في إدراكه؛ وكلما حكاه الوهم. 
أو جلاه الفهم: أو تخيله العفقل» أو تصوره الذهن» فعظمة الله وجلاله وكبريازه 
بخلاف ذلكء هو الأول والآخرء والظاهر والباطن» وهو بكل شيء عليم. 

أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر اللّه بن القاسم بن يوسف بن خليل بن أحمد 
الهاشمي البغدادي الكرخي بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة. 

قال : أخبرنا الشيخان الأجلان» قاضى القضاة أبو صالح نصر بن الحافظ أبي 
بكر عبد الرزاق بن الإمام محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي اللّه عنه» والشيخ 
أبو الحسن علي بن سليمان الخباز ببغداد سنة إحدى وثلاثين وستماثة . 

قال أبو صالح: أخبرنا أبي عبد الرزاق» وعمي عبد الوهاب سنة إحدى 
وتسعيه وهات : 

وقال أبو الحسن: أخبرنا العمران الكيماتي» والبزار سنة تسعين وخمسمائة. 

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبادة بن عبد المحسن بن المنذر الأنصاري 
الجيلي بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وستمائة ح. 

قال: أخبرنا الشيخان؛ الشيخ القدوة أبو محمد عبد الله بن عثمان اليونيني 


8 1 سسسسسس سس س0 كر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 
بدمشق سنة ست عشرة وستمائة» والشيخ العارف أبو إسحاق إبراهيم بن محمود 
ابن جوهر البعلبكي»؛ ثم العقيبي بها سنة ثلاث وعشرين وستمائة . 

قالا: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو محمد عبد اللّه البطائحي رضي الله عنه. 
قال: حضر مجلس شيخنا الشيخ محيى الدّين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه 
بمدرسته ببغداد سئة ثالاث جين سيان أبو المعالى يه تهلي ين 
أحمد البغدادي التاجر» فأخذته حقنة شديدة منعته دن العكة لشدتهاء وبلغت 
منه الجهد» فنظر إلى الشيخ نظر المستغيثء فنزل الشيخ مرقاة فظهر على المرقاة 
الأولى رأس كراس الادمي ثم نزل الأخرى فظهر كتفان وصدرء وما زال ينزل مرقاة 
مرقاة حتى تكملت على الكرسي صورة كصورة الشيخ تتكلم على الناس بصوت 
مثل صوته. وكلام مثل كلامه» ولا يرى ذلك إلا هو ومن شاء الله تعالى ) وجاء 
يشق الناس حتى وقف عليه وغطى رأسه بكمه؛ وفي رواية عبد الرزاق بمنديله . 

قال: فإذا هو في صحراء متسعة فيها نهر عنده شجرة فعلق فيها مفاتيح 
كانت في كمه؛ وأزال حقنته» وتوضا من ذلك النهرء وصلى ركعتين» فلما سام 
منهما رفع كمه أو منديلهء فإذا هو في المجلس وأعضاوه مبتلة بالماء» ولا حقنة 
به» والشيخ على الكرسي كأن لم يزل فسكت ولم يذكر ذلك لأحد» وتفقد 
مفاتيحه فلم يجدها معه» ثم بعد مدة جهز قافلة له إلى بلاد العجم وساروا من بغداد 
أربعة عشر يوم فنزلوا منزلاً فى برية فيها نهرء فذهب فيها ليزيل حقنته» فقال: ما 
أشبه هذه الصحراء بتلك الصحراء» وهذا النهر بذلك النهرء وذكر شأنه ذلك في 
ذلك اليوم» فإذا هو بذلك النهرء وبتلك الأرض» وبتلك الشجرة» وبحقنته في ذلك 
اليوم فعرف ذلك ولم ينكر منه شيغاء ووجد مفاتيحه معلقة في الشجرة» فلما 
رجعوا إلى بغداد أتى إلى الشيخ ليخبره فأمسك بأذنه قبل أن يخبره بشيءء وقال له: 
يا أبا المعالي لا تذكره لأحد وأنا حي» ولازم خدمته إلى أن مات رضي اللّه عنه . 

وقال في الحلاج رضي الله عنه: طار طائر عقل بعض العارفين من وكر 
شجرة صورته» وعلا إلى السماء خارقاً صفوف الملائكة» كان بازيا من بزاة الملك 
مخيط العينين بخيط وخلق الإنسان ضعيفاء فلم يجد في السماء ما يحاول من 
الصيدء فلما لاحت له فريسة رايت ربي ازداد تحيره في قول مطلوبه اينما تولوا 
فثم وجه اللّه عاد هابطاً إلى حطيرة خطة الأرض» بلي ينا هو أعز من وجود النار 
في قعور البحار» تلفت بعين عقله فما شاهد سوى الآثار فكر فلم يجد في 
الدارين مطلوبا سوى محبوبه» فطرب فال بلسان سكر قلبه: أنا الحق ترنم بلحن 


ذكن فضول من كلانه مررضعا بحن هن عتب ان ري سسشص ص يسم 88 ؟ 
غير معهود من البشرء صفر في روضة الوجود صفيرا لا يليق ببني آدم» لحن بصوته 
لحنا عرضه لحتفه» ونودي في سره: يا حلاج» اعتقدت أن قوتك بك» قل الآن 
نيابة عن جميع العارفين حسب الواحد ما فراد الواحد» قل: يا محمد أنت سلطان 
الحقيقة» أنت إنسان عين الوجودء على عتبة باب معرفتك» تخضع أعناق 
العارفين فى حمى جلالتك» توضع جباه الخلائق أجمعين. 

أخبرنا الفقيه أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحيم بن حجاج بن يعلى بن 
عيسى المغربي الفاسي المالكي المحدث بالقاهرة سنة إحدى وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا جدي حجا بفاس سنة ثللاث وعشرين وستماثة . 

قال: حججت مع الشيخ أبو محمد صالح بن ويرجان الدكالي رضي الله 
عنه سنة ثمان وثمانين وخمسمائثة» فلما كنا بعرفات وافينا بها الشيخ أبا القاسم 
عمر ابن مسعود البغدادي المعروف بالبزار» فتسالما وجلسا يتذاكران أيام الشيخ 
محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه. 

قال الشيخ أبو محمد: قال لي سيدي الشيخ أبو مدين رضي الله عنه: يا 
صالح سافر إلى بغدادء وأت الشيخ محيي الدين عبد القادر ليعلمك الفقر» 
لدت إلى نعداد» الا رابدسرعاد مانرادك اشدر حور متهن فا جلسيتي شر خارة 
مائة وعشرين يومأء ثم دخل علي وقال لي : يا صالح انظر إلى هناء وأشار إلى جهة 
القبلة»)قلت : نعم. قال: ما ترى؟ قلت : الكعبة» قال : انظر إلى هناء وأشار إلى جهة 
المغرب» قلت: نعمء قال: ما ترى؟ قلت: شيخي أبا مدين» قال لي: أين تريد 
تذهب إلى هناء وأشار إلى جهة الكعبة؛ أو إلى هناء وأشار إلى جهة المغرب؟ 
قلت: إلى شيخي أبي مدين» قال: في خطوة تذهب أو كما جئت؟ قلت: بل كما 
جكت» قال: هو أتم» ثم قال لي : يا صالح إن أردت الفقر فإنك لن تناله حتى ترقى 
سلمه» وسلمه التوحيد» وملاك التوحيد محو كل متلوح من المحدثات بعين 
السرء“قلت: يا "سيدي أزيد يد أن تمدني منك بهذا الوصفء فنظر إلي نظرة فتفرقت 
عن قلبي جواذب الإرادات كما يتفرق ظلام الليل بهجوم نور النهار» وأنا إلى اللان 
أنفق من تلك النظرة . 

وقال الشيخ عمر البزار: وأنا أيضاً كنت جالساً بين يديه في خلوته؛ فقال 
لي : يا بني احفظ ظهري أن يقع عليه قطء فقلت في نفسي: ومن أين تأتي القط 
إلى هناء ولا كوة في السقف» فلم يتم كلامه حتى وقع على ظهره قط فضرب 
بيده في صدري») فأشرق في قلبي نور على قدر دارة الشمس» ووجدت الحق من 
وقتي» وأنا إلى الآن في زيادة من ذلك النور. 


61 1 سس سسسسسسسس س0 كر فصول من كلامه مرصعاً يشيء من عجائب... 

وقال رضي الله عنه: تفقه ثم اعتزل» من عبد اللّه بغير علم كان ما يفسده 
أكثر مما يصلحه. خذ معك مصباح شرع ربك من عمل بما يعلم أورثه اللّه علم 
ما لم يعلم» اقطع الأسباب عنكء فارق الإخوان والأقسام» أعطها ظهر قليك بتزهدك 
تكلق» إن ربك جلدك حسن ادبلق» كن مقاطها لمن سواه متفصلة عن الأغباز 
والأسباب» خائفاً على انطفاء مصباحكء» أخلص لربك أربعين صباحاً تنفجر ينابيع 
الحكم من قلبك على لسانكء بينما هو كذلك إذ رأى نار الحق عز وجل كما رأى 
موسى عليه السلام يرى نارأً من شجرة قلبه» يقول لنفسه وهواه وشيطانه» وطبعه 
وأسبابه ووجوده : امكثئوا إني آنست ناراء نودي القلب من السر: أنا ربكء أنا الله 
فاعبدني» ولا تدن لغيري» لا تتعلق بغيري» اعرفني واجهل غيريء. اتصل بي 
وانقطع عن غيري؛ واطلبني وأعرض عن غيري» إلى علمي إلى قربي» إلى ملكي 
إلى سلطاني» حتى إذا تم اللقاء جرى ما جرى» أوحى إلى عبده ما أوحى زالت 
الحجب زالت الكدر. سكنت النفس» جاءت الالطاف» جاء الخطاب : اذهب إلى 
فرعون؛ يا قلب ارجع إلى النفس والهوى والشيطان طوقهم إلي» اهدهم إلي»؛ قل 
لهم : اتبعوني أهد كم سبيل الرشاد» اتصل ثم انقطع ثم أوصل . 

إخيرنا ابو عبن الله الس مو بدزان نين فك التغداوي سب ة سحي :وستحاقة: 

قال: أخبرنا الفقيه عبد القادر بن عثمان 0 أبي البركات التميميى البرداني 
ببغداد سنئة خمس وثلاثين وستمائة. قال: أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد اللطيف 
ابن أحمد القرشي الصوفي ببغداد سنة ثلاثة وسبعين وخمسمائة ح. 

وأخبرنا أبو غالب فضل الله بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن إبراهيم 
المصري البغدادي الأزجي الحنبلى بالقاهرة سئة إحدى وسبعين وستمائة . 

قال: أخبرنا الأشياخ الثلاثة أبو عمرو عثمان بن سليمان المعروف بالقصير 
ببغداد سنة تسع وعشرين وستمائة» والشيخ أبو الحسن الخفاف البغدادي بيغداد 
سنة خمس وعشرين وستمائة» والشيخ أبو الحسن علي بن سليمان المعروف 


قال الخفاف: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو السعود الحريمى ببغداد سنة تسع 


وقال الة لقصير: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو محمد عبد الغنى بن نقطة البغدادي 
وقال : أخبرنا شيخنا الشيخ أبو عمرو عثمان الصريفيني بها سنة تسع وستين 
وخمسماثة. 


ذكرافضول من كلامه مرضعا بغ ومن عحات ا لع ع سس 71ب 
وقال الخباز: أخبرنا شيخنا الشيخ عمر الكمياتي» والشيخ عمر البزار ببغداد 
سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ح. 
ا وأخبرنا أبو الحسن علي بن أزدمر المحمدي البغدادي بالقاهرة سنة ثلاث 
وسبعين وستمائة 
قال: أخبرنا الشيخ بقية السلف أبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن حسين 
البغدادي الصوفي المعروف بالسقا بجامع الخليفة سنة تسع وعشرين وستمائة . 
قالوا: زار شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه مقابر الشونيزي 
يوم الأربعاء السابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين وخمسماثئة؛ ومعه 
جحي كثير من الفقهاء والفقراء» فوقف عند قبر الشيخ حماد الدباس رضي اللّه عنه 
زمانا طويلا حتى اشتد الحرء والناس واقفون خلفه» ثم انصرف والسرور بين في 
؛ فسئل عن سبب طول قيامه» فقال: كنت خرجت من بغداد يوم الجمعة 
منتصف شعبان سنة تسع وتسعين وأربعمائة مع جماعة من أصحاب الشيخ حماد 
الدباس رضي الله عنه» لنصلي الجمعة في جامع الرصافة والشيخ معناء فلما كنا 
عند قنطرة النهر دفعني فرماني في الماء» وكان في شدة البرد في كوانين» فقلت: 
باسم الله نويت غسل الجمعة» وكان على جبة صوف وفي كمي أجزاءء» فرفعت 
يدي لكلا تبتل» وتركوني وانصرفواء فخرجت من الماء وعصرت الجبة» وتبعتهم 
وقد تأذيت من البرد أذى كثيرأ فطمع في أصحابه فنهرهم وقال : : إنما آذيته لأمتحنه 
فرأيته جبلاً لا يتحركع وإني رأيته اليوم في قبره, وعليه حلة من جوهر» وعلى رأسه 
تاج من ياقوت» وفي يده أساورة من ذهب» وفي رجليه نعلان من ذهب» ويده 
اليمنى لا تطيعه فقلت: ما هذا؟ قال: هذه اليد التي رميتك بهاء فهل أنت غافر لي 
ذلك؟ فقلت: نعم, قال : فاسال اللّه تعالى أن يردها علي» فوقفت أسأل الله تعالى 
في ذلك» فامن خمسة آلاف من أولياء الله تعالى في قبورهم؛ وسألوا الله تعالى أن 
يقبل مسألتي فيه» وتشفعوا عندي؛ في تمام المسألة فما زلت أسأل اللّه عز وجل 
في مقامي ذلك حتى رد اللّه تعالى يده عليه» وصافحني بها وتم سروره؛ فلما اشتهر 
هنا القول ببغداد اجتمع المشايخ والصوفية من أهل بغداد من اكات الشيخ 
حماد الدباس ليطالبوا الشيخ عبد القادر بتحقيق ما قال في الشيخ حمادء وتبعهم 
خلق كثير من الفقراء وأتوا إلى المدرسة» فلم يتكلم منهم أحد إجلالا للشيخ, 
فناداهم بمرادهم وقال لهم: اختاروا رجلين من المشايخ يتبين لكم ما ذكرته لكم 
عن لسانهماء» فاجتمعوا على الشيخ أبي يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف 
الهمداني؛ وكان يومئذ قد ورد إلى بغداد؛ والشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن 


1 ا 0 
شعن بن :مشفوة الكرقع وكات عقين) وعناه رضي اللمخنيناء وكانا سن دوي 
الكشف الخارق؛ والأحوال الفاخرة» وقالوا له: أمهلناك في بيان ذلك عن لسانهما 
جمعة» فقال لهم: بل ما تقومون من مقامكم حتى يتحقق لكم هذا الأمرء وأطرق 
وأطرقواء فصاح الفقراء من خارج المدرسة؛» وإذا الشيخ يوسف قد جاء حافيا يشتد 
في عدوه حتى دخل المدرسة وقال: أشهدني الله عز وجل الساعة الشيخ حماد؛ 
وقال لي : يا يوسف أسرع إلى مدرسة الشيخ عبد القادرء وقل للمشايخ الذين فيها 
صدق الشيخ عبد القادر فيما أخبركم به عني» فلم يتم الشيخ يوسف كلامه حتى 
جاء الشيخ عبد الرحمن» وقال مثل قول الشيخ يوسف»ء فقام المشايخ كلهم 
يستغفرون للشيخ عبد القادر رضي اللّه عنهم أجمعين . 

وقال رضي الله عنه: ينبغي للفقير أن يتزيا بالعفة» ويتزين بالقئاعة حتى 
يصل إلى الحق عز وجل؛ ويسعى بقدم الصدق طالباً لباب القرب» مهرولاً عن 
الدنيا والآخرة: والخلق والوجودء يحتاج أن يموت ألف مرة» ويفنى ألف مرة» 
تستقبله عناية الحق عز وجل» ورأفته ورحمته وشوقه إليهء وجذباته ونظراته ومباهاته؛ 
ومواكب أرواح النبيين والمرسلين» والصديقين والملائكة» تصحبه وترقيه إلى 
الحق عز وجل» ويتفرغ قلبه» ويصفو سره من كل محدثء ويدنو إلى الحق عز 
وجل» ويقرأ سابقته» فيقف على سطر سطرء وكل كلمة وكل حرف» ويقف على 
أوقاته وأزمانه» وساعاته ولحظاته» ويتيسر له أمره وما يؤول إليه كلما جذب 
الخوف إليه جذبه القرب منه؛ ثم لا يزال ينقل من شيء إلى شيء حتى يجعل 


2 


عاجيا بين يديه منفرداً عندهع 207 على أسراره» يعطى خلعة وطلبقا ومنطقة 
وتاجاء وأشهد الملك على نفسه أن لا يغير عليه» يوقع له بصحبة دائمة» وولاية 
مستمرة» فلا يبقى زهد مع المعرفة» يا موتى القلوب طلبكم الجنة قيدكم عن 
الحق سبحانه وتعالى . 

أخبرنا أبو محمد رجب بن أبي منصور الداري بالقاهرة سنة سبعين وستمائة. 

قال: أخبرنا الشيخان الشيخ العارف أبو الفضل إسحاق بن أحمد بن غائم 
العلئي؛ والشيخ أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر المقري البغدادي المعروف 
بابن النحال» ببغداد سنة سبع وعشرين وستمائة . 

قال الشيخ أبو الفضل: أخبرنا الشيخ أبو محمد طلحة بن مظفر بن غانم 
العلفي بها سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة . 

قال أبو بكر: أخبرنا الشيخان الإمامان الشيخ أبو حفص عمر بن أبي نصر بن 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... ع سس سس 9 
علي البغدادي المعروف بابن الغزال» والشيخ أبو الثناء محمود بن عثمان المعروف 
قال : أخبرنا الشيخان الشيخ الشريف أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه المعروف 
بابن المنصوري» والشيخ أبو الحسن علي بن سليمان المعروف بالخباز» ببغداد 
سنة ثلاث وثلاثين وستمائة . 
قال أبو القاسم هبة اللّه: أخبرنا الشيخان أبو السعود أحمد بن أبي بكر 
الحريمي المعروف بالمدلل ببغداد» والشيخ أبو عبد الله محمد بن قائد الأواني 
وقال أبو الحسن: أخبرنا الشيخان العمران الكيماتي والبزار يبغداد سنة 
إحدى وسبعين وخمسمائة. قالا : قيل لشيخنا الشيخ الإمام محيي الدين عيد 
القادر رضى اللّه عنه) ونحن عنده ما سبب تسميتك بمحي الدين؟ قال: رجعت 
من بعض سياحاتي مرة في يوم جمعة في سنة إحدى عشرة وخمسمائة إلى بغداد 
حافياء قغروت بشخص مريض هتقير اللوة فين" النلان: فقال لي + السلام عليك 
يا عبد القادر فرددت عليه السلام» فقال: ادن منى فدنوت منه. فقال لي : أجلسني 
فأجلسته» فئما جسده» وحسنت صورثه. وصفا لونه فخفت منه» فقال : أتعرفني؟ 
وأنت محيى الدين» فتركته وانصرفت إلى الجامع فلقيني رجل ووضع لي نعلاء 
وقال: يا سيدي محيى الدين» فلما قضيت الصلاة أهرع الناس إلي يقبلون يدي 
وقال رضي اللّه عنه: يا عباد اللّه يا مريدين له عليكم بسنة من تقدمكم 
فهم الأدلاء فهم المفاتيح» باتباعهم تصلون إلى ربكم عزوجل» تصل إليه قلو بكم 
وأسراركم ومعانيكمء إذا أت تبعتم كتابه وسنة رسوله يله و عملتم بهما وأخلصتم 
فى أعمالكم جاءتكم يد الرحمة واللطف والمحبة» فتدخل قلوبكم عليه 
وتجيئكم السابقة ومعها ما سبق لكم من علمه في قرب قلوبكم منهء فيجذبكم 
ويدخلكم ويوقفكم بين يديه. فترون ما لاا عين رأت» ولا أذن سمعت » ولا خطر 
على قلب بشرء إذا وصل العبد إلى هذا المقام جاءت الخلع إلى قلبه؛ ونزل تاج 
المملكة على رأسه. وخاتم الملك فى أصبعه؛ ودرع بدرع التقوى»؛ ويؤخذ قلب 


وق مص ف متسيس «لاككر فصول:من كلامة عرهعا يع ء شن غعجائب.. 
هذا العبد فيغيب عن جميع الخلق» ا ل 1 0 
يستكتم» ثم يرد إلى الخلق لمصالحهمء فإذا رجع إلى الرسول عَينّهِ » وعلى آله 
وأصحابه» وقال لهم: هذا الذي أعطيته تركاتكي فيرجع إلى الخلق في موكب 
الرسول عَيله وأصحابه رضي الله عنهم» والكتاب عن يمينه» والسنة عن يساره؛ 
وأرواح الأنبياء حوله» فحينغعذ يقال له: اذكر نعمة الله عز وجل عليك . 

آخيرنا انو النعسن علق ين ازدمر المحمدي سن كالاث وسبعين وستماثة: 

قال: أخبرنا الشيخ محبي الدين أبو عبد اللّه محمد بن أحمد التوحيدي 
البغدادي» بها سنة تسع وثلاثين وستمائة 

قال: أخبرنا خالي قاضي القضاة أبو صالح نصر بن الإمام عبد الرزاق» 
والشيخ الشريف أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد» المعروف بابن المنصوري» بجامع 
المنصور سنة أربع وعشرين وستمائة . 

قالا: أخبرنا الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن شيخ الإسلام محيي الدين عبد 
القادر الجيلي رضي اللّه عنه؛ ببغداد سبنة ثمان نيع وتياك ح. 

واخبرنا أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عمر بن إسحاق البغدادي الأزجي 
بالقاهرة سئة تسع وستين وستماثة. ‏ - 

قال : أخبرنا الشيخان أبو الحسن علي بن سليمان الخبازء والشيخ أبو عمرو 
عثمان بن سليمان المعروف بالقصير ببغداد سنة ثلاث وستمائة . 

قالا : قال سيدنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه.ء لمؤذن 
0 عن شباة يوه الفمفة قوز روطان سد 
حمس وأربعين وخمسمائة؛ اصعد المنارة» ونادي الأولى ففعل» ثم قال له في أول 
الكلث الا خير: اصعد ونادي الثانية ففعل» ثم قال له في أول السحر: اصعد ونادي 
اشالثة ففعل) ؛ ثم قال له بعد ساعة: اصعد ونادي بالسحور ففعلء» فلما كان من 
الغد له يال امنا من معاي لد فقال: إن العرش اهتز عندما قلت له: 
نادي الأولى اهتزازا عظيماء ونادى مناد منتحت العرش ليقم المقربون الأخيارء 
وعندما قلت له : نادي الثانية اهتز اهتززاً ار الأولى» ونادى مناد “من تحت العرش 
ليقم الأولياء الأبرار, وعندما قلت له: نادي الثالئة اهتز اهتزازا 000 ونادى مناد 
من تحت العرش ليقم المستغفرون بالأسحار» فاشرت إلى ذوي المرتبة الآولى أن 
هذا الوقت وقتكمء وإلى أصحاب المرتبة الثانية أن هذا الوقت وقتكم» 
أصحاب المرتبة الثالئة أن هذا الوقت وقتكم. 


ذكر فضول من 'كلامة مرضغا بشو ءامن جاتير سمي ا ةي و 

وقال رضي اللّه عنه : الدنيا قيد عن الآخرة» والآخرة عن رب الدنياء والآخرة 
لا تاخذهما ولا تشتغل بهما إلا بعد الوصول إليه تصل إليه من حيث قلبك وسرك 
ومعناك؛ أعرض عن الدنياء وأقبل على الآخرة» ثم أعرض عن الآخرة؛ وأقبل على 
الحق عز وجل» فإنهما تتبعانك أتبعهما بالسير خلفك تأتى الدنياء ومعها أقسامك 
منهاء تطلبك غبن: الآخرة قل تدك عندها فتقول لها إلى آين ذهينت به؟ فتقول: 
ذهبت إلى باب الملك وأنا فى طلبه أيضاء فيقومان ويسرعان في السير خلفك» 
فيصلان إليك وأنت على باب الملك؛ فتشكو الدنيا حالها إلى الملك تشكو 
كيف تركت ودائعكء» وهي الأقسام المقسومة المرتبة بالسابقة» فتأتي الشفاعة 
منه إليك في حقها وأخذ الأقسام عن يدهاء تأتيك الوصية منه بالأخذ من الدنيا 
والنظر إلى الأخرى» فترجع بها في صحبة الملائكة وأرواح النبيين» فيقعد على 
دكة بين الجنة والنارء بين الدنيا والآخرة» بين الخلق والخالق» بين السبب 
والمسببء بين الظاهر والباطن؛ بين ما يعقل وما لا يعقل» بين ما يضبط وبين ما 
لا يضبط» بين ما يدرك وبين ما لا يدركء بين ما يدرك الخلق وبين ما لا يدرك 
الخلق» فتصير لك أربعة وجوهء وجه تنظر به إلى الدنياء ووجه تنظر به إلى الآخرة؛ 
ووجه تنظر به إلى الخلق» ووجه تنظر به إلى الخالق. 

أخبرنا الشريف الجليل أبو العباس أحمد ابن الشيخ أبي عبد الله محمد بن 
أبي الغنائم محمد الأزهري بن أبي المفاخر, محمد المختار الحسيني البغدادي) 
بالقاهرة سنة ثلاث يا 

قال: أخبرنا أبي بدمشق سنة تسع وعشرين وستمائة) قال: سمعت الشيخ 
سيدي محيى الدين عبد القادر الجيلى رضى اللّه عنه ببغداد» سنة تسع وخمسين 
وكبسنائة يقول: حججت أول 250315 من بغداد سنة تسع وخمسمائة, 
وأنا شاب على قدم التجريد وحدي» فلما كنت عند المنارة المعروفة بأم القرون 
لقيت الشيخ عدي بن مسافر وحده؛ شان يومئذ» فقال لي : إلى أين؟ قلت: 
إلى مكة» قال: هل لك في الصحبة؟ قلت: إني على قدم التجريد» قال: وأنا 
كذلك» فسرنا ما فلما كنا ببعض الطريق إذا نحن بجارية حبشية نحيفة 
البدن» مبرقعة» فوقفت بين يدي وحدقت النظر في وجهي وقالت: من أين أنت يا 
فتى؟ قلت : من العجمء قالت: قد أتعبتني اليوم؛ قلت: ولم؟ قالت: لأني كنت 
الساعة في بلاد الحبشة؛ فأشهدت أن اللّه تعالى قد تجلى على قلبك ومنحك من 
وصلها ما لم يمنح بمثله غيرك فيما أعلم؛ فأحببت أن أعرفك . ثم قالت : أنا اليوم 


9 1 1 مس0 ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب. . 
أصحبكما وأفطر الليلة معكماء فجعلت تمشي في جانب الوادي» ونحن نمشي 
فى الجاني: الآخرةخلما كان العشاء إذا تح يطبق نازلا:مح السو قلمنا استقر ين 
أيدينا وجدنا فيه ستة أرغفة» وخلا وبقلاء فقالت: الحمد لله الذي أكرمني وأكرم 
أضيافي إنه ينزل علي كل ليلة رغيفان» فاكل كل واحد منا رغيفين» ثم نزل علينا 
أيضا ثلاثة ثة اباريق قشرينا هديا ماء لا وكبية ما الدنيا لذة وحلاوة» ثم ذهبت عنا 
في ليلتها تلك وأتينا مكة» فلما كنا فى الطواف من اللّه عز وجل على الشيخ 
عدي بمنازلة من أراده. فغشي عليه 0 يقول القائل: إنه قد مااتء وإذا بتلك 
الجارية واقفة على رأسه تقبله وتقول يحييك الذي أماتك» سبحان الذي لا تقوم 
الحوادث لتجلي نور جلاله إلا بتثبيته» ولا تستقر الكائنات لظهور صفاته إلا 
بتأييده» بل اختطفت سبحات قدسه أبصار العقول» وأخذت بهجات بهائه ألباب 
تلوب العجول) 7 ثم إن الله تعالى وله الحمد من علي بمنازلة من أنواره في الطواف 
أيضأء فسمعت خطاباً من باطني وقال في آخر ما قال : يا عبد القادر اترك ار 
الظاهرء والزم تفريد التوحيد وتجريد التفريد» فسنريك من آياتنا عجياً فلا تشب 
مرادنا بمرادك» ثبت قدمك بين أيدينا ولا تر في الوجود تصريفاً لسوانا يدم لك 
شهودناء واجلس لنفع الناس» فإن لنا خاصة من عبادنا سنوصلهم على يدك إلى 
قربناء فقالت لي الجارية: ما أدري يا فتى ما شأنك اليوم إنه ضربت عليك خيمة 
من نور» وأحاطت بك الملائكة إلى عنان السماء» وشخصت إليك أبصار الأولياء 
في مقاماتهم؛ وامتدت إلى مثل ما أعطيت الآمال ثم ذهبت فلم أرها بعد . 

وقال رضي اللّه عنه في الزهد : : الزاهد غريب في الدنياء والعارف غريب في 
الدنيا والآخرة» والراهدف زهد في الخلق» وما في ايديهتم واخرج حب الدنيا: من 
قلبه؛ وقعد على بساط التوكل منتظراً لربه عز وجلء إما على أيدي الخلق والأسباب» 
أو على يد التكوين, فلا جرم هو غريب بين الخلق في الدنياء والعارف زهد في 
الدنيا كما زهد في الآخرةء لا تشغله الدنيا والآخرة عن ربه عز وجل» لا يسكن 
إلى شيء سوأه حتى يقيده عنه؛ فلا جرم يكون ريا فيهماء يد الدنيا مقطوعة 
عنهء وهكذا يد الآخرةع وجه الدنيا والآخرة مغطيان عنه» غطى اللّه عز وجل عنه 
وجه الدنيا حتى لا يفتتن بها نفسه؛ وغطى وجه الآخرة عنه حتى لا يفتتن يها 
قلبه وغطى وجه ما سواه عنه حتى لا يفتعن سرمء» كشف له الأشياء جميعها؛ 
الظاهرة والباطنة حتى عرفهاء عرف ما سواه به» وفتح له باب قربه» فرأى جلاله 
وجماله» ورأى قضاءه وقدره وملكه وسلطانه» رأى كل المخلوقات المصورات 


ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب... سس 098 
المحدثات بين حرفي كن فيكون» سلوا هذا الملك العظيم الكريم قفوا بقلوبكم 
على بابه» سلوه ولا تبرحوا إن أجابكم أو لم يجبكم, لا تتهموه في فعله بكم فقد 
يكون منعه للإجابة في حق العبد السالك القاصد كالفخ» يخيبه حتى يصل إليه؛ 
فإذا وصل إليه قيده عندهء ثم يكون بعد ذلك ما يكون» يخيبه حتى يحجبه عن 
الخلق, يدعوه حتى يد خل فإذا دخل أغلق الباب دونه» وقص جناح نفسه وهواأه 
وطبعه واختياره» وإرادته وسوء أدبه وأخلاقه بقص هذه الأجنحة» وينبت له 
جناحين جديدينء ويرده إلى الخلق والوجودء فيطير بين الدنيا والآخرة» بين 
الخلق والخالق» يطير في فضاء ما بين العرش إلى الثرى» يجيب دعاءه في البداية 
ويناديه في النهاية» يلهمه الدعاء حتى يحييه» ثم يمنعه عن الدعاء والإجابة حتى 
يناديه بما يريد من غير اختيار منه ولا تحكم؛ كيف يدعو وقد أغناه عن الدنيا 
بتحصيله في دار ضيافته» إذا تمت معرفة هذا العبد؛ وتمكنٍ من القرب أوجده 
بين الخلق» فينجي به قوماء ويهلك به قوماء ويهدي به قومأء ويضل به قومأء 
وهكذا الأنبياء صلوات اللّه عليهم رحمة ونقمة» والأولياء تبع لهم من أجابهم 
وصدقهم فهم له رحمةء ومن أعرض عنهم وكذبهم فهم عليه نقمة» يأخذون 
بأيدي الذين يحبونهم ويحملونهم إلى الحق عز وجل ويدخلونهم إلى جنته؛ ما 
كان جوهرا رفعوه إلى خزانة الملك» وما كان قشورا حملوه إلى ناره» هذا دأب 
الأنبياء والأولياء إلى يوم القيامة» رفع الأنبياء صلوات اللّه عليهم وسلامه؛ ودعاهم 
إليه» وأبقى معانيهم في قلوب الأولياء والأبدال والصديقين» كلما مات منهم 
واحد أقام بدله آخرء العالم إذا عمل بعلمه؛ وعلمه الخالق» فقد صحت وراثته 
للدبي َه : وإذا صححت وراثته له رقي قلبه إلى دار قرب ربه عز وجل والملائكة 
حوله؛ يصير قلبه ملكأ يسير إلى قرب الملكء اقبلوا من الرسول» اتبعوه في فعله 
وقوله حتى يأخذ بأيديكم في الدنيا والآخرة» انتموا إليه سيروا على أثره؛» كونوا 
أفراخا تحت جناحيه . 

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن منظور الكتاني بالقاهرة سنة سبعين 
وستمائة 

قال : أخبرنا الشيخ العارف أبو عبد اللّه محمد بن أبي الفتح الهروي السائح 
بالقاهرة سنئة ثللاث وعشرين وستماثة . 

قال: كنت قائما بين يدي سيد ي الشيخ محبيي الدين عبد القادر الجيلي 
رضي اللّه عنه بيغداد سنة أربعين وخمسمائة» فبادرتني نخامة فيصقتهاء ثم 


23*00 كي الل عبن 
استحييت وقلت في ذة نفسي أبصق في مثل حضرة الشيخ عبد القادر» فقال: يا 
وكيد لآ باس عاك اماق ددهو لاتكاة: قال: فلي منذ قالها ثلاث د 
سكة ثرا بصعت ولا مبسمة قال ادركاة سيق مسد الفاويل فلت روما : 
يا سيدي أنا قصير من الرجال» فقال لي: أنت طويل العمر طويل الآأسفار» فعاش 
الشيخ محمد مائة وثلاثين سنة وسبع سنين» ورأى في سياحته عجائب وأرضين 
قاصية ووصل إلى جبل قاف؛ وهو أول من خدم الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه . 

وقال رضي اللّه عنه في الكشف الأفعال والمشاهدة: ينكشف للأولياء 
والأبدال من أفعال الله عز وجل ما يبهر العقول ويخرق العادات والرسومء وهي على 
قسمين؛ جلال وجمالء» فالجلال والعظمة يورئثان الخوف المقلق» والوجل 
المزعج» والمعلة العظيمة على القلب بما يظهر على الجوارح» كما روي أن النبي 
عه كان يسمع من صدره الشريف أزيز كازيز المرجل في الصلاة من شدة 
الخوف لما يرى من جلال اللّه عز وجل؛ وينكشف له من عظمته» ونقل مثل ذلك 
عن خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام» وعن أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي اللّه 
عنهء وأما مشاهدة الجمال فهو التجلي للقلوب بالأنوار والسرور والألطاف» 
والكلام اللذيذ والحديث الأنيس» والبشارة بالمواهب الجسام والمنازل العالية؛ 
والقرب منه عز وجل مما يؤول أمرهم إليه؛ وجف به القلم من أقسامهم في سابق 
الدهور فضلا منه ورحمة» وتثبيتاً منه لهم في الدنيا إلى بلوغ الآجال للوقت 
لا ا ا 0 الشوق إليه عز وجلء» فتفطر مرائرهم 

نت ويضعفون عن العيام بالعبودية إلى أن يأتيهم اليقين الذي هو الموت» 
فبفعل ذلك بهم لطفا بهم منه ورحمة ومداواة وتربية لقلوبهم ومداراة لهاء إنه 
حكيم عليم لطيف بهم رؤوف رحيمء ولهذا روي عن النبي عَيِنْهِ أنه كان يقول 
لبلال المؤذن: أرحنا يا بلال؛ يعني بالإقامة لندخل في الصلاة لمشاهدة ما ذكرناه 
من الجمال» ولهذا قال النبي ميته : «وجعلت قرة عيني في الصلاة ) 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عمر الأزجي المحدث؛» وأبو محمد 
جعفر بن عبد القدوس بن احمد بن علي بن محمد» الهلالي البغدادي الحريمي»؛ 
بالقاهرة سنة اثنتين وسبعين وستمائة . 

قالا: أخبرنا الشيخان قاضي القضاة أبو صالح نصرء والشيخ الإمام أبو 
الفضل إسحاق بن أحمد العلثئي ببغداد سنة تسع وعشرين وستمائة 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً يشيء من عجائب... ‏ سسستستس سس و( 
قالا: أخبرنا عبد الوهاب وعبد الرزاق سئة تسع وثمانين وخمسمائة» قالا : 
بكر الشيخ بقا بن بطو رضي الله عنه سحر يوم الجمعة الخامس من رجب سنة 
ثلاث وأربعين وخمسمائة إلى مدرسة والدنا الشيخ محبي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه» وقال لنا: ألا تسالاني عن سبب بكوري الج إني رابك الليلة ورا 
أضاءت به الأفاق» وعم أقطار الوجودء ورأيت أسرار ذوي الأسرار تثب إليه» فمنها 
ما يتصل به ومنها ما يمنعه مانع من الاتصال به»؛ وما اتصل به سر منها إلا تضاعف 
نوره فتطلبت ينبوع ذلك النور» فإذا هو صادر عن الشيخ عبد القادر رضي الله 
عنه؛ فأردت الكشف عن حقيقته فإذا هو نور شهوهه قابل نور قلبه» وتقادح هذان 
النوران فانعكس ضياؤهما على مرآة حاله» واتصلت أشعة المتقادحات من لحظ 
جمعه إلى وصف قربه» فأشرق بها الكون, ولم يبق ملك إلا نزل الليلة إلى الأرض» 
وأتاه وصافحه» واسمه عند هم الشاهد المشهود, قال: فأتيناه وقلنا له: أصليت 
الليلة صلاة الرغائب فأنشد : [ من الطويل] 
إذا نظرت عيني وجوه حبائبي فتلك صلاتي في ليالي الرغائب 
وجوه إذا ما أسفرت عن جمالها 2 أضاءت لها الأكوان من كل جانب 
حرمت الرضا إن لم أكن باذلاً دمي أزاحم شجعان الوغى بالمناكب 
أشق صفوف العارفين بعزمة فتعلو بمجدي فوق تلك المراتب 
0 الحب ما يستحقه فذاك الذي لم يأت قط بواجب 
أخبرنا أبو حفص عمر بن الشيخ أبي المجد المبارك بن أحمد النصيبيني 
الحنبلي بظاهر القاهرة سنة سبعين وستمائة. 
قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحيم عسكر بن عبد الرحيم النصيبيني بها 
سنئة ثالاث وتسعين وستمائة. 
قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم عمر بن مسعود البزار ببغداد سنة ثلاث 
وتسعين وحمسيياتة خ : 
وأخبرنا أيضا عاليا الفقيه أبو القاسم محمد بن عبادة الأنصاري بالقاهرة 
سنة ثلاث وسبعين وستماثة . 
قال: أخبرنا الشيخ القدوة أبو الحسن علي المقري القرشي بد مشقء قالا : 
قيل للشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه ونحن حاضران : نسمع في سمنة 
ثلاث وخمسين وسيستمافة ضقت: لنا كيعا نيا وتحلاقه من الخال البداية والنهاية 
من هذا الأمر لنقتدي بك فأنشد يقول: [ من الطويل] 
أنا راغب فيمن يقرب نفسه ومناسب لفتى تلاطف لطفه 


وو ع نم شيك دقر فول من كلامه عرضعا وكليرء من اعجالي ..: 


ومفاوض العشاق في أسرارهم من كل معنى لم يسعني كشفه 
قد كان يسكرني مزاج شرابه واليوم يصحبني لديه صرفه 
وأغيب عن رشدي بأول نظرة واليوم أستجليه ثم أزفه 


قالوا له: إنا نصوم مثل ما تصوم؛ ونصلي مثل ما تصلي» ونجتهد مثل ما 
تجتهدء وما نرى من أحوالك شيئاًء فقال: زاحمتوني في الأعمال أتزاحموني في 
المواهب؛ واللّه ما أكلت حتى قيل لي : بحقي عليك كل» ولا شربيت حتى قيل 
لي : بحقي عليك اشرب» وما فعلت شيئاً حتى أمرت يفعله . 

قال أبوحفص النصيبيني: كان الشيخ عسكر يتمثل بهذه الأبيات كثيرأء 
ولفظه في البيت الأخير. ويغيب رشدي عند أول نظرة . 

وقال رضي اللّه عنه في قوله تعالى: إن في خلق السماوات والأرض » 
[ البقرة: »]١“14‏ حكم بهرت عيون العقول» آيات أعجزت فصاح الألسن» قد 
حارت فيها ثواقب الخواطر» محدثات دلت على ثبوت القدم» عرائس أسفرت عن 
وجه إتقان الصنع؛ شواهد شهدت بإثبات حكم فاطر الكائنات» آثار بلبلت أسرار 
الأفكار» رموز لا يحل عقودها الفطن» إشارات تنطق باألسنة غائب الغيب» ذبح 
روض الجو بزهر الكواكب» رصع بستان السماء بأفانين الشهبء زين بياض عذار 
النهار بسواد شعرات ظلمة الليل» السماء سطح ممرد قواريره» الكواكب بستات 
أنيق زهر الشهب عذاره معشوق» خال جماله الليل وجنة محبوب إشراق حسنه 
النهار» السماء طرازأ لحكمة الفلك؛ كاتباً لشاء القدر» النجوم نقط كتاب الكون»؛ 
الشمس سلطان بلاد الأفق» القمر وزير جيوش الكائنات لما خلق اللّه عز وجل 
السماوات والأرض» بقيت الظلمة منسدلة على جميع جهات البسيطة» فاشعلت 
في نور الآفق شمعة الشمسء وأسرجت على منار الجو سرج الكواكب» وعلق في 
صومعة السماء قنديل القمرء كان خد ورد النهار صورة الوجود ساذجاً فتنقش 
بعذار ظلمة الليل» ونشرت على وجناتها أوراق ورد النهار» وأشعلت بين يديه 
مشاعل النور» فبهتت عين عاشقيه إليه» وتراءت لقارىء الاعتبار بآياته في صفاء 
لوح وجهه سطور اللّه نور السماوات والأرض» تبرقع في طرة الليل عن غرة الصباح» 
وانكشف خمار الجو عن وجه خود الشمس» تجري مياه الأنوان في أنهار النهار» 
يقرأ خطيب حكم القدم على منير إتقان الصنع وجعلنا الذهار معاشاء ثم تقلب يد 
التقدير مسلة التدبير, فينهزم من زنج الظلمة ترك الأضواء ويتزعفر ورد خد 
الشمس» ويجري في غصن قامة النهار ماء الذبول» وينتغر مسك الظلمة على 


ذكر فول من كلام مراضّعا يكتو عافن عصات :1 اسه هه 1 
ذوائب عذار النهارء ويزهو روض الفلك بزهو الكواكب» ويركب جيش الظلام في 
ميادين الآأفق» وتنصب خيم :الحندس على جميع جهات البسيطة» يغش طارق 
النوم عين كل حي في الأرض حتى إذا أذن مؤذن الحكم» وطوى بيد القدر أردية 
الظلمة وانتهى آخر نفس الديجورء نفخ إسرافيل القدر في صور الصور لتقوم أموات 
لحود الليل» فإذا انشق عمود ضوء الصباح قالت حداة ركب الأرض في جميع 
جهات الكائنات لوفود العارفين: ميلوا إلى الدار» من ليال نحييها الليل سلطان 
يملك جميع جهات البسيطة؛ ملك يستولي على كل مدائن الأرض تسيل عساكره 
عل الفظر لي كل لطر خلقن ايها لو بعلي اكل :راس قد ااا افيه 
على الوجود»ء ينادي منادي الجود عند غلبة مدده جعل لكم الليل لتسكنوا فيه 
الليل بستان العارفين» فى الليل حصلت نفائس المواهب لأصحاب المعارف» 
تحت الدجنة أسري بسيد الوجود إلى قاب قوسين» كان بعض العارفين إذا جن 
عليه الليل يقول مرحباً ببشير وصل محبوب الأرواح؛ لا يزال سيف الفجر مغمدا 
في غمد الغسق حتى تسله يد غرة النهار» فيضيء لأبصار الناظرين» يا هذا ما 
خلقك لتسعى بالنهار وتنام بالليل» بل لك في كل منهما وظائف وخدم, لتتقرب 
بها إلى الصائع» وتؤدي بها ما يجب عليك لمنشىء العالم» السماء محل أشباح 
النور» والفلك نزهة الأبصار» والشهب للرجم» والكواكب للزينة» والشمس 
لإنضاج الثمر» وتربية الناميات» والقمر لمعرفة مقادير الأوقات» والزمان على وزان 
الطبائع للإنسان» فالربيعم كنضارة الشباب» والصيف كبلوغ الأشد» والخريف كقوة 
صاحب السبعين» والشتاء كنهاية الضعيف إلى الموت» ذلك تقدير العزيز العليم. 

لا تزال مرآة الجو صقيلة من أسداء الغمام» صافية من أكدار السحب حتى 
يرى فيها خياللات أشخاص القطرات» فيظلم الأفق باستتار ضوء الشمس» وتنتقب 
عرائس الشهب بنقب الظلمة» تزمجر أسود الرعود في غابات الديم» ويسل سيف 
البرق من غمد الغمام» وتلقح الأهوية عقيمات السحبء وتبكي الديم لتضحك 
ثغور الرياض» وينفخ إسرافيل القطرات في صور صرر النبات لتقوم من لحود 
العدم؛ فتعرض يوم عرض الزهرات على أعين الناظرين» يعبر على حال الكل معبر 
القدر بلسان فانظر إلى آثار رحمة الله فى كل ما خلق سر لا تقف عليه العقول, 
كل ما كون دفين لا يستثار بأيدي الخواطرء في كل ما أوجد لسان ينطق 
بأحديته» في كل ما خلق عبر تحار فيها أفكار الناظرين» وتذهل منها عقول أرباب 
الهداية) تدهش فيها معارف أصحاب القرب» قال عز وجل مخبراً لعباده عن 
حسن صنعه ( بديع السماوات والأرض # [البقرة:1١١‏ ]. 


سس سس سس سم سني . أذ كرا فصول من كلامه مرضعا يشوءع من عجتائب. 

أخبرنا الشيخ الشريف أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد 
الأزهري الحسيني البغدادي بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وستمائة . 

قال : أخبرنا أبي بدمشق سنة تسع وعشرين وستمائة ح. 

واغبرنا أبن الفصل'الخمة بن الشيخ أت الحمد قلق بن اإنراظيم ين اتتجاعيل 
الواسطي الأصل البغدادي الدار بالقاهرة سنة إحدى وسيعين وستمائة . 

قال: أ خبرنا أبى ببغداد سئة خمس وعشرين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة بن محفوظ البغدادي 
المعروف بابن الديبقي» ببغداد سنة إحدى عشرة وستمائة» قال: سمعنا شيخنا 
الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي اللّه عنه يقول يبغداد على الكرسي 
سنة ثمان وخمسين وخمسمائة 5 ركست شونا عكري بين يعمد ا عانها لين 
براري العراق وخرابه» وأربعين سنة أصلي الصبح بوضوء العشاءء» وخمس عشرة 
سنة أصلي العشاء, ثم أستفتح القرآن وأنا واقف على رجل واحدة ويدي في وتد 
مضروب في حائط خوف النوم» حتى أنتهي إلى آخر القرآن عند السحرء وكنت 
ليلة طالعأ في سلم فقاتت لي نفسي : لو نمت ساعة ثم قمت فوقفت في موضع 
خطر لي هذاء وانتصبت على رجل رجل واحدة» واستفعحت القرآن حتى أتيت على 
آخره وأنا على هذه الحالة» وعدت أمكث من الثلاثة الأيام إلى الأربعين يوما ولا 
أجد ما اقتات به» وكان النوم يأتيني في صورة فأصيح عليه» فيذهب وتأتيني 
الدنيا وزخارفها وشهواتها في صور حسانء وقباح» فاصيح عليها فتفر هاربة؛ 
وأقمت بالبرج المسمى الآن ببرج العجمي إحدى عشرة سنةع لوك لاماي 
سمي برج العجمي» وكنت عاهدت اللّه عز وجل فيه أن لا آكل حتى أطعمء ولا 
اشرب حتى أسقى » فرقيك فيه هداة ازيعين يوماً لأ ككل شيعا فيض الاربعين جاءني 
رجل ومعه خبز وطعام» فوضعه بين يدي» ومضى وتركني» فكادت نفسي تقع 
على الطعام من شدة الجوع» فقلت : واللّه لا حلت عما عاهدت ربي تبارك وتعالى 
عليه» فسمعت صارخا من باطني ينادي الجوع؛ فلم أرتع له فاجتاز بي الشيخ أبو 
سعد الحريمي فسمع الصارخ, فدخل علي. وقال: ما هذا يا عبد القادر؟ قلت: 
هذا قلق النفسء وأما الروح فساكنة إلى مولاها عز وجلء» فال لي : تعال إلى باب 
الأزج» ومضى وتركني على حالي» فقلت في نفسي با اأخردين هذا السكان لا 
بأمرء فجاءني أبو العباس الخضر عليه السلام» وقال لي : قم وانطلق إلى أبي سعدء 
فانطلقت إليه وإذا هو واقف على باب داره ينتظرني» فقال لي : يا عبد القادر» ألم 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... متعم م م كو سس وس سن 4 
يكفك قولي لكء تعال إلي حتى أمرك الخضر بما أمرتك به ثم أدخلني داره 
فوجدت طعاما مهيأء فجعل يلقمني حتى شبعتء ثم ألبسني الخرقة بيده» ولازمت 
الاشتغال عليه . 

وكنت قبل ذلك في سياحتي» فأتانىي شخص ما رأيته قبل» فقال لي: هل 
لك في الصحبة؟ قلت : نعمء قال: شرط أن لا تخالفني: قلت: نعمء قال: اجلس 
هنا حتى آتيك» وغاب عني سنة ثم عاد إلى» وأنا فى مكانى ذلك» فجلس عندي 
ساعة ثم قام وقال: لا تبرح من مكانك حتى أعود إليك» فغاب عني سنة أخرى» 
ثم جاء وأنا في مكاني» فجلس عندي ساعة» ثم قام وقال: لا تبرح من مكانك 
حتى أعود إليك» فغاب عني سنة أخرى» ثم عاد ومعه خبزء ولبن فقال لي: أنا 
الخصر وقد أمرت أن أكل معك فأكلنا ثم قال لي : قم فادخل بغداد» فد خلنا 
جميعاء فقيل للشيخ: من أين كنت تقتات في مدة تلك السنين الثلاث؛ قال : 
من المنبوذات . 

وقال رضى اللّه عنه: معاشر العارفين اسمعوا بآذان العقول كلام ربكم عز 
وجل» وأنصتوا انما الأفهام إلى قول بارئكم سبحانه وتعالى» وتدبروا بأفكار 
القلوب معاني أوامره» واجنوا نحل أرواحكم شهد حكمه من زهر أشجار الشريعة 
المحمدية» وانظروا بأبصار بصائركم آثار اقتداره في تصاريف أفانين قدره» وصفوا 
إفاضة معين ماء منبع عين العلم من أكدار ظلم نفوسكم» طارت نحل الأرواح قبل 
وجود الأشباح من أوكار كن من فضاء روض التوحيد» لترعى من زهر أشجار 
الانس» وتاكل من ثمار أغصان المعرفة» وتعخذ بيوتاً في مواطن القدس» فوق قمم 
جبال العز» وتسلك سبل الدنو إلى ربها في حضرة العلو في مقام قربها» وتجني 
شرا الحضتور بايذي: الونيع الخالية»قاضطاذهنا صبيا القدر يشاك التكليت» 
وحصرها بيد الأمر في أقفاص الأشباح؛ فألهتا من الهياكل بهجة حسئئ الصنعة» 
وألقت مساكن البشرية فنسيت مواطنها من القدس الأشرف» فأوحى ربك إلى 
نحل الأرواح أن اسلكي سبل ربك ذللاً في مسالك الأشباح» وكلي من كل ثمرات 
الشريعة» وارعي من أزهار أنوار الحقيقة» فلما طار طائرها ليرعى حب الحب من 
حدائق المجاهدة وقع في شرك المحنة» ورأى ماء البلاء في غدير الولاء» فقال: 
كيف الخلاص؟ روض أنيق لكن ثمره مر» منهل عذب لكن ساحله غريق» فناداها 
حادي مطايا صدق الطلب بلسان النصح. يا أرياب الوله في حب معشوق الأرواح» 
ويا أصحاب الحرق في غاية أماني العارفين؛ ما بينكم وبين مطلوبكم سوى ارتفاع 


11 1 1 1 0 ا 00 
أستار الصور»ء ولا يحجبكم عنه إلا حجب الهياكل» فطيروا إليه بأجنحة الغرام؛ 
واطلبوا عنده الحياة الأبدية» وموتوا عن شهوات إرادتكم» ليحييكم به عنده في 
مقعد صدقء فالبلاء ريحان أرواح العارفين» والعناء نعيم أسرار الواصلين» البلاء 
والولاء نجمان طلعا في فلك السعادة» والمحنة والمحبة وردتان لمعتا في غصن 
القرب» البلاء الأعظم فقد المحبوبء والعناء الأكبر عدم المطلوب . 

معاشر العارفين ما البراءة من الحول والقوة إلا به حقيقة التوحيد» ومحو كل 
متلوح لعين العقل محض التفريد» وإلقاء كل ما في الوجود من يد الطمع عين 
التجريد» قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون» لما نظرت الملائكة إلى نحل 
الأرواح كامنة في مكامن أسرار الغيب» ساكنة في ظل أثل الوصل» مستقرة في 
مهد وهد اللطف. يهب عليها نسيم سحر القرب» ويعبق في ناديها ريحان روح 
الأنس» ويتألق لها برق نور المعارف» ويهز أعطافها نشوات سكر شراب المشاهدة» 
وينادمها حديث مسامرة المخاطبة» أرج الملكوت الأعلى يعطر إعجابهم بحالهمء 
وبهتت عيون أشباح النور إلى سطوع أنوارهم في أطوارهمء فقال القدر: يا 
أصحاب صوامع النور الطائر إلى درجة هذا الشرفء انظروا إلى طائر يطير من وكر 
شجرة الشرف الأعظم يقال له أحمد» مطاره فضاء جو قاب قوسين» بجناح شرفه 
طاروا إلى أوكار هذا العزء بنور هدايته نزلوا على أغصان شجرة هذا الوصفء باتباع 
شرعه أشرق لعيون عقولهم هذا النورء بخفارة بركته» وصلوا إلى هذا المقام» هو 
هدهد يعود من بلاد بلقيس الغيب إلى سليمان العقول» بنبأ يقين بكتاب لا يأتيه 
الباطل من بين يذيه؛ ولا من خلفه؛ يقول: إذا وردت عليه واردات محبوبه لست 
كأحدكم» يتميز على الأنبياء برتبة أظل عند ربي» ترعى نحلة روحه ليلة أسري 
زهرة شجرة فأوحى» نئر على تاج رأس مجده نثار در لقد رأى من آيات ربه الكبرى» 
في مجلس أو أدنى من أجله نشر رداء بهاء الزمان على مناكب بهجة المكانء لله 
در عبد لاا يجعل بين أذن سره وبين سماع هذا الكلام حجاباً من غفلة طبعهء 
وعمل بقوله تعالى : «9 تذكروا فإذا هم مبصرون * [الأعراف 7١١:‏ ]. 

حدثني أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي العباس الخضر بن عبد الله بن 
يحيى الحسني الموصلي بالقاهرة سنة سبعين وستمائة. 
*! قال: أخبرنا ابي بالموصل سنة ثلاث وعشرين وستمائة» قال: كنا ليلة في 
مدرسة شيخنا الشيخ محيى الدين عبد القادر الجيلي رضي اللّه عنه ببغداد: فجاءه 
الإمام ١‏ لمستنجد بالله أبو المظفر يوسف» وسلم عليه واستوصاه» ووضع بين يديه 


ذكر فصول من كلامة عرضعا بشوع من اغكاتب:... سم م م 81 


مالأ في عشرة أكياس يحملها عشرة من الخدمء فقال : لا حاجة لي فيها فابى أن 
يقبلهال وانح عليه فأخذ 55 منها في يمينه») وآخر في يساره» وعصرهما بيده 
فسالا دماء فتمال: يا أبا المظفر أما تستحي من الله تعالى أن تأخذ دماء الناس» 
وتقابلني بهاء فغشي عليه . 

5 فقال الشيخ: وعزة المعبود د لولا حزمة اتصاله برسول الله ع َيه لتركت الدم 
يجري إلى منزله» قال: وشاهدته يوم عنده فقمال له: أريد أن أرى شيعاً من 
الكرامات ليطمئن قلبي» قال: وما تريد؟ قال: تفاحاً من الغيب» ولم يكن ذلك 
الأوان أوان التفاح بالعراق» فمد يده في الهواء» فإذا فيها تفاحتان؛ فأعطاه إحداهماء 
وكسر الشيخ التي بيده» وإذا هي بيضاء تفوح منها رائحة كالمسك» وكسر 
المستنجد التى بيده» فإذا فيها دودة) فتمقال: ما هذا والتى بيدك كما أرى» قال: يا 
أبا المظفر لمستها يد الظلم فدرّدت . 1 

وقال رضى اللّه عنه فى الإرادة والمريد والمراد: أما الإرادة فترك ما عليه 
العادة» وتحقيقها نهوض القلب في طلب الحقء وترك ما سواه فإذا ترك العبد 
العادة التي هي حظوظ الدنيا والأخرى فتجردت حينكذ إرادته؛ فالإرادة مقدمة كل 
أمرء ثم يعقبها القصد ثم الفعل؛ فهو بدء طريق كل سالك واسم أول منزلة كل 
قاصد» قال اللّه عز وجل لنبيه يله : « ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة 
والعشي يريدون وجهه # [الأنعام:؟5]» فنهى نبيه عَكْنّهُ عن طردهم وإيعادهم؛ 
وقال في آية أخرى: فإ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي 
يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا © [الكهف اح فأمره 
بالصبر معهم وملازمتهم» وتصبير النفس في صحبتهم» ووصفهم بأنهم يريدود 
وجهه عز وجلء» ثم قال : ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنياء فبان بذلك 
أن حقيقة الإرادة وجه اللّه عز وجل فحسب دون زيئة ة الدنياء وزينة ة الأأخرى » فأما 
المريد والمراد» فالمريد هو من كان فيه هذه الجملة» واتصف بهذه الصفة» فهو 
أبدا مقبل على اللّه عز وجل؛ وطاعته؛ مولى عن غيره وإجابته» يسمع من ربه عز 
وجل» فيعمل بما في الكتاب والسنة) ويصم عما سوى ذلك» ويبصر بنور الله 
سبحانه فلا يرى إلا فعله فيه وفي غيره من سائر الخلائق» ويعمى عن غيره فلا يرى 
فاعلاً على الحقيقة غيره جل وعزء بل يرى آلة وسيباً محركاً مدبرا مرادا مسخراء 
قال النبي عله : حبك الشيء يعمي ويصم»؛ أي يعميك عن غير محبوبك» ويصمك 
عنه لاشتغالك بمحيوبكء» فما أحب حتى أراد» وما أراد حتى تجردت إرادته. وما 
تجردت إرادته حتى قذفت في قلبه جمرة الخشية؛ فاحرقت كل ما هناك . 


'! ”ا ( سنسسسسيسستسسسيسيسسيسسيسيسيييييت ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب ... 


قال الله عز وجل: «إإن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها 
أذلة # [النمل:74]: كما قيل: إنها لوعة تهون كل روعة» فنومه غلبة» وأكله 
فاقة» وكلامه ضرورة» تصيح نفسه فلا يجيبها أبدا إلى محبوبها ولذاتهاء وينصح 
عباد الله» ويانس بالخلوة مع الله ويصبر عن معاصي اللّه» ويرضى بقضاء الله 
ويختار أمر الله ويستحي من نظر اللّه» ويبذل مجهوده في محاب اللّه» ويتعرض 
أبداً لكل سبب يوصله 0 الله ويقنع بالخمول والاختفاءء ولا يختار حمد عباد 
الله ويتحبب إلى ربه عز وجل بكثرة النوافل» مخلصاً لله عز وجل حتى يصل إلى 
اللّه سبيحانه» فيحصل فى زمرة أحباب اللّه ومراديه» فحينئذ يسمى مراد الله 
فيحط عنه أثقال سالكي طريق اللّه شيل يجاعارضجة الندو انه ولملقدة فت 
له بيت في جوار الله فيخلع عليه أنواع الخلع وهي المعرفة باللّه والأنس به 
والسكون والطمانينة إلى اللّه» فينطق بحكمة اللّه وأسرار الله بعد الإذن الصريح» 
بل الخبر عن اللّه عز وجل» ويلقب بألقاب يتميز بين أحباب اللّهء فيد خل في 
خواص الله ويسمى بأسماء لا يعلمها إلا اللّه» ويطلع على أسرار تخصه.ء فلا يبوح 
بها عند غير الله فيسمع من اللّه ويبصر باللّه وينطق ويبطش بقوة اللّه» ويسعى في 
طاعة اللفويسكن إلى اللده ؤيسام مع طاعة الله وذكر اللداقى كلم اللة؛ حون الله 
تمكو من أمناء الله وشهدائه واوتاد ارده ومتسن قيادة وبلا ده وا صانه واكلاف 

قال النبي َيِه حاكياً عن اللّه عز وجل : «لا يزال عبدي المؤمن يتقرب إلي 
0 أنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وفؤاده؛ 
اميا #سحع وبي يبصر وبي ينطق وبي يعقل وبي يبطش »» فهذا عبد حمل عقله 
العقل الأكبر وسكدت حركاته الشهوانية لقبضة الحق عز وجل» فصار قلبه خزائة 
أسرار الله عزوجل» فهذا مراد الله عر وجل إن آردت أن تعرقة ياغبد الله المريد 
ا والمراد المنتهي: المريد الذي نصب بعين التعبد» وألقي في مقاساة 
المشاق, والعراد الذي كم لامر عن غير مشقة المريد متعب» والمدراة مرفوق به 
كه 37 كلا في حق القاصدون الم عل تين فى ييف الله انق تم وجرى من توفيق 
الله عز وجل للمجاهدات, ثم إيصالهم إليه» وحط الأثقال عنهم والتخفيف عنهم 
في كثير من النوافل, وترك الشهوات والاقتصار على القيام بالفرائض والسنن في 
جم العمادات 3 وكفهل العزوب .رميوادكاة التحادود والتتقام و الانقتطاع دما سو 
الحق عرتواعل بالقلوي» سكرن زر هر نيصل اللده بووراطتهم مع الله عر وجل 
وألسنتهم لحكم الله وقلوبهم لعلم اللهء وألسنتهم لنصح عباد اللّه» وأسرارهم 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... 0 
لحفظ ودائع اللهء فعليهم سلام الله وتحياته وبركاته ورحمته ما دامت أرضه 
وسماؤه وقام العباد بطاعته وحفظ حقه وحدوده. 

المريد تتولاه سياسة العلم» والمراد تتولاه رعاية الحق» لأن المريد يسير 
والمراد يطير» فمتى يلحق السائر الطائر وينكشف لك ذلك بموسى 0 
متلراك الله علينيناة كات حوسى تريدا ‏ وتبيدا مر اذا ب دمي لفن موسي" 2ل :إل 
جبل طور سيناء» وطار نبيئا محمد َيِه إلى العرش واللوح المسطورء فالمريد 
طالب والمراد مطلوب» وعبادة المريد مجاهدة» وعبادة المراد موهبة» المريد 
موجود والمراد فان» المريد يعمل للعوضء والمراد لا يرى العمل بل يرى التوفيق 
والمنن؛ المريد يعدو في سلوك السبيل والمراد قائم على مجمع كل سبيل؛ 
المريد ينظر بنور اللّهء والمراد ينظر باللّه عز وجل» المريد قائم بأمر الله والمراد 
قائم بفعل اللّهء المريد يخالف هواه والمراد يتبرأ من إرادته ومناه» المريد يتقرب 
والمراد يتقرب بهء المريد يحمي والمراد يدلل» وينعم ويغذى ويشهىء المريد 
يحفظ والمراد يحفظ به؛ المريد في الترقي والمراد قد وصل وبلغ إلى الرب الذي 
هو المرقى ونال عنده كل طريف . 

أخبرنا أبو محمد رجب بن أبي منصور الداري» وأبو زيد عبد الرحمن بن 
سالم القرشي» وأبو عبد اللّه محمد بن عبادة الأنصاري بالقاهرة سنة إحدى 
وسبعين وستمائة . 

قالوا :(أخبرنا الشيخ القدوة أبو الحسن علي القرشي رضي اللّه عنه بجبل 
قاسيون» سنة ثماني عشرة وستمائة» قال: كنت أنا والشيخ أبو الحسن علي بن 
الهيتي عند الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه بمدرسته بباب الأزج 
سنة تسع وأربعين وخمسمائة» فجاءه أبو غالب فضل الله بن إسماعيل البغدادي 
الازجي التاجرء فقال له: يا سيدي قال جدك رسول الله عَيتّهِ : من دعي فليجب» 
وها أنا ذا قد دعوتك إلى منزلي» فقال: إن أذن لي أجبت» ثم أطرق ملي ثم قال: 
نعم) فكب بغلته وأخل الشيخ علي بزكابه الأيمن وأخذت أنا بالأيسر فاتينا داره» 
وإذا فيها مشايخ بغداد وعلماؤها وأعيانها» فمد سماطاً فيه من كل حلو وحامض» 
وأتى بسلة كبيرة مختومة يحملها اثنان وضعت آخر السماط» فقال أبو غالب: 
الصلاة والشيخ مطرق فلم يأكل ولا أذن في الأكل ولا أكل أحد وأهل المجلس 
كان على رؤوسهم الطير من هيبته؛ فاشار إلي وإلى الشيخ علي بن الهيتي أن قدما 
إلي تلك السلة» فقمنا نحملها وهي ثقيلة حتى وضعناها بين يديه؛ فأمرنا بفتحها 


١ 0006 


1 ا 000 
ففتحناها فإذا فيها ولد لآبي غالب أكمه مقعد مجذوم مفلوج» فقال له الشيخ : قم 
بإذن الله معافى» فإذا الصبى يعدو وهو يبصر ولا به عاهة» فضج الحاضرون وخرج 
الشيخ في غفلات الناس؛ ولم يأكل شيئأء فجعت إلى سيدي الشيخ أبي سعد 
القيلوي وأخبرته بذلكء» فقال: الشيخ عبد القادر يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي 
الموتى بإذن اللّه . 

قال: ولقد شهدت مجلسه مرة في سنة تسع وخمسين وخمسمائة» فأتاه 
جمع من الرافضة بقفتين مخيطتين مختومتين» وقالوا له: قل لنا ما في هاتين 
القفتين» فنزل من على الكرسي ووضع يده على إحداهما وقال: في هذه صبي 
مقعد» وأمر ابنه عبد الرزاق بفتحها فإذا فيها صبي مقعدء فأمسك بيده وقال له: 
قم فقام يعدو ثم وضع يده على الأخرى وقال: وفي هذه صبي لا عاهة به وأمر 
ابنه بفتحها ففتحهاء وإذا فيها صبى يمشى فأمسك بناصيته وقال له: اقعد فأقعدء 
فتابوا عن الرفض على يدهء ومات فى المجلس يومد ثلاثة» ولقد أدركت المشايخ 
من صدر القرن الماضي يقولوت أربعة هم الذين يبرئون الأكمه والأبرص الشيخ 
عبد القادر؛ والشيخ بقا بن بطوء والشيخ أبو سعد القيلوي» والشيخ علي ابن 
الهيتي رضي الله عنهم؛ ولقد رأيت أربعة من المشايخ يتصرفون في قبورهم 
كتصرف الأحياءء الشيخ عبد القادرء والشيخ معروف الكرخيء» والشيخ عقيل 
المدجبي) ؛ والشيخ حيا بن قيس الحراني رضي اللّه عنهم؛ 0 حشرت عقدة يؤما 
فاستقضاني حاجة, 50 في قضائهاء فتمال لي تمن ما تريد»ء قلت أريد كذا 
وكذا وذكرت أمرأً من أمور الباطن» فقال: خذه إليك فوجدته في ساعتي رضي الله 
غعنه. 

وقال رضي الله عنه في المتصوف والصوفي : المتصوف المبتدئ والصوفي 
ابي المتصوف الشارع في طريق الوصل» والصوفي من قطع الطريق ووصل 
إلى من إليه القطبع والوصل» المتصوف محمل والصوفي محمول»؛ حمل المتصوف 
كل ثقيل وخفيف فحمل حتى ذابت نفسه وزال هواه» وتلاشت إرادته وأمانيه؛ 
فصار صافياً فسمي صوفياًء فحمل فصار محمول» القدر كرة المشيعة مربي القدس 

منيع العلوم» والحكم بيت الأمرء والنور كهف الأولياء والأبدال وموئلهم ومرجعهم 
ومستراحهم ومتنفسهم ومسرتهم» إذ هو عين القلادة» درة التاج منظر الرب 
المتوصف مكابد لنفسه وهواه وإرادته وشيطانه ودنياه وأخراه» متعبد لربه عز وجل 
بمفارقة هذه الجهات الست,ء والأشياء وترك العمل لها وموافقتهاء والقبول منها 


ذكر فصول تن كلاف مرصعا يق هق عكاتن ا يي سس م سمه 1 
وتصفية باطنه من الميل إليهاء والاشتغال بهاء فيخالف شيطانه ويترك دنياه 
ويفارق أقرانه» وسائر خلق ربه بحكمه عز وجل لطلب أخراه» ثم يجاهد نفسه 
وهواه بأمر الله عز وجل» فيفارق أخراه» وما أعده اللّه عز وجل لأوليائه فيها في 
جنته لرغبته في مولاه: فيخرج من الأكوان» فيتصفى من الأحداث» ويتجوهر لرب 
الأنام» فتنقطع عنه العلائق ق والأسباب والأهل والأولاد» فتنسد عنه الجهات وتنفتح 
في وجهه جهة الجهات, وباب الأبواب» وهو الرضا بقضاء رب الأنام ورب الأرياب) 
ويفعل فيه فعال العالم بما مضى وما هو آتء والخبير بالسرائر والخفيات» وما 
يتحرك به الجوارح» وما تضمره القلوب والنيات» ثم يفتح .تجاه هذا الباب باب 
يسمى باب القرب إلى الملك الديان» ثم يرفع منه إلى مجالس الأنس» ثم يجلس 
على كرسي التوحيد» ثم ترفع عنه الحجبء, ويدخل دار الفردانية ويكشف عنه 
الجلال والعظمة» فإذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقي بلا هوء فانياً عن نفسه 
وصفاته) وعن حوله ترك وحركته وإرادته, ومناه ودنياه وأخراه» فيصير كإناء 
بلور مملوء ماء صافياً تبين فيه الأشباح» فلا يحكم عليه إلا القدر ولايوجده غير 
الأمر» فهو فان عنه وعن حظه؛ موجود لمولاه وأمره لايطلب خلوة» لأن الخلوة 
للموجود» فهر كالطفل لاياكل حتى يطعم ولا يلبس حتى يلبس» فهو مسترسل 
مفوض» 998 ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال # [الكهف :8م ]١‏ الآية,» هوكائن 
با؛ ئن» كائن بين الخليقة بالجثمان» بائن عنهم بالأفعال؛ والأعمال والسرائر والضمائر 
والنيات» فحينئذ يسمى 207 على معت انه تصفى من التكدر بالخليقة والبريات» 
وإن شعت سميته ل من الآبدال وعيناً من الأعيان» عارفاً بنفسه وربه الذي هو 
محيي الأموات» المخرج أولياءه من ظلمات النفوس والطبائع والأهوية والضلالات 
إلى ساحة الذكرء والمعارف والعلوم والأسرار ونور القربة» ثم إلى نوره عز وجل» 
قال تعالى : فإ اللّه نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح 4 [ النور: 
م 9« الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور © [ البقرة ١51:‏ ]؛ 
فاللّه عز وجل تولى إخراجهم من الظلمات؛ وأطلعهم على ما أضمرت قلوب العباد 
وانطوت عليه النيات» إذ جعلهم جواسيس القلوب» والأمناء على السر والخفيات 
والخطرات» لا شيطان مضلء ولا هوى متبع, ولا نفس أمارة بالسوءء ولا شهوة 
غالبة متبعة تدعوه إلى اللذات المردية فى الدركات المخرجة من أهل السنة 
والجماعات؛ قال عز من قائل: ا كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا 
المخلصين » [ يوس ف :74 ]» فحرسهم ربي وقمع رعونات نفوسهم؛ وضراواتها 


لوا نسي ٠:‏ ذ كز فطل فزخ كلامه مرصيها بسع من عجان 

بسلطان الجبروت» فثبتهم في مراتبهم» ووفقهم للوفاء بالصدق في سرهم» وبالصبر 
في محل انقطاعهم» واضطرارهم» قادوا الفرائض وحفظوا الحدود» والأوامرء وألزموا 
المراتب حتى قوموا وهذبوا ونقوا وأدبواء وطهروا وطيبوا ووسعوا وزكوا وشجعوا 
وعودواء فتمت لهم ولاية الله عز وجل» وتوليت الله ولي الذين آمنواء وقوله وهو 
يتولى الصالحين؛ فنقلوا من مراتبهم إلى مالك الملك؛» فرتب لهم ذلك بين يديه 
وصار نجواهم كفاحاًء يناجونه بقلوبهم وأسرارهمء فاشتغلوا به عمن سواهء ولهوا 
به عن نفوسهم وعن كل شيء»ء هو رب كل شيء ومولاه» يصيرهم في قبضته. 
وقيدهم بعقولهم» وجعلهم أمناء؛ فهم في قبضته وحصنه وحراسته» يشتمون روح 
القرب ويعيشون في فسحة التوحيد والرحمة» ولا يشتغلون بشيء إلا بما أذن لهم 
من الأعمال» فإذا جاء وقت عمل أبدانهم دون قلوبهم تحصنوا بصوامع الحرس في 
تلك الأعمال» كيلا تضرهم شياطينهم ونفوسهم وأهويتهم» فتسلم أعمالهم من 
حظ الشياطين؛ وسمات النفوس من الرياء والنفاق والعجبء وطلب الأعواض والشرك 
بشيء من الأشياءء والحول والقوة؛ بل يرون جميع ذلك فضلاً من اللّه وتوفيقاً منه 
عز وجل خلقاء ومنه بتوفيقه كسباء كي لا يخرجوا بغير هذه العقيدة من سنن 
الهدى؛ ثم يردون بعد أداء الأوامر» وفراغ تلك الأمثال إلى مراتبهم التي ألزموهاء 
فوقفوا معها وحفظوها بالقلوب والضمائرء وقد ينقلون إلى حالة بعد أن جعلوا 
الأمناءء وخوطبوا كل واحد منهم على الانفراد في حالته» إنك اليوم لدينا مكين 
أمين»؛ فلا يحتاجون فيها إلى إذن لأنهم صاروا كالمفوض أمرهم» فهم في 
قبضته حيث ما ذهبوا في شيء من أمورهم» فيمتلىء تمسو القن ل 
وجل» ونوره وعلمه والمعرفة به فلا يسمع غير ذلك»؛ وذلك أنه عز وجل أ أقامه في 
هذه المرتبة على شريطة اللزوم لهاء فلما وفى له بالشروط» ولم يبغ عملاً وحركة 
غير ذلك» وحفظه ولم يتجاوزه, نقله منها إلى ملك الجبروت» فجبر نفسه وقمعها 
بسلطان الجبروت حتى ذلت» وخضعتء ثم نقله منها إلى ملك السلطان ليذهب 
تلك العدد التي في نفسه؛ وهى أصول تلك الشهوات» قد صارت عدة ثابتة فيهاء 
ثم نقله منها إلى الجلال قادب, ثم نقله منها إلى ملك الجمال فنقي» ثم إلى ملك 
العظمة فصبر» ثم إلى ملك البهاء فطيبء ثم إلى ملك البهجة فوسعء ثم إلى ملك 
الهيبة فربي» ثم إلى ملك الرحمة فخوطب وقوي وشجعء ثم إلى ملك الفردية 
فعودء فاللطف يغذيه, والآفة تجمعه, فكيف به والمحبة تقربه» والشوق يدنيهء 
والمشيكة تؤديه إليه والجواد العزيز يقبله» فيقربه ثم يدنيه» ثم يمهلهء ثم يؤويه. 


ذكر فصول من كلام مراضعا بشىع من كات ا لاس مسي 07 
ثم يناجيه» ثم يبسطه منه ثم يقبض عليه» فأين ما صار وكل مكان حال» وفي كل 
حال لديه فهو في قبضته؛ وأمين من أمنائه على أسراره» وما يؤديه من ربه عز وجل 
إلى خلقه. فإذا صار إلى هذا المحل فقد انقطعت الصفات؛ وانقطع الكلام والعبارات, 
فهذا هو منتهى القلوب والعقول» وغاية ما يبلغ حال الأولياء إليه» ويؤذن وما وراء 
ذلك مختص بالأنبياء والرسل عليهم السلام» لأن نهاية الولي بداية النبي على 
الجميع صلوات اللّه وتحياته» ورأفته ورحمته» والفرق بين النبوة والولاية أن النبوة 
كلام ينفصل من اللّه عز وجل وحياً معه روح من اللّه تعالى» فينقضي الوحي 
ويختمه بالروح فيه قبوله» فهذا الذي يلزم تصديقه؛ ومن رده فهو كافر لآنه راد 
لكلام الله عز وجلء وأما الولاية فهي لمن ولي اللّه حديئه على طريق الإلهام؛ 
فأوصله إليه» فله فيه الحديث ويتفصل ذلك الحديث من الله تعالى على لسان 
الحق» ما جاءت به محبة الله تعالى من علم الله في نفسه؛ فأودعه الحق معه 
السكينة التي في قلب المجذوب فيقبله فيسكنء فالكلام للأنبياء والحديث 
للأولياء»ء فمن رد الكلام كفر لأنه رد على الله عز وجل كلامه؛ ووحيه وروحه» ومن 
رد الحديث لم يكفر بل يخيب ويصير وبال عليه؛ وينهب قلبه لأنه رد على الحق» 
وجعله مؤديا إلى القلب» لأن الحديث ما ظهر من علمه الذي برز في وقت 
ل 0 
لهذا العبد فيمضي مع الحق إلى قلبه فيقبله القلب بالسكينة. 

أخبرنا أبو محمد عبد الواحد بن صالح بن يحيى بن محمد القرشي 
البغدادي بالقاهرة سنة ثللاث وسبعين وستمائة. 

قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي المعروف بالخباز 
ببغداد سنة إحدى وأربعين وستمائة . 

قال: أخبرنا العمران الكيماتي والبزار» وأخبرنا أبو الفتوح محمد بن عبد 
اللّه بن أبي المحاسن إسماعيل القرشي التميمي القطفني بالقاهرة سنة تسع وستين 
وستمائة 

قال: أخبرنا الشيخان الشيخ أبو الحسن علي ابن الشيخ أبي المجد بن 
المبارك بن الظاهري الحريمي» به سئة خمس عشرة وستمائة» والشيخ أبو الحسن 
المعروف بالخفاف البغدادي بها سنة عشرين وستمائة. 

قالا: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو السعود المعروف بالمدلل ببغداد سنة تسع 
وسبعين وخمسمائةح . 


4 اللششسط سس - ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 

وأخبرنا أبو الحسن على بن عبد الله بن أبى بكر الأبهري» ثم البغدادي 
بالقاه هيه سين سعدا ْ 

قالا: أخبرنا أبو طاهر الخليل بن الشيخ أبي العباس أحمد بن علي الصرصري 
بها سنة إحدى وسبعين وستمائة . 

قال: أخيرنا أبي» وأخبرنا أبو الحسن علي بن زكريا بن يحيى بن أبي القاسم 
الأزجي بالقاهرة سنة إحدى وسبعين وستمائة. 

قال : أخبرنا الشيخان؛ قاضي القضاة أبو صالح نصر بن الحافظ أبي بكر عبد 
الرزاق» والشيخ أبو الفضل إسحاق بن أحمد العلئي ببغداد سنة اثنتين وثلاثين 
وستمائة 

قالا: أخبرنا الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بيغداد سنة إحدى وستماثةء 
وأخبرنا الشيخ الإمام شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن الشيخ العلامة عماد 
الدين أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي بالقاهرة سنة أربع 
وسبعين وستمائة 

قال: أخبرنا الشيخ الشريف أبو القاسم هية اللّه بن عبد اللّه المعروف بابن 
المنصوري بيغداد سنة إحدى وثلاثين وستمائة . 

قال : أخبرنا الشيخ القدوة أبو عبد اللّه محمد بن أبي المعالي بن قائد 
الأواني بها سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة 

قالوا: جاءت امرأة إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه بولد 
لهاء وقالت له : إني رأيت قلب ابني هذا شديد التعلق بك» وقد خرجت عن حقي 
فيه لله عز وجل ولك» فقبله الشيخٍ وأمره بالمجاهدة وسلوك طريق السلف» 
فدخلت أمه عليه يوم فوجدته نحيلاً مصفراً من آثار الجوع والسهر» ووجدنه 
يأكل في قرص من شعير» فدخلت إلى الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظام 
دجاجة مسلوقة قد أكلهاء فقالت ٠:‏ يا سيدي تأكل الدجاج ويأكل ابني خيز 
الشعيرء فوضع يده على تلك العظام وقال: قومي بإذن اللّه الذي يحيي العظام 
وهي رميم» فقامت دجاجة سوية فصاحتء» فقال الشيخ: إذا صار ابنك هكذا 
فلياكل مهما شاء. 

قالوا : ومرت على مجلسه حدأة طائرة ة في يوم شديد الريح» فصاحت 
فشوشت على الحاضرين» فتمقال: يا ريح خذي رأس هذه الحدأة» فوقعت لوقتها 
بناحية ورأسها في ناحية؛ فنزل الشيخ من على الكرسي وأخذها في يده وأمر يده 


فكز فقول من كلامه مرصعا بشىء من عجاتي : السصسس سس سدس سنت :18و 
الأخرى عليهاء وقال: بسم اللّه الرحمن الرحيم» فحيت بإذن اللّه» وطارت والناس 
يشاهدون ذلك . 

وقال رضي اللّه عنه في التقوى: التقوى على وجوه؛ تقوى العامة» ترك الشرك 
بالحق» وتقوى الخاصة ترك الهوى والمعاصي ومخالفة النفس في سائر الأحوال» 
وتقوى خاصة الخاصة من الأولياء بترك الإرادات فى الأشياه والتخير في النوافل من 
العبادات» والتعلق بالأسباب والركون إلى سرف لدو بل لزوم الحال والمقام» 
وامتثال الأمر في جميع ذلك مع إحكام الفرائض» وتقوى الأنبياء عليهم السلام لا 
يتجاوزهم غيب في شيءء فهم من اللّهء وإلى الله يأمرهم وينهاهم» ويوفقهم 
ويؤدبهم» ويطيبهم ويطهرهم. ويكلمهم. ويحدثهم ويرشدهم» ويهديهم» ويعافيهم» 
ويعطيهم ويهنيهم ويطلعهم وينصرهم, لا مجال للعمل في ذلك فهم في معزل عن 
البشر» بل عن الملائكة أجمع إلا فيما يتعلق بالحكم الظاهر والأمر البين الموضوع 
للأمة وعوام المؤمنين» فإنهم يشاركون الخلق في ذلك وينفردون عنهم فيما سوى 
ذلك» وقد يعطى بعض ذلك الكرام من الأبدال» والخاصة من الأولياء» فتقصر 
عبارتهم عن ذكر ذلك» فلا يظهر إلى الوجود» ولا يدرك بالسمع والحس» ويستدل 
على التقوى بثلاث؛ بحسن التوكل فيما لم ينل» وحسن الرضى فيما قد نال 
وحسن الصبر على ما قد فات» ومن لم يحكم بينه وبين الله تعالى التقوى 
والمراقبة لم يصل إلى الكشف والمشاهدة» فالمتقي من لم يدنس ظاهره 
بالمعارضات» ولا باطنه بالعلات؛ ويكون واقفا مع الله تعالى موقف الاتفاق؛ 
فظاهره محافظة الحدودهء وباطنه النية والإخلاص» وطريق التقوى أولا التخلص من 
مظالم العباد وحقوقهم»؛ ثم من المعاصي الكبائر منها والصغائر» ثم الاشتغال بترك 
ذنوب القلب التي هي أمهات الذنوب وأصولهاء منها تتفرع ذنوب الجوارح من 
الرياء والنفاق» والعجب والكبرء والحرص والطمع» والخوف من الخلق والرجاء 
لهمء وطلب الجاه والرياسة» والتقدم على أبناء جنسهء وغير ذلك مما يطول 
شرحه؛ وإنما يقوى على جميع ذلك بمخالفة الهوىء ثم الاشتغال بتلك الإرادة» 


ولا يختار مع اللّه تعالى شيئأء ولا يدبر مع تدبيره» ولا يتخير عليه ولا ينص على 


جهة وسبب في رزقه» ولا يعترض عليه عز وجل في حكمه.؛ في خلقه» بل يسلم 
الكل إليه؛ ويستسلم بين يديه ويطرح نفسه لديه فيصير في يد قدرته كالطفل 
الرضيع في يد ظثره ودايته» والميت في يد غاسله» مسلوب اختياره» منزوع عن 
إرادته» والنجاة النجاة في ذلكء فإن قال قائل: كيف الطريق إلى ذلك؟ قيل له: 


و ا تي ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 
الطريق إلى ذلك بصدق اللجا إلى الله عز وجلء» والانقطاع إليه ولزوم طاعته؛ 
بامتثال أوامره واجتناب نواهيه» والتسليم لقدرهء» وحفظ الحال وصيانة حدودها 
أندأ»نوما تجاامن تجا إل بمراعاة الوقارة وحعقيق الضياءة وتغايمن الركي + وصضدق 
الإعراض عن الدنيا وهي الحجاب العظيم» وبها يتبين الخالص من المبهرج . 
أخبرنا قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد المقدسي الحنبلي 
سنة أربع وسبعين وستماثة . 
قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن المنصوري بيغداد سنة ثلاث 
وثلاثين وستماثة. 
قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد القرشي 
البغدادي ركيب دار الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنهء قال: ركب 
الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنهء وأتى إلى جامع المنصور» ثم رجع. 
إلى المدرسة» وكشف الطرحة عن وجهه المبارك» وألقى بيده من على جبينه 
عقرباء فسعت على الأرض» فقال لها: موتي» فماتت مكانهاء ثم قال لي: يا 
أحمد إن هذه ضربتني من الجامع إلى هنا ستين مرة . ٍ 
قال : وشكوت إليه الفاقة» وكثرة العيال في غلاء نزل ببغدادء فأخرج إلي 
ويبة من برء وقال لي : ضعه في كوارة» وسد رأسها وافتح في جنبها فتحاء وأخرجوا 
منه واطحنوا ولا تغيروه . 
قال: فاكلنا منه خمس سنين» ثم فتحته زوجتي فوجدته على حاله أول مرة؛ 
ونفد في سبعة أيام» فقلت ذلك للشيخ فقال: لو تركتموه لأكلتم منه إلى أن تموتوا. 
وقال رضي اللّه عنه في الورع: الورع إشارة إلى التوقف في كل شيء»ء وترك 
الإقدام عليه إلا بإذن الشرعء فإن وجد للشرع فيه فعلاً ولتناوله فيه مساغاً وإلا 
ه ١‏ تركه» والورع ملاك الأمور كلهاء والورع ثلاث درجات؛ ورع العوام؛ وهو ورع عن 
الحرام والشبهة» وورع الخواص» وهو ورع عن كل ما للنفس والهوى فيه شهوة» 
وريغ خواص الخواص وهو ورع عن كل ما لهم فيه إرادة ورؤية» والورع ورعان: 
ظاهر: وهو أن لا يتحرك إلا الله» وباطن وهو أن لا يدخل قلبك سوى اللّه تعالى؛ 
ومن لم ينظر في دقائق الورع لم يحصل له نفائس العطاءء والورع في النطق أشدء 
والرهد في الرئاسة أصعب؛» والزهد أول الورع كما أن القناعة طرف الرضى» ومن 
قواعد الورع؛ الورع في الطعام واللباس» فطعام المتقي ما ليس للخلق عليه تبعة؛ 
ولا للشرع عليه مطالبة» وطعام الولي ما ليس فيه هوى بل مجرد بالأمرء» وطعام 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... سس د برو 
البدل ما ليس فيه إرادة» بل فضل من اللّه تعالى» فمن لم يتحقق له الوصف الأول 
لم يصل إلى ما بعده على الترتيب» والحلال المطلق هو الذي لا يعصي الله تعالى 
به» ولا بشيء فيه والنامن في اللبائن علئ. ثلاثة اضر : فلباس الأتقياء هو الحلال 
المتقدم ذكرهء سواء كان كتانا أو قطنا أو صوفاًء أو غير ذلك؛ ولباس الأولياء ما 
وقع به الآمر وهو أدنى ما تستر به العورة» وتدعو إليه الضرورة ليتحقق بذلك زوال 
أهويتهم» ولباس البدلاء ما جاء به القدر مع حفظ الحدودء إما قميص بقيراط» أو 
حلة بمائة ديئارء فلا إرادة تسمو إلى الأعلى» ولا هوى يكسر بالأدنى» بل ما 
تفضل به المولى» ولا يتم الورع إلا أن يرى عشر خصالء» فريضة على نفسه. 

ا اي ل 
[الحجرات :؟ ١‏ ]. 

والثاني : الاجتناب عن سوء الظن لقوله تعالى : ف اجتنبوا كثيراً من الظن إن 

بعض الظن إثم » [ الحجرات ١١:‏ ]2 ولقول النبي يَيْْهُ : «إياكم والظن فإنه اكذب 
الحديث 6 . 

والثالث : الاجتناب عن السخرية لقوله تعالى : إ لا يسخر قوم من قوم عسى 
أن يكونوا خيراً منهم » [ الحجرات:١١].‏ 

والرابع: غض البصر عن المحارم لقوله تعالى: « قل للمؤمنين يغضوا من 
أبصارهم # [ النور: .]7١‏ 

والخامس: صدق اللسان لقوله تعالى: «9 وإذا قلتم فاعدلوا » [الأنعام: 
))ء يعني فاصدقوا. 

والسادس: أن يعرف منة اللّه تعالى عليه لكيلا يعجب بنفسه لقوله تعالى: 
#بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان 4 [الحجرات:7١‏ ]. 

والسابع: أن ينفق ماله في الحق» ولا ينفقه في الباطل لقوله تعالى : و والذين 
إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا » [الفرقان:/51]» يعني لم ينفقوا في المعصيةء 
ولم يمنعوا من الطاعة . 

الغامن: أن لا يطلب لنفسه العلو والكبر لقوله تعالى : 9 تلك الدار الآخرة 
نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً 4 [ القصص 8 ]. 

والتاسع: المحافظة على الصلوات الخمس في مواقيتهاء وإتمام ركوعها 
وسجودها لقوله تعالى: 9 حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله 
قانتين » [ البقرة :77/8 ] . 


* "7 1 سسسستستسسسسسسسسسست ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب.. 
والعاشر : الاستقامة على السنة والجماعة لقوله تعالى : # وأن هذا صراطي 
مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله # [ الأنعام لاه .]١‏ 
3-1 أخبرنا 0-000 موسى 7 الع ارك أبي المعالي عثمان بن موسى 
يي 0 
ع مع بر ره لوم 
101011118 ري 0 خمسير:" وميد ا 
في قبقاب له» وصلى ركعتين» » فلما سلم منهما صرخ صرخة عظيمة» وأخذ فردة 
من قبقايه ذلك ورمى بها في الهواء. فغابت عن أبصارناء ثم صرخ أخرى ورمى 
بالفردة /١‏ الأخرىع تغابك عن ابصارت أيضاء ثم جلس ولم يتجاسر أحد على سؤاله 
ثم يعد ثلاثة وعشرين يوماً قدمت قافلة من بلاد العجم وقالت, يده 
نذرا فاستاذناه فقال : خذوه منهم)» فأعطونا منا من حرير» وثياباً من 0 وها 
وقبقاب الشيخ الذي رمى به في ذلك اليوم» فقلنا لهم: من أين لكم هذا القبقاب» 
قالوا : بينما نحن سائرون يوع الاحد ثالث صفر إذ خراجت علينا عرب لهم مقدمانث» 
فانتهبوا أموالنا وقتلوا مناء ونزلوا وادياً يقعسمون أموالناء ونزلنا على شفير الوادي» 
فتملنا: لو ذكرنا الشيخ عبد القادر فى هذا الوقت» ونذرنا له شيعا من أموالنا إن 
سلمناء فبينما ذكرناه سمعنا صرختين عظيمتين ملاتا الوادي» ورأيناهم مذعورين» 
فظننا أن قد جاءهم عرب آخرون» فجاء إلينا بعضهم وقالوا: تعالوا خذوا أموالكم» 
وانظروا ما قد دهمناء فأتوا بنا إلى مقدميهم» فوجدناهما ميتين وعند كل واحد 
منهما فردة:من هذا القبقاب مبتلة بماء» فردوا علينا أموالناء وقالوا: إن لهذا الأمر 
وقال رضي اللّه عنه في خواطر القلب : في القلب خواطر ستة : أحدها خاطر 
النفسء والثاني: خاطر الشيطان» والثالث: خاطر الروح» والرايع: خاطر الملك؛ 
والخامس : خابار العقل. والسادس : 5 0 00 القن 8 يعاود 
بالكفر والشرك والشك والتهمة لله تمان في وعده» وفي الفرح مي 
والتسويف بالتوبة» وما فيه هلاك النفس في الدنيا والآخرة» فالخاطران مذمومان 


ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب... تتشسشسشتيشسييسسيست ب#بمو 
محكوم لهما بالسوءء وهما لعموم المؤمنين» وخاطر الروح وخاطر الملك يردان 
بالحق والطاعة لله عز وجلء» وما عاقبته السلامة فى الدنيا والآخرة» وما يوافق 
القلمء فهتما معميوداق لا بعدامهما خضوض التا»:واما تخاظر العقل فعارة يَامْريما 
تأمر به النفس والشيطان» وأخرى بما يأمر به الروح والملك»؛ وذلك حكمة من الله 
تعالى» وإتقان لصنعه ليد خل العبد في الخير والشر بوجود معقول وصحة شهودء 
وتمييز فيكون عاقبة ذلك من الجزاء والعقاب عائداً له وعليه» لأن الله تعالى جعل 
الجسم مكاناً لجريان أحكامه. وَمْيِجْل لنفاذ مشيئته في مباني حكمته, كذلك 
جعل العقل مطية الخير والشر يجري معهما في خزانة الجسمء إذ كان مكاناً 
للتكليف» اضيا للتصريف» ا للتعريف» فله أقل لذة النعيم من الله عز 
وجلء أو عذاب أليم» وأما خاطر اليقين وهو روح الإيمان» ومزيد العلم يردان إليه 
ويصدران عنهء وهو مخصوص بخواص من الأولياء الموقئين الصديقين الشهداء 
الأبدال لا يرد إلا بحق» وإن خفي وروده ودق مجيئه؛ ولا يقدح إلا بعلم لدني؛ 
وأخبار الغيوب وأسرار الأمورء فهو للمحبوبين» والمرادين المختارين الغائبين 
عنهم» المفعول فيهم الغائبين عن ظواهرهم, الذين انقلبت عبادتهم الظاهرة إلى 
الباطنة ما خلا الفرائض والسئن المؤكدة» فهم أبدأ في مراقبة بواطنهم واللّه تعالى 
يتولى تربية ظواهرهم» كما قال جل اسمه فى كتابه العزيز: إن ولبي اللّه الذي 
نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين # [[الأعراف :193 ]: تولاهم وكفاهم» وأشغل 
قلوبهم بمطالعة أسرار الغيوب» ونورها بالتجلي في كل قريب» فاصطفاهم 
لمحادثته؛ واختصهم بالأنس به وبالسكون إليه والطمأنينة لديه» فهم في كل يوم 
في مزيد علم ونمو معرفة» وتوفير نور» وقرب من محبوبهم ومعبودهم» في نعيم لا 
نفاد له وآ ء لا انقطاع لهاء وسرور لا غاية له» ولا منتهى» فإذا بلغ الكتاب أجله 
وانتهى إلى ما قدره من البقاء في دار الفناء نقلهم منها أحسن انتقال» كما تنقل 
العروس من حجرة إلى دار من الأدنى إلى الأعلى؛ فالدنيا في حقهم جنة» وفي 
الآخرة لأعينهم قرة» وهو النظر إلى وجه الله الكريم من غير حجابء ولا باب» ولا 
حاجب ولا بواب» ولا مانع ولا ضيم ولا إضرار» ولا انقطاع ولا نفاد» كما قال عز 
من قائل: إإن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر # 
[القمر: هه ]؛ كما قال تعالى : # للذين أحسنوا الحسنى وزيادة © [ يونس:5؟ ]) 
والنفس والروح مكانان لإلقاء الملك والشيطان» فالملك يلقى التقوى إلى القلب؛ 
والشيطان يلقى الفجور إلى النفس» فتطالب القلب باستعمال الجوارح بالفجور؛ 


لاي وه ميت . يوك فول من كله مهما بخ من عجاتي ا 
وفي مكانين من البنية العقل والهوى» يتصرفان بمشيئة حاكم» وهو التوفيق أو 
الغرورء وفي القلب نوران ساطعان؛ وهما العلم والإيمان» فجميع ذلك أدوات 
القلب وحواسه. وآلاته, والقلب فى وسط هذه الالات كالمل»ك وهذه جنوده» تؤدي 
إليه أو كالمراة المجلوة» وهذه الآألات حوله تظهر فيراها وتمفدح فيه فيجدهاء 
والخواطر خطاب يرد على الضمائرء فإذا كان من قبل الملك فهو الإلهام» وإذا كان 
من قبل الشيطان فهو الوسواسء وإذا كان من قبل النفس فهو الهاجسء وإذا كان 
من قبل اللّه تعالى وإلقائه في القلب فهو خاطر حق» فعلامة الإلهام أنه يرد بموافقة 
العلم» فكل إلهام لا يشهد له ظاهر فهو باطل» وعلامة الهواجس اللجاج في طلب 
وصف من خصائص صفات النفس» ولا يزال يعاود ولو بعد حين)» حتى يأتي 
الرجل ذلك الوصفء وعلامة الوسواس أنه إذا دعى إلى زلة فخولف فيها وسوس 
بزلة أخرى» لأن جميع المخالفات عنده سواءء كما قال تعالى: ‏ إنما يدعو حزبه 
ليكونوا من أصحاب السعير » [فاطر: ]» وعلامة الخاطر الحق أنه لا يؤدي إلى 
حيرة» ولا يجذب إلى سوءء بل يرد بزيادة علم وبيان» يعرف بنعته عند وجدانه) 
وإذا ورد على القلب خاطر حق بعده خاطر حق . 

قال الجنيد : الأول أقوى لأنه إذا بقى رجع صاحبه إلى التأمل» وهذا مكان 
العلم . 1 

وقال ابن عطاء : الثانى أقوى لأنه ازداد بالأول قوة . 

وقال ابن خفيف : هما سواء لأآن كليهما من الحق» ولا مزية لأحدهما إلا 
بمرجع بوصف .خاصء وإذا اختلفت الخواطر على القلب فقل: سبحان الملك 
الخلاق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على اللّه بعزيز. 

وأجمعوا على أنه من كان أكله الحرام لم يستطع أن يفرق بين الخواطر. 
وستماثة. 

قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن على بن سليمان الخباز بيغداد سنة ثلاثين 
وستمائة. قال: سمعت شيخنا الشيخ أبا حفص عمر الكيماتي رضي اللّه عنه 
يقول: كنت في خلوتى ليلة فانشق الحائط ودخل شخص كريه المنظر» فقلت له: 
من أنت؟ قال: إبليس» وقد جعت لأنصحكء» قلت: وما نصحك لي؟ قال: 
أعلمك جلسة المراقبة» ثم جلس القرفصاء ورأسه منتككسء قال: فلما أصبيحت 
أتيت سيدي الشيخ محيى الدين عبد القادر رضي اللّه عنه لأذكر له ذلكء» فلما 


ذكر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائي . ...مهسو 
صافحته أمسك بيدي قبل أن أذكر له شيئاً من ذلك» وقال: يا عمر صدقك وهو 
كذوب» فلا تقبلن منه بعد هذا أبداء قال الشيخ أبو الحسن: فكانت هذه الجلسة 
جلسة الشيخ عمر رضي اللّه عنه أربعين سنة. 
وقال رضي اللّه عنه : اسم اللّه الأعظم هو اللّهء وإنما يستجاب لك إذا قلت: 
الله وليس في قلبك غيره» يسم اللّه من العارف ككن من اللّه عز وجلء) هذه 
الهم؛ هذه كلمة تكشف الغمء هذه كلمة تبطل السمء هذه كلمة 
نورها يعمء اللّه يغلب كل غالبء اللّه مظهر العجائب, اللّه سبحانه رفيع» الله 
جنابه منيع» الله مطلع على العباد» رقيب على القلب والفؤاد» اللّه قاهر الجبابرة؛ 
الله قاصر الأكاسرة» اللّه عالم السر والعلانية» اللّه لا تخفى عليه خافية» من كان 
في حفظ الله من أحب اللّه لا يرى غير الله من سلك طريق اللّه وصل إلى الله 
ومن وصل إلى الله عاش في كنف اللّهء ومن اشتاق إلى اللّه أنس باللّه من ترك 
الأغيار صفا وقته مع اللّهء اقرع باب اللّه الجأ إلى اللّه؛ توكل على الله ها فعرضا 
ارجع إلى اللّهء» هذا سماع اسمي في دار الشقاء فكيف عند اللقاء؟ هذا في دار 
المحنة» فكيف فى دار النعمة؟ هذا اسمى وأنت على الباب» فكيف إذا كشف 
الحجاب؟ هذا وقد ناديت فكيف إذا تجليت؟ القوم فى المشاهدة وأنجز الفضل 
إليهم واردة» المحب كالطير لا ينام في الأشجار يناجي حبيبه في خلوات الأسحار» 
تهب رائحة القرب على قلوبهم فيشتاقون إلى ربهمء اذكروني بالتسليم والتفويض 
اذكركم بأصلح الاختيار» بيانه قوله تعالى: فإ ومن يتوكل على اللّه فهو حسبه © 
[الطلاق :]2 اذكروني بالشوق والمحبة أذكركم بالوصل والقرابة» اذ كروني 
بالحمد والثناء» أذكركم بالمن والجزاءء اذكروني بالتوبة أذكركم بغفران الحوبة. 
اذكروني بالدعاء أذكركم بالعطاءء اذكروني بالسؤال أذكركم بالنوال» اذكروني بلا 
غفلة أذكركم بلا مهلةء اذكروني بالندم أذكركم بالكرم» اذكروني بالمعذرة 
أذكركم بالمغفرة» اذكروني بالإرادة أذكركم بالإفادة» اذكروني بالتفضل أذ كركم 
بالتفضيل» اذكروني بالإخلاص أذكركم بالخلاص» اذكروني بالقلوب أذ كركم 
بكشف الكروب» اذكروني باللسان أذكركم بالأمان» اذكروني بالافتقار أذكركم 
بالاقتدار» اذكروني بالاعتذار والاستغفار أذكركم بالرحمة والاستغفار» اذكروني 
بالإيمان أذكركم بالجنانء اذكروني بالإسلام أذكركم بالإكرام» أذكروني بالقلب 
أذكركم بكشف الحجاب» اذكروني ذكراً فانياً أذكركم ذكراً ا اذكروني 
بالابتهال أذك ركم بالإفضالء» اذكروني بالتذلل أذكركم بغفران الزلل» اذ كروني 


7*5 3 مسس سيت ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب.. 
بالاعتراف أذكركم بمحو الاقتراف» اذكروني بصفاء السر أذكركم بخالص البرء 
اذكروني بالصدق أذكركم بالرفق» اذكروني بالصفو أذكركم بالعفوء اذكروني 
بالتعظيم أذكركم بالتكريم» اذكروني بالتكبير أذ كركم بالنجاة من السعيرء اذكروني 
بترك الجفاء أذكركم بحفظ الوفاء» اذكروني بترك الخطاء أذكركم بأنواع العطاء؛ 
اذكروني بالجهد في الخدمة أذكركم بإتمام النعمة» اذكروني من حيث أنتم 
أذكركم من حيث أناء ولذكر اللّه أكبر. 

أخبرنا الشيخ العالم جمال الدين أبو عمرو عثمان ابن الشيخ أبي الحرم 
مكي ابن الإمام أبي عمرو عثمان بن إسماعيل بن إبراهيم السعدي الشارعي 
الشافعي الواعظ في يوم عاشوراء من سنة تسع وخمسين وستمائة . 

قال: أخبرنا شيخنا بقية السلف شيخ المشايخ زين العلماء بديع الدين أبو 
القاسم خلف بن عياش الشارعى الشافعى سنة خمس وستمائة» قال : بعثني الشيخ 
شافعي زمانه أبو عمرو عثمان إسماعيل السعدي إلى بغداد لأحصل له نسخة 
بمسند الإمام أحمد رضي اللّه عنه» فلما قدمت بغداد وجدت الناس يلهجود 
بذكر الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» فقلت في .نفسي : : إن كان 
هذا الرجل كما يقال فهو يكاشفني بما أصوره في نفسيء ثم رتبت صورة لا 
توافق العادة» وقلت في نفسي: إذا دخلت إليه وسلمت عليه لا يرد علي ويعرض 
بوجهه عني» ويقول لخادمه: : ائتني بقطعة من تمر على قدر قرعة هذا الرجل 
الداخل» وعسل بدانق لا يزيد حبة» ولا ينقص حبة» فإذا أتاه بذلك البسني 
الطاقية قبل أن أسأله ويرد علي السلام» ثم قمت على الفور وأتيت مدرسته فوافيته 
جالساً في المحراب؛ فنظر إِليّ نظرة فهمت منها أنه علم بجميع ما في نفسي؛ 
فسلمت عليه فلم يرد علي السلام» وحوّل وجهه عني» وقال لخادمه ائتني بقطعة 
من تمر على قدر قرعة هذا الداخل» وعسل بدائق لا يزيد حبة» ولا ينقص دبةع 
فوالله لقد أتى بالألفاظ التي أضمرتهاء وما أخل منها بشيءء فلما جاء خادمه؛ 
00 طاقيتي وجعل فيها قطعة التمرء فكأنها قالب لهاء وقدم إلي النعل» ثم 

لبسني الشيخ طاقية كانت على رأسه؛ وردٌ علي السلام وقال لي: يا خلف أنت 

ردت هذه كله فأقمت عنده. وتحملت عنه العلم» وسمعت عليه الحديث وهذا 
الشيخ بديع الدين كان من العلماء الصلحاء المحدثين» سكن مصر وألبس أعيان 
أهلها يومهذ الخرقة القادرية» وعمرو لا زال يسمع الحديثء ويفيد العلم إلى أن 
علت سنه» ومات بالشارع الأعظم ظاهر القاهرة رضي اللّه عنه . 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... 2322-3-7 سس - اد ١##‏ 

وقال رضي الله عنه: برقت بارقة من جناب الأزل في سماء قلوب العارفين؛ 
هب نسيم من رياض الديمومية على مشام أرواح المكاشفين» تنوعت أرانيج زهر 
القدس على زهر أسرار المشاهدين»؛ سافرت تلك العقول في بحر بسم الله ليصل 
غاياتها إلى ساحة ساحل جناب الرحمن الرحيم» فترجع غنية بجواهر فرائد الألوهية؛ 
فائزة بتحف خزائن الازلية» ظافرة بنيل سؤل موسى ليلة أرني» ناظرة على طور 

طلبها إلى نور سبحات تجلي معاشر العارفين» الموت في حرب حبه كل الحياة؛ 
الحياة مع غيره ولو للخظلة تحقيقة» الميرت :إن اعمى غيق عقلك غرن تقار خيزه: في 
الدنيا جعل جزاءها في الآخرة وجوه يومعذٍ ناضرة | إلى ربها ناظرة» إن قتلك يسيف 
حبه في العاجل جعل ديتك في الآجل أحياء عند ربهم يرزقون» طافت سقاة القوم 
على أرواح بعض بني آدم بكؤوس شراب ألست في خلوة مجلسء وإذ أخدذ ربهم 
اسكرهم الساقي لا الشراب» سكنت تلك النشوات فى ذرات تلك الذوات حتى 
انفلق صبح شرع أحمد َيه من مشرق سماء رعالك وجاءته من جناب الأزل 
لطائف أسرار الغيب» فنبه. سكارى العشق» وأيقظ نوام القول لتذكر عهدها معه 
في خلوة ليلة ألست» فطارت إليه بجناح» وعجلت إليك رب لترضى» كاشف 
الارواح بقوله: هو اللّه سكن القلوب بقوله الذي لا إله إلا هوء خوف الأسرار 
بقوله: عالم الغيب والشهادة؛ لاطف العقول بقوله: الرحمن الرحيم» الهوية بحر 
يغرق فيه سابح كل عقل» وينكسر في طلب علمه كل سفينة» فكر إن سار العقل 
على مطية الفكر إلى ساحل هذا البحر بدليل الإيقان» قذفت إليه أمواجه جواهر 
أسرار الأزل» وأتحفته بلطائف أنباء الغيب» وأراه نور الهداية حق اليقين» وسارت 
به نجائب العناية إلى جبل قاف القرب» وغسل خضر سره في عين ماء الحياة» 
وأخرجه من الظلمات إلى النور» فهنالك يرى شرع سيد الكونين سراج عيون عقول 
العارفين» يكاد يخطف بلوامع بروق أنواره أبصار الواصلين» وتنقش أيدي مواشط 
أتباعه وجوه عرائس مقامات المقربين» ويدبج صناع أديم إدامة التأدب به وشي 
حلل المشاهدين,» يا هذا قلبك موضع نظرات القدم؛ وفي فضاء صدرك تضرب 
خيمة القرب» لأجلك خلق الجنة والنار» وبسبب معصيتك قال: وإني لغفار لمن 
تاب وآمن . 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي زكرياء يحيى بن أبي القاسم البغدادي 
الأزجي بالقاهرة سدة اثنتين وسبعين وستماثة. 

قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو صالح نصرء وأبو المحاسن فضل الله أبناء 


ل ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب .. 
الإمام أبي بكر عبد الرزاق بن شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه؛ 
ببغداد سنة إحدى وثلاثين وستمائة . 

قالا: أخبرنا والدنا سئة إحدى وستمائة» قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن بن 
الطنطنة البغدادي صبيحة دفن والدي رضي اللّه عنه . 

قال: كنت اشتغل بالعلم على سيدي محيي الدين عبد القادر» وكنت أسهر 
أكثر الليل أترقب حاجة لهء فخرج من داره ليلة في صغفر سنة ثلاث وخمسين 
وخمسمائة» فناولته إبريقا فلم يأخذهء وقصد باب المدرسة» فانفتح له الباب» 
وخرج وخرجت خلفه» وأنا أقول: إنه لا يشعر بي» ومشى إلى أن قرب من باب 
بغدادى فانفتح له الباب» وخرج وخرجت خلفه. ثم عاد الباب مغلقاء» ومشى غير 
بعيد» فإذا نحن في بلد لا أعرفه» فدخل مكانا شبيها بالرياط» وإذا فيه ستة نفرء 
فبادروا بالسلام عليه» والتجات إلى سارية هناك» وسمعت في جانب ذلك المكان 
أنينا قلغ تالبك الأعيسيرا مجن .كر الاشيوة 'ودخل رجل وذهب إلى الجهة التي 
سمعت منها الأنين» ثم خرج يحمل شخصا على عاتقه» ودخل آخر مكشوف 
الرأس». طويل شعر الشارب» وجلس بين يدي الشيخ, فأخذ عليه الشيخ الشهادتين؛ 
وقص شعر رأسه وشاريهع اليه طاقية» وسماه محمداء وقال لأولعلك النفر: قد 
أمرت أن يكون هذا بدلاً عن الميتء قالوا: سمعاً وطاعة» ثم خرج الشيخ 
وتركهمء » وخرجت خلفه» ومشينا غير بعيد» فإذا. نحن عند باب بغداد فانفتح 
كأول مرةء ثم أتى إلى المدرسة» فانفتح بابها أيضأء ودخل داره» فلما كان الغد 
جلست بين يديه أقرأ على عادتي» فلم أستطع من هيبته: فقال : أي بني اقرأ ولا 
عليك؛ فاقسمت عليه أن يبين لي ما رأيت» فقال: أما البلد فنهاوند» وأما الستة 
الذين رأيتهم فهم الأبدال النجباء» وصاحب الأنين الذي سمعته هو سابعهم كان 
مريضاً فلما حضرت وفاته جعت أحضره؛ وأما الرجل الذي خرج يحمل كيدها 
على عاتقه فأبو العباس الخضر ذهب به ليتولى أمره » وأما الرجل الذي أخذت عليه 
الشهادتين فرجل من أهل القسطنطينية كان نصرانياء وأمرت أن يكون بدلا عن 
المتوفى؛ فاتي به وأسلم على يديء وهو الآن منهمء وأخذ علي أن لا أحدث 
بذلك أحداً وهو حي . 

وقال رضي اللّه عنه : الخرقة عبارة عن تلهب قلب عرف وما انحرف» وعلى 
قدم الإخلاص وقف سرير الأسرار لا ينصب إلا في سرادق حق اليقين» وحق اليقين 
نفظة” دائرة "العوعية» والفر سين فاغوة بتاع الر توم 'الفوية: الاتسدية مينتاظين 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجأئب ١‏ ...مس سس 8 8# 
حديد قلوب العارفين» والروضة الأبدية مراتع أسرار المكاشفين» كاشف الأرواح 
ليلة ألست» بأسرار قدمه لاطف العقول في مقام وإذ أخذ بألطاف تقرير عهده 
باسط الخواطر في حضرة السرمدية بمباسطة» وأشهدهم تقرب إلى الأسرار في 
جناب الأزل بمخاطبة ألست» سقاهم كأس محبته بأيدي سقاة قربه» خرجوا إلى 
الدنيا وفي رؤوسهم نشوات ذلك الخمارء وفي عيون عقولهم بقايا رسوم ذلك 
الجمال» وفي أحداق قلوبهم برقان ذلك الجنئاب؛ واحرقتاه عليكم كيف تموتون» 
وما عرفتم ربكم الشجاعة صبر ساعة؛» يا أعجمى» الفطنة سافر إلى بلاد العرب يا 
موتى الطبيعة سافروا إلى بلاد هند الهداية» سقي بعض العارفين من هذا الشراب 
قطرة» وأفرغ ما في القدر له منه نغة» فقامت روحه ترقص طربا بين ندمائه» واهتز 
جبل موسى شوقا عند لمع برق التجلي» فنظر سر المحبوب» فقال من غلبة 
طفحات عشقه: أنا الحق» سكر نديمه الآخرء فقال: سبحانى» فارقت جماعة من 
طبور الأزواح اققاض الاشياحه وطارت تالجيعة العرق :فى فصا الخرام» وأمنت من 
نجد الوجد وادي منادي الأزل» وطمعت أن ترعى من طور القدم حب المشاهدة» 
فانقضت على حمائم طلبها يزاة العظمة» فصعق من في السماوات» ومن في 
الأرض إلا من شاء اللّهء لاحت لأسرار العالمين بهجة جلال الديموية» وأشرق 
لعيون العارفين نور كمال الأحدية من مشكاة نور غيب القدم» وسقطت قوادم 
أقدام الخلائق في مفاوز ما قدروا الله حق قدره؛ وانقطع العاصون.في تيه نسوا 
اللّه شر معاشر المريدين» لقد أودعت صورة الآدمي عبرا من الغيب» ودفن في 
ترابها كنز من العلى» فرامت السبب إلى معرفته؛ والاطلاع على دفينه» فمنعها 
حاجز النفوس وما وجدت سبيلاً لترد سلسبيلاً 

معاشر العارفين احذروا من اد الآ لأماني؛ وخدع لصوص الأمل» وجدوا 
فإن الأمر جد» ليس المحبوب غائباً عنكم إلا بحجاب الهوية» واللّه إن هوى 
النفوس قيد أرجل العقول» وإن مواطىء الشهوات مزالق أقدام الأفهام . 

يا إخواني سافروا بالهمم إلى المحبوب» اخرجوا من جيوش الصور إلى طلب 
نظر المصور» واطلبوا حياة الأبد تحت جبل قاف القرب» وتزودوا فإن خير الزاد التقوى . 

أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر الله بن القاسم بن يوسف بن خليل بن أحمد 
الهاشمي البغدادي الكرخي بالقاهرة سنة تسع وستين وستمائة. 

قال: أخبرنا أبو عبد الرزاق» وعمي عبد الوهاب» والعمران الكيماتي»؛ 
والبزار سنئة إحدى وتسعين وخمسمائةح. 


مس يي م يزعت وك اقول من عليه فوضعا بغت من عجاته :1 

وأخبرنا الشيخ أيو الفتوح محمد بن أبي المحاسن يوسف بن إسماعيل بن 
أحمد بن علي القرشي التميمي البكري البغدادي القطفني بالقاهرة سنة ثمان 
وستين وستمائة 

قال: أخبرنا الشريف أبو جعفر محمد بن أبي القاسم لبيب بن النفيس بن 
يحيى العلوي الحسيني ببغداد سنة ثلاثين وستمائة . 

قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو الخير بشير بن محفوظ بن غنيمة بيغداد 
بمنزله بياب الأزج» سنة أربع وتسعين وخمسمائثة . 

قال : أخيرنا أبو سعد عبد اللّه بن أحمد بن علي بن محمد البغدادي الأزجي 
ببغداد سنة أربع وخمسين وخمسمائة» قال: صعدت ابنة لي اسمها فاطمة إلى 
سطبح دارنا في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة» فاخعطفت وكانت بكرأًء وسنها 
يومئذ ست عشرة سنة» فأتيت الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه؛ 
وذكرث له ذلك» فقال: اذهب الليلة إلى خراب الكرخ» واجلس عند التل الخامس 
وخط عليك دارة في الأرض» وقل وأنت تخطها: بسم الله على نية عبد القادر؛ 
فإذا كانت فحمة الليل مرت بك طوائف من الجن على صور شتى» فلا يروعنك 
منظرهمء فإذا كان السحر مر بك ملكهم في جحفل منهم» فيسألك عن حاجتك 
فقل له: قد بعثني عبد القادر إليك» واذكر له شان ابنتك» فذهبت وفعلت ما 
أمرني به فمر بي منهم صور مزعجة المنظرء » ولم يقدر منهم أحد أن يدبو من 
الدارة التي أنا فيهاء وما زالوا يعبرون زمراً إلى أن جاء ملكهم راكباً فرسآء وبين 
يديه أمم منهم» فوقف بإزاء الدارة» وقال: يا إنسي ما حاجتك؟ قلت: قد بعثني 
الشيخ عبد القادر إليك» فنزل من على فرسه؛ وقبل الأرض» وجلس خارج الدارة؛ 
وجلس من معه؛ وقال: ما شأنك؟ فذكرت له قصة ابنتى» فقال لمن معه: من فعل 
هذا؟ فلم يعلموا من فعلهء ثم بعد ساعة أتي بمارد وهي معه وقيل له: هذا من 
مردة الصين» فقال له: ما حملك على أن اختطفت من تحت ركاب القطب؟ قال: 
إنها وقعت في نفسى وأحبيتهاء فأمر بضرب عنقه» وأعطاني ابنتي» فقلت له: ما 
رأيت كالليلة في امتغالك أمر الشيخ عبد القادر» قال: نعم إنه لينظر من داره إلى 
المردة منا وهم بأقصى الأرض» فيفرون من هيبته إلى مساكنهم.ء وإن اللّه تعالى إذا 
أقام قطبا مكنه من الجن والإنس . 
0 قالوا: وأتى الشيخ رضي اللّه عنه رجل وقال له: أنا من أصبهان» ولي زوجة 
تصرع كثيراًء وقد أعيى أمرها المعزمين» فقال الشيخ: هذا مارد من مردة وادي 
سرنديب اسمه خانسء» فإذا صرعت زوجتك فقل لها في أذنيها: يا خانس يقول 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ١‏ .,. مسس سس 8419 
لك عبد القادر المقيم ببغداد : لا تعد وإن عدت هلكتء فذهب الرجل وغاب عشر 
سنين» ثم جاء فسألناه فمّال: فعلت ما قال الشيخ فلم يعد إليها الصرع إلى الآن . 
قالوا: وقال رؤساء صناعة التعزيم: إن بغداد مكثت في حياة الشيخ عبد . 
القادر أربعين سنة لا يصرع فيها أحد» فلما مات وقع الصرع فيها رضي اللّه عنه . 
وقال رضي اللّه عنه في جسد النبي #َفْكْه : جسد النبي َيه مشكاة روحهء 
ول زجاجة إشراق الوحي مصباح الزجاجة إبلاغ ما يوحى إليه» نور على 
نور إذا سطع نور النبوة في زجاجة مشكاة القلب» جليت مرآة فؤاده فأبصر بها 
غائب الغيب» خوطب بلسان بلغ انخرق لعين عقله منفذ إلى الملا الأعلى, 
عرضت عليه مخبات لطائف الأزل صار ترجمانا بين الحادث والقديم» السير إلى 
الله عز وجل على قدر نور المعرفة؛ والمعرفة على قدر قوة العقل؛ والعقل على 
مقدار ما سبق في ديوان نحن قسمنا. 
الولي: من اقتفى مواطىء أقدام النبي» النبوة والولاية نتائج تختص برحمته . 
وقال رضي اللّه عنه.في العقل والشرع: العقل والشرع نوران دخلا بإشراقهما 
منافذ قلب المؤمن» امتزجا فيه امتزاج الماء بالراح واللطافة بالرياح» انطبعت 
أشخاص النبوة في صفاء مرآة العقل كانطباع نور الروح في ظلمة الجسد» العقول 
أشراك نصبت على مجاري مياه الأرواح في حدائق أسرار القلوب لاصطياد طيور 
الحكم من جو الغيب بصياد الفكر. 
البوة: نور إلهي أشرق على عين العقل المضاف إلى اليقين إشراقاً عدوي 
صادف منها استعداد الشروق أشعته» ولألاء نوره» انفعل لوقوعه عليها انفعال 
الظللام للصباح؛ والأجسام للأرواح» ما أفاضه جود الإلهية على بواطن الصور 
وأسرار الهياكل» من إشراق لطفه» وإضاءة أنوار سعة رحمته) أكسبها علماً ضرورياً 
باستحالة وجود جسم واحد في محلين» وتعلق عرض منفرد بجوهزين بأحسن 
0000 وأقبح القبحين . 
شمس النبوة لا تلقي أنوارهاء وتفيض أسرارها إلا على شرف مدائن العقول 
المهيأ لذلك بالآوامر الإلهية . 
النبوة هداية غيبية تسري في طرق إرادة القدم إلى بعض بني آدم على 
نجائب ورببلك يخلق ما يشاء ويختار. ١‏ 
أخبرنا الشريف أبو العباس أحمد ابن الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي 
الغنائم الحسيني الدمشقي»؛ ثم البغدادي بالقاهرة سنة أربع وسبعين وستمائة . 


وو سس سم سس سسحت ذكز فصول من كلامة مرضعا بكتىء من عجاقب + 

قال : أخبرنا أبي بدمشق ق سنة أربع وسبعين وستمائة» قال : دخل الشيخ أبو 
الحسن علي بن الهيتي وها إلى دار سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه وأنا معه» فوجدنا في الدهليز شاباً ملقى 0 قاف فقال للشيخ علي 
اشفع في عند الشيخ عبد القادر» فلما دخلنا على الشيخ ذكره له ابن الهيتي» ؛ فقال 
الشيخ: قد وهبته لك»: فخرج إليه الشيخ وأنا معهء فقال له: قد شفعنا فيك عند 
الشيخ؛ فقام وخرج من كوة الدهليز» وطار في الهواء وأنا أنظرء فد خلنا إلى الشيخ 
وقلت له: ما هذا؟ قال: إنه عبر مارأ في الهواء وقال في نفسه: ما في بغداد رجل» 
سلبته حاله» ولولا الشيخ علي ما رددته عليه . 

وكنت ملقى على ظهري فوق سطح المدرسة بين المغرب والعشاء في ليلة 
السبت التاسع من ربيع الآخر من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة والوقت صائفء؛ 
ومحي سحي الدين عيد القادر قدامي مستقبل القبلة. فرأيت في الجو رجلا مارأ 

في الهواء مر السهم» على رأسه عمامة لطيفة لها عذبة بين كتفيهء وعليه ثوب 

أبيض» وفي وسطه فوطة» فلما قارب سمت رأس الشيخ نزل كالعقاب المنقض 
على الصيد حتى جلس بين يديه» وسلم عليه» ثم ذهب في الهواء حتى غاب عن 
بصري» فقمت إلى الشيخ» وسألته عنه» فقال: أو رأيته قلت : نعمء قال: هو من 
رجال الغيب السيارة عليهم سلام اللّه. 

قال: واجتمع يوم في شهر المحرم من سنة تسع وخمسين وخمسمائة في 
رواق رباطة بالحلية من الزوار له نحو ثلاثماثة ركلء تخرع من داخل الدار عجلا؛ 
وصاح بالناس: أسرعوا إلي» فاسرعوا إليه حتى لم يبقّ في الرواق أحدء سقط 
السقف» وسلم الناس» فقال: إني كنت في الدار»ء فقيل لي: إنه سيقع السقف 
الآن؛ فاشفقت شفقت عليكم. 

وقال رضي الله عنه في الحلاج أيضاً رضي اللّه عنه : طار واحد من العارفين 
إلى أفق الدعوى بأجنحة أنا الحق» رأى روض الأبدية خالياً من الحسيسء 
والأنئيس» صفر بغير لغته تعريضاً لحتفه» ظهر عليه عقاب الملك من مكمن إن 
الله لغني عن العالمين؛ أنشب في إهابه مخلب كل نفس ذائقة الموت» قال له 
ار لم تكلمت بغير لغتك» لم ترنمت بلحن غير معهود من 

مثلك» ادخل الآن إلى قفص وجودكء. ارجع من طريق عزة القدم إلى مضيق ذلة 
الحدوث؛ قل بلسان اعترافك ليسمعك أرباب الدعاوى حسب الواجد» إفراد 
الواحد مناط حفظ الطريق إقامة وظائف خدمة الشرع . 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً يشيء من عجائب... سسسسسسسس ا 06# 

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الكتاني بالمقسم سنة إحدى 
وسبعين وستمائة 

قال : أخبرنا جدي منظور» والشيخ موفق الدين عبد الرحمن ابن الشيخ أبي الحرم 
مكي ابن الإمام أبي عمرو عثمان السعدي الشارعي الشافعي سنة أربع عشرة وستمائة 

قالا: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن أبي ظاهر إبراهيم بن نجا بن غنائم 
الأنصاري الدمشقي» الفقيه الحنبلي الواعظ» نزيل مصر بالشارع سنة ثمان وتسعين 
وخمسمائة. 

قال : حججت مرة وأتيت بغداد» أنا ورفيق لي ؛ وما كنا دخلناها قبل ولا 
نعرف فيها أحداء ولم يكن معنا إلا مدية فبعناها واشترينا بثمنها أرزاً فأكلناه فلم 
يطب لناء ولم نشبع وأتينا مجلس الشيخ محيي الدين عبد القادر» فلما جلسنا قطع 
كلامه وقال: مساكين الغرباء جاؤوا من الحجاز ولم يكن معهم إلا مدية فباعوها 

شتروا بثمنها أرزاء وأكلوه فلم يطب لهم ولم يشبعواء فأعجبت به إعجاباً 
شديداء قلما انقضي كلامه أمر بمد السماط» فقلت لرفيقي سر اواو ا قال: 
كشكا بدراج» وقلت أنا في نفسي أشتهي شهدا فقال الشيخ للخادم: أ 
كشكاً بدراج؛ وشهدا على الفور» فاحضرهماء فقال: ضعهما بين يدي ذينك 
الرجلين» وأشار إلينا فأحضرهما ووضع الكشك قدامي» والشهد قدام رفيقي» فقال 
له الشيخ : اعكس تصبء فلم أتمالك نفسي أن صرخت وسعيت إليه أتخطى رقاب 
الناس» فقال لي : أهلاً وسهلاً بواعظ الديار المصرية» فقلت: يا سيدي فكيف وأنا 
لا أحسن أصحح الفاتحة» فقال: قد أمرت أن أقول لك هذا القول. 

قال: فاشتغلت عليه بالعلم» ففتح الله علي بالعلم في سنة بما لم يفتحه 
على غيري في عشرين سنة» وتكمت بيغداد» ثم استأذنته في السفر إلى مصرء 
فقال لي: إنك ستصل إلى دمشق وتجد بها الغز متاهبين للدخول إلى مصرء 
ليملكوهاء فقل لهم: إنكم لن تنالوا ما تريدون من مصر في هذه المرة» بل 
ترجعون وتعودونث إليها مرة أخرى» وتملكونهاء قال: فلما أتيت دمشق2. وجدت 
الأمر كما قال لي الشيخ؛ وقلت لهم ما قال لي» فلم يقبلوا مني» ودخلت إلى مصر 
فوجدت الخليفة بها متأهبا للقائهم» فقلت له: لا بأس» إنهم ينقلبون خائبين؛ 
وترجعون ظافرين» فلما وصل الغز إلى مصر كسروا فاتخذني الخليفة جليساء 
وأطلعني على أسراره؛ ثم جاء الغز في الثانية؛ فملكوهاء وأكرموني إكراماً عظيماً 
بالكلام الذي قلت لهم بد مشق» وحصل لي من الدولتين مائة ئة ألف وخمسون 
ديناراً بكلمة واحدة من الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه. 

وهذا الشيخ زين الدين قدم إلى مصر قديماً يقال عنه أنه كان يحفظ غير ما 


اوعس ستيه ويس » ,كو فصول من كلامه فرعا بعر تمن عجاتت انم 
كتاب في التفسير» وحصل له القبول التام من الخاص والعام» وكان أحد العلماء 
المحدثين» وعقد بها مجلس الواعظء وانتفع الئاس به» وتوفي بها شهر رمضان 
سنة تسع وتسعين وخمسمائة» ومولده بدمشق سنة ثمان وخمسمائة 

وقال رضي الله عنه: انفرادك فى طريق طلبه أمارة صحة المحبة» لفتة عين 
قلبك إلى سواه علامة البعدء نطقك بغير ذكره رين على صفاء مرآة قلبكء ما ذاق 
حلاوة وصله من اشتغل بغيره» ما قرب من جناب رحمته من مال إلى سواه طرفة 
عين» للطريق ثلاثة أركان؛ الحق والصدق والعدل . 

فالعدل على الجوارح» والحق على العقول» والصدق على القلوب» من طلب 
ربه بحقيقة صدق قلبه صار صدقه في قلبه مرآة عجائب الدنيا والآخرةء حفظ 
قوانين الحياة السرمدية خير من حفظ قوانين الحياة الفانية» الوحدة باب الفكرة» 
وكثرة الفكرة علامة حضور القلب مع اللّه تعالى» علامة التوفيق» وحصول التوفيق 
دليل إلى حضرة القدس أكل الشيةة كبن غليك؟ صفاء منبع الطاعة إعراضك عن 
إقامة وظائف الخدمة؛ سبب إعراضه عنك يا غلام» لا تكن كبلبل يهوى صوته 
وقت الربيع يقف مع ترجيع أشجانه,) يقضى وقعه بالتذاذ صوته» لا يحصل إلا 
على مجرد شكاية الجوى؛ لكن كن كباز لا يلتفت إلى خفارة أصوات البلابل في 
رياضهاء ولا يطرب على لذة نغمات الهواتف» تعويلاً على علو عزة العقل طلب 
موسى تيت عين الحياة الحقيقية في أرض أرني» قيل له إنهاامن ورا جل لن» 
ويحتاج إسكندر طالبها أن يقطع إليها سد يأجوجء ويخرق ردم مأجوجء وجوده 
بصحة التوحيد الذي هو محو كل متلوح لعين العقل في الأكوان» ويخرج بخضر 
عقله إلى حيز الآخرة من دائرة الدنياء فإنه يجدها تحت ظل شجرة وجوه يومكذٍ 
ناضرة إلى ربها ناظرة» تلك الشجرة : : تنبت فى جناب القدس في مقعد صدق عند 
مليك مقتدرء لا شرقية فتطلع من مشرق أفق الدنيا إلا في مشارق سماوات الأسرار» 
ولا غربية فتلوح من مغرب جو الكون إلا فى مغارب معالى القلوب» وطلب عيسى 
صلوات الله على نبيناء وعليه عين الحياة الحقيقية في الأرضء قيل له: : لا تجدها 
إلا بعد تعب إني متوفيك, تحت ظل أرائك مقام» ورافعك إلي» المحبوب الكلي 
أحمد َيه وجد عين الحياة الحقيقية في معارج وما طغى ليلة أسرى بعبده؛ في 
مجلس ما زاغ البصرء قيل له : اغتسل منها بماء ما كذب الفؤادء وخذ من دررها 
عقدا ينظمه لك ناظم الشوق في سلك القدرء آي من آيات ربه الكبرى» عد لمعي 
ذاتك لا تموت بعده. بدليل قوله َيِل : و تعرض على أعمال أمتي » . 

أخبرنا أبو محمد عبد الغالب بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن 


ذكر فصول من كلامه مرضعا بشيء من غجانك:... امحمم ا نه ام سنا 148 
التميمي الواسطي الأصلء البغدادي المولد والدار بالقاهرة سئة إحدى وسيعين 
وستمائة 

قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد اللطيف ابن الشيخ أبي النجاة سالم بن 
أحمد البغدادي المعروف بالخطاب» خادم الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه» ببغداد سنة ثلاثين وستمائة. 

قال: أخبرنا أبي سئة تسع وسبعين وخمسمائة» قال: اجتمع على سيدي 
الجخ محبي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه في وقت مائتان وخمسون ذَيْقاوا 
ديناً لأرباب أصناف» فجاء شخص لا أعرفه فدخل عليه بلا استعذان» وجلس 
يحدثه طويلاء وأخرج له ذهبأًء وقال: هذا وفاء الدين» وانصرف فآمرني الشيخ أن 
أوصل إلى كل ذي حق حقهء وقال: هذا صيرفى القدرء قلت: وما صيرفي القدرء 
قآل ملل برسلة التمشعالق إلن مين سليه كين تعن الأولياءة تهوجورفية عله 

قال: وكان يوماً يتكلم فخطا فى الهواء خطوات» وقال: يا إسرائيل قف» 
واسمع كلام المحمديء ثم رجع إلى مكانه فقيل له في ذلك» فقال: مر أبو 
العباس الخضر على مجلسنا عجلاء فخطوت ألبسه؛ وقلت له ما سمعتم فوقف . 

وقال رضي الله عنه في خلق الآدمي : ما أعجب خلق هذا البشري» وما 
اغرين كما دننها الصانع» تبارك وتعالى» فيه ملك بعقله لولا اتباع هواه» لطيف 
المعنى لولا كثافة طبعه» كنز استودع غرائب أسرار الغيب» وجوامع أصناف العلم» 
عاد ملق نورا وللمة إهاته سم عروس الروح فيه ياستار الصور عن عيود الأغيار» 
عجيبة جلا جمالها القد ر على عيون الملائكة» في حلل» ولقد كرمنا ب: بني آدم في 
مجلس وفضلناهم» العقل فيه إشارة إلى كونه من عالم الشهادة) ات أصداف 
الهياكل درر الأرواح في بحر الوجود على سفن العلم ليكمل به ضياء نور اليقين» 
فسارت بريح الروح إلى جزائر المشاهدة» ووقف سلطان العقل فيه بإزاء سلطان 
الهوى» وتقابلا وتقاتلا في سعة فضاء صدره؛ وكانت النفس من أخص جنود 
سلطان الهوىء والروح من أشرف جنود سلطان العقل» فأذن مؤذن الحكم بينهم: 
يا خيل اللّه اركبى» ويا كتائب الحق ابرزي» ويا جنود الهوى تقدمي» فكل يريد 
نصرة حزبه» ركل يتحارل قور عدي فقال: التوفيق لهما بلسان سابق الغيب من 
نصرته كانت الغلبة معقودة براياته» ومن أعنته» كان السعيد في الدنيا والاآخرة» 
ومن كنت معه لم أفارقه حتى أوصله إلى مقعد صدق, التوفيق هو حسن نظر الحق 
سبحانه لوليه بعين رعايته» يا غلام اتبع العقل وقد وقف بك على محجة طريق 


41 1 مس00 ذكر فصول من كلامه مرصعاً يشيء من عجائب.. 
السعادة الكبرى» وفارق نفسلك وهواك» وقد رأيت العجبء الروح سماوية غيبية») 
والنفس ترابية أرضية» طار طائر اللطيف من وكر الكثيف بجناح العناية إلى شجرة 
العلى» وأوكر في غصن القرب» وغرد بتلحين لسان الشوق» وناغاه نديم الأنس؛ 
والتقط جواهر الحقائق من بين أكناف المعارف» وبقي الكثيف محصورا في قفص 
ظلمة وجوده: إذا فنيت القوالب بقيت أسرار القلوب» إن نظر إلى قلبيك نظرة أقامه 


مقام عرشهء وأودعه حقائق العلوم» وجعله خزانة أسرار المعرفة» فحينغذ يترآى ' 


لعين عقلك جمال الأزل» وتعرض عن كل شيء متصف بصفات الحدوث» 
وتقابل بصيرة سرك أشخاص عوالم الملكوت في مرآة القلب». وتجلى عن عين 
سريرتك عرائس الفتح في مجلس الكشف عن حقائق الآيات» فإذا آثار متلوحات 
الأكوان ممحوة من لوح همتك . 
يا هذاء العقول المنورة 0 الفحول في ك3 ظلمة الأفكار الصافية أدلة 

أرباب 5 والعناية السابقة تكشف عن وجه خود 0 نقاب الشك إذا 
تزاحمت الظنون, والإرادة اللاحقة تقطع أفكار الباطل بيد الحق إذا تقاصرت الأدلة. 

أخبرنا أبو محمد سالم بن علي بن عبد اللّه الدمياطي بالقاهرة سنة إحدى 
وسبعين وستمائة 

:أ عيرن ان الحدين للقت رادا د ننه اع وو سا 

قال: أخبرنا الشيخ أبو السعود المدلل الحريمي به سنة تسع وسبعين 
وخمسمائة. 

وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد الله 
القطامي الزبيدي الأصل البغدادي المولد والدار بالقاهرة» سنة سبعين وستمائة. 
قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي الخباز ببغداد سنة ثلاث وأربعين وستمائة. 
قال: أخبرنا العمران الكيماتي» والبزار سئة إحدى وتسعين وخمسمائة. وأخبرنا 
أبو علي الحسن بن نجيم الحوراني» وابو القاسم محمد بن عبادة بن محمد 
الاتصاري بالقاهرة سنة سبعين وستمائة . 

قال أبو علي: أخبرنا الشيخ أبو محمد علي بن إدريس اليعقوبي بها سنة 
سبع عشرة وستمائة 

وقال أبو القاسم: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي القرشي بدمشق سنة ثمان 
غرة :وسعحاثة.: 


ذكرافصول من كلامه مرضعا يشيع من عكاتن::: سس سه سس سه ١40‏ 
الموصلي بالقاهرة سنة اثنتين وسبعين وستماثة. قال: أخبرنا الشيخ عدي 
بالموصل سنة عشرين وستمائة. قال: أخبرنا أبى أبو البركات» قال: أخبرنا عمى 
القدوة الشيخ عدي بن مسافر رضي اللّه عنه. قالوا: أمطرت السماء مرة والشيخ 
محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه يتكلم» فتفرق بعض أهل المجلس»ء فرفع 
رأسه نحو السماءء وقال: أنا أجمع وأنت تفرق» فسكنت المطر عن المجلس». 
وبقي على حاله يقع خارج المدرسة» ولا يقطر على المجلس قطرة. قال: وازدادت , 
الدجلة في بعض السنين حتى أشرفت بغداد على الغرق» فأتى الناس إلى الشيخ 
عبد القادر يستغيئون به فأخذ عكازه, وأتى إلى الشطء وركزه عند حد الماءء 
وقال: إلى هنا فنقص الماء من وقته. 

وأخبرنا قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد اللّه محمد ابن الشيخ الإمام 
عماد الدين إبراهيم المقدسي الحنبلي بالقاهرة سنة أربع وسبعين وستمائة . 

اك قال: أخبرنا الشيخ ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن 

أأحمد المقدسيء قال : سمعت الشيخ أيا بكر بن أحمد بن محمد الطحان يقول: 
حدثني الشيخ حماد أن الشيخ عبد القادر كان يعظ تحت السماء؛ فجاء المطرء 
فرفع رأسه وقال: أنا أجمع» وأنت تفرق» قال: فسكن المطر عن المجلس بإذن 
الله تعالى . 

قال: كنت يومأ قد خرجت من الطاحونة» وأنا في الطريق» فجاء المطرء 
فقلت: يا رب قد أخبرني ثقة عن ثقة كذا عن كذاء فبحرمتهما عندك إلا أسكنت 
المطر عنى»؛ فسكن حتى وصلت إلى البيت» فلما وصلت جاء المطر. 

وأخيونا: ابو ريك عه الحم بي احبة. الفرشى منة حلاف ارسعين 
وستمائة» قال: كنت عند الشيخ العالم أبي إسحاق بن سعيد الداري التعلبي 
بدمشق سنة تسع عشرة وستمائة» وعنده الملك المعظم؛ والملك الأمجدء 
والملك الصالح إسماعيل» وتقي الدين» ومجير الدين بئو أيوب» فجاء المطر وكنا 
تحت السماء فقال لهم : كان سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه 
يونا يتكلم على الكرسيء فوقع المطرء فقال: أنا أجمع وأنت تفرق» فتفرق 
السحاب عن المجلس وبقي المطر يقع خارج المجلس» قال: فوالله ما تم كلام 
الشيخ إبراهيم حتى تفرق المطر عناء وصار يقع عن يميننا وشمالناء ولا يقع علينا. 

وقال رضي اللّه عنه: يا غلام عليك بالصدق والصفاءء فلولاهما لم يتقرب 
بشر إلى الله عز وجل. يا غلام لو ضرب حجر قلبك بعصا موسى الإخلاص لتفجرت 


2 
- 


١ 8‏ سس سس س0 كر قصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... 
منه ينابيع الحكمء فبجناح الإخلاص يطير العارف من ظلمة قفص الكون إلى 
فسحة نور القدسء وينزل بعد الطيران في ظل روض مقعد صدق . يا غلام؛ ما أشرق 
نوو اتقين فى كادي عي الكظور على اساري رجه صاحبه ضياء نور رضا اللّه عنه؛ 
ونوهت الملائكة باسمه في الملكوت الأعلى, وجاء يوم القيامة في زمرة الصديقين. 
يا غلام؛ الإعراض عن مشتهيات النفوس تجريد بل توحيد» هو صفاء بوارق شوق 
عشقه لخواطر العارفين حتى لا يتلذذوا بوصل غيره» هو هيم قلوب الوالهين حتى 
وقعت في أودية حبه الطريق إلى الله عز وجلء لا يسافر فيها بغير زاد الصدق» 
الحضور معه لا يحصل بغير تجريب القوالب» والإفطار في الآخرة على شراب 
النظر لا يوصل إليه إلا بعد الصيام عن الدنيا وما فيهاء ما نظرة منه إليك غالية بترك 
الوجودء وما لحظة منه لك كثيرة بالخروج عن الأكوان» إذا صفت النفوس من 
الأ كدار البشرية امتئلت الأوامر» وإذا قوي نظر عقل الطرف سطعت على سره أنوار 
بارئهء الأولياء: هم خواص حضرة السلطانء» العارفون: ندماء مجلس الملك» 
وذوق حلاوة شهد الولاية يحسم مرارة صبر البلاء. يا غلام: عيون عقول الفحول 
لم تلتفت إلى الدنياء ولم يخدعهم خلب برقها اللامع» بل فهموا قول المحبوب 
عنهاء إنما الحياة الدنيا لعب ولهو. يا غلام: من لثم اللذات يدخل الشيطان إلى 
القلوب» ومن منافذ الشهوات يعبر إلى الصدورء وبخدع حب الدنيا يزرع في 
النفوس بغض الآخرة» فطوبى لمن تنبه من رقدة غفلة عقلهء» وصفا مورد حاله 
بطلب قرب مولاه» وبادر بالخروج إلى ما لا بد منه» وحاسب نفسه قبل محاسبة 
أسرع الحاسبين» وشمر للسباق إلى الآخرة» فإن الدنيا ميدان المسابقين» والأعمال 
جلباب سبق الفائزين» وعلى جسر القيامة الممر والساعة أدهى وأمر. 

أخبرنا الشيخ أبو محمد القاسم ابن الشيخ أبي القاسم أحمد بن عبد الله 
ابن أحمد بن علي القرشي الهاشمي البغدادي الحرمي الحنبلي بالقاهرة سنة إحدى 
وسبعين وستمائة. قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي 
المعروف بالخباز ببغداد سنة ثمان وثلاثين وستمائة. قال: آخبرنا الشيخ أبو 
القاسم عمر بن مسعود البزار ببغداد سنة أربع وستمائة. قال: أخبرنا الشيخ بقا بن 
بطو النهر ملكي رضي اللّه عنه؛ قال: جاء شيخ ومعه شاب إلى الشيخ عبد القادر 
رضي الله عنه» وقال له: ادع له فإنه ولديء ولم يكن ولده بل كان على سريرة غير 
صالحة» فغضب الشيخ وقال: بلغ من أمركم معي إلى هذا الحد» ودخل داره فوقع 
الحريق في أرجاء بغداد من وقته» وكلما أطفؤوا مكاناً اشتعلت النار في مكان 


ذكر الول من كلاه فرعا بس ومن غنات ل ال يي بس م يتس ٠‏ 1748 
آخرء قال: ورأيت البلاء نازلاً على بغداد كقطع الغمام بسبب غضب الشيخ عبد 
القادر» فاسرعت في الدخول إليه فوجدته على حاله مغضباء فجلست إلى جانبه 
وجعلت أقول له: يا سيدي ارحم الخلق» قد هلك الناس» حتى سكن غضبه. 
فرأيت البلاء قد انكشف وانطفا الحريق كلهء وبهذا الإسناد إلى الشيخ عمر البزار» 
قال: خرجت مع سيدي الشيخ محيى الدين عبد القادر رضي الله عنه إلى الجامع 
يوم الجمعة الخامس عشر من جمادى الآخرة سئة ست وخمسين؛ فلم يسلم أحد 
عليه؛ فقلت: يا عجبا نحن كل جمعة لا نصل إلى الجامع إلا بمشقة من ازدحام 
الناس على الشيخ» فلم يتم ما بخاطري حتى نظر إلي الشيخ متبسماء وأهرع الناس 
للسلام عليه حتى حالوا بيني وبينه» فقلت في نفسي ذلك الحال خير من هذاء 
فالتفت إلي لضا مسائقا 0 وقال: يا عمر أنت الذي أردت هذاء أو ما 
علمت أن قلوب الناس بيدي إن .* شعت صرفتها عني» وإن شكت أقبلت بها إلي . 
وقال رضي ل عن الخلق» الحكم الله عز وجل» وعن 
هواك بأمر اللّه» وعن إزاذنك حققل الله فحينكذ تصلح أن تكون وعاء لعلم اللّهء 
فعلامة فنائلك عن خلق اللّه تعالى انقطاعك عنهم, والإياس مما في أيديهمء 
وعلامة فنائك عنك» وعن هواك ترك التعلق بالتسبب في جلب النفع» ودقع الضرء 
فلا تتحرك فيك بكء ولا تعتمد عليك لك» ولا تذب عنك ولا تنصر لنفسك» بل 
تكل ذلك كله إلى من تولاه أولاً فيتولاه آخرأء وعلامة فنائك عن إرادتك أن لا 
تريد مع إرادة الله عز وجل سواهء بل يجري فعله فيك وأنت ساكن 07 
مطمئن الجنان» مشروح الصدرء عامر الباطن» غني عن الأشياء بخالقهاء تقلبك 
يد القدرة ويدعوك لسان الأزل» ويعلمك رب الملك» ويكسوك من نوره حللاء 
وينزلك منازل من مغيب من أولي العلم الأول؛ » فتكون أبدأً مدكسراً لا تغبت فيك 
إرادة غير إرادة الله سبحانه؛ فحينئذ يضاف إليكٍ التكوين وخرق العادات فيرى 
ذلك منك في الحكمء وهو فعل الله عز وجل حقاً في العلم؛ وهذه نشأة أخرى» 
فإذا وجدت فيك إرادة كسرت لوجودك فيها إلى أن يبلغ الكتاب أجله فيحصل 
اللقاء» فالفناء هو حد ومرد» وهو أن يبقى اللّه عز وجل تعالى وحده كما كان قبل 
أن يخلق الخلق» وهذه حالة الفناء فإذا مت عن الخلق قيل لك رحمك اللّه وأماتك 
عن هواك» وإذا مت عن هواك قيل لك رحمك اللّه وأماتك عن إرادتك» ومناك» 
وإذا مت عن الإرادة قيل لكُ: رحمك الله وأحياك» فحينئذ تحيا حياة لا موت 
بعدهاء وتغنى غنى لا فقر بعده» وتعطى عطاء لا منع بعده» وتعلم علماً لا جهل 


وموننسسس ب ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... 
عدو وكامن اما لا خورف يغذه وتسعة قله تشعى 6 وتعر كلذ تذل> وتعرب: قلا 
تبعدء وتعظم فلا تحقرء وتطهر فلا تدنس . يا هذا كن مع اللّه تعالى كان لاا خلق) 
ومع الخلق كأن لا نفسء فإذا كنت مع اللّه تعالى كأن لا خلق وجدتء وعن الكل 
فنيت» وإذا كنت مع الخلق كان لا نفس عدلت وأبقيتء اترك الكل على باب 
خلوتك؛ وادخل وحدك تزي مؤنسك في خلوتك بعين سرك» وتشاهد ما وراء 
العيان؛ وتزول النفس وياتي مكانها أمر اللّه تعالى وقربه» فإذا جهلك علم ويعدك 
قرب» وصمتك دكرووتيك أنس . يا هذا: ما ثم إلا خلق وخالق» فإن اخترت 
الخالق عز وجل فقل: إنهم عدو لي إلا رب العالمين» ثم قال: من ذاقه فقد عرفه؛ 
قيل له : من غلبت عليه مرارة الصفراء كيف يجد حلاوة الذوق» فقال : : يتعمد فناء 
الشهوات من قلبه. يا هذا : المؤمن إذا عمل صالحاً انقليت نفسه قلبأء ثم انقلب 
قلبه سرأء ثم انقلب السر فصار فناء» ثم انقلب الفناء فصار وجوداء ثم قال: ليس 
كل الأحباب يسعهم كل بابء يا هذا الفناء إعدام الخلائق وانقلاب طبعك إلى 
طبع الملائكة؛ ثم الفناء عن طبع الملائكة ولحوقك بالمنهاج الأول» فحينقد 
يسقيك بك ما يسقيكء ويزرع فيك ما يزرع» إن أردت هذا فعليك بالإسلام» ثم 
الاستسلام؛ ثم العلم باللّه عز وجل» ثم المعرفة به ثم الوجود به فإذا كان وجودك 
به كان كلك له؛ الزهد عمل ساعة» والورع عمل ساعتينء والمعرفة عمل الآبد . 
اخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد القرشي المقدسي 
سنة اثنتين وسبعين وستمائة. قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الملك ابن 
الشيخ أبي عبد الملك ذيال سنة إحدى وثلاثين وستمائة. قال: أخبرنا أبي سنة 
ثلاث عشرة وستمائة؛ قال: كنت قائماً بمدرسة الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي اللّه عنه في سنة ستين وخمسمائة» فخرج من داره» وبيده عكازة» فخطر لي 
لو أراني ي الشيخ ما في هذه العكازة كرامة» فنظر إلي عضي : وركزها في الأرض» 
فإذا هي نور يتلألا متصاعداً نحو السماءء وأشرق به الجوء وبقيت كذلك ساعة»؛ 
ثم أخذها فعادت عكازة كحالها أول مرة» وقال لي : يا ذيال أنت أردت هذا. 
ذاك ردي اللمعية أرليا يبال في علي العو تج اليسجي ثم قمر 
العلم» ثم شمس المعرفة» فبضوء نجم الحكم ينظر إلى الدنياء وبضوء قمر العلم 
ينظر إلى الآخرة» وبضوء شمس المعرفة ينظر إلى المولى» النفس المطمئنة نجم؛ 
والقلب السليم قمر والسر الصافي شمسء مقام النفس في الباب» ومقام القلب 
في الحضرة» ومقام السر في المخدع قائم بين يدي الحق سبحانه يلقن القلب» 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... سس ١٠69‏ 
والقلب يلقن النفس المطمئنة» والنفس تملي على اللسان؛ واللسان يملي على 
الخلق: وجوه النفس مظن العوحة» .ووعوة العلب'مقام الشبهة “وعنك متفاء لسر 
تأتي العجائب » ما دمت تأخذ بالنفس فأنت تأكل الحرام» وما دمت تأخذ بقلب 
متقلب فأنت تأكل الشبهة» فإذا صفا سرك أكلت الحلال المطلق» الرضاء بالقضاء 
سبب تقريب القلب» ودخوله دار الفضل» وأكله من طعام الفتح» وشرابه من 
شراب الأنس» أسرار القوم رواسي الأرض» وأوتاد الوجود؛ يناجيهم منادم الأنس 
بأحاديث أحلى في النفوس من المنى» يقول لهم يكون بعد هذا الضيق سعةع 
وبعد هذا التشعت جمع» وبعد هذه المرارة حلاوة» وبعد هذا الذل عزء ويعد هذا 
الفناء وجوه فحينئكذ يستقبل وجه القرب صاحب هذا المقام» ويجعل بينه» وبين 
الخلق حاجزاء ويجمع في قلبه بين الحكم والعلم والقرب نور صنعهء وخرق عادة 
قلوب القوم تنظر بنور اللّه إلى ما سواهء يدخلهم جنة النظر إليه؛ فإذا نظروا إلى 
الأكوان صاحوا: يا دليل الحائرين دلنا إلى أقرب الطرق إليك» فيهيمون ولا يصغون 
إلى زجل مسبحهاء ولا يلتفتون إلى عوالمهاء فتأتيهم يد الرأفة والمحبة» فتأخذ 
بأيدي قلوبهم» وتضعها في حجر اللطف» وكنف الأنس ولذة القرب» وتنزع عنها 
ثياب السفر وتنزلها منازلها وتمكنها من حضرته؛ وتجعل لقلبه أبواباً يرى من 
كلها ملكهء وسلطانه وجلاله» وجمالهء فقلوبهم مجاري إرادته وخزائن علمه. 
وصور سرهء كلما دارت أسرارهم في مناكب دار القلب» ألقيت العلوم والأسرار» 
فصاروا جلساء ذلك البيت» ورأوا ما تم( من الخزائن والمرافق» وجاءهم البسط 
من كل جانب» وقوي جناحهمء فطاروا إلى سرادقات ذلك الجناب» وصارت 
بربهم» وإن سقطوا؛ سقطوا في صحن الدار يتقلبون بين يدي رب الملك» دعاة 
مجابون محبوبون مجذوبون» فالقلب مع الرب» والسر مع السرء إذا انفتح القلب 
رأى بعين السر جمال الرب عز وجل» وقطع الحجب. ناهذا “دون اليد يقي 
قبور ايراد رب العالمين فيها نجوم العلم وشموس المعارف» وبهذه الأنوار 
تستضيء الملائكة . 

أخبرنا أبو الفضل منصور بن أحمد بن أبي الفرج العراقي الدوري سنة 
خمس وسبعين وستمائة. قال: أخبرنا شيخنا كمال الدين أبو العباس؛ أحمد بن 
محمد بن سمدويه الصريفيني بيغداد سنة إحدى وثلاثين وستمائة. قال: أخبرنا 


)١(9‏ أي:ماهناك. 


21210100 لحي يو د 
الشيخ أبو التقى محمد بن الأزهر الصريفيني» قال: مكثت مدة أسأل الله عز وجل 
أن يريني أحد رجال الغيب» فرأيت ليلة في المنام أني أزور قبر الإمام أحمد بن 
حنبل رضي الله عنه» وعند قبره رجل فوقع في نفسي أنه من رجال الغيب» 
فاستيقظت ورجوت أن أراه في اليقظة» فأتيت قبر الإمام أحمد في وقتي» فوجدت 
الرجل الذي رأيته في المنام بعينه» فتعجل في الزيارة وخرج قدامي» وتبعته إلى أن 
وصل إلى دجلة» فالتقى له طرفاها حعى صارت قدر خطوة الرجل» فعبرها إلى 
الجانب الآخر؛ فاقسمت عليه أن يقف ليكلمني» فوقف فقلت له: ما مذهبك؟ 
فتقال: حنفي مسلم؛ وما أنا من المشركين» فوقع عندي أنه حنفي المذهب 
وانصرفء فقلت في نفسي: آتي الشيخ عبد القادرء واذكر له ما رأيت» فأتيت 
مدرسته؛ وقمت على 00 فنادانى من داخل داره: يا محمد ما في الأرض من 
المشرق إلى المغرب في هذا الوقت ولي لله عز وجل حنفي سواه» قال: ولم يفتح 
لي بابه . 

وقال رضي اللّه عنه: من عامل مولاه بالصدق والنصاح استوحش ممن سوأه 
في المساء والصباحء يا قوم : لا تدعوا ما ليس لكم ووحدواء ولا تشركواء وتهدفوا 
لسهام القدر تصبكم خدشأً لا قعلً. ومن كان في اللّه تلفه كان على اللّه خلفه؛ 
واعلموا رحمكم الله أنكم إن لم توافقوا مجاري الأقضية» وإلا قصمتكم. فإنه لا 
يصطفى القلب حتى تصطفى النفس وتصير مثل كلب أهل الكهف» رابضة على 
الباب» وتنادى: «إيا أيتها النفس المطمغنة ارجعي إلى ربك * [ الفجر :707 ] 
فحينئذٍ يدخل القلب إلى الحضرة ويصير كعبة لنظرات الرب تعالى» ويكشف له 
على جلال الملك؛ وكمال الملك» ويستوطن -خيمة القرب» ويغرس في جوار 
الملك؛ وتظهر نجابته؛ وتخر للقائه» وتسلم إليه وراثته» ويسمع النداء من الرفيق 
الأعلى يا عبدي: كن عنديء أنت لىء وأنا لك» فإذا طالت صحبته صار بطانة 
للملك وخليفته على رعيته» وأمينه على أسراره» وأرسله إلى البحر لينقذ الغرقى» 
وإلى البر ليهدي الضال؛ فإن مر على ميت أحياه» أو على عاص ذكرهء أو على 
بعيد قربه» أو على شقي أسعده. 

الولي غلام البدل» والبدل غلام النبي» والنبي غلام الرسول صلى الله عليه 
وعليهم أجمعين» مثل الولاية مثل مسامر الملك» ومباطن حضرته لا يزال في 
صحبته إلا إذا أدرك» الخلوة منصة عروسهم» والليل سرير ملكهم.ء والنهار يقربهم» 
يا بئي : لاا تقصص رؤياك على إخوتك . 


ال ل ا ال ال 0 
:2 5 


ذكر فصول من كلامه مرضعا يشيع من عتجاف :... سس سيت سنت ماهو 
0 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الخضري الحسيني الموصلي سنة سبعين 
وستمائة. قال: أخبرنا أبي سنة اثنتين وعشرين وستمائة» قال: خدمت سيدي 
أل+الشيخ محبي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه ثلاث عشرة سنة» وشهدت له خارقات» 
منها أنه كان إذا أعي الأطباء دواء مريض أني به إليه» فيدعو له» ويمر يده عليه؛ 
فيقوم بين يديهء وقد برىء بإذن اللّهء ولا يزال يسري عنه حتى يصح في أسرع 
وقتء وأتي إليه مرة بمستسق من أقارب الإمام المستنجد» وقد علت بطنه فأمرٌ 
يده عليهاء فقام بإذن الله ضامر البطن كأن لم يكن به شيء. . وأتام أبو المعالي” 03 
امك بين تاخز بن يرثت البغدادي الستيلي +بزقال له : إن ابي محمداً منذ خمسة ْ 
عشر شهرا لم تفارقه الحمى» وقد زادت بهء فقال له: اذهب وقل في أذنه: يا أم 
ملدم يقول لك عبد القادر: ارتحلي عن ولدي إلى الحلة؛ ثم سألنا أبا المعالي 
فقال: ذهبت» وفعلت مثل ما فزني به الشيخ» فلم تعد إلى ولدي إلى الآنء 
وسألناه بعد سنين فقال : ما رجعت إليه بعد ذلك اليوم؛ وجاء الخبر أن أهل الحلة 
قي ا . وأتاه أبو حفص عمر بن صالح الحدادي يقود ناقة له» وقال له: ! 
أريد الحجء وهذه ناقتي وقفت, وليس لي غيرهاء فوكزها الشيخ برجله؛ ووضع 
ا قال: فصارت تسبق الرواحل بعد أن كانت في أخرياتهن . 

ا أومركن الشيخ ابي الحمن على بن أحمد بن وهب الأزجي» فعاده الشيخ 
ورأى في بيته راعبيا وتيا فتمال له: يا سيدي هذا الراعبي ما يبيض منذ ستة 
أشهرء وهذا القمري ما يصيح منذ تسعة أشهر») فوقف الشيخ عبد القادر على 
الراعبي وقال له: متع مالكك» ووقف على القمري وقال له: سبح خالقك؛ قال 
فصاح القمري من وقته حتى كان أهل بغداد يجتمعون ليسمعوه) وأفرخ الراعبي» 
وما قطع إلى أن مات. وقال لي في سنة ستين وخمسمائة: يا خضر اذهب إلى 
الموصل ففي ظهرك ذرية تظهر بهاء وأولها ولد ذكر اسمه محمد يلقنه القران 
رجل بغدادي أعمى اسمه علي في سبعة أشهر ويستكمل حفظه وهو ابن سبع 
سنين» وتعيش أنت أربعاً وتسعين سنة» وشهرا وسبعة أيام» وتموت بأرفؤل صحيح 
السمع والبصر والقوة. 

قال أبو عبد اللّه : : فسكن والدي الموصل» وولدت مستهل صفر سنة إحدى 
وستمائة» وأحضر لي والدي رجلا أعمى يلقنني القران) فعندما بلغت سني ست 
سنين» وخمسة أشهرء ابه كلت هنا حنى طعيف القران يفا » فسأله 
والدي عن اسمه وبلده» فقال: اسمي علي» وبلدي بغدادء فذكر كلام الشيخ 


ومو سطس ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب .. 
رضي اللّه عنه؛ ومات والدي بأربل في تاسع صفر سنة خمس وعشرين وستمائة. 
وقد استكمل أربعاً وتسعين سنة وشهرأء وسبعة أيام وحفظ اللّه عز وجل عليه 
حواسه» وقوته إلى حين وفاته. 

وقال رضي الله عنه في المعرفة : المعرفة على ثلاث درجات : 

الأولى : معرفة الصفات والنعوت» وردت أساميها بالرسالة فظهرت شواهدها 
في الصنعة؛ وبهاء طيب حياة العقل بتبصر النور القائم الدائم في سر الوجودء ودوام 
سرور القلب بحسن النظر بين التعظيم وحسن الاعتبار» وهي معرفة العامة التي لا 
تنعقد شرائط اليقين إلا بهاء وهي على ثلاثة أركان؛ إثبات الصفة باسمها من غير 
تشبيه» ونفي التشبيه من غير تعطيل» والإياس من إدراك كنهها وابتغاء تأويلها. 

والغانية: معرفة الذات مع إسقاط التفريق بين الذات والصفات» وهي تثبيت 

بعلم الجمع, »؛ وتصفو في ميدان الصفاءء وتستكمل بعلم البقاء» وتشارف عين 
الجمع ؛ وهي على ثلاثة أركان؛ إرسال الصفات على الشواهد» وإرسال الوسائط 
على المدار؛ وإرسال العبارات على المعالم» وهي معرفة الخاصة التي تؤنس من 
أفق الحقيقة . 

والثالفة: معرفة مستغرقة في محض التعريف» لا يوصل إليها بالاستبدال ولا 
ال عليها شاهد» ولا تستحقها وسيلة» وهي على ثلاثة أركان؛ مشاهد القرب» 
والصعود د على العلم» ومطالعة الجمع من أفق الأول؛ وهي معرفة خاص الخواص» 
والمعرفة ثة بطريق التوحيد هي الصعود د على منازعات العقول, والتجاوز عن التعلق 
بالشواهد, وهو أن لا يشهد في التوحيد دليلاًء ولا في التوكل سبباأً» فيكون 
#شاهد أسبق الحق بحكمه؛ وعلمه ووضعه الأشياء مواضعهاء وإخفائه إياها في 
دسومهاء وهذا يصح بعلم التحقيق» ويصفو في عين الشهود» ويجذب إلى توحيد 
أرباب الجمع, وهو توحيد اختصه الله عز وجل لنفسه واستحقه بقدرتهء ولاح 

ح لأسرار طائفة من صفوته» وأخرسهم عن نعته» وأعجزهم عن بثه» وقطب 
الإشارة إليه إسقاط الحدوثء؛ وإثبات القدم» على أن هذه الإشارة في هذا التوحيد 
علة لا يصح تحقيقه إلا بإسقاطهاء وهذا التوحيد وراء ما يشير إليه مكونء أو 
يتعاطاه حمنء أو يقله سبب» ولا تصح هذه الدرجة لعبد إلا أن يكون كالميت 
بين يدي غاسله تجري عليه تصاريف ف تدبير ربه عز وجل في مجاري أحكام قدره: 
في لجج بحار توحيده بالفناء عن نفسه» وعن استجايته لدواعي وجوده لقيام أمر 
الحق فيما أراد منه؛ وذلك أن يرجع آخر العبد إلى أوليته فيكون كما كان قبل أن 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب ... م 
يكون» ويبقى الله عز وجل كما لم يزل مع العلم بأنه غير مشبه للذوات» ولا منفي 
الصفات» واستقامة القلب بإثبات مفارقة التعطيل» وإنكار التشبيه» وهذا الأمر 
حقيقة الوجد للواجد» والمعرفة بطريق الاتصال هى الخلاص من الاعتلال» والغنى 
يدرك منه نعت ولا ممدار» والمعرفة بطريق الأنس ارتفاع الحسشمة مع وجود 
الهيبة وشرور القلب بحلاوة الخطاب» وارتياح الروح بمشسشاهدة المحبوب» 
ومحادثة الأسرار للمحبوب على بساط الأنوار فى مجالس القرب» وهو أتم من 
البسط كما أن الهيبة غيبة» فكل مستأنس صاح» وكل هائب غائب» فإذا قذف 
بالعباد في عش الأنس فكلهم في الجنة مخاطبون بلسان النور» وإذا قذف لهم في 
بحر الهيبة كأنهم في جهنم مخاطبون بلسان النار» ثم يتفاوتون في الهيبة على 
فإن عصفت عليهم عواصف الهيبة طاشواء وإن هبت عليهم نسمات الأنس عاشواء 
الباقي في مشاهدة الحق بتولية سياسته» ورعايته» فتتوالى عليه أنوار المولى, فإذا 
تولاه والاه» وإذا والاه ما اصطفاه» وإذا اصطفاه صفاى وإذا صفاه ناجاهء وأعانته الروح 
في المجاهدة» وسربله الأنس في المكابدة» ثم فتح عليه باب القرب» ثم رفعه إلى 
مجالس الفتح». ثم أجلسه على كرسي التوحيد»؛ وريم عن الحكية ثم كشف له 
عن الجلال والعظمة» فيبقى هو بلا هوء فالولي ريحانة الله في الآرض يشبه 
الصديقين»؛ فتصل رائحته إلى قلوبهم, فيشتاقون إلى ربهم على تفاوت منازلهم» 
فالأولياء عرائس اللّه تعالى؛ لا يراهم إلا ذو محرم؛ مخدرون عنده في حجاب الغيرة) 
لا يطلع عليهم إلا محبوب» والمعرفة بطريق التجريد هي تجريد للقلوب بشواهد 
الإلهية عن رؤية أكدار صفات الحدوث مع سقوط رؤيتك عنكء فلا يبقى لك معه 
نظرء فحينبذ تنظر إلى ما هنالك من الكرامات» وتشاهد ما ذكر لك من خفيات 
الغيوب» وهي على ثلاثة أركان: تجريد عن | لكشف عن كسب اليقين» وتجريد 
عن الجمع عن درك العلم. وتجريد الخلاص من شهود التجريد» وهو انخلاع عن 
شهود الشهودء والمعرفة بطريق التفريد: هى إفراد القديم برفع لفظ المحدث» 
ووجود فرائد حقائق الفردية. وتخليص الإشارة إلى الحق» ثم بالحق عن الحق فيصير 
فرد الفرد. وهى على ثلاثة أركان : تفريد القصد عطشاء ثم تفريد المحبة تلفاء ثم 


© 3 متسيس ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب.. 
تفريد الشهود اتصالاًء ولها ثلاث إشارات: تفريد الإشارة بالافتخار»ء وتفريد 
الإشارة بالسكون» وتفريد السكون بالقبض» وهي ترد ببسط ظاهر يتضمن قبضا 
خالصاً للهداية إلى الحق والمعرفة بطريق الجمع والتفرقة» فالتفرقة شهود الأغيار 
للهء والجمع شهود الأغيار بالله» وجمع الجمع استهلاك بالكلية عند غلبات 
الحقائق» ئق» وهي على ثلاثة أركان: جمع علم» وهو تلاشي علوم الشواهد في العلم 
اللدني صرفاء وجمع وجود وهو تلاشي نهاية الاتصال في عين الوجود محقاء 
وجمع عين وهو تلاشي كل ما نقلته الإشارة إلى ذات الحق في اختطاف الشهود 
إلى ما استولى من سلطان حقيقة وجود المشهود 0-085 بنعت المحاضرة» وهي 
حضور القلب في سر البيان» ووصف المكاشفة وهى المقابلة لحقائق الأيات من 
غير احتياج في هذه الحال» وإلى تأمل لال وتانون سداد وهي لا تكون بما 
يظهر الأغيارء إنما يظهر منها النطق بالأخبار» وتستتر المحادثة في الأسرار؛ 
فالمحاضرة بالبرهان» والمكاشفة بالحقائق» والمشاهدة بالأنوار» والمحادثة 
بالأسرار» والمعرفة بطريق البقاء: هي أن يفنى عن كل شيء حتى يقبت مع اللّه؛ 
ويبرز لله الواحد القهارء ثم بدت عليهم حقائق من الله عز وجل» فافنتهم من رؤية 
بقائهم بشاهد بقاء الله تعالى لهمء وبدت عليهم حقائق من سلطان الهيبة 
والجلال» ففنوا عن رؤية البقاء بمشاهدة علم الفناء» ثم بدت عليهم حقائق 
التحقيق حيث لا حقائة ثق موجودة غير أنها حقائق محت آثار رؤية العلم فيهم؛ ثم 
يفنون عن الفناء بالفناء» حتى لا يشهدوا فناء ولا بقاء»ء فيكلؤهم الله عز وجل 
كلاءة الطفل الوليدء وهي على ثلاثة أركان : بقاء المعلوم بعد سقوط العلم عيناً لإ 
علماء وبقاء المشهود بعد سقوط الشهود وتجنوداً لا نعتاء وبقاء ما لم يزل حقا 
بإسقاط ما لم يكن محوأء ولا يصح هذا الوصف لأحد إلا بعد فناء نفسه عن 
المالوفات» ونزول التبعات» وملازمة آداب العبودية» والاستقامة على القيام بأوامر 
الشريعة» فكل جمع بلا تفرقة زندقة» وكل تغرقة بلا جمع تعطيل» ومن لم يصبه 
سهم الفقد فإن البغايا ترده» ومن شاهد سره ما لا يتسلط عليه التغيير» ولا يحويه 
الفهمء. فقد شاهد صفة قديمة»ء واإلا فهو وارد استدلال لا وارد جلال» وصفات 
العارف أن يعرف الله تعالى بوحدانيته» وكمال صفاته» وأن يصدق حر ينابل 
ويخلص له كليته بدوام الوقوف على امتثال اوامزةء-ونصي عن الأغياز احنييا :ومن 
آفات نفسه برياء ويصفي قلبه عن كدر بشريته» ويفارق بسره ملاحظة الخلق . 
أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن المبارك 


ذكز العتول:من كلامة فرعا يكوه ون جات ل ا م مه 81 
ابن أسباط البغدادي الحرمي الشافعي» بالقاهرة سنة سبعين وستمائة. قال: أخبرنا 
الشيع الو ضار مسد ابن الشيع انى عزن الله عم من معن بن عبد اللةناين 
عمرويه السهروردي البغدادي الصوفى ببغداد سنة ثلاث وأربعين وستماثة. قال: 
اخبرناالشية ابو القباين احمة بن بحي :بل بركة اناد البرار اللغروف تابن 
الديبقي ببغداد سنة إحدى عشرة وستمائة. قال: أخبرنا الشيخ أبو الرضى محمد 
بن اححه حن :قاوه البعدادى: الكدين العتاستت التسروف بالسفين وعدا شعة 
إحدى وسبعين وخمسمائة . 

قال: كنت كثيراً ما أتوقع ممن أسأله عن شيء من صفات القطب» فدخلت 
أنا والشيخ أبو الخليل أحمد بن أسعد بن وهب بن علي المقري البغدادي» ثم 
الهروي في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة إلى جامع الرصافة» فوجدنا فيه الشيخ 
أبا سعد القيلوي» والشيخ أبا الحسن علي بن الهيتي رضي الله عنهماء فسألت 
الشيخ أبا سعد عن ذلك» فقال إلى القطب انتهت رئاسة هذا الأمر في وقته» وعنده 
تحط رحال جلالة هذا الشأن» وإليه يلقى أمر هذا الكون وأهله في عصره» قلت: 
فمن هو في وقتنا هذاء قال: هو الشيخ محيي الدين عبد القادر» فلم أتمالك أن 
وثبت ووثبوا كلهم لنحضر مجلس الشيخ عبد القادر» وما تقدم منا أحدء ولا 
تأخرء ولا تفرقناء وما منا إلا من يشتهي يسمع منه شيئا في هذا المعنى» فوافيناه 
يتكلمء فلما استقر بنا المجلس قطع كلامه وقال: آن للواصف أن يبلغ وصف 
القطبية» ولا مسلك في الحقيقة إلا وله فيه مأخذ مكينء ولا درجة في الولاية إلا 
وله فيها موطن ثابتء ولا مقام في النهاية إلا وله فيه قدم راسخ؛ ولا منازلة في 
المشاهدة إلا وله منها مشرب هنيء؛ ولا معراج إلى مراقي الحضرة إلا وله فيه 
مسرى علي» ولا أمر في كوني الملك والملكوت إلا وله فيه كشف خارق» ولا مسر 
في عالمي الغيب والشهادة إلا وله إليه مطالعة» ولا مظهر وجود إلا وله فيه 
مشاركة» ولا فعل لقوي إلا وله فيه مباطنة» ولا نور إلا وله منه قبس» ولا معرفة إلا 
وله فيها نفس» ولا مجرى لسابق إلا وهو آخذ بغايته» ولا مدى لواصل إلا وهو 
مالك لنهايته؛ ولا مكرمة إلا وهو لها مخطوبء ولا مرتبة إلا وهو إليها مجذوب», 
ولا نفس إلا وهو فيه محبوب» وهو حامل لواء العز ومنتضي سيف القدرة» وحاكم 
دست الوقت» وسلطان جيوش الحبء وولي عهد التولية والعزل» لا يشقى به 
علييئة ولايفيي عنة تشهوذةة .ولا يترازى عه عالة لااغرمن قوق عرياة؛. ولا 
مغشى فوق مغشاه؛ ولا وجود أتم من وجوده؛ ولا شهود أظهر من شهوده؛ ولا 


1١ 8‏ مسسسسسسسسسسس 0 ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب... 
اقتفاء للشرع أشد من اقتفائه, إلا أنه كائن بائن» متصل منفصل» أرضي سماوي» 
قدسي غيبي» واسطة خالصة. بشر نافع له حد لينتهي إليه ووصف ينحصر فيه» 
وتكليف يجب عليه. إلا أنه مستقر باتصاله عند جمعه في مواقع نظرات الأزل عن 
عين التفرقة بي بين الهيبة والأنسء بارز بانفصاله عند تفرقته في شعاب المشاهدات 
فاج السفات بع اله ادل وإنعاش الجمال؛» مع لزوم وصف المقام» وزوال 
نعت الحال؛ فحاجب انفراده بالأسرار نادى على عزة ظهوره بالايات في خفاء 
اقتران حكمه بالأمر» وإلا لما استطاع ظهوره بالبسط منزلاً في حيز الأين من بطش 
القبضء ولولا أن عالم الملك والحكمة لا يظهر فيه شيء من عالم الغيب والقدرة 
إلا فى قشرة الحجاب» وإشارة الرمزء وقيد الحصر لمشاهد أهل الكون من هذا الآمر 
عجباء ولولا أن جملته وتفصيله وأوله وآخره منطو في حواشي تمكين المصطفى 
وممزوج رحيقه بتنسيم نسمات رعايته» ومحصول محصله في قبضة أمره 
إقبالا وإدبارا وجمعاً وتفرقة لخرق سهم القدر سياج الحكمء ولو خلق لهذا الأمر 
الذي أشير إليه لسان لسمعتم ورأيتم عجائب» ثم أنشد من غير ترنم ولا ألحان : 


ما في الصبابة منهل مستعذب إلا ولى فيه الألذ الأطيب 
أو في الوصال مكانة مسخصوصة إلا ومنزلتي أعز وأقرب 
وهبت لي الايام رونق صفوها فحلت مناهلها وطاب المشرب 
وتحدوت مخطوبا لكل كريمة لا يهتدي فيها اللبيب ويخطب 
أنا من رجال لا يخاف جليسهم ونعنه الزماف: ول جرع .ها .درهت 
2 لهم في كل مجد رتبة ية وبكل | جيشا) كوكب 
أنا بلبل الأفراح أملا دوحها طرباء وفى العلياء باز أشهب 
بد جيوش الحب تحت مشيئتي طوعأء ومهما رمته لاا يعزب 
ليحت :ا [لناو” .يولة” ٠‏ امدية أرجو | ولاا | موعودة | أترقب 
ما 5 6 في ميادين 0 حتى وهبت مكانة ل" توهب 

أفلت اشموس الأؤليق4: :وشفننا أبدأ على فلك العلى لا تغرب 


ثم قال: كل الطيور تقول ولا تفعل» والباز يفعل ولا يقول؛ ولأجل هذا صار 
كف الملوك سدتهء فقام إليه الشيخ أبو المظفر منصور بن المبارك الواعظ 
المعروف بجرادة وأنشد يقول: 
بك الشهور تهنا والمواقيت يامن بألفاظه تغلو اليواقيت 


ذكر فضول من كلامه مرضعا بشي ء من غجاكب.... سم سس سس سسب َو 
الباز أنت فإن تفخر فلا عجب0 وسئرالناس في عيني فواخيت 
أشم من قدميك الصدق يندا لآنه قدم 98 نعله الصيت 
فقام الشيخ علي بن الهيتي» وقبل قدم الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنهما. 
قال: فكتبنا هذا المجلس عندناء وحفظنا ما وقع فيه» قال ابن الديبقي: 
فأتيت الشيخ أبا الخليل الهروي وسألته عن هذه القصة؛ فأخبرني بها كذلك . 
وقال رضي الله عنه في الشهود : إن الله عز وجل لا يتجلى لعبد في صفتين؛ 
ولا فى صفة لعبدين» ما دم الخير اا والوقت موجوو ا والجمع مالكو ؟ 
والطبع مالقا والخد قاقبا ورلا قد يكرن ولكر عبد حدة :ولكل حد وص 
ولكل وصف طور ولكل طور تجلء ولكل تجل منازلة» ولكل منازلة سرء ولكل 
سر معراج» ولكل معراج غاية» ولكل غاية مستقر بين يدي اللّه عز وجل؛ ومستودع 
من علمه» وإذا كان العبد في حده أو دونه فشهوده مقيد بانتهاء» وملازم لاستتار 
لأنه من حيث الشاهد وهذا موضع جواز ظهور صفة قديمة في مثال مخالفهاء لأن 
حد الخير مرد الوسع» ووسع الرد خير الحد ولا يسع الحد وجوداً مطلقاء ولا 
يحمل الوسع حقيقة ما استقرت به قوته»ء وإذا كان العبد من وراء حده فشهوده 
مطلق في وصف الوجود الكلي القائم بنفسه لأنه من حيث المشهود. وهذا وصف 
لآ يقوم له مثال» ولا يكبت معه قوة غيره. ولا يبدو إلا في حقيقة» وإذا كان الشهود 
مشهودا فلا بد من خفاء معنى من معانيه فى سمت ما قام من وجوده.؛ ولا يصح 
الشهود المطلق إلا عند تجريد الشهود من شهودهء وانخلاعه عن استتارات 
المركبات» ومتواريات المؤتلفات» فإنه بين كل مركبين مخالفة توجب التباساء 
وفي كل مؤتلفين تغاير يورث اشتباهاء وعند قيامه بصفة واحدة في محض 
تمجه رحد العفم يتح طاهر الخوود الله 
أخبرنا أبو الحسن علي. بن يحيى بن أبي القاسم الأزجي سنة إحدى 
وسبعين وستمائة. قال: أخبرنا قاضى القضاة أبو صالح نصر ببغداد سنة تسسع 
وعشرين وستمائة . قال: أخبرنا والدي عبد الرزاق» وعمي عبد الوهاب سنة إحدى 
تشعو وحمستياقة: 
وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الأبهري» ثم البغدادي سنة اثنتين 
وسبعين وستمائة. قال: أخبرنا الشيخان؛ الشيخ أبو طاهر الخليل ابن الشيخ أبي 
العباس أحمد الصرصريء والشيخ أبو الحسن علي بن سليمان الخباز بيغداد سنة 
إحدى وثلاثين وستمائة . 


ووو مسس سس سس تسب وك فضول من كلاه مرضعا يشيع من عجائب ... 

قال الصرصري: أخبرنا أبى رحمه اللّهء وقال الخباز : أخبرنا العمران الكيماتي 
والبزار سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. 

وأخبرنا أبو محمد رجب الداري سنة إحدى وسبعين وستمائة . قال: أخيرنا 
الشيخان؛ الشيخ أبو الحسن الخفاف» والشيخ أبو البدر بن سعيد ببغداد سنة 
سبع عشرة وستمائة. قالا: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو السعود الحريمي المعروف 
بالمدلل سنة ثمانين وخمسمائة. قال: وأخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن نجيم 
الحوراني سنة أربع وسبعين وستمائة. قال: أخيرنا الشيخ أبو الحسن علي بن 
إدريس اليعقوبي بها سئة خمس عشرة وستمائة. قال: وأخبرنا أبو محمد سالم بن 
علي الدمياطي الصوفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة. قال: أخبرنا الشيخ الإمام 
شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردي ببغداد سنة خمس وعشرين 
وستمائة . 

قالوا: كان الشيخ عباد» والشيخ أبو بكر الحمامي رحمهما اللّه تعالى من 
ذوي الأحوال السنية» وكان الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه يقول 
لأبي بكر: يا أبا بكر الشريعة المحمدية المطهرة تشكو إلي منك» وكان ينهاه عن 
أمور ولا ينتهي عنهاء فدخل الشيخ إلى جامع الرصافة» فوجده فمر بيده على 
صدرهء وقال: انزع أبا بكر واخرج من بغداد» ففقد جميع أحواله ومعاملاته») 
وتوارت عنه منازلاته. وخرج إلى الفرق» وبقي كلما أتى إلى بغداد وهم أن 
يدخلها سقط على وجهه: وإن حمله أحد ليدخل به سقطا جميعاء وجاءت أمه 
باكية إلى الشيخ تذكر شوقها إلى ولدهاء وتشكو العجز عن المسير إليه» فأطرق 
ثم قال: قد أذنا له أن يأتى من الفرق إلى بغداد من تحت الأرض يكلمك من بثر 
دارك؛ قالوا: فكان ياتي كل أسبوع مرة من الفرق إلى دار أمه من تحت الأرض؛ 
ويجتمع بهاء وبعث الشيخ عدي بن مسافر رضي اللّه عنه قضيب البان إلى الشيخ 
ليشفع عنده فيه؛ فوعده فيه بخير» وكان بين مظفر الجمال وأبا بكر رحمهما الله 
أنس وود» فرأى مظفر فى الواقعة رب العزة تبارك وتعالى» وقال له: يا عبدي تمن» 
قال: يا رب أتمنى أن يرد حال أخى أبى بكر عليه فقال له: لك ذلك في حضرة 
ولي افي الدنيا والآخرة عبد القادرء اذهب إليه وقل له: يقول لك ربك بأمارة أني 
أردت أن أنزل بالخلق نازلة فشفعت فيهم» وشفعتكء وبأمارة ما سألتني أن أرحم 
بجودي» وأعم بفضلي من رآك من المؤمنين» ففعلت» وقد رضيت عن أبي بكر 
فارض عنهء وإذا رسول الله يََيْنْهُ يقول: يا مظفرء قل لنائبي في الأرضء» ووارثي: 


ذكر فصول من كلامه مرصعاً يشيء من عجائب , ...سس سس 0519 
الشيخ عبد القادر يقول لك جدك رسول اللّه: رد على أبي بكر حاله» فإنك لم 
عضبب إلا لشريعتي » والان فمد وهبته» فلما اسري عن مظفر من واقعته ذهمب 
مسرورا إلى أبي بكر ليبشره» وكان قد كوشف بجميع ما جرى في الواقعة» وكان 
لم يكاشف بعد فقد حاله بشيء قبلهاء فتلاقيا في نصف الطريق» وأتيا إلى الشيخ 
محيي الدين عبد القادر» فقال: يا مظفر بلغ رسالتك؛ فذكر له ما وجد في واقعته 
ونسي منه شيفأء فذكره الشيخ» » ثم استتاب أبا بكر عما كان يكرهه منهء وضمه 
إلى صدره فوجد في الحال جميع ما كان فقده بزيادة» قالوا : وكان مظفر يحكي ما 
رآه وسمعه في واقعته» وقلنا لأبي بكر: كيف كنت تأتي إلى أمك؟ قال : كنت إذا 
أردت زيارتها حملتء ولا أزال مارأأ تحت الأرض حتى آتي البثر» فأجتمع معهاء 
ثم أحمل من حيث أتي بي إلى أن أرد إلى مكانيءقالوا: وقال عباد أنا أعيش بعد 
وفاة الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» وأرث حاله فأمسك الشيخ 
بيده» وقال: يا عباد لأرمين بينك وبين زيفك» ولأجعلن خيول هجري تجول في 
حمى صفائك» ولا أفلت يده من يده إلا وقد سلبه حاله كله؛ وفقد جميع 
معاملاته» وبقي على ذلك مدة» فبيئما الشيخ جميل البدوي رحمه اللّه تعالى ليلة 
فى خلوته إذ ورد عليه وارد فهزه» وألقيت جبته عنه بمعزل» وظهر له نور لطيف 
شديد الإشراق» يسمع ويبصر ويدرك» فاختطف إلى عالم الملكوت» وانتهي به 
إلى مجلس فيه جمع من المشايخ منهم من يعرفه ومنهم من لا يعرفه» فهبت 
عليهم نسمة أسكرتهم» فقالوا: هذا من طيب مقام الشيخ عبد القادر» وألقي في 
سمعه هذا علم لا يدرك بوصف محجوب,؛ ووصف لا يحد بعلم غائب ثب » ونطق فيه 
ناطق يقول : يا زب أسألك أخي عباداء فالقي في سمعه أنه لا يرد عليه حاله إلا من 
ملح خا الى بترن ردني إلى الشيخ وقال له: يا جميل سألت في 
عباد؟ قال : نعم» قال: : ائتنى به» فلما حضر قال له : يا عباد سر مع الحاج خفيراً له 
قال: نعمء وذلك حين خروج ركب العراق من بغداد» فسار معهم إلى فيد فرأى 
بها شجرة» فتداخله منها وجد» فصاح ودار في السماع حتى غاب في وجده عن 
وجوده» وانفتحت مشامه»وخرج منها الدم» حتى جرى تحت قدميه؛ ثم أفاق وقد 
رجع إليه حاله كله ومثله معه. 

قال الشيخ محيي الدين عبد القادر في ذلك الوقت الجميل : إن الله عرز وجل 
رذعل قباد حاتف كله ععةو ركيت اتبينة عل اللارتعالك آنا لا بيرد عليه 
حاله حتى يخوض في دم الهجرء وقد -خاض فيه اليوم» قالوا: وسار عباد مع الحاج 


9 مس٠‏ كر فصول من كلامه مرصعا بشيء من عجائب.. 


إلى فيدء فخرجت عليهم بها عرب» وكان عباد إذا أراد أمرا صرخ فينفعل له ما 
يريد بصرخته» فصرخ يريد هزيمة العرب. فردت عليه صرخته». فمات مكانه. 
واشتهر موته بين الحاج بفيد ودفن بها. 

وأخبر الشيخ عبد القادر جميلاً بموته في يومه» قالوا: وكان الشيخ جميل 
إذا حكى هذه القصةء وذكر ما شاهده وسمعه في واقعته ينشد في معنى ذلك 


النور الذي ظهر منه فيها: [ من البسيط ] 


صفني ووحدتني أنت واحد بي وإن تعددت فيمن أكثر العددا 
لك اصطفيت لجان فيك عر وإن عرفت عرفت الواحد الصمدا 
فانت مشكاة نور في غياهبه وكوكب فى دياجى العزقد وقدا 
فاستوقفي الركب كت الحب تحت اللواء الذي بالملك قد عققدا 
. وعاهديني أن لا تهجري وصلي حتى تريني بكل الكل منفردا 
تشعشعي في رياض القدس وابتهجي من يعد ل الأاحيان والأمدا 


قال: وكان الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه يقول بعد هاتين 
الواقعتين : نازعني في حالي اثنان» فضربت أعنقيهما في حضرة الله عز وجل . 

أخبرنا بجميع هذه الفصول من كلام شيخنا الشيخ محيي الدين رضي الله 

: الشيخان؛ الفقيه العالم الناسك جمال الدين أبو عبد الله كمه بن بك 
الكريم بن علي بن جعفر بن جرادة القرشي» والشيخ الجليل أبو محمد الحسن بن 
أبي القاسم احمد بن محمد بن أبي القاسم دلف بن اأحمد بن محمد البغدادي 
الحريمي؛ المعروف بابن قوقاء بقراءتي عليهم مجتمعين . 

قال القرشي : أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن أبي الفتح المفرج بن علي 
ابن عبد العزيز بن المفرج بن مسلمة الدمشقي» في كتابه إلى من دمشق سنة ثمان 
وأربعين وستمائة 

وقال ابن قوقا: أخبرنا الشيخ الشريف أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن 
أحمد بن هبة الله ين عبد القادر , 0 

قالا : : أخبرنا شيخ الإسلام مة مفتى الأنام محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن 
ا ل 


ذكر طريقه رضي اللّه عنه 

أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن علي الهلالي الأزجيء» قال: أخبرنا 
الشيخ علي بن إدريس اليعقوبي» قال: (سثل سيدي الشيخ أبو الحسن علي بن 
الهيتي رضي اللّه عنهء» وأنا أسمع عن طريق الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه» فقمال: [كان طريقه التفويض والموافقة مع التبري من الحول والقوة» 
وتجريد التوحيد. وتوحيد التفريد مع الحضور في موقف العبودية بسر قائم في 
مقام العبودية لا بشيء ولا لشىء» وكانت عبوديته صحيحة مستمدة من لحظ 
كال الرموية» قوق عبت ما لت مصاحبة التفرقة إلى مطالعة الجمع مع لزوم 
أحكام الشريعة . ) 

اخبرنا ]نر اجشيه عه اننال بن نيد اناق ب عمل الفيعة ارقي ي الموصلي . 
قال: أخبرنا الشيخ أبو المفاخر عديء إقال: سمعت أبا البركات بن صخر يقول 
لعمي الشيخ عدي بن مسافر رضي اللّه عنه» وأنا أسمع: ما طريق الشيخ محيي 
الدين عبد القادر رضي الله عنه؟ قال: الذبول تحت مجاري الأقدار بموافقة 
القلب» والروح» واتحاد الباطن والظاهر» وانسلاخه من صفات النفس مع الغيب 
عن رؤية النفع والضر والقرب والبعد .! 

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن أبي بكر الأبهري» قال: أخبرنا الشيخ 
أبو طاهر الخليلي بن أحمد الصرصريء إقال: سمعت الشيخ القدوة بقا بن بطو 
رضي الله عنه يقول: طريق الشيخ محيي الدين عبد القادر اتحاد القول والفعل؛ 
واتحاد النفس والقلب» ومعانقة الإخلاص والتسليم» وتحكيم الكتاب والسنة في 
كل خطوة ولحظة» ونفس ووارد وحالء» والئبوت مع الله عز وجل على ما قر عند 
الأجلاء المتثبتين» قال: وسمعت الشيخ القدوة أبا سعد القيلوي رضي الله عنه 
يقول: قوة الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه مع اللّهء وفي الله وبالله» ضعفت 
عندها قوة الصناديد, ولقد سبق كثيراً من المتقدمين بتمسكه بعروة من طريقة لا 
انفصام لهماء ولقد رفعه اللّه تعالى إلى مقام عزيز بتدقيقه في الحقيقة. | 

أخبرنا الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن كامل , بن أبي المعالي الحسيني النيساني . 
قال: أخبرنا الشيخ العارف نجم الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ القدوة أبي 
الحسن علي البطايحي الرفاعي» قال: سمعت عمي الشيخ أبا الفرج عبد الرحمن 
يقول : قدمثت بعداد. ويحفيرت الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه, 


جم 


اليل - ذكر طريقه رضي اللّه عنه 


فرأيت من حاله وفراغ قلبه» وخلو سره ما أذهلني» قلما رجعت إلى أم عبيدة 
أخبرت خالي الشيخ أحمد رضي اللّه عنه بذلك» فقال: يا ولدي» ومن يطيق مثل 
قوة الشيخ عبد القادر, وما هو عليه» وما وصل إليه . 

أخبرنا الفقيه الصالح أبو محمد الحسن ابن القاضي أبي عمرانث موسى بن 
أحمد القرشي الصوفي إقال: سمعت. الشيخ العارف أبا الحسن القرشي رضي الله 
عنهء يقول لرجل: لو رأيت الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنهء لرأيت 
رجلاً فاقت قوته في طريقه إلى ربه عز وجل؛ قوى أهل الطرائق شدة ولزو باك 
طريقته التوحيد وصفاً وحكماً وحالًء وتحقيقه الشرع ظاهراً وباطنًء ووصفه قلب 
فارغ وكون غائب». ومشاهدة رب حاضر بسريرة لا تعجاذبها الشكوك» وسر لا 
تتنازعه الأغيار» وقلب لا يفرقه التفات» فجعل الملكوت الأكبر من ورائه؛ 
والملك الأعظم تحت قدمه رضي اللّه عنهى | 5 

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن منظور الكناني» قال: 
سمعت الشيخ العارف | أبا عبد الله محمد بن أبي الفتح الهروي يقول: خدمت 
سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي اللّه عنه أربعين سنة» فكان 
في مدتها يصلي الصبح بوضوء العشاءء وكان إذا أحدث جدد في وقته وضوءه 
وصلى ركعتين» وكان يصلي العشاء» ويد خل خلوته ولا يد خلها أحد معه» ولا 
يخرج منها إلا عند طلوع الفجرء ولقد آتانا الخليفة بالليل مراراً يقصد الاجتماع 
به ولا يقدر على ذلك إلى الفجرء وبت عنده ليال فكان يصلي أول الليل يسيرا 
ثم يذكر إلى أن يمضي الغلث الأول» يقول المحيط الرب الشهيد الحسيب الفعال 
الخالق البارىء, المصور» فتتضاءل جثته مرق وتعظم مرة» ويرتفع في الهواء مرة؛ 
إلى أن يغيب عن نظريء ثم يصلي قائماً على قدميه يتلو القرآن إلى أن يذهب 
الفلث الثاني و كان يطيل في سجوده عدا يباشر بوجهه الارض» ثم يجلس 
متوجهاء مراقباً. مشاهداً إلى قرب طلوع الفجرء ثم يأاخذ في الدعاء والابتهال 
والتذلل» ويغشاه نور يكاد يخطف الأبصار إلى أن يغيب فيه عن النظر» وكنت 
أسمع عنده سلام عليكم وهو يرد السلام إلى أن يخرج إلى صلاة الصبح . | 

أخبرنا أبو محمد رجب بن أبي المنصور الداري» قال: آخيرنا 00 تو 
بكر محمد بن عمر النخال المقري» 0 الشيخ القدوة أبا السعود أ 
ابن أبي بكر الحريمي يقول: سمعت|!الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي ال 
عنه يقول : أقمت في صحارى العراق» ولكرائة كيب ) اوعفرو وندة جردا ساقها 


ذكر طريقَه رضي اله كيذه سس سس سس 88 9 
لا أعرف الخلق» ولا يعرفوني» تأتيني طوائف من رجال أهل الغيب والجان 
أعلمهم الطريق إلى الله عز وجل» ورافقني الخضر عليه السلام في أول دخولي إلى 
العراق» وما كنت عرفته قبل» وشرط على أن لا أخالفه» وقال لى: اقعد هناء 
تعاديت: ني لكان للقي 'اتمنانى فيه ثلاث بشو واتيي فى كل نسدة مره ويقرل : 
مكانك حعى آتيك؛ وكانت الدنيا وزخارنها وشهراتها تأتيني في صور شتى عجيبة» 
فيحميني اللّه تعالى من الالتفات إليهاء وتأتيني الشياطين في صور شتى مزعجة» 
ويقاتلونني» فيقويني الله تعالى عليهم» وتبرز ل نفسي في صورة فتارة تتضرع 
إلي فيما تريده» وتارة تحاربني فينصرني الله عز وجل عليهاء وما أخذت نفسي 
في حال البداية بطريق المجاهدة إلا ولازمته؛ واعتنقته نفسي» وأجذبه بكل يدء 
وأقمت زماناً في خراب المدائن آخذ نفسي بطريق المجاهدات» فمكثت سنة 
آكل المنبوذ ولا أشرب الماء» وسنة أشرب الماء ولا آكل المنبوذ» وسنة لا آكل» 
ولا أشربء ولا أنام» ونمت بإيوان كسرى في ليلة شديدة البرد فاحتلمت» فقمت 
وذهبت إلى الشط واغتسلت» ثم ف نع يت فقمت وذهبت» إلى الشط 
واغتسلت» هكذا أربعين مرة» فتمت فى تلك الليلة أربعين مرة» واحتلمت أربعين 
مرةة بواعفسلتف ارمع مرو اق معدت قل الإيوان خرف النوم» رامت في 
خراب الكرخ سنين لا أقتات فيها إلا بالبردي» ويأتيني رجل في رأس كل سنة 
بجبة صوف البسهاء ودخلت في ألف فن حتى أستريح من دنياكم» وما كنت 
أعرف إلا بالتخارس والبله والجئون» وكنت أمشي حافيا في الشوك وغيره» وما 
هالني شيء إلا سلكته؛ ولا غلبتني نفسي فيما تريده قط» ولا أعجبني شيء من 
وبئة الذنيا قظ«ققلت النورولا سين #دع صغيرا قال ولاعين كنت ضعيرا. 

5م أخبرنا أبو العفاف موسى ابن الشيخ أبي المعالي عثمان بن موسى البقاعي؛ 
قال: أخبرنا أبي» قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو محمد عثمان الصريفيني بها 
قال: سمعت الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه يقول: كنت 
اجلس في الحرب بالليلٍ والنهار» ولا آوي إلى بغداد» وكانت الشياطين تأتيني 
صفوفاً؛ صفوفاء وركبانا بأنواع السلاح» وأزعج الصورء يقاتلونني ويرمونني 
بشهب النارء فأجد في قلبي تثبيتاً لا يعبر عنه» وأسمع مخاطباً من باطني يقول 
لي: قم إليهم يا عبد القادر, فقد ثبتناك» وأيدناك بنصرناء فما هو إلا أن أنهض 
إليهم فيفرون مني كنا وشتهالا: ويذهبون من حيث أتواء وكان يأتيني الشيطان 
منهم وحده؛ء ويقول لي : اذهب من هناء وإلا فعلت وفعلت؛ بل يحذرني تحذيراً 


]5 1 3 متسس سس سس 0 كر طريقه رضي اللّه عنه 
كثيرأء فالطمه بيدي فيفر مني» فاقول: لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم 
فيحترق وأنا أنظرء وأتاني مرة شخص كريه المنظر منتن الرائحة» وقال لي: أنا 
إبليس أتيتك أخدمك فقد أعييتني» وأعييت أتباعي» فقلت له: اذهبء فابى 
فجاءته يد من فوقه» وضربيت أم ييه فغاص في رض ثم أتاني ثانية وبيدك. 
شهاب من نار يقاتلني به فأتاني رجل متلثم راكب قرفا أشهب» وناولني سيفا 
فنكص إبليس على عقبه؛ ثم رأيته مرة ثالئة جالساً بالبعد مني وهو يبكي ويحثو 
التراب على رأسهء ويقول: قد أيست منك يا عبد القادر» فقلت اخسا يا لعين» 
فإني لا أزال حذراً منك» فقال: هذه أشدء ثم كشف لي عن أشراك كثيرة؛ 
ومصائد ومكائد حولي» فقلت : ما هذا؟ قيل لي : : هذه أشراك الدنيا التي نصيد 
بها مثلك؛ فعوجهت في أمرها سئة حتى تقطعت كلهاء ثم كشف لي عن أسباب 
كثيرة متصلة بي من كل جهة» فقلت: : ما هذا؟ فقيل لي: أسباب الخلق متصلة 
بك فتوجهت في أمرها سنة أخرى» تقطعت كلهال وانفردت عنهاء ثم كشف لي 
عن باطني» فرأيت قلبي مناطاً بعلائق ق كثيرة» فقلت : ما هذا؟ فقيل لي : هذه إرادتك 
واختياراتك, فتوجهت في أمرها سنة أخرى حتى تقطعت جميعهاء وتخلص منها 
ثلبي» ثم كشف لي عن نفسي فرايت أدواها باقية» وهواها حي وشيطانها ماردء 
فتوجهت في ذلك سنة أخرى فبرئت أدواء النفس» ومات الهوى» وأسلم الشيطان» 
لكان الاآمن كله الل وفيت وحداي: والوعوة كله مرى تكلن .وما بوضيلك: إلى 
وني بعد فاجتذيت إلى باب التوكل لادخل منه على مطلوبي : فإذا عنده زحمة 
اثزاه؛ ثم اجتذبت إلى باب الشكر لأدخل منه على مطلوبي فإذا عنده زحمة 
ارتم ثم اجتذبت إلى باب التسليم لأدخل منه على مطلوبي فإذا عنده زحمة 
تجزته؛ ثم اجتذبت إلى باب القرب لأدخل منه على مطلوبي» فإذا عنده زحمة 
فجزته؛ ثم اجعذبت إلى باب المشاهدة لأدخل منه على مطلوبي» فإذا عنده زحمة 
فجزته» ثم اجتذبت إلى باب الفقر فإذا هو خالي» تدسلي عد قز ايك فيه كلها 
تركعه وفتح لي منه الكدز الأكبر» وأوتيت فيه العز الأعظم» والغنى السرمدي» 
والحرية الخالصة؛ ومحقت البقاياء ونسخت الصفاتء وجاء الوجود الثاني . 

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن مزاحم الدنيسري» قال : أخيرنا الشيخ 
القدوة أبو عبد الرحيم النصيبيني بها» قال: سمعت الشيخ أبا القاسم عمر بن 
مسعود البزار يقول ؛ سمت الشم مجيي الذون ميد الفادر رضي الله عدد يقول : 
كانت الأحوال تطرقني في بدايتي في السياحة:؛ فأقاومها فأملكهاء فأغيب فيها عن 


ذكر طريقة رضي اله عقة سس سس 8197 8 
وجودي. وأغدو وأنا لا أدري » فإذا سري عني من ذلك وجدت نفسي 558 عن 
المكان الذي كنت فيه» وطرقني الحال مرة في خراب بغداد» وغدوت قدر ساعة؛ 
وأنا لآ أدري» ثم سري عنى» وأنا فى بلاد شش> مشدرينياة ونين بغداد اتنا عش رونا 
فبقيت مفكراً في أمري» فإذا 0 واكت الشيخ 
عبد القادر. 

أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن الخضر بن عبد اللّه الحسيني 
الموصلي . قال: أخبرنا أبى قال : خدمت سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه ثلاث عشرة سنة فما رأيته فيها يتمخط ولا يتنخم» ولا قعدت عليه 
ذبابة» ولا قام لأاحد من العظماءء ولا ألم بباب ذي سلطان» ولا جلس على بساطه؛ 
ولا أكل:من طعامه إلا مرة واحدة» وكان يرى الجلوس على بساط الملوك» ومن 

من العقوبات المعجلة» وكان يأتيه الخليفة أو الوزراء أو من له الحرمة 
الوافرة»؛ وهو جالس فيقوم» ويد خل داره» فإذا تبعه خرج الشيخ من الدار لثلا يقوم 
لهم» وكان يكلمهم الكلام الخشنء ويبالغ لهم في الموعظةء وهم يقبلون يده 
ويجلسون بين يديه متواضعين متصاغرين» وكان إذا كاتب الخليفة يكتب إليه 
عبد القادر يأمرك بكذا وكذاء وأمره نافذ فيك» وطاعته واجبة عليكء» وهو لك 
قدوة» وعليك حجة, فإذا وقف الخليفة على ورقته قبلهاء وقال: صدق الشيخ عبد 
القادر. ْ 
لا أخبرنا الشيخ الإمام العالم نجم الدينء قال: أخبرنا قاضي القضاة شيخ 
الشيوخ شمس الدين أبو'عبد اللّه محمد المقدسيء قال: أخبرنا الشيخ الشريف 
أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن المنصوري» قال: سمعت شيخ القدوة أبا عبد 
الله محمد بن قائد الأواني يقول: كنت عند الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنهء فسأله سائل : علامٌ بنيت أمرك؟ قال: على الضدق» ما كذبت قطء ولا 
لما كنت في المكتبء ثم قال رضي اللّه عنه: كنت صغيراً في بلدناء فخرجت 
إلى السواد في يوم عرفة» وتبعت بقر حرثء فالتفتت إلي بقرة وقالت لي: يا عبد 
القادر ما لهذا خلقتء ولا بهذا أمرت» فرجعت فزعاً إلى دارناء وصعدت إلى سطح 
الدار» فرأيت الئاس واقفين بعرفات» فجفت إلى أمي وقلت لها: هبيني لله عز 
وجل» وأذني لي بالمسير إلى بغداد؛.أشتغل بالعلم وازورالصالخين؟ فسألتني عن 
سبب ذلكء» فأخبرتها خبري فبكت وقدسة إلي ثمانين دينارا روكنية خلعهاابي؛ 
فتركت لأخي أربعين ديناراً» وخاطت في دلقي تحت إبطي أربعين دينارأ» وأذنت 


5 


٠3‏ مسسس ‏ سسسسسسسسسسسسس- 0 كر طريقه رضي الله عنه 
لي بالمسير وعاهدتني على الصدق في كل أحوالي» وخرجت مودعة لي» وقالت : 
يا ولدي اذهب فقد خرجت عنك لله عز وجلء فهذا وجه لا أراه إلى يوم القيامة؛ 
فسرت مع قافلة صغيرة تطلب بغدادء فلما تجاوزنا همذان» وكنا بأرض ترنتك 
خرج علينا ستون فارساً من الأودية» فأخذوا القافلة» ولم يتعرض لي أحد» فاجتاز 
بي أحدهم وقال لي : يا فقير ما معك؟ فقلت:.أربعين ديناراء فقال: وأين هي؟ 
نقلت: مخاطة في دلقي تحت إبطي» فظدني اسعهزىء به فمركني وانصرف» ومر 
بي آخر فقال لي مثل ما قال الأول» فأجبته كما أجبت الأول» فع ركني وانصرف» 
وتوافيا عند مقدمهم فأخبراه بما سمعاه مني» فقال: علي بهء فأتي بي إليه» وإذا 
هم على تل يقعسمون أموال القافلة» فقال لي : ما معك؟ قلت أربعون ديناراء قال: 
وأين هي؟ قلت: مخاطة في دلقي تحت إبطي» فأمر بدلقي» ففتق فوجد فيه 
الأربعين ديناراً» فقال لي : ما حملك على الاعتراف؟ قلت : إن أمي عاهدتني على 
الصدق, وإني لا أخون عهدهاء فبكى المقدم وقال: أنت لم تخن عهد أملكء» وأنا 
لي كذا وكذا سنة أخون عهد ربى» فتاب على يدي فقال له أصحابه: أنت كنت 
مقدمنا في قطع الطريق» وأنت الآن مقدمنا في العوبة» فتابوا كلهم على يديء 
وردوا على القافلة ما أخذوا منهم» فهم أول من تاب على يدي . 

أخبرنا أبو محمد الحسن المعروف جده بابن قوقاء قال: أخبرنا الشيخ 
الإمام أبو هريرة محمد بن الليث المعروف بابن الوسطاني» فقال: سمعت الشيخ 
الفقيه أبا الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي يقول: كنت مع الشيخ عبد 
القادر بالمدرسة النظامية» واجتمع إليه الفقهاء والفقراء 'فتكلم عليهم في القضاء 
والقدر» فبينما هو يتكلم إذ سقطت حية عظيمة في حجره من السقف»ء ففر منها 
كل من كان حاضراً عنده؛ ولم يبق إلا هوء فدخلت الحية تحت ثيابه» ومرت على 
جسدهء وخرجت من طوقه؛ والتفت على عنقه؛ ومع ذلك ما قطع كلامهء ولا غير 
جلستهع ثم نزلت إلى الأرض وقامت على ذنبها بين يديه» وصوتت» ثم كلمها 
وكلمته بكلام لم يفهمه أحد مناء ثم ذهبت فجاء الناس إليه وسألوه عما قالت له 
وقال لهاء فقال: قالت لي: لقد اختبرت كثيراً من الأولياء فلم أرَ مثل ثباتك»؛ 
فقلت لها: لقد سقطت علىئ»وأنا أتكلم في القضاء والقدرء وهل أنت إلا دويدة 
يحركك القضاءء ويسكداك القدر» فاردث أن لا يناقض فعلي قولي . 

أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن أزدمر المحمدي» قال: أخبرنا الشيخ 
محيي الدين أيؤ عبد الله محمد بن علي التوحيدي؛ قال: أ خبرنا خالي أبو صالح 


ذكر طريقه رضي الْلَّه عئة سس سس 808 
نصر الله» قال: سمعت والدي أبا بكر عبد الرزاق يقول: سمعت والدي الشيخ 
محبي الدين عبد القادر رضي عنه يقول: كنت ليلة في جامع المنصور أصلي» 
فسمعت حس مشي على السواري» فجاءت حية عظيمة وفتحت فاها موضع 
سجودي» فلما أردت السجود دفعتها بيدي وسجدت»ء فلما جلست للتشهد 
مشت على فخذيء» وطلعت على عنقي والتفت عليه» فلما سلمت لم أرهاء فلما 
كان الغد دخلت خرابة بظاهر الجامع» فرأيت شخصا عيناه مشقوقتان لوا 
فعلمت أنه جني» فقال لي : أنا الحية التي رأيتها البارحة؛ ولق ميرت كقيرا عون 
الأولياء بما اختبرتك به» فما ثبت أحد منهم لي كثباتك» وكان منهم من اضطرب 
ظاهرا وباطناً» ومنهم من اضطرب باطنه وثبت ظاهره» ومنهم من اضطرب ظاهره 
وثبت باطنه؛ ورأيتك لم تقطرن رأنا ولا ظاهراء وسالق ان يغرب على يدي 
فتوبته . 

أخبرنا أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر القرشي» قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد 
اللّه محمد بن النجار البغدادي» قال: كتب إلى عبد اللّه بن الحسين» ونقلته من 
خطهء قال: يعني العنيم متحيى 'الداررح عبد القادز التغيلي رضي الله عنه» كان إذا 
ولد لي ولدء أخذته على يدي وقلت هذا ميت» فأخرجه من قلبي» فإذا مات لم 
يؤثر موته عندي شيعاً لأني قد أخرجته من قلبي أول ما يولد» قال : وكان يموت له 
من أولاده الذكور والإناث ليلة مجلسه؛ فلا يقطع المجلس» ويصعد على الكرسي 
ويعظ الناس والغاسل يغسل الميتء فإذا فرغوا من غسله جاؤوا به المجلس» فينزل 
الشيخ ويصلي عليه؛ وبهذا الإسناد إلى ابن النجار قال: سمعت الحافظ أيا محمد 
الأخضر يقول: كنت أدخل على الشيخ عبد القادر رضي الله عنه في وسط الشتاء 
وقوة برده وعليه قميص واحد» وعلى رأسه طاقية» والعرق يخرج من جسده. وحوله 
من يروحه بالمروحة كما يكون في شدة الحر. 

أخبرنا أبو محمد الحسن بن الزراد» قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن 
النحال المصريء قال: أخبرنا الشيخ ابو يكز عبد الله الصديق؛ قال: قال الشيخ 
محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه: ضاقت بي الحال يومأء تخركت سبي 
تحت حملهاء وطلبت الراحة والفرح» فقيل لي : ماذا تريد ؟ فقلت: أريد ون 
حياة فيه» وحياة لا موت فيهاء فقيل لى : ما الموت الذي لا حياة فيه؛ والحياة التي 
لاموت فيهاء قلت: أما الموت الذي لا حياة فيه» فموتي عن جنسي من الخلق» 
فلا أراهم في الضر والنفع» وموتي عن نفسي وهوايء و إرادتي ومناي في دنياي 


8 /1 3و مس0 كر طريقه رضي اللّه عنه 
وأخراي» فلا أحيا في جميع ذلك ولا أوجدء وأما الحياة التي لا موت فيها فحياتي 
بفعل ربي عز وجلء بلا وجود لي فيه؛ والموت في ذلك وجودي معه عز وجل») 
وهذه أنفس إرادتى مذ عقلتء قال لى أبو الحسن بن الزراد إن أبا بكر بن النحال 
قال: إنه سأل الشيخ العاردف ناصر ل قائد الآأواني رضي اللّه عنه عن قول 
الشيخ محيي الدين رضي اللّه عنه: وهذه أنفس إرادتى مذ عقلت» فقال لي: هي 
الس إزادعه هاتذام موسيوفاً باق لهاإرادة» ولا ققد عظع سال اتعفيارة ا لقفسة وض 
الإرادة» وكان حاله مع الله عز وجل ترك الاختيار» وسلب الإرادة رضي اللّه عنه 
وأرضاه . 


ذكر نسبه وصفته رضى الله عنه 

أخبرنا الفقيه العالم أبو المعالي أحمد ابن الشيخ المحقق أبي الحسن علي 
ابن أحمد بن عبد الرزاق بن عيسى الهلالي البغدادي. قال: أخبرنا قاضي القضاة 
أبو صالح نصرء قال: أخبرنا والدي عبد الرزاق؛ قال: سألت والدي الشيخ محيي 
الدين عن نسبهء قال د ناز بال ملح مووي لي وتاي يعد 
اله بن يحخيى الزاهدء بن محمد بن داؤد بن مويلى بن عب الله بن موسلى الجون 
ابن عبّد الله المحض؛ ويلقبٌ أيضا بالمجل ابن الحسن المثنى بن الحسن بن 
علا بن أبي طالب رضي الله عنهم» سبط أبي عبد اللّه الصومعي الزاهد وبه كان 
يعرفء حيث كان بجيلان» فسكل عن مولده, فقال: لا أعلمه حقيقة لكنى 
قدمت بغداد في السنة التي مات فيها التميمي»وعمري إذ ذلك كماني عشرة سَنة 

قلت : والتميمي ا خط يه اللّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن 
الحارث بن أسدء توفي سنة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة؛ فيكون مولده رضي الله عنه 
على هذا| الئاه منعة سه وارياتة: 

وأخبرنا الفقيه أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد 
الواسع بن أميركاه بن شافع الجيلي الحنبلي . قال: أخبرنا جدي عبد الواسع؛ قال : 
ذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي الحنبلي رحمه الله تعالى أن 
مولد الشيخ محيى الدين عبد القادر الجيلي رضي اللّه عنه سنة إحدى وسبعين 
وأربعمائة لذن وأنه دخل بغداد سنة ثمان وثمانين وأربعماثة» وعمره ثماني 
عشرة سئة» قلت: : وهو رضي الله عنه منسوب إلى جيّل بكسر الجيم وسكون الياءءٍ 
وهي بلاد متفرقة وراء طبرستان» وبها ولد في نيف قصبة منهاء ود يقال فيها أيضاً 
جيلان وكيلان» وكيل أيضاً قرية بشاطىء الدجلة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي 
طريق واسطء ويقال أيضا: : جيل بالجيم» ومن ثم يقال: كيل العجم وكيل العراق» 
وجيل العجم وجيل العراق» وأبو العير ثابت بن منصور الكيلي من كيل العراق» 
والجيل أيضاً قرية تحت المدائن» وفي رواية أيضاً جيلاني منسوب إلى جده جيلان» 
وأبو عبد الله الصومعي من جملة مشايخ جيلان ورؤساء زهادهم, له الأحوال السنية 
والكرامات الجلية مع جماعة من عظماء مشايخ العجم رضي اللّه عنهم . 

أخبرنا عنه الفقيه أبو سعد عبد اللّه بن علي بن أحمد بن إبراهيم القرشي . 


او ل سس ذكر نسسيه وصفته رضي الله عنه 


قال: أخبرنا الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن إسحاق بن علي بن عبد الرحمن 
الهاشمي القزويني. قال: أخبرنا الشيخ القدوة نور الدين أبو عبد الله محمد 
الجيلي» قال : أخبرنا الشيخ العارف أبو محمد الدارباني القزويئي» قال : الشيخ أبو 
عبد الله الصومعي هو أحد من أدركت بالعجم من المشايخ» وكان مجاب 
الدعوى» وإذا غضب انتقم الله عز وجل له سريعاء وإذا أحب أمرا فعله اللّه تعالى 
له كما يختاره, وكان مع ضعف قوته وكبر سنه كثير النوافل دائم الذكرء ظاهر 
الخشوعء؛ صابرا على حفظ حاله» ومراعاة أوقاته» ولقد كان يخبر بالأمر قبل وقوعه؛ 
فيقع كما أخبر به. قال: وحكى لنا بعض أصحابنا أنهم خرجوا تجار فين قافلة 
فخرجت عليهم خيل في صحراء سمرقند» قال: فصحنا بالشيخ أبي عبد الله 
الصومعي» فإذا هو قائم بيئناء ونادى: سبوح قدوس ربنا الله» تفرقي يا خيل الله 
عناء قال: فوالله ما كان الراكب يقدر على رد فرسهء وفرت بهم في رؤوس الجبال؛ 
وبطون الأودية, ولم يجتمع منهم اثنان» وسلمنا اللّه منهمء وطلبنا الشيخ من 
بينناء فلم نره» ولم ندر أين ذهبء فلما رجعنا إلى جيلان» وأخبرنا الناس بذلك 
قالوا: واللّه ما غاب الشيخ عناء وأمه أم الخير أمة الجبار فاطمة بدت أبي عبد اللّه 
. الصومعي المذ كور وكان لها حظ وافر من الخير والصلاح . 
م أخبرنا عنها الفقيه أبو علي إسحاق بن علي بن عبد اللّه الهمداني الصوفي. 
قال: أخبرنا الشيخ الآصيل أبو عبد الله محمد ين عيذ ايتطيق ابق الكيخ القدوة 
أبي النجيب عبد القادر السهروردي . قال: أخبرنا الشيخ أبو خليل أحمد بن أسعد 
أبن وهب بن علي المقري البغدادي ثم الهروي . قال: أخبرنا الزوجان الصالحان؛ 
الإمام الورع أبو سعد عبد اللّه بن سليمان بن جعران الهاشمى الجيلي» وأم أحمد 
الجيلية بهاء قالا: كانا لآم الخير أمة الجبار فاطمة أم الشيع ع القادر رضي الله 
عنه قدم في هذا الأمرء وسمعناها تقول غير مرة: لما وضعت ابني عبد القادر كان 
لا يرضع ثديي في نهار رمضان؛ وغم على الئاس هلال رمضان فأتوني وسألوني 
عنه» فقلت: لم يلتقم اليوم ثدياء ثم اتضح أن ذلك اليوم كان من رمضان» 
واشتهر ببلدنا في ذلك الوقت أنه ولد للأشراف ولد لا يرضع في نهار رمضان . 

قال أبو علي الهمذاني : سمعت قاضي القضاة أبا صالح نصراً بيغدادء يقول: 
سمعت عمي عبد الوهاب يقول: لأكابر من مشايخ العجم وعلمائها في رحلتي 
إليها يروون عن أكابرهم أنه كان لا يرضع في نهار رمضان» يعني والده الشيخ 
محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه» وأخوه الشيخ أبو أحمد عبد 0 


92 
تت 


ذكر نسبه وصفته رضي اله عم سس سس 01/9 
سنه دون سنه نشأ نشأة صالحة في العلم والخير» ومات بجيلان_شايأء وعمته 
المرأة الصالحة أم محمد عائشة بنت عبد اللّه ذات الكرامات الظاهرة» أخبرنا عنها 
الشيخ أبو عبد الله محمد قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بخويء قال: أخبرنا أبى 
أبو إسحاق إبراهيم بن علي الطبري» قال: أخبرنا الشيخ أبو صالح عبد اللّه ين عبد 
الله الطبقي بخوي قدما علينا سنة أربع وستين وخمسمائة؛ قال: أجدبت جيلان 
مرة» واستسقى أهلهاء فلم يسقواء فأتى المشايخ إلى دار الشيخة أم محمد عائشة 
عمة الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه» وسألوها الاستسقاء لهم فقامت إلى رحبة 
بيتها وكنست الأرض وقالت: يا رب أنا كنست فرش أنت» قال: فلم يلبثوا أن 
مطرت السماء كافواه القرب» ورجعوا إلى بيوتهم يخوضون في الماء» وعمرت 
ماتت بجيلان رضى اللّه عنها . 

قوله فى العسسن» التجوث هو القن الموسين :وقواين ابجاء الأشبدافترظلق علي 
الأبيض اصرق وهو الأكثر في استعماله» وهو المراد به هنا لآن موسى كان آدم 
اللون» وتقول له أم هند بنت أبي عبيدة: 

إنك إن تكون ونا قرغا احذر أن تضرهم أو تنفعا 

وحملت به وهى بنت ستين سنة» ويقال: لا تحمل لستين سنة إلا قرشية؛ 
ولا لخمسين إلا عربية» وأم أبيه عبد اللّه هي أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن 
عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ وقوله فيه المحض 
هو لقب لعبد اللّه» وهو من كل شيء الخالص؛ ولقب به عبد اللّه لأن أباه الحسن 
ابن الحسن بن علي» وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي» فنسبه من أبويه خالص 
لسلامته من الموالي وانتهائه إلى علي كرم اللّه وجهه؛ ومن لقبه بالمجل أخذه من 
الإجلال لهذا المعنى» وهو بضم الميم وفتح الجيم اسم مفعول من أجله؛ وفاطمة 
هذه خلف عليها بعد الحسن بن الحسين» عبد الله المطرف بن عمرو بن عثمان 
ابن عفان رضى اللّه عنه» ولدت له محمد الديباج لقب به لحسنه؛ ولقب أبوه 
غبنه الله والعتها ذف لجماله» ولما نشا عبد اللّه بن عمر قال الناس: هذا حسن 
مطرف بعد عبد اللّه بن الزبير» وكان عبد اللّه بن الزبير فائق الجمال» وأم المطرف 
ابن حفصة بنت عبد اللّه بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهماء والمطرف بضم 
الميم وفتح الراء اسم مفعول من أطرفته يكذا. 

وقوله فيه المئنى: هو نعت للحسن لأنه الحسن بن الحسن» وهو بضم 
الميم وفتح النون اسم مفعول من ثنيته إذا صيرت له ثانياً واللّه أعلم . 


دا 
١‏ 


0 


1/5 3و متسس سس .0 فكر وعظه رضي الله عنه 

أخبرنا قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الإمام عماد الدين 
أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي . 

قال: أخبرنا شيخنا الإمام العالم الرباني موفق الدين أبو محمد عبد الله بن 
أحمد ابن محمد بن قدامة المقدسيء قال: كان شيخنا شيخ الإسلام محيي الدين 
أبو محمد عبد القادر الجيلي نحيف البدن» ربع القامة» عريض الصدرء عريض 
اللحية» طويلهاء أسمر مقرون الحاجبين» أدعج العينين» ذا صوت جوهري» 
وسمت بهي ») وقدر عليء وعلم وفي» رضي اللّه عنه. قال : أخيرنا أبو حفص عمر 
ابن مزاحم الدنيسري» قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن المعروف بالخفاف» قال: 
أخبرنا الشيخ أبو السعود أحمد بن أبي بكر الحريمي» قال: كان الشيخ محيي 
الدين عبد القادر رضي الله عنه آدم اللون» نحيف البدن» ربع القامة . 

ذكر وعظه رضي الله عنه 

اعلم كتبك الله من ذوي السعادة» وجعلك ممن فاز بالحسنى وزيادة» أن 
شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر رضى اللّه عنه لما تحلى بحلل العلم 
الشرعية» ونال لطائفها وتجمل بتيجان الفنون الدينية» وحاز شرائفهاء وهجر 
بمهاجرته إلى الحق كل الخلائق» وتزود في سفره إلى ربه عز وجل أحسن الاداب» 
وأشرف الحقائق» وعقدت له ألوية ولاية فوق العلى ذوائبهاء» ورفعت له منازل 
جلى له في سماء القرب كواكبهاء ونظر قلبه إلى رقوم الفتح في ذيول الكشف عن 
الأسرارء وشخص سره إلى شموس المعارف من مطالع الأنوار» وأشهدت بصيرته 
عرائس الحقائق في مقاصير الغيوب» وأسكنت سريرته حضرة القدس في خلوة 
وصل المحب بالمحبوب» ورفعت أسراره إلى مشاهد المجد والكمال» ودوام 
إحضاره في معالم العز والجلال؛ هنالك انكشف له علم السر المصون» واتضح له 
حقيقة الحق المكنون, واطلع على معاني خفايا مكامن المكنونات» وشاهد 
مجاري القدر في تصاريف المشيئات؛ واخترع الحكم من معادنهاء وأظهر التحف 
من مكامنهاء وأتاه الأمر النقي من تدنيس التلبيس بالجلوس للوعظ» والتصدر 
للتدريس» وكان أول جلوسه للوعظ فى الحلبة البرانية فى شوال سنة إحدى 
وعشرين وخمسمائة, لله در مجلس تجلله الهيبة والبياق. وتنحق: بن اتمالائكة 
والأولياء» فقام بنص الكتاب والسنة خطيباً على الأشهاد, ودعا الخلق إلى اللّه عز 
وجل فأسرعوا إلى الانقياد» يا له من داع أجابته أرواح المشتاقين» ومن مناد لبته 


ا 00077 0 
قلوب العارفين» ومن حاد هيم ركائب النفوس في فلوات الشوق» ومن هاد ساق 
نجائب القلوب إلى حمى الوصال» ومن ساق روى عطاش العقول من شراب الأنس 
فكشف براقع اللبس عن وجوه المعارف ورفع أغطية الغين عن عين شرائف اللطائف» 
وهز أعطاف القلوب بوصف جمال القدم» وأرقص أشباح الأرواح بسماع نعت 
كمال الكرمء وناغى أطيار الأسرار في صوامع قدسها بالحان من لذيذ أنسهاء 
فطارت من أوكار أطوارها في حسها إلى أنوار أنوارها مع جنسهاء وجلى عرائس 
المواعظ فدهش لبهجة حسنها العشاق» وزف مخدرات المواهب» فصبا لمعنى 
جمالها كل مشتاق» ونطق بنفائس الحكم في رياض أنس أينعت مروجهاء وأبرز 
جواهر التوحيد من بحار علوم تلاطمت أمواجهاء يرى معانيها من مغانيها درا 
وياقوتاء ويجد من درها دواءء ومن ياقوتها قوتاء ودبج روض الحقائق بحدائق ذات 
بهجة» فيها للسالكين إلى الله عز وجل محجة وحجة؛ وبث لالىء الفتح على 
بسط الأفهام فتسابق لالتقاطها ذوو الألباب والأقلام» فتنضدت منها فرائد هدي في 
أعناق ذوي الهمم العلية» يصل العامل بها إن شاء الله تعالى إلى المقامات السنية؛ 
فجال في النفوس مجال الأنفاس فى الصدورء وعبق بالقلوب عبق الروض الممطورء 
وأبرا النفوس من أسقامها وشفى الخواطر من أوهامهاء فما سمعه إلا من أوضح 
لدو دجونه» أو من بخل بالبكاء جفونه» فكم رد 0 الله عز وجل عاصياًء وكم 
ثبت الله به واهيا» وكم أصحى من خمر الهوى سكارى؛ وكم فك من قيود 
النفوس أسارى » ؛دكم اصطفى اللّه عز وجل به أوتادأء وأبدالاء وكم وهب اللّه 
سبحانه به مقاماً وحالاً رحمة اللّه عليه : [ من الكامل] 
عبند له دوق المغالى .رئسة وله المماجد والفخار الأفخر 
وله الحقائق والطرائق فى الهدى ‏ وله المعارف كالكواكب تزهر 
وله الفضائل والمكارم والندى 2 وله المناقب في المحافل تنشر 
وله التقدم والتعالي في العلى وله المراتب في النهاية تكبر 
غرث الورى غيث الندى نور الهدى بدر الدجى شمس الضحى بل أنور 
قطع العلوم مع العقول فاأصبحت أطوارها من دونه تتحير 
ما فى عللاه مقمالة لمخالف فمسائل الإجماع فيه تسطر 
أخبرنا أبو محمد الحسن ابن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن الزراد؛ 
قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن عمر بن النحال المقريء قال : أخبرنا الشيخ 
أبو بكر عبد الله بن نصر البكري» قال: حدثني الشريف أبو الفتح مسعود بن عمر 
الهاشمي الأاحمديء قال: حضر مجلس الشيخ في بعض الأيام نائب الوزارة عز 


1/5 3 عطس سس سسسب | كر وعظه رضي اللّه عنه 
الدين أبو عبد الله محمد ابن الوزير عون الدين أبي المظفر بن هبيرة» وأستاذ الدار 
عز الدين أبو الفتوح عبد اللّه بن هبة اللّه» وحاجب الباب مجد الدين أبو القاسم 
علي بن محمد الصاحب» وأمين الدين أبو القاسم علي بن ثابت بن المسحل 
رحمهم الله تعالى في آخرين» فخاطبهم الشيخ رضي اللّه تعالى عنه بمكنون 
سرائرهم» وتكلم على خواطرهمء وهتك 5-008 أستارهم» وادعت بما سلط 
الله عز وجل عليهم من خوف الله تعالى سكونهم ووقارهم» حتى غدت دموعهم 
سائلة» ورؤوسهم من شدة الوجل مائلة» كأنما أحضرهم بالساهرةء وأراهم 
أعمالهم السالفة كالحاضرة» فهم منها وجلونء ومن المؤاخذة عليها مشفقون» 
درى أنهم سكرى النفوس بحمره» فصال عليهم صولة الأسد الوارد قال: فلما نزل 
الشيخ لم يلم بأحد منهمء » ولم يلتفت إلى جمعهمء قال: الشريف» فقلت: يأ 
سيدي ما كان ثم عبارة ألين من تلك العبارة فقد قتلتهمء فقال: أي ولدي؛ كيف 
القيم متى لم تكن خشنة لم تخرج الوسخ؛ وقتلي لهم اليوم حياة لهم غدأً. _ 

أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي الخباز» قال: أخبرنا أبو الفتوح نصر الله بن 
أبي المحاسن يوسف بن خليل الأزجي» قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي 
الخباز» قال: أخبرنا الشيخ عمر الكيماتي» قال 4 كدير يرما خلس الشيت اليس 
الدين عبد القادر رضي اللّه عنهء نقيب النقباء؛ ابن الأتقى» ولم يكن حضره قبل 
ا ل ا وليعك إذ حلقيك علميك لماذا 
خلقت, يا نائم انتبه» افتح عينيك» وانظر ما أمامك» فقد أتتك جنود العذاب» يا 
راحل» يا زائل» يا منتقلء سافر آلف عام لتسمع مني كلمة واحدة» لتبلغ عددك 
كم سمت الدنيا مثلك بالجاه والكثرة» ثم قتلته أنا إذ أثار طبع إخلاصي» وطبع 
سريء لا أزول خطوتان» وقد وصلت إلى اللّه عز وجل» النفس والخلق» وأنت يا 
مريد خطوتان؛ وقد وصلت الدنيا والآخرة» ألا إلى اللّه تصير الأمورء فلما نزل عن 
الكرسي قال له بعض تلاميذه: يا سيدي» لقد بالغت في القول له» فقال: إنما هو 
نور جلى ظلمتهء قال: فلم يزل بعد ذلك يحضر مجلسههء ويأتيه في غير وقت 
المجلس» وفجلين بين نديه نعواطها تفضا غر ا وحية الله" تحال + 

فكان رضي اللّه عنه إذا قام إليه شاب ليتوب» يقول: يا هذا ما قمت حتى 
أقاموك» ولا أقبلت حتى قيلوك». ولا جمت حتى طلبوك» ولا قدمت من سفر 
الجفاء حتى استحضروكء يا هذا ما تركناك لما تركتناء ولا قاطعناك لما قاطعتناء 
ولا هجرناك لما هجرتناء ولا نسيناك لما نسيتناء أنت في إعراضك ورعايتنا 


ذكر وعظة رضي الْأَهُ عم سس سس سس لآ 
تحفظكء وأنت في جفاك وعنايتنا تلحظكء ثم حركناك لقريناء وأزعجناك لوصلناء 
وقربناك لأنسناء وخطبناك بإشارتنا. وكان إذا قام إليه شيخ ليتوب يقول: يا هذا 
أخطأت» وأبطات» وأسات وأنسأتء» كلما فسحنا لك المهل أطلت الأمل وأسأت 
العمل» كلما كبر سنك تمرد جنك» هجرتنا في الصبى وعذرناك» وبارزتنا في 
الشباب» وأمهلناك» فلما قاطعتنا في العشيت مقعناك أقبح منظر يرى يوم القيامة 
ذو شيبة بيضاء بيده صحيفة سوداء . 

أخبرنا أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر القرشي» قال: أخبرنا الحافظ أبو 
عبد اللّه محمد بن النجار البغدادي» قال: كتب إلي عبد اللّه بن الجبائي ونقلته 
من خطه. قال: قال لي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه» كنت أؤمر 
وأنهى في النوم واليقظة؛ وكان يغلب علي الكلام» ويزدحم على قلبي» فإن لم 
أتكلم أكاد أختئق» ولا أقدر أن أسكتء وكان يجلس عندي رجلان وثلاثة 
يسمعون كلامي» ثم تسامع الناس بي» وازدحم الخلق علي» فكنت أجلس في 
المصلى بباب الحلبة؛» ثم ضاق على الناس الموضع فحمل الكرسي إلى خارج 
البلد» وجعل في المصلى» وكان الئاس يجيئون على الخيل» والبغال والحمير 
والجمال» قفون على دائر المجلس كالسورء وكان يحضر نحو السبعين ألفا. 

أخبرنا أبو الخير سعد اللّه بن أبي غالب أحمد بن علي الأزجي» قال: أخبرنا 
الشيخ الجليل أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل بن حمزة الطفال الأزجي .قال : 
أخبرنا الشيخ الجليل أبو الفرج عبد الجبار ابن شيخ الإسلام محيي الدين عبد 
القادر رضي اللّه عنه» قال: سمعت والدي غير مرة يقول: وعزة العزيز ما ثنيت» ما 
قلت قط» وما تكلمت إلا بالفتح» قال: وكانت خطبته في مجالس وعظه؛ءالحمد 
لله رب العالمين ويسكتء» ثم يقول: الحمد لله رب العالمين ويسكتء ثم 
يقرل: الحمد لله رب العالمين ويسكتء ثم يقول: عدد خلقه» وزنة عرشه,) 
ورضى نفسه» ومداد كلماته» ومنتهى علمه؛ وجميع ما شاءء وخلق وذرأ وبرأء 
عالم الغيب والشهادة» الرحمن الرحيم؛ الملك القدوس العزيز الحكيم؛ وأشهد أن 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك» وله الحمد؛ يحيي» ويميت بيده 
الخير» وهو على كل شيء قدير» وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أرسله بالهدى 
ودين الحق» ليظهره على الدين كلهء ولو كره المشركونء اللّهم أصلح الإمام 
والأمةء والراعي والرعية» وألف بين قلوبهم في الخيرات» وادفع شر بعضهم عن 
بعضء اللّهم أنت العالم بسرائرنا فاصلحهاء وأنت العالم بذنوبنا فاغفرهاء وأنت 


٠‏ 3 متسس فككر وعظه رضي الله عنه 
العالم بعيوينا فاسترهاء وأنت العالم بحوائجنا فاقضهاء لا ترنا حيث نهيتناء ولا 
تفقدنا من حيث أمرتناء لا تنسنا ذكرك » ولا تؤمنا مكرك» ولا تحوجنا إلى غيرك؛ 
ولا تجعلنا من الغافلين» اللّهم ألهمنا رشدناء وأعذنا من شرور أنفسناء أعزنا 
بالطاعة. ولاتذلنا بالمعصية» وأشغلنا بك عمن سواك,» اقطع عنا كل قاطع يقطعنا 
عنكء. ألهمنا ذكرك وشكرك» وحسن عبادتك» ثم يلتفت عن يمينه ويقول : لا إله 
إلا الله ما شاء الله كان» لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم» ثم يشير تلقاء 
وجهه بأصبعه ويقول: لا إله إلا الله ما شاء اللّه كان» لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي 
العظيم؛ ثم يلتفت عن يساره ويقول هكذاء ثم يقول: لا تبد أخبارناء ولا تهتك 
أستارناء لا تؤاخذنا بسوء أعمالناء لا تحينا فى غفلة» ولا تأخذنا على غرة» ربنا لا 
تؤاخذنا إن نسيئا أو أخطاناء ربنا ولا تحمل عليئا إصراً كما حملته على الذين من 
قبلناء ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به» واعف عناء واغفر لناء وارحمنا أنت مولانا 
فانصرنا على القوم الكافرين» ثم يتكلم رضي اللّه عنه. وكان إذا قام من مجلسه 
ناقص إيمان أو ناقص توبة يقول: يا هذا ناديناك وما أجبتء وكم ردعناك وما 
التفت. وكم استعجلناك وما عجلت» وكم وبخناك وما خجلتء» وكم كاشفناك 
وأنت تعلم أنا نراك» أمهلناك أياماً وشهوراًء وسترناك أعواماً ودهوراًء وأنت لا تزداد 
تشؤزاء ولا ترقى إلا تور كو تفلك الجهوة:والغلمق الزعرهه وغلات وعدن 
عاهدتنا أن لا تعود, أما صحبتنا على المجلس فلا تدومء وإنما أنذرناك حتى 
تموم» فكيف بك إن رددناك وما أردناك أو طردناكء وما أعدناكء أو محونا 
رنوعك» ولم نقبل رجوعكء ألم تعلم أنك جغتنا خاشعاًء ووقفت بأبوابنا خاضعاء 
© الحرفت عار جما وهنا لمن يد غينا #يى لذ حدم بكلها فزدام كيني لمن 
753 نسيم قربنا وذاق شرية من حيناء كيف ينفر من حزبناء لو كنت صادقاً لكنت 
موافقاء لو كنت آنفاً لم تكن مخالفاً لو كنت من أحبابنا لم تبرح من بابناء لو 
اكنحة من احباييا لكلذلات عابنا لو كدت ين أخاننا لا حرمت لذة شرايناة:نا 
صحيعة اليد يا تربية الإحسانء يا غذي الجود يا ربي الكرم» كم أصل وتجفوء كم 
مزقت ثوب الوداد وأرفوء كم تكذب علي وأعفو. 

أخبرنا أبو موسى عيسى بن يحيى بن إسحاق المقدمي الأواني» قال: أخبرنا 
الشيخ الأصيل عبد الرحمن بن عبد اللّه ابن شيخ الإسلام 0 الدين عبد القادر 
رضي الله عنه. قال: أخبرنا عمي الإمام أبو بكر عبد العزيزء قال: قال الشيخ القدوة 
أبو الحسن علي بن الهيتي رضي الله عنه» إذا صعد والدي الكرسي فقال: الحمد 


ذكر وعيظه رضي الْأّه عئية سس سس 8798 9 
لله أنصت له كل ولى فى الأرض سواء كان حاضرا بمجلسه» أو غائيا عنه؛ 
زكذالك يكزرها ويسكة عدف وإن الأولياء والملائكة ليزدحمون في مجلسه 
وإن من لا يرى فيه أكثر ممن يرى» وإن الرحمة لتصب على حاضريه صبا . 

أخبرنا أبو سعد عبد الغالب بن أحمد بن على الهاشمىء» قال: أخبرنا 
الشيخ محيي الدين أبو عبد الله محمدء قال: أخبرنا والدائ الواصالخ نصرء قال: 
أخبرنا والدي أبو بكر عبد الرزاق» قال : كان من أدعية ة والدي رضي اللّه عنه في 
مجالس وعظه؛ اللّهم إنا نسألك عبان يصلح للعرض عليك» وإيقانا نقف به يوم 
القيامة بين يديك» وعصمة تنقذنا بها من ورطات الذنوب» ورحمة تطهرنا بها من 
دنس الغيوب» وعلما نفقه به أوامرك ونواهيك» وقهنما نعلم به كيف نناجيك» 
واجعلنا في الدنيا والآخرة من أهل ولايتكء؛ واملا قلوبنا بنور معرفتك» وكحل 
عيون عقولنا باثمد هدايتك» واحرس أقدام أفكارنا من مزالق مواطىء الشبهات» 
وامنع طيور نفوسنا من الوقوع في شباك موبقات الشهوات؛ وأعنا في إقام الصلوات 
على ترك الشهوات» وامح سطور سيئاتنا من جرائد أعمالنا بأيدي الحسنات» كن 
لنا حيث ينقطع الرجاء معنا إذا أعرض أهل الوجود بوجوههم عناء حتى نحصل في 
ظلم اللحود رهائن أعمالناء إلى اليوم المشهود» أجبر عبدك الضعيف على ما ألف 
من العصمة من الزلل» ووفقه والحاضرين لصالح القول والعمل» وأجر على لسانه 
ما ينتفع به السامع» وتذرف له المدامع؛ ويلين له القلب الخاشع» واغفر له 
وللحاضرين ولجميع المسلمير: . قال : وكان من أدعيته أيضاً في مجالسه اللّهم إنا 
نعوذ بوصلك من صدكء وبقربك من طردك» وبقبولك من ردك» واجعلنا من أهل 
طاعتك وودكء وأهلنا لشكرك وحمدك. قال: وكان يختتم مجلسه بأن يقول: 
جعلنا اللّه وإياكم ممن تنبه لخلاصه» وتنزه عن الدنياء وتذكر يوم حشرهء واقتفى 
آثار الصالحين إنه ولى ذلك والقادر عليه . 

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن علي بن حسن بن أحمد بن محمد الهاشمي 
القطفني؛ » قال: أخيرنا الشيخ أبو سليمان داودء قال: أخبرنا أبي أبو الفتح 
سليمان» قال : أخبرنا أبو عيد اللّه عبد الوهاب» قال : كان مما يقول والدي رضي 
الله عنه على الكرسي في مجالس 00 ورضي الله عن الرفيع العمادء الطويل 
ْ النجاد» المؤيد بالتحقيق» المكنى بعتيق ق الخليفة» الشفيق المستخرج من أطهر 
أصل عريق» الذي اسمه مع اسمه مقرون» وجسمه مع جسمه مدفونء الذي قال 
في حقه سيد كل فريق: : لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر الصديق 


م 3 مسد )| كر وعظه رضي اللّه عنه 
رضي الله عنهء وعن القصير الأمل الكثير العمل الذي لا يتداخل أفعاله زلل» 
المؤيد بالصواب» الملهم فصل الخطاب؛ المنصور يوم الأحزاب؛ عمر بن الخطاب» 
وعن مشيد الإيمان ومرتّل القرآن» ومشتت الفرسان. ومضعضع الطغيان» عئثمان 
ابن عفان أفضل الشهداء» وأكرم الكرماء» ذو النورين» وعن البطل المهول» وزوج 
البتول» وسيف الله المسلول» وابن عم الرسول» مظهر العجائب ليث بني غالب» 
علي بن أبي طالب؛ وعن السبطين السيدين الشهيدين أبى محمد الحسن» وأبي 
عبد اللّه الحسين» وعن العمين الشريفين حمزة والعباس» وعن الأنصار والمهاجرين؛ 
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين آمين. 
01 أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الأبهري» قال: أخبرنا الشيخ أبو زكريا 
يحيى بن أبي نصر بن عمر البغدادي المنشأء المعروف بالصحراوي» قال: سمعت 
أبي يقول: استدعيت الجان مرة بالعزائم» وأبطات على إجابتهم أكثر من عادتي؛ 
ثم أتوني وقالوا لي: لا تعد تستدعينا إذا كان الشيخ عبد القادر يتكلم على 
الناس» فقلت: ولم؟ قالوا: إنا نحضره» قلت: وأنعم أيضأ؟ قالوا: نعم إن ازدحامنا 
بمجلسه أشد من ازدحام الإنس» وإن منا طوائف كثيرة أسلمت وتابت على يديه. 
أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الزرادء قال: 1آخبرنا الشيخ أبو بكر 
محمد بن النحال المقري» قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر عيد اللّه التميمي» قال: 
حد ثني أبو حفص عمر بن حصين بن خليل الطيبي» قال: قال لي الشيخ محيي 
الدين عبد القادر رضي اللّه عنه في بعض الأيام أي عمر لا تنقطع عن مجلسي فإن 
فيه تفرق الخلع والويل لمن يفوته. 
الام بو حرص وساي على الل ار يا 01 قر بوكر 11ب 
المجلس إذ غشيني النوم فغفت عيني» واف يليا تغزل شق السجاءع كهمرا 
وخضراء فتقع على أهل المجلس» ففتحت عيني منزعجاً وثيت لأقول للناس: 
فناداني الشيخ رحمه الله تعالى: أي بنى اسكت» فليس الخبر كالمعاينة . 
أخبرنا أبو المعالي عبد الرحمن 20 قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد اللّه 
محمد بن النجار, قال: أخبرني محمد بن أبي المعالي بن الطيبي عن الإمام أبي 
عبد الله عبد الوهاب ابن شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه 
قال بصعت الشيع ازا حفص عدر ين حضين بن خليل الطربي. 
وأخيرنا أنضا غاليا ابر ممحمة الحشين ين الزرافء قال::" اشيرق بو ركز تيد 
ابن النحال» قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر عبد اللّه التميمي» قال : حدثنا الشيخ أبو 


ذكر وعظه رضي الله عئة تست 989 
حيص عبر ين حسين بن خليل الطيني » قال : خضرت مجلس الشيح محيي اللدون 
عبد القادر رضي اللّه عنه.» وكنت قاعدا محاذي وجهه. فرأيت شيعا على هيغعة 
القنديل البلور نزل من السماء إلى أن قارب فم الشيخ؛ ثم عاد وصعد ورين هكد 
ثلاث مرات» فما تمالكت أن قمت لأقول للناس لفرط تعجبي ») فبادرنى يي الشيخ 
وقال لي : اقعد فإن المجالس بالأمانة» قال: فجلست ولم أتكلم به إلا بعد موته 
رضي الله عنه» وبالإسناد المتقدم إلى ابن النجار» قال : أنبأنا أبو البقاء عبد اللّه بن 
الحسين الحنبلي العكبري» قال: سمعت يحيى بن نجاح الأديب» يقول: قلت 
في نفسي: أريد أن أحصي كم يقص الشيخ محبي الدين عبد القادر شعراً في 
مجلس وعظه» فحضرت المجلس ومعى خيطء فكلما قص سعرا عقدت عقدة 
حك تياني عن النخيظ وانا فى اخ الناس» :وإذا به يفول آنا انحل :وات تعقد: 
أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الخضر الحسيني الموصلي» قال: سمعت أبي 
يقول: كان الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» يتكلم في أول مجلسه 
بأنواع العلوم» ولا يبث ما يقول» وكان إذا صعد الكرسي لا يبصق أحدء ولا 
يتمخط» ولا يتنحنح ولا يتكلم. ولا يقوم هيبة له إلى وسط المجلس» ؛ فيقول 
الشيخ : مضى الفال» وعظنا بالحال فيضطرب النابق امبظرانا شديداء ويتداخلهم 
3 م الحال والوجدء وكان يعد من كراماته أن أقصى الناس في مجلسه يسمع صوته» 
كما يسمعه أدناهم على كثرتهم» وكان يتكلم على خواطر أهل المجلس» ويوجههم 
بالكشف وكان إذا قام فوق الكرسي يقوم الناس لجلالته» وإذا قال لهم : اسكتوا؛ 
سكتوا حتى لم حا عر أنفاسهم هيبة له وكان الناس يضعون أيديهم 
في مجلسه؛ فتقع على رجال بينهم يدركونهم باللمس» ولا يرونهم» ويسمعون 
ا وقت كلامه في الفضاء 0 وربما سمعوا وجبة ة ساقطة من 0 إلى 
المجلس» وذلك زجال'العيب: وعيرهم: 
أخبرنا أبو سعد عبد الغالب بن أحمد بن علي الهاشمي» قال: أخبرنا الشيخ 
أبو الحسن علي بن الخباز» قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم عمر البزار» قال: سمعت 
الشيخ العالم الزاهد أبا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد الأنصاري 
< الأندلسي» قال: حضرت مجلس مجلس الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه, 
في سنة تسع وعشرين وخمسمائة؛ وكنت في أخيريات الناس؛ وكان يتكلم في 
الزهد؛ قلت في نفسي أريد أن يتكلم في المعرفة؛ فقطع كلامه من الزهد وتكلم 
في المعرفة كلاماً ما سمعت مثله» فقلت في نفسي: : أريد أن يتكلم في الشوق» 
فقطع كلامه من المعرفة وتكلم في الشوق كلاما ما سمعت مثلهء فقلت في 


7 سس سس سس 0-2 كر وعظه رضي اللّه عنه 
نفسي : أريد أن يتكلم في علم الفناء والبقاء» فقطع كلامه من الشوق وتكلم في 
علم الفناء والبقاء كلاماً ما سمعت مثله» فقلت في نفسي: أريد أن يتكلم في 
علم الغيبة والحضورء فقطع كلامه من الفناء والبقاء وتكلم في علم الغيبة 
والحضيور كلاماً ما سمعت مثله؛ ثم قال: حسبك يا أبا الحسن فلم أتمالك أن 
مزقت ثيابي . 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد الحسين علي بن يوسف بن غسان التميمي 
البغدادي» قال: أخبرنا الشريف أبو هاشم أكمل بن مسعود بن عمر الهاشمي» 
قال: سمعت الشيخ الجليل أبا محمد عفيف بن المبارك بن الحسين بن محمود 
الجيلي؛ قال: سمعت الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه» يقول على 
الكرسي : يا غلام تب عن قعودك عني عند قعوديء هنا الولايات هاهنا 5-0 
هاهنا يا مشتري التوبة باسم اللّه تقدمء يا مشتري العفو باسم اللّه تقدم» يا مشتر 
الإخلاص باسم اللّه تقدمء ائتني في كل أسبوع مرة» أو في كل شهر مرةء 0 
كل عام مرة أو كل دهرك مرة»ء وخذ ألف ألف شيءء سافر ألف عام لتسمع مني 
كلمة واحدةء إذا دخلت هنا فاخلع عنك رؤية علمك وزهدك وورعتك وأحوالك» 
تأخذ ما عندي لك» تحضر عندي بطائن الملك وخواصه والأآولياء والمغيبون 
يتعلمون مني التواضع للجناب المنزه» وما من شيء خلقه الله عز وجل من الأولياء 
إلا وقد حضر مجلسي : الأحياء بأجسامهمء والأموات بارواحهم . 

أخبرنا الفقيه الصالح أبو محمد الحسن بن الحسن بن أحمد بن علي 
القرشي الدقوقي» قال: أخبرنا الشيخ الجليل أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر 
أبن النجال البغدادي المقري» قال: سمعت الحافظ أبا زرعة طاهر بن محمد بن 
طاهر المقدسي الداربي» يقول: حضرت مجلس الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رقي اللداعنه ببعدادامنة شيع وكتسين وشمسسيانة4 شيعه يقول : إنما كلامي 
على رجال يحضرون مجلسي من وراء جبل قافء أقدامهم في الهواء وقلوبهم في 
حضرة القدسء تكاد قلانسهم وطواقيهم تحترق من شدة شوقهم إلى ربهم عز 
وجل» وكان ابنه عبد الرزاق إذ ذاك جالسا على المنبر تحت رجل أبيه» فرفع رأسه 
إلى الهواء فشخص ساعة ثم غشي عليه» واحترقت طاقيته وزيقه» فنزل الشيخ 
وطفاهاء قال أيضا: وأنت يا عبد الرزاق منهمء قال: فسألت عبد الرزاق عما 
أغشاه» فقال: لما نظرت إلى الهواء رأيت رجالا واقفين مطرقين منصتين لكلامه: 
وقد ملأوا الآفق» وفي لباسهم وثيابهم النار» ومنهم من يصيح ويعدو في الهواء, 


ذكر وعظه رضي الله عه 3س 1# 
ومنهم من يسقط إلى الأرض» ومنهم من يرعد في مكانه؛ قال: وكان يسمع عند 
كلامه في الفضاء صياح وجبة ساقطة من العلو إلى الأرض. 

وأخبرنا أبو محمد عبد المحسن بن عبد المجيد بن عبد الجبار الحسينى 
الأزيالي »قال # الكبرية التنيخ الأفنيل از الفلا مهم ابن الحنيع الجليل ابن التخير 
كرم بن الشيخ القدوة أبي محمد مطر البادراني» قال: سمعت أبي يقول: لما 
حضرت الشيخ مطر البادراني رضي الله عنه الوفاة قلت له: أوصني بمن أقتدي به 
بعدك» قال: بالشيخ عبد القادر» فظننته في غلبة مرضه فتركته ساعة» ثم قلت له: 
أوصني بمن أقتدي به بعدك» قال: بالشيخ عبد القادر فتركته ساعة» ثم أعدت 
عليه القول» فققال: يا بني زمان يكون فيه الشيخ عبد القادر لا يقتدى إلا به» فلما 
مات أتيت بغداد وحضرت مجلس الشيخ عبد القادرء وإذا فيه الشيخ بقا بن بطوء 
والشيخ أبو سعد القيلوي» والشيخ علي بن الهيتي» وغيرهم من أعيان المشايخ 
رضي الله عنهم» فسمعته يقول: لست كوعاظكم إنما أنا بأمر الله إنما كلامي 
على رجال في الهواءء؛ وجعل يرفع رأسه إلى الهواء فرفعت رأسي إلى الفضاءء فإذا 
بإزائه صفوف رجال من نور على خيل من نور قد حالوا بين نظري وبين السماء من 
كثرتهم؛ وهم مطرقون فمنهم من يبكي» ومنهم من يرعد» ومنهم من في ثيابه 
نار فأغشي علي» ثم قمت أعدو وأشق الئاس حتى طلعت إليه فوق الكرسيء 
فامسك بأذني وقال: يا كرم أما اكتفيت بأول مرة من وصية أبيك؟ فأطرقت من 

أخبرنا أبو سعد عبد الغالب بن أحمد الهاشميء قال: أخبرنا الشيخ أبو 
الحسن على بن سليمان الخباز» قال: أخبرنا الشيخان العمران الكمياتي والبزار» 
قالا: سمعنا الشيخ القدوة أبا سعد القيلوي رضي الله عنه يقول: رأيت رسول الله 
عله وغيره من الأنبياء صلوات اللّه عليهم في مجلس الشيخ عبد القادر غير مرة 
وإن السيد ليشرف عبده. وإن أرواح الأنبياء لتجول في السماوات والأرض» جولان 
الرياح في الآفاق» ورأيت الملائكة عليهم السلام يحضرونه طوائف؛ ورأيت رجال 
الغيب والجان يتسابقون إلى مجلسه. ورأيت أبا العباس الخضر يكثر من حضوره 
فسألته. فقال: من أراد الفلاح فعليه بملازمة هذا المجلس. 

أخبرنا أبو الفتح محمد بن وهب بن إسحاق بن إبراهيم الربعي البصري, 
قال: أخبرنا الشيخ أبو سليمان داود» قال: أخبرنا أبي أبو الفتح» سليمان, قال: 
سمعت أبي أبا عبد الله عبد الوهاب ابن شيخ الإسلام محبي الدين عبد القادر 


اح ا ا ذكر وعظه رضي الله عنه 
الجيلي رضي الله عنه يقول: كان والدي رحمه الله تعالى يتكلم في الأسبوع ثلاث 
فزاكه بالعد رمنة يكز اللجدعة وفعن ‏ ررغلا تام سوبالرراط يكرة الا عدي و كان بستفيرة 
العلماء والفقهاء. والمشايخ وغيرهم» ومدة كلامه على الناس أربعون سنة» أولها سنة 
إحدى وعشرين وخمسمائة» وآخرها سنة إحدى وستين وخمسمائة» ومدة تصدره 
للتدريس والفتوى بمدرسته ثلاث وثلاثون سنة أولها سنة ثمان وعشرين 
وخمسمائة» وآخرها سنة إحدى وستين وخسمائة. وكان يقرأ في مجلسه مقرئان 
أخوان بغير ألحان. ولكن قراءة مرتلة مجودةء» وكان يقرأ في مجلسه أنغنا الشريف 
أبو الفتح مسعود بن عمر الهاشمى المقري» وكان يموت في مجلسه الرجلان 
والثلاثة ركان سكعي بارع الوقن ماده | باق محبرة عالم وغيرهء وكان كثيرا 
ما يخطو في الهواء في مجلسه على رؤوس الناس خطوات ثم يرجع إلى الكرسي . 

اخبرنا ابل جمد السيين عب الرخمن ين الزواده عا الحبرنا الكنيح أبن بكر 

محمد بن النحال» قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر عبد الله بن نصر التميمي» قال: 
حدثني الشريف أبو الفتح الهاشمي المقري» قال : استدعاني الشيخ يعني الشيخ 
محيي الدين عيد القادر رضى الله عنه للقراءة» لما قراك بك » وقال لي والله لا 
طلبتك من الله تعالى؛ قال: ثم قام إليه رجل من الأولياء فقال له يا سيدي: رأيت 
في النوم رب العزة سبحانه وتعالى» وقد فتحت أبواب الجنة» وقد نصب لك 
الكرسيء وقيل لك : تكلمء فقلت: إذا حضر الشريف المقري» فقيل: قد حضرء 
فقلت: الآن )7 

اا أخبرنا أبو المعالي عبد الرحيم بن المظفر القرشي» قال: أخبرنا الحافظ أبو 
عبد الله بن النجارء قال: كتب إلي عبد الله الجاني ونقلته من خطه» قال لي الشيخ 
محري الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه: أتمنى أن أكون في الصحارى 
والبراري» كما كنت في الأول» لا أرى الخلق ولا يروني» ثم قال: أراد الله عز وجل 
تر 01 
وتاب علئى يدي أكثر من ساثة الف :من القيازين» والمشالحة#وهذ شير كثين: 

اخبرنا ابو محيد. ابد .ون قالم بن الغسن التميسى الباقزاتي: اقال: 

أخبرنا الشيخ أبو الحسن البغدادي المعروف بالخفاف» قال: سمعت الشيخ عمر 
الكيماتي يقول: لم تكن مجالس الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه 
تخلو ممن يسلم من اليهود والنصارى» ولا ممن يتوب عن قطع الطريق وقتل 
النفس» وغير ذلك من الفساد. ولا ممن يرجع عن معتقد شيء من الرافضة 


ا ببب07 0 


وغيرهم» وأتاه راهب وأسلم على يديه في المجلسء ثم قال للناس: إني رجل من 
أهل اليمن» وإن الإسلام وقع في نفسي» وقوي عزمي على أن لا أسلم إلا على يد 
خير أهل اليمن في ظني» وجلست مفكرا فغلب علي النوم» فرأيت عيسى بن 
مريم صلوات الله عليه» وهو يقول لي : يا سئان» اذهب إلى بغداد» وأسلم على يد 
الشيخ عبد القادر الجيلي» فإنه خير أهل الأرض في هذا الوقت. 

قال: وأتاه مرة أخرى ثلاثة عشر رجلا ين التشاري أسلموا على يديه في 
مجلس وعظه. ثم قالوا: نحن من نصارى المغربء وأردنا الإسلام» وترددنا فيمن 
نقصده لنسلم على يدهء فهتف بنا هاتف نسمع صوته؛ ولا نرى شخصه. يقول : 
أيها الركب ذوو الفلاح ائتوا إلى بغداد» وأسلموا على يد الشيخ عبد القادر» فإنه 
يوضع في قلوبكم من الإيمان عنده ببركته ما لم يوضع فيها عند غيره من سائر 
الناس . 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن كامل بن أبي المعالي بن 
محمد الحسيني البيساني» قال: سمعت الشيخ العارف أبا محمد مفرجة بن 
نبهان بن ركاف الشيبانى» يقول: لما اشتهر أمر الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه» اجتمع مائة فقيه من أعيان بغداد وأذكيائهم على أن يسأله كل 
واحد منهم مسألة في فن من العلوم غير مسألة صاحبه ليقطعوه بهاء وأتوا مجاس 
وعظهء وكنت يوم إذن فيه» فلما استقر بهم المجلس أطرق الشيخ وظهرت من 
دول زارقة عي قور ل يرلها الأ من شاء الله كعاتن وسرت على عيدور الحاثة» ركم 
تمر على أحد منهم إلا ويك يفطت نت ماعوا ضيحة واحدة) ومرتوا 
ثيابهم» وكشفوا رؤوسهم» وصعدوا إليه فوق الكرسي» ووضعوا رؤوسهم على 
رجلية» :وضع أعل المجلنى عبحة وااحدة نيك أن يكلااد رجت يهاة فجعل الشيح 
يضم إلى صدره واحدأً منهم بعد واحد حتى أتى على آخرهمء ثم قال لالعدهم : 
أما أنت فمسألتك كذا وجوابها كذاء حتى ذكر لكل منهم مسألته وجوابهاء قال: 
فلما انقضى المجلس أتيتهم فلك لينو 4ج شارك ؟ قالوا :لها معلا ققدت 
ديع ذا تعرقة مرق الطلع. على كانه ليح ناما فل يمري قطن قلما عنم إلى 
قد ره رجغ إلن كل هنا تزع سند مق الخلام ولقاد ذكر لناامسائلنا التي عيوننا هاه 
وذكر فيها أجوبة لا نعرفها. 

أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن الخضر بن عبد الله الحسيني 
الموصلي؛ قال: سمعت الشيخ العارف أبا القاسم محمد بن أحمد بن علي 


م أ .متسس سس سس كر وعظه رضي الله عنه 


الجهني» يقول: كنت أجلس تحت كرسي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه» وكان له نقباء يجلسون على الكرسى على كل مرقاة منهم اثنان» وكان لا 
يجلس كذلك إلا ولي أو صاحب حال» وكان يجلس تحت كرسيه رجال كأنهم 
الأسود هيبة. وقد استغرق مرة في كلامه على الكرسي حتى انحلت طية من عمامته؛ 
وهو لا يدريء فالقى الحاضرون جميعهم عمائمهمء وطواقيهم تحت الكرسي؛ 
فلما فرغ من كلامه ذلك أصلح عمامته وقال لي : يا أبا القاسم رد على الناس 
عمائمهم وطواقيهم. ففعلت» وتخلفت معي عصابة لا أدري لمن هي»ء ولا بقي 
أحد في المجلسء فقال لي الشيخ : أعطينيهاء فأعطيته إياها فجعلها على كتفه 
فإذا هي ليست عليه» فيهت لذلك» ؛ فلما نزل الشيخ توكأا على كتفيء أو قال: 
على يديء وقال: يا أبا القاسم لما وضع أهل المجلس عمائمهم؛ وضعت أخت 
لنا بأصبهان عصابتهاء فلما رددت على الناس ما لهم وجعلتها على كتفي مدت 
يدها من أصبهان وأخذتها. 

أخبرنا الشريف أبو العباس أحمد ابن الشيخ أبي عبد الله محمد بن 
الأزهري الحسينيء قال: أخبرنا أبي» قال: كان يحضر مجلس الشيخ محيي الدين 
عبد القادر رضي الله عنه» أكابر مشايخ العراق» وأعيان علمائهاء وصدور مفتيهاء 

مثل الشيخ بقا بن بطوء والشيخ أبي سعد القيلوي» والشيخ علي بن الهيتي» 
والشيخ نجيب الدين عبد القاهر السهروردي» والشيخ أبي حكيم بن دينار؛ 
والشيخ ماجد الكردي» والشيخ مطر البادراني» والقاضي أبي يعلى محمد بن 
الفراء» والقاضي أبي الحسن علي بن الدامغاني» والإمام أبي الفتح بن المثنى 
وميرهم» وما دخل أحد من المشايخ والأعيان إلى بغداد إلا وحضر مجلسه.ء وما 
علمت أن الشيخ عبد الرحمن الطفسونجي دخل بغدادء لكني رأيته غير مرة 
بطفسونج ينصت طويلا ويقول: إني لأنصت لأسمع كلام الشيخ عبد القادر؛ 
ورأيت الشيخ عدي بن مسافر غير مرة بلالش» يخرج من زاويته إلى الجبل» ويدير 
دارة بعكازة» ويد خلهاء ويقول: : من أراد أن يسمع كلام الشيخ عبد القادر فليد خل 
هذه الدارة» فيدخلها أكابر أصحابه ويسمعون كلامه» وربما كتب بعضهم ما 
يسمعه وأرّخ ذلك اليوم؛ ويأتي بغداد ويقابل ما كتبه بما كتبه أهل يغداد من كلام 
الشيخ في ذلك اليوم فيتفقان؛ وكان الشيخ عبد القادر يقول في الوقت الذي يدخل 
فيه عدي الدارة لأهل مجلسه عين الشيخ عدي بن مسافر فيكم . 

قلت: وقد قدّمت في أول الكتاب الذي قال فيه الشيخ رضي الله عنه؛ 


ذكر وعظة رضي الله عقة سس سس ل( 
قدمي هذه على رقبة كل ولى لله» وفي تأمله كفاية» والله تعالى ولي الهداية . 

أخبرنا الكيخ ابوحين |اللسحماد ون دوين مره قال سيك اليه 
أبا عبد الله محمد بن أبي الفتح الهروي يقول: حضرت يوماً مجلس الشيخ محيي 
الدين عوك القادن رضي الله عنهء فتكلم حتى استغرق في كلامه فال : لو أراد الله 
تعالى أن يبعث طيراً أخضر يسمع كلامي لفعل» فلم يتم كلامه حتى جاء طائر 
احكبر خسن الصورة ودخل في كبة وبا حرج 

قال: وتكلم يوما آخر في مجلسه.؛ فتداخل بعض الناس فترة» فمال: لو أراد 
الله سبحانه أن يرسل طيوراً خضراً تسمع كلامي لفعل» فلم يتم كلامي حتى امتلاً 
المجلس بطيور خضر يراها من حضر. 

قال: وتكلم يوما في قدرة الله تعالى» وغمر الناس من كلامه هيبة وخشوع» 
فمرٌ بالمجلس طائر عجيب الخلقة» فاشتغل بعض الناس بالنظر عن سماع كلام 
الشيخ فقال: وعزة المعبود لو شعت أن أقول لهذا الطائر مت قطعاً قطعاً لمات» 

فما تم كلامه حتى وقع الطائر إلى أرض المجلس قطعاً قطعاً. 

أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي يحيى بن أبي القاسم الأزجي قال: أخبرنا 
قاضي القضاة أبو صالح نصرء قال: سمعت عمي أبا عبد الله عبد الوهاب يقول: 
سافرت إلى بللاد العجم وتفننت في العلوم» فلما رجعت إلى بغداد قلت لوالدي 
أريد أن أتكلم على الناس بحضرتكء فأذن لي» فصعدت على الكرسي» وتكلمت 
بما شاء الله تعالى من العلوم والمواعظ» ووالدي يسمعء فلم يخشع قلب» ولم تجر 
دمعة» فضج أهل المجلس والدي يسألونه أن يتكلم عليهم عليهم» فنزلت وصعدء فقال: 
كنت صائماً أمشيء وقلت لي أم يحيى بويضات» وجعلتها في سكرجة؛ ووضعت 
على البستوقة» فجاء السئّور فرمى بها فانكسرت» فضحج أهل المجلس بالصراخ» 
فلما نزل قلت له بذلك» فقال: يا بنى أنت مدل بسفرك» أسافرت إلى هناء وأشار 
بإصبعه إلى السماء؟ ثم قال رضي الله عنهء يا أبي إني لما صعدت الكرسي» 
تجلى الحق عز وجل على قلبي»؛ بمصلن ‏ اتوت بن] معحة بيطا فيرما 
بالببيةة فكان اندي وايسدين العا قال واكليك رود اللق ركنا اصع الكرستي» 
واتكلم على الناس بفنون العلوم والأصول والفقه والمواعظ؛ ووالدي يسمع» فلا 
يتأثئر أحد من كلامي» ثم أنزل ويصعد فيقول: يا أبله» الشجاعة صبر ساعة» 
فيصيح أهل المجلس صيحة واحدة» وكنت أسأله عن ذلك فيقول لي: أنت 
المتكلم فيك» وأنا المتكلم في غيريء قال: وكان إذا سغل عن مسألة في مجلس 


يي ا ذكر وعظه رضي الله عنه 
وعظهء ربما يقول: أستاذن في الكلام عليهاء وأخلصء» ويطرق.» وتجلله الهيبة 
ويعلوه الوقار» ثم يتكلم عليها بما شاء الله تعالى» قال: وكان يقول : وعزة العزيز 
ما تكلمت حتى قيل لي : بحقي عليك تكلم» فقد أمنتك من الردء ويقال لي : يا 
عبد القادر» تكلم يسمع منك . 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أزدمرء قال: أخبرنا الشيخ الصالح بقية السلف 
أبو العباس أحمد بن يوسف بن علي اللخميء النهرملكي» قال: سمعت الشيخ 
بقا بن بطو رضي الله عنه يقول: حضرت مجلس الشيخ عبد القادر رضي الله عنه؛ 
مرة» فبينا هو يتكلم على المرقاة الثانية» فأشهدت أن المرقاة الأولى قد اتسعت 
حتى صارت مد البصر» وفرشت من السندس الأخضرء وجلس عليها رسول الله 
نه وأبو بكر وعمرء وعثمان» وعلي رضي الله عنهم؛. وتجلى الحق سبحانه على 
قلب الشيخ عبد القادرء فمال حتى كاد يسقط» فأمسكه رسول الله عه لعلا 
يقع؛ ثم تصاك حتى صار كالعصفور» ثم نما حتى صار على صورة هائلة» ثم 
توارى عني هذا كله؛ قال: فسال الشيخ بقا عن رؤيته رسول الله ته » وأصحابه 
رضي الله عنهم. فقال: أرواحهم تشكلتء وإن الله تعالى أيدهم بقوةء يظهروت 
بها فيراهم من قواه الله تعالى لرؤيتهم في صورة الأجسادء وصفات الأعين» بدليل 
حديث المعراج. وسئلا عن تضائل الشيخ عبد القادر. ونموه» فقال: كان التجلي 
الأول بصفة لا يئبت لبدوها بشرء إلا بتأييد نبوي» فلذلك كاد الشيخ يسقط لولا 
تداركه رسول الله يَِنهُء وكان التجلي الثاني بصفة الجلال من حيث موصوفه؛ 
فلذلك تضاءلء وكان التجلي الثالث بصفة الجمال من حيث المشاهدة» فلذلك 
التعكل» يسا ذلك وضل الله روقيه رع يقارع وائلة ذو الفهل العظيي» 

أخبرنا أبو المكارم خليفة بن محمد بن علي الحراني» قال: أخبرنا الشيخ 
أبو طالب عيد اللطي بن بين العنيظي الحراتي» قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد 
أبن القاسم بن عيدان القرشي البغدادي البزار» قال: كان الشيخ محيي الدين عبد 
القادر رضي الله عنه» بتطيلس» ويليس لئاس العلماق وبليس الزقيع دن القساش؛ 
ولقد أتاني خادمه سنة ثمان وخمسين وخمسمائة بذهبء» وقال: أريد خرقة 
ذراعها بدينارء لا يزيد حبة ولا ينقص حية» فأعطيته وقلت : لمن هي؟ فمقال: 
لسيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر» فقلت في نفسيء ما ترك الشيخ للخليفة 
من اللباس تنام اقلم يعي دي حاطريا حي سد بلي را ميد ل وشاهدت 
من ألمه الموت» واجتمع علي الناس لينزعوه فلم يستطيعواء ف فقلت: احملوني إلى 


زوع لد لصم ع م قي 


الشيخ» فلما طرحت بين يديه قال لي : يا أبا الفضل» ولم تعترض علينا بباطنك» 
وعزة المعبود ما لبست حتى قيل لى : بحقى عليك البس قميصا ذراعه بدينار» يا 
اا الفضل عد كنود كت الحنةه ريسل هذا بقة القن .مرةة و الوابم نيليه غلك 
رجلي» فذهب المسمارء والألم لوقته» والله لا أدري من أين جاء ولا من أين 
ذهبء ولا رأيته إلا في رجلي» وقمت أعدوء فقال الشيخ: اعتراضه علينا تشكّل 
له فى صورة مسمار . 
0 وأخبرنا أبو محمد رجب بن أبي المنصور الرازي؛ وأبو زيد عبد الرحمن بن 
سالم بن أحمد القرشي . قال أبو محمد أخبرنا الشيخان قاضي القضاة أبو صالح 
نصرء والشيخ أبو الحسن علي الخباز ببغداد» قال أبو صالح؛ أخبرنا والدي عبد 
الرزاق» وقال أبو الحسن: أخبرنا الشيخ عمر البزار» وقال أبو زيد: أخبرنا الشيخ 
العالم أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الداري الثعلبي الحنبلي بدمشقء قالوا: كان 
شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنهء يليس لباس العلماء 
ويتطيلس» ويركب البغلة» وترفع بين يديه الغاشية» ويتكلم على كرسي عال» 
وكان فى كلامه سرعة وجهرء وله كلمة مسموعة» إذا قال: انصت له» وإذا أمر 
القن لمرو وإذا راه ذو القلب القاسي خشعء وإذا رأيته فقد رأيت الناس كلهم؛ 
وإذا مر إلى الجامع يوم الجمعة» وقف الناس في الأسواق يسألون الله تعالى به 
حوائجهم» وكان له صيت» وصوت وسمت وصمتء ولقد عطس في الجامع يوم 
الجمعة فشمته الناس حتى سمعت في الجامع ضجة عظيمة يقولون: يرحمك الله 
ويرحم بك» وكان المستنجد في مقصورة في الجامع فقال: ما هذه الضجة؟ قيل 
له: قد عطس الشيخ عبد القادر فهاله ذلك. 

أخبرنا أبو الحسن على بن أزدمر المحمديء قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن 
علي بن محمد بن أحمد البغدادي الصوفي المعروف بالسقاء قال: كان الشيخ 
محيى الدين عبد القادر رضى الله عنه» ذا هيبة عظيمة» إذا نظر إلى أحد يكاد 
يرعد من هيبته؛ وربما ارتعد» وإذا جلس يحدق بهم قوم كأنهم الأسود, وما ترى 
أسرع امتثالاً لأمره منهمء ولا أشد انقياداً له منهم رضي الله عنهم أجمعين. 


ذكر فضل أصحابه وبشراهم 


أخبرنا أبو محمد سالم بن علي بن عبد الله الدمياطي الصوفي . قال : أخبرنا 
الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد البغدادي المعروف بابن 
الحمامي ببغداد» والشيخ أبو الحسن علي الخبازء والشيخ أبو عمرو عثمان 
المعروف بالقصيرء حاضران يسمعان» قال: رأيت في المنام سنة ثمان وخمسين 
وخمسمائة وأنا صبي نهراً بدمشق قد صار ماءه دماء وقيحاء وسمكه حيات 
وحشرات» وهو ينمو وأنا أهرب منه خوف أن ينالني حتى انتهيت إلى منزلناء 
فناولني رجل من داخل المنزل مروحة» وقال: تمسك بها شديداء قلت: إنها لا 
تحملني» قال: إيمانك يحملكء» فتمسكت بطرفهاء فإذا أنا عنده فوق سرير في 
منزلناء وقد سكن روعي» فقلت: بالذي من على بك؛ من أنث؟ فقال: أنا نبيك 
محمد ص ؛ فارتعدت من هيبته؛ فقلت : يا رسول الله» ادع الله تعالى لي أن أموت 
على كتابه» وسنتك؛ قال: نعم؛ وشيخك الشيخ عبد القادر ثلاث ثم استيقظت» 
وقصصت الرؤيا على أبي» ومضينا نقصد زيارة الشيخ» وكان ذلك اليوم الذي تكلم 
فيه في الرباط فوافيناه يتكلم ولم نقدر على الجلوس بالقرب منه لكثرة الناس» 
فجلسنا في أخريات الناس» فقطع كلامه وقال: ائتوني بذيئكم الرجلين» وأشار 
أجناء فحملت أنا وأبي على أعناق الرجال؛ حتى أوتي بنا إلى الكرسي» فاستدعاناء 
نالع أبي إليهء وأنا خلفه, فقال لأبي : يا أبله, ما أتيتنا إلا بدليل» والبسه قميصه 
وألبسني الطاقية التي كانت على رأسهع وجلسنا بين الناس» فإذا القميص الذي 
ألبسه المشيخ أبي مقلوب» فهم أن يصلحه.ء فقيل له: اصبر حتى ينقضي الناس» 
فلما نزل الشيخ أراد أبي أن يصلحه فى غلبات الئاس» إذا هو غير مقلوب» فغشي 
عليه؛ فاضطرب الئاس لذلكء فقال الشيخ: ائتوني به» فدخلنا عليهء وإذا هو 


٠ 0-7‏ 52-5 8 3 
حالس في ثبة الأولياء؛ وهي قبة بالرباط» سميت بذلك لكثرة ورود الأولياء ورجال 
الغيب إليهاء / 


لزيارة الشيخ» فقال لأبي: من يكون دليله رسول الله مله » وشيخه 
عبد القادر كيف لا يكون له كرامة» وهذه كرامة لك» واستدعى بدواة وقرطاس 
وكتب لنا إسناد خرقته» رضى الله عنه . 

اخبرنا الشريف» أبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي العباس الخضر بن عبد 
الله الحسيني الموصلي, قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا الشيخ القدوة أبو النجيب 
عبد القاهر بن عبد الله السهروردي»: ببغداد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. 


ذكر فضل أضحاية ويشر اهم سسسسسسسسسس:بس68ستُستيس4©٠©ي©6©٠©4©ي6©ش©يشسشسسسس‏ 8818 
وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو على إسحاق بن علي بن عبد الله بن عبد الدائم 

الهمداني الصوفيء» قال: أخبرنا الشيخ الأصيل أبو محمد عبد اللطيف ابن الشيخ 
أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروردي الفقيه الصوفي» قال: أخبرنا أبي 
قال: كان الشيخ حمّاد الدباس رضي الله عنهء يسمع له كل ليلة دوي كدوي 
النحل؛ فال أصحابه للشيخ عبد القادر في سنة ثمان وخمسمائة» وكان في 
صحبته يومئذ» اسأله عن ذلكء» فسأله» فال له: إن لى اثنى عشر ألف مريد» وأنا 
اذكر أسماءهم كل ليلة» وأسأل لمن له حاجة إلى الله تعالى؛ وإذا أصاب مريد لي 
ذنبا» فلا ينقضى عنه شهره ذلك حتى يموت أو يتوب إشفاقا عليه أن يتمادى 
فيه» فقال له الشيخ عبد القادر : : لعن أعطاني الله منزلة عنده لاخذن من ربي تبارك ع 
وتعالى عهدا المريدي إلى يوم القيامة أن لا يموت أحدهم إلا على توبة» ولأكونن 
بذلك قينا لهم» فقال الشيخ حماد: أشهدني الله تعالى أنه سيعطيه ذلك» 
ويبسط ظل جاهه عليهم. 

ل 5 أخبرنا أبو محمد عبد الواحد بن صالح بن يحيى القرشي البغدادي قال: 
اخيرنا الشيخ محيى الدين أبو عبد الله محمد بن علي المعروف بالتوحيدي 
ببغداد» قال: لكين خالي قاضي القضاة أبو صالح نصرء والشيخ أبو القاسم هبة 
الله المعروف بابن المنصوريء قال خالي : أخبرنا عبد الرزاق» وعمي عبد الوهاب») 
وقال القاسم: أخبرنا الأشياخ الثلاثة؛ الشيخ أبو السعود الحريمي؛ والشيخ أبو 
عبد الله محمد بن قايد الأواني؛ والشيخ أبو القاسم عمر البزار» قالوا: ضمن 

الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» لمريديه إلى يوم القيامة أن أن لاز 
يموت أحد منهم إلا على توبة» وأعطي أن مريديه ومريدي مريديه إلى سبعة 
يدخلون الجنةء وقال: أنا كافل المريد إلى سبعة» كل أموره ولو انكشفت عورة 
مريذي بالمتشرق 6 وان بالمغرب لشعرتياء وامرنا نن حيت الحال والقدر أن تخفط 
بهممنا أصحابنا وطوبى لمن رآني» أو رأى من رآني أو رأى من رأى من رآنيء» وأنا 
حسرة على من لم يرني . 

أخبرنا أبو العفاف موسى ل 0 

الدمنمقيء قال : اطيزنا ابى دعق تال الشيخ المالح ابو محمد دارد ين على 
بن أحمد البغدادي», المعروف بالحائك ببغداد» قال: رأيت في منامي في سنة 
ثمان وأربعين وخمسمائة. الشيخ معرونا الكرخي رضي الله عنه تأتيه قصص 
الناس» وهو يعرضها على الله تعالى) فقال لي : يا شيخ داودء هات قصتك أعرضها 


9 8 1 سس سس سس | ذكر فضل أصحابه وبشراهم 
على الله» فقلت: وشيخي عزلوه» أعني الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله 
عد قال الآ واللهما علوم ولا ايعزلونة. ف التتيفظك » واقيي فى السحر إلى 
مدرسة الشيخ» وجلست على باب داره لأأخبره» فناداني من داخل داره قبل أن أراه 
وأكلمه: يا داود» شيخك ما عزلوه» ولا يعزلونه» وهات قصعك أعرضها على الله عز 
وجل» فوعزته ما عرضت قصة لأصحابي ولا لغيرهم» فردت على مسألتي فيها. 

أخبرنا أبو الفتوح نصر الله بن أبي المحاسن يوسف بن خليل بن علي 
البغدادي الأزجي. قال أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن حمزة 
الأزجي المعروف بابن الطبال بيغداد؛ قال أخبرنا الإمام الحافظ تاج الدين أبو بكر 
عبد الرزاق بن شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر الجيلي قال: قال والدي لأم 
ولده يحيى ليلة الأربعاء التاسع من شعبان سنة خمسين وخمسمائة» اطبخي أرزاء 
فقامت وطبخت,ء وملأات سفرته ونامت» فلما كان جوف الليل انشق الجدار» 
ودخل منه رجل» فأكل ما هنالك كله ثم نهض ليذهبء» فقال لي : الحقه واسأله 
الدعاء لك» فلحقته ماوعا من الجدار» كهيئته حين جاءء وسألته للدعاءء فقال 
لي : بدعوة أبيك وبركة خرقته» صرت إلى ما ترى من الخير؛ فلما أصبحت ذكرت 
ذلك للشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه» فقال لى : ما أعلم خرقة وضعت على 
رأس بيد أسرع فتحاً لصاحبهاء ولا أكثر بركة عليه من خرقة أبيك» ولقد فتح الله 
تعالى على سبعين رجلاً ممن لبس منه في وقت واحدء في عشية اليوم الذي 
ليميوا فيه فتحا عظيماء وأعطوا عطاء جزيلا ببركة وضع يده على رؤوسهم.ء وما 
رأيت يوما أكثر بركة من اليوم الذي أرى فيه أباك . 

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن منظور الكتاني» قال: أخبرنا 
الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي الفعح الهروي بدمشق» قال: سمعت الشيخ 
القدوة أبا الحسن علي بن الهيتى رضى الله عنه بيغداد» لا مريدين أسعدوا 
بشيخهم من مريدي الشيخ عيد القادر يه؛ قال: وسمعت الشيخ القدوة آبا سعد 
القبلري رضي الله عنه بها يقول» ما رجع الشيخ عبد القادر إلى العالم إلا على 
الأعلىء أن من تداك يه بتعا قال: وسمعت الشيخ القدوة بقا بن بطو يقول: 
رأيت أصحاب الشيخ عبد القادر كلهم غرافي جحفل السعداء . 

أخبرنا آبو البركات» يونس من ,سالم بن على :نر محمد النديبي:اليكري 
الموصلي المقريء وأبو عبد الله محمد بن علي بن حسين بن محمد الدمشقي» 
قالا: أخبرنا شيخنا أبو المفاخر عدي بن الشيخ أبي البركات بالموصل» قال: 


و 


لي 


ذكر فضل أصحاية و يشر اهم سس م سس “88# 8 
أخبرنا أبي قال: سمعت عمي الشيخ عدي بن مسافر رضي الله عنه سنة أربع 
وخمسين وخمسمائة» بزاويته بالجبل يقول: من سألني من أصحاب المشايخ أن 
البسه خرقة فعلت ذلك له إلا أصحاب الشيخ عبد القادر» فإنهم منغمسون في 
الرحمة» وهل يترك أحد البحر ويأتى الساقية؟ 

7 أغبرنا ابو الى على ين الشيح ان البح التبارك بن يرنتفك ليغا بيخي 
الحدادي الشافعي . قال : أخيرنا القضاة أبو صالح نصر ببغداد» قال: أخبرنا أبي 
عبد الرزاق». وأخيرنا ا عالياً الشيخان أبو محمد الحسن ب بن أبي عمران» موسى 
ابن أحمد القرشي الخالدي» وأبو القاسم محمد بن عبادة الأنصاري الحلبيء قالا : 
أخبرنا الشيخ القدوة أبو الحسن علي القرشي بد بدمشق» قال: قال الشيخ محيي 
الذي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه» أعطيت سجلا مد البصر فيه أسماء 
أصابي ومريدي إلى يوم القيامة» وقيل لي: قد وهبوا لك؛ وسألت مالكاً خازن 


اك النار هل عندك من أصحابي أحد فقمال: لا. وعرزة ربي وجلاله إن يدي على 


مريدي كالسماء على اللأرض» إن لم يكن مريدي 5 فأنا حيد وعزة ربي 
وى 

وجلاله لا برحت قدماي من بين يدي ربي حتى ينطلق بي وبكم إلي الجنة 2 

| أخبرنا الشريف العا ا الالح ابي سالك وستدان أي 
الغنائم محمد الحسيني الدمشمى . قال: أخبرنا أبي بد مسق © قال: أذنئب خادم 
شيخنا الشيخ محبي الدين عبد القادر رضي الله عنه سبعين مرة في ليلة واحدة؛ 
يرى في كل مرة أنه واقع امرأة غير التي قبلهاء منهن من تعرفه؛ ومنهن من لا 
تعرفه؛ فلما أصبح أتى إلى الشيخ ليشكو إليه فقال له قبل أن يذكر له شيعا لا 
تكره جنابتك البارحة» فإني نظرت إلى اسمك في اللوح المحفوظ» فرأيت فيه 
أنك تزني سبعين مرة بفلانة وفلانة» وذكر له أسماء من يعرف منهن؛ وصفاتهن 
فسألت الله تعالى حتى حول عدنك ذلك من اليقظة إلى الغوم . 

انمتن سور ين سيد بز اعلا الاي بوي اراب رار 
قال أخبرنا العمران الكيماتي والبزار ببغداد سنة اثنتي وتسعين وخمسمائة» قالا: 
قيل للشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه أن تسمى لك شخصء» ولم يأخذ 
يدك ولم يلبس لك خرقة» هل يعد من أصحابك؟ فقال: من انتمى إلي وتسمى لي 
قبله الله تعالى وتاب عليه وإن كان على سبيل مكروه وهو من جملة أصحابي, وأنا 
ربي عز وجل وعدني أن يدخل أصحابي؛ وأن مذهبي وكل محب لي الجنة . 


م © [1.. سسس سس طاكر فضل أصحابه وبشراهم 

أخبرنا أبو محمد رجب بن المنصور الدراري» قال: أخبرنا الشيخان؛ 
الشيخ القدوة أبو عبد الرحيم عسكر بن عيد الرحيم النصيبيني بهاء والشيخ أبو 
الحسن المعروف بخفاف البغدادي يها. 

قال أبو عبد الرحيم: أخبرنا الأشياخ الثلاثة؛ الحافظ تقي الدين أبو محمد 
عبد الغني بن عبد الواحد المقدسيء والإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن 
قدامة المقتدسي بدمشقء والشيخ الصالح أبو عبد الله الملك ذيال بن أبي المعالي 
ابن راشد العراقي بالبيت المقدس . قالوا: سمعنا شيخنا الشيخ محبي الدين عبد 
القادر الجيلي رضي الله عنه يقول ببغداد على الكرسي في شهور سنة إحدى 
وين وتميعياقة: وقد ا ل ا ا 
يقوم . 
٠" /‏ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن عبد الله بن قيمان بن علي 
الأرزني» الرومي الحنفي» قال: أخبرنا الشيخ الجليل ابن الشيخ أبي العباس أحمد 
ابن علي الصرصري يهنا سنة تتنع وعشزين وسماقة» قال + الغبرنا ابي قال :معت 
الشيخ محيي الدين عبد القادر رضى الله عنه يقول: أيما امرىء مسلم عبر على 
باب مدرستي» فإن عذاب وو القناكة يقي ع وجاءه شاب إلى بغداد وقال له: 
إن أبي قد مات ورأيته البارحة في المنام» وذكر أنه معذب في قبرهء وقال لي: 
اذهب إلى الشيخ عبد القادر وسله لي الدعاء» فقال له: اعبر على مدرستي» قال : 

نعم» فسكت فعاد ولده من الغد وقال: قد رأيته البارحة مستبشراء وعليه حلة 
0 فقال لي: قد رفع عني العذاب» وكسيت ما ترى يبركة الشيخ عبد 
القادر؛ فعليك يا ولدي بملازمته» فقال الشيخ : إن ربي وعدني أن يخفف العذاب 
عمن عبر على مدرستي من المسلمين . 

قال : : وحضرت يوماء وقد قيل له أنه سمع صراخ ميت من قبره؛ قذ دفن من 
أيام في مقبرة باب الأزج» فقال: ألبس مني خرقة؟ قالوا: ما نعلم ذلك» قال: 
احضر مجلسي؟ قالوا : ما نعلم ذلك» قال : أأكل من طعامي؟ قالوا : ما نعلم ذلك» 
قال : أصلي خلفي؟ قالوا: ما نعلم ذلك» فقال: المفرط أولى بالخسارة» وأطرق 
ساعة تجلله الهيبة ويعلوه الوقار» ثم قال: إن الملائكة قالت لي : إنه رأى وجهك 
وأحسن بك الظنء وإن الله تعالى قد رحمه بذلكء قالوا: فلقد تكرر الناس إِلى 
قبره بعد ذلك زماناً فما سمعوا له صراخاً بعدها أبداً. 

أخبرنا انوا الحي ضلل رن ابييل و سيكو ترضات وغوه الله القطاي 
الزبيدي الأصلء البغدادي المولد والدار. قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن 


١6 


ذكر فضل أصحابه ويشرأهم ‏ سسسب سس سييست 
سليمان الخباز البغدادي» قال: أخبرنا الشيخ القدوة أبو الحسن الجوسقي رضي 
الله عنه» قال: حضرت عند الشيخ محيي الدين عبد القادر» وعنده الشيخ علي 
ابن الهيتي» والشيخ بقا بئا بطو رضى الله عنهمء فقال الشيخ عبد القادر: لي من 
كل طويلة فحل لا يقاوم» ولي في كل أرض خيل لا تسبق» ولي في كل جيش 
علي الهاشمي 5508 الحرمي اد . قال : أخبرنا الأشياخ اولان الشيخ 
أبو محمد ع الكريم بن منصور بن أبى بكر البغدادي المحدث المعروف 
بالأثئري» والشيخ أبو زكرياء يحيى بن يوسف الأنصاري الصرصريء والشيخ أبو 
الفرج الحسن بن محمد بن أحمد بن الدويرة البصري المقري» والشيخ كمال 
قالوا: كنا عدك الشيخ القدوة أبن محمد على بن إدريس اليعقوبي) بها سنة 
عشرين وستمائة. فجاء الشيخ الصالح أبو حفص عمر المعروف بثريدة, فال له 
والأنبياء وأممهم قادمون الموقفء ويتبع الأنبياء الرجلان والرجل الواحد» ثم أقبل 
رسول الله #َيتْهُ تقدمه أمته كالسيل وكالليل» وفيهم المشايخ» ومع كل شيخ 
أصحابه يتفاوتون عدداً وأنوارا» وبهجة» وأقبل رجل فى عداد المشايخ معه خلق 
كثير يفضلون غيرهم. فسألت عنهم» فقيل: هذا الشيخ عبد القادر وأصحابه, 
فتقدمت إليه وقلت : ياسيدي ما رأيت في المشايخ أبهى منك» ولا في أتباعهم 
أحسن من أتباعك فأنشدني : [ من الطويل ] 
إذا كان منا سيد فى عشيرة 2 علاها وإن ضاق الخناق حماها 


قال : 0 وأنا أحفظهن. قال : كان الشيخ محمد ٠‏ الواعظ الخياط 
حاضراً يومكذ فقال له الشيخ علي بن إدريس: يا محمد أنشدنا شيثاً في المعنى 
على لسان الشيخ عبد القادر رضي الله عنه فقال : 
هنيئاً لصحبي أنني قال الركنيه "اتيوييج تدا إل الول الرصي , 
وأكنفهم والكل في شغل أمره وأنزله في حضرة القدس من قرب 
ولي معهد كل الطوائف دونه 2 ولي منهل عذب المشارب والشرب 


ظ 


١ 
ا‎ 


سس يي : اذ كن ففن امكفانة وت اعم 
وأهل الصفا يسعون خلفي وكلهم20 لههمةأمضى من الصارم العضب 

فقال له الشيخ علي : أحسنت أحسنت» ولقد صدقت فيما قلت . 

أخبرنا أبو حفص عمر ابن الشيخ أبي المجد المبارك بن أحمد بن علي 
النصيبيني . قال : أخيرنا الشيخ أبو عبد الرحيم عسكر النصيبيني بهاء قال: أخبر 
الشيخ أبو محمد عبد الجبار ابن شيخ الإسلام محيي ادي عبد القادر الجيلي 
رضي الله عنه بيغداد» قال: كانت أمي إذا وكلخ. مكاناً مظلها أضاءت عليها 
عن فتستضىء بها فيه» فدخل عليها والدي مرةء» فرأى الشمعة» فحين وقع 
نظره عليها خمدتء فقال لها: : إن هذا النور الذي رأيته شيطان كان يخدمكء وقد 
صرفته عنك» وأبدلتك منه نور رحمانياًء وكذلك أصنع بكل من انعمى إلي لك أو 
كانت لي به عناية» قال: فكانت بعد ذلك إذا دخلت مكاتناً مظلما رات فيدانورا 
مثل نور القمر يملا جوانب ذلك المكان. 

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله ب بن أبي بكر الأبهري » ثم البغدادي» 
قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي الخبازء قال: أخبرنا الشيخ أبو 0 عمر 
البزار ببغداد. قال: : سمعت سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي 
الله عنه 7آ[[ ا 0 
بيده ولو كنت في زمانه لأخذت بيده؛ وأنا لكل من عثر به مركوبه من أصحابي 
ومريدي. ومحبي إلى يوم القيامة آخذ بيده. 
٠‏ أخبرنا أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر بن مهذب القرشيء قال : 
الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود ابن النجار البغدادي قراءة عليه ا التضع 
ببغداد, قال اكت ان عاوالله الجبائي» ونقلته من خطة» قال: لقيت بهمذان 
رجلاً من أهل د مشق يقال له ظريفء قال لي : لقيت بشراً القرظي في طريق 
نيسابورء أو قال: : خوارزم» ومع اريعة ضكر حتفنا سكراء فقال لي : نزلنا في برية 
مخوفة لا يقف فيها الأخ مع أخيهء من الخوفء فلما حملنا الأحمال من أوائل 
الليل فقدنا أربعة جمال محملة فطلبتهاء » فلم أجدهاء ورحلت القافلة» وانقطعت 
عنها أطلب الجمال. فتعصب لي الجمال» ووقف معي» وطليناها فلم نجدهاء 
فلما انشق نشق الفجر ذكرت قول الشيخ يعني الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه» إن ن وقعت في شدة فنادني» فإنها تنكشف عنك» فقلت: يا شيخ عبد 
القادر جمالي مرتء يا شيخ عبد القادر جمالي مرتء ثم التفت إلى مطلع الفجرء 
فرأيت في ضوء الفجر أول ما انشق ىق رجلاً على رابية عليه ثياب شديدة اليياض» 


ذكر شيء من شرائف أخلاقه رضي الله عنه 1111 1 اا 
ظ وهو يشير إلي بكمه؛ أي تعال» قال: فلما صعدنا على الرابية لم نر أحداء ثم رأينا 
الأربعة جمال تحت الرابية باركة في الوادي» فأخذناها ولحقنا القافلة» قال أبو 
المعالي : فاتيت الشيخ أبا الحسن علياً الخباز رحمه الله تعالى» وحدثته بهذه 
الحكاية»؛ فقال: سمعت الشيخ أبا القاسم عمر البزار ييقول: سمعت سيدي 
الشيخ محيي الدين رضي الله عنه. يقول: من استغاث بي في كربة» كشفت عنهء 
ومن ناداني باسمي في شدة فرجت عنهء: ومن توسل بي إلي الله عز وجل في 
حاجة» قضيت له ومن صلى ركعتين يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة 
الإخلاص إحدى عشرة مرة يصلي على رسول الله مله بعد السلام» ويسلم عليه 
ويذ كرني» ثم يخطو إلى جهة العراق إحدى عشرة خطوة» ويذكر اسمي حاجته 
فإنها تقض بإذن الله . 


03 


7 


ذكر شيء من شرائف أخلاقه رضي الله عنه 
أخبرنا أبو الفتوح نصر الله بن أبي المحاسن يوسف بن خليل بن علي 
البغدادي الأزجي . قال: أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن حمزة 
البغدادي الأزجي المعروف بابن البطال ببغداد. قال: أخبرنا الشيخ أبو المعمر 
المظفر منصور بن المبارك بن الفضل الواسطي الواعظ المعروف بجرادة . قال : : ما 
رأت عينايٍ أحسن 000 ولا أوسع 00 ولا أكرم نفساء ولا أعطف قلبأ ولا 
احفظ عيندا ووداً من الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه؛ ولقد كان مع 
جلالة قدره» وعلو منزلته» وسعة علمهء يقف مع الصغيرء ويوقر الكبير» ويبدأ 
بالسلام» ؤيجالس الضعفاي» ويتواضع للفقراء» وما قام لأحد من العظماء والأعيان» 
ولا ألم بباب وزير قطء ولا سلطان» ولقد كنت عنده يوما في داره » وهو جالس 
ينسخ, فسقط عليه من السقف تراب» فنفضه ثلاث مرات» وهو يسقط عليه؛ 
ْ وهو ينفضه» ثم رفع رأسه في الرابعة إلى السقف» فرأى فأرة تبعثر فقال: طار 
رأسك» فسقطت جثتها ناحية» ورأسها ناحية» فترك النسخ وبكى» فقلت له: يا 
سيدي ما يبكيك؟ قال: أخشى أن يتأذى قلبي من رجل مسلمء فيصبه مثلما 
أصاب هذه الفارة . 
أخبرنا أبو الرجا يعقوب بن أيوب بن أحمد بن علي الهاشمي الفارقي» قال: 
أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن سليمان المعروف بالخباز» قال: أخبرنا الشيخ 
أبو القاسم عمر بن مسعود البزار» قال: كان سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر 


,© 3 مسسسس تيت ذكر شيء من شرائف أخلاقه رضي اللّه عنه 
رضي الله عنه يوما يتوضأ في المدرسةء فيال عليه عصفورء فرفع رأسه إليه وهو 
طائر فسقط ميتاء فلما أتم وضوءه غسل موضع البول من الثوب واخلعه» وأعطانيه 
وأمرني أن أبيعه وأتصدق بثمنه» وقال: هذا بهذا. 
أخبرنا أبو العفاف موسى ابن الشيخ أبي المعالي عثمان بن موسى البقاعي» 
قال: أخبرنا أبي بدمشق سنة أربع عشرة وستمائة. قال: أخبرنا الشيخان أبو عمر 
عثمان الصريفيني» وأبو محمد عبد الحق الحريمى بيبغدادى قاللا: كان شيخنا 
الشيخ محيي الدين عبد القادر رضى للش يوك اقول : يارب كيف أهدي 
لك الروح؟ وقد صح بالبرهان القاطع أن الكل لك وربما كان ينشد: [من 
الطويل ] 
ما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى وما ضر ذا تقوى لسان معجم 
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي القاسم الازجي» قال : أخبرنا قاضي 
القضاة أبو صالح نصرء قال: أخبرنا والدي عبد الرزاق» قال: لم يحج والدي رضي 
الله عنه بعد أن اشتهر أمرهء إلا حجة واحدةء وكنت فيها قائد زمام» راحلته في 
الطلعة والرجعة» فلما كنا بالحلة» قال لنا: انظروا أفقر بيت هناء فوجدنا خربة فيها 
بيت من شعر فيه شخ وعجوز وصبية» فستاذنه والدي في النزول عندهء فأذن له 
0 هو ومن معه في تلك الخربة» وجاء مشايخ الحلة يومكذء ورؤساؤها وأعيانها 
ليه وسألوه أن يتحول إلى منازلهم أو إلى غيرها فأبى») وساق أهمل البلد إليه من 
- والبقر, والطعام والذهب والفضة والقماش شيئا كثيرأً» ورحلوا له ا 
لأجل السفر» وأهرع الناس إليه من كل جانب فقال الشيخ لمن معه: أنا قد خرجت 
عن نصيبي من جميع ما هنالك لأهل هذا البيت» فقالوا له: ونحن كذلكء فأمر 
بجميع ما هناك, فأعطي لذلك الشيخ والعجوز والصبية» وبات وراحل في المن 
قال: : فاجتزت في الحلة بعد سنين» فإذا ذلك الشيخ أكثر أهلها مالأ فقال لي: 
جميع ما ترى هو من بركة تلك الليلة» وإن تلك الماشية نتجت ونمت وهذا كله 
منها. 
أخبرنا الفقيه أبو علي إسحاق بن علي بن عبد الله الهمداني الصوفي» قال : 
أخبرنا الشيخ الجليل أبو الفضل إسحاق بن أحمد العلثي بها. قال : أخبرنا الشيخ 
أبو محمد طلحة بن مظفر قال: قال شيخنا محيي الدين عبد القادر رضي الله 
عنه: أقمت ببغداد في بدء أمري عشرين نوما ما أجد ما أقجات بهء ولا أجد 
مباحاًء فخرجت إلى خراب إيوان كسرى أطلب مياحاًء فوجدت هناك سبعين 


ذكر شيء من شرائف أخلاقه رضي الله عقه سس سس 188 
رجلا من الأولياء كلهم يطلب ما أطلب» فقلت: ليس من المروءة أن أزاحمهم 
فرجعت إلى بغداد فلقينى رجل أعرفه من بلد أهلى» فأعطائى قراضة» وقال: هذه 
بعثت بها إليك امك معي» فاخذت منها قطعة تركتها لنفسيء وأسرعت بالباقي 
إلى كراضة الزيو انيه واقر قات القراض كلها على أولئك السبعين» فقائوا لي : ما هذا؟ 
فقلت: إنه قد جاءني هذا من عند أمي ) وما رأيت أن أتخصص به دونك ثم 
رجعت إلى بغدادء واء ا ل 0 
ولم يبت معي من القراضة شيء. 

أخبرنا أبو الفتوح نصر الله بن يوسف بن خليل بن علي الأزجي» قال: 
أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن حمزة الأزجي المعروف بابن 
الطبال. قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن الحسين بن أبئ الفضلء قال : 
كان شيخنا الشيخ محيى الدين عبد القادر رضي الله عنه إذا جاءه أحد بذهب» 
فقول لايس تحت الا ولا يمسه بيدهء فإذا جاءه خادمه قال له: خذ ما 
تحت السجادة وأعطه الخباز والبقال» وكان غلامه مظفر يقف عند باب دار الشيخ 
بالطبق فيه الخبز» وكان إذا جاءه خلعة من الخليفة يقول: أعطوها لأبي الفتح 
الطحان؛. وكان يأخذ منه الدقيق بالقرض لأجل خبز الفقهاء والأضياف» وكان له 
حنطية مرباة من الحلال بيد بعض أصحابه من الرسناقية يزرعها له كل سنة» وكان 
له بعض أصحابه يطحنها ويخبز له كل يوم أربعة أرغفة أو خمسة:» ويأتي بها في 
آخر النهار إلى الشيخ؛ فكان الشيخ يفرق منها على من حضره كسرة كسرة والباقي 
يدخره لنفسه» وكان إن أهديت له هدية يفرق منها على كل من حضره في ذلك 
الوقت» وكان يقبل الهدية ويكافئ عليهاء ويقبل النذور ويأكل منها رضي الله عنه. 

أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن الخضر الحسينيء» قال: أخبرنا أبي 
قال: كنت مع سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه في الجامع يوم 
الجمعة, فأتاه تاجر فتّال : إن معي مالا أريد أن أعطيه الفقراءوالمساكين من غير 
الزكاة» وما وجدت له مستحقا فمرنى ع افطع لعن لوتيد تفال له الشيع: أعطه 
لمن يستحق ولمن لا يستحقء قال: ورأى فقيراً مكسور القلبء فقال له: ما 
شأنك؟ قال: مررت اليوم بالشط وسألت ملاحاً أن يحملني إلى الجانب الآخر فأبى 
وانكسر قلبي لفقري. فلم يتم كلام الفقير حتى دخل رجل معه صرة فيها ثلاثون 
ديناراً نذراً للشيخ» فقال الشيخ لذلك الفقير: خذ هذه الصرة واذهب بها إلى 


هه 8 س٠‏ كر شيء من شرائف أخلاقه رضي اللّه عنه 
الملاح وأعطها لهء وقل له لاترد فقيرأً أبدأء وخلع الشيخ قميصه وأعطاه للفقير 
فاشترى منه بعشرين دينارا. 

أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن بدران بن علي البغدادي» قال: أخبرنا الفمقيه 
أبو محمد عبد القادر عثمان التميمي البرداني . قال : أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد 
اللطيف بن أحمد القرشى »ع قال: كان شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 


- 
. 


الله عنه يوم يتكلم» فتداخل الناس فترة فنظر إلى السماء وقال: [ من الكامل] 


0 3 


قال: فاضطرب الناس اضطراباً شديداء وتداخلهم أمر جليل» ومات في 
المجلس واحد أو قال: اثنان» الشك من التميمي . 

أخبرنا أبو غالب فضل الله بن أحمد بيان بن مرتضى بن شكر الله الهاشم 
البغدادي الكرخي» قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن سليمان الخباز» قال: 
سمعت الشيخ أبا القاسم عمر البزار يقول: كانت الأاوقات التي جالسنا فيها الشيخ 
عبد القادر رضي الله عنه كأنها المنام» فلما استيقظنا فقدناهاء» كانت أخلاقه 
رضية وأوصافه زكية ونفسه أبية وكفه سخية» وكان يأمر كل ليلة بمد السماط 
وياكل مع الأضياف» ويجالس الضعفاء؛ ويعود المرضى» ويصبر على طلبة العلم؛ 
لا يظن جليسه أن أحداً أكرم عليه منهء ويتفقد من غاب من أصحابه ويسأل عن 
ؤونهم ويحفظ ودهم ويعفو عن سيئاتهم» ويصدق من حلف لهء ويخفي علمه 
#مه؛ وما رأيت أشد حياء منه. قال: وكان الشيخ عمر إذا ذكر الشيخ عبد القادر 
رضي الله ينشد : [ من البسيط] 

الحمد لله أني في جوارفتى 0 حامي الحقيقة نفاع وضرار 
لا يرفع الطرف إلا عند مكرمة 2 من الحياء ولا يغضي على عار 

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي عمران موسى بن أحمد بن الحسين 
المخزومي الخالدي الشافعي؛ قال : سل الشيخ أبو الحسن على القرشي رضي الله 
عنه» وأنا حاضر عنده بجبل قاسيون عن صفات الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنهء. فقال: كان ظاهر الوضاءة دائم البشر كثير البهاءء شديد الحياء 
رحب الجناب» سهل القياد. كريم الاخلاق طيب الأعراق» عطوفا رؤفا شفوقاء 
يكرم الجليس» ويباسطه, إذا رآه مشجونا زال غمهء ومارأيت أنزه لساناء ولا أطهر 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه ذا 0 
* : أنبأنا أبو الحسن علي بن أزدمر المحمد» قال: كتبت عن الشيخ الإمام 
مفتي العراق محيي الدين» أبي عبد الله محمد بن على بن محمد بن احد 
البغدادي» التوحيدي من كلامه؛ بإملائه» فى سنة ست وثلاثين وستمائة. قال: 
كان الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» سريع الدمعة» شديد الخشية 
كثير الهيبة») مجاب الدعوة» كريم الأخلاق» طيب الأعراق» أبعد الناس عن 
الفحش» أقرب الناس إلى الحق» شديد البأس إذا انتهكت محارم الله عز وجلء لا 
يغضب لنفسه ولا ينتصر لغير ربه» لا يرد سائله» ولو بأحد ثوبيه» كان التوفيق 
رائده؛ والتأييد معاضدهء والعلم مهذبه, والقرب مؤدبه» والمحاضرة كنزه, 
والمعرفة حرزهء والخطاب مشيرهء واللحظ سفيره» والأنس نديمه» والبسط 
نسيمه؛ والصدق رايته» والفتح بضاعته» والحلم صناعته» والذكر وزيره» والفكر 
سميره» والمكاشفة غذاءه» والمشاهدة شفاءه» وآداب الشريعة ظاهره» وأوصاف 
الحقيقة سرائره» وأنشد : [ من الكامل ] 
للمة: اثنت: لفل .ريت حنانا وشرفت أصلا طاهراً ونصابا 
وعظمت قدرا شامخاً حتى اغتادى ١‏ قوس الغمام لأخمضيك ركابا 
وبنيث بيع في المعالى. اضبخت<»2 زهر الكواكب: خوله اطتانا 
اليس الددينا. تروت سيد بعك انيب تتظدارة رقنا 
طلبتك أبكار العلى نجم الهدى وهي التي قد أعيت الطلابا 
لما رأتك حسانها كفو لها خطبت إليك وردت الخطابا 
وأتتك مسمحة القياد مناقب كانت على من أمهن صعابا 
وعد جزوقنك منقترا وجلاية" «ومكارسا وخلائقيا «حولقاا 
ويرى عليه من المحاسن ملبسأ ومن المهابة والعلى جلبابا 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 
اعلم أمدك الله برفده وجعلك من جنده» أن يد القدرة استخرجت من البحر 
النبوي درة يتيمة عقدهاء وفريدة مجدهاء ونسيجة وحدهاء ووحيدة فردهاء 
واستخلصها مالكها لنفسه» وطهرها بجوار قدسه» ونورها ببيهجة أنسه» وصفاها 
بحبه» واصطفاها لقربه» واصطنعها لحضرته؛ وجذبها لرحمته» وناداها بفضله؛ 
وباداها بوصله؛ وأودعها من علمه وسره معادن» وألبسها من نوره» وخيره محاسن» 
فبرزت طلائعها في مواكب المعالي والمفاخر» وأسفرت عن صبح طلعة الشيخ 


لي بيييا ‏ ىلتت يي لي يي ب 2225 الل 2 يي يي مل 0 ١‏ 


لا ه 8 سسسسسسسسس سس 0 )0 ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 
محيي الدين عبد القادر» فتلقته أيدي الكرامة والتوفيق خلقه وأمامهء ولم يزل 
مربي في حجر الكرمء مغذى بلبان النعمء #مكفرنا والرها ندم سعد وكا بالكتما بك 
ملتحوظا بالعناية . وقدم رضي الله عنه» إلى بغداد في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة, 
فيا له من قادم تواترت بقدومه مقدمات السعادة لأرض نزل بلادهاء وترادفت 
عليها سحائب الرحمة» فعمت طارفهاء وتلادهاء» وتضاعفت بها بروق الهدى» 
فأضاءت أبدالها وأوتادهاء وتتابعت إليها وفود التهانى» فأصيحت كل أحيانها 
أعيادهاء واتضحت بمعاهدها معالم الطريق» فضلت طلابها وأفرادهاء فنازلته 
المعالي» وفي جيد منازلها من مجده مقلائد» وساكنته الفضائل» وفي تاج رأس 
مراتبها من علاه فرائد» فقلب العراق بورود صدره بالبشر متواجد». ولسان ثغره 
بإقبال وجهه» ينطق للله بالمجاهد : [ من الطويل] 
بمقدمه أنهل السحاب وأعشب العر اق وزال الغبى واتضح الرشد 
فعيدانه رند وصحراؤه حمى وحصباؤه در وأمواهه شهد 
ميس به صدر العراق صبابة وفي القلب نجد من محاسنه وجد 
وفي الشرق برق من محاسن نوره وفي الغرب من ذكرى جلالته رعد 
ولما علم أن طلب العلم فريضة وشفاء الأنفس المريضة» إذ هو أوضح 
مناهج التقوى وأبلغها حجة؛ وأظهرها دليلاًء وأرفع معارج اليقين» وأعلى مدارج 
المقين» واعظع سناضبي الدوى» واقشرمراقت الميعدين» وهو المرقاة إلى تقامات 
القربت والمعرفة؛ والوسيلة إلى المتولي بالحضرة المشرفة» شمّر عن ساق الاجتهاد 
في تحصيله, وسارع في طلب فروعه وأصوله» وقصد الا شياخ الأئمة أعلام الهدى 
0 الآمة» فاشتغل بالقرآن العظيم حتى أتقنه» وعم بدرايته سره وعلنه» وتفقه 
بأبي الوفاءعلي بن عقيل» وأبى الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوداني» 3 
الحسن محمد بن القاضي بن يعلى بن الححسينء بن محمد الفراءء وأبي 
المبارك بن علي المخزومي رضي الله عنهم. مذهباً وخلافاً وفروعاً وأصولا» وبع 
الحديث عن جماعة, منهم: أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن 
الباقلاني» وأبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خنيشء وأبو الغنائم محمد بن 
علي بن ميمون الرسي» وأبو بكر أحمد بن المظفر بن سوس التمّار» وأبو محمد 
جعفر بن أحمد بن الحسين القاري» السراج» وأبو القاسم علي بن أحمد بن بيان 
الكرخي» وأبو عثئمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن جعفر بن ملة الأصبهاني» 
وأبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف»ء وابن عمه 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عئة سس تسسا .م 
أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف»ء, وأبو البركات 
هبة اللم.ين الستازك من موسى السفظى» واب الغ محمه ين المجتار الواشمي: 
وأبو نصر محمد» وأبو غالب الج واد عبد الله يحيى أبناء الإمام أبى 0 
الحبين ين اناك :رابيد (ااتعيدين المنار لقن عي الجار ين أبعي ين القايده 
الصيرفي؛ المعروف بابن الطيوري» وأبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب محمد 
ابن عبد الواحد بن الحسن القزازء وأبو البركات طلحة بن أحمد العاقولي» وغيرهم 
رضي الله عنهم . 

وقرأ الآأدب على أبي زكرياء يحيى بن علي التبريزي رحمه الله تعالى . 
وفكهين اليك الشارافة افدرة المحففين انا »الحير دياق بر سدلت لاض زايد 
عنه علم الطريقة» وتادب بهء وأخذ الخرقة الشريفة من يد القاضي أبى سعد 
المبارك المخزومي, ولقي جماعة من أعيان زهاد الزمان» وعظماء العارفين بالعجم 
والعراق» أكرم بهم مجداً وسؤدداًء وعزاً وفخرأًء ومؤيداً» فهم حماة الملة ودواهاء 
وأنصار الشريعة وأعضادهاء وأعلام الإسلام وأركانه» وسيوف الحق وسنانه. فقام 
رضي الله عنه» في أخذ العلوم الشرعية عنهم دائياً وفي تلقي الفنون الدينية 
منهم واصبأء حتى فاق أهل زمانه» وتميز من بين أقرانه» ثم إن الله تعالى أظهره 
للخلق» وأوقع له القبول العظيم عند الخاص والعام» والهيبة الوافرة عند العلماءء 
وأظهره لله عز وجل الحكم من قلبه على لسانه؛ وظهرت علامات قدرته من الله 
تعالى» وأمارات ولايته» وشواهد تخصيصه. مع قدم راسخ في المجاهدة» وتجرد 
خالص من دواعي الهوى» ومقاطعة دائمة لجميع الخلائق» وصبر جميل في طلب 
مولاه سبحانه على مر الشدائد» والبلوى» ورفض كلي لكل الأشغال» ثم أضيف 
إلى مدرسة أستاذه أبي سعد المخزومي» وما حولها من المنازل والأمكنة ما يزيد 
على مثلهاء وبذل الأغنياء في عمارتها أموالهم؛ وعمل الفقراء فيها بأنفسهمء 
فتكملت المدرسة المنسوبة إليه الآن. وكان الفراغ منها في سنة ثمان وعشرين 
وخمسمائة» وتصدر بها للتدريس والفتوى» وجلس بها للوعظ؛ وقصدت بالزيارات 
والنذورء واجتمع عنده بها من العلماء والفقهاء والصلحاء جماعة كثيرة ينتفعون 
يكلامه وصحبته» وقصد إليه طلبة العلم من الآفاق فحملوا عنه وسمعوا منه» وانتهت 
إليه تربية المريدين بالعراق» وأتى مقاليد اللجناتن» وسلمت إليه أزمة العارفين 
والمعارف» فأصبح قطب الوقت حكما وعلماء وقام ار والفتوى ا وبرمأء 
وبرهن على العلم فرعا وأصلاء وبين الحكم نقلاً وعقلاء وانتصر للحق قولاً وفعلاء 


م ٠‏ 7 سس ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 
وضعك كنا نيد ف وأطلى توراقه قريدة فحدكك يتك الرقاق بواتقشر رق الشاره 
في الآفاق» والتّوت نحوه الأعناق» وتنزهت في حدائق محاسنه الأعين» واختلفت 
ببدائع اوضافه الالسيق» فمق:وافنت: له بجنا البيانين واللسانين»: ومن ناعت له 
بكريم الجدين والطرفين» ومن ملقب له بصاحب البرهانين والسلطانين» ومن داع 
له بإمام الفريقين والطريقين» ومن مسم له بذي السراجين والمنهاجين» فأضحى 
الزمان مشرقة به مناكبه» والدين مشرفة به مناصبه» والعلم عالية به مراتبه» والشرع 
منصورة به كتائبه,ء ولذلك انتمى إليه جمع عظيم من العلماء. وتلمذ له خلق 
كثير من الفقهاء» من انتمى إليه من العلماء وأخذ عنه شيئاً من العلوم الشرعية؛ 
وسمع منه شيئا السئة النبوية فيما بلغني الشيخ الإمام القدوة الى فهرو عكبان ابن 
مرزوف بن حميد بن سلامة القرشي نزيل مصرء جمال المشايخ زين العلماء. 
أخبرني أبو سعد عبد الغالب بن أحمد بن على الهاشمي» قال: أخبرنا 
الشيخ محيي الدين أبو عبد الله محمدء قال: أخبرنا أبى أبو صالح نصرء قال: 
سمعت أبي عبد الرزاق يقول: لما حيجٌ والدي في السنة التي كنت فيها معه 
ا في عرفات الشيخ أبو عمرو عثمان بن مرزوق» والشيخ أبو مدين» ولبسا 
عه حخرقة يركة» وسحعا عليه جرع عن مروياتة» وعجلينا ني يديةه وبيذا الإسباد» 
إلى أبي صالح. قال: قال لي الشيخ أبو الخير سعد» ابن الشيخ أبي عمرو عثمان بن 
مرزوق : كان أبي رحمه الله تعالى يقول: قال شيخنا الشيخ عبد القادر كذا وكذاء 
ورأيت سيدنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضى الله عنهء يفعل كذاء وكذاء 
وسمعت أستاذنا الشيخ أبا محمد عبد القادر يقول كذاء كان إمامنا وقدوتنا 
الشيخ عيد القادر يفعل كذاء والقاضي أبو يعلى محمد أبو محمد بن الفراء؛ 
جمال الإسلام فخر الفقهاء أخبرني أبو محمد سعد الله بن علي بن أحمد الربعي 
الفارقي. قال: أخيرنا أبو منصور عبد الله بن الوليد الحافظ» قال: أخبرنا أبو 
محمل عبد العزيز بن الأخضر الحافظ» قال سحن اإقاطي ربد لق جوم ين 
الفراء يقول: جالست الشيخ محيي الدين عبد القادر كثيرأًء وقلت بإرادته 
والشيخ الفقيه أبو الفتح نصر بن فتيان بن مطهر بن المثنى علم الزهّاد وأوحد 
الفقهاء؛ أخبرني الشيخ أبو بكر بن الشيخ أبي محمد عبد الحق بن مكي بن صالح 
القرشي المصري . قال : أخبرني أبي قال ستسهتة الشيخ الوجيه داود بن صالح 
المقري الضريرء يقول: كنت ببغداد أتردد إلى الشيخ الإمام الزاهد أبي الفتح بن 
المثنى» وسمعته يقول: وقد ذكر الشيخ عبد القادر رضي الله عنهء شيخنا وشيخ 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنة ‏ سس سس سس 0.8 
الإسلام» وبركتنا وقدرتنا وانتفعنا به والشيخ الإمام أبو محمد محمود بن عثمان 
النعال زين الفقهاء والمحد ثين والزهاد» والإمام أبو حفص عمر بن أبي نصر بن 
علي الغزال حافظ» وقته ووحيد عصره؛ والشيخ أبو محمد الحسن الفارسي زين 
العلماء والزهاد . 

أخبرني أبو غالب محمد بن الحسن بن على اللخمى البغدادي . قال: أخبرنا 
الشيخ الاصمل :انر ليما ذاه بن الشيخ الى الففج تليمان ابن الشيع ابن عيد 
الله عبد الوهاب عن أبيه . قال: سمعت أبي عبد الوهاب يقول: سمعت الشيخ 
محمود النعال والشيخ عمر الغزال» والشيخ أبا الحسن الفارسي» والشيخ عبد 
الكريم الفارسي», والشيخ أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي الحافظ» من 
مريدي والدي» وأخذوا عنه» وسمعوا منه» وذكروا كراماته, والشيخ أبو محمد 
عبد الله بن أحمد بن الخشاب أوحد النحويين واللغويين. 

أخبرنا أبو غالب أحمد بن أبى جعفر بن أبى الرضا محمد بن أحمد 
المعروف جده بالمفيد . قال : أخبرنا ا عن انيه قال: كان أبو محمد بن الخشاب 
النحوي ينتسب إلى الشيخ محي الدين عبد القادر ويروي عنه» والحافظ أبو العز 
عبد المغيث بن زهر ين الزراد بن علوي الحريمي» حافظ العراق في وقته. 

أخبرني أبو الزاردء قال: أخيرنا الفقيه الفاضل محيي الدين يوسف ابن الإمام 
أبي الفرج بن الجوزي . قال: أخبرنا أبو هريرة محمد بن الليث الديناري الضرير 
قال: كان الحافظ أبو العز عبد المغيث ينتمى إلى الشيخ عبد القادر ويلهج 
بذكره؛ والإمام الأوحد أبو عمرو عثمان بن إسماعيل بن إبراهيم السعدي الملقب 
بشافعى زمانه. 

أخبرنا الشيخ الأصيل أبو عبد الله محمدء قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان» 
قال: أخبرنا أبي أبو الحريم مكي قال: أخذ والدي رحمه الله تعالى الخرقة للشيخ 
محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» وتلمذ له وكان داعية له» والشيخ خليل 
ابل عند الله محمد بن ابراه بن ثابت المعروف بابن الكيزاني» جمال القراء 
والزهاد, والشيميخ الفقيه أبو محمد رسلان بن عبد الله بن شعبان شيخ الفقهاء 
والقراء والزهاد . 

أخبرني أبو طالب عبد العزيز بن سالم بن خلف المصري المقري. قال: 
أخبرنا الشيخ الجليل أبو محمد عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله التمار» المحدث؛ 
عرف بالحكمة . قال: أخبرنا الشيخان» الشيخ أبو الفضل عمر بن عبد العزيز هبة 


* 8# مس02 ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي اللّه عنه 
الله العسقلاني العدل» والشيخ أبو منصور ظافر بن طرخان بن جواب الغساني 
بمصر. قالا: أخذ الشيخ أبو عبد الله بن الكيزاني» والفقيه رسلان رحمهما الله 
تعالى خرقة التصوف للشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنهء ورويا 
كراماته؛ وكانا إذا ألبسا أحدا يقولان له: شيخنا وشيخك الشيخ عبد القادر رضي 
الله عنهء والشيخ القدوة أبو السعود أحمد بن أبي بكر الحريمي العطار سراج 
الآولياءء صحبه وتخرج به» وسمع منهء وذلك أشهر من أن يبين» والشيخ القدوة 
أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي» قائد الأوانيى الشهيدء جمال العلماء 
والمشايخ» فخر المتكلمين» وشهرة انتسابه إليه تغني عن البرهنة عليه» وفي 
ترجمته تذكر قصته إن شاء الله تعالى» والشيخ أبو عبد الله بن سنان المعروف 
بالرديني» شيخ الفقهاء والزهاد . 

أخبرني الفقيه أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن على القرشي المصري 
المؤوب م كال:اخبرنا الشيخ ابو الربيع سليعات بن احمد .بن على البعدي 
المعروف بابن المغربل. قال: كان شيخنا الشيخ الرديني ينتمي إلى الشيخ محيي 
الدين عبد القادر رضي الله عنه ويعظم أمره» وينشد إذا ذكرت مناقيه: 

حسنك لا تنقضي عجائبه كالبحر حدث عنه ولا حرج 

والشيخ الجليل أبو علي الحسن بن عبد الله بن رافع الأنصاري الدمياطي 
المعروف بالقصارء مفتي الثغر سيد المدرسين والأولياء. 

أخبرني أبو محمد طلحة بن وزين بن عبد الرحيم الجزري المصري . قال: 
أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد العظيم بن الشيخ أبي محمد عبد الكريم بن محمد 
المقري» المعروف بابن الياسمينى . قال : كان أبو على القصار ينعسب إلى الشيخ 
مخبي الدين عبد القادر» يدعو إلى الاندياي ليه :ويه غبرامزة يقول: الحتمد 
لله على الإيمان والإسلام والكتاب والسنةع وانشكنا من معي الشيخ فجي النرين 
عبدد القادر» والشيخ محمد أبو طلحة بن مظفر بن غانم العلثي» شيخ الفقهاء 
والمحد ثين والزهادء ركن الإسلام . 

أخبرني أبو علي الحسين بن سليمان التميمي الحريميء قال: أخبرنا أبوٍ 
محمد يوسف بن الحسن العلثي المقري» كان الشيخ طلحة العلئي؛ تلميذا 
للشيخ عبد القادر» ويميزه على غيره من المشايخ في عصرهء والشيخ أبو الخليل 
أحمد بن أسعد بن وهب بن علي البغدادي الهروي» جمال الفراء» انتسب إليه» 
وأخذ عنه العلم. 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عقة سس سس لا 
عمي الشيخ أبو الغنائم رزق الله بن محمد بن أحمد بن علي . قال: سمعت الإمام 
المنصور عبد السلام ابن الإمام أبي عبد الله بن عبد الوهاب» يقول: قال لى 
الشيخ الجليل أحمد بن أسعد أنه مما من الله عز وجل علي به صحبني لجدك 
رضي الله عنهء وأخذي منه الخرقة» والعلم» ومحبتي له؛ والشيخ الفاضل أبو البقاء 
محمد الأزهري الصريفيني»؛ تاج العلماء, والشيخ الجليل أبو أحمد يحيى بن 
بركة؛ بن محفوظ الديباقي» البابصري جمال العراق» انتميا إليه وتحملا عنه 
العلمء وسمعا منه فيما أخبرني به الفقيه أبو نصرغاتم بن غنائم بن فتح بن يوسف 
الهاشمي الكرخي. قال: أخبرنا الشريف أبو القاسم هبة الله بن المنصوري 
الخطيب» فذكر ذلك,» والشيخ أبو الحسن علي بن أحمد بن وهب الأزجي رئيس 
الأصحاب» صحبه واشتغل عليه وسمع منه؛ فيما أخبرني به أبو المحسن يوسف 
ابن شعبان بن مضر بن علي الهلالي الماردينى. قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو 
صالح نصرء فذكر ذلك» وقاضي القضاة أبو الحسن علي؛ وأخوه القاضي الأجل أبو 
محمد الحسن أبناء القاضي أبي الحسن علي بن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد 
ابن علي بن الدامغاني تاج الأئمة» سراج الأحكام والعلماء. 

أخبرنا أبو أحمد عبد الملك بن فتيان بن عيسى القرشي الأزجي . قال: 
أخبرنا أبوالحسن لي بن النفيس بن نور الدين بن بوردمرء الماموتي» قال: كان 
القاضيان؛ أبو الحسن علي وأخوه أبو محمد الحسنء أولاد الدامغاني) نخلفاً عن 
سلف» يذ كرون نسبتهم إلى الشيخ محيى الدين عبد القادر رضي الله عنه» 
ويذكرون صحيتهم له وقاضي القضاة أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس 
المارديني الشافعي, جلال القضاة» جمال الإسلام» وأخوه الإمام أبو عمرو عثمان 
شرف الإسلام فخر العلماءء وولده القاضي الأجل أبو طالب عبد الرحمن مفتي 
العراق قدوة العلماء . ْ 

أخبرنا أبو طالب عبد العزيز بن سالم المصري المقري» قال: أخبرنا الشيخ 
أبو محمد عبد العزيز بن إبراهيم التمار المحدثء قال: أخبرنا الشيخ أبو الفضل 
أحمد بن عبد العزيز العسقلاني العدل بمصرء قال: كان القاضي أبو القاسم بن 
درباس» وولده ينتميان إليه يعني إلى الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» وكتبا من 
كراماته» والشيخ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن مربيل بن نصر المخزومي الضرير» 
تاج القراء والفقهاء والزهاد» صدر المدرسينء وولده الشيخ أبو محمد عبد الله 
شيخ العدول» والفقهاء» والشيخ أبو عبد الله محمد ابن الشيخ الإمام رسلان بن 


٠‏ 38 سس سس سس سسسس------ ٠‏ ؤكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 
عبد الله الفقيه» الشافعي» زين القراء والصلحاءء وولده الشيخ أبو القاسم عبد 
الرحمن الفقيه المقري الزاهد. كلهم انتموا إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنهء وأخذوا له الخرقة خلفا عن سلفء فيما أخبرني به الشيخ الصالح 
أبو محمد إسماعيل بن علي بن يوسف بن شبيب الخزرجي» المصري المؤدب . 
قال: أخبرنا الفقيه المقري أبو المهند صارم بن خلف بن علي الأنصاري» قال: 
سمعت الشيخ أيا الثناء أحمد بن ميسرة» بن أحمد المصريء» فذكر ذلك» 
والشيخ الحبر أبو بكر عبد الله بن نصر بن حمزة التميمي البكري» الصنديقي 
البغدادي, مفتي العراق» قدوة السالكين» أخذ منه الخرقة» والعلم» وصحبه 
وتخرج به وسمع منه؛ قرأت ذلك في كتابه المسمى بأنوار الناظر في معرفة أخبار 
الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» والشيخ أبو محمد عبد الجبار بن أبي الفضل بن 
الفرج بن حمزة الازجي الثقفى الحصري الشهيد» جمال القراء والفقهاء؛ أخذ عنه 
العلم»؛ وسمع منه. والعضب إليةة فيما أخيرني به أبو الفضل منصور بن أحمد 
الدوري. قال: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو اعباس أحمد بن محمد بن سملويه 
الصريفيني» فذكر مثل ذلكء والفاضل الفقيه أبو الحسن علي بن أبي طاهرء ابن 
أبي طاهر بن إبراهيم بن نجا الأنصاري الواعظ المفسرء فخر الفقهاء» حكى عنه 
احافظ أبو طاهر السلفي في معجم شيوخ بغداد وهو سبط الإمام أبي الفرج عبد 
الواحد بن محمد الشيرازي» أخذ منه الخرقة» وقرأ عليه الفقه» وسمع عنه» وقد 
قدمنا قصة لبسه منهء والشيخ الإمام أبو عبد الله عبد الغني بن عبد الواحد 
المقدسي» المدعو يأمير المؤمنين فى الحديث» جمال الحفّاظ» سيد العلماء؛ 
أوحد المشايخ؛ سلطان الزهادء والشيخ الإمام أبو عمر محمد بن أحمد بن 
محمد ابن قدامة المقدسي» أوحد العلماء وجمال الفقهاء علم الزهاد» والشيخ 
الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسى سيد الفقهاء والقراءء 
والمحد ثين والزهاد» والشيخ الما حرق اللذيق ابن عمد حيت اللددرق الحمة ين 
محمد بن قدامة المقدسيء أوحد الأئمة» سراج العلماء والقراء» والمحدثين 
والفرضيين والآولياء . 

أخبرني قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد المقدسي رحمه الله 
تعالى» قال : سمعت شيخنا العالم الرباني موفق الدين بن قدامة» يقول: ليست أنا 
والحافظ عبد الغني الخرقة من يد شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي الله 
عنه» في وقت واحدء واشتغلنا عليه بالفقه» وسمعنا منه وانتفعنا بصحبتهء ولم 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 1-1-1 000000020202021 
ندرك من حياته إلا خمسين ليلة. قال قاضي القضاة: ولا أعلم أن والدي والشيخ 
أبا عمرو ينسبان إلا إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» والقاضي 
الاجل أبو الفتح محمد بن القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن بختيار بن علي 
الواسطي» المعروف بابن المنداي» بقية السلف شيخ القضاة» جمال العلماء؛ سيد 
الزهاد . 

أخبرني أبو الجعد نصر بن مفتاح بن صخر بن مسدد العلوي الكرخي . قال: 
أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن أبي الفتح محمد بن عبد السميع الهاشمي 
الواسطي الغدل . قال ؛ سمعت القاضي أبا الفتح بن المنداي؛ يقول: الشيخ محيي 
الدين عبد القادر سيدنا وشيخناء وشيخ من أخذ نفسه هذا الأمر في عصرنا هذاء 
وكان يروى عنه والشيخ الجليل أبو محمد عبد الله بن الحسين بن أبي الفضل 
الجبائي. شيخ المسندين والفقهاء» صحبه وتلمذ له وسمع منه» وقرأ عليه الفقه. 
فيما أخبرني به الفقيه أبو الفرج عبد الصمد بن أحمد علي القطفني البزار. قا 
أخبرنا الشيخ أبو الفتح نصر بن رضوان بن ثروان الداراني» المقري» فذكر ذلك» 
والشيخ الفقيه أبو القاسم خلف بن عياش بن عبد العزيز المصري» فخر الفقهاء 
والقراء والمحدثين» بقية السلف أخذ منه الخرقة وتحمل عنه» وقد قدمنا قصة 
لبسه منه» والشيخ الإمام نجم الدين أبو الفرج عبد المنعم بن علي بن نصير بن 
الصقيل الحراني» أوحد العلماء» زين الفضلاء والمتكلمين» انتسب إليه» وقال 
بمشيخته. فيما أخبرنى به ولده شيخنا نجيب الدين أبو الفتوح عبد اللطيف 
رحمه الله تعالى» فذكر ذلك» والشيخ القدوة أبو الحسن علي بن إبراهيم بن 
الحداد اليمنيي؛ أستاذ مشايخ اليمن» فخر الفقهاء والمحدثين؛ والشيخ الجليل 
أبو محمد عبد الله الأسديء» بقية السلف» سراج ج اليمن» شيخ الفقهاء والمحدثين. 

أخبرني الفقيه أبو اليمن بركات ابن الشيخ العارف أبي محمد عطيف بن 
زياد المقري اليمني . 

قال: سمعت أبي يقول: قال لي الشيخ عبد الله الأسدي أنه لما اشتهر أمر 
سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنهء باليمن» أخذت له الخرقة 
: من الشيخ علي بن الحدادء وكان هو قد أخذها من يده» وتخرج به ودعا أهمل 
اليمن إلى الانتماء إليه» ثم جاء الخبر إلى اليمن أن الشيخ محبي الدين عبد القادر 
حاجج في تلك السنة» فحججت لأراه فوافيته بعرفات» فاخذت منه الخرقة» 
وسمعت عليه شيعا من الحديث النبوي» وتعرفت به ذلك اليوم رضي الله عنه 


٠‏ ا 89 عسسسسسسسسسسسسسسستسسس 0 ذكر علمه وتسمية يعض شيوخه رضي الله عنه 
والشيخ أبو حفص عمر بن أحمد اليمني الملقب باليحرء جلال العلماء والصلحاءء 
والشيخ أبو محمد مدافع بن أحمد جمال الفقهاء والزهاد.» والشيخ أبو إسحاق 
إبراهيم بن بشارة بن يعقوب المدنيء الفقيه المقري المحدث» بقية السلف 
كليم أخذوا له الخرقة وانتسبوا إليه فيما أخبرني به الفقيه أبو علي الحسن بن 
عرفة بن الحسين الزبيدي . قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو محمد عبد الله بن 
المبارك الكرماني»؛ قال: سمعت الفقيه الصالح أبا عبد الله محمد بن إسماعيل بن 
أبي الصيف؛ فذكر ذلك» والشيخ القدوة أبو القاسم عمر بن مسعود ابن أبي العز 
البغدادي» المعروف بالبزار» قدوة الأولياء» عمدة الفقهاءء تفقه عليه وتخرج به. 

أخبرني الشيخ الإمام شمس الدين أبو عبد الله المقدسي رحمه الله تعالى 
أنه رأى فتاوى الشيخ عمر البزار ببغداد» واشتهار نسبته إليه مغن عن البرهنة عليه 
والشيخ الصالح أبو عبد الله الشاه مير بن محمد بن نعمان الجيلاني» الفقيه 
الزاهد؛ تفقه عليه وأخذ عنه» وانتسب إليه. فيما أخبرني به أبو موسى عيسى بن 
يحيى بن إسحاق القرشي ابن قائد الأواني . فال الخيرنا الشيخ ابرصحمت عي الله 
أبن محمد الحسن البادراني» قاضي القضاة» فذكر ذلك رحمه الله» والشيخ 
القدوة أبو عبد الله محمد البطايحي» نزيل بعلبك» جمال المشايخ» قدوة الأولياء 

فخر الفقهاء. أخذ منه الخرقة والعلم» وألبس مشايخ الشام له وتو شيخ أسدك 
الشام سلطان العارفين» أبي محمد عبد الله بن عثمان البونيني» وشيخ الشيخ 
الإمام أبي محمد إبراهيم بن محمود البعلبكي» المعروف بالبطايحي» شيخ القراءء 
جمال الفقهاء والمحدثين» وشهرة انتسابه إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه؛ أشهر من أن تبين» والشيخ الإمام أبو الحرم مكي» ابن الإمام أبي 
كعمررو عثمان ابن إسماعيل بن إبراهيم السعدي» جمال العلماء والمحدثين 
والزهاد» وولده الشيخ موفق الدين أبو القاسم عبد الرحمن سيد العلماء والأولياء. 
صاحب التصانيف المشهورة نظما ونثرأء وأبو البقاء صالح بهاء الدين نور الإسلام 
زين العلماء. 

أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن منظور الكتاني» أن الشيخ 
أبا الحرم وولده الموفقء, كانا إذا أخذا على أحد العهد بالتصوف يقولان: وقدوتنا 
وقدوتك الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنه. قلت : وشاهدت خطهما في 
موضعين بنسبتهما في الخرقة والصحبة إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه» والشيخ الإمام الأوحد أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الل العكبري 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عقة سس 80١‏ 
البصري الضريرء سيد الفقهاء والنحاة» والفرضيين واللغويين» والأصوليين» كان 
رحمة الله تال إمانا فى :علوم شعى»:وضنق تضاتيق مقيدة. 

أخبرتن الفقيه ابو القطدن "متضور :يق الحسد اللاورق: قال 11 اأخيرنا شونا 
الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد بن سمدويه الصريفيني» وأخبرنا أبو الحسن 
علي بن أزدمرء قال : أخبرنا رين الذين عبد الله البعداديء المغروف بابن المعالج: 
قالا: سمعنا شيخنا الشيخ أبا البقاء الكعبري» رحمه الله تعالى يقول: مررت يوما 
بمجلس الشيخ محيى الدين عبد القادر رضى الله عنه» وما كنت اجتمعت به 
الاسمعة: كلاه قلت فى تقس + احص هذا المجلس والشيع كلام هذا 
العجمي »؛ ودخلت المدرسة فوافيته يتكلم» فقطع كلامه» وقال: أعمى العين 
والقلب»؛ ما تصنع بكلام هذا العجمي» فلم أتمالك أن صعدت إليه فوق الكرسي» 
وكشفت رأسى» وسألته أن يلبسنى الخرقة» ففعل» وقال لى: يا عبد الله لولا أن 
الله تعالى» أطلعني على عاقبة أمرك» لهلكتء والشيخ الجليل أبو محمد عبد 
الرحمن ابن الإمام أبىي حفص عمر بن الغزال الواعظ؛ زين الفقراء والمحدثين؛ 
والشيخ أبو عبد الله محمد ابن الشيخ الإمام أبي محمد محمود النعال» جمال 
الفقهاء والمحدثين» والشيخ أبو القاسم بن أبي بكر أحمد بن أبي السعادات» 
أحمد بن كرم بن غالب زين الإسلام» فخر المحدثين» وأخوه الشيخ أبو العباس 
أحمد بن الشيخ أبي ب> كر أحمد» عمدة الحفاظ» والشيخ أبو بكر عتيق» ويعرف 
بمعتوق ابن أبي اسن رئيس الأصحاب والفقهاء البنديجيون الأزجيون كلهمء. 
انتسبوا إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» وسمعوا منه» فيما 
أخبرني به أبو الخير سعد الله بن أبي غالب» أحمد بن علي الأزجي . قال: أخبرنا 
الشيخ محيي الدين أبو عبد الله محمد بن التوحيديء قال: أخبرنا الحافظ أبو 
العباس: أحمد بن أبى بكر المتديلجى» فذكر ذلكء والإمام الحافظ أبو محمد 
عبد الله بن أبي نصر محمود بن المبارك الجنابذي؛ المعروف بابن الاخضرء تاج 
الحافظ,» حدث نحوا من ستين سنة» وصنف تصانيف مفيدة» وكان له حلقة 
بجامع القصرء وكان حافظ العراق في وقته. 

أخبرني الفقيه أبو الحسن علي بن ثابت بن قاسم المصري المؤدب» قال : 

أخبرنا الشيخ أبو محمد بيك العزيز بن علي بن إبراهيم الزراد» البغدادي» ابن أخت 
الحافظ أبيى بكر محمدء بن قدوة العارفين أبي محمد عبد الغني بن أبي بكر 
شجاع بن القغلة : قال: أخبرنا خالي أبو بكرء قال: سمعت الحافظ أيا محمد بن 


0٠0-38 1 9‏ كر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 
الأخضر رحمه الله تعالى يقول: كان شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه» سلطان العارفين» وسيد الزهاد» وإمام هذا الشأن في وقته مع ما شرفه الله 
عز وجل به من العلوم الشرعية» الدينية» والتسديد في الفتاوى» ولقد تعرفنا 
بركته» وانتفعنا بصحبته» والشيخ أبو عبد الله محمد ابن أبي المكارم الفضل ابن 
بختيار» بن أبي نصر اليعقوبي» الحافظ الواعظ الخطيب المعروف» بالحجة» لسان 
المتكلمين» شيخ المحدثين» انتمى إليه» وسمع منه فيما أخبرني أبو الجعد نصر 
ابن مفتاح بن صخر العلوي الكرخي . قال: أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد أبن 
الشيخ أبي عبد الله عمر» بن محمد بن عبد الله السهرؤردي» فذكر ذلكء» والشيخ 
العارف الفاضل أبو عبد الملك ذيال بن أبى المعالى» بن راشد بن نبهان العراق» 
نزيل الأرض المقدسة؛ وجمال المشايخ والزهاد والعلماءء ولده أبو الفرج عبد 
الملك, قدوة الفقهاءء والمحدثين والزهادء والشيخ الإمام أبو أحمد المعروف 
بالفضيلة» له التصانيف والفضل واليد العليا فى العلوم الشرعية» انتعسبوا إليه 
وحكوا عنه, ودخل إليه ذيال إلى بغداد. وشاهد 00 من كراماته رضي الله عنه. 

أخبرني أبو القاسم محمد بن عبادة بن محمد الأنصاري» قال: سمعت 
الشيخ عبد الملك ابن الشيخ ذيال رحمه اللّه يقول: كان والدي رحمه اللّه تعالى 
الشيخ أبو أحمد المعروف بالفضيلة» يعظمان أمر الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه» ويقولان بالاقتداء به» ويدعوان إلى ذلك» وأنا تبع لهماء والشيخ 
الإمام أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ أبي العلى نجم بن شرف الإسلام أبي 
البركات عبد الوهاب؛ ابن الإمام أبي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الانصاري؛ 
الخزرجي , السعدي, المعروف بابن الحنبلى» جمال الإسلام» فخر المدرسين» 
سيد الفقهاء, والمحدثين» لسان المع كلم والمتقين» ووالده أبو علي مفتي 
الأنام» سراج الأئمة» جمال الأمة. 3 

أخبر ني الفقيه البارع أبو محمد الحسن بن أبي عمران موسى بن أحمد 
المقرشي الخالديء قال : سمعت شيخنا أبا الفرج التحقيا بحلب في مجلس حفل 
بالعلماء يومعذى فيه الشيخ القدوة العالم الرباني 5 الدين أبو عبد الله عمر 
السهروردي» وشيخنا قاضي القضاة جمال الحكام بهاء الدين أبو الحسن يوسف 
ابن رافع بن تميم» وغيرهم» يقول: وقد جرى ذكر المشايخ أوصاني والدي باتباع 
طريق محيي الدين عبد القادر رضى الله عنه» واستعمساك بعقد محبته» وقال: إنه 
على مثال ذلك؛ و الشيخ أبو المجد عيسى ابن الإمام موفق الدين أبي محمد عبد 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي اله عقة ‏ سس ب ##وم 
الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي» شيخ المحدثين والفقهاء» و الشيخ 
أبو موسى عيد الله بن الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد 000 
جمال الحفاظ. والحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن 
المقدسي» فخر الحفاظ أوحد الزمان» شرف العلماء. 

أخبرني قاضي القضاة شيخ الشيوخ شمس الدين أبو عبد الله محمد 
المقدسي» إملاء بسؤالي إياه ذلك» قال : قال والدي العماد وعمي الحافظ». وشيخنا 
الموفق وأبو عمروء وأولادهم وعصباتهم وذرياتهم؛ وشيخنا ضياء الدين محمدء 
وضياء الدين محاسنء والقاضي نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن خلف 
المقدسي» صاحب التصانيف, والده الإمام شهاب الدين» وأبو الفرج عبد الرحمن 
ابن عبد المنعم بن يعمر بن سلطان بن سرور المقدسيء والشيخ العالم أبو محمد 
عبد الحميد ابن الشيخ أبى أحمد عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة 
المقدسي» وأخوه الشيخ العالم المسند أبو عبد الله محمد» وكل من انتمى إليه 
متنسبون إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» ومتخرجون بادابه 
يعتقدون تعظيمه. ويضمرون محبته» ويتواصون باتباع وصاياه في الطريقة» فمن 
أدركه منهم واجتمع به فقد أخذ عنه» ومن لم يجتمع به منهم فأخذ عمن أخذ 
عنه خلفا بعد سلف» والشيخ أبو الفتوح يحيى ابن الشيخ أبي السعادات سعد الله 
ابن الحسين بن محمد بن يحيى بن السري التكرني» جمال المحدثين انتمى إليه 
وسمع منه وخرج وصنف وأفاد. 

أخبرني أبو محمد عبد الملك بن صالح بن أبي بكر التكرني» قال: أخبرنا 
عمي الشيخ الفقيه أبو الفتح محمد بن أبي بكر بن علي بن أحمد التكرني» فذكر 
ذلك والشيخ أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج محمد بن علي البغدادي» المعروف 
بابن الحصري» فخر القراء زين العلماءء أتقن القرآن العظيم بالقراءات السبع». 
وكتب الكثيرء ولم يزل يسمع ويقيد إلى أن علت سنه؛ انتمى إلى الشيخ محيي 
الدين عبد القادر وسمع منهء واشتغل عليه بالعلم» فيما أخبرني به أبو المعالي 
هلال ابن الفقيه الجليل أبو العلاء أمية ابن النابغة بن أسد الهلالي العدل. قال: 
أخبرنا والدي فذكر مثل ذلك» والشيخ أبو محمد يوسف بن المظفر بن شجاع 
العاقولي الأزجي الصهارء بقية المشايخ فخر الفقهاء؛ انتمى إليه وسمع منهء وكان 
ممن يتبرك به» وله كلام حسن على لسان أهل الحقيقة . 

أخبرني بذلك كله أبو الحسن علي بن ثابت بن قاسم المؤدب» قال: أخبرنا 
الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن الزراد» ابن أخت الحافظ أبي بكر 


واد سمس و هوي" اذكو غلمةه وكيتوية بض شيو خووضي اللاعنه 
ميحمد ابن ١‏ لشيخ أبي محمد عبد الغني بن نقطة . قال : أخبرنا خالي أبو بكر 
وذكر ذلك» والشيخ أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن أبي البركات المبارك» بن 
حمزة ابن عثمان بن -حسسين الأزجي» المعروف باين الطبال» شيخ الفقهاء 
والمحدثين» انتمى إليه وسممخع منه) وولده الفقيه المعحدث الصالح أبو الرضى 
حمزة» وأخوه أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن حمزة» بقية السلف زين 
الأصحاب » انتميا إليه وحدثا عنه» وهم في بيت فقه وحديث وصلاح» فيما 
أخبرني به أبو موسى بن يحيى بن إسحاق المقدسيء ابن الأواني. قال: أخبرنا 
شيخنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن حمزة بن المبارك الأزجي» 
المعروف بابن الطبال» فذكر مثل ذلك كلهء والشيخ الفقيه العالم أبو الفضل 
إسحاق بن أحمد بن غانم العلثئي, ل كيق الإسلامء جمال المشايخ» قدوة العلماء 
والمحد ثين» والشيخ الإمام أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن عبد القادر 
ابن الحسين, المعروف بابن المنصورء جلال العلماء وزين الخطباء والنقباء» والفقهاء 
والمحدثين, والشيخ الفاضل أبو عبد الله محمد بن سمدويه الصريفيني» سراج 
العراق» مفتي الفرق» وولده الشيخ أبو العباس أحمدء تاج الفقهاء والمحدثين 
والزقاد م اخبرتي: قافن القرضياة شمن الدذين المقدسى». قال»«صنيك الشيخ 
| َ َ ا 8 ١‏ 6 ً . 
وسمعت الشيخ أبا القاسم المنصوري» يقول: أتي بي وأنا ابن سنة إلى شيخنا 
سيدي عبد القادر رضي الله عنهء فألبسني الخرقة» وأجاز لي جمع مروياته 
التماءة والعماء آبيه إلى الشيح ميقي عند القادر رط لله نه 
5 قال الشيخ الإمام شمس الدين: وكان الشيخ الفقيه الفاضل أبو مرو عثمان 
م سرياء والشيخ الإمام الزاهد أبو الفرج عبد الرحمن بن بقا المعروف بابن 
الإسكاف, والشيخ الإمام الفقيه المسند أبو عبد الله محمد بن طالب البغدادي» 
الواعظ والشيخ الإمام أبو عبد الله محمد الواعظ الخياط» والشيخ الجليل تاج 
الدين بن بط البغداديين» والشيخ الفاضل العالم النبيل» كوخ الدين المراتبي 
أخبرني أبو زيد عبد الرحمن بن سالم القرشي» قال: سمعت الشيخ إبراهيم 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضى الله عنة 2-3 سس هوام 


أعواد منبره وعمري سبع سنينء والشيخ الجليل أبو طاهر ابن الشيخ القدوة أبي 
العباس أحمد بن علي بن خليل بن إبراهيم بن خليل الجوسقي الصرصري الخطيب» 
جمال المشايخ, عمدة القراء؛ سراج الأولياء اعهكه الجردة والعلم» وسمع منه» 
وتأدب به. 

أخبرني أبو الحسن علي بن أبي بكر الأبهري» وأبو محمد سالم بن علي 
الدمياطي» قالا: سمعنا الشيخ الجليل الصرصريء ذكر مثل ذلك» وقد قمنا شيكاً 
من أخباره معه رضي الله عنه: رالتح العام الفاصل او باكر مح بن قمر بن 
أبي بكر بن عبد الله الأزجي» المعروف بابن النحال» شيخ القراء والزهاد» أخذ منه 
الخرقة» وربما سمع منه. 

أخبرني أبو محمد رجب بن أبى المنصوري الداري» قال: سمعت الشيخ أبا 
بكر محمد بن النحال» يقول: لبست من سيدي الشيخ محبي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه الخرقة وأنا ابن سبع سنين» والشيخ الرئيس أبو محمد عبد القادر بن 
عثمان بن أبي البركات بن علي بن أبي رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز 
التميمي البرداني» بقية السلف» جمال الفقهاء والمحدثين»؛ انتسب إليه وسمع 
منه وأ خد عنه العلم والفقه. وروق كقير ا عن فاته 

أخبرني بذلك كله أبو محمد الحسن بن بدران بن علي الأزجي رحمه الله 
قال: سمعت الفقيه الإمام أبا محمد عبد القادر التميمي» يقول: فذكر مثل ذلك» 
والشيخ النبيل أبو محمد عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب البغدادي» العدل 
الناسخ» فخر المحد ثين؛ قدوة العلماء والزهاد؛ قرأ على الشيخ فأكثرء وقد كتب 
كثيرا وحدث وانتفع به. 

أخبرنا أبو على الحسن بن أحمد بن سليمان التميمي الحزي» قال: كان 
الشيخ عبد العزيز الناسخ داعية إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه: 
والشيخ الفاضل أبو محمد عبد العظيم ابن الشيخ أبي محمد عبد الكريم بن 
محمد المصريء, المعروف بابن الياسميني» جمال القراء والفقهاء» وهو من بيت 
المشيخة والعلم والصلاح؛ انتمى هو وأبوه إلى الشيخ. أخبرني بذلك عنه أبو 
الفرج عبد الرحيم بن وزير بن حسن بن قاسم القرشي المصري المؤدب». فذكر 
ذلك كلهء والشيخ الإمام الحافظ أبو منصور عبد الله بن محمد بن الوليد 
البغدادي؛ زين الحفاظء سراج العراق» والشيخ الجليل أبو الفرج عبد المحسنء 
ويسمى حسينئاً بن محمد بن أحمد بن الدويرة البصري؛ جمال القراء والفقهاء, 


15 ل ل ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 
والزهاد والمحدثين» انتسبا إليه ودعوا الناس إلى الانتماء إليه» وكتبا مناقبه وحدثا 
به» فيما أخبرني به الفقيه الصالح أبو الثناء حامد بن أحمد بن محمد بن علي 
الكقفي الأزجي المقري» فذكر ذلك عنهماء والشيخ الإمام أبو محمد إبراهيم بن 
محمرد بن جوهر البعلبكي المعروف بالبطايحي» قدوة المشايخ» عمدة الفقهاء 
والقراء» علم الأولياء. 

أخبرنا الفقيه أبو القاسم محمد بن عبادة بن محمد الأنصاري» قال: 
سمعت الشيخ الحبر القدوة أبا محمد إبراهيم البعلبكي يقول: وقد جرى ذكر 
المشايخ شيخي وقدوتي إلى الله عز وجل؛ عند الله تعالى بعد رسول الله عله 
وأصحابه رضي الله عنه. الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» وانتسابه 
إلى الشيخ أشهر من أن يبين» والشيخ الفاضل الفقيه أبو عبد الله محمد بن 
الحسين بن عبد الله بن عيسى بن أبي الرجال اليونيني» البعلبكي» زين الحفاظء 
شيخ العلماء؛ أوحد الفقهاء . 

أخبرنا الفقيه أبو محمد الحسين ابن الفقيه الفاضل أبى عمران موسى 
الخالدي, قال: كان الشيخ الفقيه تقي الدين محمد اليونيني الحافظ رحمه الله 
لهاجا بذكر الشيخ محيبي الدين عبد القادر رضي الله عنه» وجاكيا عنه وداعية 
إليهء يفتخر بانتسابه إليه» كثير التعظيم لمع ولافرة عدا والشيخ الجليل أبو عبد 
“ه محمد بن عبد الصمد بن أبي عبد الله بن حمائل بن خليل بن راشد 
الأنصاري السعدي الصرفي» نزيل مصرء زين الفقهاء والمحد ثين والزهاد» انعمى 
لأمه واعتمد في سلوك الطريق بعد الله ورسوله عليهء فيما أخيرني عنه ولده 
اتدل الفبيل ا بو فين اللي فذكر ذلك عنه رضى الله عنهم أجمعين» 
ذنمن سمع منهم أيضاً رضي الله عنهء الشيخ أبو القاسم دلف بن أحمد بن 
207 البغدادي الحريمي؛ المعروف بابن قوقاء والشيخ أبو يعقوب يوسف بن 
#ماعمم هبة الله بن محمود بن الطفيل الدمشقي الصوفي الحرضي» والشيخ أبو 
ا محمد بن حمل عر داود المؤدب» الحاسبء الجعروق بالمفيد, والشيخ 
لو الحو رعية الركمو إن ابن الترع مجم بق ابن المظفر عبد السميع بن عبد 
0 ذن كبك السميع القرشي الهاشمي» الواسطي المقري» العدل» والشيخ أبو 
العكان احبر بن مطيع الباجسراوي» والشيخ الحافظ أبو الحسن علي بن النفيس 
ابن أبو زيدان بن الحسام, البغدادي الماموني» تفقه عليه أيضاء والشيخ أبو هريرة 
محمد بن أبي الفتوح الليث بن شجاع بن مسعود البغدادي الأزجي الديئاري؛ 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عق سس ا 9197 
الضرير» المعروف بابن الوسطاني» والشريف أبو هاشم أكمل بن مسعود بن عمر 
ابن عمار الهاشمي» والشيخ القدوة أبو محمد علي بن أبي بكر بن إدريس 
الإدريسي الروحاني اليعقوبي» والشيخ أبو بكر محمد بن نصر بن نصار بن منصور 
البغدادي الأزجي المقري» والشيخ الفاضل أبو طالب عبد اللطيف ابن الشيخ أبي 
الفرج محمد ابن الشيخ أبي الحسن علي بن حمزة بن فارس بن محمد الحراني» 
ثم البغدادي؛ التاجر الجوهري» المعروف بابن السقطي» وهو آخر من حدث عن 
الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه؛ بالسماع فيما نعلم» رضي الله 
عنهم أجمعين؛ وممن تفقه عليه وسمع منه من أولاده وذريته رضي الله عنهم. 
وكان حبرا فاضلاً جليلاً معظما لأهل العلم والخيرء له العقل الرضيء والتقوى 
والتمكين» والفضل المبين» وممن كان منهم عالما الشيخ الإمام سيف الدين أبو 
عبد الله عبد الوهاب». جمال الإسلام» قدوة العلماء» فخر المتكلمين» تفقه على 
والده وسمع منهء ومن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنى» وأبي منصور عبد 
الرحمن بن محمد بن عبد الواحد» وأبي الحسن محمد بن أحمد بن صرمي» 
وأبي الفضل محمد بن عمر الأموي. وأبى الوقت عبد الأول بن عيسى الشحري» 
وغيرهم» ورحل إلى بلاد العجم في طلب العلم» ودرس بعد والده بمدرسته) 
وحدث ووعظء وأفتى» وتخرج به غير واحد منهم: الشريف أبو جعفر بن أبي 
القاسم» لبيب بن النفيس بن أبي الكريم يحيى الحسيني البغدادي» والشيخ 
الصالح أبو العا أحمد بن عبد الواسع بن أمير كاهءبن شافع الجيلي» وغيرهماء 
توفى ببغداد ليلة الخميس الخامس والعشرين من شوال سنة ثلاث وتسعين 
وخمسمائة» ودفن من الغد بمقبرة الحلبة» ومولده في شعبان من سنة اثنتين 
وعشرين وخمسمائة» رضي الله عنه, والشيخ الإمام الأوحد شرف الدين أبو 
محمد» ويكنى أيضاً بأبى عبد الرحمن عيسىء شرف الإسلامء جمال العلماء؛ 
سراج العراق ومصرء ذو اللسانين» والبيانين» لسان المتكلمين؛ تفقه على والده 
وسمع منه» ومن أبي الحسن محمد بن صرمي») وأبي الوقت عبد الأول الصخري 
وغيرهم») ودرس وحدثء» ووعظ وأفتى» وصنئف الكتاب المسمى بجواهر الأسرار» 
ولطائف الأنوار فى علوم الصوفية» فأفصح فيه عن فصاحة» وكشف فيه عن قناع 
الحقائق» وقدم مصرء وحدث بها ووعظء تتخرج به من أهلها غير واحد منهم: أبو 
نزار ربيعة بن الحسن بن علي بن عبد الله الحضرمي الصنعاني الشافعي الحافظء 
والشيخ أبو الغنايم مسافر بن يعمر بن مسافر المصري المؤتلفي الحنبلي المؤدب؛ 


ارو ل ساف نيح لكر اعت وتمييية بعض تعدوكه رض اللفاعنه 
والشيخ أبو الثناء أحمد بن ميسرة» بن أحمد بن موسى بن غنايم العدواني ثم 
المصري الخلال الحنبلي» والشيخ أبو الثناء حامد ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن 
أحمد بن حامد بن مفرج بن غياث الأرتاجي» المصري الفقيه المقري» وعمه 
الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد الفقيه المحدث؛ والشيخ أبو المنصور ظافر 
ابن طرخان بن جواب الغساني الشافعي» والشيخ أبو محمد عبد الخالق بن أبي 
البقاء صالح بن علي بن زيدان بن احمد بن مفرج القرشي الأموي المصري 
م المقري» النحوي اللغوي وغيرهم» وكان فصيحاء لوذعياء وترك بمصير 
سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة» ودفن بقرافتهاء واسع العلم عزيز الفضلء كامل 
العقل» متواضعاً مع جلالة قدرهء وعلو منزلته» وإقباله على أمر الآخرة» والإمام 
الجليل شمس الدين أبو محمد» ويكنى أيضاً بابي بكر عبد العزيزء جمال العراق» 
فخر العلماء, تفقه على والده» وسمع منه» ومن أبي منصور عبد الرحمن بن 
محمد بن عبد الواحد القزازء وأبي الفضل أحمد بن طاهر المهني» ومحمد بن 
ناصر السلامي» وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى الشجري» تورات ردك 
ووعظ ودرس وتخرج به غير واحدء وكان بهياً ثقة» متحرياً سخياء وافر العقل غزير 
العلم متواضعاًء حسن الا خلاق» رحل إلى جبال قرية من قرى سنجار» واستوطنها 
رضي الله عنهء والشيخ الإمام جمال الدين أبو عبد الرحمن» ويكنى أيضاً بأبي 
الفرج عبد الجبار» سراج العلماء؛ مفتي العراق» تفقه على والده» وسمع منهء ومن 
أبي منصور عبد الرحمن القزازء وأبي الحسن محمد بن أحمد بن الصرمي» وأبي 
محمد بن عبد الله , بن الزعفراني» وأبى الوقت الشجري» وحدث ووعظء 
ودرس 0 به» وكان حسن السمت واسع الملا غزير العقل» سهل القياد إلى 
الحق» ومتثبتا في روايته, محباً لأهل الفضل» له اليد البيضاء في العلم» رضي الله 
عنه» والشيخ الإمام الأوحد الحافظ تاج الدين أبو بكر عبد الرزاق» سراج العراق» 
جمال الأئمةع فخر الحفاظ» شرف الإسلام» قدوة الأولياء» تفقمه على والده» وسمع 
منه) ومن أبي محمد الحسن بن أحمد بن صرمي» وأبي الفضل محمد بن عمر 
الأموي» وأحمد بن طاهر المهني, ومحمد بن ناصر السلامي» وأبي بكر محمد بن 
عبد الله فن الرعفراني ».واي الكرم المبارك» بن الحسن السهدرورد يوان ألوفت 
عبد الأول الشجريء والشريف أبيى جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العياسي: 
وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وجماعة كثيرة» وحدث وأملى» ودرس 
وخرج» وأفتى» وتخرج به غير واحد منهم: 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي اللّه عنه لمم ا ا ا ع ما 

الشيخ الإمام الجليل مهذب الدين أبو الفضل إسحاق بن أحمد بن غانم 
العلثئي» والشيخ الفاضل العارف تقي الدين أبو عبد الله محمد بن جميل 
البغدادي؛ والشيخ الفاضل العارف الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد المعروف 
بالمعمم»؛ والشيخ الفاضل الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد المعروف بخطيب 
روياء وكان من أجمل الناس خلقاء وأسلمهم صدرأء وأوسعهم ذرعاء وأغزرهم 
علماء وأوفرهم عقلاء وكان دائم الفكر » كثير الصمت؛ ؛ صحيح الزهد» مقبلاً على 
العلم فك ها لأهله متعفريا في روايته» عدلاً في أفعاله وأقواله» وحدث عنه أنه 
مكث ثلاثين سنة لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من ربه عز وجل» فما أخبرني به 
أبو الفرج أحمد بن محمد بن صالح الأزجي» وأبو محمد عبد الله بن إسماعيل 
ابن يوسف بن قاسم الحنبلي . قالا: أخبرنا الشيخ الإمام محيي الدين» أبو عبد الله 
محمد» وأخوه الشيخ سيف الدين أبو زكريا يحيى . قالا: أخبرنا والدنا أبو صالح 
نصر قاضي القضاة بمدينة السلام» فذكر ذلك» وتوفي ببغداد» في السادس من 
شوال سنة ثلاث وستمائة» ودفن من الغد بباب حرب» ومولده في ذي القعدة سنة 
ثمان وعشرين وخمسمائة» رضي الله عنه» والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم؛ 
زين الفقهاء» جمال المسندين» تفقه على والده» وسمع منه؛ ومن الشيخ أبي 
القاسم سعيد بن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبي الوقت عبد الأول بن 
عيسى ومن في تيه + ود كد واكان ققد نخو]ضيعا كرينم الأخلاق» مكرما 
لأهل العلم» ورحل إلى واسطء وتوفي بها سنة ثنتين وتسعين وخمسمائة» رضي 
الله عنه» والشيخ النبيل الفاضل أبو الفضل محمد ابن رئيس الأصحاب» جمال 
المسندين» تفقه على والده جمال المسندين» وسمع منه» ومن أبي القاسم سعيد 
ابى العسد: ون النناء واب الوقك التسكري » وغيرسيء وتجلاثك: وكان كلق متعقفاء 
توفي ببغداد في الخامس والعشرين من ذي القعدة» من سنة ستمائة» ودفن في 
نوقد قير ةيواه رضي الله عنه؛ والشيخ الأصيل أبو عبد الله عبد الرحمن» بقية 
السلف سمع من أبيه بإفادته من صغره؛ ومن أبي القاسم بن الحسين» وأبي غالب 
أحمد بن الحسن بن البناء ويقال إنه حداث وتوفي ببغداد في السابع والعشرين من 
صفر سئة سبع وثمانين وخمسمائة» ومولده في سنة ثمان وخمسمائة» وهو أسن 
أولاده رضي الله عنهء والشيخ الفاضل الفقيه العالم الجليل أبو زكرياء يحيى؛ 
تفقه على واد وسمع منه» ومن أببي الفج محمد بن عبد الباقي وغيرهماء 
وحدث وانتفع به» وقدم مصرء وكان فيا عالماًء رضي الأخلاق» بهي الوجه» 


9 38 سس سسسسسسسسسس 0 كر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 
مقبلاً على العلم وأهله» وتوفي ببغداد في النصف من شعبان سنة ستمائة» ودفن 
عند أخيه عبد الوهاب» ومولده فى السادس من ربيع الأول سئة خمسين 
وخمسمائة» وهو أصغر أولاده رضي الله عنهء والشيخ الإمام ضياء الدين أبو نصر 
موسى » سراج الفقهاء؛ زين المحدثين بقية السلف» تفقه على والده؛» وسمع منهء 
ومن أبي القاسم سعيد ابن أحمد بن البناء وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظء 
وأبي الوقت عبد الأول عيسى السجريء» وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن 
أحمد وغيرهم» وحدث بدمشقء وعمر وانتفع به» ودخل مصرء وكان فاضلا 
افيا ورعا عفنا تفقه بالعقيبة على بقية السلف» واستوطن دمشقء» وتوفي بها 
في ليلة مستهل جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وستمائة» ودفن يسفح جبل 
قاسيون» ومولده في سلخ ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وخمسمائة» ويقال سنة 
سبع» وهو آخر من مات من أولاده رضي الله عنه» والشيخ الإمام العالم الفاضل 
عفيف الدين بن المبارك البغدادي, وسبط جمال الفقهاءء فخر المحدثين» تفقه 
على جده وغيره» وسمع منه؛ ومن أبى زرعة طاهر بن الحسين الزراد الرزاي» وأبي 
بكر أحمد بن المقرب بن الحسين الفقيه: الكرخي » وأبي القاسم يحيى بن ثابت 
ابن بدران بن إبراهيم الدينوري» والقاضى أبى عبد الله محمد بن عبد الله بن 
محمد البيضاوبي, وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجري» وغيرهمء وكان ثقة 
صالحا فقيها فاضلاء وافر العقل» محباً لأهل العلم: مقبلاً على ما يعنيهء موصوفا 
بجودة الخط» وسرعته رضي الله عنه والشيخ الإمام أبو منصور عبد السلام ابن 
الإمام سيف الدين أبي عبد الله. عبد الوهاب» جمال الفقهاء» زين العلماء 
والمحدثين,. تفقه على جده وأبيه وسمع من جده» ومن أبي الحسن محمد بن 
إناق لبن الضاني» وايني: النسم محمد بن عبد الباقي "ابن احاة. وع زهت قرا 
بنفسه» وكتب بخطه ودرس بمدرسة جده وغيرهاء هدك وأفتى وتولى عدة 
ولايات» وتخرج به جماعة من أهل يغداد» وكان حسن السمت» غزير العلم كثير 
الحلم» رضي الأخلاق» مكرما لأهل العلم والخيرء ثقة في قوله وفعله» وتوفي 
ببعداد في الثالث من رجب سنة إحدى عشرة وستمائة» دفن في يومه بمقبرة 
الحلبة؛ ومولده في ليلة الثامن من ذي الحجة؛ سنة ثمان وأربعين وخمسمائة: 
وأخوه الشيخ الفقيه أبو الفتح سليمان بقية السلف» زين العراق» سمع من غير 
واحد» وحداث» وكان له اليد البيضاء في العلم والحلم؛ والسخاءء والشيخ الإمام 
قاضي القضاة عماد الدين» أبو صالح نصر ابن الإمام الحافظ» تاج الدين أبي بكر 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عئة ‏ سس سس 89و 
عبد الرازق» سراج العلماء» فخر الفضلاء» قدوة المشايخ» مفتي العراق» تفقه على 
والده؛ وغيره» وسمع من والدهء ومن عمه أبي عبد الله عبد الوهاب» وسمع بإفادة 
أبيه من أبي هاشم عيسى بن أحمد الروشاني؛ وأبيى شجاع سعيد بن سامي بن عبد 
الله الجمالي؛ وأبي أحمد الأسعد بن بلدرك الحبوبلي» وأبي العباس أحمد بن 
المبارك المرفغاني» وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف» 
وأبي عبد الله مسلم بن ثابت بن النحاس» وأبي الفضل عبد المحسن بن بريك» 
والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الأبري» وفخر النساء خديجة ابئة أحمد النهرواني؛ 
وغيرهم» وأجاز له الحافظان : أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني» وأبو طاهر 
أحمد بن محمد الأصفهاني» وغيرهماء وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد 
الاين الحسين الدامقاتى .وغيرة + وقرس وتعلانظ » والغلى» ووعظا» وافتى + :وقول 
قاضي القضاة بمدينة السلام؛ وتخرج به في علمي الشريعة» والسكيفة عدر واحد 
من أهل بغداد. ولقد لقيت منهم بمصر غير واحد» وكان فقيهاء عالماء فاضلا 
عارفاء زاهداً غزير الفضل» ٠‏ كامل العقل؛ واسع الصدرء حسن الأخلاق» مقبلاً على 
ما يعنيه» محبا للعلم مكرما لأهله, عتتواضعا 200 ثقة متحرياً في روايته: 
شهرة فضله تغنى عن الإطناب في وصفه.ء وتوفي ببغداد في السادس عشر من 

شرل سنة ثلاث وثلاثين وستمائة» ودفن بباب حرب؛ ومولده في الرابع والعشرين 
من شهر ربيع الآخرة» سنة أربع وستين وخمسمائة: وأمه أم الكرم؛ تاج النساءء 
بدت فضائل بن على التكريتى» سمعت من زوجها الحافظ أبي بكر عبد الرزاق» 
ومن والده»ء وسمعت أيضاً من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمدء 
وحدثت؛ ولها حظ وافر من الخير والصلاح؛ وتوفيت ببغداد في الثاني عشر من 
شهر رجب سنة ثلاث عشرة وستمائة» ودفنت بباب حرب» وإخوته الشيخ الجليل 
أبو القاسم عبد الرحخيم بن عبد الرزاق» فخر الفقئلاء» جلال الاصحاب» سمع من 
أبي يده محمد سن عبد الباقي بن أحمد» وخديجة ببت أحمد الأبري وغيرهم» 
وحدث وكان جليلا جميلاً بهيا كيسأًء متواضعاًء وتوفي ببغداد في سابع ربيع 
الأول سئنة ست وشحاثة ودفن من يومه بياب حرب» والشيخ الفقيه أبو محمد 
إسماعيل زين الرؤساء فخر الفضلاء» سمع من غير واحد وتفقه وحدث,» وكان 
جميل السمت»ء كثير الصمت» رضي الأخلاق» توفي ببغداد في الثالث عشر من 
المحرم» سنة ستمائة, ودفن بمقبرة الإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه؛ والشيخ 
الفقيه النبيل أبو المحاسن فضل الله زين المسندين» بقية السلف» تفقه على 


ظ 


8« سس سس سس سس ستيستس ‏ ذ كر علمه وتشمية بعض شيوحه رضي الله عده 
والده» وغيره» وسمع منه ومن عمه؛ الإمام أبي عبد الله عبد الوهاب» وأبى يي الفتح 
عبيد الله بن محمد بن نجا بن شانيل الدباس» وأبى الفضل مسعود بن علي بن 
أحمد بن الحسنء أبي علي بن عبيد الله ب بن لامر الصفار العدل» وبن يونس» 
وبن كليب» وهبة الله بن رمضانء وعبد الله بن حميدء ويوسف العاقولي» وأبي 
السعادات المبارك» ويدعى نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد 
القزازء ويعرف بابن رزيق وغيرهمء وأجاز له عبد الحق بن يوسف ومحمد بن 
جعفر بن عقيل؛ وأبو موسى الأصبهاني؛ وغيرهم»؛ وحداث وكان حسن السمت 
جميل الأخلاق» لطيف الشمائل» كقة متديا افافلة وتوفي شهيدا بأيدي التتر 
ببغداد رحمه الله في صفر من سنة ست وخمسين وستمائة» ومولده سنة أربع 
وسبعين وخمسمائة» ببغداد» وأختاه الشيخة الصالحة» سعادة» سمعت من أبي 
الخير عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف» وأبي علي الحسن بن علي 
ابن الحسين الخبازء المعروف بابن شيرويه؛ وغيرهم؛ وحدثت وكانت صالحة؛ 
تقية صدوقة» توفيت ببغداد رحمهما الله في السابع عشر من جمادى الأخرى» 
سنة اثنتين وعشرين وستمائة» وصلى عليها أخوها قاضى القضاة أبو صالحء 
والشيخة أم محمد عائشة» سمعت من أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن 
أحمد وغيرهم» وحدثت وكانت خيرة صالحة زاهدة» توفيت ببغداد» رحمها الله 
في ليلة الثالث عشر من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وستمائة» ودفنت من الغد 
باب حرب» والشيخ الجليل النبيل أبو محمد عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الله؛ 
جمال المشايخ» شيخ العدول والزهاد والمسندين» حدث عن جدهء وعن أبوى 
القاسم نصر بن العكبري» وسعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وأبي المظفر هبة 
الله بن أحمد بن الشنبكي» وكان ثقة صدوقاً جميلاً متواضعاء وتوفي ببغداد في 
السادس والعشرين من المحرم سنة أربع عشرة وستمائة رحمه اللهء وأخوه الشيخ 
الأصيل أبو محمد عبد القادرء بهاء العراق» جلال الشرف» بقية السلف» تفقه 
على عمه الحافظ تاج الدين؛ أبي بكر عبد الرزاق» وغيره» وسمع منه ومن أبي 
العجسن عبده الحقين عبد الشالق بح العيمف بن .روس وحدانثك. وكان :ذا علم 
وعقل وسمت وصمت,ء وتوفي بقرية من سواد بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة 
ايع ثلانين اوستكاتة »+ ردن خانلق. .رخف الل قاب »الس الإقام الطبال 
القدوة أبو محمد عبد الله ابن الشيخ أبي محمد عبد العزيزء جمال الأولياء؛ 
شرف المشايخ» سمع من غير واحد». وأظنه رحمه الله حدث؛» وكان من أجل أهل 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عقة متسس لاو 
زمانه قدراء وأكئرهم كشفاء وأغزرهم فضلاء واحسنهم صمتاًء كتبت من كراماته 
اكثيراء سوف أذكر بعضها في ترجمته إن شاء الله تعالى» وكانت الجبال تربته 
نصر عبد الرحيم اينا عيد الخالق ابن أحمد بن يوسف» والأسعد بن بلدرك, 
وغيرهم» وحدثت وكانت بقية السلف» خيرة عفيفة» لها حظ حسن من الدين 
والخير» وتوفيت بيغداد سنة ائثنتين وثلاثين وستمائة» رحمهما الله تعالى» 
الوهاب» جمال الإسلام وتفمه وسمع وحدث» وكان بقية السلف» وسيخ 
المريدين» وتوفي ببغداد في الثامن عشر من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وستماثة. 
ودفن من ٠‏ الغد بمقبرة الحلبة عند أبيه وجده رحمهما الله تعالى, ؛ والشيخ الفقيه 
العالم مححيي الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة أبي صالح نصر سرااج 
العلماء فتى العراق ,2 تممه على والده وغيره» وسمع منه ومن غير واحد منهم: أبو 
إسحاق ا 0 حامد» بن أبى الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموري» 
وافر العقل, 0 وأمره كله جد» وحكى لى أنه كان يشبه جد أبيه شيخ 
وستمائة رحمه الله وأخوه الشيخ الومام سيف الدين أبو زكرياء يحيى ») بهاء 
العراق» جمال العلماء, فخر المتكلمين» 7 تفقه تفقه على والده وغيره» وسمع منه؛ ومن 
غير واحد رحمهة اللمى ومنهم أبو العباس أحمكل بن بي المتح بويت بن أبي 
عبن أبي الغنائم الدقاق» حدث ووعظى وكان قينا عالماً فاضلا يي 
لوذعيا»:تحسين الأخلاق متواضعاء له كلام حسن على لسان أهل الحقيقة؛ وله شعر 
بديع» وبديهة سليمة . أنشدني الفقيه الإمام الورع عفيف الدين رحمه الله تعالى . 
وأخبرني أبو الحسن علي بن أزدمر البغدادي» قال: : حضرت يبغداد الطيح بيت 
الدين قاضي القضاة أبا صالح, » فسئل عن التمكين فأنشد مرتجلا رحمه الله 
تعالى : 
ٍِ يسقي ويشرب لا : تلهيه سكرته عن النديم ولا يلهو عن الكأس 
ثم تلاعب فيهء بالعبارة فقال: 


4 7 7 سس س0 كر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 
و ولا تلهيه كاس عن نديم 
له مع سكره تأييد صالح ونشوة شارب وندى كريم 
وتوفى بيغداد 0 5 التتار»ء خذلهم الله تعالىء في شهر صفر سنة 
ست وخمسين وستمائة؛ والشيخ الفقيه العالم البارع محيي الدين أبو عبد الله 
محمد بن علي بن محمد بن حامد البغدادي» المعروف بالتوحيدي» سبط 
الحافظ أبي 0 عبد الرزاق» جمال العراق» فخر القضاة والفقهاءء والعلماء 
والقراء» والمحدثين» والنحاة» زين الأولياء» تفقه على خاله قاضي القضاة أبي 
صالح. وتخرج وسمع منه ومن الفدرة ابي فح خلى :تق أ كر ين دريس 
اليعقوبي ‏ رحمه الله تعالى» والشيخ القدوة شهاب الدين أبي حفص عمر بن 
محمد بن عبد الله السهروردي رضي الله عنه» وأبى الفضل إسحاق بن أحمد 
العلني :وابن الماع هبة الله ين عيد الل بن اعيمة ين المتضور اللكطيين وغيزف 
وحدث ووعظ. وتخرج به غير واحد من أهل بغداد» وله كلام عال فس 
6 : 'وسأذكر بعضه في ترجمته» إن شاء الله تعالىء» وكان جليلا جميلاً 
بهياء رضياً متواضعاء مقبلاً على العلم وأهله» لطيف الأخلاق» شريف الصفاتء 
ص صدوقاء توفي ببغداد شيييداء بأيدي التتار خذلهم الله تعالى» في صفر سنة 
ست وخمسين وستمائة» ولو شرعنا نذكر كل الأعيان ممن انتمى إليه وأخذ عنه 
العلم؛ أو سمع منه ومن ذريته وغيرهم. لكثر العدد. وقل المددء وطال الآمد. 
وقصر الباع؛ واتسع الخرق» وضاق الذرعء فلما قصرنا اختصرنا وما حصرناء 
ووردنا ما أردنا بما ذكرناء والله عز وجل ولي التوفيق والهداية» والحقيق باللطف 
والرعاية . 
' أخبرنا الفقيه أبو الحسن محمد بن أبي الفتح داود بن أحمد القرشى 
الأزجي . قال: أخبرنا الشيخ الأصيل محيي الدين أبومحمد يوسف اين الإمام أبي 
الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي . قال: قال لي الحافظ أبو العياس أحمد بن 
أحمد البغدادي البندلجي : حضرت أنا ووالدك رحمه الله تعالى برها مجلس 
الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» فقرأ القارىء آية فذكر الشيخ في 
تفسيرها وجهاً فقلت لوالدك : أتعلم هذا الوجه؟ قال: نعم» ثم ذكر وجها آخر» 
فقلت له أتعلم هذا الوجه؟ قال: نعمء فذكر الشيخ فيها أحد عشر وجهآء وأنا 
أقول لوالدك : : أتعلم هذا الوجه؟ وهو يقول نعم. ثم ذكر ايشم ع وجها آخرء فقلت 
لوالدك : أتعلم هذا الوجه؟ قال: لاء حتى ذكر فيها كمال أرَبعين وجها يعزو كل 


ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي اللّه عنه ا 1212 1 1 7مك 
وجه إلى قائله, ووالدك يقول: لا أعرف هذا الوجه» واشتد تعجبه من سعة علم 
الشيخ. ثم قال : تخرلك القال؛ ونرجع إلى الحال لا إله إلا الله محمد رسول الله 
فاضطرب الناس» اضطرابا شديدل ومزق والدك ثيابه . 

م أخيرنا اريت أبو عبد الله محمد و تفار لحي الترضيان قال: 
كن ثلاثة عشر علماًء وكا ل 
الحديث» دوسا من المتهب: ودرسا عن الخلانة وكان يقرأ عليه طرفى النهار 
التفسير وعلوم الحديثء والمذهب والخلافء والأصول» والنحو» كان يُقرئ 
القرآن بالقراءات بعد الظهر. 
قال: سمعت الأشياخ الغلاثة » الشيخ محيي الدين محمد )ع والشيخ سيف الدين 
يحيى ») ابني قاضي القضاة أبى صالحء والشيخ أبا الحسن عليا الخباز. قال محيى 
الوهاب» وقال أبو الحسن: أخبرنا أبو القاسم عمر البزار» قالوا: كانت الفتاوى تأتي 
الشيخ محيبي الدين عبد القادر رضي الله عنه» من بلاد العراق» وغيريه» وما رأيناه 
يبيت عنده فتوى ليطالع عليهاء أو يفكر فيهاء بل يكتب عليها عقيب قراءتهاء 
وكان يفتي على مذهبى الشافعى» وأحمد» وكانت فتاواه تعرض على علماء 
العراق , فما كان يعجبهم صوابه فيها أشد من تعجبهم من سرعة جوابه عنها 
وكان . من اشتغل عليه في فن من الفنون افتقر إليه» وساد أقرانه فيه . 

أخبرنا الفقيه البارع أبو محمد الحسن ابن الفقيه الجليل أبي عمران موسى 
ابن أحمد الخالدي. قال: سمعت شيخنا الإمام أبا الفرج عبد الرحمن ابن الإمام 
أبي العلي نجم الدين , بن الحنبلي . قال : سمحت والدي رح الله تعالى يقول: 
كان الشيخ محيى الدين عبد القادر رضى الله عنه) ممن سلّم إليه علم الفتاوى 
بالعراق في وقته . 

7 ا الات و وم 
يقول: : دخلنا يغداد سنة إحدى وستين ولس فإذا ا الشيخ الإمام مب محيى الدين 
رضي الله عنة. ممن انتهت إليه الرئاسة بها علما وعملا وحالاً وإفتاءاًء وكان 
يكفى طالب العلم عن قصد غيره من كثرة ما اجتمع فيه من العلم والصبر على 


9 8 مس0 كر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عته 
المشتغلين وسعة الصدرء وكان ملء العين» وجمع الله فيه أوعنانا جميلة) 
وأحوالاً عزيزة» وما رأيت بعده مثله» وكل الصيد فى جوف الفرا. 

أخبرنا الفقيه العالم الناسك عفيف الدين أبو محمد عبد السلام بن محمد 
ابن مزروع المصري البصري . قال: أخبرنا الشيخ سيف الدين أبو زكرياء يحيى بن 
قاضي القضاة أبي صالح نصر. قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عبد الرزاق» قال: 
جاء فتوى من العجم إلى بغداد بعد أن عرضت على علماء العراقيين؛ عراق العجم, 
وعراق العرب» فلم يتضح لأحد منهم فيها جواب شاف . وصورتها ما تقول السادة 
العلماء في رجل حلف بالطلاق الكلاث أنه لا بد له أن يعبد الله عز وجل عبادة 
ينفرد بها دون جميع الناس» فى وقت تلبسه بها فما يفعل من العبادات. قال: 
فاتى بها إلى والدي فكتب عليها على الفور: يأتي مكة ويخلي له المطاف؛ 
ويطوف إسبوعاً وحدهع وتنحل يمينه» قال : فما بات المستفتي ببغداد. 

أخبرنا الشريف أبو العباس أحمد ابن الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي 
الغنايم» محمد الأزهري الحسيني. قال: سمعت والدي» والشيخ الصالح بقية 
السلف أبا الثناء محمود الجيلاني. قال: سمعت الشيخ القدوة أبا الحسن عليا بن 
الهيتي رضي الله عنه؛ يقول: زرت مع الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله 
عنه؛ والشيخ بقا بن بطوء قبر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهء فشهدته خرج 
من قبره» وضم الشيخ عبد القادر إلى صدرهء وألبسه خلعة» وقال له: يا شيخ عبد 
القادر؛ قد افتقر إليك في علم الشريعة» وعلم الحقيقة؛ وعلم الحال» وفعل الحال. 

واخبرنا به عن الشيخ بقا أبو الفتوح محمد أحمد بن أحمد بن علي 
الصريفيني . قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن على الخباز البغدادي» قال: أخبرنا 
الشيخ أبو القاسم عمر البزار» قال: سمعت الشيخ بقا بن بطو يذكر ذلكء أخبرنا 
الشيخ الشريف أبو عبد الله محمد ابن الشيخ ابي العباس الخضر بن محمد 
الحشني الموصلي ٠‏ قال سفت ابن يقول: رايت فى الدوم. .بيغداة «بشدوسة 
سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضى الله عنه» في سنة إحدى وخمسين 
وخمسمائة» مكانا عظيم السعة؛ وفيه مشايخ البر والبحر» والشيخ محيي الدين 
عبد القادر في صدرهمء ومن المشايخ من على رأسه عمامة فحسب» ومنهم من 
فوق عمامته طرحة؛ ومنهم من فوق عمامته طرحتان» وفوق عمامة الشيخ محيي 
الدين ثلاث طرحات» فبقيت في النوم مفكراً فى تلك الطرحات الثلاث ما هن؛ 
واستيقظت مفكراء وإذا به قائم على رأسيء فقال لي: يا خضرء طرحة تشريف 
علم الشريعة؛ وطرحة تشريف علم الحقيقة» وطرحة الشرف . 


ذكر شيء من أجوبته مما يدل على قم رأسخ ...سس لالم 


ذكر شيء من أجوبته مما يدل 
على قدم راسخ فى علوم الحقائق 

قد تقدم في هذا الكتاب من كلامه رضي الله عنه» في هذا المعنى كثير 
فأغنى عن إعادته هنا . 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفتح محمد بن أحمد بن على الصريفيني 
الحنبلي . قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو الحسن علي بن سليمان الخباز. قال: 
سمعت الشيخ القدوة أبا القاسم عمر بن مسعود البزار» يقول؛ ما رأت عيناي أفقه 
في علوم الحقائق من سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه. 

أخبرنا الشيخ الناسك أبو بكر محمد بن عبد الحق بن مكي بن صالح 
القرشي المصري . قال : أخبرنا الشيخ العالم العارف أبو العلم ياسين بن عبد الله 
المغربي» قال: سمعت الشيخ علم الزهاد بقية السلف» أبا عبد الله محمد بن 
أحمد البلخي رضي اللّه عنه» يقول: حكى لى بعض أصحابنا الأكابر من أهل هذا 
الشأن أنه قدم ال إلى بغداد. نورت غلية حال استولت عليه» وقهرته» 
وألجاته إلى خربة» وأشكل عليه شيء من أمرهاء وأرد من يكشف له ما أشكل 
عليه منهاء فقيل له بلسان الغيب : لا أفقه في هذا الأمر من الشيخ عبد القادر في 
وقته» ولا أعلم منه بمشكلاته ومختلفاته» فتوجه بقلبه إلى الشيخ عبد القادر 
يطلبه؛ فأتاه الشيخ في الوقت الحاضرء وأثبت له من حاله ما أثبت» ونفى عنه 
منها ما نفي . 

أخبرنا الشيخ أبو العفاف موسى بن الشيخ الجليل أبي عمرو عثمان بن 
موسى البقاعي» قال: أخبرنا والدي» قال: سمعت الشيخين أبا عمرو عثمان 
الصريفيني» وأبا محمد عبد الخالق الحزيمي 

وأخبرنا أبو محمد 000 جده بابن قوقا. قال: أخبرنا 
الشيخ أبو القاسم هبة الله بن عبد الله نقيب الهاشميين ببغداد. قال: سمعت 
الشيخ أبا طلحة بن مظفر بن غانم العلئي» وأخبرنا أبو القاسم عمر بن مسعود 
البزار» قالوا: قيل للشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه: إن فلاناً وسمُوا 
أحل مريديه؛ يقول إنه يرى الله عز وجل بعيني رأسه؛ فاستدعى به وسأله عن 
ذلك؛» فقال: نعم فانتهره ونهاه عن هذا القول» وأخذ عليه أن لا يعود إليه» فقيل 
له: أمحق هذا أم مبطل؟ قال : هو محق» ملبس عليه» وذلك أنه شهد ببصيرته نور 


7 3 س0 ؤكر شيء من أجوبته مما يدل على قدم راسخ.. 
الجمال» ثم خرق من بصيرته إلى بصره منفذ» فرأى بصره ببصيرته متصل شعاعهاء 
بنور شهودهء فظن أن بصره رأى ما شاهدته بصيرته» وإنما رأى بصره ببصيرته 
فحسبء وهو لا يدريء قال الله عز وجل: © مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا 
يبغيان © [ الرحمن:9١‏ ]2 وإن الله يبعث بمشيئته على أيدي ألطافه أنوار جماله 
وجلاله إلى قلوب عباده, فتاخذ منها ما ياخذ المصور من الصورء ولا ضررء ومن 
وراء ذلك كبريائه الذي لا سبيل إلى انخراقه. قال: وكان جمع من المشايخ» 
والعلماء حاضرين هذه الوقعة فأطربهم سماع هذا الكلام» ودهشوا ع بين 
إفصاحه عن حال الرجل» وقام بعضهم ومزق ثيابه» وخرج إلى الصحراء عريانا . 
'“) أخبرنا أبو محمد رجب بن أبي المنصور الداري» قال: سمعت الشيخ 
الجليل ضياء الدين» أبا نصر موسى ابن الشيخ محي الدين عبد القادر رضي الله 
عنه» سنة ست عشرة وستمائة» يقول: سمعت والدي زمه الله تعالى يقول: 
خرجت في بعض سياحتي إلى البرية؛ ومكثت أياما لا أجد ماء» فاشعدً بي العطش» 
فظللتني سحابة» ونزل علي منها شيء يشبه الندى» فترويت به» ثم رأيت نور 
أضاء به الأفق» وبدت لى صورة» ونوديت منها: يا عبد القادرء أنا ربك» فقد 
حللت لك الجحرفات 4 أو قال: ما حرمت على غيرك» فقلت: أعوذ بالله من 
الشيطان الرجيم» اخسأ يا لعين؛ فإذا ذلك النور ظلام» وتلك الصورة دخان» ثم 
خاطبني وقال: :يااعية القاذر تجوت مي يعتلس يكم ريلكاء وفقهك في أحوال 
منازلاتك». ولقد أظلت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق» فقلت: لربي 
الفضل والمنة» قال: فقيل له: كيف علمت أنه شيطان؟ قال: بقوله: قد حللت 
لك المحرمات 
وسثئل رضي الله عنه عن الفرق بين شهود الذات والصفاتء» فقال : إذا شهد 
الجتراا يقوم بغيره» ويحتجب بخلافه» ويستتر في معناه» ويبدو مع وجود سواه, 
فدالك». شهود الصفات, لأن قيامها بموصوفهاء فلا بد من شهودهاء من تواري طرف 
من أطرافهاء لفقد شهود الذات مع ذلك الوصف الجاذب إلى وجوب وجود غيره؛ 
ويحتجب بخلافه لآن من شهد الجمال» لا يقوى لظهور الجلال» ومن أنس 
الكمال والبهاء لا يئبت لبدو العظمة والكبرياء» ولا يحتجب الوصف في حقيقته 
عند ظهور غيره» وإنما يحتجب عن شهود الشاهدء لقهر الوصف البادي قوة 
شهود الوصف الخافي» ويستتر في معناه لأن معنى كل وصف قائم بموصوفههء فإذا 
بدت قوى أفعال معانيها اللازمة لموصوفها في عين الأزل» استترت آثار بواديها في 


ذكر شيء من أجوبته مما بدل على قدم وأسح  ...‏ سس سس 78م 
أفعال معانيهاء لتعالي الوحدة عن مجاورة التعدد؛ فهنالك التقت أطرافها المتفرقة 
في وصف فردء ومعنى وترء ويبدو مع وجود سواه لأن السر قد شهد الصفات» مع 
بقاء رسوم البشرية» ويقتحم بحرها في سفينة من لحظ كونه» ولمحة وجوده؛ 
وجواذب منازعاته» وعلامة ذلك كله؛ ثلاثة أشياء: شهود البصيرة بقوة كانت لها 
قبل هذا الشهود. والاستد لال بتعقل المشهود على كنهه بعد فقد شهوده» وشهود 
مشهورين مختلفين بشهود واحد في وصف واحدء وإذا لاحظ السر موجوداً قائماً 
بنفسه بوجود مطلق. فذلك شهود الذاتء ولا بد في هذا المشهود من سقوط 
شهودين» ونفي تعلق اللحظ بالحين والوقت والأين» ومحو ثبوت الفرق والجمع 
والقرب» والبين لرمق العين» ومحق الشهودء وزهق الوجودء وانفراد الشهود 
بوصف المشهود, وبروزه في عين الأزل لمقابلة الأزل بقوة من لم يزل عند سلب 
أوصاف الحدوث منهء وخلوه من معانيه, وصفا وحكماً وعينا وحالاء فهنالك 
رجع أول كل كون إلى آخرهء لمحق وصف القبلية في العدم؛ ومحو نعت البعدية 
في الأبدء واختفى كل باد في كن عدمه؛ لهيبة سرمديته؛ وعلامة هذا الشهود أنه 
وصف غير من قبل وجودهء وغير باق حكمه بعد تواري عين» وغير 
منايقة يف كه كا لوقه راذا معد ليه على بت حقيقته بعد اتصال الشاهد.بطوره» 
وانفصاله عن هذا الوصفء وهذا الأمر لا لكر مقاما إلا للأنبياء عليهم الصلاة 
والسلام» ولا منازلة إلا للصديقينء ولا حالاً إلا للأولياء» ولا يئال بالمكاسب؛ بل 
بالمواهب» ولا يعطى بالوسائل بل بالسوابق. 

وسثل رضي الله عنه عن صفات الموارد الإلهية» والطوارق الشيطانية» فقال: 
المورد الإلهي لا ياتي باستدعاء ولا يذهب بسببء ولا ياتي على نمط واحد» ولا 


في وقت مخصوصء والطارق الشيطاني بخلاف ذلك غالباً. 
ا وسكل رضي الله عنه) عن المحبة» فتمال: هي تشويش في القلوب يمع من 


المحبوب» فتصير الدنيا عليه كحلقة خاتم أو مجمع مآتم؛ والحب سكر, لاا صحو 
معه, وذكر لا محو معهء وقلق لا سكون معه؛ وخلوص للمحبوب بكل وجه سرا 
وعلانية» بإيئار اضطرار لا بإيثار اختيار» وبإرادة خلقة لا بإرادة كلفة» والحب العمى 
عن غير المحبوب» غيرة عليه؛ والعمى عن المحبوب هيبة؛ فهو عمى كله 
والمحبون سكارى لا يصحون إلا بمشاهدة محبوبهم؛ مرضى لا يشفون إلا بملاحظة 
مطلوبهم؛ حيارى لا يأنسون بغير مولاهم» ولا يلهجون بغير ذكره» ولا يجيبون غير 
داعيه, وفي هذا المعنى يقول مجنئون ليلى الآبيات التي أولها: [ من الطويل] 


فق 

لقد لاامني في حب ليلى أقاربي 
قزر كوت اعت الخريل الأ رض واليضا 
وأخرج من بين البيوت لعلني 
وإني لا أستغشي وما بي تير 
معذبتي لولاك ها كنت ©هائمتا 
فإِنْ تمنعوا ليلى وحسن حديثها 
وأشهد عند الله أني أحيها 
انحن من الأسساء ها وافى اسحمهنا 
يقول أناس عل مجنون عامر 
عذولي ذا داء الهيام أصابني 
إذا ما طواك الدهر ياأم مالك 


ذكر شيء من أجوبته مما يدل على قدم راسخ... 


أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا 
أصم فنادتني أجيب المناديا 
أحدث عنك النفس بالليل خاليا 
لعل خيالاً منك يلقى خياليا 
أدور على الأطلال في البيد عاريا 
فلم تمنعوا مني البكا والقوافيا 
وهذا لها عندي فما عندها ليا 
وأشبهه أو كان منه مدانيا 
يروم سلواً قلت إني طابيا 
فإياك عنى لا يكن بك ما بيا 
فشان المنايا القاضيات وشانيا 


وسئل رضي الله عنه عن التوحيد» فقال: هو إشارة من الصابر بإخفاء سر 
السرائر عن ورود الحضرة» ومجاوزة القلب منتهى مقامات الأفكار» وارتفاعه على 
أعلى درجات الوصال منازل أسرار التعظيم» وتخطيه إلى التقرب بأقدام التجريدء 
ورقيه إلى التداني» بسعي التفريدء مع تلاشي الكونين» وتعطل الملكين» وخلع 
النعلين» واقتباس النورين» وفناء العالمين تحت لمعان أنوار بروق الكشف» من 
غير عزيمة تقدمه. 

وسئل رضي الله عنه عن التفريد فقال: هو إشارة من المفرد إلى الفرد عن 
تفرده عن الكونين؛ وتعريه عن الملكين» وانخلاعه عن وصف وجوده وحكم 
ذاتهء مطالعاً لما يرد على سره من الخواطر من الحق» تحرياً بالتصحيح. والتفريد ‏ 
رطلبا لصدقه في وصفهء وذلك أن صفة الفردية تقتضي إشارة منفردة» فيصعد 
معتصما بإشارة الفردية إلى نفسهء فإذا قدح في هذا المعنى غيب سبب أو علة 
كدر انفصل العيد عن معتصمه وانقطع عن متمسكه» ورجعت الإشارة قهمرة 
إلى البشرء واحتجبت عن مطالعة الحق وقت هيجان شوق الأرواح عند تلميع برق 
الشففة عن جيه طور البشزية ..وقيفة “الفردائية: ليدم من اوضيؤل. إشارات 
التمويه» ونيل معاني الأرواح» ووصف أعداد الأفراد . 

وسئل رضي الله عنه عن التجريد فقال: هو تجريد السر عن التدبر بثبات 
السكون عن طلب المحبوب» وتعرية عن التزمل بلباس الطمأنينة على مفارقة 
المحدود؛ والرجوع عن الخلق إلى الحق؛ مبيناً. 


ذكر شيء من أجوبته مما بدل على قدم راسخ... 00 0 0 0 فرق 
بترا وسكئل رضي الله عنه عن المعرفة فقال : هي الاطلاع على معاني خفايا مكامن 
المكنونات»؛ وشواهد الحق في جميع المشيئات» بتلميع كل شيء منها على 
معاني وحدانيته» واستدراك علم الحقيقة فى فناء كل فان عند إشارة الباقي إليه 
بتلويح هيبة الربوبية» وتأثير أثر البقاء فيما أشار إليه الباقي؛ بتلميع جلال الألوهية؛ 
مع النظر إلى الحق بعين القلب . 

وسكل رضي الله عنه ما العذر عن قول الحلاج» وعن قول أبي يزيد 
سبحاني » فتمال رضي الله عنه: الحلاج قطع طريق العشق وأخذ منه جوهرة سر 
المحبة؛ وأودعها في أخفى مكامن خزانة قلبه» مشيرا لحاله» فلما قابل بصر 
بصيرته شعاع نور جمالها عمي عن النظر إلى الموجودات» فظن خلو المكان من 
الأعيان» فاعترف بالأخذ». فاستحق قطع اليد والقعل» وحياتك من ملك تلك 
الجوهرة لا يقنع إلا بأوفى درجات المحبة» وهي الفناء» وأبو يزيد دل بتصريحه 
على محيته» ولا أنبا عن عشق إنما كان وقع عليه غبار تعب الطريق بعد تحكمه 
في غابات درجات النهايات» فقال سبحاني شكراً للوصول: و وأما بنعمة 0 
فحدث # [ الضحى ١١:‏ ]» وأيضاً الحلاج لما وصل إلى الباب» وطرقه» نودي: 
حلاج» ل يد خل هذا الباب إلا من تجرد عن صفات البشرية» وفني 0 
الآدمية فمات 00 وذاب عشقاء وسلم روحه لدى الباب» وجاد بنفسه عند 
الحجاب» فوقف فى مقام الدهشة على أقدام الحيرة» فلما أخرسه الفناء أنطقه 
الشكر: كقال 1 آنآ التق" فاجابة< داجب" الهينة؟ اليو قط وكل 4 .وعدا قرب 
ووصل» فقال بلسان حاله: ( فما غلت نظرة منهم بسفك دمي )» فخرج له أبو 
يزيد من داخل الباب» وقد طاب منزله؛ وأخضرٌ مرتعه» وقد ضربت نوبته بالقرب 
بيد القدرة في ذلك الفناء» ونصبت سرادقات المشاهدة» بسابق العناية في ذلك 
الحمى» له لسانان ينطقان» ونوران يشرقان» لسان ينطق بطرب التمجيدء ولسان 
ينطق بحقائق التوحيد» فترنم لسان طرب تمجيده؛ فقال: ما نظرت إلى شيء إلا 
رأيت الله قبله» فاجابه لسان حقائق توحيده سبحاني» فصاح نور الوجدان أن 
القرب أفناني ثم أحياني ) ونادى نور الوصل أنا الحق أبقاني , ثم رقاني» فسبحاني 
لدياني ورحماني . 

فبادرها بالحزن إن مزارها 2 قريب ولكن دون ذلك أهوال 


وأيضاً فإن الحلاج لما هاجت بلابل أشواقه» واضطرمت نيران إحراقه؛ طلب 


الوصول. فأجلس على بساط الامتحان» وقيل: يا ابن منصورء إن كنت محبا 


#9 7و مس00 ذكر شيء من أجوبته مما يدل على قدم راسخ.. 
صادقاًء أو عاشقاً بائعأء فابذل نفسك النفيسة» وروحك الشريفة في الفناء لتصل 
إليناء فقايل الأمر بالطاعة» وقال: أنا الحق ليقبل فى هذه الساعة» 8 ولا تحسبن 
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً # [آل عمران: »]١55‏ وإبليس لما كان قوله: أنا 
عصيان ومخالفة للمراسم» قيل: اسجدواء قال: أنا خير منه» فاستحق البعاد ألا 
يعلم من خلق» وأيضاً الحلاج غلب على سويداء قلبه شكر المحبة» وقهر سرائره 
سلطان العشقء» فال من حيرة الطلبة: أنا وإبليس دخلت نخوه الكبر في هامة 
همته وجرت خزانة السر مع أنفاس نفسهء فقال: أنا خير منهء فمن غلب عليه 
سكر حب مولاه» جدير أن يمنح بوصله وقربه» ومن نظر إلى نفسه بعين العجب 
حقيق أن يقطع رأس كبره بسيف الطرد» فقيل له: فما سر قول هذا أنا الحق» وما 
حقيقة قول ذلك سبحاني؟ فقال رضي الله عنه: ما أرى كفواً أجلو عليه هذه 
الأفكارء ولا أمينا أكشف له هذه الأسرار. 

وسثئل رضي الله عنه عن الهمه: فقال: أن يتعرى بنفسه عن حب الدنياء 
وبروحه عن التعلق بالعقبى» وبقلبه عن إرادته مع إرادة المولى» ويتجرد بسره عن 
الإشارة إلى الكون ولو بلمحة» ولو بطرفة. 

وسئل رضي الله عنه عن الحقيقة فقال: هي العي لا ينافيها مضادهاء ولا 
يقوم لها منافيهاء بل يبقى عند إشارتها أضدادهاء ويبطل عند محاذاتها منافيها. 

وسئل رضي الله عنه عن أعلى درجات الذكرء فقال: هو ما تأثر في الفؤاد 
من إشارة الحق وقت الاختيار إليه ببقاء العناية السابقة له» فهذا ذكر دائم» ثابت 
راسبء لا يقدح فيه نسيان؛ ولا تكدره غفلة» وكان السكوت والنفس والحظوة 
مع هذا الوصف ذكراء وهو الذكر الكبير الذي أشار إليه الحق تعالى في تنزيله 
وأحسن الذكر ما هيجته الأخطار الواردة من الملك الجبار فكمن في محل الأسرار. 

وسئل رضي الله عنه عن الشوق فقال: احسن الأشواق ما كان عن مشاهدة» 
يو يفتر عن اللقاء؛ ولا يسكن عن الرؤياء ولا يذهب عن الدنوء ولا يزول عن 
الأنس» بل كلما ازداد لقاء ازداد شوقاء ولا د يصح الشوق حتى يتجرد من علله؛ 
وهي موافقة روح. أو متابعة همة» أو حظ نفس» 5 كوقاً مخردا عن الأسباب: 
فلا يدري السبب الذي أوجب له ذلك الشوق» لأنه هو ذا يشاهد ويتشوق إلى 
المشاهدة؛ مع المشاهدة . 
120 وسثل رضي الله عنه عن التوكل» فقال: هو اشتغال السر بالله عن غير الله 
فينسى ما يتوكل عليه لأجله؛ ويستغني به عمن سواه» فترتفع عنه حشمة الغنى 


ذكر شيء من أجوبته مما يدل على قدم رامح  ...‏ سس سس مم 

في التوكل» والتوكل استشراف السر بملاحظة عين المعرفة» إلى خفي غيب 

المقدورات؛ واعتقاده حقيقة اليقين؛ بمعاني مذاهب المعرفة» فإنها محتومة لا 

يقدح فيها مناقض . 1 

وسئل رضي الله عنه عن الإنابة» فقال: الإنابة طلب مجاوزة المقامات» 
والحذر من الوقوف على الدرجاتء, والترقي على أعلى المكنونات» والاعتماد 
بالهمم على صدور مجالس الحضرة» ثم الرجوع من الكل إلى الحق بعد حضور 
الحضرة؛ ومشاهدة هذه المحاضرة؛ والإنابة والرجوع منه إليه حذراً ومن غيره إليه 

رعباء ومن كل تعليق إليه رهبا. 

ش قيل له رضي الله عنه: إبليس يقول: أنا فطرد» والحلاج يقول: أنا فقرب» 

فقال رضي الله عنه: الحلاج قصد الفناء بقوله: أنا ليبقى هو بلا هو» فأوصل إلى 

مجلس الوصال» وخلع عليه ثم خلعه البقاء» وإبليس قصد البقاء بقوله: أنا ففنيت 

ولايته, وسلبت نعمته» وخفضت درجته» ورفعت لعنته. 

وسئكل رضي الله عنه عن التوبة» فقال التوبة نظر الحق تعالى إلى عنايته 
السابقة القديمة لعبده. وإشارته له بتلك العناية إلى قلب عبده» وتجريده إياه 
بالشفقة مجتذبا إليه قابضاًء فإذا كان ذلك كذلك انجذب القلب إليه عن كل همة 

رت الروح ووافقه العقل» وصحت ل 

4١‏ وسئل رضي الله عنه عن التوكل أيضا فقال: حقيقته كحقيقة الإخلاص» 
حقيقة الإاخلاص ارتفاع الهمة عن مطليب لزاه بعاد الاعسطال: وكذلك التوكل 
20 من الحول والقوة مع السكون إلى رب الأرباب تعالى» ثم قال: يا 

غلام: كم يقال أفلا تسمع» وكم تسمع أفلا تفهم وكم تفهم أفلا تعمل: ركم 

تعمل أفلا تخلص» وكم تخلص أفلا تغيب فى إخلاصك عن وجودك . 

وسعل رضي الله عنه عن البكاء فال : ابك له وابك منهء وابك عليه. 

وسكل رضي الله عنه عن الدنيا فقال: أخرجها من قلبك إلى يدك فإنها لا 

55 ْ ظ 

1» وسثل رضى الله عنه عن التصوفء, فقال: الصوفى من جعل ضالته مراد الحق 

منهع ورفض الدئيا وراءه» فخدمته ورزقته أقسامه, واحصل له فى الكانيا قبل الآخرة 

مرامه. فعليه من ربه سلامه . | 

وسكل ضي الله عنه عن الفرق بين التعزز والتكبر» فقال: التعزز ما كان لله 
وفي الله» ويفيد ذل النفس» وارتفاع الهمة إلى الله عز وجل» والتكبر» ما كان 


“ا ذكر شيء من أجوبته مما يدل على قدم راسخ . . 


للدفسء وفي الهوى» ويفيد هيجان بالطبع» وقهره الإرادة عن الله عز وجلء» والكبر 
الطبيعى أسهل من الكير المكتسب . 
ُ ”ري وسكل رضى الله عنه عن الشكرء فقال: حقيقة الش> ا ا ا 
على وجه الخضو ؛ ومشاهدة المنة» وحفظ الحرمة على وجه معرفة العجز عن 
الشكر على الشكرء » وينقسم أقساماً: شكرا باللسان: وهو الاعتراف بالنعمة بنعت 
الاستكانة؛» وشكرا بالأركان» وهو الاتصاف بالخدمة والوقار» وشكراً بالقلب: وهو 
الاعتتكاف على بساط الشهود بإدامة حفظ الحرمة» 5 ثم الترقي بعد حضور هذه 
المشاهدة إلى الغيبة في رؤية المنعم عن رؤية النعمة» للدي يسكر على 
الموجودء والشكور الذي يشكر على المفقود» والحامد الذي يشهد المنع عطاء 
والضر نفعاء ثم يستوي عنده الوصفان» والحمد الذي يستفيد المحامد بعين 
المعرفة على بساط القرب . 
وسئل رضي الله عنه لما قدم ذكرنا على ذكره في قوله عز وجل 9 فاذكروني 
أذكركم © [البقرة: ١01‏ ]؟ وقدم محبته على محبتنا في قوله : 9 يحبهم ويحبونه » 
[ المائدة :؛ ه ] فقال: الذكر مقام طلب وقصد» والطلب مقدمة العطاءء فلهذا قدم 
ذكرنا له؛ وأما المحبة: : فهي تحفة إلهية من محض القدرء ليس للعيد فيها كسب» 
ولا يصح وجودها في العبد إلا بعد بروزها من جانب الغيب على يد المشيكة» والعبد 
هناك ساقط الكسبء ممحو السببء فلهذا قدم محبته لناء على محبعنا له» فقيل 
0 : فلم قدم توبته علينا على توبتنا له في قوله عز وجل : طوثم تاب عليهم 
ليتوبوا © [ التوبة:/١١]؟‏ وهو أيضاً كسب كالذكرء فقال: لآن التوبة أول مقامات 
الطلب» ومبدأ منازل السير» فقدم فعله فيها على فعلناء فإنه لا يفتحه أحد غيره؛ 
ولا بقدر احد .يشلك إلا يسنهيله» زة فوع نوجل الشتفزد بإيقاظ الغاقلين» :وتنبيه 
الراقد ين ؛ ورد الشاردين إلى طرائق القاصدين» وانزعاج القلوب إلى ذكر المحبوب . 
م وسثل رضي الله عنه عن الصبر فقال: هو الوقوف مع البلاء بحسن الآادب», 
ولجات مع الله عز وجل؛ وتلقي مر أقضيته بالرحب والسعة على أحكام الكتاب 
والسنة؛ وينقسم أقساماً: صير لله وهو الغبات على أداء أمره والانتهاء بنهيه» وصبر 
مع الله عز وجل» وهو السكون تحت جريان قضائه» وفعله فييك» وإظهار الغنى مع 
حلول الفقر من غير تعبيس» وصبر على الله : وهو الركون إلى وعده في كل شيء 
والمسير من الدنيا إلى الآخرة سهل على المؤمن» وهجران الخلق» في جنب الحق 
شديد» والمسير من النفس إلى الله عز وجل أشدء والصبر مع الله تعالى أشدء 


ذكر شيء من أجوبته مما بدل على قدم راسخ... ا ا 1 
والفقير الصابر أفضل من الغني الشاكرء والفقير الشاكر أفضل منهماء والفقير 
الصابر الشاكر أفضل منهم, وما خطب البلاء إلا من عرف. 2 

وسئل رضي الله عنه عن حسن الخلقء فقال: هو أن لا يؤثر فيك جفاء الخلق 
بعد مطالعتك الحق» واستصعاب نفسلككء وما فيها معرفة يعتد بها» واستعظام 
الخلق وما منهم نظرا إلى ما أودعوا من الإيمان والحكم؛ وهو أفضل مناقب العبد 
وبه تظهر جواهر الرجال . 

وسكل رضي الله عنه أيضا عن حسن الخلق» فقال: هو الأخذ مع الصدق» 
وعدم الهوى. وفاقه إنفاق» وتركه رياء ونفاق. 
وسكل رضي الله عنه عن الصدقء فقال: الصدق في الأقول موافقة الضمير 
القول في وقته» والصدق فى الأعمال إقامتها على رؤية الحق سبحانه» ونسيان 
رؤيتها» والصدق فى الأحوال بعضها بإقامة الخاطر الحق» فلا يكدرها مطالعة 
رقيب ولا منازعة فقيه . ْ 

وسكل رضي الله عنه عن الفناءء فمال: هو أن يطالع الحق تعالى سر وليه 
بأدنى تحيل؛ فيتلاشى الكونء ويفنى الولي تحت تلك الإشارة» وفناؤه في ذلك 
الوقت بقاء» لكنه يفنى تحت إشارة الباقى» فإن كان إشارة الحق تفنيه؛ فإن تجليه 
يبقيه» فكأنه يفنيه عنهء ثم يبقيه به. ١‏ 

وسغعل رضى الله عنه عن البقاءء فقال: البقاء لا يكون إلا مع اللقاء» لأن 
البقاء الذي ليس معه فناء لا يكون إلا مع اللقاءء الذي ليس معه انقطاعء وهذا لا 
يكون إلا كلمح البصرء أو هو أقرب» وعلامة أهل البقاء أن لا يصحبهم في 
وصفهم به شيء فانٍ لأنهما ضدان . 

وسكل رضي الله عنه عن الوفاء» فقمال: هو الرعاية لحقوق الله تعالى في 
الحرمات أن لا يطالعها بسر ولانظرء والمحافظة على حدود الله قولاً وفعلاء 
والمسارعة إلى مرضاته بالكلية سرا وجهراً. 

وسئل رضي الله عنه عن الرضاء فقال: هو ارتفاع التردد, والاكتفاء بما سبق 
في علم الله عز وجل في أزله؛ 5 أن لا يصرف القلب إلى نزول قضاء من 
الأقضية بعينه» فإذا نزل قضاء فلا يستشرف القلب إلى زواله. 

وسكئل رضي الله عنه 0 فقال: تكرار الفكر في الفؤادء بمادة من 
الحرص» فيما جرى فيه من الذكر. 
4 وسمل رضي الله عنه عن العناية» فقال: العناية أزلية» وهي من صفات الله 


*! 7 مس00 كر شيء من أجوبته مما يدل على قدم راسخ 
عز وجل لم يظهرها لاحد» فلا يوصل إليها بوسيلة» ولا يقدح فيها سببء ولا 
يفسدها علة»؛ ولا يكدرها شيءء وهو سر الله مع اللهء لا يطلع عليه أحدء ولا 
يجد الكون إليه سبيلاً» والعئاية سابقة غير مؤقتة» أهل الله تعالى لها من شاء من 
خلقهء وجعل التأهل» والمعرفة على رؤية العناية» ثم جعل الاختيار إلى الخلق» ثم 
جعل العطاء على رؤية الاختيار» ثم جعل التوفيق على رؤية العطاءء ثم جعل 
القبول على رؤية التوفيق» وجعل الئواب على رؤية القول» وعلامة من له به عناية 
الآأسرء ثم الاستلاب» ثم الحبس» ثم التقييد بأسره عنه» ثم يسلبه من الخلق» ثم 
يحسيه في حضرة القدس» ثم يقيده بقيد الحرمة» فيبقى عنده مقيدا. 
دام وسيل رفي لدعي من الوجوه تقال : هو أن تشتغل الروح بحلاوة الذكرء 
وتشتغل النفس بلذة التطريب» ويبقى السر فارغاً من السوى» والامفتي اليا مق 
الرقيب للحق مع الحق» والوجود شراب يسقيه المولى وليه على منبر كرامته؛ فإذا 
شرب طاشء وإذا طاش طار قلبه بأجنحة الأنس في رياض القدسء فيقع في بحور 
الهيبة» فيصرع» فلذلك يغشى عن الواجد . 
"4 وسثل رضي الله عنه عن الخوف» فقال: الخوف على أنواع: فالخوف 
للمذنبين» والرهبة للعابدين» والخشية للعالمين» والوجد للمحبين» والهيبة 
للعارفين» فخوف المذنبين من العقوبات» وخوف العابدين من خوف فوات ثواب 
العبادات» وخوف العالمين من الشرك الخفى فى الطاعات» وخوف المحبين فوت 
اللقاء» وخوف العارفين الهيبة والتعظيم» د أشد الخوف لأنه لا يزول أبداء 
وسائر هذه الأنواع تسكن إذا قوبلت بالرحمة واللطف . 

وسعل رضي الله عنه عن الرجاء فقال: حق الرجاء في حق الأولياء أن يكون 

جسن الظن بالله تعالى فقطء لأن الرجاء الطمع» وهو تقاض عليه فيما قدره وكتبه 
على العبدء والتقاضي عليه لأهل الصفوة قبيح» ولا ينبغي أن يكون الولي بلا 
رجاءء ولا ينبغي أن يكون رجاوٌه تقاضياً عليه» فالوجه أن يكون رجاؤه حسن 
ظنه» لا لطمع في نفع, ولا لدفع سوءء لآن أهل الولاية قد علموا أنه قد فرغ لهم 
بح ا ع إلا بي اا 0 

فحسن الظن إذا أفضل من الرجاء للتقاضي» ولا يكون رجاء إلا بخوفء. لآن من 
رجا أن يصل إلى شيء خاف أن يفوته» وحسن الظن بالله تعالى معرفته بجميع 
كنه واعدل معدوف لمر ضيق انمق عدا سوذاة نو كانه اند كيين كر 
اليف رؤوف؟ وحسن الظن بالله عز وجل تعليق الهمم على ما سبق من نظر 


ذكر شيء من أجوبته مما بدل على قدم راسخ... يا ا 
العناية» ونظر القلب إلى الرب» بلا تطميع الفؤاد» ولا تمنية الأرواح والنفوس» 
ورجاء العامة متى هيئت أكثر أسبابه صدق عليه اسم الرجاء» ومتى انخرمت أكثر 
أسبابه فاسم الطمع أولى بضمن الرجاءء لخاد بلانخوف أمن» والخوف بلا رجاء 
قنوط . 
” وسئل رضي الله عنه عن علم اليقين» فقال: رع ارد 

ترا فإذا وقع العلم وقبله القلب بيقين المعرفة» وكشف النظر صار علماً يقينياً. 

وسئل رضي الله عنه عن الموافقة فقال: هي موافقة القلب للمحكوم» من 
قضاء الله تعالى على غير استكانة البشرية» فتصير الإرادة واحدة.. 

وسئل رضي الله عنه عن الدعاء» فقال: هو على ثلاث درجات: تصريح» 
وتعريض» وإشارة» فالتصريح ما تلفظ به» والتعريض دعاء في دعاء مضمرء وقول 
في قول مستورء وإشارة في قول مخفية» فمن التعريض» قول النبي َه : لا تكلنا 
إلى أنفسنا طرفة عين» ومن الإشارة قول إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه : 
«رب أرني كيف تحيي الموتى © [ البقرة:0٠7]»‏ يشير إلى الرؤية والتصريح قول 
مون عله  :‏ رب أرني أنظر إليك ك # [ الأعراف ة؟ 

وسكل رضي الله عنه عن الحياء؛ فقال : هو أن يستحي العبد أن يقول: الله 
ولم يقم بحقه وأن يتوجه إليه بما لم يعلم أنه لا يليق به وأن يتمنى على الله أنه 
لا يستحقه عليه» وأن يترك المعاضئ خياء لأخوناء وأن يقضي الطاعات على رؤية 
التقصير» وأن يرى الحق مطلعاً على قلبه؛ فيستحي منه؛ وقد يتولد الحياء من 
ارتفاع الحجب بين القلب وبين الهيبة. 

وسعكل رضي الله عنه عن المشاهدة» فقال: هي العماء عن الكونين بعين 
الفؤاد» ومطالعة بين المعرفة على غير توهم, استدراك ولا طمع في تصورء ولا 
تكييف» واطلاع القلوب بصفاء اليقين إلى ما أخبر الحق به تعالى من الغيوب . 

وسكل رضي الله عنه عن معنى القرب فقال: هو طى المسافات بلطف المدناة. 

وفتكل .رضى الله عه كن السك ققال» هوغائان القاري عند متعارهنة وير 
التضوت» والجر ف اقتهاراني القلوف هيا ملس دين نط (المسيوب والقين 
تحقيق الأسرار بأحكام المغيبات» والوصل الاتصال بالمحبوبء والانقطاع عما 
سواهء والانبساط سقوط الاحتشام عند السؤال» وإصلاح الحال» والاستقناس 
بالوحشة» والغيبة فى الذكر أن ترى نفسك حال الذكرء فإذا أنت عنه غائب» 
والغيبة حرام» وترك الحرمة في المشاهدة التواجد في حال الشهود؛ لأن التواجد 


ممم سس سس سس س. ذكر سياق يعض ما رويناه عنه بإسناد من مروياته 
على بساط اللقاء» والمشاهدة على بساط القرب» وترك الحرمة في ذلك المقام 
حرام» والسكر الحاصل عند المشاهدة يعجز عنه الفهمء والوهم والغيبوبة» مع 
المحبة لا يتصورء وإذا قويت الإرادة» واتصل بها الذكرء واشتد المرام بالمراد. 
تولدت منها المحبة» وإذا احتوى المراد على القلب كله ملكهء وإذا ملكه سقطت 
الإرادة منه لغيره» وكان سقوط ملك الملوك منه حقيقة» وهذه الحالة محبة خالصة» 
ومتى ذكرته فأنت محب» ومتى سمعت ذكره لك» فأنت محبوب» والخلق حجابك 
عن نفسك» ونفسك حجابك عن ربك» ما دمت ترى الخلق ما ترى نفسكء» وما 
دمت ترى نفسك ما ترى ربك فالفقر موت والناس يطلبون أن يعيشوا فيه» والقال 
تقتدي به العوام» والحال تقتدي به الخواص» وهذا بساطك إن بسطت»ء وتنقلب 
رخصتك عزيمة» وفي عزيمتك دلالة» فالرخصة لناقص الإيمان» والعزيمة لكامل 
الإيمان؛ والملك للفانين» فقرأ القارىء بين يديه رضى الله عنهء 9 لمن الملك 
اليوم © [غافر: ١5‏ ]» فقام الشيخ» وكان الئاس يقومون لجلالته إذا قام» فأشار إليهم 
أن على حالكمء ثم بقي يقول: من يقول: الملك لي» من يقول الملك لي؟ 
وكررها مراراء فقام إليه رجل من كبار الصالحين يعرف بالشيخ أحمد داران» وكان 
كثير العبادة» وافر المجاهدة؛ وقال: أنا أقول: الملك لى لأنه لي» ولم يكن له 
مثلي ع فصاح الشيخ عليه صيحة عظيمة» وقال: ام مني كنت له حتى كان 
لك؟ متى رأيت اليلاء يجول حول حماك فطرقت له إليك؟ فصاح الفقير ورمى 
ثوبا كان عليه من صوف أسودء وخرج إلى الصحراء عرياناً» وقرأ القارىء بين يديه 
0 وهو الشريف مسعود بن عمر الهاشمي المقري» «إ ونحن نسيح بحمدك 
نخاس للك © [البقرة:١3]:‏ فقال: يا غلام: اسكت» ثم صرخ صرخة» وقال: إلى 
م لحن نسبح بحمدك» ونقدس لك إلى كم؟ وإنا لنحن المسبحون» أفشيتم 
أسراركم وكتمناء فالقرب يفنيناء والرؤيا تميتناء فمن يعبر عناء ورفع رأسه وقال: 
انزلوا يا ملائكة ربي» احضرواء فربما كان جمعنا اكمل من جمعكم . 


ذكر سياق بعض ما رويناه عنه بإسناد من مروياته 
اخبرنا الشيخ الجليل المسند زين الدين أبو بكر محمد ابن الإمام الحافظ 
عليه غير مرة. قلت له: أخبرك الشيخ الإمام العالم موفق الدين أبو محمد عبد الله 


ذكر سياق بعض ما رويناه عنه بإسناذ من مرويآأته سس وم 
ذي القعدة سنة عشر وستمائة» بجامع دمشق فأقر به» فقال: نعم. قال: أخبرنا 
الإمام تاج العارفين محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي رضي 
الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع» في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمسمائة: 
بيغداد. قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين الباقلانى» 
ببغداد بجامع القصر. قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن 
الحسن بن أحمد بن شاذان البزار. قال: أخبرنا عثمان بن أحمد» وميمون بن 
إسحاق» وأبو سهل بن زياد»ء قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار» حدثنا ابن إدريس 
عن ابن جريج؛ عن ابن أبي عمار» عن عبد الله بن تاسة» عن يعلى بن أمية. قال: 
قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : فإ ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة 
إن خفتم #» [النساء:١١٠]»‏ وقد أمن الناس» فقال: عجبت مما عجيت منهء 
فسالت رسول الله ييه فقال: وصدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته). 
أخرجه مسلم في صحيحه في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة» وأبي كريب 
محمد بن العلاءء وأبي خيئمة زهير بن حربء وإسحاق بن إبراهيم؛ أربعتهم عن 
عبد الله بن إدريس» وعن محمد المقدسيء عن يحيى بن سعيد كليهما عن ابن 
جريج» كما أخرجناه» فوقع لنا بدلالة وبالإسناد إلى ابن شاذان . 

قال : أخبرنا أحمد بن سليمان» قال: حدثنا الحسن بن مكرم. قال: حدثنا 
عثمان بن عمر بن يونس بن يزيد» عن الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن 
كعب بن مالكء» عن أبيه أن رسول الله عَينّهِ» قال: إنما نسمة المسلم طير يعلق 
في شجر الجنة حتى يرجعه الله تعالى فى جسده يوم يبعثه) أخرجه الأئمة الثلاثة 
الترمذي في جامعه؛ والنسائي وابن ماجه في سننهماء فرواه الترمذي في الجهاد. 
عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني» عن سفيان بن عيينة» عن عمرو بن 
ديئار» ورواه النسائي في الجنائز عن قتيبة بن سعيد عن مالك» ورواه ابن ماجه في 
الزهد عن سويد بن سعيد عن مالكء وفي الجنائز عن محمد بن يحيى الذهلي؛ 
عن يزيد بن هارون» وعن محمد بن إسماعيل الأحمسيء عن المحاربي» كليهما 
عن :ميحمة بن إسحاق عن الحارت بن فضيل الاتتيام عن الزهري تباعتجان العدد 
في طريق ابن ماجه من رواية ابن إسحاقء وقع لنا عاليا بدرجتين» ولله الحمد 
والمئة» وقال الترمذدي: حسن صحيح. وبه إلى ابن شاذان. قال: حدثنا أحمدء 
حدثنا الحسن بن مكرم» حدثنا يزيد بن هارون» أخبرنا شعبة عن محمد بن زياد 
عن أبي هريرة رضي الله عنه» عن النبي َيِه : عن ربه عز وجل» قال: «لكل عمل 


وع8 سنسييي سس سس عسي سنب ؤ كر سياق يعض نا رويتاه عنه بإسناد من مروياته 
كفارة» والصوم لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح 
المسك» هذا حديث شريف أخرجه البخاري في صحيحه في التوحيد» عن آدم 
ابن أبي إياس» عن أبي بسطام سعيد بن الحجاج بن الورد العتكي» كما أخرجناه 
فوقع لنا بدلالة . 

وبه إلى ابن شاذان. قال: حدثنا عثمان بن أحمدء وعبد الله بن برية. 
وأحمد بن د يحيى الآدمي» وميمون بن إسحاق . قالوا: حدثنا أحمد بن عبد 
الجبار» عدثنا أو مقاو.:: ل الاعميي » عن أبي صالح» عن أبي هريرة قال: قال 
رسول الله ييه : «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا اللهء والله أكبر 
أحب إلي مما طلعت عليه الشمس»4»؛ أخرجه مسلم في صحيحه في الدعوات عن 
أبي بكر بن شيبة» وأبي كريب محمد بن العلاء» كليهما عن أبي معاوية» كما 
أخرجناه فوقع لبا بدلالة. 

وبه إلى ابن شاذان. قال: أخبرنا عثمان بن السماك» حدثنا أحمد بن عبد 
الجبار» حدثنا أبو معاوية عن الأعمشء عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري رضي 
الله عنهء قال: قال رسول الله يه : ولا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق 
أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» هذا حديث صحيح متفق 
على صحته, أخرجه الأئمة ئمة الستة» البخاري ومسلم في صحيحهماء ؛ والترمذي في 
جامعه وأبو داود والنسائي وابن ماجه فى سننهم» فرواه البخاري في فضل أبي 
ل ا وقال قاتعة عجري وعببهاللهابنخ 
داود, وأبو معاوية ومجاهد عن الأعمشء» ورواه مسلم في الفضائل من طرق من 
حديث الأعمش» ورواه أبو داود في سننه عن مسدد بن مسرهد ».عن أبي معاوية. 
ورواه الترمذدي في المناقب عن الحسن بن علي الخلال» عن أبي معاوية» ومن 
حديث شعبة عن الأعمش» » ورواه ابن ماجه في السنة من طرق منهاء عن أبي 
كريب» عن أبي معاوية» عن الأعمش» ورواه التسائي في المناقب» عن محمد بن 
هشام عن خالد بن الحارث» عن شعبة» عن الأعمشء فوقع لنا بدلالة الآئمة 
الثلاثة؛ أبي داود والترمذي وابن ماجهء وعالياً من طريق النسائي بدرجتين» ولله 
المنة. 

وبه إلى ابن شاذان. قال: حدثنا أحمدء حدثنا الحسن بن مكرم؛ حدثنا 
علي بن عاصم.» أخبرنا سهيل , بن أبي صالح عن أبيه» عن أبي هريرة رضي الله عنه 
قال: قال رسول الله َه : «لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تصل 


ذكر سياق يعض ما رويناه عنه بإسناد من مروياتة سس سس 549 


إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر» أخرجه مسلم في صحيحه في الجنائز» 
عن زهير بن حرب» عن جرير» وعن قتيبة بن سعيد» عن الدراوردي» وعن عمر 
الناقد» عن أبي أحمد الزبيري» عن سفيان الثوري» ثلاثتهم عن سهيل» وقال: 
فتخلص إلى جلدهء ولم يقل حتى تصل إلى جلده؛ والباقي مثله سواء» فباعتبار 
العدد في رواية الثوري وقع لنا عاليا بدرجتين ولله الحمد والمنة. 

أخبرنا الشيخ الإمام قاضي القضاة شيخ الشيوخ شمس الدين أبو عبد الله 
محمد ابن الإمام العالم عماد الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي» 
بقراءتي عليه . قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو القاسم هبة الله بن المنصوري نقيب 
الهاشميين» رحمه الله تعالى . قال : أخبرنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام محيي الدين 
عبد القادر بن أبي صالح الجيلي رضي الله عنه إجازة . قال: أخبرنا الشيخ نصر أبو 
محمد بن البناء عن والده أبي على الحسنء قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن 
احمد ين عمرين حفص المتقري نايعا ابي الفعم الجسافظل.. 

أخبرنا أبو بكر محمد عبد الله الشافعى» أخبرنا إسحاق بن الحسن» أخبرنا 
غيل الله بن مساةء اخبرت امالك تن افسن عن الي النشر مولن عمريق عبية الله 
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن» عن عائشة زوج النبي عَيْلّْهُ أنها قالت: «كان 
رسول الله َيه يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصومء وما رأيت 
رسول الله قَِّهُ استكمل صوم شهر قط إلا شهر رمضانء وما رأيته في شهر أكثر 
من صيامه فى شعبان ) . 

أخبرنا عالياً الشيخ الأجّل شهاب الدين أبو عيد الله محمد بن عبد المنعم 
ابن محمد الأنصاري بقراءتى عليه. قال: أخبرنا المسند موفق الدين أبو حفص 
عمر بن محمد بن ادر ا البغدادي . قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد 
ابن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري قراءة عليه؛ ونحن نسمع في سنة 
ست وعشرين وخمسمائة. قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد 
الجوهري» إملاء في يوم الجمعة بعد الصلاة في جامع المنصور ثالث شعبان من 
سنة سبع وأربعين وأربعماثئة. ْ 

أخبرنا أبو الحسن محمد بن المظفر بن موسى الحافظ». حدثنا أحمد بن 
محمد الطحاوي» حدثنا المزني» حدثنا الشافعي» حدثنا مالك عن أبي النضر 
مولى عمر بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد الرحمن» عن عائشة رضي الله عنها 
أنها قالت : « كان رسول الله يَيّْهُ يصوم حتى نقول لا يفطرء ويفطر حتى نقول لا 


؟ 8 7 مسسس سس سسسب قأكر سياق بعض ما روينئاه عنه بإسناد من مروياته 
يصومء وما رأيت رسول الله عَيِتْه استكمل صيام شهر قط إلا رمضانء» وما رأيت 
أكثر منه صياما في شعبان » صحيح متفق على صحتهء أخرجه البخاري» ومسلمعء 
في صحيحهماء فرواه البخاري عن عبد الله بن يوسفء ورواه مسلم عن يحيى بن 
يحيى؛ كليهما عن الإمام مالك» فوقع لنا بدلاً لهما. 

أخبرنا الشيخ المفيد شرف الدين أبو محمد الحسن بن علي بن عيسى بن 
الحسن بن علي اللخميء بقراءتى عليه. قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي 
الفتح الستري بن 5 اميق علي الدمشقي» عن الشيخ الإمام العارف تاج 
العارفين أبي محمد محيي الدين عبد القادر بن أبي صالح الجيلي رضي الله عنه. 

وأخبرنا عالياً الأشياخ الأجلاء الإمام العالم صفي الدين أبو الصفاءء خليل 
ابن أبي بكر بن محمد المراغي» والشيخ الصالح بقية السلف أبو محمد عبد 
الواحد بن علي بن أحمد القرشي» والمسند أبو بكر محمد ابن الإمام الحافظ أبي 
الظاهر إسماعيل بن عبد الله الأنماطي» قراءة عليه وأنا أسمع. قالوا: أخبرنا الإمام 
أبو نصر موسى ابن الإمام جمال الإسلام» أوحد الأنام قدوة العارفين محيي الدين 
أبي محمد عبد القادر الجيلي. قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى 
الهروي قراءة عليه؛ ونحن نسمع في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. قال: 
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قراءة عليه وأنا بجعي تال 
أخبرنا أبو محمد عبد الله ين أاحمد ين حمويه السرخسيء قراءة عليه . قال: 
أخبرنا إبراهيم بن حريم الشاشي» قال: حدثنا عبد بن حميد بن نصرء قال: حدثنا 
سليمان بن داود» عن هيو يد معاوية. قال: حدثنا سعد أبو مجاهد الطائي» 
حل ثني أبو المدلى مولى بن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهماء أنه سمع أبا 
هريرة رضي الله عنه» يقول: قلنا: يا رسول الله إذا كنا عندك أو إنا إذا كنا عندك 
رك قلوبناء وكنا من أهل الآخرة» وإذا فارقناك فشممنا النساء والأولاد أعجبتنا 
الدنياء فقال رسول الله عَيِه : : «والذي نفسي بيده لو كنتم تكونون كما تكونون 
عندي لصافحتكم الملائكة بأكفكم» ولزارتكم في بيوتككم» ولو لم تذنيوا لجاء 
الله بقوم يذنبون ويستغفرونه فيغفر لهم»» قلنا: : يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما 
بناؤهاء قال : «لبئة من ذهب ولبنة من فضة» وحصباوها اللؤلؤ والياقوت» وبلاطها 
المسسكء وترابها الزعفران» من يدخلها ينعم ولا يبؤس» ويخلد ولا يموتء لا 
تبلى ثيابه. ولا يفنى شبابه» ثلاثة لاا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطرء والإمام 
العادل» ودعوة المظلوم تحمل على الغمام» ويفتح لها أبواب السماوات» ويقول 


ذكر سياق بعض ما رويناه عنه بإستاد من مروياقه سس ممم 


الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» هذا حديث حسن 
من حديث أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي» اتفق البخاري ومسلم على 
الاحتجاج بحديئه» عن أبي مجاهدٍ سعد الطائي» وكان ثقة عن أبي المدلة مولى 
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهاء وكان ثقة عن أبي هريرة رضي الله عنه 
أخرجه الترمذدي في جامعهء وابن ماجه في سنئه» فرواه الترمذدي مختصراً عن 
محمد بن العلاء الهمداني» عن عبد الله بن نمير» ورواه ابن ماجه مختصرا أيضا 
عن علي بن محمد» عن وكيع عن الجراح كليهما عن سعدان بن بشر» عن سعد 
الطائي ‏ وقال الترمذي هذا حديث حسنء وأبو مدلة هو مولى أم المؤمنين» إنما 
نعرفه بهذا الحديثء, ويروى عنه هذا الحديث أطول من هذاء ثم يزيد العرمذي 
هذا الحديث الذي أوردناه هنا بعمامه من رواية زهير بن معاوية» وقد أخرج مسلم 
في صحيحه طرفا متف من رواية حنظلة , بن الربيع الأسدي» وقع لنا هذا الحديث 
عاليأ من الطريق الثاني . والحمد لله. 


عمر رضي الله عنه. ٠»‏ فققال : يا أمير المؤمنين آية في كتايكم تقرؤونهاء ! إنا معشر 
اليهود لو أنزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيداء قال: وأي آية؟ قال: 92 اليوم 
اكملت لكم دينكم؛ وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا» 
[المائدة :7 ]» فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه» والمكان الذي أنْزِلت 
فيه على رسول الله يَيِلّهُ » بعرفات يوم الجمعة» صحيح متفق عليه خرجه الأئمة 
الثلاثة : البخاري ومسلم في صحيحهماء والنسائي في سننه؛ فرواه البخاري ومسلم 
من عدة طرق» منها للبخاري في الإيمان عن أبي علي الحسن بن محمد بن 
الصباح البغدادي الزعفراني» ومنها لمسلم في آخر الكتاب عن عبد بن حميد» 
ورواه النسائي في الإيمان عن أبي داود سليمان بن يوسف الحراني» ثلاثتهم عن 
جعفر بن عون» كما أخرجناه فوقع لنا موافقته لمسلم» وبدله للبخاري والنسائي؛ 
ولله الحمد والمنة. 

وبه قال: حدثنا عبد بن حميد» حدثني أبو الوليد» حدثنا إسحاق بن سعيد 
ابن عمرو بن سعيد بن العاص» حد ثني أبي عن أبيه» قال: كنت عند عثمان فدعا 
بطهور وقال: سمعت رسول الله #كّهُ يقول: وما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة 
فيحسن وضؤها وخشوعها وركوعهاء إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب؛ ما لم 


4 5 7 سس س0 كر سياق بعض ما رويئاه عنه بإسناد من مروياته 
يأت كبيرة» وذلك الدهر كله») أخرجه مسلم في صحيحه في الطهارة عن عبد بن 
حميد» كما أخرجناه فوقع لنا موافقته له. 

وبه قال: حدثنا عبد بن حميد» قال : أخبرنا عبد الرزاق» عن معمرء عن قتادة. 
عن أنس قال : سال أهل مكة النبي عَيِنْهُ آية فانشق القمر بمكة مرتين» فنزلت: 
«9 اقتربت الساعة وانشق القمر إلى قوله: «! سحر مستمر» [القمر: :]5-١‏ 
يقول ثابت: أخرجه الائمة الثلاثة: مسلم في صحيحه» والترمذدي في جامعه 
والنسائي في سننه؛ فرواه مسلم عن محمد بن رافع» ورواه ل 
التفسير عن عبد بن حميد» ورواه النسائي فيه عن إسحاق بن إبراهيم» ثلاثتهم عن 
عبد الرزاق» كما أخرجناه فوقع لنا موافقة للترمذي» وبلالا لحمكه والنساتق: 

أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن 
خلف بن أبي الحسن الدمياطي بقراءتي عليه» قال: قرأت بد مشق على أبي العباس 
أحمد بن أبي الفتح المفرج بن علي الدمشقي» عن الشيخ الإمام العارف أبي 
محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي رضي الله عنه. قال: أخبرنا أبو بكر أحمد 
ابن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار. قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد 
ابق براقم بن العسين بن محمد ين كتاذاث البزان: قال اتخيرزنا ابوديكر محسد وق 
العبانن ين نعي قال حدقا سعد ين ميحد نين لشاكب دقع عفان ند تنا 
حماد بن يزيد, حدثنا عطاء بن السائب» عن أبيه عن عمار بن ياسر رضي الله 
عنه؛ أنه صلى صلاة فخفف فيها فلما صلى الصلاة ذكرت ذلك لهء فقال: لقد 
دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله ينه » قال: ثم انطلق عمار فقام إليه رجل 
فاتبعه, قال: وهو أبي» قال: فسأله عن الدعاءء فقال : «اللهم بعلمك الغيب» 
وبقدرتك على الخلق» أحييني ما كانت الحياة خيراً لي» وتوفني ما كانت الوفاة 
خيرا ليع وأسألك خشيتك في الغيب» والشهادة» وأسألك كلمة الحكمة في 
الرضاء والغضب, وأسألك نعيماً لا يبيد» وأسألك قرة عين لا تنقطع» وأسألك 
الرضاء عند القضاء؛ وأسالك برد العيش بعد الموت» وأسألك النظر إلى وجهك» 
والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة» ولا فتنة مضلة» اللهم زينا بزينة الإيمان» 
واجعلنا هداة مهتدين )ع رواه النسائي» عن يحيى بن حبيب بن عربي» عن حماد 
بن زيد» عن عطاء بن السائب» كما أخرجناه فوقع لنا بدلالة والحمد لله . 

أخبرنا الشيخ الفاضل شرف الدين أبو الفضل الحسن بن علي بن عيسى بن 
الحسن بقراءتي عليه. قال: أخيرنا أبو العباس أحمد بن أبي الفتح المفرج بن أبي 


ذكر سياق بعض ما رويناه عنه بإسناد من مروياته سسسب 548 
الحسن علي الدمشقي. قال: أخبرنا الشيخ الإمام العارف جمال الدين قدوة 
السالكين تاج العارفين محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي 
الحسيني» رضي الله عنه» ونفعنا بمحبته. قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن 
محمد بن عبد الواحد القزازء بقراءة الإمام الحافظ أبى العلاء الحسن بن أحمد بن 
الحسن العطار الهمداني قراءة علي؛ وأنا أسمع في جمادى الآخرة» سنة إحدى 
وثلاثين وخمسمائة يبغدادء بباب الأزج. قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر 
أحمد بن علي بن ثابت البغدادي قراءة عليه» وأنا أسمع سنة ثلاث وستين 
وأربعمائة. قال: أخيرنا أحمد بن محمد بن غالب» أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي؛ 
حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الجرجاني» حدثنا محمد بن علي 
ابن زهيرء» حدثنا عثمان بن مسلم» حدثنا حماد بن سلمى» حدثنا ثابت عن عبد 
الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب. قال: قال رسول الله عََْهُ : في هذه الآية 
«للذين أحسنوا الحسن وزيادة # [ يونس :57]» قال: «إذا دخل أهل الجنة 
الجنة؛ وأهل النار النار» نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند الله 5 يريد أن 
ينجزكموهء فيقولون: ألم يبيض وجوهناء ويثقل موازيئناء ويدخلنا الجنة؛ 
ويزحزحنا عن النارء فيرفع الحجاب فينظرون إلى الله فوالله ما أعطاهم الله أحب 
إليهم» ولا أقر لأعينهم من النظر إليه ) . 

أخبرنا أعلى من هذه بثلاث درجات الشيخ المسند أبو الفضل عبد الرحيم 
ابن يوسف بن يحيى الدمشقي» قراءة عليه وأنا أسمع. قال: أخبرنا أبو حفص عمر 
ابن محمد بن معمر بن طبرزاد» الدارقزي» قراءة عليه وأنا حاضر أسمع. قال: أخبرنا 
أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين الشيباني؛ 
قراءة عليه ونحن نسمع. قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن 
غيلان البزار» قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي . قال : 
أخبرنا محمد بن مسلم الواسطي» حدثنا يزيد بن هارون» أخبرنا حماد بن سلمة» 
عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلي» عن صهيبء؛ عن النبي َه قال: (إذا 
دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار» ناداهم مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند الله 
موعداً لم تروه: قالوا: وما هو ألم يثقل موازينناء ويبيض وجوهناء ويدخلنا الجنة) 
وينجنا من النار» قال : فيكشف الحجاب عز وجل فينظرون إليه» فوالله ما أعطاهم 
شيعاً أحب إليهم من النظر إليهء ثم تلا هذه الآية:طللذين أحسنوا الحسن 
وزيادة #» هذا حديث صحيح على شرط مسلمء أخرجه الإمام المبجل أحمد بن 


1 3 سس فكر سياق بعض ما رويئناه عنه بإسناد من مروياته 
محمد بن حنبل في مسنده عن يزيد بن هارون» وأخرجه مسلم في صحيحه عن 
أبي بكر بن أبي شيبة» عن يزيد بن هارون» كما أخرجناه فوقع لنا موافقة عالية 
للإمام أحمدء وبدلاً عالياً لمسلم» وباعتبار العدد في الإسناد المتقدم كأنني سمعته 
من أبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزازء فلله الحمد والمنة. وبالإسناد 

المتقدم إلى أبي منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب» قال : أخبرنا القاضي 
أبو العلاء محمد بن علي الواسطي» أخبرنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم الحضرمي 
ببغداد. 

أخبرنا أبو حامد أحمد بن قدامة البلخي الوراق سنة ثمان وتسعين ومائتين» 
حدثنا قتيبة بن سعيد» حدثنا مالك» عن ابن شهاب عن أنس رضي الله عنه» أن 
رسول الله يه «دخل مكة وعلى راسه المغفر فلقى ابن خطل متعلقاً باستار 
الكعبةع » فقال: اقعلوه») . ١‏ 

أخبرنا أعلى من هذا بدرجتين الشيخ المسند أبو بكر محمد بن الإمام 
الحافظ الو ساعن مس لان الله الأنماطى بقراءتى عليه» قال : أخبرنا قاضي 
القضاة أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبن الفضل الأنصاري» قراءة عليه وأنا 
أسمع» قال: أخبرنا أبو محمد عيد الكريم 7 حمزة بن خضر السلمي إجازة. 
قال: حدثنا أبو القاسم حسين بن محمد بن إبراهيم الحياني» حدثنا أبو الحسن 
عبد الوهاب ابن الحسن بن الوليد الكلابى . 

اخَيونًا ابوابكر محية بن خرن بن معدن الدقداة + شراتنا هشاع بن بتار 
ابن نصر بن ميسرة السلمي» حدثنا مالك بن أنس الأصبحي . قال: حدثني ابن 
شهاب الزهري» عن أنس بن مالك رضى الله عنه» أن رسول الله عَب «دخل يوم 
الفتح مكة؛ وعلى رأسه المغفر): متخي متفق على صحته وثبوته» من حديث 
إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحيء عن أبي بكر محمد بن هشام الزهري» 
ولم يروه عن الزهري أحد الثقاة من وجه يصح غير مالك» وعنه اشتهر» ورواه عن 
مالك جماعة من الأئمة من أقرانه وأصحايه» وغيرهمء منهم: ابن جريج» ومعمر) 
وابن عيينه» وغيرهم» وأصحاب الحديث يجمعون طرقه عنه» ويقال: إنه رواه عن 
مالك قريب من مائتي رجل» وقال الترمذي: لا نعرف كثير أحد رواه غير مالك»؛ 
أخرجه الآئمة الستة : البخاري ومسلم في صحيحيهماء والترمذدي في جامعه» وأبو 
داود والنسائي وابن ن ماجه في سننهم» فرواه البخاري في الحج عن عبد الله بن 
يوسفء» وفي الجهاد عن إسماعيل بن أبي أويسء وفي المغازي عن يحيى بن 


ذكر سياق بعض ما رويناه عنه بإسناد من مروياتة ‏ سس سس 8497 
قزعة» وفي اللباس عن أبي الوليد الطيالسي» ورواه مسلم في المناسكء» والترمذي 
في الجهاد. والنسائي في الحج عن قتيبة بن سعيد» ورواه أيضا في المناسك عن 
يحيى بن يحيى» والعقبي» ورواه أبو داود في الجهاد عن العقبي» ورواه ابن ماجه 
فيه مختصراً عن هشام بن عمارء وسويد بن سعيد» تسعتهم عن مالك» فمن 
الطريق الأول وقع لنا موافقة لمسلم والترمذي والفسالي؛ وقتيبة بن سعيد» ل 
للبخاري؛ ومن الطريق الثاني وقع لنا رواققاً عاليا لابن ماجه في هشام بن عمارء 
وبدلاً عالياً لخمستهم.ء ورواه أيضأ الترمذي ع الشمائل عن أحمد بن عيسى» 
عن ابن وهب ورواه النسائي أيضاً في السير عن محمد بن مسلم» عن أبي القاسمء 
وفي الحج مختصراً عن عبد الله بن فضالة؛ عن الحميدي؛ عن سفيان بن عيينه؛ 
ثلاثتهم عن مالكء» فوقع لنا عاليا من حيث العدد في هذه الطرق الثلاثة» ولله 
الحمد والفضل والمنة . وقد وقع لي في هذا الحديث من طرق مطولاً مرا 
تركت إيرادها هنا اختصارا . وبالإسناد المتقدم إلى أبي منصور القزاز عن أبي بكر 
الخطيب . قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين النوري . 

أخبرنا عمر بن القاسم بن محمد المقري» حدثنا أبو عبد الله محمد بن 
إسحاق المعدل المريني بعكة. قال: حدثنا زكرياء بن يحيي المرزوي» قال: 
وأخبرنا القاضي أبو بكر بن الحسن بن أحمد الحرسي» حدثنا أبو العباس أحمد 
ابن يعقوب الأصمء حدثنا أبو يحيى زكرياء بن يحيى المرزوي» حدثنا سفيان» 
واخبرنا عالياً أبو محمد الحسن بن علي بن عيسى بن الحسن اللخمي بقراءتي 
عليه. قال: أخبرنا الأشياخ الأجلاء الإمام العالم العلامة مفتي المسلمين بهاء 
الدين أبو الحسن على بن أبي الفضائلء هبة الله بن سلامة» بن المسلم؛ أجل 
الأئمة الشافعية قراءة عليه وأنا أسمع» والمسندان أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر 
ابن علي» وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي الحاسب الكيان شفاها. قالوا: أخبرنا 
الإمام جمال الإسلام أوحد الأنام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد 
السلمي الأصبهاني, قراءة عليه» ونحن نسمع. قال: أخبرنا الأستاذ الرئيس جمال 
العراق أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرخي» قدم أصبهان سنة 
إحدى إحدى وتسعين وأربعمائة» وفيها مات رحمه الله تعالى» قال: أخبرنا 
القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد الحرسي الحسري بنيسابور. قال: 
حدثنا أبو العباس أحمد بن يعقوب الأصم» حدثنا أبو يحيى زكرياء بن يحيى بن 
أسد المرزوي بيغداد. قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله 


رق 7# سمس سس كر سياق بعض ما رويناه عنه بإسناد من مروياته 
عنهء قال: قال رجل: يا رسول اللهء متى الساعة؟ قال : « وماأعددت لها؟ قال: 
لاشيء إلا أني أحب الله ورسوله» فقال: أنت مع من أحببت» صحيح عال من 
حديث أبي بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري» عن 
أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري» عن النبي عَيكّه» أخرجه مسلم في صحيحه؛ 
فرواه في الأدب عن أبي بكر بن أبي شيبة» وعمر بن محمد الناقدء وزهير بن 
لعا مكمه ان عبد النذ بن حجر« زمحسة وا مد وبي الى الم تم يم 
عن سفيان بن عيينة» فوقع لنا بدلا عاليً وأخرجه مسلم أيضاً عن محمد بن نافع؛ 
وعبد بن حميد» جميعا عن عبد الرزاق عن عمرء» كلاهما عن الزهري» واتفق 
البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحيهما من حديث سالم بن أبي الجعد» عن 
أنس ع فرواه من حديث جرير» عن منصورء ورواه البخاري في الأدب عن عبدان» 
عن شعبة» عن عمرو بن مرةع ورواة مسلم آيضأ عن محمد بن يحيى اليشكري؛ 
عن عبدان» عن أبيه عن شعبة» عن عمرو بن مرة كلاهما عن سالم» فباعتبار هذا 
العدد إلى أنس وقع لنا عالياً في الطريق الثاني كان شيخي سمعه من الفقيه الزاهد 
أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان تابور صاحب مسلمء» وتوفي 
رحمه الله يوم الإئنين في رجب سنة ثلاثمائة» ولله الحمد والفضل والمنة . 
وبالإإسناد المتقدم إلى أبي منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب» 
كال : اخيرنا الويكن به رن عند الملاسوني كال “سمعيف ابا الك و سفعوة 
يذكر أنه خرج من مدينة الرسول يه قاصداً بيت المقدس» وترك التمر مع غيره 
من الطعام في الموضع الذي كان يأوي إليه» ثم طالبته نفسه بأكل الرطبء فأقبل 
عليها باللائمة: وقال: من أين لنا في هذا الموضع رطبء فلما كان وقت الإفطار 
عمد إلى التمر لياكل منه فوجده رطباً صحانيًء فلم ياكل منه شيعا ثم عاد إليه 
من الغد عشية»؛ فوجده تمرا على حالته الأولى فاكلء» أو كما قال: وبالإسناد 
المتقدم إلى أبي منصور القزاز. قال: أخيرنا الخطيب أبو بكرء قال: أخيرنا أبو 
نعيم الحافظ. قال: : حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم.ء قال: حدثني أبو بكر 
الخياط الصوفي» قال: سمعت أبا حمزة يقول: سافرت سفرة على التوكل» فبينما 
أنا أسير ذات ليلة» والنوم في عيني إذ وقعت في بثرء فرأيتني قد حصلت فيهاء 
فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاهاء فجلست فيهاء فبينما أنا جالس إذ وقف على 
رأسها رجلان» فقال أحدهما لصاحبه : نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة 
فقال الآخر: ما نصنع؟ قال: نطمهاء قال: فبدرت نفسي أن أقول: أنا فيها, 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس 98عمم 
فنوديت: تتوكل عليناء» وتشكو بلاءنا إلى سوانا» فسكت فمضياء ثم رجعا 
ومعهما شيء جعلاه على رأسهاء غطوها به؛ فقالت لي نفسي: أمنت طمهاء 
ولكن حصلت مسجونا فيهاء فمكثت يومي وليلتي؛ فلما كان الغدء ناداني شيء 
يهتف بي ولاأراه: بيلف بن شنيداء فمددت يدي فوقعت على شيء خشن» 
فتمسكت بهء فعلاها وط رحني » فتأملته فوق الأرض» فإذا هو سبع) فلما رأيته, 
لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله» فهتف بى هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك 
من البلاء بالبلاء» وكفيناك ما تخاف بما تخاف. ' 
وبه إلى الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن 

الدينوري» قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبد الله النيسابوري» يقول: 
ا ل ا 
الله محمد بن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي الدمة مشقي» أنه لما خرج من 
البئر أنشد يقول: [ من الطويل ] 

نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى 0 
تراءيت لي بالغييب حتى كأنما تبشرني بالغيب إنك ذ فى الكفف 
أراك وبي من هيبتي منك وحشة فتؤنسني بالعطف منك د 
ويحيى محب أنت في الحب حتفه وذا عجب كون الحياة مع الحتف 

وبه إلى الخطيب قال : أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن 

فضالة النيسابوري» بالري» قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن الحسن بن 
الأزدي الخطيب بسمنان» يقول: قال جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من 
المشايخ الصوفية يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة:؛ فإذا به قد شحب 
لونه؛ فقال الحريري : يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قال : معاذ الله 
لوتغيرت الأسرار لتغيرت الصفات» ولو تغيرت الصفات لهلك العالم؛ ولكنه ساكن 
الأسرار فحماهاء وأعرض عن الصفات فلاشاهاء ثم تركنا وولى» وهو يقول: 

كما ترى صيرني. قطع قفار الزمن ١‏ شردني عن وطني كاأنني لم أكن 
إذا تغيبت بدا. وإن بدا غيبني يقول لا تشهد ما تشهدا وتشهدني 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


إعادته هنا وها أنا أذ كر أعيان المشايخ الذين بلغني عنهم شيء من ذلك د 
بعد واحد» ميقا بعض فضائلهمء يا إلى شيء من مناقبهم» قاصدا في ذلك 


يا 1ذ35610101101010111010101[1ذذ0 ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثائهم عليه 
نحو الاختصارء سالكا فيه سبيل الاقتصار» فلو رام المقتفي أثرها أن ينال طرفها 
على فرق البلاغة» والمعتصم بعلق الفصاحة أن يملك غايتها بسلطان قوي المدد. 
لظل بيانه منحصراء وظل جنانه متحيراء فلا غرو أن كنت المكتفي بنغبة من 
بحرهاء والراضي بقطرة من قطرهاء ثم انثنى بعد ثنائي بأوصافه عليه وإعزائي 
بعض كراماته إليه» فاذكر غررا يتبلج عن وجه معنى» وهو المقصودهء وأورد دررا 
أعان» ولا حول ولا قوة إلا بالله المنان . 

الشيخ أبو بكر بن هوار البطايحي رضي الله عنه: هذا الشيخ من عظماء 
مشايخ العراق» وأجلاء العارفين» وصدور المقربين» صاحب الكرامات الظاهرة. 
والمقامات الفاخرة» والسرائر الزاهرة» والبصائر الباهرة» والجلالاات العظيمة» 
والأحوال الجسيمة؛ والأفعال الخارقة» والأنفاس الصادقة» والهمم العالية» والرتب 
السنية . صاحب الإشارات النورانية» والنفحات الروحانية» والأسرار الملكوتية؛ 
والمحاضرات القدسية» له المعراج الأعلى في المعارف» والمنهاج الأسنى في 
الحقائق» والطور الأرفع في المعالى» والتقدم في صدور المراتب» والسبق إلى . 
أسنى المنازل. والقدم الراسخ في أحوال النهايات» واليد البيضاء في علوم 
الموارد. والباع الطويل في التصريف النافذ»ء والذراع الرحيب في التمكين الواسع, 
والكشف الخارق عن حقائق الآأيات» والفتح المتضاعف في معاني المشاهدات . 
ش وهو ممن أظهره الله تعالى إلى الوجود»ء وأبرزه إلى الخلق» وملاً صدورهم 
عن طيبته وقلوبهم من محبته وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام) وصرفه 
الله في العالمء ومكنه من احوال الولاية» وقلب .له الاعيان» وخرق. له العادات: 
وأنطقه بالمغيبات» وأظهر على يده العجائب» وأجرى على لسانه الحكم» وأحيا 
به مأ درس من معالم هذا الشأن» ونصبه قدوة للسالكين» وحجة على الصادقين؛ 
وإماما لأهل الطريق . 

ويقال: إنه أول من أسس المشيخة بالعراق بعد انقراض مشايخ الرسالة ومن 
من طبقتهم, ومن يليهم رضي الله عنهم. وأقام منار هذا الشأنء وأوضح طريق 
السلف بعدما عفا. 

فيما أخبرني به قاضي القضاأة همه الدين أبو عبد الله محمد المقدسي . 
قال: سمعت الشيخ الصالح أبا زكرياء يحيى بن يوسف الصرصري رحمه الله 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس ست وهم 
تعالى . قال: سمعت شيخنا الشيخ القدوة؛ أبا الحسن علي بن إدريس اليعقوبي» 
قال: سمعت شيخنا القدوة أبا الحسن عليا بن الهيتي رحمه الله. قال: سمعت 
شيخنا الشيخ القدوة تاج العارفين أبا الوفاء. قال: سمعت شيخنا الشيخ القدوة أبا 
محمد الشنبكي فذكر ذلك وهو أول من ألبسه أبو بكر الصديق رضي الله عنه 
الخرقة في النوم» فاستيقظ» فوجدها عليه وسيأتي شرحه إن شاء الله تعالى» وهو 
الذي قال: من زار قبري أربعين أربعاء» أتى في قبره براءة من النار. وقال: أخذدت 
من ربي عز وجل عهداً أن النار لا تحرق جسداً دخل حرمي هذا يعني ترتبه . 

ويقال: إن ما دخلها من الأسماك واللحوم لا تنضجه النار طبخاء ولا شيأ 
وهو أحد أركان هذا الطريق» وصدر عادادهاء واعيان أئمتهاءٍ وأكابر القادة الدعاة 
إليها وأعلام العلناء باشكانها علما :وعملة: وعالا وقالاء وزهدا وتمكيناء 
وتحقيقاً وجلالة ومهابة» انتهت إليه رئاسة هذا الأمر في عصره. وبه عرفت تربية 
المريدين الصادقين بالعراق» وحل مشكلات مواردهم وكشف خفيات اعرالي 
لوو 6 من الا كابر» مثل مثل : الشيخ اي تعمد الشنيكي ومني 
الله عنهء وإليه ي: ينتمي أكثر أعيان مشايخ العراق» وقال بإرادته جم غفير من 0 
الأحوال الفاخرة» وتلمذ له خلق لا يحصون كثرة من أرباب المقامات الرفيعة» 
وانعقد عليه إجماع المشايخ والعلماء بالتبجيل والاحترام» والرجوع إلى قوله؛ 
والمصير إلى حكمهء وقصد بالزيارة من كل قطرء ورمى بالآمال من كل جهةء 
وأهرع إليه أهل السلوك من كل فج عميق» وكان جميل الصفات شريف الأخلاق 
كامل الآداب» كثير التواضع» دائم البشرء وافر العقل» شديد الاقتفاء لأحكام 
الشرع. معظلها لأهل العلم؛ مكرما لأرباب الدين والسنة» محباً لمريدي الحق مع 
دوام المجاهدة» ولزوم المراقبة إلى الموت» وكان له كلام عال في علوم المعارف» 
منه: التوحيد إفراد القدم عن الحدوث» والخروج عن الأكوان, وقطع الحجاب» 
وترك ما علم وجهلء وأن يكون الحق مكان الجميع وعلم التوحيد مباين لوجوده: 
ووجوده مفارق لعلمه. وإذا تناهت عقول العقلاء في التوحيد تناهت إلى الحيرة . 

والتصوف: أن يكون مع الله تعالى بلا علاقة» مع ذكر باجعماع» ووجل 
باستمتاع» وتجمل باتباع . 

والزهد : خلو القلب مما خلت منه اليد» واستصغار الدنيا ومحو آثارها من 
القلب . ْ 
والخوف: يستلزم خشية وقوع البطش مع مجاري الأنفاس. 


7 © 37 مس٠0‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

والخشوع: تذلل القلوب لعلام الغيوب . 

والتواضع: خفض الجناح.» ولين الجانب . 

والنفس الأمارة بالسوء: هى الداعية إلى المهالك» المعينة للأعداء» المتبعة 
للهوى» المملوءة باصناف الأسواء . 

وكلام الأنبياء صلوات الله عليهم نبأ على حضور . 

وكلام الصديقين رضي الله عنهم: إشارات عن مشاهدات» ومنه الحكمة 
تنطق في قلوب العارفين بلسان التصديق» وفي قلوب العباد بلسان التوفيق» وفي 
قلوب المريدين بلسان التفكرء وفي قلوب العلماء بلسان التذكرء وفي قلوب 
المحبين بلسان الشوق . 

والصحبة مع الله تعالى : بحسن الأدب» ودوام الهيبة» ولزوم المراقبة . 

والصحبة مع رسول الله ييه : باتباع سنته ومعانقة العلم. 

والصحبة مع أولياء الله تعالى : بالاحترام والخدمة . 

والصحبة مع الأهل : بحسن الخلق . 

والصحبة مع الإخوان : بدوام البشر ما لم يكن إثماً. 

والصحبة مع الجهال : بالدعاء لهم والرحمة لهمء والجمع بالحق تفرقة من 
غيره؛ والتفرقة من غيره جمع؛ ومن وصل إلى وده أنس بقربه» ومن توصل بالوداد 
فقد صح اصطفاوٌُه من بين العبادء وإذا كان الحق وادا يكون طالبه وحداني 
الذات . 

والمشتاق : من شاقه آثار محبوبه» وأفتنه مشاهدتهء فتبدو له المعاني التي 
لعزب عن غيرهاء فيشير إليهم الأزل بلسان الوداد» إلى إلى فيتنعمون بذلك» ثم 
يقع الحجاب؛ فيعود ذلك الفرح بكاء . ْ 

والخوف: يوصلك إلى الله عز وجل . 

والعجب : يقطعك عن الله تعالى . 

واحتقارك للناس: مرض عظيم لا يداوى . ا 

أخبرنا قاضي القضاة» شيخ الشيوخ شمس الدين أبو عبد الله محمد 
المقدسي. قال: سمعت الأشياخ الثلاثة» الشيخ العارف أبا الحسن علي بن 
سليمان البغدادي؛ المعروف بالخباز» والشيخ الصالح أبا زكرياء يحيى بن يوسف 
ابن يحيى الصرصري, والشيخ العالم كمال الدين ابا الحسن علي بن محمد بن 
وضاح الشهرياني. قالوا: سمعنا الشيخ الجليل أبا علي بن إدريس اليعقوبي. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس سل بمومو 
يقرل: سمعت شيخنا الشيخ عليا ؛ بن الهيتي رضي الله عنه» يقول: سمعت 
شيخنا تاج العارفين أبا الوفاء رضي الله عنه» يقول: سمعت شيخنا الشيخ أبا 
محمد الشنبكي» يقول : كان شيخنا الشيخ أبو بكر بن هوار رضي الله عنه شاطرا 
يقطع الطريق بالبطائح, ومعه رفماء» وكان مقدمهم» يجلسون على تلك المعاير» 
يقتسمون أموال الناس» فسمع ليلة امرأة تقول لزوجها: انزل هنا لغلا يأخذنا ابن 
هوار وأصحابه» فاتعظ وبكىء وقال: الئاس يخافوننى» وأنا لا أخاف الله تعالى» 
وتاب في وقته ذلك» وتاب معه أصحابه» وانقطع مكانه متوجهاً إلى ربه عز وجل 
على قدم الصدق والإخلاص في إرادته» ووقع عنده أن يسلم نفسه إلى من يوصله 
إلى ربه تعالى» ولم يكن بالعراق يومئذ شيخ مشهور من أهل الطريق» فرأى في 
منامه رسول الله َيه » وأبا بكر الصديق رضى الله عنه» فقال له: يا رسول الله 
البسني خرقة» فقال له: يا ابن هوارء أنا نبيك: وهذا شيخكء وأشار إلى الصديق 
رضي الله عنهء ثم قال: يا أبا بكر ألبس سميك ابن هوار كما أمرت» فالبسه 
الصديق رضي الله عنهء ثوباء وطاقية» ومرٌ بيده على رأسه؛ ومسح على ناصيته: 
وقال: بارك الله فيك» فال رسول الله يَِّهَ : يا أبا بكر تحيى سنن أهل الطريق من 
امتي بالعراق بعد موتهاء ويقوم منار أرباب الحقائق مع أحباب الله تعالى بعد 
دروسهاء وفيك تكون المشيخة بالعراق إلى يوم القيامة» وقد هبت نسمات الله 
بظهورك» وأرسلت نفحات الله بقيامك» ثم استيقظ» فوجد الثوب والطاقية 
بعينهما عليه» وكانت على رأسه ثواليل فلم يرهاء وكأنه نودي في الآفاق أن ابن 
هوار وصل إلى الله عز وجلء فأهرع الخلق إليه من كل قطرء وبدت علامات قربه 
من الله تعالى وترادفت أخباره عن الله عز وجل» وكنت آتيه. وهو في البطيجة 
وخده» والأسد محدقة به يتمرغ بعضها على قدميه, ورأيت بوم ره ليه أسدأ 
عظيما يعفر خديه في التراب» على هيئة المخاطب له» والشيخ كأنه يرد عليه 
جتوابا ثم انصرف الأسد فقلت له: بالذي أنعم عليك؛ ما قلت لهذا الأسد وما 
قال لك؟ فقال لي : يا شنبكى إنه قال لى ثلاثة أيام ما ذقت فيها طعاماء وقد أضر 

بي الجوع» فاستغئت بالله الليلة عند السحر فقيل لي: رزقك بقرة في الهمامية 
تفترسهاء على سوء ينالك» وإني خائى من ذلك السوءء ولا أعلم ما هوء فقلت 
له : جراحة تصيبك في جنبك الأيمن تتألم منها أسبوعاً ثم يزول ألمهاء يا شنبكي» 
وإني نظرت في اللوح المحفوظء فإذا البقرة من رزقه ولا بد له منهاء وإذا هو يخرج 
من أهل الهمامية أحد عشر رجلا يموت منهم ثلاثة» يموت أحدهم قبل الآخر 


6 مس٠0‏ كر احعرام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
يساعتين» ويموت ثالثهما بعد ثانيهما يسبع ساعات» ويصيب الأسد من أحدهم 
جراحة في جنبه الأيمن» ويبرأ بعد أسبوع. قال : فاسروعت إلى الهماميةء فإذا 
الأسد قد سبقني إليهاء وخرج من أهلها أحد شرج وأصابه أحدهم بعراحة 
وثيقة في جنبه الأيمن» ورأيته يسحب البقرة معه وجراحته تشخب ا فبت 
عندهم تلك الليلة» فمات أحد المجروحين وقت المغرب» ومات الآخر بعد 
العشاء» ومات الآخر عند السحرء » ثم أتيت الشيخ بعد أسبوع فرأيت الأسد بين 
يديه وقد برأت جراحه. 

اخزرنا ابو التتوخ عبد العالة ون عيدة ين عي لمحيو الريعي الراسطي» 
قال: سمعت الشيخ الصالح بقية السلفء أبا العزائم مقدام بن صالح البطائحي ثم 
البغدادي بها قال اميت شيعا اها الاي الحمد بن الي الحسن الرفاعي رضي 
الله عنه. قال: سمعت خالي الشيخ منصور رضي الله عنه» يقول: أول من ذلل 
الأسد والحيات لأهل البطائح الشيخ أبو بكر بن هوار رضي الله عنهء وسبب ذلك 
أنه أراد أن يرحل من البطائح, ويسكن المدن» فأحدقت به الحيات والأسد 
والكواسر من الطيور والجن؛ وسالته بالله العظيم أن لا يرحل عنهاء فأخذ عليها أن 
لا تؤذي له ريك ولا ف إلى يوم القيامة» وأن تطيعهم حيئما كانوا ما دامت 
الدنياء قال وأتته امرأة من البطائح وقالت له: إن ابني غرق في الشطء وليس لي 
سواه؛ وأنا أقسم بالله أن الله عز وجل أقدرك على رده علي» فإن لم تفعل شكوتك 
غدا إلى الله ورسوله؛ أقول يا رب أتيته ملهوفة وكان قادراً على رد لهفي فلم 
لي و ام وي سكوب د دوذا اخبا ا لي 


وأعطاء لآمه وقال: ا وجد نه يا فانتصرفت حر يمشي معهاء ويده في 


يدها كأن لم يكن به شيء قط . 
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي ب> بكر بن عمر الأزدي» قال : أخبرنا الشيخ 

العارف أبو طاهر الخليل بن الشيخ القدوة» أبي العباس أحمد بن علي الصرصري. 

قال: أخبرنا أبي قال: سمعت الشيخ عزاز بن مستودع النفساني الباز الاشهب 
رضي الله عنه» يقول : الشيخ أبو بكر بن هوار رضي الله عنهء أول المشايخ 
بالعراق بعد مضي السلف رضي الله عنهم» وكانت ترى الأنوار تخترق البطائح 
ليلا من كثرة ما يطرقها رجال الغيب لزيارته» وكان مجاب الدعوة» دعا بالبركة 
للبطايح» فقال: اللهم بارك لنا في ماشيتنا ونباتدا وأرزاقناء فالبطايح ببركة دعوته 
من أخصب بقاع الأرضء وأكثرها خيراء وأوسعها رزقاًء وأوفرها ماشية . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ل هوم 
وكان ظاهر التصريف إذا أجدبت قرية أتاه أهلها يشكون إليه الجدب» 
ويسألونه الاستسقاع فيقول لهم: : أدركوا أهلكم فما يلحقون بيوتهم [ إلا يخوضون 
في ماء المطرء ولا يعدو المطر تلك القرية» وربما وقع ذلك في غير أوان المطر. 
وزلزلت واسط مرة زلزالاً كديد ا رست ننه الخبال» وتساقط البنيان» وضج 
الناس بالصراخ» فإذا الشيخ أبو بكر بينهم وبينه وبين واسط أيام» فسكن الزلزال» 
وطلبوا الشيخ فلم يروه» وكان بواسط يومئذ رجل صالحء فرأى في منامه تلك 
الليلة ملكين نازلين من السماء؛ وأحدهما يقول للآخر: كادت هذه الأرض أن 
تذهب اليوم» فال له صاحبه : وما أمسكها: قال: إن الله تعالى نظر إلى ابن هوار 
فرحم الخلق ورضي عنهم» واستأذن في تسكين الزلزلة فأذن له» فاخترقت الأرضين 
السبع والثرى» حتى انتهت إلى البهموتء فقال له: اسكن يا عبد اللهء فقال له: 
ومن أنت : فقّال: أنا أبو بكر بن هوار» فقال: أمرت أن أطيعك ولا أطيع غيرك من 


أهل زمانك» وسكن . 
قال : وتوضأً يوما في بعر معطلة بالبطايح, 0 وعذب رضي الله 
عنة ور رضي الله عنه. من الهواريين» قبيلة من الأكراد» س> كن البطايح ومات 


بها قديماء وقد علت سنه؛ وقبره بها ظاهر يزار. 

ويقال: إنه لما حضرته الوفاة» غشيته أنوار ساطعة يراها البعيد والقريب من 
هذا الشأن» واشتم الحاضرون رائحة شديدة الطيبء لم يشم في دار الدنيا أطيب 
منهاء ولما مات سمع في أرجاء البطايح نياحة» وصراخ» تسمع الأصوات ولا ترى 
الأشخاصء فيقال : إن ذلك من الجان رضي الله عنه. 

أخبرني الشيخ الصالح أبو الفضائل عبد الله بن أحمد بن علي بن يوسف 
الهاشمي القيلوي . قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا جعفر عمر ابن الشيخ أبي 
الخير سعيد ابن الشيخ القدوة أبي سعيد القيلوي. قال: سمعت أبي يقول: 
سمعت أبي أبا سعد رضي الله عنه؛ يقول: سمعت شيخنا الشريف أبا سعد بن 


ماجس الحامدي رضي الله عنهء يقول: سمعت شيخنا الشيخ أبا محمد الشنبكي . 


رضي الله عنهء يقول: سمعت شيخنا الشيخ أبا بكر بن هوار رضي الله عنه؛ 
يقول: أوتاد العراق سبعة: معروف الكرخي» وأحمد بن حنبل» وبشر الحافي» 
ومنصور بن عمارء والجنيد» والسري» وسهل بن عبد الله التستري» وعبد القادر 
الجيلي , فقلنا له: ومن عبد القادر. قال: أعجمي شريف يسكن بغداد, يكون 
ظهوره فى القرن الخامس» وهو أحد الصديقين الأوتاد الأفراد» أعيان الدنياء 
أقطاب الأرض رضي الله عنهم . 


85 7 سسسسسسسسسسسسس 0٠‏ ؤكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
الشيخ أبو محمد الشنبكي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان مشايخ 
العراق» وأكابر العارفين» وأئمة المحققين» صاحب الكرامات الخارقة» والأفعال 
الظاهرة» والأحوال النفيسة» والمقامات الجليلة» والهمم السامية» والرتب العالية؛ 
والإشارات النورانية» والأسرار القدسية» والأنفاس الملكوتية» صاحب الفتح 
السني»؛ والكشف الجلي» والوصل الهني» والسر المضي» له البصائر المشرقة 
بأثوان التتوييه والسبزائر التسجردة قو هلاني الا كراد :اله ات التبكاتية برقع افيد ور 
المراتب؛ والسيق إلى أعلى أطوار المعارف» والتعالي إلى أرفع مدارج الحقائق» 
وله التصدير في مراتب القدسء» والتقدم في منازل القرب» والترقي في معارج 
الدنوء والقدم الراسخ في التمكين الموطد»ء والباع الطويل في التصرف النافذء 
واليد البيضاء في أحكام الولاية» والقوة الشديدة في أحوال النهاية»؛ والنظر الخارق 
في عوالم الغيب» والمظهر العظيم بخرق العوائد مع بداءات في المصافاة» وأحوال 
في المشاهدة, وثبات في مقام الرضا على أحكام الله تعالى» واسترسال مع تصاريف 
أقداره . 
وهو أحد من أظهره الله إلى الخلق» وصرفه في الوجودء ومكنه من الأحوال؛ 
وملكه الأسرارء وخرق له العادات» وقلب له الأعيان» وأظهر على يده العجائب» 
وأنطقه بالمغيبات» وأجرى على لسانه لطائف الأسرار وفنون الحكمى وأوقع له 
القبول العام في الصدور والهيبة العظيمة عند الخاص والعام» وجعله إماما 
للمتقين وعلما للمهتدين 
وهو أحد أركان هذا الطريق: أجل أئمتها البارعين» ورؤساء ساداتها المحققين؛ 
وأعلام العلماء بأحكامهاء وأولي الأيدي والأبصار بمناهجها علما وعملاء وزهدا 
وتحقيقاء وتمكيئاً وجلالة» ومهابة. انتهت إليه رئاسة هذا الشأن في وقته» وبه 
عدى: الآمر في 'تربية السالكين الفنادقيى بالعراق: ‏ ركفق كادي وتتضيل 
أحوالهم . 
وتخرج بصحبته غير واحد من العظماء مثل مثل : الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء, 
والتيخ منصورء والشيخ عزاز» والشيخ أبي سعد بن ماجسء» والشيخ موهوب» 
والشيخ مواهبء والشيخ عثمان بن مروة البطايحيين» وغيرهم رضي الله عنهم 
أجمعين . 
وقال بإرادته أمم من ذوي الأحوال الفاخرة» وتلمذ له خلق كثير من أربياب 
المقامات السنية» وانتمى إليه جم غفير ممن له قدم راسخ في هذا الشأن من 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ااام م ال 


المشايخ. وأظهر الله تعالى من مريديه إلى الوجودء عدة ممن يقتدى بأفعالهم 
رأقوالهم؛ وطبق الأرض بمناقبهم واتباعهم شرقاً وغربا. 

وهو الذي قام بعد شيخه الشيخ أبي بكر بن هوار رضي الله عنه» بنشر 
المشيخة بالعراق» ونهض بما أودعه من أسرار الكون في منهاج الحق» ودعا إلى 
الله تعالى بلسان الصدقء فأجابته صبابات القلوب» ولبته معاني الأسرار» وانعقد 
عليه الإجماع بالتبجيل» وأشار إليه المشايخ والعلماء بالاحترام؛ ورجعوا إلى قوله 
وأقروا بمكانته» وبرزوا عدالته» وقصده طالبو طريق الحق من كل قطرء وكان 
شريف الأخلاق» لطيف الصفاتء كامل الآداب» وافر العقل» دائم البشر» مخفض 
الجناح؛ كثير التواضع»ء شديد الحياءء دائباً في اتباع أحكام الشرع؛ وآداب السنة» 
محباً لأهل الفضل» ؛ مكرما لأرباب العلم » لم يزل به قدم» ولم يمله هوى متبع إلى 
أن أتاه اليقين رضي الله عنه. وكان له كلام نفيس على لسان أهل الحقائق» منه 
أصل الطاعة الورع / وأصل الورع التقوى» ومحاسبة النفس» وأصل محاسية النفس 
الخوف والرجاءء وأصل معرفة الخوف والرجاء معرفة الوعد والوعيدء وأصل ذلك 
الفكرة» وملاكها العبرة» وحسن الخلق احتمال الأذى» وقلة الغضب» وبسط 
الرحمة؛ ومن لم يسمع نداء الله فكيف يجيب داعيه؛ ومن استغنى بشيء دون 
الله تعالى فقد جهل قدر الله تعالى» ومن زين باطنه بالمراقبة والإخلاص»ء زين الله 
ظاهره» بالمجاهدة, واتباع السنةء والأنس بالله تعالى» من الوحشة من الخلق» 
وعلامة الوحشسة منهم الفرار إلى مواطن الخلوة» والتفرد بعذوبة الذكرء ومن لم 
يعرف الله تعالى بالقدرة» فإنه لا يعرفه» لأنه إذا عرف أنه قادر على أخذ ما معهء 
فيعطيه غيره» وأن يعطيه من فضله بعد أن لم يكنء, فقد عرف» ومن أراد أن 
يمتحن يقينه» فلينظر إلى ما وعده الله عز وجل» ووعده الئاس بأيهما قلبه أوثق» 
ومن استعان بالله عز وجل على أمر الله تعالى وصبر لله تعالى على آداب اللهء» فهو 
من أرباب المقامات» ومن قهر نفسه بالأدب» فهو يعبد الله تعالى بالإخلاص» 
وحجاب الخلق عن الحق تدبيرهم لنفوسهم؛ ومن نظر إلى أن الله تعالى قريب 
منه؛ بعد من قلبه كل شيء سواه» والقوم فقدوا أنفسهم في المجاهدة» وفقدوا 
أهويتهم في المكابدة, وفقدوا إرادتهم في المراقبة» فصارت شهواتهم في 
المشاهدة» ومنهم من رأيته يدعي مع الله تعالى حالة تخرجه عن حد علم 
الشريعة» فلا تقربن منده» ومن رأيته يسكن إلى الرئاسة ' والتعظيم» فإياك وإياه» ومن 
رأيته مستغنياً بنفسه» فاعلمن جهله جهله؛ ومن ادعى سرأ مع الله تعالى لا يشهد له 


با/ © ١‏ سسسسسيسسسييسسيسسييسسسسسسسيت ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
حفظا ظاهره فاتهمه في دينه» ومن رأيته يرضى عن نفسه» ويسكن إلى وقته فهو 
تخدوع :«ومرانته مانا إلى اضوفاقه» جدعيا كمال الحال؛ فاشهد بسخافة 
عقله» وإذا رأيت مريداً يسمع القصائد» ويميل إلى الرفاهية» فلا ترج خيره؛ وإن 
مت جوعاً فلا ترتفقن من فقير رجع إلى الدنياء فإن رفقه يقسي القلب أربعين 
صباحاء ومن أدى الفرائض بالسنة» وأكل الحلال بالورع؛ واجتنب النهي في الظاهر 
والباطن» وصبر على ذلك إلى الموت» فقد بلغ حقيقة الإيمان» وصلاح القلب من 
ثلاثة أشياء: رفض الدنياء والرضاء بما قسم الله» والاشتغال بطلب العلم للاخرة؛ 
وما أخذ عبد بشهوة من الدنيا بغير العلم إلا أخذ بعقوبة» وملاك السبق إلى 
المعالي وإصلاح الباطن لمراد الحق» وإسقاط الخلق لرؤية القرب» والاعتماد على 
الله عز وجل» لرفع الحجبء والولي فى سعر حاله أبدأء» والكون كله ناطق بولايته؛ 
وأقرب القلوب إلى الله تعالى قلب رضى بحصة الفقراء» وآثر الباقي على الفاني؛ 
وشهد سوابق القضاءء وايس من أفعاله» وإذا عجزت عن شيء فلا تعجز عن رؤية 
ضعفكء والعلماء بالله تعالى هم الواقفون معه على حدود الآداب لا يتجاؤزونها 
إلا بإذن» وأنفع العلوم العلم بالله . 

أخبرنا أبو محمد ماجد بن محمد بن خالد العراقي الحلواني . قال: أخبرنا 
الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن الشيخ العارف عوض بن سلامة الغراد البغدادي 
الصوفي . قال: أخبرنا والدي؛ قال: سمعت الشيخ القدوة أبا محمد ماجد الكردي 
رضي الله عنهء يقول: سمعت شيخنا تاج العارفين أبا الوفا رضي الله عنه» يقول : 
كان شيخنا أبو محمد الشنبكى رضى الله عنه فى بدايته يقطع الطريق على 
القوافل في البطايح» ومعه رفقة» فاحتبسوا ليلة قافلة فى قرية الشيخ أبي بكر بن 
هوار رضي الله عنه» وقتلوا منهاء واقتسموا أموالهاء فلما جاوزوا زاوية الشيخ ابن 
هوار رضي الله عنه» وقت السحرء قال أبو محمد الشنبكى لاصحابه : اذهبواء فقد 
أخذ الشيخ بمجامع قلبي» ولا أستطيع العدول عنه د ولا شمالاًء فقالوا له: 
نكون معك. وألقوا ما معهم» فال الشيخ أبو بكر لأصحابه: قوموا بنا نتلقى 
المقبولين» وخرج لهم فلما رأوه قالوا له: يا سيدنا الحرام في بطوننا والدماء في 
سيوفناء فقال لهم الشيخ: ذروها فقد قبلتم على ما فيكمء فتابوا على يديه 
وتولى الشيخ أبو بكر مصالح الشيخ أبي محمد ثلاثة أيام» ثم قال له في اليوم 
الرابع ‏ ياايا بحيد ادب إلى الحدادية» واجلس بهاء وادع إلى الله عز وجل» فقد 
صرت شيخا مكملاء فانصرف إلى الحدادية» كما أمره الشيخ» فقال الشيخ أبو 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سس ووم 
بكر رضي الله عنه: قد وصل أبو محمد إلى الله عز وجل في ثلاثة أيام» فقيل 
لاخ ابن سحي : بما وصلت إلى الله تعالى في ثلاثة أيام؟ فقال: تركت الدنيا 
في اليوم الأول» والآخرة في اليوم الثاني» وطلبت الله في اليوم الغالث طلبأ مجرداً 
عما سواه فوجدته. واشتهر ذكره في الآفاق» وقصدته الزوار مع كل قم عنميض: 
وظهرت أمارة قربه من الله سبحانه» وتتابعت كراماته» فكان يبرىء الله تعالى 
بدعوته الأكمه والأبرص والمجنونء ويبارك له فى اليسير. 

أخبرنا أبو محمد سالم بن علي الدمياطي الصوفي» قال: أخبرنا الشيخ 
الإمام العاردف عز الدين أبوالعباس أحمد بن الشيخ الجليل أبي إسحاق إيراهيم 
العراقي التاروني . قال : سمعت شيخنا الشيخ أحمد بن الرفاعي» رضي الله عنه. 
يفول :جعت خالي الشيخ منصور يقول: كان الشيخ أبو محمد الشنبكي رضي 
الله عنه» جالسا فى البطيحة وحده:ء فاجتاز به أكثر من مائة طير» فنزلت حوله 
واختلطت 00 فقال: يا رب قد شوش علي هؤلاء» فنظر فإذا الكل موتى» 
فقال: يا رب ما أردت موتهمء فقاموا ينتفضون وطاروا. قال: ومر بجماعة بين 
أيديهم أوانى الخمر وآلات الطرب» فقال: اللهم طيب عيشهم في الآخرة» 
نصارت الجمرة اء) وألقى الله تعالى عليهم الخشية» فصرخوا ومزقوا ثيابهم؛ 
وتهاطلت دموعهم» وكسروا تلك الأواني والالات» وحسنت توبتهم. قال: وأتى 
بإهاب من جلود فيها لبن» فعمد إلى إهاب منهاء فخرقه وقال: إن الله تعالى قد 
أحيا إلي هذه الشاة العي هذا الإهاب من جلدهاء وأخبرتني أنها ميتة» وأنطق لي 
الجلد أنه لم يدبغ» ففحص عن ذلك» فوجد الأمر كما أخبره رضي الله عنه . 

أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن أبي يحيى؛ بن أبي القاسم الأزجي . قال : 
أخبرنا الشيخ علي بن سليمان الخباز ببغداد» قال: سمعت الشيخ علي بن إدريس 
الروحاني» وأخبرنا ابو الفعح عبد الرحمن ابن الشيخ أبي الفرج توية بن إبراهيم 
الصديقي البغدادي . قال: أخبرني أبي قال: سمعت الشيخ القدوة مكارما النهر 
خالصي» قال: سمعنا شيخنا الشيخ القدوة علي بن الهيتي» قال: قال أصحاب 
الشيخ عزاز بن مستودع رحمه الله تعالى له: إن قيل لنا من شيخكم؟ قلنا: الشيخ 
عزازء فإن قيل: ومن شيخ الشيخ عزاز» فما نقول: قال لهم: فأوحى إلى عبده ما 
أوحى» فبلغ ذلك شيخه الشيخ أبا محمد الشنبكي رضي الله عنه؛ فقال لأصحابه 
قوموا بدا إلى قرية الشيخ عزازء فلما قربوا من الشط خرج الشيخ عزاز فتلقاهم؛ 
وجلس الشيخ أبو مين عند هناما : فغمض الشيخ أبو محمد زا عينه وتأوه» 


و5 8 س0 كر احتترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
فال له الشيخ عزاز: ما شأنك يا سيدي؟ فقال: عيني» فقال: أرنيهاء ففتح عينه 
في عينه؛ فوقع الشيخ عزاز إلى الأرض مغشياً عليه ورجع أبو محمد إلى الحدادية» 
فلما أفاق الشيخ عزاز أحضر جميع أصحابهء وقال لهم: إذا قيل لكم: من 
شيخكم؟ قولوا: الشيخ أبو محمد الشنبكي» وعزاز أخونا. قال الشيخ علي بن 
الهيتي رضي الله عنه: وحكى لي الشريف أبو سعد بن ماجس رضي الله عنه. 
قال: ما مررت في بدايتى بالحدادية» إلا وسمعت النوب في الجوء تضربها 
الملائكة بالولاية للشيخ أبي محمد الشنبكي» والشاويش يصيح له في السماء 
بالسلطان» وأرى الملائكة يسلمون عليه بالاحترام والتبجيل أفواجا أفواجاء وأنا 
الآن أسمع ذلك من جميع آفاق العراق» وما رأيت بلاء الناس نازلاً من السماء ومر 
على الحدادية إلا تمزق وارتفع. 

أخبرنا الشيخ الفقيه أبو القاسم محمد بن عبادة الأنصاري الحلبيء» قال: 
سمعت الشيخ القدوة أبا الحسن علياً القرشى قال: سمعت شيخنا الشيخ أبا سعد 
القيلوي رضي الله عنه؛ تقول بنق بعض اهن اللحداذية بونا دارا وشيدها وغعصب 
على بنائها الصناعء وسخر فيها رجلاً من أصاب الشيخ أبي محمد الشنبكي»؛ 
وكثرت منه الشكاوى, فاجتاز الشيخ أبو محمد يوماً بها فقال: إنا نحن نرث 
الأرض ومن عليهاء فسقطت الدار من أعلاهاء ودكت قواعدهاء فقال الشيخ: لن 
تعلو أبدا إلا أن يشاء الله» فكانوا كلما أحكموا بناءها وشيدوها سقطت»ء وما 
استطاع أصحابها يرفعون جداراً منها قط . قال: وأتاه رجل من أصحابه» وقال له: 
ابعث إلى السلطان ليعطينى ما أستعين به على ضرورياتى» فلما كان الغد أتاه 
فقال: يا سيدي أبعفت إلى السلطانء قال الشيخ لهء بل قلت أنا له» فقال لي: لا 
أحوجه إلى أحد من خلقي ما عاش» قال: فكان إذا جاع ساق الله له من يطعمه ما 
يشتهي» وإذا عري ساق الله تعالى له ما يلبس» وإذا احتاج إلى الفضة» ساقها الله 
تعالى إليه من غير سؤال» وما زالت حالته هذه إلى أن مات . قال: وقال له رجل: يا 
سيدي إذا حاضرت الملك» فاساله عني ») فأطرق الشيخ ساعة ثم قال: قد سألته 
عنك» فقال: « نعم العبد إنه أواب # [ ص:١7]‏ وسترى في منامك الليلة رسول 
الله عه ويخبرك بذلك, فأخبر الرجل أنه رأى رسول الله ينه » تلك الليلة» وقال 
له: صدق الشيخ أبو محمد الشنبكي» قد قيل في حقك: «إنعم العبد إنه 
أواب ©. وهو رضي الله عنه؛ من الشنابكة قبيلة من الكردء سكن الحدادية قرية 
من البطايح» وبها مات قديماً مسناًء وقبره بها ظاهر يزار» رحمه الله تعالى . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سس 9م 

أخبرنا الفقيه أبو غالب» رزق الله بن محمد بن علي الرقي. قال: أخبرنا 
الشيخ الصالح أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ القدوة أبو الفعح منصور بن الأقدم: 
الزقي بها. قال : أخبرنا أبي قال: سمعت الشيخ الجليل القدوة أبا عبد الله محمد 
ابن ماجد الرقي رضي الله عنه» يقول: سمعت الشيخ العارف أبا عمرو عثمان بن 
أحمد الشوكي بيغداد» وكان يقال أنه من رجال الغيب السيارة. قال: سمعت 
الشيخ الجليل القدوة با العباس أحمد البقلي اليماني. قال: سمعت جدي لامي 
الشيخ الجليل القدوة أبا الفتح مواهب بن عبد الوهاب الهاشمي رضي الله عنه. 
قال: سمعت الشيخ أبا محمد الشنبكي رضي الله عنه؛ يقول: كان شيخنا الشيخ 
أبو بكر بن هوارء رضي الله عنهء يذكر الشيخ عبد القادر الذي سوف يظهر 
بالعراق» في وسط القرن الخامس» وينص على فضلهء وما كان علمي به يجاوز 
مسمعي» ثم كوشفت مقامات الأولياء» فإذا هو في صدورهم. وكوشفت مراتب 
المقربين بين فإذا هو من أعلاهم» وكوشفت بأطوار المكاشفين» فإذا هو من 
أجلهم. وسيظهره الله مظهرا لا يظهر فيه إلا الصديقون المريدونء العلماء بالله 
تعالى» وهو ممن يقتدى بافعاله» وأقواله» وسوف يرفع الله عز وجل ببركته خلقاً 
من عباده إلى الدرجات العلى» وهو ممن يباهي الله به الأمم يوم القيامة رضي الله 
عنه؛ وأرضاه» وجعل الجنة متقلبه ومثواه. 

الشيخ عزاز بن مستودع البطايحي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أكابر مشايخ 
العراق وأعيان العارفين» وأجلاء المقربين» صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال 
الفاخرة؛ والأفعال الخارقة» والأنفاس الصادقة؛ والمقامات السنية» والأسرار القدسية» 
صاحب البصائر المشرقة» والسرائر المونقة» والحقائق اللطيفة» والمعارف الشريفة» 
والهمم السامية» والرتب العالية» والفتح السني؛ والكشف الجلي» والقلب المضيءء 
والقدر العلي» والمشرب الهني»؛ له المعراج الأعلى في مناهج القرب» والمقر 
الأرفع في محاضر القدسء والطور الأسنى في مراقي الوصل» والتقدم في صدور 
المراتب» والسبق إلى أسمى المنازل» والقدم الراسخ في التمكين الواسعء والباع 
الطويل في التصريف النافذ» واليد البيضاء في علوم المنازلات» والذراع الرحب 
في معاني المشاهدات» والنظر الكاشف عن حقائق الآيات . 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود»؛ وصرفه في الكون» ومكنه من 
أحوال النهاية» وملكه أسرار الولاية» وقلب له الأعيان» وخرق له العادات» وأظهر 
على يديه الخارقات» وأنطقه بالمغيبات» وأجرى على لسانه الحكم, وأوقع له 


9م لطس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
القبول التام عند الخلق» وملا صدورهم من هيبته» وعمر قلوبهم بمحبته» وتنصبه 
قدوة لسالكي طرق الحق» وهو أحد أركان هذا الشأنء وسادات آئمته البارعين؛ 
وصدور علمائه المحققين» ورؤساء القادة إليه» وأولي الايدي والأبصار بأحكامه 
علما وعملاًء وزهدا مكيبا ومهابة وجلالة . 
وهو ممن انتهت إليه رئاسة هذا الأمر في تربية المريدين الصادقين بالبطايح» 
واجتمع عنده جماعة من الصلحاء وذوي المراتب» وأخذوا عنه علم الطريقة 
وآداب الحقيقة» وانتفعوا به» وتخرجوا بصحبته. وقال بإرادته جمع عظيم من 
أصحاب الأحوال . وتلمذ له خلق كثير ممن له قدم فى هذا الشأن . 
وأجمع المشايخ والعلماء على تعظيمه وابعد امه واعترفوا بمكانته» وبرزوا 
عدالته؛ وانتهوا إلى قوله؛ ورضوا بحكمهء وقصد بالزيارات من كل أفق» ورمقته 
الآمال بأبصارهاء وأمته الوفود من أقطارهاء وكان المشايخ بالبطايح رضي الله عنهم 
بلقبونه بالباز الاشهب» ويعظموت آمرهء .ويرفغوث قدرهء وكات جميل الضفات» 
لطيفا كامل الآداب» دائم التوجه؛ ظاهر الوضاءة» كثير الحياء وافر العقل» شديدا 
في الي أحكام الشرعع دائباً في اقتفاء آثار السنة» مفوضاً لا حكام الله تعالى؛ 
مسترسلا مع أقدار الله» محباً لأهل الدين» مكرماً لذوي الفضل مع دوام حال 
المجاهدة, ولزوم مقام المراقبة» ومعانقة طرق السلف»ء فى السرء والجهر. وكان له 
كلام عال على لسان أهل المعارف» منه: الغفلة غفلتان؛ غفلة رحمة» وغفلة نقمة؛ 
فأما التي هي رحمة فكشف الغطاء» لتشاهد القوم العظمة والجلال» فيذهلون عن 
العبودية إلا الفرائض والسنن» ويغفلون عن مراعاة السر إلا مراقبة واردات الهيبة» وأما 
الى اق فين : فاشتغال العبد عن طاعة الله تعالى» بمعصيتهء أو التفاته إلى رؤية 
الكرامات, غافلاً عن الاستقامة في العبودية . 
وبساط المجد: بسط للأولياء» ليانسوا بهء وليرفع عنهم حشمة بديهة 
المشاهدة. 
وبساط السطوة: بسط للأعداء» ليستوحشوا من قبيح أفعالهم» فلا يشاهدون 
ما ينتهون به ولا يطمغنون إلى ما يانسون به وإذا سلمت منك نفسكء» فقد 
أديت حقهاء وإذا سلم منك الخلق فقد أديت حقوقهم. 
والعارف: يخاف زوال ما أعطى» والخائف يخاف نزول الوعيد» والخوف 
ينشأ من لحظ سطوة العدل» والرجاء نكن من رمق الفضلء» ومنه : الأرواح نطقت 
بالأشواق» فتعلقت عند لذعات الحقيقة» بأذيال المشاهدة» فلم تر غير الحق 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس ست #يم 
معبوداء فأيقنت أن المحدث لا يدرك القديم بصفات معلومة» فصفات الحق 
واصلة إليهء فالحق أوصلهء ولم يصل هو بنفسه؛ وقلوب العاشقين طائرة إلى الحق 
بأجنحة المعرفة» سائرة إليه بموالاة المحبة» مجذوبة بأنوار قدسه إلى أنواررأسه . 

والقلب السليم: من أشار من تحته إلى الوفاء؛ ومن فوقه إلى الرضاء ومن 
يمينه إلى العطاءء ومن شماله إلى المنى» ومن أمامه إلى اللقاءء ومن وراءه إلى 
البماء . 

ومنه : الإرادة تحويل القلب عن الأشياء إلى رب الأشياء . 

والتصوف : الجلوس مع الله عز وجل بلا هم؛ والتجريد برقة تحرق البقاياء 
وتمحق الرسوم» وتعصم من رؤية الكون. 

والوجد: نور يزهو مقرون بنيران الاشتياق» تحرق البقايا» ويلوح على 
الهياكل آثاره . 

والمحبة: كاس له وهج في الأسرار» إذا استقرت في القلوب فنيت» وإذا 
تمكنت من النفوس تلاشت» وإذا مازجت الأرواح طارت» وإذا خالطت العقول 
دهشتء وإذا لابست الأفكار حارت . 

وتمام العلم: انقطاع الرجاء عن بلوغ كنه صفات الجلال . 

ومن رفع ظل نفسه عن قلبه عاش الناس في ظله. 

وأفضل أوقاتك: وقت تسلم فيه من هواجس نفسكء ويسلم الناس فيه من 
سوء ظنك» وكان رحمه الله تعالى» يتمثل بهذه الأبيات: 

عودوني الوصال والوصل عذبح2 ورموني بالصد والصد صعب 

زعموا حين عتبوا أن جرمي200 فرط حبي لهم وما ذاك ذنب 

لا وحسن الخضوع عند التلاقي وااحقرى مون يشيع لانن 

أخبرنا أبو المحاسن يوسف بن إياس بن رجاء البعلبكي» قال: أخبرنا الشيخ 
أبو الحسن عبد اللطيف ابن شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل ض أبي سعد 
أحمد بن محمد بن دست زاد النيسابوري البغدادي» بدمشق. قال: سمعت أبي 
رضي الله عنهء يقول: كان الشيخ عزاز البطايحي رضي الله عنه بسع بن 
النخيل؛ فاشتهى الرطب» فتدلت له عراجين النخل حتى دنت من الأرض» فأكل 
منهاء ثم عادت إلى حالها كما كانت أولاً. قال: وكانت تكلمه الجن» والأسد 
تانس به» والوحوش تألفه. والطيور تأوي إليه. وكان يقول: من أنس بالله أنس به 
كل شيء» ومن خاطب الله خاطبه كل شيء» ومن هاب الله هابه كل شيء» ومن 


ووم الس سس فكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
جل رف لله تاكرح لكل شين بعلا سردي ل تاك ولي 
ما أودعه. فكان يقال: إن الشيخ عزاز يخاطبه كل شيء حتى الجمادات» ويهابه 
كل شيء يراه حتى يكاد يرعد من هيبته» ويأنس به جليسه.؛ أنسا ينسى به من 
سواهء» حتى إن الأماكن التي يجلس فيهاء يوجد فيها بعد انفصاله عنها أنس 
وزروخ+قال: وم ر باسّد قد افعرسن .كايا بالبطيحة» وقد قي ساقه 'تصفين» .وكان 
الأسد قد قطع الطريق وأعيا الرجال» وتضرر منه أهل البطايح» فصاح الشيخ عليه 
فولى منهزما ذليلاء وجعل يمرغ خديه بين يديه فتناول الشيخ من الأرض حصاة» 
على قدر الفولة» وحذفه بها فخر ميتاء ثم جاء الشيخ إلى ذلك الشاب» ووضع ما 
انكسر في ساقه في موضعه, وأمرّ عليه يده فإذا هو سويء فقام يعدو إلى أهله 
وأخبرهمء وجاء الناس» وأخذوا جلد الأسدء وكات الشيخ رضي الله عنه بعد 
ذلك بيسير. 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفضائل عثمان بن نصر بن يوسف بن أحمد 
الحسيني الواسطي» المقري . قال: أخبرنا شيخنا الشيخ أبو طالب عبد الرحمن بن 
أبي الفتح محمد بن عبد السميع الهاشميء الواسطي المقري العدل بواسط . قال: 
سمعت جدي أبا المظفر عبد السميع بن عبد الله بن عبد السميع الواسطي 
يقول: أشخص الخليفة المقتدي بأمر الله الشيخ عزازاً من البطايح إلى بغداد. 
ليتبرك به فلما دخل القصرء واخترق الدهاليز» فما نظر إلى ستر مرخي إلا تمزق 
قطعاء فلما اجتمع به المقتدي قال له الشيخ : سيقصدك ملك العجم في جيش لا 
قبل لك به» وقد ملكت جيشك رقاب جيشه» وملكتك من عنقه» فبعد مدة جاء 
مالك العجم إلى بغداد في عدد عظيم» فوقع الحال كما قال الشيخ» وأسر الملك 
واعتمقل ببغداد أياماء ثم افتدي بأموال عظيمة . قال: وقيل للشيخ منصور رضي 
الله عنه» إن الشييخ عزازاً لما نظر إلى الستور تمزقت» فقال: الحجب تمزق بأنفسه: 
وتطوى بهمته» فكيف لا تمزق السعور بنظره. قال: وقيل للشيخ عزار وهو تحت 
جبل: ما القوة في الحال؟ قال: القوي فى حاله من لان له كل صمء وذل له كل 
صعبء ثم أخذ من الجبل حجرأ أصمء فصار فى يده على هيئة الرمل . 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو الجعد عبد ارين ان السعادات» أحمد بن 
محمد بن رضوان القرشي البصري. قال: أخبرنا الشيخ العارف بقية السلف أبو 
الخير مكارم بن خليل بن يعقوب المصري البصري الوراق . قال: سمعت الشيخ 
الجليل أبا المعمر إسماعيل بن بركات الواسطي» خادم الشيخ عزاز رضي الله عنه 


سرام الحاو رالجلماء له ولانيم على ب 0 00000 
يقول: سمعت شيخنا الشيخ ٍ عزازا رضي الله عنه» يقول: ورد علي في بدايتي 
حال استغرقت فيه أربعين يوماء لا آكل ولا أشرب» ولا أميز فيه بين الأمرين» ثم 
رجعت إلى حسي فذهلت عن نفسي سبعة عشر يومأء ثم عدت إلى حكم العادة 
فتاقت نفسي إلى خيز بر سخن» وسمكة مشوية» وماء عذب في إناء جديد أحمر» 
وكنت إذ ذاك على الشطء فرأيت في وسط اللجة أشباحاً سوداء فلما قربت مني إذا 
ثلاث سمكات يسبحن في الماء على ظهر إحداهن رغيف» وعلى ظهر الأخرى 
إناء فيه سمكة مشويةء وعلى ظهر الأخرى إناء جديد أحمرء والأمواج تضربهن 
يمينا وعسالة وما زلن حتى انتهين إلي» فألقى كل منهن ما عليه بين يدي كأنه 
إنسان يضع بين يدي إنسان ما يريد» ثم استترن في الماء» فتناولت الرغيف» فإذا 
هو من خبز البر أبيض كالجمار حار يتصاعد هواؤه» فأكلت منه بالسمكة المشوية» 
وشربت من الإناء الجديد ماء لم أذق في دار الدنيا أحلى منه؛ فامتلات من الطعام 
والشراب» وما نقص منه عشره» وتركت الباقي» وانصرفت . 

سكن رضي الله عنه من أرض البطايح بشط النفيسات» ونينا امات مسن 
قديماء ووفاته قبل وفاة الشيخ منصور فيما بلغني» وقبره هناك ظاهر يزار رضي الله 
عنًه . 

أخبرنا أبو المحاسن يوسف بن إياس البعلبكي» قال: أخبرنا الشيخ أبو 
الفح ارين وراد الداراني المقري . قال: أخبرنا شيخ الشيوخ أبو الحسن عبد 
اللطيف بن د شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري البغدادي . 

قال اسسست أبي يقول: سمعت الشيخ عزاز بن مستودع البطايحي رضي 
الله عنه» في سنة تسع وثمانين وأربعمائة» يقول: قد دخل بغداد شاب عجمي 
شريف اسمه عبد القادر» سيسير في هيبة المقامات» ويظهر في جلالة الكرامات» 
ويسطو بعزة الحال» ويعلو في رفعة المحبة»؛ ويسلم إليه الكون وجميع من فيه من 
الفاضل والمفضول مدة. وله قدم راسخ في التمكين» تقدم بها في القدمء ويد 
بيضاء في الحقائق, امتاز بها في الأزل» ولسان بين يدي الله عز وجل في حضرة 
القدس . وإنه من أرياب المراتب التي فاتت ت كثيراً من الأولياء رضي اله عنه . 

الشيخ منصور البطايحي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أكابر مشايخ العراق 
وأجلاء العارفين ونبلاء المحققين» ورؤساء المقربين» صاحب الكرامات الظاهرة» 
والأفعال الخارقة والأحوال الجليلة» والمقامات السنية» والمراتب العلية» والعزائم 
الموسوية» والإشارات الملكوتية» والنفحات القدسية» والأنفاس الروحانية» حاحب 


5 " أ ممص مممممسعميممت ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
الفتح المونق» والكشف المشرقء» والبصائر الخارقة» والسرائر الصادقة» والمعارف 
الباهرة» والحقائق الزاهرة؛ له المحل الأرفع من مراتب القرب» والمجلس المصدر 
في منازل القدس». والمورد العذب من مناهل الوصل»ء والطور الأأعلى من معارج 
الدنوء والقدم الراسخ في التمكين من أحوال النهاية» والباع الطويل في التصريف 
فى أحكام الولاية» واليد البيضاء فى العلم بتفاصيل مشاهدات القلوب» في مواطن 
الغيوب :وله :سيق إلى - حلبات لامر والكالى. لسر على درجات التقدم 

0 أحل من أظهره " تعالى إلى الخلق» وميه في ا ومكنه من 
الأحوال» وملكه الأسرار» وقلب له الأعيان» وخرق له العوائد. وأنطقه بالمغيبات» 
الخاص والعام, وملا الصدور من هيبته» والقلوب من محبته» ونصبه قدوة للسالكين» 

وهو أحل أركان هذا الطريق» وأعيان ساداتهاء وأ كابر أكمتهاء وصدور الدعاة 
القادة إليهاء وأعلام العلماء بأحكامهاء وذو السؤدد الأعظم في المعرفة بمناهجهاء 
والحذق في مسالكها. وإليه انتهت رئاستها في وقته» وله سلمت أزمة أمورها في 
عجبره . 

وهو خال الشيخ الجليل القدوة أبى الحسن أحمد الرفاعى رضى الله عنهع 
لفحي تخرج وانتمى إليه جماعة كثيرة من ذوي الأحوال الجليلة . وتلمذ له 
جم غفيزمن أزباب المقامات العالية . وقال بإرادته خلق من الصلحاء» وكانت أمه 
تدخل وهي حامل , ا ما رف ا 
بينها وبينه نسب» فينهض لها قائماًء وتكرر منه ذلك وسعل عنه فال : أنا أقوم 
إجلالاً للجنين الذي في بطنهاء فإنه أحد المقربين إلى الله تعالى» من أصحاب 
المقامات؛» وله شأن عظيم . 

وكان باد ينا 0 الآداب» مر ا الأخلاق 2 دائم البشر 
مع لزوم المجاهدات» ومعانقة طرق السلف في السراء والضراء» واستعمال آداب 
الشرع في السر والعلانية) والاسترسال مع أحكام الله عز وجل في الشدق والرخاء, 
حب يه جراد الروعه ووو كاجالد كلدم مايل فى علوم المجفاتق, 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ست لوم 

منه: من عرف الدنيا زهد فيهاء ومن عرف الآخرة رغب فيهاء ومن عرف 
الله تعالى آثر رضاهء ومن لم يعرف نفسه فهو في غرور. ما ابتلى الله العبد بشيء 
أشد من الغفلة والقسوة» ومن أحبه الله أفاده في اليقظة والمنام. وكلما ارتفعت 
منزلة العبد كانت العقوبة إليه أسرع» والصبر زاد المضطرين» والرضا درجة العارفين» 
فمن صبر على صبره فهو الصابر. ومن قر بدينه إلى الله عز وجل وهو يتهمه في 
رزقه فهو لا يفر له لا إليه. وكل موجود في الدنيا لا يكون عوناً على تركها فهو 
عليك لا لك . 

وثللاث خصال صفات الأولياء : الثقّة بالله تعالى في كل شيء ) والغنى به 
عن كل شيع ح والرجوع إليه في كل حال . ومنه: نهاية الإرادة أن يصير إلى الله عز 
وجل فيجد مع الإشارة والتوكل رد الأمر إلى واحد. ونقصان كل مخلص في 
إخلاصه رؤية إخلاصه. والأنس بالله تعالى استبشار القلوب بقرب الله عز وجل» 
وسرورها به» ونظرها إلى سكونها إليه» وإعفاؤه لها من كل ما سواه» وأن يسير إليه 
حتى يكون هو المشير إليه. ومن اغترٌ بصفات العبودية» داخله نسيان الربوبية. 
ومن شهد صنع الربوبية في إقامة العبودية فقد انقطع عن نفسه» ومن سكن إلى ربه 
عز وجل فحينئذ يسلم من الاستدراجء» والاستدراج فقدان اليقين لأنه باليقين 
يستفيد فوائد الغيب. والكشف سواطع أنوار لمعت في القلوب بتمكين معرفة 
جملة السرائر في الغيوب» من غيب إلى غيب» حتى يشهد الأشياء من حيث 
أشدها الحق إياهاء فيتكلم عن ضمائر الخلق» وإذا ظهر الحق على السرائر لم يبق 
لها فضلة لرجاء ولااخوف. ومنه : إذا بسط الجليل جل جلاله غدا بساط المجدء 
دخل ذنوب الأولين والآخرين في حاشية من حواشي كرمه» وإذا أبدى عيناً من 
عيون الجودء ألحق المسىء بالمحسن . وأول درجات الحضور؛ حياة القلب بالله. 
ثم بقاء القلب مع الله ثم الغيبة عن كل شيء بالله تعالى . والعبارة يفهمها العلماء 
والإشارة يعرفها الحكماءء واللطائف يقف عليها السادة من الشيوخ» وكان يتمثل 
بهذه الأبيات : 

فلاذوا به من بعد كل نهاية2 لياذ مقر بالخضوع مع الجد 

بعجز وتقصير مع الواجب الذي به عرفوه للودود من الود 

أخبرنا أبو المحاسن 0 إياى البعلبكي» قال: أخبرنا الشيخ العالم 
أبو الفتح نصر بن رضوان الداراني مشق . قال: أخبرنا شيخ الشيوخ أبو ل 
عبد اللطيف ابن شيخ الشيوخ أبي 0 اسماعيل النسابوري . قال: 


ؤ 
[ 


8 سسسسسسسسسسسسسسسس سس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
أبي رحمه الله يقول: قصد جيش العجم إلى بغداد مرة في حياة الشيخ منصور 
البطايحي رضي الله عنه» فلما تقابل الجيشان وكان الشيخ منصور جالسا بين 
استجايه على كل »فقوف عل | لجيشين» بسط الشيخ رضي الله عنه يده اليمنى . 
وقال: هذه لجيش العراق» وبسط يده اليسرى وقال: هذه لجيش العجمع» ثم صفق 
بهما فتصادم الجيشان» ثم قبض يده اليسرى وجمع بين أصابعها شديدا فظهر 
جيش العجم على جيش العراق وهزم العراقيون» ثم بسط يده اليمنى وجمع بين 
أصابعها شديدا فظهر جيش العراق على جيش العجم وهزموا هزيمة فاضحة» 
ورجع العراقيون إلى ديارهم مظفرين مسرورين . 

أخبرنا أبو محمد سالم بن علي الدمياطي الصوفي» قال: سمعت الشيخ 
الجليل أبا حفص عمر البريدي». يحدث عن الشيخ القدوة أبي الحسن علي بن 
الهيتي رضي الله عنه. قال: كان الشيخ منصور البطايحي رضي الله عنه من أكابر 
المشايخ نافذ التصريف» مجاب الدعوة؛ ظاهر الكرامات» كثير البركات» شديد 
الهيبة» ينفعل له مع نظرته ما يريد بإذن الله عز وجل. قال: مر يوماً بأسد في 
البطيحة قد افترس رجلا وقصم عضده نصفين فجاء إلى الأسد وأمسك بناصيته 
وقال: ألم أقل لكم لا تتعرضوا لجيرانناء فذل له الأسد وأفلت الرجل فقال له 
الشيخ : مت بإذن الله تعالى فوقع الأسد ميتاء وأخذ الشيخ ما انفصل من عضد 
الرجل ووضعه مكانه وقال: يا حي يا قيوم» يا ذا الجلال والإكرام اجبر عظمه 
الكسير» فصح عضدهء وكأن لم يكن به شيءء وسلخ جلد الأسد بيده تللك. 
قال: وأتاه رجل من مصرع وقال له: يا سيدي قد هاجرت إليك من مصرء وتركت 
مالي وولدي وموطني وجاهي رغبة في صحبتكء» فنفخ الشيخ في صدر الرجل» 
فأصاب في قلبه بارقة» فشكشف له عن الملكورت الأعلى» وقال: هذه بتركك المال 
والولد والموطن» ثم نفخ في صدره بعد شهر» فمحقت منه البقاياء وانعسخت منه 
الخطوط, وقال: هذا بتركك الجاه والرئاسة» ثم نفخ في صدره بعد شهر» وأشهد 
مقامه بين يدي الله عز وجل؛ وأقيم فيه وقال: هذه بهجرتك إلي» ثم قال له: يا 
هذا إني استوهبتك من الله تعالى» وقد وهبك لي؛ وصرفني فيك» وجعل عطيتك 
على يدي» وهذه غايتك التي أنت عندها قائم. قال: ولم يزل هذا الرجل على هذا 
الحال ثابتا إلى أن توفي بالبطايح رحمه الله تعالى. 

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد القرشي الأزجي» قال: 
أخبرنا الشيخ العارف أبو طاهر الجليل بن الشيخ أبي العباس محمد بن علي 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس ووم 
الصرصري . قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى يقول: سمعت الشيخ القدوة أبا 
محمد بن عبد الرحمن الطفسونجي رضي الله عنه) يقول: رأيت في زمن الشيخ 
منصور البطايحي رضي الله عنه. بلاء نازلا من السماء على العراق كقطع الغمام» 
يعم الأديان والأبدانء فاستاذن الشيخ منصور في دفعه فأذن لهء وقيل له: قد 
رحمت أرض أنت بهاء ووهبت مساويهم لكء» فأخذ قضيبا وأشار به نحو السماء 
والبلاء فتفرق» فقال : اللهم اجعله علينا رحمة» فصار سحاباء وأمطر وانتفع الناس 
به كثيرا. 
أخبرنا الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن سالم بن أحمد القرشي» قال: 
سمعت الشيخ العارف أبا الفتح الواسطي بالإسكندرية» يقول: حدثني الشيخ 
الجليل أبو الحسن علي ابن أخت سيدي أحمد رضي الله عنه. قال: سمعت 
خالي الشيخ أحمد يقول: سكل شيخنا خالي الشيخ منصور رضي الله عنه» عن 
المحبة فقال وأنا أاسمع: المحب سكران في خماره» حيران في شرابه» لا يخرج 
من سكرة إلا إلى حيرة» ولا من حيرة إلا إلى سكرة» ثم أنشد : 
الحب سكر خماره التللفا)) يحسن فيه الذبول والدئف 
والحب كالموت يفني كل ذي شغف ومن تطعمه أودى به التلف 
في الحب مات الأولى صفوا محبتهم لم لم يحبوا لما ماتوا وما تلفوا 
ثم قام إلى شجرة هناك خضرة نضرة» فتئفس عندهاء فيبست وتنائرت 
أوراقهاء فقال: مثل المحبة مثل صاعقة فيها نار» أو ريح فيها دمار» لو وقعت على 
الأشجار لمحقتء». ولو هبت على البحار لاضطربت» ولو عصفت على الجبال 
لهبطت» وإذا نزلت بوادي القلوب لم تبق للكائنات أثرأء فلا تسمع عن الأعيان 
خبراء وأنشد : 
إن البلاد وما فيها من الشجر لو بالهوى عطشت لم تروّ بالمطر 
لو ذاقت الأارض حب الله لاشتغلت أشجارها بالهوى فيها عن الثمر 
وعاد أغصانها جردا بلا ورف من حر نار الهوى يرمين بالشرر. 
ليس الحديد ولا صم الجبال إذا أقوى على الحب والبلوى من البشر 
ثم قال لنا: انطلقوا إلى فلان» وسمى رجلا جليل القدر من أهل البطايح, 
واسألوه عن المحبة يخبركم عنها. قال: فأتيناه وسألناه فسكتء ثم ذاب كما 
يذوب الرصاص على النار قطرة بعد قطرة» ونحن ننظره حتى صار كالماء المائع» 
فأتاه المشايخ وضموه في القطن» ودفنوه بمقبرة داوردان بواسط رضي الله عنه. 


201111101000 ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
قديما. وقد علت سنه وقبره بها ظاهر يزار» ولما حضرته الوفاة قالت له زوجه: 
أوحي لولدكء قال: لا بل لابن أختي أحمد» فلما كررت عليه القول قال لابنه وابن 
أخته : ائتياني بنخيل» فأتاه ابنه بنخيل كثير» ولم يأته ابن أخته بشيءء فقال له: يا 
منه شيثاء فقال الشيخ لزوجته: سألت غير مرة أن يكون ابني» فقيل لي : بل ابن 
منصور عبد السلام ابن الإمام أبى عبد الله عبد الوهاب» يقول ببغداد: سمعت 
الهاشمي الواسطي . قالا: سمعنا جماعة من أعيان أصحاب الشيخ منصور البطايحي 
رضي الله عنه, يقولون: ذكر الشيخ عبد القادر وهو شاب عند شيخنا الشيخ منصور 
رضي الله عنه. فقال: سياتى زمان يفتقر إليه فيه» وتعلو منزلته بين العارفين» 
ريموت وهو أحب أهل الأرض إلى الله ورسوله في ذلك الوقت» فمن أدرك منكم 
ذلك الوقت فليعرف حرمته» وليعظم أمره رضي الله عنهم أجمعين . 
ٍ الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان شيموخ 
العراق في وقته» وأجلاء العارفين فى عصرهء صاحب الكرامات الخارقة» والأحوال 
الجليلة» والأنفاس الصادقة؛ له القدم الراسخ في القرب والتمكين» واليد البيضاء 
في الحكم والتواضع» والباع الطويل في التصريف النافذ انتهت إليه رئاسة هذا 
الشأن في زمانه» وتخرج به جماعة من صدور مشايخ العراق ؛ مغل : الشيخ علي بن 
الهيتي ؛ والشيخ با بن بطوء والشيخ عبد الرحمن الملفسونجي » والشيخ مطر 
البادران» والشيخ ماجد الكردي» والشيخ احمد البقلي اليماني» وغيرهم رضي 
الله عنهم . 
وقال بإرادته كثير ممن له قدم راسخ في هذا الأمرء وتلمذ له منهم خلق لا 
يحصون كثرة» وكان له أربعون خادماً من أصحاب الأحوال» وكان المشايخ 
بالعراق يذ كرون أن تحت علمه من مريديه سبعة عشر سلطاناء» وكان المشايخ 
بالبطايح يقولون: عجبنا لمن يذكر اسم أبي الوفاء» ولا يمر يده على وجهه 
ويسمي الله تعالى» ويصلي على النبى» كيف لا ب يسقط وجهه من هيبته . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس (الام 

وهو أول من سمي تاج العارفين بالعراق فيما أعلم؛ وهو الذي قال: لا يكون 
الشيخ شيخا حتى يعرف من كاف إلى قاف» فقيل له: ما كاف» وما قاف» فقال: 
طلم الله عر وجل عات محيي ا أي الكرصو ربق ادر كلف يكو إن ركام 
# وقفوهم إنهم مسؤولون ”# [ الصافات:4 7 ]. 

وهو أحد من ذكر عنه القطبية» وقد جمع في كراماته ومناقبه كتاب» وكان 
له كلام عال على لسان أهل الحقائق منه: من هيمه أقر النظر وأقلقه سماع الخبر 
يقطع في مفاوز الأشواق» فلم يلتفت إلى الافاق» ويقول في هيامه: 

كيف السبيل إلى وصل أعيش به 

ومنه: الذكر ما غيبك عنك بوجوده.» وأخذ منك بشهوده» والذكر شهود 
الحقيقة» وخمود الخليقة. ومنه: الأجسام أقلام» والأرواح ألواح» والنفوس كؤوس» 
والرجد جمرة تلهب ثم نضرة تسلبء والقوة محادثة السر عند اصطلام العبد. 
شاهدا لحضور واستغراق القلب فى بحر المشاهدة لغلبة المشهود. ومنه من 
أخلص لله تعالى في معاملته تخلص من الدعوة الكاذبة» ومن ضيع حكم وقته فهو 
جاهل» ومن قصر منه فهو غافل؛ ومن أهمه فهو عاجز» والتسليم إرسال النفس في 
ميادين الأأحكام» وترك الشفقة عليها من الطوارق . 

أخبرنا أبو المظفر إبراهيم بن أبي عبد الله محمد بن أبي بكر محمد بن 
نصر بن ناصر البغدادي. قال: أخبرنا جدي لأمي الشيخ الصالح أبو عمرو عثمان 
ابن نصر الطفسونجى . قال: سمعت شيخنا الشيخ القدوة أبا محمد عبد الرحمن 
الطفسونجي رضي الله عنه» بها يقول: قلت في وقت غلبة مني: ما بقيت أذهب 
إلى قلمينياء ولا لي حاجة بمن فيهاء أعني الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء رضي الله 
عنه. ثم استغفرت الله تعالى بعد ذلكء وأتيت إليه» فلما راني قال: يا عبد الرحمن؛ 
أنت قلت كذا وكذا؟ قلت : نعمء» فقمال: أي وقت هو الان من النهار؟ قلت : وقت 
الظهر» فرفع إصبعه الوسطى على المسبحة» وقال: انظر أي وقت هوء فإذا أنا أنظر 
الليل الأليل» فقملت: يا سيدي الوقت الآن في نظري ليل» فنزع خاتمه من إصبعه» 
ورفع طرف السجادة» وأفلته من يدهء وقال لي: ادن مني» وانظر إلى 0 ذهب 
الخاتم» فإذا هو هاو في نار في هوة من الأرض»ء فهالني منظره. فقال: 
الرحمن» عر اسيئر شفقة لبر على ادر لد كت في معان هذ اام 

أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن علي الهذلي الأزجي . قال: أخبر: 
الشيخ أبو محمد علي بن إدريس اليعقوبي بهاء مم 


* /9 7 مس٠0‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
ابن الهيتي رضي الله عنه» يقول: طرقت منازلة من منازلات الغيب عشرة من 
الأولياءء على زمن شيخنا تاج العارفين أبي الوفاء رضي الله عنهء واشتركت فيها 
أسرارهم» وأشكل شيء من أمرها عليهمء فاجتمعوا وأتوا إلى تاج العارفين ليسألوه 
عنهاء فوجدوه نائماًء وسمعوا كل عضو منه ينطق بالتسبيح والتهليل والتقديس» 
فجلسوا ينتظرون يقظته. فنطقت لهم أعضاوه» وخاطبتهم بمنازلته» وكشف لهم 
منها ما أشكل عليهمء وانصرفوا قبل أن يستيقظ رضي الله عنه. وكان برجسي 
الأصل قبيلة من الأكراد» وهو الذي يقول: أمسيت عجمياء وأصبحت عربيا. 

وسكن قلمينياء قرية من قرى العراق» واستوطنها إلى أن توفي بها بعد سنة 
خمسمائة؛ وقد تجاوز الثمانين» ومر قبل وفاته بشجرة بالقرب من زاويته» فوضع 

ه عليها فمال: : بؤس ودؤسء فلم نفهم معنى ذلكء» فلما مات قطعت تلك 

0 وجعل منها ضريحا لهء وعتبة لباب تربته» ففهم مراده. 

أخبرني بذلك الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي الأزجي . قال: 
أخبرنا الشيخ كمال الدين محمد بن محمد بن وضاح. قال: أخيرنا الشيخ أبو 
محمد علي بن إدريس» قال: أخبرنا الشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه» فذكر 
ذلك؛ واسمه فيما بلغني كاكيسء وإنما كناه بابي الوفاء شيخه الشيخ أبو محمد 
الشنبكي رضي الله عنه لوفائه له بوعدهء والقصة في ذلك مشهورة رضي الله 
عنهم أجمعين . 

أخبرنا أبو محمد سالم بن علي الدمياطي» قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن 
البغدادي المعروف بالخفاف» وأبو الحسن علي الخباز. قال الخفاف: أخبرنا شيخنا 
الشو ابو السعود الحريمي العطار» وقال الخباز: أخبرنا العمران الكيماتي والبزار. 

وأخبرنا أبو محمد رجب بن أبي منصور الداري» قال: أخبرنا الشيخان أبو 
محمد علي بن إدريس اليعقوبي» وأبو بكر محمد بن النحال المقري. قال ابن 
إدريس : أخبرنا شيخنا الشيخ علي بن الهيتي» وقال ابن النحال: أخبرنا الشيخ 
ماجد الكردي. قالوا: كان تاج العارفين أبو الوفاء رضي الله عنه يوماً يتكلم على 
الناس فوق الكرسي » فد خل الشيخ عبد القادر إلى مجلسهء وهو يومئذٍ شاب أول 
ما دخل بغداد» فقطع تاج العارفين كلامه» وأمر بإخراج الشيخ عبد القادر فأخرجء 
وتكلم تاج العارفين» ثم دخل الشيخ عبد القادر المجلس فقطع تاج العارفين 
كلامهء وأمر بإخراجه ا وتكلم تاج العارفين» ثم دخل الشيخ عبد القادر 
ثالئة» فنزل تاج العارفين» واعتنقه وقبله بين عينيهء وقال: قوموا لولي الله يا أهل 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس سس #با»# 
يغداد» ما أمرت بإخراجه إهانة له» بل لتعرفوه» وعزة المعبود على رأسه صناجق قد 
تجاوزت ذوائبها المشرق والمغرب. ثم قال له: يا عبد القادر الوقت الآن لناء 
وسيصير لك» يا عبد القادر قد وهبوا لك العراق» يا عبد القادر كل ديك يصيح 
ويسكت إلا ديككء فإنه يصيح إلى يوم القيامة» وأعطاه سجادته» وقميصهء 
ومسبحته» وقصعته. وعكازهء فقيل له: خذ عليه العهد» فقال: على جبينه داع 
العارفين» فلما انقضى المجلسء ونزل تاج العارفين عن الكرسي جلس على آخر 
مرقاة» وأمسلك بيد الشيخ عبد القادر وقال له: يا عبد القادر لك وقتء فإذا جاءء 
اذكر هذه الشيبة؛ وقبض على كريمته» رضى الله عنه. 
قال الشيخ عمر البزار: وكانت مسبحة تاج العارفين التي أعطاها للشيخ 

محيي الدين عبد القادرء إذا وضعها الشيخ محيي الدين على وجه الأرض تدور 
وحدها حبة حبة» ولما مات» وجدت فى تكة سراويله» وأخذها بعده الشيخ علي 
ابن الهيتي» وأخذها بعده الشيخ علي بن الشيخ محمد بن فايد . وكانت القصعة 
التي أعطاها له؛ لاا يمسكها أحد بيده إلا وأرجفت إلى كتفه. 

أخبرنا أبو أحمد عبد المحسن بن عبد المجيد بن عبد الخالق الحسيني 
الأربلي . قال : أخبرنا الشيخ الأصيل أبو الفلاح منجح ابن الشيخ الجليل أبي الخير 
كرم ابن الشيخ القدوة أبي محمد مظفر البادراي. قال: أخبرنا أبي قال: سمعت 
أبي رضي الله عنهء يقول: كنت يوما جالسا عند شيخنا تاج العارفين أبي الوفاء 
رضي الله عنهء بزاويته بقلمينياء فال لى: يا مظفر اغلق الباب» فإذا جاء شاب 
عجمي يطلب الدخول علي فامنعه, فقمت وإذا بالشيخ عبد القادر وهو شاب 
يومئذ» يطلب الدخول عليه» فاستأذنت عليه الشيخ فلم يأذن له في الدخول؛, 
ورأيته يمشي في الزاوية كالمنزعجء» ثم أذن لهء فلما رآه مشى إليه خطوات؛ 
واعتنقا طويلاء وقال له: يا عبد القادرء» وعزة من له العزة» ما منعك من الدخول 
علي أول مرة جحدا لحقكء» بل خشية؛ لكن لما علمت أنك تأخذ مني وتعطيني 
أمنت» رضي الله عنهم أجمعين» ورحمنا بهم بمنه وكرمه. 

الشيخ حماد بن مسلم الدباس رضي الله عنه: هذا الشيخ من أجلاء مشايخ 
بغداد» ورؤساء زهادهمء وأعلام عارفيهم» صاحب الكشف الخارق؛» والأحوال 
النفيسة» والكرامات الظاهرة» والوجاهة السنية» والقبول التام عند الخلق» له الطور 
الرفيع من المقامات» والمكان المكين فى القرب من الله تعالى . 

وهو أحد العلماء الراسخين في علوم الحقائق» انتهت إليه تربية المريدين 


71/5 مس0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
ببغداد. وانعقد عليه الإجماع في الكشف عن مخفيات الموارد» وانتمى إليه 
معظم مشايخ بغداد, وصوفيهم في وقته. 

وهو أحد من صحبه الشيخ محيى الدين عبد القادر رضي الله عنه» وأثنى 
عليه» وروى كراماته» وكان تاج العازفين أبو الوفاء رضي الله عنهء إذا قدم بغداد 
ينزل عنده» ويعظم شأنه, وكان المشايخ بيغداد يعظمون أمرهء ويتأدبون في 
حضرته» وينصتون لسماع كلامه, ويحكمونه فيما يختلفون فيه» وكانث الشيخ 
نجيب الدين السهروردي رضي الله عنهء يقول: لو رأى أبو القاسم القشيري؛ لحق 
الشيخ حماد الدباس لقدمه في رسالته على كثير من المشايخ» وكان الإمام القدوة 
أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني رضي الله عنه. يقول للشيخ حماد الدباس: 
تدقيقات في التحقيق سبق بها كثيراً من المتقدمين» وكان شديد المناقشة لنفسه. 

روي أنه خرج يوما يزور مقبرة معروف رضي الله عنهء فسمع في طريقه 
صوت جارية تغني في دار مولاهاء فرجع إلى درك وعم أهله» وقال: أي ذنب 
أصابني حتى عوقبت اليوم؛ فلم يذكروا شيئا غير أنهم قالوا: قد اشترينا بالأمس 
الحا اموا من هنا أوتي علي» وقام إلى ذلك الإناء فمحا الصورة» وكان 
له كلام عال. منه: القلوب ثلاثة: قلب يطوف في الدنياء وقلب يطوف في 
الآخرة» وقلب يطوف بالمولى» فمن طاف بالدنيا تزندق» طهر قلبك باليقين 
لتجري فيه الأقدار. ومنه: أقرب الطرق إلى الله تعالى حبه» وما يصفو حبه حتى 
يبقى المحب روحا بلا نفس» وما دام له نفسء» فلا بد أن يحب في الله تعالى؛ 
وعند فقد النفس تجىء محبة الله الصادقة. ومنه: أزل الهوى من القدر تعرف» 
وأزل الهرى من الخلق والأمر تخلص» على قدر ما عندك من الأمر تسلم» وبقدر ما 
عندك من العدو تعرف» ما يوجد هناك في وجودك تكن كيدا ولإرادتك في 
تدبيره تكن فانياء فإن دعاك أجبء» وإن وعدك توكلء وإن قدر عليك استسلم, 
وإن قال قد اخترتك؛ قل : : قد فوضت» وإن قال لك : اطلب» قل : قد صدقت»ء وإن 
قال لك : اعبدني» قل : وفقني» وإن قال لك : وحدني» قل: اجذبني . 

فإذا جاءت المعرفة صارت أفعالاً ربانية» وزالت الأاكوان وصرت في القبضة 
صاحب قلب, لا يكون لك شيء إلا به عز وجل» وما كان به كان لهء وما كان بك 
كان لك, فبالإيمان يشتغل عن أقسام الدنياء لأن فيه تصديقهء وبالعلم يشتغل 
عن أقسام الآخرة» لأن فيه معرفته» وبالمعرفة يشتغل عن الكل» حيث كنتء لأنه 
معك من حيث معرفتك على قدرك . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سس تست هيام 

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي بكر الأبهري . قال: أخبرنا الشيخ 
العارف الحبر شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي. قال: سمعت عمي الشيخ 
نجيب الدين بن عبد القادر السهروردي رضي الله عنه» يقول: كان المشيخ حماد 
ابن مسلم الدباس من أجل من لقيت من مشايخ بغداد» وهو أول شيخ فتح الله 
علي ببركته» وكانت دباسته لا يدخلها زنبور ولا ذبابة» وكان بعض مماليك 
المسترشد يتردد إلى زيارته» فقال له: إني أرى لك في السابقة نصيبا من القرب 
إلى الله عز وجل في الدرجات العلىء فاترك دنياك» وانقطع إلى الله تعالى» فلم 
يفعل. وكان بمنزلة عند الخليفة فدخل عليه يوماء وأنا عنده» فأعاد عليه القول» 
فامتنع من موافقة الشيخ فقال له : إن الله عز وجل قد حكمني فيك لأجذبك إليه 
بما شعت» وإني أمرت البرص أن يغشاك . قال: فوالله ما تم كلامه حتى عم البرص 
جميع جسد المملوك» فبهت الحاضرونء وقام ودخل على الخليفة» فأحضر له 
الخليفة الأطباء. فأجمعوا أن لا دواء» فأشار عليه وجوه دولته بإخراجه من القصرء 
فأخرج وأتى إلى الشيخ حماد» وقبل رجليهء وشكا إليه سوء حاله» والتزم موافقته 
فيما يأمره بهء فقام إليه الشيخ» ونزع عنه قميصه الذي كان على جسده.ء وقال: 
اذهب أيها البرص من حيث جئتء فإذا جسده كالفضة البيضاءء فخطر له أن 
يرجع إلى الخليفة من الغدء فضرب الشيخ بأصبعه على جبهته» فخط في غرته 
خطاء فإذا هو خط برص» وقال: هذا يمنعك من الدخول على الخلفاء» ولزم خدمة 
الشيخ إلى أن مات . 

أخبرنا أبو محمد الحسن بن ابي عمران موسى بن أحمد المخزومي 
الصوفي . قال: سمعت الشيخ شهاب الدين أبا عبد الله عمر السهروردي . 

وأخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن سالم بن أحمد القرشي. قال: سمعت 
الشيخ العارف أبا محمد عبد الله بن مطر الرومي بمصرء قالا: سمعنا شيخنا 
الشيخ أبا النجيب عبد القاهر السهروردي رضي الله عنه؛ يقول: أتيت في بدايتي 
إلى الشيخ حماد الدباس رضي الله عنه» وشكوت إليه 1 وبطء لنت 
علي» فقال : إكتني غداً بسد من لبن بعد قيامك من الدرس» ولا تغير زيك» فلما 
كان الغد خرجت من المدرسة» وما غيرت شيئأ من لباسي» وذهبت إلى السوق 
واشتريت سد لبن» وحملته عل رأسي» ومشيت في وسط بغداد» واتفق أن لقيني 
كل من يعرفني» وصار الناس يقفون ينظرون إلي» وكنت كلما خطوت خطوة» 
تذوب نفس كما يذوب الرصاص على النار» فلما قاربت دباسة الشيخ حماد 


5 سس سس سس سس ...ب ...| ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


رأيته واقفا على بابها كالمنتظر لى» فنظرني نظرة ملأني بهاء وغاب عقلي» 
وسقطت لوجهي» وتبدد اللبن على الأرض» وأنا إلى الآن في بركة تلك النظرة. 
قال: وسمعته يقول: أنا لا آكل إلا من طعام الفضل» وكان يرى الشخص في المنام 
أن أحمل إلى حماد شيئاء وكان يعين للرائي» في المنام أن أحمل إليه كذا وكذاء 
وكان يقول: كل جسم تربى بطعام الفضل لا يتسلط عليه البلاء» ويعني بطعام 
الفضل ما يشهد له صحة الحال» من فتوح الحق سبحانه وتعالى . 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عمر الأزجي قال: أخبرنا الشيخ 
الأصيل أبو طاهر الخليل ابن الشيخ الجليل أبي العباس أحمد بن علي الصرصري. 
قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى يقول: مر الشيخ حماد الدباس رضي الله عنه 
ببعض قرى بغداد» فرأى بعض أمراء الدولة المستظهرية راكبا سكران» فأنكر عليه 
فسطا عليه الأمير» فقال الشيخ : يا فرس الله خذيهء فعدت به فرسه كالبرق 
الخاطف تسبق البصر» وفقد ولم يعلم أين ذهبء وبعث الخليفة الخيل وراءء 
فلم يسمعوا له خبرأء ولم يقفوا له على أثرء فقال الشيخ حماد بن مسلم الدباس 
رضي الله عنه: وعزة من له العزة لم تستقر به فرسه دون بر ولا بحر ولا سهل»ء 
وجبل» حتى ذهبت به إلى وراء جبل قاف» ومن ثم هناك يبعث . 

وأصله رضي الله عنه» من رحبة الشام» وسكن بغداد بالمظفغرية» إلى أن 
مانا ءجهااوى شعة معي وض رون :نيفق روكل اغلك؟ سكة .ردقل معقيرة 
الشويدزي, وقبره بها ظاهر يزار رضي الله عنه . 

أخبرنا أيو محمد الحسن بن قوقا البغداد» قال: أخيرنا الشيخ أبو محمد 
عبد اللطيف بن معمر بن عسكر بن القاسم بن محمد الأزجي» المخزومي 
المؤدب. قال: سمعت جدي عسكر صاحب القاضي أبي سعد المخزومي رضي 
الله عنهء يقول: سمعت الشيخ حماد الدباس رضي الله عنه» يقول؛ وقد ذكر 
عنده الشيخ محيي الدين عبد القادر وهو يومعذٍ شاب : رأيت على رأسه علمين 
للولاية؛: وقد .نصيا لمن البهموت: الاسفل إلى الملكرث الأعلى وتسبعت 
الشاويش يصيح له في الأفق الأعلى بألقاب الصديقين. 

أخبرنا الفقيه الصالح أبو يوسف يعقوب بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد 
القرشي القفصي. قال: أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن حمزة 
الأزجي» المعروف بابن الطبال. قال: أخبرنا الشيخ الصالح آبو عبد الله محمد ابن 
الشيخ الإمام أبي الثناء محمود بن عثمان النعال» البيغدادي. قال: سمعت أبي 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه مصعم م معخصمه ممم ممه مصص ممم ممصم صصص سطع ممصم صم عمسم سس سس .1# / 19 
رحمه الله تعالى يقول: كنت يوما عند الشيخ حماد الدياس» فجاء الشيخ عبد 
القادر وهو شاب يومئذء فقام إليه وتلقاه وقال: مرحبا بالجبل الراسخ» والطود 
المنيف. الذي لا يتحرك». وأجلسه إلى جانبه وقال له: ما الفرق بين الحديث 
والكلام . فقال: الحديث ما استدعيت من الجواب,» والكلام ما صدمك من الخطاب» 
وانزعاج القلب لدعوى الانتباه» أرجح من أعمال الثقلين» فقال له الشيخ حماد 
الدباس: أنت سيد العارفين فى عصرك . 

الشيخ أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني رضي الله عنه : هذا الشيخ من 
اكابر مشايخ خراسان» وصدور أعيانهاء ورؤساء علمائهم؛ وأجلاء زهادهم» وعارفيهم؛ 
إمام ورع عامل يعلمه» حجة على المسلمين»؛ صاحب الأحوال الجليلة» والكرامات 
الواضحة» والمقامات السنية» والهيبة المتوفرة في قلوب الخاص والعام» وله القدم 
الراسخ في علوم المعارف» واليد البيضاء في الفتاوى الدينية» والباع الطويل في 
الأحكام الشرعية» والإفصاح الجلى عن مخفيات الخواطر؛ والفعل الخارق في 
التصريف الظاهر. 

وهو أحد أركان الإسلام وإليه انتهت تربية المريدين بخراسان» واجتمع 
عنده من العلماء والفقهاء والصلحاء جماعة كثيرة» وانتفعوا بكلامه» وتخرجوا 
بصحبته» وكان من صغره إلى حال وفاته على الطرائق المستقيمة من العبادة) 
والخلوة؛ ورياضة النفس. وصحب جماعة من أعيان الزهاد وتلمذ له في الفقه 
جماعة من علماء الزمان» مثل : أبي إسحاق الشيرازي ببغداد» وأبي المعالي الجويني 
بنيسابور» وغيرهم. كما تلمذ له جماعة من صدور خراسان» وصلحائهم. وكان 
المشايخ بها يعظمون قدره» ويبالغون في تبجيله؛ وكان له كلام حسن على لسان 
أهل الحقيقة» منه: السماع سفير إلى الحق» ورسول من الحق» وهو لطائف الحق» 
وزوائده» وفوائد الغيب وموارده؛» وبوادي الفتح وعوائده؛ ومعاني الكشف وبشارته: 
فهو للآرواح قوتهاء وللأشباح غذاؤهاء وللقلوب حياتهاء وللأسرار بقاؤهاء فطائفة 
أسمعها الحق بشاهد التربية» وطائفة أسمعها بنعت الربوبية» وطائفة أسمعها 
بوصف القدرة» فقام الحق لهم مسمعاً وسامعاًء فالسماع هتاك الستر» وكشاف 
السرء وبرقة لمعت» وشمس طلعتء وسماع الأرواح بإسماع القلوب على بساط 
القرب» بشاهد الحضور من غير حضور النفس» تكون في كل فكرة» ولحظةء 
وتدبر؛ وتفكرء وهبوب كل الريح» وحركة كل شجرة» ونطق كل ناطق في الكون؛ 
فتراهم والهين حيارى» واقفين أسارى» خاشعين سكارى. 


7# مس0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
واعلم أن الله خلق من نور بهائه سبعين ألف ملك من الملائكة المقربين» 
وأقامهم بين العرش والكرسي من حضرة الأنس» لباسهم الصوف الأخضرء وجوههم 
كالقمر ليلة البدرء قاموا متواجدين» والهين حيارى» خاشعين سكارى» منذ خلقوا 
يهرولون من ركن العرش إلى الكرسى لما بهم من شدة الولهء فهم صوفية أهل 
السماءء وإخواننا من النسب» فإسرافيل قائدهم ومرشدهم» وجبريل رئيسهم 
ومتكلمهم» والحق أنيسهم ومليكهم» فعليهم السلام والتحية والإكرام . 
أخبرنا الشيخ الفاضل أبو عبد الله بن الشيخ الجليل أبي العباس أحمد بن 
الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أبي عبد الله بن علي الجويني . قال: أخبرنا أبي 
قال : سمعت أبي يقول: كان الشيخ يوسف بن أيوب الهمداني رضي الله عنه؛ 
يوما يتكلم على الناس» فقال له فقيهان كانا فى مجلسه: اسكتء فإنما أنت 
مبتدعء فقال لهما: اسكتا لا عشتما فماتا مكانهما. 
وبالإسناد إن الأفرنج أسروا ولد لامرأة من هل همدان» فجاءت إلى الشيخ 
يوسف الهمداني باكية» فصبرها فلم تصبر» فقال: اللهم فك أسره وعجل فرجه. 
ثم قال لها: اذهبي إلى دارك تجديه بهاء فذهبت المرأة فإذا ولدها في الدار؛ 
فعجبت وسألته؛ فقال: إنى كنت الآن بالقسطنطينية العظمى والقيود في رجلي» 
والحرس عليء فاتاني شخص ما رأيته قطء فاحتملني وأتى بي إلى هنا في لمح 
البصر. فجاءت إلى الشيخ يوسفء فقال لها: تعجبين من أمر الله. وهو أبو يعقوب 
يوسف بن أيوب بن الحسين بن شعيب الهمداني النونجردي» ونور نجرد قرية من 
قرى همدانع وبها ولد في حدود سنة أربعين وأربعمائة. وتوفي بنيامين منصرفا 
من هرأة يوم الإثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة خمس وثلاثين 
وخمسماثة. ودفن بها مدة ثم حملت جنئته إلى مرو ودفن بأقصى سجدان في 
الحضيرة المنسوبة إليه رضى الله عنه . 
أخبرنا أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر بن مهذب القرشي. قال: أخبرنا 
الحجافظط بن النجار البغدادي. قال: كتب إلى عبد الله بن أبي الحسين بن الجبائي 
ونقلته من خطهء قال: وقال: رضي الله عنهء يعني الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه؛ قدم إلى بغداد رجل من همدان يقال له: يوسف الهمداني» وكان 
يقال: إنه القطب فنزل في رباطء فلما سمعت به مشيت إلى الرباط» فلم أره 
فسألت عنه) فقيل لي : 7 في السرداب» فنزلت إليه فلما راني قام وأجلسني 
وقربني» وذكر لي جميع أحوالي» وحل لي جميع ما كان أشكل علي . ثم قال لي : 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه دعي م ات ل ب شل جل عل سر 8 91/7 
يا عبد القادر تكلم على الناس» فقلت: يا سيدي أنا رجل أعجمي إيش أتكلم على 
فصحاء؟ فقال لي: أنت الآن حفظت الفقه وأصول الفقه, والخلاف والنحو واللغة» 
وتفسير القرآن» الان يصلح لك أن تتكلم على الناس. اصعد على الكرسي وتكلم 
على الناس» فإني أرى فيك عرقاء» وسيصير نخلة رحمنا الله بهم بمنه وكرمه. 

الشيخ عقيل المنجبي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أكابر مشايخ الشام في 
وقته» وعظماء العارفين في عصرهء صاحب الكرامات الظاهرة» والأفعال الخارقة 
والأحوال العزيزة» والمقامات العلية» والهيبة العظيمة في القلوب . 

وهو أحد أركان هذه الطريقة علما وخخالاً وزهداء وأحد أعيانها تمكينا 
ورئاسة. وجلالاً وأحد أئمتها البارعين» وساداتها المحققين. انعقد عليه الإجماع 
في حل مشكلات الموارد» وانتهت إليه الرئاسة في هذا الشأن. 

وهو شيخ شيوخ الشام في وقته» وتخرج بصحبته غير واحد من أكابرهاء 
منهم: الشيخ عدي بن مسافر الأموي» والشيخ موسى بن ماهين الزولي» والشيخ 
أبو عمرو عثمان بن مرزوق القرشي» والشيخ رسلان الدمشقي» وغيرهم رضي الله 
: 

وهو أول من دخل بالخرقة العمرية شرفها الله تعالى إلى الشام؛ وعنه أخذت . 

وهو المسمى بالطيار لأنه لما أراد الانتقال من قريته التى كان مقيماً بها 
ببلاد المشرق» صعد إلى منارهاء ونادى أهلهاء فلما اجتمعوا إليه طار في الهواء؛ 
والنامى ينظرون؛ فجاؤوه فوجدوه في فسيخ. 

وهو المسمى أيضا بالغواص» سماه به شيخه الشيخ مسلمة رضي الله عنه. 
لأنه خرج مع جماعة من مريدي الشيخ مسلمة يزورون» فلما وصلوا إلى الفرات 
وضع كل منهم سجادته على الماء ومر عليهاء ووضع الكيخ عقيل بجادته وجلين 
عليهاء» فغاص في الماء.» فلم يشعروا به إلا وهو على البر.من الجانب الآخر» ولم 
يبتل منه شيء» فلما رجعوا | الح توه احور بتار بر للضي 
عقيل» فقال: الشيخ عقيل من الغواصين 

وهو أحد الأربعة الذين قال فيه الشيخ علي القرشي رضي الله عنه» رأيت 
أربعة من المشايخ يتصرفون في قبورهم كتصرف الأحياء» الشيخ عبد القادر. 
والشيخ معروف الكرخي» والشيخ عقيلاً المنجبي» والشيخ حياة بن قيس الحراني 
رضي الله عنهم. وكان له كلام عال في المعارف منه: المعرفة فيما استأثر به. 
والعبودية فيما أمرء والخوف ملاك الأمرء فخوف العارفين أن يوجد إرادتهم» في 


مم سدس . ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
أفعاله عز وجل» وخوف الآولياء أن يوجد هواهم في أمرهم عز وجل» وخوف التقي 
أن يوجد نفسه برؤيته للخلق إن أوجدهم فيك اشتركتء. وإن أقدرك عليك 
نازعت . ومنه: يا هذا قل: إلهي افقدني من قدرك» وارحمنى من خلمَك» فإذا جاء 
لامر تقل : إلهى الحندى معهني فإذا جاع القثلارء قل «اإلمى اللسمنى تنن ذا شاء 
التغرة قل > إلهى تفلك عله زد اناه فإن افك ققد حمل لل اعدة الخضوع 
عيودية» وعند الدلال توحيد, فعبوديتك بفقرك إليه» ودلالك أنه ما ثم غيره» فإذا 
جاءت الالهة» قل: «9 الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون * [الأنعام: 91١‏ ]» بمجاهدة 
الهوى تعرفه» وبخروجك من الخلق توحده؛ ومنه: طريقنا الجدء. والكدء ولزوم 
الجد حتى ينفد» فإما أن يبلغ الفتى مناه وإما أن يموت بدائه. ومنه: من طلب 
تنفجة حالاً اوامقابا. فهو يعية عق طرفات المعازفت:والعتوك رزواية محاسن العبيد» 
والغيبة عن مساويهم؛ والمدعي من أشار إلى نفسه. وفقد الأسف والبكاء والتكاسل 
في مقام السلوك علم من أعلام الخذلان . 
أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن الشيخ الفقيه أبي محمد عبد الله 
ابن أحمد بن علي القرشي الكرخي . قال: أخبرنا أبي»قال: أخبرنا الشيخ الأصيل 
أبو الخير سعد بن الشيخ الإمام أبي عمرو عئمان بن مرزوق بن حميد بن سلامة 
القرشي. قال: سمعت أبي يقول: جلس الشيخ عقيل المنجنبي رضي الله عنه. 
في أول أمره هو وسبعة عشر رجلاء» من أصحاب الاحوال» من مريدي المشيخ 
مسلمة رضي الله عنه؛ في غارء» ووضع كل واحد منهم عكازه في مكان من الغار, 
فجاء رجال من الهواء وجعلوا يرفعون كل عكازء وجاؤوا إلى عكاز الشيخ عقيل 
فراموا أن يرفعوه بأيديهمء فرادى ومجتمعين» فلم يستطيعواء فلما رجعوا إلى 
الشيخ مسلمة رضي الله عنه» أخبروه. فقال: أولئك أولياء الزمان» وكل عكاز 
رفعوه فصاحبه في مقام رافعه أو دونه فلذلك يطيق رفعه» وليس فيهم أحد يعلو 
مقامه على مقام الشيخ عقيل رضي الله عن ولا يشار » فلذلك لم يطيقوا رفع 
عكازه . قال : وكان الشيخ عقيل يوما جالساً وبيده خشبة نجرهاء ونين يديه كوع 
من نجارتهاء فدخل عليه بعض تجار منيح ووضع بين يديه ذهباً. 
فتمال الشيخ: لله تعالى رجالء لو شاء أحدهم أن يقول لهذه النجارة كوني 
ديب نصارت ذهبا. قال: فإذا تلك النجارة التي بين يديه ذهب وهاج. 
أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن ابن الشيخ أبي محمد عبد الله ابن الشيخ 
الحسن علي» ابن الشيخ أبي المجد المبارك» أحمد بن يوسف الغزازي 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم علية ‏ سس سس سب م9 
المنجبي . قال : أخبرنا أبي عن أبيه؛ قال : سمعت أبي أبا المجد رحمه الله تعالى 
يقول : حضرت الشيخ عقيلاً المنجبي؛ رضي الله عنه يوم بظاهر منيح تحت 
الجبل؛ وعنده جمع من الصلحاءء فقال له أحدهم: يا سيديء ما علامة الصادق؟ 
قال: لو قال لهذا الجبل : تحرك» لتحركء قال : فتحرك الجبل. ثم قال له: يا سيدي : 
وما علامة المتصرف في الوجود؟ قال: لو قال لوحش البر والبحر أن تأتيه لفعلت» 
قال: فما تم كلامه حتى نزل علينا من الجبل وحوش» وأسودء سلات الفضاء . 
قال: وأخبرنا الصادق أن شط الفرات امتل في ذلك الوقت أسماكا من أصناف 
شتى . ثم قال : يا سيدي» وما علامة المبارك على أهل زمانه؟ قال : لو وكز برجله 
هذه الصخرة لتفجرت عونا قال: فتفجرت صحخرة كانت بين يديه عونا كم 
صارت صحخخرة صماءء كحالها أول مرة. 

وسكن رضي الله عنه منيح واستوطنهاء نيفا وأربعين سنة؛ وبها مات؛ وقد 
علت سنه رضي الله عنه . 

أخبرنا أبو سعد عبد القادر بن أحمد بن نبهان الكوفي . قال: أخبرنا جدي 
لامي الشيخ الصالح أبو الخير مسعود بن علي بن خلف البالسي . قال: سمعت خالي 
الشيخ العالم العارف أبا سليمان داود بن يوسف بن علي بن محمد المنجبي 
الشافعي يقول : كنت يوماً عند الشيخ عقيل عقيل رضي الله عنه» فقيل له : قد اشتهر 
ببغداد أمر شاب عجميى شريف اسمه عبد القادر. 

قال الشيخ: وإن آره في السماء أشهر منه في الأرض» ذلك الفتى الرفيع 
العلي المدعو في الملكوت بالباز الأشهبء وسينفرد في وقته» وسيرد إليه الآمرء 
ويصدر عنه» ويقصد بالزيارة في عصره. قال: والشيخ عقيل هو أول من أخبر عن 
الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» بالباز الأشهب في الشام» فيما نعلم رضي الله 
عنهم أجمعين . 

الشيخ أبو يعزى المغربي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان المشايخ 
وصدور الأولياء» له الكرامات الخارقة» والتصريف النافذ» والمقامات السنية؛ 
والأوصاف العلية» والأحوال الجلية. 

وهو أحد أوتاد المغرب» وأجلاء العارفين» وعظماء الزهاد المحققين بهاء 
وأحد أركان هذه الطريقة» وأعلام العلماء. له القدم الراسخ في المعالي» والتمكين؛ 
والنظر الخارق» والكشف الصادق الجلي من المغيبات» والمهابة الشديدة في 
القلوب» والوضاءة الظاهرة في الأبصارء مقصود بالزيارات من بلاد المشرق والمغرب . 


!م 38 سس 0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
وكان دائم المراقبة شديد المناقشة لنفسه؛ قويا على المجاهدة» بصيرا بأدواء البواطن 
فيما يحل مشكلات فتوحات السالكين» وإليه انتهت تربية الصادقين بالمغرب» 
وتخرج بصحبته جماعة من أكابر مشايخهاء منهم: الشيخ أبو مدين رضي الله عنه 
وغيره. وقال بإرادته خلق لا يحصون كثرة من أصحاب الأحوال. وكان أهل المغرب 
يستسقون به فيسقون, ويرجعون إليه في المعضلات» فتنكشف . وكان له كلام عالٍ 
في المعارف, منه: الأحوال مالكة لاهل البدايات» فهى تصرفهمء ومملوكة لأهل 
النهايات؛ فهم يصرفونهاء وكل حقيقة لا تمحو أثر العبد ورسومه» فليست حقيقة. 

ومنه: من طلب الحق من جهة الفضل وصل إليه» ومن لم يكن لأحد لم 
يكن بأحد» وأنفع الكلام ما كان إشارة عن مشاهدة: أو ثناء عن حضور. 

ومنه: لا يكون الولي ولياً حتى يكون له قدم. ومقام» وحال» ومنازلة» وسرء 
فالقدم ما سلكته في طريقك إلى الحق سبحانه وتعالى» والمقام ما أقرتك عليه 
سابقيتك في العلم الأزلي» والحال ما بعك من فوائد الأصول لا من نتائج السلوك؛ 
والعتازلة ها عخويصيت به ون بدت الحضيون» ربتعت المشاهدة: لا بوصف الاستتار» 
ولسر ما أودعته من لطائف الأزل» عند هجوم الجمع؛ ومحق السوىء» وتلاشي 
"تلت فضفظ حك القدمبيفين :القكة في : الناردى تشفط يفك المقام يفيه الطلاع 
على خفايا معانيه. وحفظ حكم الحال يزيد بسطة في التصريف لله وبالله. وحفظ 
7م الختارنة يويد تيليرانقهره الدجيوش الفح اللذ دي" رفظ شكي اسن لرمية 
الادعه ولي مكارن المكدر اش وشلظ الوقك: زورك امراف ,سقط شك 
امن يوضل إلى نفام ادعيية فى الجطدوى. 
' “جنا الققية الصالع لابو غييق «اللد جحياة بدح سوم يق علو يرن انين 
تقال جيب ارح افيه الناساك :انا عمد عبد الله رن مجتبلا نين 
7 بن علي الأفريقي: وكان أدرك الشيخ أبا يعزى رضي الله عنه. قال: أقام 

-- أبو يعزى رضي الله عنه. فى بدايته في البر خمس عشرة سنةء لا يأكل إلا 

5 الحباري وكانت الأسد او إليه والطير تعكف عليهء وكانت الأسد إذا 
0 وافترست القفول, وقطعت الطرق» والسبل» جاء أبو يعزى فأمسك باذانهاء 
لقان لةاتا يادو ريع اليا :با كليم الله حلي رضن ماكرلا مخودجية 
-5 واتم مجو لا تورف مني حي ع اليكق اذى ذلك اللو كاي اوها الع 
المحتطبون يشكون كثرة الأسد في غابة يقطعون منها الحطبء» ويقتاتون به 


ثال لخادم :ادهب إلى طرق القارة يونا باعلى سيوكك 5 ميناضر الأسد ١‏ امرك 


ذكر ارام المكتايه والعلماء لهو تتالهع عليه مسح سمس شعو مين 
أبو يعزي أن ترتحلوا من هذه الغابة. قال: فذهب وفعل ذلك» وكانت الأسد ترى 
خارجة من الغابة تحمل أشبالها حتى لم يبق فيها شيء منهاء ولم ير بعد ذلك فيها 
أسد. قال: وقال الشيخ أبو مدين رضي الله عنه: جعت في وقت قحط كان 
بالجغرب» إلى الشيخ ابى يغري. وهو جالين بالصحراف وجوله وبخوش كثيرة» سد 
وغيرهاء مختلطون لا يؤذن بعضها بعضاء وعلى رأسه طيور كثيرة» فيقدم إليه أحد 
الوحوش» ويصوت له كانه يكلمه»ء ويقول له الشيخ: رزقك الله كذا في مكان 
كذاء فيذهب من بين يديه» حتى أتى كذلك على آخر الوحوش والطيور» فلما لم 
يبق منها شيء عندهء قلت له: يا سيديء ما هذا؟ قال لي: يا شعيبء إن هذه 
الوحوش والطيور اجتمعت إلي تشكو شدة الجوع من القحط» وقالت: إنها لا تؤثر 
أن تسكن أرضا غير بلاد المغرب محبة في جواري» وأن الله تعالى أطلعني على 
أرزاقها في أوقاتهاء ومواضعهاء فاخبرتها بذلك؛ وقد ذهبت إلى أرزاقها. 

أخبرنا الفقيه أبو البقا عيسى بن موسى بن عبادة بن نزاد التلمساني» قال: 
سمعت شيخنا الشيخ القدوة أبا محمد صالح بن ويرجان الدكالي. قال: سمعت 
شيخنا الشيخ القدوة أبا مدين رضي الله عنه؛ يقول: جاء بعض أصحابنا إلى 
شيخنا أبي يعزي رضى الله عنه. في وقت جدب بالمغرب» وقال له : إن لي أرضاً 
أقتات أنا وعيالي من رزقهاء وقد أجدبت,ء فقام معه الشيخ وأتى إلى أرضهء ومشى 
فيها وجعل يساأله عن حدهاء فكان يقول : إلى هنا إلى هناء حتى انتهى إلى آخرهاء 
فأمطرت أرضه خاصة» حتى رويتء ولم يعدها المطرء ولم يزرع أرض بالقرب 
منها سواها. قال: وكان إذا أجدبت المغرب يخرج إلى المصلى» ويستسقي» 
ويسجد» ولا يرفع رأسه حتى يبتل من المطر» ويرجع الناس إلى البلد يخوضون في 
المطر. 

سكن رضى الله عنه» بأعتب قصبة من أعمال فاس» واستطونها إلى أن توفي 
بها. وقد غات سه وقبره بها ظاهر يزار» وأهل المغرب يلقبونه بدد» ومعناه على 
مرادهمء الأب الكبير» لقبوه لكبر شأنه عندهم رضي الله عنه. ظ 

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحيم بن حجاج بن يعلى المظفري 
الفاسى. قال: أخبرنا عبد الله البستاني الفاسي». قال: سمعت الشيخ الجليل 
لمارف باحص عدو وين :الى قير الفرده ا عن رظني الله عق تقول 2 ان يعض 
أصحابدا إلى الشيخ أبي يعزي رضي الله عنه» يستاذنه في المسير إلى يغداد. فقال 
له: إذا أتيت بغداد فلا يفوتك زيارة رجل بها شريف عجمي اسمه عبد القادرء» 


4م 4 مس٠00‏ كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
فإذا رأيته سلم عليه عني» وسله لي الدعاء؛ وقل له: لا تنس أبا يعزي من قلبك» 
فإنه والله لم يخلف في العجم بأسره مثله؛ وإنك لن ترى في العراق مثله) وإن 
المشرق ليفضل على المغرب» وإن علمه ونسبه قد ميزاه من الأولياء» تمييزا واضحا 
كثيرأء رضي الله عنهم أجمعين . 

الشيخ عدي بن مسافر الأموي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان المشايخ 
المشهورين؛ وأجلاء العارفين المذكورين؛ وعظماء المقربين المحبوبين» صاحب 
الكرامات الواضحة؛ والأفعال الخارقة» والمقامات الرفيعة» والأحوال النفيسة» 
والحقائق السنية» والمعارف الجلية» والإشارت اللطيفة» والهمم العلية» والمعاني 
النورانية . 

وهو أحد من خرق الله له العوائد» وقلب له الأعيان» وأظهر على يديه 
العجائب» وذلل له القلوب؛ وصرفه في الوجود» وأوقع له الهيبة التامة في الصدورء 
والوجاهة البهية في العيون» وأقامه حجة» وقدوة. 

وهو أحد أركان هذه الطريق» وأعلام العلماء بهاء وصدور الزهاد والمحققين. 
وقد نال في المجاهدة وأحوال البداءة طوراً صعب المرتقى» بعيد المرمى» عزيز 
المنال, تعذر على كثير من المشايخ سلوكه. وكان شيخ الإسلام محيي الدين 
عبد القادر رضي الله عنه يفوه بذكره» ويثنى عليه كثيراء وشهد له بالسلطنة. 
وقال: لو كانت النبوة تنال بالمجاهدة لنالها الشيخ عدي بن مسافر. وقد أخبرنا 
أبو العفاف موسى بن الشيخ أبي المعالي عثمان البقاعي» قال: أخبرنا الشيخ 
لعارف أبو إسحاق إبراهيم بن محمود البعلبكي المقري. قال: سمعت شيخنا 
الشيخ أبا محمد عبد الله البطايحىي» يقول: صليت بالشيخ عدي بن مسافر رضي 
الله عنه؛ بلالش خمس سنين» وأقمت عنده خمس سنين» فكان إذا سجد سمع 
لمخه في رأسه صوت كصوت وقع الحصاة في القرعة اليابسة» من شدة المجاهدة. 
وأقا / في أول أمره في المغارات والجبال» والصحارى؛ مجرداً وسائحاًء يأخذ نفسه 
بأنواع المجاهدات مدداً مديدة وكانت الحيات والهوام والسباع تألفه فيها. 

وهو أحد من تصدر لتربية المريدين الصادقين ببلاد الشرق» وانتهى إليه 
تسليكهم, وكشف لهم مشكلات أحوالهم. وتلمذ له خلق من الأولياء» وتخرج 
بصحبته غير واحد من ذوي الأحوال الفاخرة» وانتمى إليه خلق عظيم من 
الصلحاء؛ وقصد بالزيارات من كل قطرء وأجمع المشايخ وغيرهم في عصره على 
تبجيله والاعتراف بمكانته. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ا أن 
كلام نفيس على لسان أهل الطريق» وقد تقدم في هذا الكتاب منه شيء. ومنه: لا 
يخلو أخذك وتركك أن يكون بالله عز وجل أولهء فإن كان به فهو يباديك 
بالعطاء. وإن كان له فاسترزقه بأمره. واحذر ما فيه الخلق» فمتى كنت معهم 
استعيد وك ومتى كنت مع الله عز وجل حفظك» ومتى كنت مع الأسياب فاطلب 
السماء» فإنك لن تعطاه من الأرض» وإذا كنت مع التوكل فإن طلبت بهمتك لن 
يعطيك» وإن أزلت همتك أعطاكء وإذا كنت واقفا مع الله عز وجل صارت 
الأكوان خالية لك من المواطن» وأنت في القبضة فان» والكون كله فيك» ولك . 

ومنه: الشيخ من جمعك في حضوره؛ وحفظك في مغيبه؛ وهذبك بأخلاقه, 
وأدبك بإطراقه» وأنار باطنك بإشراقه» والمريد من أنار نوره مع الفقراء بالأانس 
والانبساط» ومع الصوفية بالأدب» والارتباط» ومع المشايخ بالخدمة والاغتباط» ومع 
العارفين بالتواضع والانحطاط؛ وحسن الخلق معاملة كل شخص بما يؤنسه؛ ولا 
يوحشهع فمع العلماء يحسن الاستماع) والافتقار, ومع أهل المعرفة بالسكون 

ومنه: إذا رأيتم الرجل تظهر له الكرامات» وتنخرق له العادات» فانظروا 
ومن كان فيه أدنى بدعة؛ فاحذر مجالسته لئلا يعود عليك شؤمهاء ولو بعد حين» 
ومن اكتفى بالكلام في العلم دون الاتصاف بحقيقته؛ انقطع» ومن اكتفى بالتعبد 
دون فقه خرجء ومن اكتفى بالفقه دون ورع اغتر» ومن قام بما يجب عليه من 
الأحكام نجا. 

ومنه: في توحيد اليباري عز وجل» لا تجري ماهيته في مقال» ولا تخطر 
كيفيةةه بيال» جل عن الأمثال» والأشكال» صفاته قديمة كذاته., ليس لحتس م في 
صفاتهء» جل أن يشبه بمبتدعاته» وأن يضاف إلى مخترعاته» ليس كمثله شيء 
وهو السميع البصير. لا سمي له في أرضه وسمواته» ولا عديل له فى حكمه 
وإرادته» حرام على العقول أن تمثل الله تعالى» وعلى الأوهام أن تجدهء وعلى 
الظنون أن تقطع» وعلى الضمائر أن تغمق» وعلى النفوس أن تفكرء وعلى الفكر 
أن تحيطى, وعلى العقول أن تحصور» إلا ما وصف به ذاته في كتابه العزيز» أو على 
لسان نبيه َه . 


أ ٠.3‏ مس سس 0 فكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

ومنه: أول ما يجب على سالك طريقتنا هذه ترك الدعاوى الكاذبة» وإخفاء 
المعاني الصادقة 

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن حسين بن محمد الموصليء قال: 
أخبرنا الشيخ عدي بن الشيخ أبي البركات بن صخر بن مسافر الأموي. قال: 
سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ الصالح أبا إسرائيل يعقوب بن عبد المقتدر بن 
أحمد الحميدي الأربلي السائح. يقول: أقمت مرة ثلاث سنين سائحاً مجرداء في 
جبل مكار ولبنات وجبال العرات والعجع» وكانت الأحوال تطرقني فأخرٌ لوجهي» 
فتسفي علي الرياح إلى أن در فوق جلدي جلدا آخر من الوسخ» فجاءني ذئب 
ونظر إلي تم ولحس جلدي كله حدئ م كالجمار وذهب» فتداخلني 
العجبء فإذا هو قد جاءني ونظرني شرراً مغضباء وبال علي» فأتيت إلى عين ماء 
فاغتسلت» ودخلت قبة في وسط الصحراء بين الجبال» وبيني وبين الناس مسيرة 
عشرة أيام من كل قطرء ولا يمر بي أحدء ولا أسمع صوت شيء البتة» فقلت في 
نفسي : : لو قيض الله تعالى لي بعض العارفين؛ فإذا الشيخ عدي بن مسافر إلى 
جانبي» ولم يسلم علي» فارعدت من هيبته» فقلت في نفسي: لم لم يسلّم علي؟ 
فقال له: إنا لا نلقي السلام والترحاب على من تبول عليه الذئاب» ثم ذكر لي 
جميع ما جرى لي في سياحتي» وواجهني بجميع ما في خواطري» وبكل شيء 
اخترج في سري» وأضمره قلبي» واقعة؛ واقعةء» حتى ذكّرني بأشياء نسيتهاء 
فقلت : : يا سيدي أشتهي الانقطاع في هذه القبة» فلو كان عندي ما أشرب منهء 
وما أقتات به. فقام إلى صخرتين كانتا في تلك القبة» ووكز إحداهما برجله, 
فانفجرت منها عين ماء حلو عذب» من ماء النيل» ووكز الأخرى فنبتت فيها 
للوقت مره رمانء فقال لها : أيها الشجرة أنا عدي بن مسافر» انبتي بإذن الله 
تعالى يوم رمانا حلواء ويوماً رماناً حامضاء وقال لي: يا إسرائيل» أقم هناء وكل 
من هذه الشجرةع واشرب من هذه العين» وإذا أردتني اذكر اسميٍ آتيك . قال: 
فأقمت في هذه القبة سئين» فكنت آكل من تلك الشجرة يوماً رماناً حلوأء ويوماً 
خامصاء خب يران نف «الدلياه وما وعرهم قل إلا وجدكه عاضر عندي» وينبكني 
جا يختلج في صوري. دن له اطريعة عتي . قال : ثم بعد سنين أتيته بلالش» وبت 
2355 ليلة وها وروي بأنفاسه» ومكثت أربعين يوماً أصب الماء البارد علي كل 
موم» وإني لأجد النار شديدة في باطني من هيبة أنفاسه . قال “ودع مرة) مسافرا 
إلى عبادات, فتقال لي : : إذا رأيت سبعاً تخاف منهء فقل له: يقول لك عدي بن 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سس ست لالم 
مسافر اذهب عني ودعني» وإذا رأيت هول البحر فقل : ايخها !لا قواج المتلاطمة. 
يقول لك عدي بن مسافر؛ اسكني . قال : فكدت إذا لقيت شيئا من الوحوش أسدا 
وغيره» قلت له: يقول لك الشيخ عدي بن مسافر اذهب ودعنى» فينكس رأسه 
دوا عي ور تهنا اشع عله الجدره واشرفا فين على الخرن قلت أيتها الأمواج 
المتلاطمة؛ يقول لك الشيخ عدي بن مسافر اسكني ي» فما تم كلامه حتى سكن 
الريح, وهدأً البحرء وصار كأنه عين ديك رضي الله عنه. وأرضاه . 
وبالإسناد عن خادم الشيخ عدي بن مسافر رضي الله عنه» قال: خدمت 
الشوح خددي يو انر رظي الله عتم سبع تنتينء روهدت ارفاك اف لعشي 
إحداها : انق سيت غلى يديه يوما ماءى فقال:لى: نا كريد ؟ فقلت :ا 

تلاوة القرآن» فإني لا أحفظ منه سوى الفاتحة» وسورة الإخلاص» وحفظه 7 
سير هادا قسرت بيده في صدري» فحفظت القرآن كله في وقتي» وخرجت من 
عنده وأنا أتلوه بكماله» ول يتوقف علي منه شيء؛ ولا آية واحدة» وأنا إلى الآن 

من أجود الناس تلاوة له وافدوعع على درسم :.وقال الى هزها : اذهب [ إلى الجزيرة 
السادسة من البحر المحيط» تجد بها مسجداً فادخله» تجد فيه شيخاأء فقل له: 
يقول لك الشيخ عدي بن مسافرء احذر الإعراض» ولا تخب لنفسك أمرا للك فيه 
إرادة؛ فقلت له: يا سيدي: وأنى لي بالبحر المحيط»؛ فدفعني بيده بين كتفي وأنا 
بظاهر زاويته بلالشء» فإذا أنا بجزيرة في د في البحر المحيط؛ ولا أدري كيف جغت» 
فدخلت المسجدء فرأيت شيخا 1 بذكا اميف غلية: :وبلمفة الرييالة 
فبكى» وقال: جزاه الله شير فقلت: يا سيدي وما هذا؟ فقال: يابني إن أحد 
السبعة الخواص في النزع الآن» وإني طمحت بي إرادتي أن أكون مكانه؛ وإن 
خطرتي لم تكمل في نفسي حتى أتيتني» وقد جكت إلى وأنا مفكر في ذلك. 
فقلت: يا سيدي وكيف لي بالوصول إلى جبل هكار؟ فدفعني بيده بين كتفي» 
وإذا أنا بزاوية الشيخ عدي بن مسافر رضي الله عنه» فقال لي: هو من العشرة 
الخواص . قال :فلك الف وها : بااسيدي ارت شيغاً من المغيبات» فأعطاني 
منديله» وقال: ضعه على وجهكء فوضعته؛ ثم قال لي : ارفعه فرفعته» فرأيت 
الملائكة الكاتبين» ورأيت ما يسطرونه من أعمال الخلائق» فأقمت على هذه 
الحالة ثلاثة أيام, فتكد ا ايه شعغكقت لي وضع ذلك الحتديل على 
وجهي ثم رفعه» فاستتر عني ذلك الأمر كله. قال: وصف لي يوما الديك الذي 
يؤذن وقت الصلوات تحت العرش» فقلت: ياسيدي اسمعني صوتهء فلما كان 


سس سس نس هسعيك: ذكر حرم البكايه والعلماء له وتتانين علية 
وقت الظهر قال لي : ادن مني؛ وضع أذنك عند أذني؛ ففعلت» فسمعت صياح 
الديك فأغشي علي زمانا. قال: ووصف لي يوما الشيخ عقيل المنجبي رضي الله 
عنه؛ فأطنب في ذكرهع فقلت: يا سيدي هل لك أن ترينيه» فأعطاني مراة وأمرني 
أن أنظر فيهاء فنظرت شخصي ثم توراى عني» وظهر لي شخص أراهء ولا يخفى 
علي من وجهه شيء» فقال لي الشيخ عدي: تأدب فإنه الشيخ عقيل» ودمنت ساعة 
طويلة انظره كذلك» ثم توارى عني» وظهر لي شخص آخر. 

وهو الشيخ شرف الدين أبو الفضائل عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى 
أبن مروان بن الحكم بن مروان الأموي. أصله من حوران» وسكن جبل هكارء 
واستوطن لالش إلى أن مات بها فى سنة ثمان وخمسمائة» وقد كبر سنه ودفن 
بزاويته المنسوبة إليه» وقبره بها ظاهر يزار. وكان فقيهاً عالماء فصيحاً ظريفاًء 
متواضعاً حسن الأخلاق مع شدة الوضاءة» وكثرة الهيبة رضي الله عنه . 

أخبرنا الصالح أبو عبد الله محمد بن كامل الحسيني البيساني . قال: 
سمعت الشيخ العارف أبا محمد شاور الشيبي المحلي بها يقول: صنع الخليفة 
ببغداد وليمة؛ ودعا إليها جميع مشايخ العراق وعلمائهاء فحضروا كلهم إلا الشيخ 
عبد القادر, والشيخ عديا بن مسافرء والشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنهم» فلما 
اضرف الناس؛ قال الوزير للخليفة؛ إن الشيخ عبد القادرء والشيخ عدياء والشيخ 
احمد, لم يحضرواء فقال الخليفة: كأن لم يحضر أحد إذن» ثم أمر حاجبه أن 
«أتي إلى الشيخ عبد القادر فيدعوه؛ وأن ينطلق إلى جبل هكارء وإلى أم عبيدة 
ليحضر الشيخ عدي, والشيخ أحمد. قال: فقال لي الشيخ عبد القادر قبل أن 
يوم الحاجب من مجلس الخليفة» وقبل أن تسطر البطاقات : يا شاور» اذهب إلى 
المسجد الذي بظاهر باب الحلبة» تجد فيه الشيخ عدي بن مسافر ومعه اثنان, 
لعف قرام لقنب إى ند الشر نيزي قنجد دوا سين امد إل ناضي ونه 
الكام” ادعوم إلى .قال 4 فلاهيكة إن التتدحة اندي تظاهن اليل ترتحداك 
الشيخ عدياء ومعه اثنان؛ فقلت: يا سيدي أجب الشيخ عبد القادر» فقال: سمعاً 
وططاعةم فقاموا, وذهب معهم, فقال لي الشيخ عديء يا شاورء ألا تذهب إلى 
الشيخ أحمد كما أمرك الشيخ؛ قلت: بلى» فاتيت مقبرة الشونيزي» فوجدت 
الشيخ أحمد ومعه اثنان» فقلت: يا سيدي؛ أجب الشيخ عبد القادر, قال: سمعا 
وطاعةء وقاموا فتوافى الشيخان في باب رباط الشيخ عبد القادر وقت المغرب» 
فقام إليهم الشيخ وتلقاهمء فما لبثوا غير يسيرء فجاء الحاجب إلى الشيخ, 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عأية ‏ سس ست هلمو 
فوافاهما عنده» فأسرع إل الخليفة» وأعلمه باجتماعهم» فكتب الخليفة إليه بخطه 
يسألهم الحضورء وبعث إليهم ولده وحاجبهء فأجابوه وذهبواء وأمرني الشيخ 
بالمسير معهى فلما كنا بالشط وإذا بالشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه؛ فتلقاه 
المشايخ وسار معهم., فأتى بنا إلى دار حسنة» وإذا الخليفة فيها قائم مشدود 
الوسطء ومعه خادمان له» وليس في الدار سواهم» فتلقاهم الخليفة» وقال لهم: يا 
سادة» إن الملوك إذا اجتازوا برعاياهم بسطوا لهم الحرير ليطأوه» ووضع لهم ذيله. 
وسألهم أن يمشوا عليه ففعلواء وانتهى بنا إلى سماط مهيأء فجلسوا وأكلواء 
وأكلنا معهم» ثم .خرجوا وأتوا إلى زيارة قبر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه؛ 
وكانت ليلة شديدة الظلمة» فجعل الشيخ عبد القادر كلما مر بحجرء أوخشبة» أو 
جدارء أو قبرء أشار بيده إليه» فيضيء كضوء القمر» ويمشون في نوره إلى أن 
ينتهي ضوءه» فيشر الشيخ إلى آخر فيضيء» وما زالوا يمشون في النورء وليس 
فيهم من يتقدم الشيخ عبد القادرء إلى أن أتوا قبر الإمام أحمد» فدخل المشايخ 
الأربعة يزورون» ووقفنا على باب المزار حتى خرجواء فلما أرادوا أن يتفرقواء قال 
الشيخ عدي للشيخ عبد القادر: أوصني» قال: أوصيك بالكتاب والسنة» ثم 
تفرقوا . 

أخبرنا الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد المقدسيء قال: سمعت 
الشيخين؛ أبا القاسم هبة الله بن المنصوري» وآباالحس غليا الحبار البغادنين: 
قالا: سمعنا الشيخ أبا القاسم عمر بن مسعود البزار» يقول: كان سيدي الشيخ 
محيي الدين عبد يك اد يثني كثيراً على الشيخ عدي بن مسافر 
رضي الله عنهماء فاشتقت إلى رؤيته» واستاذنت الشيخ في زيارته» فأذن لي» 
فسافرت حتى أتيت ت إلى جبل هكارء فوجدته قائما على باب زاويته بلالش» فقال : 
أهلا يا عمرء يا عمر تركت البحرء وجئت إلى الساقية» يا عمر الشيخ عبد القادر 
مالك أزمّة الأولياء كلهم؛ وقائد ركائب المحبين بأسرهم؛ في هذا العصرء ر 
الله عنهم أجمعين» ورحمنا بهم بمنه وكرمه. 

الشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أكابر مشايخ العراق» 
وأعيان العارفين» وأئمة المحققين» صاحب الكرامات الظاهرة» والأفعال الخارقة» 
والأحوال الجليلة» والمقامات السنية» والهمم العلية» واللأأوصاف الشريفة» وال خلاق 
الرضية» صاحب الفتح الطالع» والكشف اللامع؛ له الدرجات المنيفة» في المعارف» 
والإشارت اللطيفة في الحقائق» والطور الرفيع في المعالي» والمحل الأحمد من 


يوم سس سل ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
القرب» والمنهل الأحلى من الوصلء» واليد المبسوطة في التصريف» والباع الرحب 
في التمكين. 

وهو أحد أركان هذه الطريقة» وأعلام علمائهاء وصدور سادتهاء ورؤساء 
القادة إليها علماء وعملاًء وحالأوزهداء وتحقيقا. 

وهو أحد من تذكر عنه القطبية» وهو أحد الأربعة الذين كانت مشايخ 
العراق يسمونهم اليراءة» على معنى أنهم يبرؤن الأكمه والأبرص» وهم: الشيخ 
عبد القادر الجيلي؛ والشيخ علي بن الهيتي» والشيخ بقا بن بطوء والشيخ أبو 
سعد القيلوي» رضي الله عنهم. فيما أخبرنا أبو الفتوح عبد الحميد بن معالي 
الصرصريء قال: أخبرنا الشيخ علي الخباز. قال: سمعت العمر بن الكيماتي» 
والبزار يقولان : أد ركنا أعيان المشايخ من الصدر الآول يسمون الشيخ عبد القادر, 
والشيخ علي بن الهيعتي» والشيخ بقا بن بطوء والشيخ أبا سعد القيلويء البرأة؛ 
يعني يبرؤن الأكمه والأبرص . 

قال أبو الفرج الصرصري: وكان الشيخ محمد الخياط البغدادي» المعروف 
بالواعظ, رحمه الله تعالى» عند الشيخ علي الخباز» لما قال ذلك» وكان قد اعتراه 
صممء فقال لرجل إلى جانبه: ماذا يقول الشيخ؟ فأعاد إليه ما قال: فقال: اللهم 
بسحرمتهم عاف سمعي» فزال صممه في الحال العاجل» حتى صار يسمع تناجي 
الرجلين . قال: وأنا رأيته أصمء ورأيته يسمع التناجي» وكانت عنده الخرقتان 
اللتان ألبسهما أبو بكر الصديق رضى الله عنه» أبا بكر بن هوار رضي الله عنه» في 
النوم» واستيقظ فوجدهما عليه» وهما ثوب وطاقية» وأعطاهما ابن هوار لمريده 
الشيخ ابي محمد الشنبكى رضى الله عنهء» وأعطاهما الشنبكي لمريده تاج 
التارفين أبو الوفاء رضى الله عنهء وأعطاهما تاج العارفين لمريده الشيخ علي بن 
الهيتي رضي الله عنه واعطاهما ابن الهيتيى لمريده الشيخ علي بن إدريس رضي 
اللةاعمهه انم عمد دامر مدن ْ 

وهو الذي أتاه الخطاب : يا ملكى تصرف في ملكي» واشتهر عنه أنه مكث 
ثمانين سنة ليس له خلوة ولا معزل» بل ينام بين الفقراء . 

وهو أحر من أظهره الله تعالى الى لخلقء وأوقع له عندهم القبول التام 
الحكاميو وذفر صدورهم من هيبته؛ وقلوبهم من محبته» وأنطقه بالمغيبات» وخرق 
له العادات» وأقامه حجة وقدوة. وكان شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي 
الله عنه» يثني عليه كثيراً ويحبه ويحترمه» ويرفع من شأنه . وقال: كل من دخل 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عالية ‏ سس سس 89م 
بغداد من الأولياء من عالم الغيب والشهادة» فهو في ضيافتناء ونحن في ضيافة 
الشيخ علي بن الهيتي . وقال: انفتق رتق قلب علي بن الهيتي» وعمره سبع سنين» 
وما سلجيا ات احداً من المشايخ الذين عاصروا الشيخ محبي الدين عبد القادر كان 
اكثر تردادا وخدمة وودًاً له من الشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنهما. 


أخبرنا أبو محمد رجب الداري» قال: سمعت الشيخ أبا الحسن غلا 


الخباز» قال: سمعت أبا الحسن الجوسقى رضى الله عنه» يقول: لما قال سيدي 
عبد" القاذو:رضى :الله عن لل من كل طويلة قحل لآ يقاوي كنت عاضر السجعة: 
قال لي يدي «الشيع على اين اليس .رضي اللشاعنه : يا سيدئ: أنا وجميع 
أصحابي غلمانك. ولم يكن لأحد من مشايخ العراق في عصر الشيخ علي بن 
سل ب > ان ين يد كان يعدواله من كل يلد وكان يبعث إلى مشايخ 
العراق كل يوم معلوماء وما كمل لاحد ديناراً سوى الشيخ محيي الدين عبد القادر 
رضي الله عنه. انتهت إليه رئاسة هذا الشأن في تربية المريدين الصادقين» 
وكشف مشكلات الأاحوال» ومنازلات الموارد بأعمال نهر الملك» وما يليها. 
تخرج غير واحد من الأكابر بصحبته؛ مثل الشيخ القدوة أبى محمد علي بن 
إدريس اليعقربي رضي الله عنهم. . وتلمذ له جماعة كثيرة من ذوي الأحوال 
الفاخرة» وانتمى إليه أمة من الخلق» وأجمع المشايخ والعلماء على تبجيله 
واحترامه . وكان شيخه الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء رضي الله عنهء يغني عليه 
كثيراء ويقدمه على غيره وينبه على فضيلته» ومعه بعث طاقية إلى الشيخ جاكير؛ 
وأمره أن يضعها على رأسهء وأقامه مقام نفسه؛ وكان له كلام نفيس عال على 
تطان المتحعتي: 

منه: الشريعة ما ورد به التكليف» والحقيقة ما حصل به التعريف» فالشريعة 
مؤيدة بالحقيقة» والحقيقة مقيدة بالشريعة» والشريعة وجود الأفعال لله عز وجل» 
والقيام بشروط العلم» بواسطة الرسل» والحقيقة شهود الأحوال بالله تعالى» 
والاستسلام لغلبات الحكم بتقرير لا بواسطة . 

ومنه: ما دام التمييز باقيء كان العكليف متوجهاء وعلامة صحة الحال» أن 
يكون صاحبه محفوظاأً في أحوال غلبته» ما كان مغلوباً في أوقات صحوهء والباقي 
بربه تعالى» هو من تحققق بحقوقه» وتمحض في دوام شهوده؛, والأحوال كالبروق» 
لا يمكن استجلابها إذا لم تكن» ولا استيفاؤها إذا حصلت,ء إلا أن يجعل بعض 
الأحوال غذاء لأحد » فيربيه الحق منه. فيصير وطنا له ومثوى. 


ب؟ود بد دس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
ومنه: الحق وراء ما أدركه الخلق بأفهامهم» أو أحاطوا بعلومهمء أو أشرفوا 
عليه بمعارفهم» وكل من كوشف بشيء فعلى قدر قوته وضعفه؛» وبطعهء فكل من 
كوشف بشيء بالحقيقة» أو شاهد الحق» أو اختطف عن شاهده بوجود الحقء أو 
استهلك في عين الجمع؛ أو ليس يشهد سوى الحق, أو ليس يحسن سوى الحق»ع 
أو هو محو في حق الحق» أو هو مصطلم عنه بسلطان الحمقيقة» أو متجل له الحق 
بجلال الحق إلى آخر ما عبر عنه معبر» أو أشار إليه مشيرء أو انتهى إليه علم؛ فإنما 
هي شواهد الحق» وحق من الحق» وكل ما بدا على الخلق فذاك مما يليق بالخلق» 
وهو من حيث الحق» وجميع ما تحقق بوصفه خلقء فهو أحوال» والأحوال من 
صفات أهل المعرفة» ولا سبيل لمخلوق إلا إلى الأحوال» ومحو الأ حوال والترقي عن 
السكون إلى الأحوال» والغيبة عن الأحوال» والتنقي عن الأحوال حالة من جملة 
الأحوال» والتوحيد فوق المعارفء وكان يتمثل بهذه الأبيات : [ من البسيط ] 
إن رحت أطلبه لا ينقضي سفري أو جفت أحضره أوحشت من حضري 
فما أراه ولا ينفك عن نظري وفى ضميري ولا ألقاه في عمري 
فليتني غبت عن حسي برؤيقه وعن فؤادي وعن سمعي وعن بصري 
أخبرنا أبو الحسن بن يحيى بن نجيم الحوراني» وأبو حفص عمر بن مزاحم 
الدنيسري. قال: سمعنا الشيخ علي بن إدريس اليعقوبي . 
وأخبرنا أبو محمد سالم بن علي الدمياطي الصوفي» قال: سمعت الشيخ 
العارف أبا حفص عمر اليزيدي . قالا : سمعنا شيخنا الشيخ علياً بن الهيتي رضي 
الله عنه» يقول: لو دبت نملة دهماءء في ليلة ظلماء» على صخرة سوداءعء وراء 
جبل قافء ولم يعلمني بها ربي منه إل بلا واسطةء ويطلعني عليها عياناء 
لتفطرت مرارتي . قالا: وركب دابته مرةء وأتى إلى بلدة من أعمال نهر الملك» 
ونزل على بعض أهلهاء فاحتفل به الرجل احتفالاً عظيماً. فقال له الشيخ: اذبح 
هذه الدجاجة» وهذه وهذه يشير إلى دجاج بين يديهء ففعل فخرج من بطونها 
حبات ذهب. فبهت الرجل») وكانت لأخته عنبرية من ذهب فانصرمت من حيث 
لم تشعرء والتقطها الدجاج» وفقدتهاء وظن أهلها أنه حدث عليها أمر» وهموا 
فقال الشيخ: إن الله أطلعني على أمر أختكم» وعلى ما في نفوسكمء وعلى 
ما في بطلون هذه الدجاجء وإنى استاذنت ربى تبارك وتعالى في أن أكشف لكم 
هذه القضية» وأنقذكم من اليلكة فأذن لي . قالا: وسرنا معه مرة أخرى في قرى 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم علية ‏ سس سس تب 9987# 


نهر الملك. فوجدنا أهل قريتين قد أشهروا سيوفهم» وتوجهوا للقتال» وبينهم 
قتيل مطروح؛ وكل من في الفريق قد اتهم بقتله» فجاء الشيخ حتى وقف على رأس 
القتيل» وأخذ بناصيته وقال: من قتلك يا عبد الله؟ فاستوى القتيل جالساء وفتح 
عينيه؛ ونظر إلى الشيخ وقال بلسان فصيح سمعه كل من حضر: قتلني فلان بن 
فلان» ثم طفى كما هو وعاد إلى حاله أول مرة. 
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي القطفني» قال: أخبرنا الشيخ 
علي بن سليمان الخباز. قال: سمعت الشيخ أبا الحسن الجوسقي» يقول: 
حضرت منفاها بغ نيدي الشيخ علي بن الهيتيٍ رضي الله عنهء بزريران» وكان 
فيه جماعة من الشيخ» والصلحاءء والفقهاء, والقراء؛ فلما أخذ المشايخ بحظهم 
من السماع؛ أنكر عليهم الفقهاء والقراء ببواطنهم» فقام الشيخ علي بن الهيتي؛ 
فطاف عليهم, فكان كلما قابل متهن رجلا نظار إليه فيفقد جميع ما في صدره 
من العلم والقرآنء» حتى أتى على آخرهم., وانصرفوا ومكئوا كذلك شهراء ثم أتوا 
كلهم إليهء وقبلوا رجليه» واستغفروا لهء فأمرني فمددت لهم سماطأًء فاكلواء 
وأكل الشيخ معهم وألقم كلا منهم لقمة» فوجد كل منهم ما فقده مع تلقيم 
الشيخ تلك اللقمة» وانصرفوا مسرورين. قال: ورأيته يوما من حيث لم يشعر بي 
في ظني جالسا تحت نخلة في قراح» فرأيت النخلة امتلأت عراجين تمر» وتدلت 
حتى دنت منهء فجعل يتناول من التمر ويأكل» ووالله ما في العراق تمرة على 
نخلة» ولا هو أوان حمل النخل» ثم انصرف فجكت على أثره؛ إلى مكانه ذلك؛ 
فوجدت تمرة» فأ كلتهاء ووالله ما أكلت تمرة من تمرات الدنيا يشبه طعمها. 
قال: ورأيته يوم على شفير بكر يستقي منها دلوأ ليتوضاء فطلع له منها في الدلو 
ذهبء فقال: يا رب أريده ماء أتوضاً به» ثم أفرغ الدلو فى البثرء واستقى ثانية) 
فطلع في الدلو فواكهء فققال: يا رب أريد ماءً أتوضاً بهء ثم أفرغ الدلو ة فى البعر, 
واستقى ثالثئةق فطلع في الكل هاء فتوضاً به ثم أكب رأسه في رأس البعر فطلع 
الماء إلى رأسها حتيى شرب, وكانت بعيدة الرشاء . 
أخبرنا أبو محمد رجب الداري» قال: سمعت الشيخ العارف أبا محمد 
مسعود الحارثي» يقول: كان لشيخنا الشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه؛ امرأة 
تخدمه اسمها ريحانة» وتلقب بست البهاء» فمرضت مرضها الذي ماتت فيه 
وقالت للشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه: يا سيدي: أشتهي رطبأء ولم يكن 
في ذلك الوقت بزريران رطبء» وكان بقطفتا رجل صالح اسمه عبد السلام 


م 4 7 مس0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
القطفني» وكانت له نخلات رطب تتأخر عنده من رطبهن» فحول الشيخ وجهه 
إلى جهة قطفتا وقال: يا عبد السلام احمل إلى ريحانة رطيا من رطبك» فأسمع 
الله تعالى عبد السلام صوت الشيخء فاخذ من الرطب وسافر إلى زريران» وقدم 
بين يديها الرطبء فأكلت منهء والشيخ علي بن الهيتي عندها. فال لها عبد 
السلام: يا سيدة؛ بين يديك ما هو أطيب من هذاء فقالت: يا عبد السلام أكون 
خادمة الشيخ علي بن الهيتي» ويفوتني شيء من شهوات الدنيا والااخرة» اذهب 
فلتتنصرن» ثم ماتت» وذهب عبد السلام يطلب بغداد» فرأى في طريقه نسوة 
نصارىء فافتتن بإحداهن» وسألها أن يتزوج بهاء فابت إلا أن يتنصرء ففعل» وأقام 
عندها في بلدها مدة» وولدت له ثلاثة أولاد, رلى ريا شديدا أشرف منه على 
الموت» فقيل للشيخ علي بن الهيتي فيه» فقال : إنيى قد غضبت لغضب ريحانة» 
وقد رضيت فاأتوني بعبد السلام» فإني لا أحب أن يحشر مع أعداء الله تعالى؛ 
فقال الشيخ علي» للشيخ عمر البزار» وكان عنده في ذلك الوقت زائرأء اذهب إلى 
قرية كذاء وادخل على عبد السلام» وصب عليه جرة من ماءء وآتني به» فذهب 
الشيخ عمر إليه فوجده مدنف بالمرض» فصب عليه جرة ماءء فقام وأسلمء 
وأسلمت زوجته وأولاده؛ وجميع من في داره» وشفي من مرضه في ذلك الحال» 
وأتوا كلهم إلى الشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه ورجع على عبد السلام كل 
ما كان مشتملاً عليه من الخيرات . 

سكن رضى الله عنه زريران» بلدة من أعمال نهر الملك إلى أن مات بها في 
سنة أربعة يسنين وعيشياتة وقد علت سنه على مائة وعشرين سنة» وبها دفن 
وقبره بها ظاهر يزار. وكان بهياً خريفاً جميلاًء يلبس لباس أهل السواد» وقد حوى 
مكارم الآخلاق. ومحاسن الصفات» وجلائل المناقب». وكان من أكرم الناس» 
وأوفرهم عطاءء وأكثرهم إيثارأًء ومآثره فيه مشهورة» وكان لأصحابه على سلوك 
هذا المقام اقتفاء هذا المنهاج رضي الله عنهم . وزريران بزاي» وبعدها راء مهملة 

رةء وياء وبعدها راء مهملة» وألف» ونون» على وزن قفيزان . 

أخبرنا أبو الحسن على بن يحيى بن أبي القاسم الأزجي» قال : أخبرنا قاضي 
القضاة أبو صالح نصر الله. قال: سمعت المشايخ الأجلاء أبا محمد علي بن 
إدريس اليعقوبي» وابا الحسن الجوسقي» وأبا حفص عمر اليزيدي» يقولون: كان 
شيخنا الشيخ علي بن الهيتى رضي الله عنه؛ إذا أراد زيارة الشيخ محيي الدين 
عبد القادر رضي الله عنه» خرج من زريران» ومعه أعيان أصحابه» فإذا وصلوا إلى 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه لمعم سح عع سس ص سس سس .9 ل 99 


بغداد أمرهم أن يغتسلوا في دجلة» وربما اغتسل معهمء ثم يقول لهم: نقوا 
قلوبكمء واحفظوا خواطركمء فإنا نوريد أن ندخل على السلطان» فإذا دخل بغداد 
تلقاه الناس» وأهرعوا إليهء فيقول لهم: إلى الشيخ عبد القادر» فإذا وصل إلى باب 
مدرسة الشيخ خلع نعليه؛ ووقف فيناديه الشيخ: إلى يا أخي فيدخل» ويجلسه 
إلى جانبه» فيجلس وهو يدعوء فيقول له الشيخ عبد القادر» : مم تخاف وأنت 
شيخ العراق؟ فيقول له الشيخ علي : يا سيدي أنت السلطان» أمني خوفكء فإذا 
أمنت خوفك أمنتء, فيقرول له: لا خوف عليك. قالوا: وشهدناه مرة بزريران» 
وبين يديه صاحب الديوان وغيره» فأتاه شيخ وساره في أذنه, ثم انصرف» فقام 
الشيخ وشدً وسطهء فقال له صاحب الديوان: يا سيدي ما هذا؟ قال: إذا أتاك أمر 
الخليفة ما تصنع.و قال: يا سيدي مثلما فعلت» أشد وسطي» ثم لا أزال حتى 
أفعل ما أمرت بهء وكذلك أناء إنه قد أتاني أمر الخليفة» ولا بد لي من مبادرتي 
لامتثال أمره» فال يا سيديي : ومن هو الخليفة؟ قال : الشيخ عبد القادر هو خليفة 
الأولياء والمشايخ في هذاء وسلطان الوجود في هذا العصرء وقد جاءني الخضر 
عليه السلام من عنده برسالة» يطلب مني ثورين لحمامه. 

أخبرنا أبو حفص عمر بن مزاحم الدنيسري» قال: أخبرنا الشيخ أبو حسن 
الخفاف البغدادي. قال: سمعت شيخنا الشيخ أبا السعود أحمد بن أبي بكر 
الحريمي العطار قال: جاء الشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه» مرّة إلى زيارة 
شيخنا الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» فوجدناه نائماء فأردنا أن نوقظهء فمنعنا 
الشيخ علي» وقال: والله والله والله» أشهد عند الله عز وجل أن ما في الحواريين 
مثله» وأشار إلى الشيخ عبد القادر» فلما استيقظ قال: أنا محمدي» والحواريون 
عيسويون» ثم تكلم الشيخ عبد القادر بكلام عظيم في المعارف؛ فقال الشيخ 
علي : ما بقي أحد بعد الشيخ يتكلم بمثل هذا الكلام. 

أخبرنا قاضي القضاة» شيخ الشيوخ» شمس الدين أبو عبد الله محمد 
المقدسي . قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله المنصوري» قال: سمعت 
الشيخ الجليل أبا عمرو عثمان الصريفيني» يقول: قصد سلطان العجم مرة بغداد 
بجيش عرموم عظيم» وعجز الخليفة يومئذ عن مبارزته» وظن زوال ملكه. فجاء 
إلى شيخنا الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» يستغيث به) في أمورهم) فوافاه 
وعد الحم على اين البوكي برضم الللاعوء تال الضيق هبه القادر للشيخ علي 
ابن الهيتي : مر هؤلاء يرحلوا عن بغداد» قال : سمعاً وطاعة؛ ثم قال الشيخ علي بن 


8ق ا م م سيت - اق كر احزام المشاييع بالملعا لو 7 


الهيتي لخادمه : اذهب إلى جيش العجم» وانته 2 آخره) تجد مئزر أ مرفوعا - 
قفا #الحسة وس دولك يدن اليه يقول ل> كم علي بن الهيتي : 0 
بغداد» فإن قالوا لك: نحن ما أتيناها إلا بأمر فقل لهم: وأنا أيضاً ما جعتك 
بأمرء فانصرف الخادم حتى أتى إلى أولكك النفر الغلاث» فقال لهم: يقول 0 
الشيخ علي بن الهيتي : ارحلوا عن يغدادء فتمالوا: إنا ما أتيناه إلا بأمرء فقال لهم: 
وأنا أيضا ما جفتكم إلا بأمر. قال: فمد أحدهم يده إلى تلك العصاة فألقاهاء 
وطوى المثزر» وانصرفوا نحو العجم» فإذا الجيش كله ألقى الخيمء ورجع على 
أثره؛ من حيث جاء رضي الله عنهم أجمعين . 
الشيخ عبد الرحمن الطفسونجي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أكابر 
مشايخ العراق» وأعيان العارفين» وصدور 50 صاحب الأحوال الفاخرة؛ 
والكرامات الظاهرة» والمقامات العلية» والأفعال الخارقة» والمعارف الجليلة؛ 
والحقائق السنية؛ له الكشف الجلي» والتصريف النافذ» والبسطة العظيمة في 
أحكام الولاية والتمكين المكين في أحوال النهاية» والدرجات الرفيعة في القرب . 
والطور ر العلي في المقامات . 
وهواحد اوتاد هذه الطريقة» وأعلام العلماء بهاء وأئمة ساداتها المحققين) 
ورؤساتها المفتتين. 
وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجودء وصرفه في الكونء وأظهر على 
يديه الخارقات» وقلب له الأعيان» وأنطقه بالمغيبات» وأوقع له القبول العظيم في 
القلوب, والهيبة التامة في الصدور. وهو الذي قال تانق ايم كالكركي بين 
الطيورء وأطولهم عمقاً. 
وهو الذي قال: أيما مريد لى كانت على عنقه كازة» فليضعها على بالي. 
ورأى بعض الصلحاء رسول الله ييه في المنام» فسأله عنه فقال: هو من المتكلمين 
في حضرة الغد من وكان شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه, 
يئني عليه كثيرأًء ويرفع شأنه؛ ويوصي باحترامه. وقال فيه الشيخ عبد الرحمن: 
جبل راسخ لا يتحرك. وكان فقيهاً فاضلاًء فصيحاًء ظريفاً». شيخاً كريماً معرافاء 
زاهداً محققاً . وكان يتكلم بطفسونجء وما يليها من الأعمال في علمي الشريعة 
والحقيقة» على كرسي عال ويحضره المشايخ والفقهاء» ويلبس لباس العلماء, 
ويركب البغلة» حتى انتهت إليه تربية المريدين الصادقين بطفسونج» وما يليها 
من الأعمال. وتخرج بصحيبته غير واحد من الأعيان» وتتلمذ له جماعة من 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس و 
أصحاب الكرامات» وانتهى إليه عدد كثر من الخلق. وأشار إليه المشايخ» والعلماء. 
وغيرهم بالتبيجيل» والتعظيم» وقصد بالزيارات من كل مصرء وكان يتكلم بلسان 
المعارف والتحقيق كلاما جليلا . 

منه: المراقبة لعبد راقب الحق بالحق» وتابع المصطفى #َيلَّهُ في أفعاله 
والكلؤك راذايف وادله جين وجل تجاحهن اانه و حامية ران لا مكاون لبشه 
من أحوالهم إلى نفوسهم.ء ولا إلى غيره» فهم يراقبون الله تعالى» ويسألونه أن 
يرعاهم فيهاء والمراقبة تقضي حال القرب, والله عز وجل قريب قرب القلوب إليهء 
بما هو قريب معهاء فهو يقرب من قلوب عباده على حسب ما يرى من قرب قلوب 
عباده منه» فانظر بماذا تقرب من قلبكء» وحال القرب يقتضي حال المحبة؛ وهي 
تتولد من نظر القلب إلى غنى الله عز وجل وجلاله وعظمته» وعلمه وقدرته» 
فار تضق كو كايا من محف وذات عحياء ارود ونا لهاع اقاسناة فلتد يفا 
فطار بالله سبحانه طرياء وهام إليه اشتياقاء فيا له من وامق أنس بربه» كلف دئف 
بحبه؛ ليس له سكن ولا مألوف سواه» فهو محب خرج من رؤية المحبة إلى رؤية 


المحبوب » بفناء علم المحبة من حيث كان له المحبوب في الغيب ولم يكن هو : 


بالمحبة» فإذا خرج المحب إلى هذه النسبة كان محبا بلا علق والمحبة تقتضى 
الذكرء فلا يزال المحب يذكر ربه عز وجلء» ويدخل الخلل في ذكره» في نفسه. 
حتى يصير الغالب عليه ذكر ربه عز وجل» وصار كالغافل عن نفسه. ثم يغفل عن 
ذهوله عن نفسه» ويتنسى باستيلاء ذكره لربه جميع الإحساس» فيقال : اندرج في 
رؤية مذكورة» ويقال فني عن نفسهء ويقال: بقي بربه» ويقال: فنى عن فنائه» أي 
عدو عن دجو عفلته عن شيف باستيلاء د كر ووتعلي»: وضار لبس يشهد عيرق 
وهاهنا يذكره مصطلماً عن شاهده؛ مختطفاً عن نفسه» ممحواً عن جملته؛ فانيا 
عن كله وما دام هذا الوصف باقياً فلا تمييز» ولا إخلاص» ولاصدق» وهذا جمع 
الجمع. وعين الوجود. وهذا هو الوصول الذي يرد إلى أحوال التمييز والتكليف» 
فيحجب عن هذا الوصف بنوع ستر» ليقوم بحق الشرع» والمغاليط هاهنا كثيرة) 
والمحفوظ من رجع إلى أداء أحكام الشريعة . 

ومنه: من اشتغل بطلب الدنيا ابتلي بالذل فيهاء ومن تعامى عن تقابضص 
نفسه طغى ع ومن تزين بزائل) فهو مغرور» وأنفع العلوم العلم بأحكام العبودية) 
وأرفع العلوم معرفة ة التوحيد» ولا يضر مع التواضع بطالة إذا قام بالواجبات والسئن» 
ولا ينتج مع الكبر عمل مندوب» ولا علم مستجاب» وإن أقامك ثبت» وإن قمت 
بنفسك سقطت» وكان يتمثل بهذه الأبيات: 


04 ا 0.2 ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
حاضر فى القلب يعمره لست أنساه فأذكره 
إن واي كنت افر اه أو جفانى ما أغيره 
لوبو نوراف ]ول توف .ركسا ارعيود الستلره 
وروي عنه أنه عمل في رباطه بطفسونج سماعاء فأنشد القوال هذه الآبيات» 
فطرب الحاضرون وغمرهم الوجد» فدخلت عليهم أسدء واختلطت بهم؛ ومات 
رععل: 
أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن علي 
القرشي الأزجي . قال: أخيرنا الشيخ العارف أبو طاهر الخليل ابن الشيخ الجليل 
أبي العباس أحمد بن علي الصرصري . قال: سمعت أبي يقول: كان الشيخ عبد 
الرحمن الطفسونجي رضي اللّه عنهء من أجلاء مشايخ العاراق» كان مبارك اليد 
فما أمرها على سقيم إلا عوفي» ولا على أكمه إلا أبصرء ولا على مقعد إلا مشى. 
وكان مجاب الدعوة, فما دعا بأمر إلا النفل. وشهدته مرة» وقد أتاه رجل من 
أصحابه؛ وقال له: يا سيدي إن لي نخلات لا تثمر منذ إحدى عشرة سنة» وبقرات 
لتنج مدل قلانك سكين "قادع الله :فيه بالبركةء وها له ناخرت تخلاعه العمر 
من عامها ذلك؛ فكانتت من أفخر تمر العراق» وأكثره خراجاء وأنتجت بقراته من 
شهره ذلك» حتى كان من أكثر الناس ماشية» ودراء وكان نافذ التصريف» ظاهر 
الفعل؛ عظيم الهيبة. وكنت عنده بطفسونج يوماً فقيل له : إن فلاناً وسمى له أحد 
مريديه ببلدة أخرى, يقول إنه أعطي ما أعطيت,ء فقال : الذي أعطاني أعطاه» لكن 
لم يعطه مثل ما أعطاني» ثم قال: سأرميه يسهمء واطرق ساعة ثم قال: قد رميته 
بسهم فتلقاه» وسارميه بآخرء وأطرق ساعة ثم قال : قد رميته بآخر فتلقاه» وسأرميه 
بئالث فإن تلقاه فقد أعطي مثلما أعطيت» وأطرق ساعة ثم قال: قد مات 
فأسرعوا إليه؛ فوجدوه ميتاً في داره ببلده؛ وأنا ممن صليت عليه. قال: وسمع 
يوما رجلا يترنم بالشعرء والمؤذن يؤذن» فأمره بالسكوت» فلم يسكتء فقال له: 
اكوم ثم لا تتكلم حتى آمرك» فاخرس الرجل ولم يستطع نطقاء ومكث كذلك 
ثلاثة أيام» ثم جاء إلى الشيخ واستغفر له؛ فقال له: اذهب وتوضاء ففعل فتكلم. 
قال: وحكى لي بعض أصحابنا الصلحاءء قال: كنت بين يديه يوماء وبيده 
مكحلة» ومرود يكتحل به» فسألته أن يكحلني بيدهء فكحلني كحلة واحدةء 
فكشف لي عن أمور جليلة» ونظرت من الفرش إلى العرش . 
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن سليمان الأنصاري الواسطي . قال: 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس سس ست 888 


أخبرنا الشيخ الصالح أبو نصر صالح بن أبي المعالي بن الحسن بن أحمد 
الأنصاري الطفسونجي . قال: سمعت أبي يقول: كان شيخنا الشيخ عبد الرحمن 
الطفسونجي كثير الإخبار بالمغيبات. وكان لا يخبر بشيء إلا وقع كما وقع على 
ما وصفء ولو بعد أربعين سنة. وكان يخبر أصحابه بتفاصيل أمورهم» وجزيئات 
أحوالهم. وكان إذا قعد مريد له في خلوة» ينزله “كل يوم منزلا من منازل الطريق» 
ويخبره بجميع أحكامها قبل أن يجدها ذلك المريد» ثم لا يزال يرقيه درجة بعد 
أخرى حتى يقول له غدا تنال مرادك» فإذا انتهى إلى مقام الوصول قال له: ها أنت 
وربك. قال: وكنت معه يوم تحت جبل في صحراء من صحارى العراق» فمّال : 
سبحان من سبحته الوحوش في القفار» فإذا بين يديه وحوش عظيمة قد ملأت 
البطحاء» وهي تترنم بلغاتها وتهيم بأصواتهاء وامتزجت الأسد بالأرانب»؛ والظباء؛ 
جاء بعضها يتمرغ على قدميه. ثم قال: سبحان من سبحته الطيور في أوكارهاء 
فإذا على رأسه في الهواء طيور كثيرة من كل جنس» قد سدت الفضاءء وهي تلحن 
بأنغامهاء وتترجع بأصواتهاء ودنت منه حتى عكفت على رأسه. ثم قال: سبحان 
بو سيعت الرنام العراييت :لطبت رباج بعد بودن كل جه لج أر اكت مم رولا 
الطف تسيما ولا أرق هبوباء وما كانت هبت قبل كلامه ذللك. ثم قال : سبحان من 
. سبحته الجبال الشوامخ» فاضطرب الجبل الذي م 

وهو رضي الله عنهء أسدىء وكان اسمه حبيبا فيما بلغني» لكن قيل له في 
عد : مرحباً بعبد الرحمن فتسمى به. 

وسكن طفسونج بلدة بأرض العراق» وبها مات مسنأء وكبرة يها ظاهر يزار» 
رضى الله عنه . 

ْ أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن سليمان الأنصاري . قال: أخبرنا 

خالي أبو نصر صالح بن الحسن الطفسونجي؛ قال: سمعت الشيخ الأصيل أبا 
حفص عمر ابن الشيخ القدوة أبو محمد عبد الرحمن الطفسونجيء يقول: خرج 
والدي يوم الجمعة من داره ليركب بغلته؛ ويذهب إلى صلاة الجمعة» فوضع رجله 
في الركاب ثم نزعها منه» ووقف على الأرض ساعة؛ ثم ركب وانصرف», فلما 
انقضت الصلاة سألته عن سبب ذلك» فقال: كان الشيخ عبد القادر يريد أن يركب 
بغلته في ذلك الوقت ببغداد» وينصرف إلى الجامع»؛ فأردت أن لا أتقدم عليه في 
الركوب أدبا معه. فإنه قد قدمه الله تعالى على اهل زمانه» وفضل منزلته على 
منازلهم» ومكنه من أحوالهم. قال: وخرج يوما يريد السفر فوضع رجله في 


.ب ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


الركاضم ثم نزعها ودخل داره» فقلت له في ذلك فتمَال: يا بني لم أجد في الأرض 
موضعاً يسع قدمي» ثم لم يخرج من طفسونج حتى مات رضي الله عنه . 

وأخبرنا أبو الفتح الواسطي عن خاله أبي نصر الطفسونجي . 

قال: سمعت أيا الحسن بن أحمد الطفسونجي»ء يقول: احتضر شيخنا 
الشيخ عبد الرحمن الطفسونجيء رضي الله عنه» فقال له ولده: أوصنيء قال: 
أوصيك بحفظ حرمة الشيخ عبد القادرء والوقوف عند أمرهء ولزوم خدمته» فلما 
توفي جاء ابنه إلى الشيخ عبد القادر رضي الله عنه بيغداد. فأكرمه الشيخ وأليبسه 
خرقة» وزوجه اينته . وكان يلبس لباس العلماء فجلس يوما في مدرسة الشيخ عبد 
القاد فجاء فقير موله» وقعد إلى جانبه» وجعل يقلب أكمامه ويقول: ما هذه أكمام 
ابن الشيخ عبد الرحمن الطفسونجي» وهذه أكمام ابن هبيرة» يعني الوزير» فقام 
ودخل إلى داره وخلع ثيابه» ولبس مسحاء وخرج من بغداد ولم يعرف له خير 
ولم يوقف له على أثرء فقال الشيخ عبد القادر رضي الله عنه بعد مدة لرجلين من 
أصحابه : اذهبا إلى عبادان تجدا فيها ابن الشيخ عبد الرحمن الطفسونجيء فإذا 
وقع نظركما عليه؛» صار فى أسركما فأتيا به» فلما دخلا عليه عبادان سألا عنه 
بعض رجال عبادان المقيمين على شاطىء البحر» فقال لهما: إنه يأتي كل يوم إلى 
البحر يتوضاًء وله هدير كهدير الأسد يكاد البحر يضطرب من هيبته» فما ليثنا أن 
جاء على ذلك الوصفء فلما نظراه قال لهما: قد أسرتماني في قبضة من 
أرسلكما. قالا له: أجب الشيخ عبد القنادو: عقال #«شعهفا وطاعة .فكانا مفضياك 
وهو خلفهماء يمشي إذا مشياء ويجلس إذا جلساء حتى أتيا به بغداد» فجلس بين 
يدي الشيخ عبد القادر رضي الله عنه منط رقا عا دنا فنزع عنه الشيخ مسحه. 
وألبسه ثوبه» وأدخله على زوجته رضي الله عنهم أجمعين . 

الشيخ بقا بن بطو رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان مشايخ العراق» 
وأجلة العارفين» وأكابر الصديقين. صاحب الأحوال النفيسة» والمقامات الجليلة 
والكرامات الباهرة» والأفعال الخارقة الظاهرة. صاحب المعارف السنية» والحقائق 
العلية» والإشارات اللطيفة» والمعارف الشريفة» له المحل العالي في التمكين؛ 
والمقر السامي من القربء والباع الطويل في الكشفء والقدم الراسخ في التصريف . 

وهو أحد أركان هذه الطريق» وأوتاد هذا الشأن» وصدور ساداته» ورؤساء 
أثمته» وأعلام العلماء به. 


وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجودء وصرفه في العالم» ومكنه من 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس ووم 


الأحوال؛ وخرق له العوائد» وقلب له الأعيان» وأوقع له القبول التام العظيم» والهيبة 
الوافرة ذ في القلوب . 

ا أحد الأربعة المسمين بالبرءة على ما تقدم بيانه . وكان ارين مي 
الدين شيخ الإسلام عبد القادر رضي الله عنه» يثني عليه كثيرأً» ويعظم شأنه, 
وقال: كل المشايخ أعطوا بالكيل إلا الشيخ بقا بن بطو فإنه أعطى جزافاً. انتهى 
إليه الزهد. وعلم الأحوال» وكشف مشكلات موارد الصادقين» بنهر الملك وما 
يليه . وتخرج بصحبته غير واحد من أهل من أهل الطريق» وانتمى إليه جماعة من 
ذوي الأحوال» وتلمذ له خلق من الصلحاءء وأجلة المشايخ والعلماء وغيرهم» 
وقصد بالزيارات والنذور من كل مصرء وذكره الشيخ أبو زكريا يحيى بن يوسف 
الصرصري» رحمه الله تعالى في قصيدة له أولها: [ من البسيط] 

هذا التهامة فاحبس غير متهم واعلم بان الهوى عن يمينة العلم 
وقد كسوت بقاء خلعة جمعت 1 الور قي لدن فقطاره 
تؤمه زمر الزوار طالبة لما رفعت له في الناس من علم 
وقد حللت بمعناه على ثتهقة2 من صدق وعدك في الأنياء والحكم 
وكان له كلام عال على لسان أهل الحقائق» منه: الفقر تجرد القلب عن 
العلائق» واستقلاله بالله تعالى» والتخلى عند الأملاك أحد أوصاف الفقر» لأنه 
شواغل وقواطع إذا سكن إليها العبد» فإذا تجرد عنه نقله عن الأملاك» ولا يتغير 
عليه الحال بوجود الأسباب وعدمهاء لا في القوة ولا في الضعف» ولا في السكون 
ولا في الانزعاج» ولا يؤثر فيه المهالك» فقد صح فقره» وصار حرا لا تأسره الأسباب» 
ولا يهزه وجودهاء ولا يستفزه عدمها فإن ملك فكانه لم يملك» وإن لم يملك 
فكأنه قد ملك» فلا يرى لنفسه في اللانيا والأآخرة عقاما ول درا وتكها ير لا 
يطلب» وكما لا يطلب لا يتمنى» فهو مستقل به» ويقف بلا طمعء ولا يسقط بالردء 
ولا ينهض بالقبول» من غير أن يعتقد في طريقه فضيلة على غيرهاء 5 
رفيع. والأمر فيه دقيق» وما لم يصل العبد إلى ربه عز وجل لا يصل إلى حقيقة حقيقة 
الوصف والفقر وصف كل مستغن عن غيره مستقل به له 
ما لم يخرج عن فقره بانتفاء شهوده لفقره» ونعت الفقير الصادق ما قال الله 
سيحانه  :‏ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون # [ الحشر ١:‏ ]. وصفته ما 
قال عز وجل : «9 ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة # [الحشر:3]. 
وعلامته ما قال الله تعالى : / لكيلا تأسوا على ما فاتكمء ولا تفرحوا بما آتاكم »© 
[الحديد:” ؟ ]. 


اا ع ني اذك ترام المشايع والعلناء له وشائهو عليه 

ومنه: أنصف الئاس من نفسلكء واقبل النصيحة ممن دونك» تدرك شرف 
المنازل» ومن لم يجد في قلبه زاجراً فهو خراب» وإذا سلى القلب عن الشهوات 
فهو معافى» ومن لم يستعن بالله تعالى على نفسه صرعته» ومن لم يقم بآداب أهل 
البداءة كيف تستقيم له دعوة مقامات أهل النهاية. 

أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي القاسم الأزجي . قال : أخبرنا الشيخ 
الصالح أبو الفتح بن أحمد الدقوقي» -خادم الشيخ الجليل العارف النبيل أبي زكريا 
يحيى بن محمد الدوري المرتعش رضي الله عنه. قال: سألت شيخنا الشيخ 
يحيى عن ارتعاشه؛ هل هو مرضء أو له سبب؟ فقال: مررت يومأ في الهواء على 
ا ل 
جاسا على هذاه المويلف ٠‏ نان لذ بيخلسس على الموايل: إلا ع لك كر لق نور 
المراتب» فرفع رأسه ونظر إلي» فإذا هو الشيخ بقاء فاخذني ا من هيبته» 
ونظرته إلي . قال: وكان يومآ يتحدث في كرامات الأولياء» وعنده رجل من ذوي 
الأحوال والكشفء والفعح» فقال ذلك الرجل : وفي زماننا من إذا استسقى ماء من 
بئر» طلع له في الدلو ذهبء وإذا توجه إلى جيه راف ذقاء وإذا وقف يصلي رأى 
الكعبة أمامه» وكان هذا حال ذلك الرجل» فنظر إليه الشيخ بقا ثم أطرق» ففقد 
جميع أحواله» وتوارى عنه جميع ما كان يشهده أو يجدهء فجاء إلى الشيخ 
مستغفراء فقال له: ما مضى لا يعود. قال: وزاره ثلاثة من الفقهاء» وصلوا خلفه 
العشاءء فلم يقم القراءة كما يريد الفقهاءء فساء ظنهم بهء وباتوا في زاويته» فأجنبوا 
ثلاثتهم» وخرجوا إلى نهر على باب الزاوية» ونزلوا فيه يغتسلون» فجاء أسد عظيم 
الخلقة؛ وربض على ثيابهم؛ وكانت ليلة شديدة البرد» فايقنوا بالهلاك» فخرج 
الشيخ من الزاوية» فجاء الأسد وتمرغ على رجليهء فجعل الشيخ يضربه بكمهء 
ويقول له: لم تتعرض لضيوفنا »إن أساؤوا بنا الظن» فولى الأسدء فطلعوا من الماءع 
واستغفروا له فقال لهم: أنتم أصلحتم السنتكم؛ ونحن أصلحنا قلوينا. 

أخبرنا أبو محمد خليل بن صالح بن يوسف بن علي الزريراني . قال : 
الشيخ أبو المحاسن فضل الله ابن الإمام أبي بكر عبد الرزاق . قال ا 
ل ا سية غلا بن ارين اليعقوبي يقول: وقع حريق فظيع في قرية الشيخ 

بقا رضي الله عنه. وفشا واستطار في أرجائهاء فقام الشيخ بقا بين النار وبين 

العو ضع التي ما كانت وصلت إليه» وقال: إلى هنا يا مباركة 2 فخمدت 
مكانها في الحال. قال: وخرج يوم يسقي أرضه ولم يكن معه في ذلك الوقت 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ##وسم 


أحد من أصحابه» ولم يستطع أن يحول الماء من النهر إلى الأرض لضعفهء فنظر 
إلى الجوء وليس فيه سحابة» فجاءت سحابة تسير من جهة المغرب» حتى جاءت» 
ووقفت على رأسه. وأمطرت أرضه خاصة» وصار كلما تحول إلى قطر من أرضه 
تحتاج إلى الري» تحولت السحابة معهء حتى إذا عم الري جميهع أرضه وجلس» 
ذهبت السحابة, وانقطع المطر. قال : وكان يومأ جالساً على شط نهر الملك؛ فمرت 
به سفينة فيها جند» ومعهم خمر وفواكه؛ ونساء متبرجات» وصبيان» ومغان» وهم 
في غاية من اللهو والطغيان» فقال الشيخ بما للملاح: اتق الله وقدم إلى البر» فلم 
يلتفتوا إلى كلامه؛ فقال: أيها النهر المسخر خذ الفجرة» فسما الماء عليهم حتى 
طلع إلى السفينة» وأشرفوا على الغرق». فضجوا بالشيخ وأعلنوا بالتوبة» فعاد الماء 
إلى حاله؛ وحسنت توبتهم» وكانوا بعد ذلك يكثرون من زيارته رضي الله عنه . 

سكن باب نوس قرية من قرى نهر الملك وبها توفي قريباً من سنة ثلاث 
وخمسين وخمسمائة تقديراء وقد نيف على الثمانين» وقبره بها ظاهر يزار. . وكان 
من أكرم الناس وأجلهم» وأجملهم صفاتء وأشرفهم أخلاقاء وأكرمهم محاسناء 
رضي الله عنه. وبطو بفتح الباء ثاني الحروف» وتشديد الطاء المهملة» وضمها 
وبعدها واو ساكنة. على زنة مدوا وشدوا. ونوس» بنون مضمومة» وواو ساكنة» 
وسين مهملة. 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أزدمر المحمدي الهمداني» قال: أخبرنا لخضي الفقيه 
أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن الباسري الحنبلي. قال: 
الشيخ الأصيل أبا بكر أحمد ابن الشيخ الجليل أبي الغنايم إسحاق بن بن بطو 
النهرملكي . قال: سمعت أبي يقول: كان الشيخ عبد القادر الجيلي يزور أخي 
الشيخ بقاء فيرعد الشيخ عبد القادر» ويرمي من هيبته الدم» ثم بعد سنة واحدة؛ 
صار أخي يزور الشيخ عبد القادر» فيرعد أخي من هيبة الشيخ عبد القادر» ويرمي 
الدم, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . ش 

أخبرنا أبو المعالي صالح بن يوسف بن عجلان الغساني القطفني . قال: 
أخبرنا شيخنا أبو محمد عبد اللطيف المعروف بالمعارف . قال: أخبرنا شيخنا أبو 
محمد عبد الغني بن أبي بكر بن نقطة. قال: سمعت شيخنا أبا عمرو عثمان 
الصريفيني يقول: كان الشيخ بقا بن بطوء والشيخ علي بن الهيتي» والشيخ أبو 
سعد القيلوي رضي الله عنهمء يأتون مدرسة الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» 
ويكنسون بابها ويرشونهء ولا يدخلون عليه إلا بإذن» وإذا دخلوا عليه يقول لهم: 


ع و 1# مس٠0‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
اجلسواء فيقولون: ولنا الأمان» فيقول: ولكم الآمان.» فيجلسون متأدبين. وكان 
من حضر منهم يرفع الغاشية بين يديه إذا ركب» ويمشي بها خطواتء» وهو يناهم 
عن ذلك» وهم يقولون: بمثل هذا نتقرب إلى الله عز وجل. قال: وكنت أرى 
كثيراً من مشايخ العراق الذين عاصروا الشيخ عبد القادر رضي الله عنه؛ إذا وصلوا 
إلى باب مدرسته» أورباطه قبلوا العتبة» ومما سمعت أعيان بغداد ينشدون في هذا 
المعنى : [ من الطويل ] 
تزاحم تيجان الملوك بيابه ويكثر فى وقت السلام ازدحامها 
إذا عاينته من بعيد ترجلت وإنهي لم تفعل ترجل هامها 
الشيخ أبو سعد القيلوي رضي الله عنه: هذا الشيخ أحد أعيان المشايخ 
بالعراق» وأكابر العارفين» وأئمة المحققين. صاحب الأنفاس الصادقة» والأفعال 
الخارقة» والأحوال الفاخرة» والكرامات الظاهرة» والحقائق الزاهرة» والمعارف الباهرة. 
صاحب الفتح المأنوق» والمقام المرموق» والكشف الجلي» والسر السني . له 
المنزلة المصدرة في القرب» والمكان المكين في المعالي» والمعراج العالي في 
أحوال النهاية» والطور الرفيع من منازل الولاية؛ والقدخ لمم في التمكينء والباع 
الطويل في التصريفء واليد البيضاء في شرائف الأخلاق» ومحاسن الصفات . 
وهو أحد الأربعة المسمين بالبرأة على ما بينا. 
وهو أحد الفقهاء المعتبرين» والعلماء المفتين» أفتى ببلده وما يليه. 
وهو أحد أوتار هذا الشأن» وأركان ساداتهء وصدور القادة إليهء وأعلام 
0 به. وكان يما في حل المشكلات» والأحوال» وكشف خفيات الموارد. 
ليه انتهى الزهد والمعرفة» وتربية المريدين بقيلويه» وما يليها من الاعمال. 
رتري بصحبته غير واحد من الأكابر مثل: الشيخ أبي الحسن علي القرشي» 
والشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد المديني» والشيخ خليفة بن موسى» 
والشيخ مبارك بن علي الحميلي» والشيخ محمد بن علي الفيدي» وغيرهم رضي 
الله عنهم. وتلمذ له جماعة كثيرة من الأعيان» وانعمى إليه جم غفير من الصلحاء, 
وانعقد عليه الإجماع بالتبجيل والاحترام . 
وهو أحد من أبرزه الله إلى الخلق» وأوقع له عنده القبول التام» والهيبة 
العظيمة, وصرفه الله تعالى في الوجود» وأنطقه بالمغيبات» وخرق على يده 
العادات» وأقامه حجة وإماماً لاهل الطريق . وكان يتكلم بقيلويه على علوم الشرائع 
والحقائق على كرسي عال» وحضر مجلسه المشايخ والعلماء» وانتهت إليه رئاسة 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم علية ‏ سس ست ووم 
هذا الأمر وجلالته. وقصد بالزيارات والنذور. وكان له كلام عال في علوم الحقائق 
منه : الفقير لا يملك شيثاًء ولا يملكه شيء؛ وأن يصفو قلبه من كل دنس 7 
بخره لكل اكت وضييع تعب بالدل والإيثئار» والتصوف لأقوام أعطوا حتى بسطواء 
ومنعوا ذو في الوصل حتى فقدواء ثم نودوا من أسرار قربه» فقالوا : لبيك اللهم لبيك . 
ومعنى التصوف : التبري عمن دونه» والتخلي عما سواهء وحسن الإرادة. 
والدخول في كل خلق سني» والخروج من كل وصف دنيء ومراقبة الأحوال» ولزوم 
الأدب في كل نفسء والإقبال على الله بمحو التشوف» وإسقاط التكلف» والتوكل 
الثقة بالمضمون, والقيام بالأوامر ومراد السرء والتخلي عن الكونين» والتشبث 
بالحق والصدق. والاستتار عن الخلق بلوائح الوجد» والاختفاء عن الكون بشمائل 
القتصدء والتوحيد غض الطرف عن الأكوان» بمشائدة هن هو مثره عن كل نفصض) 
والعارف وحداني الذات لا يقبله أحدء ولإاانقكل تعدا وه الأحوال كلها على 
ثلاث خصال؛ التمسك بالفقرء والافتقار» والتخلق بالبذل والإيثار» وترك التعرض 
والاختيار. 
وعلامة الصادق في طريقه أن يفتقر بعد الغنى» ويذل بعد العزء ويخفى بعد 
الشهرة . ْ ظ 
وعلامة الكاذب فى دعواه أن يستغنى بعد الفقر» ويعز بعد الذل» ويشتهر 
بعد الخفاء. ١‏ ْ 
وإذا رأيت الرجل يسمي الطمع زيادة» وسوء الأدب إخلاصاء والخروج عن 
الحق الع والتلذذ بالمذموم طيبة» واتباع الهوى ابتلاء. والرجوع إلى الدنيا 
وصولاء وسوء الخلق صولة» والبخل جلادة» والسؤال للخلق عملاء فقد هدم أركان 
الطريق» ومحا رسومهء ويدل سلبهاء وغيّر معانيها» وسقط من عين الله عز وجل» 
وكان يتمثل بهذه الأبيات : 
لي حبيب أزور في الخلوات حاضر غائب عن اللحظات 
ما تراني أصغي إليه بسرى كي أعي ما يقول من كلمات 
حاضر غائب قريب بعيد ' وهو لم تحوه رسوم الصفات 
هو أدنى من الضمير إلى الوه مم وأخفى من لائح الخطرات 
أخبرنا أبو الفتوح عبد الحميد بن معالي بن عبد الله الصرصري. قال: 
يزيا اللشيخ الاسيق ) ارو مقتض عير ابن الضم العديل ابر الحير متعية اين 


ه 7 مس٠0‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
والدي رضي الله عنه» يوما يتكلم بقيلويه على الكرسي» فأتى بسلتين مختومتين؛ 
يحملهما جماعة» فقطع كلامهء وقال للذين أتوا بهما: إنكم رافضة جكتم 
لتمتحنونني بما في هاتين السلتين» ثم نزل وفتح إحداهماء فإذا فيها صبي مكسح؛ 
فأخذ بيدهء وقال: قم» فقام يعدو. ثم فتح الأخرى وإذا فيها صبي معافى» فنهض 
ليقوم؛ فأخذ بناصيته» وقال: اقعدء فتكسح. فتاب أولغك الجماعة على يده من 
الرفض» وأقسموا أنه لم يعلم أحد بحالهم سوى الله عز وجل» وهم. قال: ودعاه 
قوم إلى طعام» فانصرف إليه ومعه جماعة أنا أحدهمى. فوضع بين أيدينا طعام كثيرء 
من كل لونء فنهانا والدي أن نأكل منه شيئاء ثم أكل والدي جميع الطعام, 
وانصرف ونحن معه؛ فلما وصلنا إلى ظاهر قيلويه؛» وقف وقال لنا: إنما منعتكم 
من أكل هذا الطعام لأنه كان حرام ثم تنفس فخرج من فمه أو قال أنفه دخان 
عظيم كالعمود» وتصاعد في الجو حتى غاب عن أبصارنا. قال: ثم خرج من أنفه 
أو من فيه عمود نار» وتعالى فى الجو حتى غاب عن النظر. ثم قال: هذا الذي 
رأيتموه هو الطعام الذي أكلته. . 

أخبرنا الفقيه الصالح أبو الفضل غانم بن أحمد بن محمد بن علي العلثي . 
قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو الفضل إسحاق بن احمد بن غانم العلئي. قال: 
سمعت الشيخ العارف أبا محمد طلحة بن مظفر العلئي» يقول: كان الشيخ أبو 
سعد القيلوي, رضي الله عنهء من أجلاء المشايخ, ذوي التصريف الخارق» ما دعا 
بأمر إلا نفذت دعوته؛ ولا عاد مريضاء إلا عوفي من يومه إن كان له أجلء ولا نظر 
بعمن الرضا إلى قلب خراب إلا عمرء ولا نظر بعين الغضب إلى قلب عامر إلا خرب» 
ركست معد يوما وقت الزوال بظاهر قيلويه. فطلع على صخرةعظيمة» وأذن» فلما 
قال: الله أكبر؛ انفلقت الصخرة على خمس قطع»؛ وخيل لي أن الأرض اهتزت من 
صيبة تكبيره. وكنت عنده يوماً بقيلويه» وقد أهدي إليه رمان حلوء وحامضء 
ثفرقه على من حضره؛ وناولني واحدة» فكسرتهاء فإذا هي شديدة الحموضة» فقلت 
في نفسي : لو كانت حلوة؛ فقال الشيخ ناولنيهاء فناولته إياهاء فقلبها بيده وأكل 
منهاء وقال: ها هي حلوة» فذقتهاء فإذا هي شديدة الحلاوة . 

وأخبرنا أبو محمد الحسن بن القاضي بن عمران موسى المخزومي الصوفي. 
قال : : سمعت الشيخ العارف أبا الحسن علياً القرشي» يقول: خرج سيدي الشيخ 
أبو سعد القيلوي؛ رضي الله عنه يومأ يقضي حاجتهء وتبعته بإبريق مملوء ماء, 
فسقط الإبريق من يدي وتكسرء وتفرقت أجزاؤهء ولم يك معنا إيرق سواه؛ ولا 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه لمعتسم صصص عم مص ممصم سمس سس سس صم ١#.‏ 96 


ثم ماءء فجاء الشيخ ولم أجزاءه بيده وأمر يده عليه» فإذا هو إبريق صحيحء 
مملوءء كحالته من قبل. قال: وحكى لي الشيخ محمد بن المديني» قال: استأذنت 
شيخنا الشيخ أبا سعد القيلوي رضى الله عنه» فى السير إلى دمشق» فأذن لى» 
وأعطاني تفاحتين» وقال: كل أحدهما فى ذهابك» والأخرى فى إيابك؛ ولا تاكل 
مناه غيرفها قال: فلقد كانت إحداهما زادي من العراق إلى دمشق» وكنت 
كلما جعت أكلت منها شبعيء ولا أقدر على استيفائهاء فإذا رجعت ثانياء 
وجدتها صحيحة» كأن لم يمسها أحدء فلما وصلت إلى دمشق أكلت جميعها. 
وكانت الأخرى زادي من دمشق إلى العراق» على ما وصفت من حال أختها. قال: 
وكان أبو العباس الخضر عليه السلام يأتي الشيخ أبا سعد كثيراً. 

سكن رضي الله عنه قيلويه» قرية من قرى نهر الملك» قريبة من بغداد» وبها 
مات قرييا من سد تمع سين وكتسنالة تقد يراء وقد عله مله وقيزة يهأ 
ظاهر يزار. وكان رضي الله عنه شريف النسبء من ولد الحسين الشهيد» سبط 
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم» يلبس العلماء ويتطيلس» 
ويركب البغلة» وكان ظريف الشمائل» بهي المحاسن» شريف الأخلاق» رضي الله 
عنه. وقيلويه بفتح القاف» وسكون الياء آخر الحروف» وبعدها لام مضمومة:؛ وواو 
ساكنة» وياء آخر الحروف مفتوحة» وهاء تأنيث على وزن حمدويه» وينسب 
إليهاء فيقال: قيلوي . 

أخبرنا أبو الفرج عبد الحميد الصرصريء قال: أخبرنا أبو حفص عمر ابن 
الشيخ أبي الخير سعيد ابن الشيخ القدوة أبي سعيد القيلوي» رضي الله عنه. 
قال: سمعت أبى يقول: لما حضرت والدي رضي الله عنه الوفاة» قلت: أوصنى» 
قال :تيا بق 6 اوصنيك يحفظ تحرمة الشيخ حيد القادز» :تقال له الشيخ محمفه بن 
المديني : يا سيدي: أخبرنا عن حال الشيخ عبد القادر, فقال: يا محمد؛ الشيخ 
محيى الدين ريحانة أسرار الأولياء فى هذا الزمان» وأقرب أهل الأرض إلى الله 
وأحبهم إليه في هذا العصر. قال: فلما توفي جكت إلى الشيخ عبد القادر, 
فاكرمني» وألبسني قميصاء وعمامة» وطرحة» وكان يلبس مريدا لوالده» ومريدا 
الشيخ عند القادر رضي الله عنهما. 

أخبرنا أبو الفتوح نصر الله بن يوسف بن خليل الأزجي . قال: أخبرنا الشيخ 
أبو العباس أحمد بن إسماعيل الأزجي المعروف بابن الطبال. قال: سمعت الشيخ 
المعمر أبا المظفر منصور بن المبارك الواسطي المعروف بجرادة . 


1 
ا 
0 
أ 
ا 
ٍ 


3-3 اسم اللاي عبس عسوب سو سمي سوسس سير وو جمس ويج سس ممجيوب عبت باصيو جب 5-1 


6 17# مس00 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

وأخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي العباس بن الخضر الحسني 
الموصلي . قال: أخبرنا أبي قال: سمعت المشايخ الأجلاء تيجان العراق» الشيخ 
أبا مسعود المدلل» والشيخ عمر البزار» والشيخ ناصر الدين ابن قائد الأواني رضي 
الله عنهم . قالوا: اجتمع الشيخ عبد القادر» والشيخ بمَا بن بطوء والشيخ أبو سعد 
القيلوي والشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنهمء بدار بباب الأزج» فقال الشيخ 
عبد القادر للشيخ علي بن الهيتي: تكلم. فقال: وكيف أتكلم في حضرتكء» 
فقال للشيخ بقا : تكلم؛ قال : وكيف أتكلم في حضرتكء فقال للشيخ أبي سعد: 
تكلم فتكلم يسيرأء ثم كه وقال + تكليف امصال مركم رسكم لفاولا 
لك. ثم تكلم الشيخ عبد القادر في علوم الحقائق بكلام أكبره الحاضرون» ثم 
استأذنوه في قوال» فأذن لهم فأنشد القوال : 

وبدا له من بعد مااندمل الهوى ١‏ برق تألق موهن لمعانه 

يبدو كحاشية الرداء ودونه صعب الذرى متمنع أركانه 

فبدا لينظر كيف لاح فلم يطق0 نظراً إليه ورده أشجانه 

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعهء والماء ما سمحت به أجفانه 

قالوا: فعلا الشيخ عبد القادر رضي الله عنهء على الأرض في الهواء وجعل 
يدور في الهواء حتى طلع من سماء الدار» فذهبوا إلى مدرسته» فوجدوه فيها رضي 
الله عنه . 

الشيخ مطر البادراني رضي الله عنه: هذا الشيخ من أجلاء مشايخ العراق 
وسادات العارفين» صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال الفاخرة» والأفعال الخارقة: 
المقامات السية» والهمم الفيحيية :.صائحب الققح القريق) والكشن اللنشرق؛ 
والتقدم في مراتب القرب» والتصدر في مواطن القدسء والترقي في معارج المعارف 
والععالي في مراقي الحقائق . له الباع الطويل في التصريف النافذ» له اليد البيضاء 
د م الولاءء والقدم الراسخ في درجات النهاية» والطور السامي في الثبات 
والتمكين, وهو أحد من ملك أسراره» وقهر أحواله» وغلب على أمره . 

وهو أحد أركان هذه الطريق» وصدور أوتادهاء وأكابر أكمتهاء وأعيان العلماء 
بها علمأ وعملاً» وقالاً وحالاًء وزهداً ولخديقاء ومفانة + 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجودء وصرفه في الكون» ومكنه من 
الأحوال» وأنطقه بالمغيبات» وخرق له العوائد» وقلب له الأعيان» وأظهر على يديه 
العجائب» وأجرى على لسانه الفوائد» ونصبه قدوة للطالبين. وكان شيخه تاج 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه كسمي ا ا 6مس 5.6 
العارفين أبو الوفاء رضي الله عنه يثني عليه كثيرأء وينبه على فضيلته. وقال فيه 
الشيخ # واركا .الى ومالك وكان عن لخن اعممانه وتخدامه» وكا برلقيه بالنهيل 
الراسخ» ويدعوه 00 ويقول: يا شيخ مطر انتهت إليك الرئاسة في هذا 
الشأن؛ في تربية الصودين 000 ببادراي» وما يليها. وتخرج به غير واحد من 
رؤساء العراق» مثل مثل: الشيخ أبي ١‏ لكرم, والشيخ تميم الحلاوي» والشيخ أبي العز 
النهرملكي»ء وغيرهم رضي الله عنهم. وكان الشيخ أبو الكرم هذا أدرك تاج 
العارفين أبو الوفاء رضى ا ل ا ا 
من أهل الطريق» وانتمى إليه خلق من الصلحاءء ويجله المشايخ والأولياء» 
واعترفوا بفضياته |وأقروا العم بالزيارت؛ وحل مشكلات أحوال القوم. 
وكان ونا عدي معراظيها 000 مكايا وكان الغالب عليه في حاله السكر 
كان له كلام نفيس على لسان أهل المعارف» منه: لذة النفوس» معرفة الرفيق 
الأعلىء ومناجاة العلي العظيم. ولذة القلوب من أمير أنس نظر في مقام قدسي 
الجنان» توحيد في رياض» تمجيد بمطربات المعاني من تلك المثاني الجاذبة لأهلها 
إلى القسم الثاني» الرافعة لأريابها في مذارج الآمانيء إلى مقس مدق عيذ ليك 
مقتدر. ولذة الأرواح الشرب بكأس المحبة من أيدي عرائس الفتح اللدني» في 
خلوة الوصل على بساط المشاهدة والهيام» بين معاني ومعالم الكون» خبرة في 
نور العزة» وقراءة ما كتب على صفحات ألواح نسمات ذرات الوجودء بقلم التوحيد» 
كلا بل هو الله العزيز الحكيم. ولذة الأسرار مطالعة نسيم الحياة الذاتية» والوصول 
إلى حقائق الغيوب بضمائر القلوب» والمعاينة بالأفكار لسرائر الأسرار. ولذة العقول 
ملاحظة أسرار الملكوت الخفية عن الأبصار بالسرائر المحيطة بالأفكار» فتعاين 
القلرب حقائق الغيوب» وتصحبه قبول شواهد الأسرار فتلج الضمائر بحار الأفكار: 
وتطمكئن النفوس إلى تحفة من العالم المحجوب,» فكلما كشف عن الغيوب أذيال 
دلالتها على إتقان صنع وإبداع فطرة» قابلتها من العقول فكرة» ومخرج الاعتبار من 
القلب» فإذا كان القلب طاهراء نفذ الاعتبار بالشواهد. وسمت به الهمة» وترقى به 
الفكر» ولم يمنعه مانع» فالفكر طريق إلى الحق؛ ودليل على الصدقء والفكر أصل 
ثمرته المعرفة» والمعرفة ثمرة طعمها العمل» والعمل طعمة لذتها الإخلاص» 
والإخلاص لذة غايتها النعيم» والنعيم غاية ليس لها انقضاءء وأيدي العقول 
تمسك أعنت النفوس» والنفس مسخرة للعقل» والعقل يستمد من الأنوار الإلهية؛ 
وعنه تصدر الحكمة التي هي رأس العلوم» وميزان العدل, ولسان الإيمان» وعين 


سل ا صصص يت .لقن امعزاة رمفايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


زان الحقائق» وأ 
البيان» وروضة الأرواح» ونور الأشباح» ل الا ل 


المستوحشين» ومتجر الراغيين» ومنية المشتاقين» والحكمة إصابة الحق.» فإذا 
وردت على القلب دلت على مكامن الهدى» وجلت أصدية القلوب» وأماتت 
عيوب البواطن. 
ومنه: كل ما قام بغيره» فالضرورة تمسهء وكل ما كان بجسم ظهوره فالعرض 
يلزمهع وكل ما كان بالادوات اجتماعهء فقواها كمستكة وكل ما جمعه وقت» فرقه 
وقتء وكل ما أواه محل» أدركه أين» وكل رصيق لحي رمه رع بوكلا 
له عرضء فالطول مساحته» وكل ما يظفر به الوهبء فالتصوير يرتقي إليه» وكل من 
سكن وا غاب من ممت ركل اما لسري كان اورف فكل ما سحن يتحركه 
وكل ما يستمد من شيء فالفاقة تلحقه» وكل ما يذكر بمادة» فله النسيان» وكل 
ما يفكر فمشغول» وكل ما يشاور أو يوازر فناقص» كل هذه النعوت من أوصاف 
الحادث والقديم» سبحانه باين بذاته وصفاته خلقه» منزه عن ذلك كلهء تبارك 
وتعالى عما يصفون . وكان رضي الله عنه يتمثل بهذه الأبيات : 
سهرت الليل من وجدي بميا وأذكرها فتحري مقلتيا 
أضم جوانحى بيدي شوقاً فيشتعام الزفير براحتيا 
وتتسكرقى دام اللحبي أنهي موعن وشكن إذا شرب الههيا 
وما خوفي من السكر اختبالاً ‏ ولكن أن أبوح بسر ميا 
فجودي وارحمي يا مي مضنى ككواه هجحرك والبعد كيا 
ورقى للذي أميين” كفييا س البلوى تسامره الثشريا 
أخبرنا أبو محمد ماجد بن محمد بن خالد الخلواني الصوفي . قال : أخبرنا 
لحيخ الصالح أبو بكر محمد» ابن الشيخ عرض ابن نتاومة القراد 'البعدادي 
الصوفي . قال: أخبرنا والدي» قال : مررت ببادراي» فوجدت جرادا عظيماء قد سد 
الأفق من كثرتهء يقدم الجراد» رجل راكب على جرادة» وهو ينادي بأعلى صوته: 
لا إله إلا الله محمد رسول اللهء كل نعمة فمن الله» والجراد يتبعه حيث توجه, 
فخرج الشيخ مطر رضي الله عنه إلى ظاهر زاويتهء ونادى: يا جنود الله» ارجعي 
ل قناوت. توجيت: لكين البدراء علق عت مدا جيعد والنض رودل 1 
الهواء كالعقاب حتى سقط بين يدي الشيخ. فقال له: يا هذا ما حملك على أن 
تمر ببلدي بغير إذني» فاكب على رجل الشيخ يقبلهاء ويستغفر» ويسأله أن يرد 
عليهها ملي 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ١إبم‏ 

فقال له الشيخ : قم فاذهبء» فمر الرجل ذ في الهواء كالسهم المفوق» وسقط 
الجراد في بلاد العراق» فأخذ الناس» وأكلرا فقة اناما 

فقال الشيخ مطر: هذا الجراد أراد أن يهلك الحرث والنسلء وإني استأذنت 
الله تعالى أن أرده» فأذن لى . 

أخبرنا أبو محمد افد بن على بن يوسف التيمى البغدادي. قال: أخبرنا 
الشيخ الشريك إيو كاقي المد بن مسعوه البافمي البخذادياح قال« سفعت 
الشيخ أيا أحمد عبد الباقي بن عبد الجبار الهروي الصوفي الحرصي» يقول: كان 
الشيخ مطر الباقراي رضي الله عنه من أجلاء مشايخ العراق؛ ما وقع نظره على 
عاص إلا صار طائعاء ولا على ناس إلا ضار يقظانا :ولا حضره يهودي ولا نصراني 
إلا أسلمء ولا فر بارض جرز إلا ربت وأنبتت العشبء والكلاء ولا دعا في شيء 
بالبركة أو بغيرها إلا ظهرت شواهد الإجابة فيه. 

وحضرته مرة وقد أتاه سوادي من أصحابه وهو ملهوفء. وقال: يا سيديء إن 
أرضي حسن زرعها في هذا العام ولم يخرج لي سوى ستين كارة غلة» وكانت 
تخرج كل عام ثلاثمائة كارة» وعلي دين للناس سبعون كارة. فأتى الشيخ إلى 
أرضهء وجلس على بيدر الرجل. وقال: كيلوا منه؛ فكالوا منه ثلاثمائة كارة» ثم 
نزل على البيدر فكالوه فوجدوه مائتي كارة. 

وقدمت عليه مرة» ومعي خمسة نفر, فرحب بناء وأخرج لنا إناء فيه لبن» 
مقدار ثلاثة أرطال» فشرنا حتى رويناء وإذا سبعة نفر قد وردواء فناولهم الشيخ 
الإناء فشربوا حتى روواء وإذا عشرة نفر قد وردواء فناولهم الشيخ الإناء» فشربوا 
حتى روواء والله إن اللبن فيه لأكثر مما كان أولا. 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفضل رزق الله» بن عبد الصمد بن أحمد بن 
محمد الهاشمي الكرخي الصوفي. قال: سمعت الشيخ العارف أبا طاهر الخليل 
ابن أحمد الصرصري» يحدث عن أبيه رضي الله عنة:.. قال شممت ليلة:غندك 
السحر بباذراء رائحة تكاد تقتلع الأرواح من أشباحها لذة؛ وتغيب العقول سكراًء 
ثم أعقبتها برقة من نورء أضاء به الأفق» فقيل لي : قد تجلى الحق عز وجل الليلة 
على قلب عبده الشيخ مطرء ثم احتجب عنه فتنفس حسرة على تلك المشاهدة» 
فما شممت فمن طيب نفسه.ء ونظر إلى الوجود بعين الحيرة» في طلب ذلك 
التجلي» فما رأيت فمن نور نظرة؛ فبكرت إلى زيارته» فرأيت نيا على باب 
زاويته كدت أعرفه بالاسى يانم فإذا هو أخضرء ورأيت رجلين في زاويته» كنت 


2 سل ع ا ايب اسم لس سس سس سس لس سمس ب يي ا لس سس وسيل عو سا ١‏ ومس 2 سس لاسي ويه 


* 1 1 ...0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
أعرف بالامس أحدهما أعمى» والآخر فريها وق : فإذا الأاعمى بصيرء والمدنف 
معافى سوي. فسألت أصحابه عن ذلك» فقالوا لي: بات الشيخ البارحة في وسط 
العشب» وفرشنا العريمن في آخر العشبء» ونام الأعمى عنده. فأصبح العشب 
مخضراء والأعمى بصيرأًء والمريض معافى. وهو رضي الله عنه كان من الأكرادء 
سكن باذراء» قرية من أعمال اللحف» بأرض العراق» وهي بذال معجمة» وألف 
تأنيث ممدودة. وكان رأى فى المنام على عهد شيخه تاج العارفين رضي الله 
عنهء شجرة عظيمة لها أغصان كثيرة» وعلى كل غصن رجل من أصحاب تاج 
العارفين» ورأى نفسه على غصن مما يلي باذراء» فلما أصبح وأتى خدمة تاج 
العارفين» قال له: يا شيخ مطرء أنا تلك الشجرة التي رأيتها البارحة» اذهب إلى 
باذراء» فاستوطنها. وبها مات» وقبره بها ظاهر يزار. ووفاته قيل وفاة الشيخ بما بن 
بطوء رضي الله عنهما. 
أخيرنا أبو سعد عبد الغالب بن أحمد الهاشمى. قال: أخبرنا أبو الحسن 
علي بن الخباز البغدادي. قال: سمعت الشيخ أبا القاسم عمر البزار» يقول: 
حد ثني الشيخ أبو الخير كرم» ابن الشيخ القدوة مطر البادراي رضي الله عنه . قال: 
لما حضرت والدي الوفاة قلت له: أوصنى بمن أقعدي بعدك» قال: بالشيخ عبد 
القادر» فظننته في غلبة مرضه» فتركته ساعة» ثم قلت له: أوصني بمن أقتدي 
بعدك» فقال: بالشيخ عبد القادر فتركته ساعة» ثم أعدت عليه القول» فقال: يا 
بني» زمان يكون فيه الشيخ عبد القادر» لا يقتدى إلا به» وقد قدمت ذكر هذه 
القصة بطولهاء بإسناد آخرء فأغناني ذلك عن إعادتها هناء والله عز وجل الموفق. 
أخجرنا ابر يجمه اموي الدراء . قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن النحال» 
قال: : سمعت الإمام أبا بكر عبد الله بن نصر التيمي» يقول: زرت الشيخ مطر 
الباذراي رضي الله عنه بها فرحب بيء وأكرم نزليء وقال لي يوماً: صف لي شيعا 
من أحوال الشيخ عبد القادر» فذكرت منها شيئاًء فجعل يتواجد يميناً وشمالاً. 
وقال: : الشيخ عبد القادر ريحانة الله في الأرض» ينتشق منها أسرار الأولياء 
رق ردىح القديين» وهو متكلم الحضرة» وسيف النقمة» لا يوهب ولي 0 هذا 
الوقت حالاً ولا عقاف إلا على يديه» وهو واسطة العقدء» وصدر المجلسء و 
الكون» وصاحب العربة العربية بين الأولياء» وإذا نظر نظرة» كنا كلنا بضيافة 01 
النظرة» أو تنفس نفساً كنا كلنا فى خفارة ذلك النفسء» أو رفع قدماً كنا كلنا 
بدك ,ذل ذلك القلامة رض الله عتهم اجهعين: 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ست ست ملسم 


الشيخ ماجد الكردي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان مشايخ العراق» 
وأكابر العارفين» وصدور المقربين» وأئمة المحققين. صاحب الكرامات الظاهرة» 
والأاحوال الفاخرة» والمقامات الجليلة» والرتب السامية» والمواهب الجسيمة؛ له 
الحقائق والمعارف, والدقائق واللطائف» وله التقدم في مراتب القرب» والتصدر 
في منازل الحضرة؛ والري من مناهل الوصلء والسبق إلى حلبة المعالي» والأخذ 
0 اخوال التياياتة» والارعذاء يمتهحات انراز الولانة «(وقيل الدرجات الكل 

كيين الموطد» والصعود على مراقي التصريف الخارق» والسمو في مدارج 
العا القدسية» والمعاني الدورانية . وهو أحد أركان هذه الطريق» وأوتاد الطائفة 
في وقتهء علما وعملاًء وحالاً وقالأ» وتحقيقاً ورفعة» ورئاسة. وهو أحد من أظهره 
الله تعالى إلى الوجود؛ وصرفه في الكون؛ وأظهر على يديه العجائب؛ وأطلعه على 
الأسران. وكليد له الأعيانه نوت رق الف الناذالظ6 واضلقة والسكي: بواراد يراه 
الغيب» ومعاني الأقدارء وآيات الملكوت؛ مع قدم راسخة في العبادة» وتأدب في 
المجاهدة؛» وتجوال في المشاهدة. وقد وضع الله تعالى له القبول العظيم في 
القلوب» والهيبة التامة في النفوس» ونصبه قدوة لسالكي هذا الطريق» وطلابهاء 
وانتهى إليه هذا الشان ويه عدف الاق فى كزبية المزيدين» الضناة دن بالتعدل ونا 
يليه . وتخرج بصحبته جماعة من أعيان العراق» وتلمذ له خلق من الصلحاء؛ 
وانعقد عليه إجماع المشايخ وغيره بالتعظيم والاحترام. وقصد بالزيارات من كل 
قطرء وضربت إليه آباط الإبل من كل أفق» مع ما جمع الله فيه من الصفات 
الشريفة» والأخلاق المرضية» والآداب الكاملة؛ والتواضع العظيم. وكان له كلام 
نفيس على لسان أهل الحقائق منه: قلوب المشتاقين منورة بنور الله تعالى» فإذا 
تحرك فيها الاشتياق» أضاء نورها ما بين السماء والأرضء فيباهي الله عز وجل بهم 
الملائكة» ويقول: أشهدكم أنني إليهم أشوق» ومن اشتاق إلى ربه تبارك اسمه 
أنس» ومن أنس طرب» ومن طرب قرب» ومن قرب سار» ومن سار حار»؛ ومن حار 
طارء ومن طار قرت عينه بالاقتراب» فالزاهد يعالج الصبر» والمشتاق يعالج السكرء 
والواصل يعالج الولاية» والشوق نار الله عز وجل تضطرم في قلوب الأحباب» فلا 
تهدأ إلا بلقائه» والنظر إليه» ونار الهيبة تذيب القلوب» ونار المحبة تذيب 
الأرواح» ونار الشوق تذيب النفوس 

ومنه: الصمت عبادة من غير عناء؛ وزينة من غير حلي» وهيبة من غير 
سلطان؛ وحصن من غير سورء وراح من غير كأس» وراحة الكاتبين» وغنية عن 


ست م اؤكو اختوام التعاية والعلماء له وناديي عله 
الاسكةازء وكقى باتمرف غليا أن يحقنى. الله فعا ركف نه تحياة. 1 تسح 
بنفسه. والعجب فضل حمق يغطي به صاحبه عيوب نفسه؛» فلا يدري أين يذهب 
بهء فصرفه إلى الكبرء وما خلق الله سبحانه من عجيبة إلا ونقشها في صورة 
الآدمي» ولا أوجد أمرأ غريباً إلا وسلكه فيهاء ولا أبرز شرأء إلا وجعل فيها مفتاح 
علمه» فهو نسخة مختصرة من العالم . 

ومنه: السكر؛ غيبة العبد بوارد يشغله عن رؤية غيره» فيظهر كل يوم 
مككتوما من الاشرار لغلبة سلطان الموارد . 

والسكر: اسم يشار به إلى سقوط التمالك فى الطرب» وهو من مقامات 
المحبين خاصة؛ فإن عيون الفناء لا تقبله» ومنازل العلم لا تبلغه. 

وللسكر ثلاث علامات: الضيق عن الاشتغال بالسوى» والتعظيم قائمء 
واقتحام لجة الشوق, والتمكين دائم» والغرق في بحر السرور والصبر هائم؛ وما 
سوى ذلك فنقائص في البصائر» كسكر الحرص» وسكر الجهل» وسكر الشهوة؛ 
ومن كانت سكرته بالهرى» كان صحوره إلى الضلالة . 

أخبرنا أبو محمد عبد الواحد بن صالح بن يحيى القرشي اليبغدادي . قال: 
أخبرنا الشيخ العالم محيي الدين أبو عبد الله محمد بن علي البغدادي» المعروف 
بالتوحيدي . قال: أخبرنا الشيخ الفاضل العارف أبو محمد عبد الرحيم ابن الشيخ 
أبي حفص عمر الواعظ المعروف بابن الغزال» عن الشيخ القدوة كالب وكان من 
أجلاء مشايخ العراق» وأئمة الطريق» وكانت له كرامات ظاهرة» وأحوال فاخرةع 
ومقامات سنية» ومعارف جلية» وقدم راسخ في هذا الشأنف» وتصريف ناف في 
أحكام الشريعة والولاية. وله الباع الطويل» وأتباع وتلامذة. وكان من أخص 
أصحاب تاج العارفين أبي الوفاء رضي الله عنه» وقدماء خدامه . 

ربو من أهل قوسان» قصبة من أعمال العراق» وبها توفي» وله بها الشهرة 
العظيمة حياً وميتأًء رضي الله عنه قال جا رجل فق اسضابنا إلن الشيت ماحد 
الكردي مودعاء حاجاً في غير أشهر الحج؛ وقال له: قد عزمت على الحج؛ على 
قدم التجريد والوحدة؛ ولا أستصحب زاداً ولا أحدأء فأخرج له الشيخ ماجد 
ركوة» وأعطاها له ٠‏ وقال له : هذه ماء إذا أردت الوضوءء ولبن إن عطشت» وسويق 
لاعت »ركان الريجل في طول سفره من جبل حمدين إلى مكة» وفي مدة إقامته 
بأرض الحجازء وفي رجوعه من الحجاز إلى العراق» إذا أراد الوضوء توضا منها 
بماء مالج وإذا أراد الشرب شرب عوااء ليا أحلى من ماء الفرات مرةع أو لبناً 
وعسلا أشهى من أطعمة الدنياء وإذا أراد الطعام أخرج منها سويقاً أ مشاباً بالسكر. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 1111م 
الصوفي . قال : أخبرنا الشيخ الأصيل» أبو محمد عباس ابن الشيخ 000 0 
النجاة سلمان» ابن الشيخ القدوة أبي ماجد الكردي رضي الله عنه. قال: 


أبي قال مح ال ل 0 


البتة» فخرج فجلس على بابهاء وأنا معهء فقدم عليه عشرون نفراء فقال لي: يا 
سلمان» ادخل هناء يشير إلى بيت الخلوة» واثتنا بطعام, فلم أستطع مخالفته 
فدخلتء ودخل معي خادمان» وإذا فيها أواني مملوءة طعامأًء وأتوا عليها جميعها 
حتى إذا لم يبقَّ شيء فيهاء ثم دخل علينا خمسة عشر نفرأء فقال لس: يا سلمان 
ادخل هناء وائتنا بطعام؛ فلم أستطع مخالفته؛ فدخلت والخادمان معي» وإذا فيها 
أوان مملوءة طعانا : من غير الطعام الأول» وأخرجناهاء فاكلوا كل ما هنالك» حتى 
إذا لم يبقّ فيها شيء دخل علينا ثلاثون نفرأء فقال والدي: يا سلمان» ادخل هناء 
وائتنا بطعام, فلم أستطع مخالفته» فدخلت,ء والخادمان معي» فإذا فيها أوان كثيرة 
مملوءة طعاماًء غير الطعام الأول والثانى» فأخرجناها فأكلواء فنظر والدي إلى 
الخادمين فوقعا إلى الأرض مغشياً عليهماء ورفعا إلى منازلهما كالخشبتين؛ لا 
لكان ولك عصرم برها سوق عكدوماة زانانا كذلاك. ؤيعة اعون تجاه إللة 
أبواهما يبكيان» ويشكوان حال ولديهماء فقال لى والدي: يا سلمان اذهب» 
وائتني بهماء فذهبت إلى أحدهماء و قلت له: والدي يدعوك» فقام في الحال ما 
وباس تلك بالالدر كذلك». واتعاكبيها النذهفقانا ف “الاستعفان :زمانا 
نائكلت علوهضا فسالقيما عن اترهباء فال ل اهنا 4 نا اتدرجنا الطعام :قن 
المرة الثالغة هالني ما رأيت؛ ووقع في نفسي أن هذا سحرء وقال لي الآخر: وأنا 
وقع في نفسي أنه سياتي به جني» وأقسم كل واحد منهما بالله تعالى أنه لم يعلم 
بما وقع في نفسه غير الله عز وجلء وأنه ردع خاطره» وانئنى عليه بالاستغفار» 
وعلم أنه خاطر سوءء فلم يكن بأسرع من وقوع ما رأيت. قال: وقال لي والدي 
يوما: يا سلمان اذهب إلى آخر الجبل تجد ثلاثة نفر» فقل لهم: والدي يسلم 
عليكم؛ ويقول لكم: ما تشه تشتهون؟ فأتيتهم؛ وقلت لهم ما قال لي» فقال أحدهم: 
رمانة» وقال الآخر: تفاحة» وقال الآخر: عنباًء فاتيت والدي وأخبرته» فقال لي : 
اافن إلن الشتخرة التلكدية شجرة اغرفها إيايسة بالقربة مناء والح مهنا ما طلبزاء 
فلم ارو اعلية أكلامةة وأتيت الشجرة» فإذا عي خصيراء مورقة» ووجدت عليهاء رمانة 
وتفاحة؛ وعنباء لم أرَ مثل ذلك منظراً ورائحة» فقطفت» وأتيت والدي بذلك. 


1 "1 مس٠‏ كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
فمَال: اذهب إليهم. فأتيتهم. » فآكل صاحب الرمانة رمانته» وصاحب العنب عنيه» 
وقال صاحب التفاحة: آثرتك بهاء ولم يأخذهاء فوجدت في نفسي شيئاً من 
ذلك» ثم مشوا قليلاء وأنا معهم» ومروا في الهواء» ولم يستطع صاحب التفاحة أن 
يعلو عن الأرض قدر شبر» فسقط ما فى يدهء ونزل إليه صاحباه وقالا له: هذا 
بامتناعك عن أخذ التفاحة» وأتوا مكشوفة رؤوسهم إلى والديء فتلقاهم والدي 
وقال للرجل: يا بني ما منعك من قبول كرامتي» وموافقة صاحبيكء فأكب على 
قدم والدي يقبلهاء فال له: لا بأس عليك» ثم قال: يا سلمانء» أين التفاحة؟ 
فتاولته إياهاء فكسرها أجزاء» وأكل منها جزءا م جزءاء وأطعم كل واحد 
منهم جزعاء فإذا هي لا عجم لهاء وكذلك كان العنب والرمانة» ثم دفع بيده بين 
كتفي الرجل» فمر مع صاحبيه في الهواءء كالسهم المفوق» فسألته عنهم. فقال: 
هؤلاء من رجال الغيب السيارة» وأخذ علي أن لا أعلم أحداً بشيء من ذلك وهو 
حي. وهو رضي الله عنه من الأكرادء سكن جبل حمدين من أرض العراق» 
واستوطنه إلى أن مات به؛ بعد سنة إحدى وستين وخمسمائة. وقد علت سنةء 
وقبره ثمة ظاهر يزار رضي الله عنه. 

اخبرنا ابو حي الحمين رن الحمد بن أقوقا السرريم .قال« امنا دي 
محمد بن دلف» قال : أخبرنا الشيخ الفاضل أبو العباس الخبد ون بع كه 
البغدادي البزار المعروف بابن الديبقي . قال: سمعت أبي يحيى يقول: سمعت 
الشيخ ماجداً الكردي رضي الله عنه» يقول: الشيخ محيي الدين عبد القادر إمام 
أهل الأرض» وإمام هذا الطريق» وشيخ شيوخها في هذا العصرء وبنوره يستضيء 
جل القلوب» في أحوالهم» وببهجة سريرته تسطع أسرار أهل الحقائق في 
معارفهم؛ فسألته عن ذلك» فقال: لأن له قلب كل مقلبء» ونوراً يعلو إشراقه على 
أنوار ذلك القلب, فإذا أمعن القلب في السير في طريق العلي» » لم يثبت بين يدي 
سوى ذلك النور. . وله أيضاً في سر كل صاحب سر مطالعة» يشرف عليها من نظرة 
1ل تإذار ورت علق ذلك السو سار له مين موا ته القلزين الاتفرق اسم متز 
الحقائق من ذلك السرء ؛ وظهرت كمائن المعارف من مكامن تلك الأسرار النازلة: 
باستشراف تلك المطالعة» ونور مضيء من النور النبوي» وقوته وبهجته مستمدة 
من الأأصل النبوي» وبه قوامهاء وعليه اعتمادهاء رضي الله عنهم أجمعين. 

الشيخ جاكير رضي الله عنه: هذا الشيخ من أكابر المشايخ» وأعيان 
العارفين المقربين» وأئمة المحققين البارعين. صاحب الفتح الطالع» والكشف 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ست لاوس 
اللامع» والبصيرة الخارقة» والسريرة المشرقة. صاحب الكرامات الباهرة» والأحوال 
الفاخرة» والمقامات الجليلة» والحقائق النفيسة» والمعارف السنية» له المنازل 
الرفيعة من مراتب القرب, والتصدر والتعالي في مجالس القدسء والسبق إلى حلبات 
التصريف» والسمو فوق ذوي التمكين؛ والترقي في درجات المعالي النورانية. 
وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود؛ وصرفه في العالم» ومكنه من أحكام 
الأحوال؛ وقلب له الأعيان» وخرق له العادات» وأظهر على يديه العجائب» وأنطقه 
بالمغيبات» وأجرى على لسانه الحكم: وأوقع له القبول عند الخلق؛ وملا الصدور 
من هييته :وهو أحل _ هذا لشأن» وأئمة الطريق» وأعيان العلماء بمناهمجهاء 
معرفة وعلماء وشهوداً وحالاً . وكان تاج العارفين أبو الوفاء» رضي الله عنه يثني 
عليه» وينوه بذ كره؛ وبعث إليه طاقيته؛ مع الشيخ علي بن الهيتيي رضي الله عنه. 
وأمره أن يضعها عل رأسه نيابة عنهء ولم يكلفه الحضورء وقال: سألت الله أن 
يكون جاكير من مريدي» فوهبه لي. وكانت المشايخ بالعراق يقولون» انسلخ 
الشيخ جاكير من نفسهء كما انسلخت الحية من جلدها. وهو الذي يقول: ما 
اخذت العهد على أحد» حتى رأيت اسمه مرقوماً في اللوح المحفوظ» من جملة 
وبلا وقال أيضاً: أوتيت فا ماضي الحد.ء أحد طرفيه بالمشرق» والآخر 
بالمغرب» لو أشير به إلى الجبال الشوامخ لهوت . انتهت إليه رئاسة هذا الشأن» في 
بلده وما يليه. وانتفع به جماعة» وانتمى إليه خلق كثير من الصلحاء» ويجله 
المشايخ» واعترفوا بفضيلته. وكان جميل الاخلاق ظريف الشمائل؛ كامل الآداب» 
شريف الصفات» لطيف المعاني» مع ما أيده الله به من لزوم أدب الشريعة,ء وحفظ 
قانون العبودية. 
وكان له كلام عال على لسان أهل الحقائق؛ منه: المشاهدة ارتفاع الحجب 
بين العبد والرب» فيطلع بصفاء القلب على ما أخبر من الغيب» فيشاهد الجلال 
والعظمةء وتتغير عليه الأحوال والمقامات» فتداخله الحيرة» والدهشة؛ ثم تخرجه 
الحيرة إلى البهتة» فتراه شاخصاً بالحق إلى الحق» وتارة يشاهد الجلال» وتارة 
يطالع الكمال» وتارة يرى البهاء» وتارة يلوح له الكبرياء, والعزة» وتارة يبدو له 
الجبروت والعظمة» وتارة يشهد اللطف والبهجة» فهذا يبسطه» وهذا يقبضه» وهذا 
يطويهء وهذا ينشرهء وهذا يفقدهء وهذا يوحدهء وهذا يبديهء وهذا عيده وهذا 
يفنيه, وهذا يبقيهء فهذا زائل عن نعوت البشرية» قائم بصفات العبودية» لا يحس 
بالآغيار» ولا يشهد غير عظمة الجبار. 


ار 1 .سس كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

ومنه: إذا قدحت نار التعظيم» مع نور الهيبة في زناد السرء تولد منهما 
شعاع المشاهدة» فمن شاهد الحق عز وجل فى سرهء سقط الكون من قلبهء فإذا 
توالت المشاهدة على القوم؛ تولاهم الحق بإسبال العوالي» ثم حجبهم عن رؤية 
التوالي» فجذبوا من الحيرة فى نور المشاهدة:» إلى الحيرة في نور الأزل» واختطفوا 
من الدهشة في قدس الأنس؛ إلى الدهشة في عين الجمع» فمن جائز بين الأستار 
والتحلي» ومن هائم بين البعد والتداني» ومن ساكن بين الوصل والتعالي»؛ وهو 
محل الاستقامة» والتمكين» وذلك صفة الحضرة» وليس فيها سوى الذبول تحت 
موارد الهيبة؛ قال الله عز وجل : «9 فلما حضروه قالوا أنصتوا » [ الأحقاف:5؟]) 
وقال في قوله تعالى: «إإن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا © [ فصلت:١7])‏ 
معناه استقاموا علنى المشاهدة؛ لأن من عرف الله تعالى لا يهاب غيره؛ ومن أحب 
شيئا لا يطالع سواه. وكان رضى الله عنه» يتمثل بهذين البيتين : 

فالشوق والوجد فى مكان “قد متعاني مسن القنوار 
هكا كي ل رارقا كذ شسارى: .وذ تارف 

أخبرنا أبو الحسن علي ابن الشيخ الصالح أبي محمد الحسنء ابن الشيخ 
العارف ابي الصبر يعقوب ين أخمد ين على الحميدي السامري . قال: أخبرتا أبي 
قال: سمعت والدي رحمه الله تعالى» يقول: كانت نفقة شيخنا الشيخ جاكير 
رضي الله عنه من الغيب» وكان نافذ التصريف» خارق الفعل» متواتر الكف» ينذر 
: له كثيراء وكنت عنده توما فمرت به بقرات مع راعيهاء فأشار إلى إحداهن وقال: 
هده حامل بعجل أحمر أغر» صفته كذا وكذاء ويولد وقت كذاء يوم كذاء وهو 
نذر لي؛ وتدبحه الفقراء يوم كذاء ويأكله فلان وفلان. ثم أشار إلى أخرى وقال: 
مده حامل بأنثى» ومن صفتها كذا وكذاء تولد وقت كذاء وهي نذر لي» ويذبحها 
فلان رجل من الفقراء» يوم كذاء ويأكلها فلان وفلان» ولكلب أحمر فيها نصيب . 
تال: فوالله لقد جرت الحال على ما وصف الشيخ» ولم يخل منها بشيء» ودخل 
كلب< حمر رز الزاوية: والتعظق قظعة من الحم الانعى وو ديت يهنا قال واتاة 
وأرد؛ وقال له: يا شيخ جاكير» أريدك اليوم تطعمني لحم ظبي» فأطرق الشيخ وإذا 
بظبي قد جاءء وجلس بين يدي الشيخ» فأمر بذبحه للواردء فذبح. قال: ولقد 
خدمته سبع سنين» فما رأيت بالقرب من زاويته ظبياً غير هذا. 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو اليمن بركات بن مسعود بن كامل العباسي 
التكريتي. قال: سمعت الشيخ العارف الغرز ابن الشيخ الجليل القدوة جاكير 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سسس ست ووس 
رضي الله عنهء يول : جاءنا تاجر من أهل واسطء إلى والدي» وكان يحبهء وله فيه 
اعتقاد» واستاذنه في ركوب بحر الهند بتجارة»؛ فلما ودعه قال له: إذا وقعت في 
شدة لا تقدر على دفعهاء فناد باسمي» وسافر الرجل» ثم بعد ستة أشهر وثب 
والدي قائماء ونحن حوله؛ وصفق بكفيه. وقال : : سبحان الذي سخر لنا هذاء وما 
كنا له مقرنين» ومشى خطوات يمينا وشمالأء ونحن نشاهد منه ذلك كله ثم 
جلس فسألناه عن سبب ذلك . فققال : كاد فلان» وسمى التاجر الواسطي يغرق 
الآنء لولا أن نجاه الله تعالى» فأرخنا ذلك اليوم» ثم بعد سبعة أشهر» وصل 
التاجرء وانكب على رجل والدي يقبلهاء ويقول له: يا سيدي لولا أنت لهلكنا في 
ذلك اليوم» ووالدي يبتسم فلما خلونا بالتاجر سألناه عن أمره» فقال: إنا أوغلنا في 
لجة البحر المحيط» فى طلب بلاد الصين» وتهنا عن الطريق» وأيقن الربان» وكل 
من في السفينة بالهلاك»؛ ثم لما كان وقت كذا من يوم كذاء وذكر الوقت الذي 
أرخناه عندناء عصفت علينا الرياح القواصف؛ من جهة الشمال» فهاج البحر 
وتلاطمت أمواجه. واضطرمت نيرانه» واشتد علينا الأمر» وأشرفنا على الوقوع في 
خسيف البحرء ومصب مائه» فذكرت قول الشيخ» فنهضت قائماً واستقبلت 
العراق» وناديت : يا شيخ جاكير أد ركناء فلم يتم كلامي) حتى رأيناه قائماء عندنا 
في وسط السفينة» وأشار بكمه إلى جهة الشمال» فسكن الريح» ثم وثب من 
السفينة» واستقل على متن البحر» وصفق بكفيه؛ وقال: سبحان الذي سخر لنا 
هذاء:وما كنا له مقرتين) :ومشى .على الماء خطوات يمينا وشمالاء فشكن البخر 
وهدأت أمواجه. وصار كأنه عين ديك . ثم أشار ب بكمه إلى جهة الجنوب» فهبت 
علينا ريح طيبة اقتلعتنا من ذلك الموضع.؛ حتى وصلنا إلى طريق السلامة» ومشى 
الشيخ على متن البحر حتى غاب عناء ونجانا الله عز وجل ببركته من الهلاك . 
قال : فحلفنا له بالله إن الشيخ لم يغب عن أبصارنا في ذلك الوقتء بل كنا جلوساً 
معه فأقسم بالله العظيم أنه لو لم يكن حاضراً معنا في ذلك الوقت لم ينج منا إلا 
من شاء الله تعالى . 

وهو رضي الله عنه من الأكراد» سكن صحراء من العراق» بالقرب من قنطرة 
الرصاص على يوم من سامرة» واستوطنها إلى أن مات بها مسناء وبها دفن» وقبره 
ثمة ظاهر يزار» وعمر الناس عنده قرية يطلبون بركته . 

أخبرنا أبو محمد رجب بن أبي منصور الداري» قال: سمعت الشيخ 
العارف. مسعود الحارئي رضي الله عنه؛ يقول: حضرت الشيخ جاكيرء والشيخ 


م ال ع سد ا 


ه ‏ *17. سس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
علي بن إدريس دضي الله عنهماء مجتمعين فتجاريا في ذكر المشايخ» وما سلف 

قال لبت لم يظهر في الوجود من المشايخ بعد سيد ي تاج العارفين 
أبي الوفاء رضي الله عنه» أفخر حالاً» ولا أنفذ تصريفاًء ولا أقوى تمكيناء ولا أتم 
ا ولا أعلى مقاماً من سيدي الشيخ عبد القادر رضي الله عنه . 

ومنه: انتقلت القطبية إلى سيدي على بن الهيتى رضي الله عنه. ونال سيدي 
الشيخ عبد القادر من تمكينه فى أحوال القطبية قي في مقاماتهاء واستغراقه 
في مدارجهاء واستيلائه على جميع أطرافهاء وجمعه بين أسبابها ما لم يئله غيره 
من المشايخ فيما نعلم. قال: فلما انفردنا بالشيخ علي بن إدريس» سألناه عن قول 
الشيخ جاكيرء فقال: أخبر عما شاهد» ونطق بما علم» مما علمه الله تعالى» وهو 
العدل المبرز» الرضى فى كل أقواله وأفعاله وأقواله رضى الله عنهم أجمعين . 

الشيخ أبو محمد القاسم بن عبد البصري رضي الله عنه: هذا الشيخ من 
أعيان مشايخ العراق» وعظماء العارفين المشهورين؛ وأجلاء المقربين المذ كورين. 
صاحب الأحوال الفاخرة» والكرامات الظاهرة» والأحوال السنية» والأفعال الخارقة, 
والأنفاس الصادقة؛ والمقامات السنية . صاحب الحقائق الزاهرة» والمعارف الباهرة؛ 
له المراتب العلية من منازل القرب» والمعارج الرفيعة إلى محاضرة القدس» والكشوف 
الواضحة عن عوالم الغيب» واللسان الطويل في الإخبار بعجائب الفتح؛ والباع 
الرحيب في التصريف النافذ» والقدم الراسخ في العمكين» والتقدم العظيم في 
السبق إلى المعالي؛ والدرجات العوالي . 

وهو أحد من تذكر عنه القطبية» وأحد من أظهره الله تعالى إلى الوجودء 

وصرفه في الكون؛» وقلب له الاعيان» وخرق له العادات» وأظهر على يديه العجائب»؛ 
وأنطقه بالمغيبات: وأوقع له القبول العظيم» والهيبة التامة في صدور الخلق» وأقامه 
حجة وقدرة. 

وهو أحد العلماء المبرزين في علم الشريعة. 25 المفتين على مذهب 
إمام دار الهجرة ة مالك بن أنس رضي الله عنه؛ وإليه سلم قلم الفتوى ببلده وما 
يليها. انتهت إليه رئاسة هذا الشأن في عه غلبا وعتلة وحالاً وتعلا) وتحقيقا 
وبراعة» وزهداء ومجداء وجلاله ومهابة . 

وهو أحد أوتاد هذا الطريق» وصدور أركانهاء وسادات أثمتهاء وأعلام 
العلماء بهاء وأعيان الدعاة إليها. وبه غدق الأمر في تربية المريدين الصادقين» في 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سسسب ووس 
يلاد البصرة وما يليها. وتخرج بصحبته جماعة من أهل المراتب العالية. وتلمذ له 
جماعة من أصحاب الأحوال» وقال بإرادته خلق كثير» وانعقد عليه إجماع المشايخ. 
والعلماء بالتبجيل والاحترام» والرجوع إلى قوله؛ والاعتراف بمكانته. وقصد 
بالزيارات» وحل اي وكان أهل البصرة يلتجغون إليه في معضلاتهم» 
فتنجلي؛ ويتضرعون إليه في كرباتهم فتنكشف. وكان مشتملاً على أشرف 
الأخلاق» وأكمل لساري ع متواضعاً. وكان يتكلم 
بالبصرة في علم الشريعة والحقيقة» على كرسي عال» وحضر مجلسه المشايخ 
والعلماء» وسطر كلامه في المعارف» وفي مناهج الحقائق» مشهور متداول. 

منه: الوجد جحود مالم يكن عن شهود» وشاهد الحق يفني شواهد الوجود» 
وينفي عن العين الوسن» سكره يزيد على سكر الشراب؛ وأرواح الواجدين عطرة 
لطيفة» وكلامهم يحيي موات القلوب» ويزيد في العقول» والوجد يسقط التمييزء 
ويجعل الأماكن مكاناً واحدأاء والأعيان عيناً واحدة وأوله رفع الحجاب» ومشاهدة 
الرقيب» وحضور الفهم» وملاحظة الغيب» ومحادثة 0 وإيئاس المفقود» وشرط 
صحة الوجدء انقطاع أوصاف البشرية عن التعلق بمعنى الوجد» حال وجوده» من 
لا فقد له لا وجد لهء وأهله على مقامين» ناظر» ومنظور إليه» فالناظر مخاطب» 
يشاهد الذي وجده في وجده. والمنظور إليه مغيب» قد اختطفه الحق بأول ما ورد 
ليه؛ والوجود نهاية الوجد لأن التواجد يوجب استيعاب العبد» والوجد يوجب 
ل العبد» والوجود يوجب استهلاك العبد» وترتيب هذا الأمر حضورء ثم 
ورود؛ ثم شهودء ثم خمودء فبمقدار الوجود يحصل الخمود؛ وصاحب الوجود له 
صحو ومحوء فحال صحوه بقاؤه بالحق» وحال محوه فناؤه بالحق» وهاتان الحالتان 
متعاقبتان عليه أبداء والوجود اسم لثلاثة معاني؛ الأول: وجود علم لدني» يقطع 
علم الشواهد في صحة مكاشفة شفة الحق إياك» والئاني : : وجود الحق فجودا غير 
منقطع عن مسامع الإشارة. والغالث: وجود مقام اضمحلال رسم الوجود 
بالاستغراق.في الأولية» فإذا كوشف العبد بوصف الجمال» سكن القلب فطرب 
الروح» وهام السر شعر: [ من الطويل ] 
فصحوك من لفظي هو الوصل كله وسكرك من لحظي يبيح لك الشرب 
فما مل ساقيها وما مل شارب لعاك اجبيال كابيه ريتك اللا 

فالصحوة إنما هو بالحق» وكل ما كان في غير الحق لم يخل في حيرة» لا 
حيرة في شبهة» بل حيرة في مشاهدة نور العزة» وكل ما كان بالحق لم تعتور عليه 


لل سس 0٠.‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
علته» ثم الصحو من أدوية الجمع ولوائح الوجودء ومنازل الحياة. والحياة اسم 
لثلاثة معاني» الأول: حياة العلم من موت الجهلء ولها ثلاثة أنفاس؛ نفس الخوف» 
ونفس الرجاءء ونفس المحبة» والثاني: حياة الجمع من موت التفرقة» ولها ثلاثة 
أنفاس: نفس الاضطرار» ونفس الافتقار» ونفس الافتخار» والئالث: حياة الوجود 
من موت الفناء» وهي حياة الحق» ولها ثلاثة أنفاس : الهيبة» وهو نفس يميت 
الاعتلال» ونفس الوجودء وهو يمنع الانفصال» ونفس الانفراد» وهو يورث الاتصال. 
وليس وراء ذلك ملحظ للنظارة» ولا طاقة للإشارة» والمواجيد ثمرات الأوراد 
ونتائج المنازلات» ومن تهاون بسر الله تعالى» أنطق الله تعالى لسانه بعيوب 
نفسهء وكان رضي الله عنه يتمثل بهذه الأبيات : 
كادت سرائر سري أن تسر بما ‏ أوليتني من جميل لا أسميه 
فصاح بالسر سر منك يرقبه ‏ كيف السرور بسر دون مبديه 
فظل يلحظني سري لالحظله والحق يلحظني هلا أراعيه 
وأقبل الوجد يفني الكل من صفعي وأقيل الحق يفنيني وأبديه 
أخهرنا ابو مسحي سالم بن 57 الدمياطي الصوفي» قال سمعت الضيخ 
القدوة شهاب الدين أبا حفص عمر بن محمد السهروردي» رضي الله عنه» يقول : 
انحدرت إلى البصرة لأزور الشيخ أبا محمد بن عبد البصري رضي الله عنهء 
فمررت في طريقي إليه بمواش, وزروع ونخيل كثيرأء وكنت كلما اجتزت بشيء 
منها سالت عنه راعاته: ومن يقوم به فيقولون: هذا للشيخ أبى محمد بن عبد 
البصري. فخطر في نفسي أن هذا حال الملوك» ودخلت البصرة» وأنا أقرأ في سورة 
الأنعام» فقلت في نفسي: أي آية انتهت إلى دار الشيخ» وأنا أقرؤهاء فهي فالي 
معه؛ ووصلت إلى باب داره؛ ووضعت رجلي على عتبة بابه» وأنا أتلو: « أولئك 
الذين هداهم الله © [الزمر:4١]‏ فبداهم اقتده» فخرج إلي خادمه على الفور 
مسرعا قبل أن أستاذن, وقال لي: الشيخ يدعوكء فدخلت عليه» فقال لي ايتداء : 
يا عمر» جميع ما رأيته على الأرض» فهو على الأرض» وليس في قلب ابن عبد منه 
شيء . قال : ل ل له 
أخبرنا أبو سعد عبد الغالب بن أحمد بن علي الهاشمي . قال: 
الشيخ أبا الحسن عليا الخباز» يقول ل 
فدخل علينا فقير أشعث أغبر» وقال لصاحب البستان : أشبعني ») فقدم إليه وزنة من 
تين فأكله» فقال له: زدني» فقدم إليه أخرى فاكلهاء وقال: زدني» وما زال صاحب 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ممص ممعم ممعم ممم عع معع عمق مم مم عع مم مع ممعم معط معط عمسم سا1 19 كاي 


البستان يقدم له وزنة بعد أخرى» وهو يستزيده حتى أكل ألف رطل» . ثم أتى :نهرا 


هناك» وجعل يغترف منه بكفيه»ء فشرب ماء كثيراً وانصرف» ثم بعد مدة» قال لي 
صاحب البستان : إن غلة تين بستانه تضاعفت أمثالاً عن مقدارها كل سنة . قال: ثم 
حججت في العام الثاني» فبينا أنا أمشي يوم وحدي أمام الركب» خطر في نفسي 
شأن ذلك الرجل» وتمنيت رؤيته» فإذا به عن يمينى» فدهشت منه» وسررت بهع 
فكان يمشي وأنا معه فإن جلس نزل الركب جميعهم؛ وإن مشى سار الركب كله 
فجاء إلى بركة كبيرة فيها ماء؛ وقد رسب فيها طين كثير فجعل يقطم من الطين 

بكفيه» وياكل منهء كما يأكل أحدنا الحلواء» حتى أكل منه شيئاً كثيرأء والقمني 
قطعة من ذلك الطين» فإذا هى فى فمى ألذ من حشو الخشكانك» وله رائحة 
كالمسك الأذفرء ثم اغترف بكفيه من ذلك الماءء فشرب منه كثيراً» وقال لي : يا 
علي» هذه الأكلة من تلك الأكلة التي رأيت وليس بينهما طعام ولا شراب» فقلت 
له: يا سيدي من أين لك هذا. قال: نظر إلي الشيخ محمد بن عبد البصري نظرة 
فملاً قلبي» ووصل سري بربي» وانطوت لي الأكوان» وقلبت لي الأعيان» وقرب مني 
البعيد» ونلت المراد بنظرته» وكساني معنى استغنيت به عن الطعام والشراب» إلا 
في وقت عرد أحكام البشرية إلي» ثم غاب عنيء فما رأيته بعد. 

أخبرنا أبو الخير» سعد بن أبي غالب أحمد بن علي الأزجي الأصل . قال: 
اخبرنا الشيخ أبو العباس» أحمد بن إسماعيل بن حمزة الازجي» المعروف يابن 
ل كلا سمت القع الصاح از أ عي له جمد ربخي رضي 1 
عنه يقول: وكان من أصحاب العزلة والانفراد» يسكن الخراب» ولا يعلم من 
قَوتّه وكان له قدم في المعرفة» ورسوخ في هذا الشأن. قال: كنت في بعض 
السنين مجاورا بحرم مكة شرفها الله تعالى؛ فبينما أنا جالس يوماً وقت الضحى 
في مقام إبراهيم صلوات الله عليه؛ إذ دخل علي الشيخ أبو محمد بن عبد البصري 
رضي الله عنهء المقام ومعه أربعة نفرء فصلى بهم ركعات؛ ثم طافوا إسبوعاً:'»: 
فلماأتموه. خرجوا من باب بني شيبة» فتبعتهم فردني أحدهم.ء فقال له الشيخ أبو 
محمد : دعه ثم وقف أمام الجماعة وصفهم خمسة صفوف» كل صف رجل يلي 
الذي قدامةه؛) وكنت آخرهم» وأمر كلا منا أن يضع قدمه في الموضع الذي يرفع 
منه الذي قدامه قدمه. ثم سار الشيخ ونحن خلفه؛ كما أمر, »؛ والأرض تطوي تحت 
أقدامنا طياء فلم نلبث إله يسيراً وإذ نحن بالمدينة الشريفة صلى الله على 


)١(‏ يعني سبعة أشواط. 


7 17# مسمس أذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
ساكنهاء فززنا وصلينا بها صلاة الظهرء ثم خرج وخرجنا خلفه على هذا الترتيب». 
فلم نلبث إلا يسيراء وإذا نحن بالبيت المقدسء» فصلينا صلاة العصر» ثم خرج 
وخرجنا خلفه؛ فلم نلبث إلا يسيرا فإذا نحن بسد يأجوج وماجوجء فصلينا به 
صلاة المغرب» ثم سار» ونحن خلفهء فلم نلبث إلا يسيراء وإذا نحن بجبل قافء 
فصلينا به صلاة العشاء . 

وجلس الشيخ على ذروة من الجبل» ونحن حوله» فأتته رجال من أقطار 
الجبل» كالأسد مهاباء لهم أنوار أضوأ من الشمس والقمر» تسعى بين أيديهم» 
فيسلمون عليه» ويجلسون بين يديه» ويتأدبون معه» ونزل عليه رجال آخرون من 
الجوء سائرون في الهواء؛ كالبرق اللامع» وأحدق الجميع بهء وسألوه أن يتكلم 
لبي الل لكان ميم بن بقل وتو مل برا رميو ع ا 
ومنهم من يصيح ويعدو في الهواء حتى يغيب يغيب عن النظرء وكان يخيّل إلي أن 
الجبل يضطرب تحتناء ولم يزل الحال كذلك إلى أن طلع الفجرء فصلى الشيخ 
بهم صلاة الفجرء ثم نزل وراء الجبل فإذا أرض شديدة البياض» كثيرة الأنوار» 
لطيفة الجرم؛ لا تشبه أراضي الدنياء ولا يرى لها طرف». وكانت رائحة المسك 
الآدفر تفوح من تحت مواطىء أقدامناء وكنا نمر بطوائف وجوههم كوجوه 
الآدميين؛ يذكرون الله تعالى بأنواع التسبيح؛ باصوات لم يسمع السامعون أحسن 
منهاء قد غشيتهم أنوار تكاد تخطف أبصار الناظرين» وتحققوا بمواجيد من 
منازلات القدسء فلو قضي على الناظر إليهم أو السامع أصواتهم أن يموت لفاضت 
نفسه من هيبتهم» ولذة بهجتهم؛ فكان الشيخ أبو محمد يسبح في أرجاء تلك 
الأرض؛ فتارة يميل به الوجد يميناً وشمالاً» وتارة يمر في أرجائها وفي فضائها 
كالسهم المفوق» وتارة يقول: الشوق إليك يقلقني» والبعد عنك يقتلني» والخوف 
منك يتلفني, ورجائي فيك يحييني» وإعراضك عني يميتني» وحبك يهيمني» 
وقربك يجمعني» والإنس بك يبسطني» وخلوتي معك جلوتي» ومشاهدتك تطويني 
وتنشرني» فارحم من أزمة أموره في يدكء وما زال حاله كذلك إلى وقت الضحىء 
فرجع إلى الموضع الذي جتنا منه» وسار ونحن خلفه كسيرنا بالأمس» فلم نلبث إلا 
يسيرا حتى انتهينا إلى مدينة مبنية بالذهب والفضة»ء فيها أشجار متعانقة» وأنهار 
مطرودة وأثمار منضودة» وفواكه كثيرة» فدخلناها وأكلنا من ثمارهاء وشربنا من 
أنهارهاء وأمر الشيخ كلا منا أن يأخذ تفاحة مما هنالك» فاخذ كل منا تفاحة بيده 
إلا الرجل الذي ردني أولأ» فإن يده لم تمتد ولم يستطع أن يأخذ شيعاً. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ست ولاس 

فقال له الشيخ: هذا بسوء أدبك, وكسرك خاطر هذا الرجل» وأشار إلي» 
فاستغفر الله تعالى» فقال الشيخ: بني هذا الأمر على محافظة الأدب» ومراعاة 
أحكامه؛ ثم قال له: خذ واحدة كأصحابكء فمد يده فامتدت» فأخذ تفاحة ثم 
قال الشيخ لنا: هذه المدينةع مدينة الأولياء لا يدخلها إلا ولي ) ثم خرج منها 
وسار ونحن خلفه. فما مر بشجرة يابسة, إلا أورقت؛» ولا بذي عاهة إلا عوفي» حتى 
أتيئنا مكة فصلينا بها الظهرء » وأخذ علي العهد أن لا أتكلم بشيء من هذا الأمرء 
إلا يعد موتهء ثم غاب عني» هو ومن معهء فلم أره, ثم بعد مدة اشتقت لرؤيته» 
فسافرت إلى البصرة» وأقمت عنده أياماًء فخرج يوم إلى ظاهر المدينة: وأنا معهع 
فأتى إلى تربة طلحة بن عبيد الله الأنصاري» صاحب رسول الله يله فلما رأى 
القبر من بعيدء رجع القهقرى؛ ثم رجع وأتى القبرء وزار وهو مطرق متأدب» فلما 
خرج سالته عن ذلكء فقال: لما أقبلت على قبره رأيته جالسا عليه حلة خضراء. 
وتاج مكلل بالدر والجوهرء وعنده حوريتان؛ فاستحييت» فرجعت لوجهي» 
فاقسم علي بالنبي ينه أن أرجع» فرجعت إليه. قال: ووالله ما أخبرت أحدأبشيء 
من ذلك كله حتى مات الشيخ رضي الله عنه. 

سكن رضي الله عنه البصرة» وبها مات قبل سنة ثمانين وخمسمائة» وقد 
علت سنة» ودفن بظاهرهاء وقبره هنالك ظاهر يزار. ولما صلي عليه سمع من الجو 
أصوات طبول تضربء, وكانوا كلما رفعوا أيديهم في التكبيز للصلاة عليه؛ 
سمعوهاء وأسلم يومئكذ طائفة من اليهود والنصارىء وكان يوماً مشهوداً. 

أخبرنا الشيخ ابو المحاسن يوسف ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن شبيب 
البصري . قال: سمعت الشيخ العالم أبا طالب عبد الرحمن بن أبي الفتح محمد 
ابن عبد السميع الهاشمي الواسطي» المقري بالعدل. قال: سمعت الشيخ القددة 
جمال الدين أبا محمد بن عبد البصري رضي الله عنه» بها يقول: وقد .سل عن 
الخضر عليه السلا م أحي هو أم ميت. فقال: اجتمعت بأبي العباس الخضر عليه 
السلام») وقلت له: : أطرفني بأعجوبة مرت بك مع الأولياء» فقال: اجتزت يوم 
بساحل البحر المحيط. حيث لا يرى آدمي» ولا غيره» فرأيت رجلا نائماً ملتفاً 
بعباءة فوقع لي أنه ولي» فركضته برجلي» فرفع رأسه. وقال لي : ما تريد؟ فقلت: 
قم للخدمة» فقال لي: اذهب واشتغل بنفسكء؛ فقلت له: لأن لم تقم لأنادين 
عليك في الناس» وأقول لهم: هذا ولي لله فقال لي: لئن لم تذهبء لأقولن لهم: 
هذا الخضرء فقلت: وكيف عرفتني؟ قال: أما أنت فأبو العباس الخضرء فقل لي 


لام ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


أنت لي من أناء فرفعت همتى إلى الله تعالى» وقلت بسري: يا رب أنا نقيب 
الأولياء» فنوديت: يا أبا اناس أنت نقيب من يحبناء وهذا ممن نحبهء فأقبل 
علي توكال: با"نا الحائن التميدك تود يلم عه ة ققلاف» لع زولاني بلاغؤة 1 فقال: 
منك الدعاء يا أبا العباس» قلت: لا بد» قال: مرًء وفر الله نصيبك منهء قلت: 
زدنيي» فغلب عني ولم تكن الأولياء يقدرون على الغيبة عني. ثم رأيت بقية في 
نفسي من المشي» فمشيت حتى انتهيت إلى كثيب عظيم من الرمل» فدعتني 
نفسي إلى صعوده» فلما استويث علئ علاه» وظندت أني ساويت السماء» ورايت 
على ظهره ورا يخظى الأرضار» ققتصضدعه» فإذا ثم امراةاتائمة ملثفة فى عباكة» تشبه 
عباءة الرجل صاحبي» فأردت أن أركضها برجلي» فنودييت: تأدب مع من نحبهء 
فجلست أنتظر انتباههاء فاستيقظت وقت صلاة العصرء وقالت: الحمد لله الذي 
أحياني بعدما أماتني» وإليه النشورء والحمد لله الذي أنسني به وأوحشني من 
خلقه؛ ثم التفعت فرأتني: فقالت : مره بلقملا نا :لقان ولى كت اديت معن 
من غير نهي لكان أولى» قلت: بالله عليك أنت زوجة الرجلء» قالت: نعمء وقد 
ماتت في هذه البريّة بدلة فساقني الله عز وجل إليهاء فغسلتها وكفنتهاء فلما فرغت 
من تجهيزهاء رفعت من بين يدي نحو السماء حتى غابت عن بصريء» فقلت: 
زوديني بدعوة : فقالت : منلك الدعاء يا أبا العباس» قلت : لا بد» قالت: مر وفر الله 
نصيبك منه» قلت: زيديني» قالت: لا تلمنا إذا غبنا عنك» والتفت فلم أرها 

قال الشيخ أبو محمد: فقلت للخضر عليه السلام: فهل لهؤلاء الأحباب 
رجل» فرد في كل وقت يرجعون إلى أمره: قال : نعم» فقلت : ومن هو في وقتنا 
هذا؟ قال: : هو الشيخ عبد القادر» قلت : أخبرني عن حال الشيخ عبد القادر , قال : 
هو.فرد الأحباب: وقطب الأولياء في هذا الوقت» وما أرسل الله تعالى وليآ إلى 
مقام» إلا وكان الشيخ عبد القادر أعلاه» ولا سقى الله حبيباً كاساً من حبه؛ إلا 
وكان الشيخ عبد القادر أهناه» ولا وهب الله لمقرب حالاً؛ إلا وكان الشيخ عبد 
0 أجله. وقد أودعه الله تعالى ترا من أسراره سبق به جمهور الأآولياء» وما 
اتخذ الله وليا كان أو يكونء إلا وهو متادب معه إلى يوم القيامة رضي الله عنهم 
أجمعين. 

الشيخ أبو عمرو عئمان بن مرزوق القرشي رضي الله عنه: هذا الشيخ من 
أعيان أكابر مصر المشهورين» وصدور العارفين المذكورين» وأعيان العلماء 
المحققين. صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال الفاخرة» والأفعال الخارقة, 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سسب ابوس 
والأنفاس الصادقة» والمقامات السنية؛ والإشارات العلية. صاحب البسطة العظيمة» 
في أحكام الولاية؛ والدرجة الرفيعة» في مراتب النهاية» والمكانة 0 
القرب» والطور الأعلى من أطوار المعارف, والمنهاج الأرفع من مناهج الحقائق 
والبصيرة الخارقة لحجب الملكوت,ء والسريرة المشرقة بأنوار الغيوب» والقاب 
المطهر؛ لمنازلات القدسء والسر المجرد عن جواذب البقايا. وله الفتح الطالع» 
والكشف اللامع؛ والمفاخر والمعالي» والتقدم والتعالي . 

وهو أحد العلماء المصنفين» والفضلاء المتقنين» والأئمة البارعين» والسادة 
القائمين بالسنة؛ وأحكام الدين. أفتى بمصر على مذهب الإمام أحمد بن حنبل 
رضي الله عنه» ودرسء» وناظر» وخرجء وأملى» وقصد إليه طلبه العلم؛ وروى عنه 
غير واحد بمصر من العلماء . 

وهو أحد أركان الطريق» وأعلام العلماء بأحكامهاء وكشف مشكلات 
أحوالهاء وبعادات الجدهاء وعظماء القادة إليها عَلْمَا وعملاء وجالة قال 
ع ككينا تدا 006 وجلالة» ومهابة» مع التأدب في المجاهدةق 
والتجوال في المشاهدة» وجبلة طبعت على الحلم والتواضع» ومزجت بالكرم 
والحياء . 

وهو القن بهن الور اه تعالى للخلق» وأوقع له عندهم القبول التام» والهيبة 
العظيمة؛ وصرفه في الوجود»ء ومكنه في الأحوال؛ وقلب له الأعيان» وخرق له 
العادات» وأنطقه بالمغيبات» وأظهر على يديه العجائب» وأجرى على لسانه ما 
عمر به القلوب؛» ونور به الأسرارء وأحيا به الشريعة المطهرة» وأقامه حجة على 
المسلمين» وقدوة للسالكين. انتهت إليه تربية المريدين الصادقين» بمصر 
وأعمالهاء»ء وكشف مخفيات مواردهم, وانتفع بصحبته غير ا من الأجلاء 
الصادقين» ممن له راسخة في هذا الشأن» وقال بإرادته جم غفير من أصحاب 
الأحوال» وانتمى إليه خلق كثير من الصلحاءء وانعقد عليه إجماع المشايخ 
والعلماء بالتبجيل والأضتتراء: وحكموه فيما اختلفوا فيه؛ ورجعوا إلى قوله وبرزوا 
عدالته» واعترفوا بفضيلته» وكان ظريفا جميلاً» مشتملا على أطيب الأخلاق» 
وأكمل الآداب» وأشرف الصفات. وكان له كلام عال على لسان أهل التحقيق» 
منه: الطريق إلى معرفة الله تعالى وصفاته» الفكر والأعتران تكد وآياته, ولا 
سبيل للألباب إلى معرفة كنه ذاته» ولو تناهت 0 الإلهية في حد العقول» أو 
انحصرت القدرة الربانية في درك العلوم» لكان ذلك تة تقصيرا في الحكمة وفلفا 


ا 


ممم سس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
في القدرة» ولكن احتجبت أسرار الأزل عن العقول» كما استترت سيحات الجلال 
عن الأبصارء فقد رجع معنى الوصف في الوصف وعمي الفهم عن الدرك. ودار 
الملك في الملكء وانتهى المخلوق إلى مثله» واشتدً الطلب إلى شكله؛ وخشعت 
الأصوات للرحمن» فلا تسمع إلا همساء فجميع المخلوقات من الذرة إلى العرش» 
سبل متصلة إلى معرفته» وحجج بالغة على أزليته» والكون جميعه ألسنة ناطقة 
بوحدانيته» والعالم كله كتاب يقرا حروف أشخاصه المستبصرون على قدر بصائرهم. 
ومنه: إذا هبت ريح السماء» وتالق برق العناية» على رياض القلوب» وأمطرت 
ودق الحقائق من جلال الغيوب» ظهرت فيها أزهار قرب المحبوب» وأينعت بهجة 
أنوار نيل المطلوب» فوجدت ريح القرب في لذة المشاهدة» واستجلاء الحضور 
في التغذي بالسماعء؛ وأنست نار الهيبة» قد أضرمها صفو المحبة» مع الشخوص 
عن الأنس إلى المقام؛ إلى نور الأزل بصولة الهيمان» وقامت بأقدام الفناء في خلوة 
الوصل» على بساط المسامرة» بمناجاة نشيب لها الكون بصفاء اتصال تغرق 
نهايات الخبر في بدايات العيان» وتطوي حواشي الحدوث في بقاء عز الأزل» 
فهناك رسخت أرواحهم في غيب الغيب؛ وغاصت أسرارهم في سر السرء فعرفهم 
مولاهم. ما عرذ » وأراد منهم من مقتضي الأيات ما لم يرد من غيرهم» وخاضوا 
بحار العلم اللدني بالفهم الغيبي» لطلب الزيادات» فانكشف لهم من مدخور 
الخزائن, تحت كل ذرة» من ذرات الوجود؛ علم مكنون» وسر مخزوث» وسبب 
متصل بحضرة القدس» يدخلون منه على سيدهم عز وجلء» فاراهم من عجائب ما 
عنده؛ وما لا عين رأت» ولا أذن سمعت»ء ولا خطر على قلب بشر. 
ومنه: من لم يجد في قلبه زاجراً فهو خراب» ومن عرف نفسه لم يغتر بثناء 

الناس عليه ومن لم يصبر على صحبة مولاه»؛ ابتلاه بصحبة العبيدء ومن انقطعت 
آماله إلا من مولاه» فهو عبد حقيقة» والدعوى من رعونة النفسء والاستلذاذ 
بالبلاء تحقيق بالرضاءء وحلية العارف الخشية والهيبة» وإياكم ومحاكمات 
أصحاب الأحوال؛ قبل إحكام الطريق» وتمكن الأقدام» فإنها تقطع بكمء ودليل 
تخليطك صحبتك للمخلطين» ودليل بطالتك ركونك للبطالين» ودليل وحشتك 
أنسك بالمستوحشين» وكان يتمثل بهذه الآبيات : 

يا غارس الحب بين القلب والكبد هتكت بالصد ستر الصبر والجلد 

يا من تقوم مقام الموت فرقعه ومن يحل محل الروح في العجساد 

قد جاوز الحب في أعلى مراتبه فلو طلبت مزيدا منه لم أجد 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس ست ووم 
إذا دعا الناس قلبي عنك مال به حسن الرجاء فلم يصدر ولم فزاك 
إذا توفني لم أرد ماادمك:لى بدلا وإن تغيرت لم أسكن إلى أحد 
أخبرنا الفقيه أبو طالب عبد العزيز بن سالم بن خلف المصري المقري. 
قال: أخبرنا الشيخ الجليل أبو محمد عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله التمار 
المحدث المعروف بالحكمة. قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو الفضل نعمة الله بن 
عبد العزيز بن هبة الله العسقلاني العدل بمصر. قال: سمعت الشيخ الحبر 
العارف أبا إسحاق إبراهيم بن مربيل المخزومي الضرير رضي الله عنه. يقول: كان 
الشيخ أبو عمرو عثمان بن مرزوق القرشي رضي الله عنه» من أوتاد مصرء كان 
متتابع الكشف)» ظاهر الكرامات» زاد النيل سنة زيادة عظيمة كادت مصر تغرق » 
وأقام على الأارض حتى كاد وقت الزرع يفوت» فضج الناس باضخ أبي عمرو 
عثمان بسيب ذلكء فأتى إلى شاطىء النيل» وتوضأ منه» فنقص في. الحال نحو 
ارين فنزل عن الأرض حتى انكشف عنهاء وزرع النائى ف في اليوم الثاني . وفي 
بعض السنين لم يطلع النيل البتة» وفات أكثر وقت الزرع» وغلت الأسعار» وظن 
الهلاك» وضج الناس بالشيخ أبي عمرو عثمان» فجاء إلى شاطىء النيل» وتوضاً فيه 
بإبريق كان مع خادمهء فزاد النيل في ذلك اليوم») وتتابعت زيادته» إلى أن انتهى 
إلى حده. وبلغ الله به المنافع» وبارك في زرع تلك السنة» ببركة الشيخ رضي الله 
عنه. قال: وحككى لي خادمه الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن بركات السعدي 
المقري» رحمه الله تعالى» أن الشيخ صلى العشاء بمنزله بمصر في ليلة مظلمة؛ 
وخرج وخرجت معه خلفه» والأرض تطوي تحتنا كالكرة, والأنوار تسعى بين 
أيديناء» وعن أيماننا وعن شمائلناء ولا ينتهي إلى جبل ولا نسر من الأرض إلا اندك 
بين يديه» وكأنه لم يكنء حتى أتينا في أسرع وقت إلى مكة شرفها الله تعالى؛ 
فطاف وصلى بها أكثر الليل» ثم خرج وأنا خلفهء نسير كذلك إلى المدينة 
الشريفة» صلوات الله على ساكنهاء فزار وصلى ما شاء تعالى أن يصلي . ثم خرج» 
وأنا خلفه» نسير كذلك إلى بيت المقدسء فزار وصلى ما شاء الله تعالى أن يصلي . 
ثم خرج وأنا خلفه. نسير كذلك إلى أن دخلنا مصرء والمؤذن ينادي بالفجرء والله 
إني لأقوى مني أول الليل» وما وجدت تعبأء ولا تسا وأخذ علي الشيخ أن لا 
أتكلم بذلك في حياته» فما تكلمت به إلا بعد وفاته رضي الله عنه. 
أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الجبار بن أحمد بن علي القرشي 
المصري المؤدب . قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو الربيع سليمان بن أحمد بن علي 


رشن 


ذكر احترام المشايخ يخ والعلماء له وثنائهم عليه 


السعدي المقري» المعروف بابن المغريل . كال > سسعت الشيخ العارف أبا العباس 
أحمد بن بركات بن إسماعيل السعدي المقري» خادم الشيخ القدوة أبي عمرو 
عثمان بن مرزوق رضي الله عنه» يقول: خدمت سيدي الشيخ أبا عمرو تسع 
سنين» وكان لا يمر عليه وقت من الليل والنهار» إلا وهو معمور بأنواع القربات؛ 
إما أن يقرأ القرآن» أو يقريه» أو يسمع الحديثء أو يميله, أو يشتغل بالعلم؛ أو 
يؤدب مريديه» أو يعوجه إلى الله عز وجل باحكام أحوال قربه» وبيمنازلاات سسره . 
وشهدته يوما وقد دخل عليه شيخ أشعث أغيرء ما رأيته من قبل» ولا من 
بعد ى فجلس بين يدي الشيخ متأدباء خاضعاء فأطرق الشيخ ساعةء ثم نظر إليه 
فخر مغشيا عليه» فقال الشيخ: ارفعوه» فوضعناه في بيتاء فمكث فيه أربعة 
أشهرء لا يتحرك» ولا يفيق» وحاله كحال الميتء إلا أنه يتنفس . ثم أتاه الشيخ 
ومسح بيده على صدره» فأفاق» فسألته عن أمرهع فتمال: يا أبا العباس كبر سنى» 
وتشابعت متاهداتى> وطاتك ستاتحاني6 :وما رابك قن الجوال: هنذا الشاق ختيعاء 
فاستغثت إلى الله عز وجل بسريء فنوديت اذهب إلى سلطان هذا الوادي» فعنده 
ما تريد. فقلت: ومن هو؟ فقيل لي : هو الشيخ أبو عمرو عثمان بن مرزوق» فلما 
جلست بين يديه» ونظر إلي» قطعت نظرته حجمي» واخترقت في سرادقات 
الوصل وطويت لي مسافات البعد» واختطفتني عن حسيء وعالمي» وغيبتني عن 
الوجودء وما فيه» وقمت على قدم الفناء» والغيبة» عن الأكوان في مقام القرب» 
ونلت مطلوبي, ووصلت إلى محيوبي» ببركة نظرته» فمر بي رسول الله عَِته» وأنا 
على هذا الحال في مقامي ذلكء فنظر إلي» وقال: مروا من حال بين هذاء وبين 
عقله. أن يضع فيه ا يقهر بقوته سلطان هذا الحال» فيرجع إلى تمييزه) 
فيقوم بأحكام الشرع فأسرع إلي الشيخ أبو عمرو. فوجدت عندي قوة ملكت بها 
حالي؛ ورجعت إلى وجودي كما ترى» ثم ذهب فما رأيته بعد. 
قال: وصحبته مرة إلى الشام على قدم التجريد». وليس لنا ثالثء إلا الله 
سبحانه وتعالى» فمكثت ثلاثة أيام لم أجد ما اكل ولا أشرب» وكدت أسقط إلى 
الأرضء فلما رآني الشيخ ورأى حالي عرج على كثييب رمل» فجعل يغترف منه 
001 00 فأكلت منه حتى شبعتء» ثم ضرب 
بيده في الكثيب» فنبعت عين ماء؛ من أعذب مياه الدنياء فشربت حتى رويت . 
قال : : وحضر عنده ويا بمصر رجلان» عربي لاا يعرف بالعجمية كلمة 
واحدة» وعجمي لا يعرف بالعربية كلمة واحدة» فجعل كل منهما يتكلم ولا 
يفهم الآخر ما يقول صاحبه؛ فقال العربي : وددت لو أني أعرف بالعجمية» وقال 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ابوس 
العجمي : وددت لو أني أعرف بالعربية . وقاما ثم أتيا إلى الشيخ من الغد» والعربي 
يتكلم بالعجمية» كافصح العجم» والعجمي يتكلم بالعربية» كأفصح العرب . 

وقال العربي : رأيت البارحة في منامي إبراهيم يم الخليل عليه السلام» ومعه 
الشيخ أبو عمرو. فال الخليل عليه السلام لأبي عمرو: علمه العجمية نيابة عني» 
فتفل أبو عمرو في فمي» فاستيقظت. وأنا أتكلم بالعجمية. وقال العجمي: وأنا 
رأيت البارحة في منامي رسول الله تيه ومعه الشيخ أبو عمرو» فقال المصطفى 
عَثْنْهُ لأبى عمروء علمه العربية نيابة عني» فتفل أبو عمرو في فمي» فاستيقظت» 
وأنا أتكلم بالعربية . 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي زكريا يحيى بن أحمد الأزجي . قال : أخبرنا 
الشيخ العالم أبو محمد عبد الكريم بن منصور بن أبي بكر المحدث؛ المعروف 
بالابري ببغداد. قال: أخبرنا الشيخ الجليل الأصيل أبو الخير سعد بن الشيخ 
القدوة العلامة أبي عمرو عثمان بن مرزوق القرشي رضي الله عنه. 

قال: سمعت والدي رضي الله عنه» يقول: خرجت مرة سائحاً في جبل 
المقطم بقرافة نين فنكنت فيه اناما لا إزى لعداء:تشيعت ليلة عفد السحر 
قائلاً يقول في مناجاته بصوت يزعج القلوب؛ وحنين يذهل العقول: كتمت بلائي 
عن غيرك» وبحت بسري إليك» واشتغلت بك عمن سواك؛ ثم انتحب باكيا. 

قال: عجبت لمن عرفك» كيف يسلو عنك» ولمن ذاق حبك» كيف يصبر 
عنك» يا مولى العارفين وحبيب المقربين وأنيس المحبين وغاية أمل الطالبين» يا 

. د » ثم صاح واشوقاه إليك» واكرباه» فتبعت الصوت»؛ وقد أخذ 

جات دلي حن الدفيت إليه» فإذا هو شيخ نحيف البدن» مصفر اللون» تعلوه 
الهيبة» ويجلله الوقار» وعليه سمت أهل المعرفة» فدنوت منه» وسلمت عليه 
فتمقال: مرحبا بك يا عمروء فقلت: وكيف عرفت اسمي وما رأيتني قبل هذه 
الساعة؟ فال : نظرت إلى شخصك في الأرض فعرفت مقامك في السماء» وقرأت 
اسمك في اللوح المحفوظء فقلت له: يا سيدي أفدني فائدة» فقمال: يا عمرو 
أوحى الله عز وجل إلى نبيه داود عليه السلام» يا داود قل لآوليائي وأحبائي ليفارق 
كل منهم صاحبه. فإني مؤنسهم بذكري» ومحدثهم بأنسي» وكاشف الحجاب 
فيما بيني وبينهم» لينظروا عظمتي وجلالي؛ وبهاء وجهي» في كل يوم أدينهم؛ 
وفي كل ساعة أقربهم من نور وجهي» وأذيقهم من طعم كرامتي» فإذا فعلت ذلك 
بهم» عميت نفوسهم عن الدنياء وأهلهاء فما شيء آنس إليهم مني» ولا أقر 
لعيونهم من النظر إلي يستعجلون القدوم علي وأنا أكره أن أميتهم, لأنهم مواضع 


“ا 7# "1 مس٠0‏ كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
نظري من بين خلقي» أنظر إليهم» وينظرون إلي» فلو رأيتهم يا داود وقد ذابت 
نفوسهم» ونحلت أجسامهم وخئعت عيونهم» وتهشمت أعضاؤهمء» وانخلعت 
قلوبهم إذا سمعوا ذكري فاباهي بهم ملائكتي» وأهل سماواتي ينظرون إلي فيزدادون 
خوفا وعبادة» إن ناجوني أصغيت إليهم» وإن نادوني أقبلت عليهمء وإن أقبلوا إلي 
أدنيتهم» وإن دنوا مني قربتهم» وإن والوني واليتهمء وإن صافوني صافيتهمء وإن 
عملوا إلي جازيتهم, أنا مدبر أمورهم»: وسائس قلوبهم» ومتولي أحوالهم, لم أجعل 
لقلوبهم راحة في شيء غير ذكريء لا يستانسون إلا بي» ولا يحطون رحال قلوبهم 
إلا عندي» فوعزتي وجلالي لأمكننهم من رؤيتي» ولأشبعنهم من النظر إلي حتى 
يرضواء وفوق الرضىء» فابلغ يا داود أهل الأرض أني حبيب لمن أحبني» وجليس 
لمن جالسني»؛ وأنيس لمن أنس بي» وصاحب لمن صاحبني» ومطيع لمن أطاعني» 
ومختار لمن اختارني» فهلموا إلى كرامتي؛ ومصاحبتي» ومعاملتي» وأنا الجواد 
الماجد» أقول للشيء: كن فيكون» ثم خنقته العبرة 0 غشي عليه؛ فلما أفاق 
قلت له: يا سيدي أوصني» فقال: يا عمرو اقطع عن قلبك كل علاقة» ولا تتضع 
لشيء دونه)» فقلت: يا سيدي ادع لي فَال: خفف الله عنك مون نصب السيرء 
ولا جعل بينك وبينه حجاباً؛ ثم ولى كالهارب من الأسد وافكد: 
ذكرتك لا أني نسيتك لمحة وأيسر مافي الذكر ذكر لساني 
وكدت بلا وجد أموت من الهوى ‏ وهام على القلب بالخفقان 
فلما رآني الوجد أنك حاضري> شهدتك موجوداً بكل مكان 
وهو رضي الله عنه أبو عمرو عثمان بن حميد بن سلامة القرشي الحنبلي . 


نل مصر» واستوطنهاء وبها مات» سنة أربع وستين وخمسمائة. وقد جاوز 
السبعين» ودفن بقرافتهاء شرقى قبر الإمام الشافعى رضى الله عنه» مما يلى سارية. 
وقبره ظاهر يزار. ْ 


| وأخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن أحمد بن علي القرشي المؤذن. قال: 
احبرنا الشيخ الإمام أبو الربيع سليمان بن أحمد المقري» المعروف بابن المغربل . 
قال : سمعت الشيخ الجليل أبا إسحاق إبراهيم بن مربيل المخزومي. يقول: 
سمعت الشيخ أبا عمرو عثمان بن مرزوق القرشي رضي الله عنهء يقول: الشيخ 
عبد القادر شيخناء وإمامنا وسيدناء وسيد كل من سلك طريقاً إلى الله عز وجل 
في عصرنا هذاء أو وهب حالاًء أو أقيم مقامأء فالشيخ عبد القدر إمامه في العلمء 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ل 020 0000 بورارون 
ومنازلات الأحوال» وإمامه في المقام بين يدي الله عز وجل» وأخذ له العهد من 
أولياء هذا الزمان» واشتد له الميئاق على جميع أرباب المراتب في العصرء بالمصير 
إلى قوله. والرجوع إلى أمره»؛ والتأدب بمقامه, وما اتخذ الله عز وجل ولياً في هذا 
العصرء إلا وأعطي على يديه موهبة؛ ومواهبه كلها على يدي رسول الله يَه ولا 
اصطفى الله سبحانه وتعالى قريبا في هذا الوقتء إلا وللشيخ محيي الدين عبد 
القادر في أحواله مشاركة» وفي مقاماته موطىء» وإلى أسراره مطالعة» ولم يشاركه 
في أحواله ومقاماته» وأسراره» سوى الأنبياء عليهم السلام» وليس لأحد عليه منة 
في هذا الطريق» سوى الله عز وجل» ورسول َيه رضي الله عنه وعنهم أجمعين . 

الشيخ سويد السنجاري رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان مشايخ 
المشرق» وصدور العارفين» وأكابر المحققين. صاحب الكرامات الظاهرة» 
والأحوال الفاخرة» والمقامات السنية» والأفعال الخارقة» والإشارت العلية» والهمم 
الفخيمة . له المكانة الرفيعة من مراتب القرب» والطور السامى من موارد التمكين» 
والمورد العذب من مناهل الوصلء والمعراج العلي في بارج المعارف» والسمو 
الأرفع في مراقي الحقائق» والسبق إلى حلبة المعالي الجليلة» مع ترادف الكشف 
الآنور» وتضاعف الفتح الأزهر 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود؛ وصرفه في العالم» ومكنه من 
الأحوال» وقلده أحكام التصريف» وملكه أزمّة التمكين» وصدره في مجالس القدس» 
وقدمه في صدور المراتب» وأيده بأحوال أهل النهايات» وأطلعه. على عجائب 
الغيوب» وأنطقه بفنون الحكم» وقلب له الأعيان» وخرق له العادات» وأظهر على 
يديه العجائب الخارقات» وأوقع له القبول في صدور الرجالء» والهيبة الوافرة في 
القلوب» وأقامه إماما للسالكين؛ حيدم لديو علمئ الشريعة والحقيقة. وانتهت 
إليه رئاسة هذا الشأن علما وعملاء وتحقيقاً وزهداء وجلالة) وبه غدق الأمر في 
تربية المريدين الصادقين في وقته بسنجارء وما يليها. 

وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر مثل الشيخ حسن التلغفري» والشيخ 
عثمان بن عاشور السنجاري» وغيرهما رضي الله عنهم. وقال: بإرادته جمع ممن 
له قدم راسخ في هذا الشأن» وانتمى إليه خلق كثير من الصلحاء» وأجمع المشايخ 
والعلماء على تبجيله واحترامه . 

وكا 8 الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه يثني عليه كثيراً» 
ويذكر فضيلته . وهو من أركان هذه الطريق» وأعلام العلماء بهاء وأئمة المحققين 


7# "1 مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس سس كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
لأحكامهاء وشرح أحوالهاء مع يد مبسوطة في العلوم الشرعية» وباع طويل في 
المعرفة بأحكام الله تعالى. وكان مقصوداً بالزيارات من كل قطرء مشهور الذكر 
شي كل أفق» 0 حاف كاملل فاضلة انا خاشعاء مش تناك على أشرف 
المعارف؛» منه: ا 0 سبعة أصول؛ ا إلى الله تعالى بالسرء 
والاعتصام بالله تعالى في الأمرء والجلوس مع الله بالأمرء وبالنصيحة لعباد الله 
بالسر والجهرء وكتم أسرار الله في الطي والنشرء وثبوت الحال مع العلم بالصبرء 
وذكر لا إله إلا الله الملك الحق المبين. فإذا قطع العارف هذه الأحوال» ورقي عن 
رؤية الأفعال» فتح الله له في القصد إلى الله بالسر باب النفس» وعلامته أن يستروح 
القلب إلى أنوار التجلى, بنفس السرور» وسراج الآنس 2 مشكاة الكشف» وهذا 
النفس لا تكون إلا في حضرة الشهود؛ بعد غيبة الأرواح في معارج الأحوال» 
واستغراق الأسرار في مدارج روح القدس» بجسم مادة الجهات» واتحاد العلم؛ 
وذهاب الرسم. وهذا أول ملالابس العارفين . وأول الاسترواح أنفاس أرواح التجلي, 
وهذا الذي لا يطفىء نور شهوده نور وجودهء ولا يحجب نور وجوده حقيقة 
شهوده. وحقيقة القصد إلى الله تعالى بالسر ظهور الحقيقة بادية في حجاب 
العلم, ٠‏ ثم يفتح الله له في الاعتصام باللّه تعالى باب المعاينة» وعلامته أن يفتح 
ا : عيناً يدرك بها أنوار السحرفة وعتينا مرك بها 

كما أن العيون الثلاثة : عين البصرء وعين البصيرة» وعين الروح . 

فعين البصر: تدرك المحسوسات» وعين البصيرة تدرك المعنويات» وعين 
الروح تدرك المكنونات . 

ثم يفتح الله تعالى له في الجلوس مع الله تعالى باب الاستغراق2 في عين 
التفريد , وله خمسة أركان : فناعم القرب في عين المشاهدة» واضمحلال العلم فى 

كركيم يا المفني في بحر الأزل» واستغراق الوجود في طي القدمء 

فاه لفن ى وى مسقاو درن يا الأسرار» وللمقربين عنايات 
الأنوار» واضمحلال العلم فى بحر الجمع للصديقين رؤية» وللأبرار مشاهدة؛ لأن 
الرؤيا للذات» والمشاهدة لأنوار الصفات» واستهلاك الفنى فى بحر الأزل للمرسلين» 
حقيقة» وللمقربين طريقة» واستغراق الوجود في طي القدم للصديقين تفريد 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم علية سس سس سس هموس 
التوحيد» وللأبرار تحقيق التجريد» واستعدام البقاء في برق الابد للشهداء حياة 
قرب» واستدامة رزق» وللصالحين نسيم روح؛ واسترواح ريحان» ومعارف جنة 
النعيم» فبناء القرب في عين المشاهدة» كان عقلاء وباضمحلال العلم في بحر 
الجمع كان روحاء وباستهلاك المغنى فى بحر الأزل كان سراء وباستغراق الوجود 
في طي القدم كان ذراء وباستعدام البقاء فى برق الأبد كان ذاتاً كاملة الوجود؛ تامة 
التقويم» فبالعقل ثبت الإيمان» وبالروح ثبت الخطاب» وبالسر فهم الأمر وبالذر 
فهم الحكمء وبالذات وقعت الحركة:» فالحركة ظاهر الحكم.: والحكم ظاهر الأمر, 
والأمر ظاهر الخطاب» والخطاب ظاهر الإيمان» والإيمان ظاهر الصفات» والصفات 
ظاهر الذات» فالإيمان بصيرة العمّل» والسر بصيرة الروح» والأمر بصيرة الحكمء 
والحكم بصيرة الحركة» وذلك حقيقة ما يكشف للعارف المنتهي في درجة 
المعرفة . 
ومنه : العلوم ثلاثة؛ علم من الله تعالى» وهو العلم بالأمر؛ والنهي» والأحكام؛ 
والحدودء وعلم مع الله تعالى» وهو علم الخوفء والرجاء؛ والمحبة» والشوق» 
وعلم بالله وهو علم بنعوتهء وصفاته؛ وعلم الظاهر علم الطريق» وعلم الباطن علم 
المنزل» وعلم الحكم علم الشرع» وكل باطن لا يقيمه ظاهر فهو باطل» وأصل 
العقل الصمتء وباطنه كتمان الأسرار» وظاهره الاقتداء بالسئة» وإذا غلب الهوى 
توارى العقل» ومن احتجب إلى شيء من علومه فلا ينظر إلى شيء من عيوبه؛ 
وكان يتمثل بهذه الأبيات: [ من الطويل] 
وقفت على باب الحبيب مسائلاً فأبدى جوابي قبل أن أتكلما 
وكان جوابى أنت لا أنت ما ترى 2 فمت بوجد الوجد حتى تهدما 
وراع ودادي ما استطعت فإننى سأجعل ودي في المعاد معظما 
واكشف حجب العز عني لأنني أجيب ئداء العارفين تكرما 
شفاؤك عندي غير أني أحب أن أراك على فرش المحبة مسقما 
أخبرنا الشيخ العارف الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن علي بن 
أحمد الممخزومي . قال : أخبرنا الشيخ الصالح أبو المجد سالم بن أحمد بن عبد 
الله التلغفري رضي الله عنه بها. قال: سمعت الشيخ الجليل أبا الفرج حسنا 
التلغفري رضي الله عنه بهاء يقول: كان رجل من وجوه أهل سنجارء كثير الوقيعة 
في السلف يغير سبب» فمرضء فلما احتضر جعل يتكلم بكل شيء إلا الشهادة) 
فإذا قيل له: قل لا إله إلا اللهء يقول: لم يؤذن لي في ذلك؛ فضحج الناس» وأتوا إلى 


الا 20 ل ا ل 
الشيخ سويد رضي الله عنه» فأتاه وجلس عنده وأطرق طويلاًء ثم قال : لا إله إلا 
اللهء فقالهاء وكزرها شرازاء فقال الشيخ : إنه قد عوقب بذدلك لوف ةق اسلف 
إني قد شفعت فيه» فقيل لي: قد شفعناك فيه إن رضي عنه أولياؤنا السابقون» 
فدخلت الحضرة الشريفة» واستوهبت ذنبه من معروف الكرخي» وسري السقطي» 
والجنيد» والشبلي» وأبي يزيد» وغيرهم» فأطلق لسانه في الشهادة . 

قال : فقال الرجل : إنى كنت كلما أردت أن أتشهد وئب شيء أسودء وشد 
الثقل على لساني» يمنعني النطق» ويقول لي: أنا وقيعتك في أولياء الله تعالى؛ 
كراجاء بعده تور 'يغلالا ' وطرة ذلك السواة عد وقال* .إن رطيا الله ترطنا أولياء 
الله تعالى عنكء» وها أنا أنظر إلى خيول من نور بين السماء والأأارض قد مالاات 
الجوى عليها ركبان من نور» مطرقة رؤوسهم هيبة» يقولون: سبوح قدوس» رب 
الملائكة والروح. قال: وما زال الرجل يلهج بالشهادتين حتى مات . 

أخبرنا أبو محمد الحسن ابن القاضي أبي عمران موسى المخزومي الصوفي . 
قال: سمعت الشيخ العارف أبا عمرو عثمان بن عاشور السنجري» يقول: مررت 
مع شيخنا الشيخ سويد رضي الله عنه في بعض شوارع سنجار» فرأى رجلا يحدق 
إلى امرأة ذات بهجة» فنهاه الشيخ فلم ينته» فقال: اللهم خذ بصره» فعمي الرجل 
بعدء ثم بعد سبعة أيام» جاء إلى الشيخ وشكا إليه من ظلمة العمى؛ وأذعن 
بالتوبة) وأكثر تذلله» فبسط الشيخ يدهء وقال: اللهم رد عليه بصره إلا في 
معاصيك»؛ فرد الله عز وجل عليه بصره في الحال» وكان إذا أراد النظر إلى محرم 
ص حدم كته تي عرد لجار 

قال : : وكان الشيخ يوم في المسجد» فدخل أعمى ليصلي» فتوجه إلى غير 
القبلة» فقال الشيخ: اللهم نور بصرهء وخرج من المسجد بصيرأء ومات بعد 
عشرين سنة» وما أصابت عينيه آفة قط . 

أخبرنا الفقيه الصالح أبو الفضائل إسحاق بن إحمد بن علي السنجاري. 
قال : أخبرنا الفقيه العالم الصالح تاج الدين أبو الحسن علي بن أحمد البقاعي» 
الحنفي بالموصل. قال: سمعت الشيخ العارف المجاب الدعوة» أبا متعة سلامة 
ابن نافل المفروقي» الملقب بالرويحج بسنجارء يقول: جدع أنف رجلء» في غير 
قصاص» فأساء الشيخ سويدا حاله فأخذ ما انفصل من أنفه ووضعه بيده مكانه؛ 
وقال: بسم الله الرحمن الرحيم: فعاد أنف الرجل صحيحاً كحاله أولاً. قال: ومرٌ 
يوم بمجذوم يتنائر الدود من جسده» ويسيل منه الدم والقيح قد أعيى الأطباء, 
ومرت عليه السنون» وهو كذلك . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم علية ‏ سس سس ست “اموس 

فقال الشيخ : اللهم إنك غنى عن عذابه» فعافه» فعوفى فى ذلك الوقت» 
وبريء بإذن الله تعالى . 

أخبرنا أبو محمد عبد الملكء ابن الشيخ أبي الفتح المنجبي . قال: أخبرنا 
عبد الحميد السنجاري الزرعي بها يقول: حججت سنة مع الشيخ سويد رضي 
الله عنهى على قدم التجريد )2 فلما كنا ببعض المفاوز» فتمدنا الماع واشتد بنا 
العطش» وأشرفت على الموت» فعرج الشيخ عن الطريق قليلا» وصلى ركعتين؛ 
وأنا معه» ثم ضرب بيده على صخرة صماء هناك» فانفجرت منها عين شديدة 
الحلاوة؛ فشرينا حتى رويناء واغترف الشيخ بيده غرفة» وسقاني» فشربت ماء» 
وسويمقاء ثم اغترف أخرى فشربهاء ثم مسسح عليها بيده» فعادت صخرة صماءء» 
ليس بها بلل» فاستغنيت عن الطعام, والشراب» سبعة أيام. 

أخبرنا أبو ميحمد عمران بن عئمان بن محمد السنجاري المؤذن. قال : 
الشيخ القدوة أبى الحسن على الزنجانى بها. يقول: كان من أصحاب الشيخ 
وكان له أحوال جليلة» فورد عليه مرة تجل من تجليات العظمة» فصار جسده 
كالماء الجامد, فميل للشيخ سويد عنه» فأتاه وفكر ساعة . وقال: ائتوا بنساء 
حسان يتحدثن عنده بأعلى أصواتهن» ولا ته منهن واحدة». فإذا رجع إلى 
أحكام العادة» فليبادرن بالخروج» ففعلن ذلك» ومسته إحدامن بأصبعها في فخذه 
فغاب أصبعها فيه فلما رجع إلى بشريته ابتدرن إلى الحجاب» قيل للشيخ في 
ذلك فقال: إنى طفت الممالك بسريء فلم أجد لهمته تعلقا بشيء منهاء غير 
أني وجدت في نفسه ميلاً إلى النساء الحسان» فاردت أن تجذب به نفسه إلى 
ميلها ولو دام عليه ذلك الحال» لذهب وجوده البتة . قال : وما زال موضع غوص 
أصبع تلك المرأة في فخذ الشيخ فرج إلى أن مات. 
بدايتي» ومنعتها الماء مدة» فاجتزت فى بعض صحبتي بغدير من ماءء فراودتني 


1# 1# ام-0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
نفسي على الشرب منه» فامتنعت» فوثب مني شيء أسودء وألقى نفسه في الماء. 
فإذا هي نفسي» فتمثلت بين يدي في الماء» تسألني بالله التخفيف عنهاء فقلت: 
زاللة! تعلق عن كادي د ولا عنا رابيعة الله غات «ضللية » .ومتحسكة ايها 
ل ل 1 

أخبرنا الشيخ الصالح بقية السلف أبو المعاليى إسحاق بن إسماعيل بن نصر 
القرشي السنجاري. قال: سمعت الشيخ الأصيل أبا محمد عبد الله ابن الشيخ 
النبيل أبي أحمد إسماعيل» ابن الشيخ الجليل أبي الفضائل سويد السنجاري» 
رضي الله عنه . 

قال: سمعت أبى رضى الله عنهء يقول: وشى به عند سلطان سنجار» فأمر 
بإحضاره؛ فخاف عليه أصحابه» فاطرق الشيخ ثم قال : لا بأس علي قد قيل لي : 
لا تخف إنا معكء, فلما وصل إلى باب دار السلطان أخذ السلطان قولنج عظيمء 
فلما دخل الدهليز اشتدٌ القولنج» وغشي على السلطان» وصاح نساؤهء وأهله؛ وما 
شكوا أن ذلك بسبب إحضاره الشيخ» فخرجوا إليه حفاة» وأكبوا على قدميه 
معتذرين» فرجع وزال القولنج لوقته . 

قال: ووشي به مرة أخرى عند قاضي سنجارء فأمر بإحضارهء فلما قام الشيخ 
أخذت الحمى القاضي؛ وكل من بمجلسه؛ فلما وصل إلى الباب اشتدت بهم 
فسألوه أن يرضى عنهم» ويرجع» ففعل» وزالت الحمى للوقت . وقال: لو دخلت 
عليهم لطال بهم المرض المبرح» وتوالت عليهم الأوجاع والأسقام . 

وسكن رضي الله عنه سنجارء واستوطنها قديماً إلى أن مات بها مستا 
وقبره بها ظاهر يزار» واسمه فيما بلغني نصر الله وإنما لقب بسويد فغلب عليه 
وكان أبيض اللون أحمر رضي الله عنه . 

أخبرنا أبو الحسن بن نجيم بن عيسى الحوراني. قال: أخبرنا أبو عمر 
عثمان بن عاشور السنجاري بها . قال: سمعت شيخنا الشيخ سويدا رضي الله عنه 
ير مرة. يقول: الشيخ عبد القادر شيخنا وسيدنا وإمامناء وقدوتنا إلى الله تعالى 
ورسوله ينه . . وهو المقدم على جميع أهل عصره في علم الحال» ومقامات العغبوت 
بين يدي الله عز وجل . 

وأخبرنا الشيخ الصالح أبو البركات يونس بن سالم بن علي البكري الأربلي . 
قال: سمعت الشيخ أبا محمد عبد الله ابن الشيخ أبي أحمد إسماعيل» ابن 
الشيخ القدوة سويد السنجاري بهاء قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى يقول: 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سس ومس 
كان والدي رحمه الله يلهج كثيرا بذكر سيدي عبد القادر رضي الله عنه» وربما 
كان يذكره في أغلب مجالسه؛ حتى شوق الناس إلى رؤيته. وقال مرة: الشيخ عبد 
القادر من صدور أهمل حضرة القدس رضي الله عنهم أجمعين. 

الشيخ حياة بن قيس الحراني رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان أجلاء 
المشايخ» وعظماء العارفين» وأعيان المحققين. صاحب الكرامات الخارقة» 
والأحوال الفاخرةء والمقامات الرفيعة» والحالات الجسيمة» والهمم الفخيمة» 
والبدايات العظيمة. صاحب الفتح السني» والكشف الجلي؛ والقدر العلي؛ له 
المقر السامي من القرب» والطور العالي في الحقائق» والمعراج الرفيع في المعارج؛ 
والترقي في درجات التمكينء والسبق إلى منازل التقدم. 

وهو أحد أركان هذا الطريق» وصدور أئمة 0 العلماء بأحكامه» ورؤساء 
القادة إليه . وهو أحد من أظهره الله تعالى للخلق» وصرفه في الوجودء وقلب له 
الأعيان» وخرق له العوائد» وأظهر على يديه العجائب» وأنطقه بالمغيبات» ومكنه 
من أحوال أهل النهايات» وأقامه قيماً بأحكام الولاية» وحل مشكلات أحوال 
القوم. ونصبه حجة وقدوة لأهل الطريق» مع قدم راسخ في الاجتهاد الصائب» وباع 
رحيب في التصريف النافذ» ويد بيضاء في الحكم والتواضع» والكرم» وشرائف 
الأخلاق» ولطائف المعاني» وأكمل الآداب. 

وهو أحد الأربعة الذين قال فم فيهم الشيخ القرشي رضي الله عنه : رأيت أربعة 

من المشايخ يتصرفون في قبورهم كتصرف الأحياء: الشيخ معروف الكرخي» 

والشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلي؛ والشيخ عقيلاً المنجبي» والشيخ حياة 
ابن قيس 00 رضي الله عنهم. فيما أخبرنا أبو القاسم محمد بن عبادة 
الأنصاري الجيلي . 

قال : سمعت الشيخ العارف أبا الحسن علياً القرشي رضي الله عنه» يقول: 
فذكر ذلك . انتهت إليه رئاسة هذا الشأن علمأء وعملاء وعدا وتوالا وجلالة . 
وبه غدق الأمر في تربية المريدين» المحققين بحران» وما يليها. . وتخرج بصحبته 
غير واحد من أهل المقامات وتلمذ له جماعة كثيرة من أصحاب الأحوال؛ وقال: 
بإرادته جم غفير من الأكابر» وانتمى إليه عالم عظيم لا يحصون كثرة» وأشار إليه 
المشايخ والعلماء وغيرهم بالتبجيل» ورماه الخلق بأبصار الاحترام والتعظيم» 
وجلس غير واحد من المشايخ بين يديه؛ ورجع إلى قوله؛ وأقر الخاص والعام 
بفضله. والاعتراف بمكانته» وحفظ حرمته. 


اوس ع وت نستف, “وك احزام المخنايخ والعلماء له وتناكهم عليه 

وكان أهل حران يستسقون به فيسقونء. ويلجؤون إليه في المعضلات 
فتنكشف» وأحواله في ذلك مشهورة أشهر من أن يعرف بهاء وماثره وآثاره أكثر 
من أن تحصىء وكان له كلام عال على لسان الحقائق 

منه: المتمكن من أمره هو الذي لا يطفىء نور معرفته نور ورعهع ولا يتكلم 
في علم باطن ينقضه عليه علم ظاهرء ولا تحمله الكرامات على هتك أستار 
محارم الله تعالى» وحقيقة الوفاء إفاقة السر عن رقدة الغفلات» وفراغ الهمم عن 
جميع الكائنات» ومن أراد التواضع فليوجه نفسه إلى عظمة الله تعالى» فإنها 
تذوب وتصفوء ومن نظر إلى سلطان الله تعالى ذهب سلطان نفسه.ء لأن النفوس 
كلها فقيرة عند هيبته» ومن أحب أن يرى خوف الله تعالى في قلبه» ويكاشف 
بآياته الصديقينء فلا ياأكل إلا حلالاً. ولا يعمل إلا فى سنة» أو ضرورة؛ وما حرم 
من حرم مشاهدة الملكورت» وصنج عر والرفول ايفين سوء الطعمة» وأذى 
الخلق. 

يا أخي استجلب حلاوة الزهد. بقصر الأمل» واقطع أسباب الطمع بصحبة 
الناس» وتعرض لرقة القلب بمجالسة أهل الذكرء واستجلب نور القلب بدوام 
الحذر. واستفتح باب الحذر بطول الفكرة» وتزين لله تعالى بالصدق في جميع 
الأحوال» وتحبب إليه بتعجيل الخطا إليه. وإياك والتسويف فإنه يغرق الهلكى» 
وإياك والغفلة» فإنها تسود القلب» وإياك والتوانى فيما لا عذر فيه» فإنه ملجا 
النادمين» فاسترجع سالف الذنوب بشدة الندم: وكثرة الاستغفار. وتعرض لعفو 
الله عز وجل بحسن المراجعة» فالخوف رقيب العمل» والرجا وشفيع المحن» 
وبأول قدم يطلبه الصادق يجده. 

وعلامة المريد المحق: أن لا يفتر عن ذكره» ولا يمل عن حبه» ولا يستانس 
بغيره» ويلزم السنة والفرضء فالسنة ترك الدنياء والفرض صحيبة المولى» لأن السنة 
كلها تدل على ترك الدنياء والكتاب كله يدل على صحية المولى» فمن عمل 
بالسنة والفرض فقد كمل أمرهء ومن زهد في الدنيا فقد نبه على قدرها في قلبه 
نفسهء فينبغي له أن يستحى من الله أن يتخذ غيره بدلاء بما لا قدر له عنده. 
وعند نزول البلاء تظهر حقائق الصبرء وعند مكاشفة الأقدار تظهر حقائق الرضا. 
وإياك أن تجعل الزهد حرفتك» ولكن اجعله عبادتك . 

ومنه: المحبة تعلق القلب بين الهيبة والأنس» وهي سمة الطائفة» وعنوان 
الطريقة» ومقعد النسبة تعلق إلى رؤية المحبوب» وهيمان إلى لقاء المطلوب 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس سس ١6س‏ 
بغالب العقل الجلي للسماع؛ ومجال الطاقة؛ وتلذذ الموت» فلا يرحم أبدأء ولا 
يقبل أمداء ولا يبقى أحداء فهنالك برز الحق للقلب بصولة الحال على علمهء 
وصولة ا الكشف على همته» وصولة الجمع على رسمه: 
وصولة السبق على وقته» وصولة المشاهدة على روحه؛ وصولة الاتصال على لطف 
العطية؛ وصولة نور القرب على نور العطف؛ وصولة شوق العيان على شوق الخبر. 

وكان رضي الله عنه» يتمثل بهذه الأبيات : [ من الطويل] 

مواجد حق أوجد الحق كلها وإن عجزت عنها فهوم الأكابر 

وما الحب إلا خطرة ثم نظرة0 تنشي لهيبا بين تلك السرائر 

إذا سكن الحق السريرة ضوعفت200< ثلاثة أحوال لأهل البصائر 

فحال بعيد السر عن كنه وجده ويحضره للشوق في حال حائر 

وحال به زمت دوي السر فانئنت2 إلى منظر أفناه عن كل ناظر 

أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد القرشي المقدسي 
الحنبلي . قال : أخبرنا الشيخ العارف أبو محمد عبد الملك ابن الشيخ الجليل أبي 
عبد الملك ذيال ابن أبي المعالي؛ العراقي» ثم المقدسي . 

أخبرنا أبي رحمه الله تعالى قال: سمعت الشيخ الأصيل أبا حفص عمر ابن 
الشيخ القدوة حياة بن قيس الحراني رضي الله عنه بها. يقول: جاء الشيخ زغيب 
الرحبي رحمه الله تعالى من الرحبة إلى حران؛ لزيارة والدي» فوافاه بعد صلاة 
الصبح جالسا على باب داره» وبين يديه معزة له» فسلم عليه؛ وجلس على دكة 
بإزائه من الجانب الآخرء بينهما أكثر من عشرة أذرع» فلم يكلمه والدي. فقال 
الشيخ زغيب في نفسه: جفت إليه من الرحبة» واشتعل عني بجعرة له ينطر :في 
أمرهاء فنظر إليه وقال: يا زغيب» قد أمرت أن أعطب فيك شيئا بسبب اعتراضك 
عليناء فاختر إما من ظاهركءوإما من باطنك» فقال: لا يا سيدي» بل من ظاهري» 
فمد والدي أصبعه يسيرأء فسالت عين الشيخ زغيب على خده. فِقام وقبل 
الأرض» وعاد إلى الرحبة . 

قال : ثم لقيته بعد سنئين بمكة صحيح العينين» فسألته فتقال: كنت في 
سماع ببلدناء وفيه رجل من مريدي والدك» فوضع يده على عيني» فردت صحيحة 
كما ترى. 

قال : ولما أشار والدك رضي الله عنه بإضبعه إلى عيني؛ وسالت على خدي» 
انفتحت في قلبي عين شاهدت بها أسراراء واقذارا ذات عجائب من آيات الله تعالى . 


ع 7 ام-0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

أخبرنا أبو المكارم خليفة بن محمد بن علي الحراني الحنبلي . قال: أخبرنا 
الشيخ أبو طالب عبد الملك بن أبي الفرج محمد بن علي الحراني المعروف بابن 
القبيطي . قال: بنى مسجد بحران فى حياة الشيخ حياة رضي الله عنه» فلما أراد 
لحي ورد عدي لضي حياة) فتقال للمهندس : القبلة هكذاء فمال: لاء» بل 
القبلة هكذاء فقال له الشيخ: انظر تر الكعبة بإزائلك؛ فنظر المهندسء فإذا الكعبة 
الشريفة بإزائه») يشهدها رأي العين» ليس بينه وبينها شيء يحجبه» فخر مغشيا 
عليه . 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن محمد الأربلي . قال : 
أخبرنا الشيخ العارف أبو الروح عيسى بن أحمد بن علي الحراني بها. قال: 
سمعت الشيخ الصالح بقية السلف أبا الفتح نصر الله بن قاسم الحراني» خادم 
الشيخ حياة رضي الله عنه. يقول: حكى لنا الشيخ الصالح أبو العلي غانم بن 
يعلى التكريتي» التاجر. 

قال: سافرت مرة إلى اليمن في البحر المالح» فلما توسطنا بحر الهند تهناء 
وغلب علينا الريح» وأخذتنا الأمواج من كل جانب» وانكسرت بنا السفينة؛ 
فنجوت على لوح منهاء فالقانى إلى جزيرة» فطفتهاء فلم أرَ بها أحداء وإذا هي 
كثيرة الخيرات» ورأيت فيها لحر ا كن وإذا فيه أربعة نفر» فسلمت عليهم. 
فردوا وسألوني عن قصتي» فاخبرتهم» وجلست عندهم بقية يومي ذلك» فرأيت 
من توجههم وحسن إقبالهم على الله تعالى أمرا عظيماء فلما كان العشاء دخل 
الضبيخ حياة الحراني» فقاموا متأدبين بالسلام عليه» فتقدم وصلى بهم العشاء؛ ثم 
استرسلوا في الصلاة» إلى طلوع الفجر؛ فسمعت الشيخ حياة يناجي ويقول: إلهي 
3 أجد لي في سواك مطمعاء ولا إلى عوك مسيماء: فانسفيت “ببابلكه قاظرا إلى 
حجابك متى ينكشف لي عن تفريج الكرية» فاتحلل إلى مجالس القربة» وقد 
أوثقت نفسي عن تفريج الكرية بالسرور يك» ووسععها بذكرك» ولي فيها كوامن 
أتراح » ترتاس إليها تاباك اشواقن» ولن دلق احوال: سيكنعقنها اللقاءة اناا سبيت 
التائبين؛ ويا سرور العارفين» ويا قرة أعين العابدين» ويا أنيس المنفردين» ويا حرز 
اللاجئين؛ ويا ظهير المنقطعين» ويا من حنّت إليه قلوب الصديقين» ويه أنست 
أفئدة المحبين, وعليه عكفت همة الخائفين» ثم بكايكاء كدايد ا :ورابت الأنؤاز 
قد حفت بهء وأضاء ذلك المكان كإضاءة القمر ليلة البدر. ثم خرج الشيخ حياة 
من المسجد وهو يقول: [ من البسيط ] 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثبائهم عليه سس بعس 
سير المحب إلى المحبوب إعجال02 والقلب فيه من الأهوال بلبال 
أطوي المهامه من فر على قدم إليك يدفعني سهل وأجبال 

فقال لي أولئك النفر: اتبع الشيخ فتبعته؛ فكانت الأرض برهاء وبحرهاء 
وسهلهاء وجبالها تطوى تحت أقدامنا طياء وكنت أسمعه يقول كلما خطا 
خطوة: يا رب حياة» كن الحياة» وإذا نحن بحران في أسرع وقتء فوافينا الناس بها 
يصلون صلاة الصبح . 

أخبرنا شيخنا نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف ابن الشيخ نجم الدين 
عبد المنعم بن علي بن الصقيل الحراني. قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى 
يقول: حج الشيخ حياة الحراني رضي الله عنه) في بعض الستين» فنزلوا منزلاً 
واستظل الشيخ ومن معه بشجرة من أم غيلان» فقال له خادمه: يا سيدي» أشتهي 
الرطب» فقال: هر هذه الشجرة» فقال: يا سيدي هذه أم غيلان» فقال: هزهاء 
ففعل؛ فتساقطت عليهم رطبا دياااو اتنو يعر وانسدر ةنا 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الأنصاري الحراني الحنبلي. 
قال: أخبرنا أبو الفضل معالي ابن الشيخ أبي الخير سلامة بن عبد الله بن سويطلة 
الحراني» الحنبلي العدل . قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى يقول: كنت جالسا 
عند الشيخ حياة بن قيس الحراني رضي الله عنه بحران» فأتاه الشيخ العالم المقري 
الصالح أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز الموصلي. فقال للشيخ: يا سيدي 
كنت في برية الموصل» فألجاني المطر إلى قبة خربة) فرأيت بيتاً من .ا 00 
تلك القبة» فجثته فإذا فيه شيخ كردي وعجوز» فقال لي: مرحباً يا أبا الفرج» قلت 
ومن أين عرفتني؟ قال: من الذر حين جمع القدر بيننا في مجلس ألست بربكمء ثم 
ضرب بيني وبين العجوز سترأء وأمرني بالجلوسء فجلست عنده تلك الليلة» فما 
رأيته نام ولا أكل ولا توضاء بل منتصباً للصلاة وكنت كلما خطرت لي خطرة» 
صاح بي : يا آبا الفرج دع هذه الخطرة» واشتغل بالذكر» ويصرح لي بما خطر لي» 
ويسابق خاطري بذلك. ورأيت من صفاء قلبه ما أذهلنى» وصليت به المغرب 
والعشاءء فلما كان الصبح قلت له: يا سيدي: صل أنت بي فتقدم وصلى» فلم 
يقوم الفاتحة كما في نفسي» فلما فرغ من صلاته» قلت: يا سيدي: لو أقمت قراءة 
الفاتحة» فقال لي : يا أبا الفرج ما أدري ما تقولء غير أن ربي عز وجل» يقول لي كل 
ليلة عدد السحر يا خليلي كن لي أكن لك؛ لا تشتغل عني أفوتك . 

قال: فبكيت وودعته وانصرفت,» ثم عدت إلى ذلك المكان غير مرة فلم أر 


55 
بيتاً ولا أحداً. قال: فقال الشيخ حياة رضي الله عنه: قيمة القشور بلبابهاء وقيمة 
القصور ببنيانها» وقيمة الرجال بالبابهاء وعز العبيد بأربابهاء وفخر الأحبة 
بأحبابها. ثم قال: آثار المحبة إذا ينات )قاكتت قرم و الخنك كرما ء.«و يفت امززارا 
وآئرت آثارا متجلفة ثم أنشد هاتين البيتين : [ من الكامل ] ٍ 

وإذا الرياح مع العشي تناوحت تبهن حاسدة وهجن غيورا 

وأمتن ذا وجد بوجد دائم0 وأقمن ذا وكشفن عنه مستورا 

سكن رضي الله عنه حران» واستوطنها إلى أن مات بها ليلة الأربعاء سلخ 
جمادى الأخرى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة» ودفن بها وقبره في نواحيها ظاهر 
يزار. وذكر صاحب تاريخ حران من أخباره شيئاء وقصة استسقائه لأهل حران 
مذكورة مشهورة رضى الله عنه . 

أخبرنا الشيخ 3 الفتوح داود بن أبي المعالي نصر ابن الشيخ أبي الحسن 
علي ابن الشيخ أبي المجد المبارك بن أحمد البغدادي الحريمي الحنبلي . قال: 
أخبرنا والدي؛ قال: أخيرنا أبو الحسن» قال: سمعت الشيخ حياة بن قيس الحراني 
رضي الله عنه بها. يقول: الشيخ عبد القادر سلطان العارفين في وقتنا هذا. 

وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن دلف 
البغدادي المعروف جده بابن قوقا. قال: أخبرنا جدي محمدء» قال: سمعت 
الشيخ أبا العباس أحمد يحيى بن بركة البغدادي المعروف بابن الديبقي» يقول: 
سمعت الشيخ حياة بن قيس رضي الله عنه» بحران» يقول: إن الله تعالى يدر 
الضبرع :في وقتنا هذاء وينزل الغيث؛» ويدفع البلاء ببركة الشيخ عبد القادر رضي 
الله عنه؛ وهو سيد الأولياء والمقربين» فى هذا الحين» رضى الله عنهم أجمعين. 

الشيخ رسلان الدمشقي رضي الله عنه: هذا الشيخ مق أكابر مشايخ الشام؛ 
وأعيان العارفين» وبدور البارعين في هذا الأمر» صاحب الإشارات العالية» والهمم 
السامية» والأنفاس الصادقة» والكرامات الخارقة» والمقامات الجليلة» والمكانات 
الرفيعة» له الطور الأعلى من المعارف» والمحل الأرفع في الحقائق» والمنصب 
المصدر في القرب؛ والكشف الواضح عن حقائق الآيات» وشواهد المغيبات» والفتح 
اللامع من مشارق الحياة» وفوائد الاتصالات» مع تكين تمكين» وتصريف نافد . 

وهو أحد أئمة هذا الشأن» وأركانه علماء وعملاء وتتحقيقاء ومعرفة» وزهدا. 

وهو أحد من أظهره الله تعالى للخلق» وأوقع له القبول التام» والهيبة الوافرة. 
ومكنه من أحوال الولاية» وأطلعه على أسرار الكون» وصرفه في الوجودء وأظهر 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سس ست مو4مم 
على يديه العينافب ».ترق أله الكاذات» :ونه إناماً للسالكين» انثينت اليمدرقاسة 
هذا الأمر بتربية المريدين بالشام» وإليه انعمى جماعة من مشايخهاء وانتفع 
بصحبته غير واحد من أهلهاء وقال بإرادته جماعة من أصحاب الأحوال السنية» 
وأشار إليه المشايخ بالاحترام والتبجيل, ونزلت بفنائه الركائب من كل جهة 
وسارتٍ بآثار مأثره الركبان إلى كل فج عميق» وكان ل جميلاء ماديا مكاشتعاء 
مشتملا على أكمل الآداب» وأشرف الا خلاق» وأسنى الفميقا) وكان له 5 
جليل في مناهج الحمائق 

منه: مشاهدة العارف تفيد تمكين التحكيم في الجمع؛ ؛ وبروز التفرقة في 
الاطلاع, لآن العارف واصلء إلا أنه ترد عليه أسرار الله تعالى جملة كلية» فهو 
مصطلم بأنوارها» مستغرق في بحارهاء مستهلك فى تنزيلها. وحضور العارف 
يلحقه بعين الجمع, ويطلعه على سر التحكيم» فهو مأخوذ عن نفسه تقريب 
مردود على نفسه تهذيب» وتمكنه في قلبه تخصيصء فالتقريب يشهده؛ والتهذيب 
يوجده» والتخصيص يفرده؛ فتفريده وجوده؛ ووجوده مشهوده؛ وشهوده شهوده؛ 
قال الله تعالى : 4 لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار 4 [الأنعام:*١٠]»‏ فإدراكه 
الابصار شاهدته البصائر. 

ومنه : العارف من جعل الله تعالى له قلبه لوحا منقوشاء بأسرار الموجودات»؛ 
وتمده بأنوار حق اليقين» يدرك بها حقائق تلك السطور على اختلاف أطوارهاء 
ويدرك أسرار الأفعال» فلا تتحرك حركة ظاهرة أو باطنة في الملك والملكوت؛ إلا 
ويكشف الله تعالى له عن بصيرة إيمانه» وعين عيانه؛ فيشهدها علماً وكشفاء وهو 
الذي يصعد بسره فى أكوان الملكوت كالشمسء فلا يطاق النظر إليه» وصنعته أن 
يكمل الأعمال بالعلك؛ والأحوال بالسر. 

وهو على ثلاثة أقسام: حاضرء وغائب؛ وغريب» فالحاضر بلطائف العلم 
والغائب بشواهد الحقيقة» والغريب من انقطع السبب بينه وبين من سواه» فمن 
قابله بغير نفسه احترق» وحقيقة الغربة سقوط الأين» ومحو الرسم. قال الله تعالى : 
ومن يخرج من بيته مهاجرأ إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره 
على الله » [النساء:١٠١٠]»‏ وعلامته أن لا يدعو إلا بسماع الأمر في الوقت 
المخصوصء لأنه يكشف الأسبابء وارتفاع الحجاب» يطلعه الله سبحانه وتعالى 
على بواطن الأمور كشفا وفراسة» فبالكشف يدركها جملة» وبالفراسة يدركها 
تفصيلاًء على أصل الوضع. وحقيقة الرسم فيخاطب الأرواح» من حيث وضعهاء 


3*6 سس 0٠‏ فكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
ويخاطب الأجسام من حيث تركيبهاء ويشير إلى العلم برموز الإشارة» ويفهم 
كشف العيارة. 
ومنه: الحدة مفتاح كل شرء والغضب يقيمك على ذل الاعتذار» ومكارم 
الأخلاق العفو عند القدرة والتواضع في الذلة» والعطاء بغير منة. وإذا قدرت على 
عدوك؛ فاجعل العفو شكرا لقدرتك عليه» والكريم من احتمل الأذى فلم يشك 
عند البلوى؛ وأحسن المكارم عفو مقتدر» وجود المفتقرء وسبب الغضب هجوم 
ما تكرهه النفس ممن هو دونهاء وسبب الحزن هجوم ما تكرهه النفس ممن هو 
فوقهاء فالغضب يتحرك من باطن الإنسان إلى ظاهره» والحزن يتحرك من ظاهر 
الإنسان إلى باطنه؛ فالحادث عن الغضب السطوة» والانتقام» والحادث عن الحزن 
المرض والأسقام . 
اخبرنا الفقيه العالم أبو محمد الحسن ابن القاضي أبي عمران موسى بن 
أحمدل الخالدي الصوفي . قال: سمعت الشيخ العارف أب| محمد إبراهيم بن محمود 
البعلبكي المقري بالعقيبة. قال: كان الشيخ رسلان رضي الله عنهء ببستان من 
بساتين دمشق أوان الصيفء ومعه جماعة من أصحابه» فقال له أحدهم: يا سيدي» 
ما وصف الولي المشتمل على أحكام التمكين؟ فقال: هو الذي ملكه الله أزمة 
التصريف في الوجودء فقال له: وما علامة ذلك؟ فاخذ الشيخ أربعة قضبء وأفرد 
منها واحداء وقال: هذا للصيفء وأفرد آخرء وقال: هذا للربيع» وأفرد آخرء وقال: 
هذا للخريف» وأفرد آخر وقال: هذا للشتاءء ثم أخذ الذي سماه للصيف بيدهء 
رهزه» فاشتد الحر جدأء ثم طرحه. وأخذ الذي سماه للربيع وهزهء فاخضرت أوراق 
انان وارقعيف ساكو رتتا رجت رفاح الزديع وتشيها نه فى رتكا بوك0 الاق 
2-7 الس رق وهر تيجاورت .| رفانت قصل الددر ردي قم كلرشمامير اعد الذي مناه 
-- وثزهء فهبت رياح الشتاء؛ واشتد البرد» ويبست أوراق شجر البستان» ثم 
راي طبور على أشجار في البستان» فقام إلى شجرة منهن وهزهاء وأشار إلى الطير 
الذي عليها؛ أن سبحي خالقكء؛ فترنم الطير بصوت شجيء أطرب السامعين» ثم 
أتى إلى سشجرة أخرى»ع وفعل كذلك حتى أتى على الجميع؛ وأشار إلى طائرعنها أن 
ننس خالقك فلم ينطق» فقال الشيخ: سكت لا عشت موقع الطائر إلى الأرض ميتاء 
'سبرنا الشيخ الصالح أبو المحاسن يوسف ابن الشيخ أبو بكر محمد ابن الشيخ 
كر الخراتي, انم الاريل .قال« رممسكه تالش ين انا التعين كر :سروت 
بالحمصي . قال: ورد على الشيخ رسلان خمسة عشر رجلا ولم يكن عبد فى 
ذلك الوقت غير خمسة أرغفة» فوضعها بين أيديهم مع دقة» وقال: بسم الله 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس نكيم 


الرحمن الرحيمء اللهم بارك لنا فيما رزقتناء فأكلوا حتى شبعواء وكانوا جياعاًء 
وبقي منها بقية» ففرقها عليهم كسرة كسرة.» وودعوه من دمشق وسافروا إلى بغداد. 
وأخبروا أنهم دخلوا بغدادء ومعهم منها شيء» وكانوا يأكلون منها طول الطريق . 
أخبرنا الشيخ الزاهد الصالح أبو الفضائل فضل الله بن أبي الحسن» علي بن 
أحمد الدمشقي . قال : سمعت الشيخ العارف بقية السلف أبا أحمد محمود بن 
محمد الكردي الشبياني الحيلاوي؛ بأربل. قال: رأيت الشيخ رسلان الدمشقي 
رضي الله عنهء مرّة سائراً في الهواءء تارة يمشيء وتارة يسري متربعاء وتارة 
كالمتهي السسقوق و ور اسه 0 مازا على الوان :و شححت كننة؛ وأسحيمية نه 
بعرفات» ورأيته في ا ثم فقدته, فلما جئت دمشق وجدتهء وليس 
عليه أثر سفرء فسألت عنه أهل دمشق فقالوا : والله ما غاب عنا الشيخ يوماً كاملا 
قط» بل بعض يوم عرفة» وبعض يوم النحر» وبعض أيام التشريق . 
قال: ورأيته يوما جالساء والأسد يتمرغ على قدميه؛ وهو مستغرق في حاله 
لا يلري على الأسدء ورأيته بظاهر دمشق يرمي بحصى بين يديه» فقلت له في 
ذلك الوقت: فقال: هذه سهام في الإفرنج» وكانوا في ذلك الوقت قد خرجوا من 
الساحل» وآذوا أهل الشام» وتبعهم جيش المسلمين. قالوا: فرأينا حصى ينزل من 
الهواء على جيوش الإفرنج» فيهلك الفارس والفرس» وهلك بذلك منهم خلق كثير. 
أخبرنا الفقيه أبو أحمد عبد الملك , بن أبي الفتح, بن منصور الإعزازي. 
قال: أخبرنا الفقيه أبو عمرو عئمان بن جواد الهلالى بإعزاز. قال: سمعت الشيخ 
الإمام أبا الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ أبي العلى بن شرف الإسلام أبي البركات 
عبد الوهاب الخزرجي المعروف بابن الحنبلي بدمشق. قال: سمعت أبي رحمه 
الله تعالى يقمول: حضر الشيخ رسلان سماعاً في دار بدمشق فيه جمع من 
المشايخ والصلحاءء فأنشد القوال: [ من الطويل] 
كأني أنادي صخرة حين أعرضت من الصم لو تمشي بها العصم زلت 
صفوحا فما يلقاك إلا بحيلة فمن مل منها ذلك الوصف ملت 
أسيعي بنبا أو أحسني لا ملولة لدينا ولا نسلو إذا هي صدت 
ولكن أنيلي واذكري من مودة لذي خلة كانت لديك فضلت 
وكنا سلكنا فى صعود من الهوى فلولا توافينا ثبت وزلت 
وكنا شددنا معد الوصل بيننا فلما توافينا شددت وحلت 
فإن سال الواشون مم هجرتها ‏ فقل نفس حر سليت فتسلت 
هنيئا مريئا غغير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت 


ا ا و ا م ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

قال: وكان الشبخ .رسلان .رضي الله عنهع يفيت فى .الهواء. ويدون' فيه 
دورات» ثم ينزل إلى الأرض يسيراء يفعل ذلك مراراء والحاضرون يشاهدونء فلما 
استقر على الأرض» أسند ظهره إلى شجرة تين في تلك الدارء وكانت قد يبست 
وقطبعت الحمل من مدة» فأورقت واخضرت وأينعت». وحملت التين فى تلك 
المجة ركان جديا عن امي قبن مق ْ 

سكن رضى الله عنه» دمشق» واستوطنها ديكا إلى أن مات بها 0-2 
ودفن بظاهرهاء رقيزة ثمة ظاهر يزار» ولما حمل نعشه على أعناق الرجال» جاء 
طيور خضرء وعكفت على نعشه» ورأى الناس» فرسانا على خيول شهبء وقد 
أحدقوا بالجنازة» لم يروهم من قبل ولا من بعد رضي الله عنه. 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو المحاسن يوسف بن إياس بن مرجان البعلبكي 
المقري: قال شبعتك: الكنيخ العارت ايا يوسن »عيبن الله بن يونين اللمشروف 
بالأرمني» بجامع دمشق. قال: سمعت شيخ الشيوخ أبا الحسن عبد اللطيف ابن 
شيخ الشموخ ابى البركات. إسماغيل ين احمد: التيسابوري بدمشق». سعة .ست 
وتسعين وخمسمائة. يقول: سمعت الشيخ رسلان الدمشقي رضي الله عنهع 
يقول : وقد ذكر الشيخ عبد القادر رضي الله عنهء الشيخ عبد القادر من صدور 
شيوخ الحضرة: وأفراد الوجود وقد نطق بالحكمة» سلمت إليه أحكام التصريف 
أي كل قريب وبعيد من أهل زمانه في الأخذ والعطاءء والقبول والرد» وهو نائب 
رسول الله قَيه ؛ في هذا الوقت رضي الله عنهم أجمعين. 

الشيخ أبو مدين شعيب المغربي رضي الله عنه : هذا الشيخ من أعيان مشايخ 
العتركوصدور المقررون» وعظلماء العارفين»:وافية السعتدين ساحض الكرانات 
الخارقة» والأفعال الظاهرة؛ والاحوال العزيزة» والمقامات العلية والهمم السامية: 
صاحب الفتح السني؛ والكشف الجلي» والحقائق النفيسة» والمعارف الجليلة. له 
التصدر في مراتب القرب» والتقدم في منازل القدس» والسبق في طرق الملكوت: 
والترقي في معارج الوصل» والتعالي في مدارج المعالي . والنظر الخارق في عوالم 
“خعب. وله القدم الراسخ في التمكين الموطدء والباع الطويل في التصريف 
النافذ» واليد البيضاء في أحكام الولاية» والقوة الشديدة في أحوال النهاية, 
والمظهر العظيم بخرق العوائد» وقلب الأعيان. 

وهو أحد أوتاد المغرب» وأحد أركان هذا الشأن» وأجلاء أئمته البارعين» 
وساداته المحققين؛ وأعلام العلماء باحكامهاء وأولي الأايدي والأبصار بمناهجها. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه لمع حك د و ا ع و ل 4 قا 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجودء وصرفه في العالم» ومكنه في 
الأحوال» وملكه الأسرارء وأظهر على يديه العجائب» وأنطقه بفنون الحكم, 
وأجرى على لسانه لطائف الأسرارء وأوقع له القبول العظيم» والهيبة الوافرة في 
قلرب الخلق» وقصد بالزيارات من كل قطرء واشتهر ذكره في الآفاق شرقاً وغرياء 
وهوأحد من جمع الله له بين علمي الشريعة والحقيقة؛ وأفتى ببلاد المغرب على 
مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه؛ وناظر وأملى» وقصده طلبة العلم 
وأخذوا عنهء واجتمع عنده جماعة من الفقهاء والصلحاءء وانتفعوا بكلامه 
وصحبته» وانتهت إليه رئاسة هذا الشأن ببلاد المغرب. وتخرج بصحبته غير واحد 
من أكابر مشايخهاء مثل الشيخ أبي محمد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون 
المغربي» والشيخ القدوة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي» 
والشيخ أبي عبد الله القشتالي الفاسي» والشيخ القدوة أبي محمد صالح بن 
ويرجان الدكوالي» والشيخ أبي غانم سالم؛ والشيخ أبي علي واضح؛ والشيخ أبي 
الصبر أيوب المكنى سنين» والشيخ أبي محمد عبد الواحد» والشيخ أبي الربيع 
المظفرين» والشيخ أبي زيد بن هبة الله الورني» وغيرهم رضي الله عنهم. وتلمك 
له جماعة من أهل الطريق . 

وقال بإرادته جم غفير من أصحاب الأحوال» وانتمى إليه عالم عظيم من 
الصلحاء وأجمع العلماء والمشايخ على تعظيمه) واحترامه؛ واعتردوا بفضيلته» 
ورجعوا إلى قوله» وتادبوا بين يديه. وكان جميلاً ظريفاً» متواضعاء زاهداً ورعاء 
محققا مشتملاً على أكرم الشيم؛ وأشرف الصفات»؛ وأطيب الأخلاق» وأكمل 
الآداب» مع إقبال شديد على المجاهدة» وثبوت دائم على محافظة الأوقات» 
ومراعاة الأنفاس» والقيام بوظائف الشرع. وكان له كلام عال نفيس على لسان أهل 
الحقائق» سطر عنه . 

منه: الجمع ما أسقط تفرقتك» ومحا إشارتك» والوصول استغراق أوصافك» 
وتلاشي نعوتك» والغيرة أن لا تعرف ولا تعرف» وأغنى الأغنياء من أبدى له الحق 
حقيقة من حقهء وأفقر الفقراء ما ستر الحق حقه عنه» والخالي من الأنس والشوق 
فاقد المحبة» ومن خرج إلى الخلق قبل وجود حقيقة تدعوه إلى ذلك؛ فهو مفتوث؛ 
ومن رأيته يدعو مع الله تعالى حالاًء لا يكون على ظاهره منه شاهد فأحذره؛ وإذا 
ظهر الحق لم يبق معه غيره» وليس للقلب سوى وجهة واحدة؛ فإلى أي وجهة 
توجه حجب عن غيرهاء وإذا سكن خوف القلب أورثه المراقبة» ومن تحقق 


٠‏ © 1# مس0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


بالعبودية نظر أفعاله بعين الرياءء» وأحواله بعين الدعوىء وأقواله بعين الافتراء» وما 
وصل إلى صريح الحرية» من عليه من نفسه بقية . 
ومنه: شاهد مشاهدته لك» ولا تشاهد مشاهدتك لهء المقرب مسرور 
بقربه» والمحب معذب في حبه؛ والفقر أمارة على التوحيد» ودلالة على التفريدء 
والفقر أن لا يشهد سواهء والفقر نور ما دمت تسرهء فإذا أظهرته ذهب نوره. ومن 
كان الأخذ أحب إليه من العطاء ما شم رائحة الفقرء والإخلاص أن يغيب عنك 
الخلق في مشاهدة الحق. ومن نظر إلى المكونات نظر إرادة وشهوة» حجب عن 
الغيزةافيها والاتتفاء بها ومن عرف ادا لويغرق الأحد والتمق ءامنا بان "عنه أعيد 
من حيث العلم والقدرة» ولا اتصل به أحد من حيث الذات والصفات. ومن لم 
يستصلح للمعرفة» شغل برؤية الأعمال» ومن سمع منه بلغ عنه». والشهيد يشاهد 
ماله فيسر به» والميت يشاهد أعماله فتقلقه وتكربه» فهذا بالقبول والرد مخوف» 
وذاك بالرحمة والرضوان مبشر فسرف . 
ومنه : الإخلاص ما خفى عن النفس درايته» وعلى الملك كتابته» وعلى الشيطان 

غوايته» وعلى الهوى إمالته» وعيش الأولياء في الدنيا عيش طيبء فابدانهم تتمتع 
بأثره؛ وأرواحهم تتنعم بنظره» فالفقر فخرء والعلم غنم» والصمت نجاة» والإياس 
راحة». والقناعة غنى» والزهد عافية» ونسيان الحق خيانة» والاشتغال عنه دناءة» 
والحضور معه جنة» والغيبة عنه نار» والقرب منه لذة» والبعد عنه حسرة» والأانس 
به حياة» والاستيحاش منه موت» والخمول نعمة على العيد لو عرف 0 
وطلب الإرادة قبل تصحيح التوبة غفلة. ومن قطع لا بربه قطع به» ومن 
أشغل شدلا بقربه أدركه المقتء» والمهل من الأعمال والاحوال» لا 0 
لبساط الحق تعالى. ومن دعائه رضي الله عنه, اللهم إن العلم عندك» وهو 
حوب عني ع ولا أعلم أمرأ فأختاره لنفسي» فقد فوضت إليك أمري» ورجوتك 
لفاقتي وفقريء فارشدني اللهم إلى أحب الأمور إليك» وأرضاها عندك» وأحمدها 
عاقبة) فإنك تفعل ما تشاء بقدرتك» إنك على كل شيء قدير. ومن شعره رضي 
الله عنه : : [ من البسيط ] 

يا من علا فرأى ما في الغيوب وما تحت الثرى وظلام الليل منسدل 

أنت الغياث لمن ضاقت مذاهبه أنت الدليل لمن حارت به الحيل 

إنا قصدناك والآأمال وارثئقة والكل يدعوك ملهوف ومبتهل 

فإن عفوت فذو فضل وذو كرم ‏ وإن سطوت فانت الحاكم العدل 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس ووم 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن يوسف بن أحمد القوصي . قال: 
أخبرنا الشيخ العارف أبو بكر بن شافع بقنا. قال: أخبرنا شيخنا الشيخ الجليل أبو 
الحسن بن الصباغ . قال : أخبرنا شيخنا الشيخ القدوة أبو محمد عبد الرحيم بن 
أحمد بن حجون المغربي بقنا. قال: سمعت شيخنا أبا مدين رضي الله عنه» يقول: 
أوقفني ربي عز وجل بين يديه» وقال لي : شعيبء ماذا عن يمينك؟ قلت : يا رب 
عطاؤك؛ قال: وماذا عن شمالك؟ قلت: يا رب قضاؤك» قال: يا شعيب قد ضاعفت 
لك هذاء.وغفرت:لك:هذا: طويئ لمن راك» أورائ من راك قال: وسمعته يقرل: 
وعدني ربي تبارك وتعالى في كل أصحابي ومن أحبني خيراً كثيراً. قال: وقرأ مرة 
الصبلدء : ! ويسقون فيها كاسأ كان مزاجها زنجبيلاً 4 [الإنسان:17» فامتص 

شفتيه» فلما قضى صلاته قال : لما تلوت الأية سقيت من الكأس . قال : وقرأ مرة: 

إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم # [الانفطار:4 ١‏ ]. فقال: أشهدت 
مقام الفريقين . 

أخبرنا الفقيه أبو العباس أحمد بن قريش بن إسحاق الخزرجي التلمساني . 
قال: سمعت شيخخنا أبا محمد صالح الدوكالي رضي الله عنه» يقول: قامت 
الحرب بالمغرب مرة بين المسلمين والإفرنج في حياة شيخنا أبي مدين رضي الله 
عنه» وكان الإفرنج قد ظهروا فيها على المسلمين» فأخذ الشيخ سيفه وخرج إلى 
الصحراء» مع نفر يسير من أصحابه وأنا معهم» وجلس على كثيب من رملء فإذا 
بين يديه خنازير قد ملت البرية من كثرتهم» فوثب الشيخ حتى صار بينهم؛ 
واستل سيفه» وعلا به رؤوس الخنازير حتى صرع منهم كثيراء وولوا من بين يديه 
هاربين» ورجع» فسألناه . 

فقال: هؤلاء الإفرنج قد خذلهم الله تعالى» فأرخنا ذلك الوقت» فجاء الخبر 
بكسر الإفرنج في الوقت الذي أرخناه»؛ فلما قدم المجاهدون أكبوا على أقدام 
الشيخ يقبلونهاء وأقسموا بالله أنه لو لم يكن معهم بين الصفين لهلكواء وأخبروا 
أنه كان يعلو بسيفه رأس الفارس من الأفرنج فيصرعه وفرسه؛ وأنه قتل فيهم مقتلة 
عظيمة» وولوا مدبرين» وإنهم لم يروه بعد انقضاء الحرب. قال: وكان بين الشيخ 
وبين موضع القتال أكثر من شهر. 

أخبرنا أبو محمد رجب بن أبي منصور الداري. قال: أخبرنا الشيخ القدوة 
أبو الحجاج الأقصري بها. قال: سمعت شيخنا أبا محمد عبد الرزاق» قال: مر 
شيخنا أبو مدين رضي الله عنه؛ في بعض قرى المغرب» فرأى أسدا قد افترس 


8 ل ل مس م م م م ل ع ل لمي مد الا 
سس د ما لازي بل ١‏ ني ل ا ا ل ا 


* © "1 مس0 ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
حماراًء وهو يأكل فيه» وصاحيبه بالبعد منه يندب بالويل من الفاقة» فجاء الشيخ 
ومسك بناصية الأسدء وقاده ذليلاء» ونادرى صاحب الحمار : أقرب» فدنا حتى لصق 
بالأسد . فقال له الشيخ: امسك الأسد واذهب به واستعمله موضع حمارك» قال: 
يا سيدي إني أخاف منه» قال: لا تخف فإنه لا يستطيع أن يؤذيكء فمر الرجل وهو 
يقود الأسد والناس ينظرون» فلما كان آخر النهار أتى به إلى الشيخ. فقال: يا سيدي 
إني شديد الخوف منه» وإنه يتبعني أينما ذهبتء قال : لاا بأس عليكء قال: ما هو 
إلا ذاك» فقال الشيخ للأسد اذهب» ومتى آذيتم بني آدم أسلطهم عليكم. 

قال: وكان نوكا مار على الساحل» اه طائفة من الإفرنج, وحملوه 
عق أشيراً إن سفيدة مكليية ليغ فإذا تنه حمافة فو اللمسامين امنارى#فننا 
استقر الشيخ فيها مدوا قلوعهاء وعولوا على المسيرء فلم تذهب بهم السفينة 

يمينا ولا شمالاًء ولا تحركت من مكانها على قوة الريح» فلما أيقنوا أنهم لا 
يمقدرون على المسيرء وخافوا أن يدركهم المسلمونء قال بعضهم لبعض: هذا 
بسبب هذا المسلم ولعله من أصحاب السرائر عند الله تعالى» يشيرون إلى الشيخ 
فأمروه بالنزول, فقال: لا أفعل إلا إن أطلقتم كل من في سفينتكم من المسلمين» 
فلما علموا أن لا بد لهم من ذلك فعلواء وسارت بهم السفينة في الحال . 

أخبرنا الفقيه الصالح أبو محمد عبد الله بن مسعود بن عمر السجلماسى 
قال: أخبرنا الشيخ العالم أبو زكرياء يحيى بن محمد المعروف بالمعزي . قال : 
سمعت الشيخ القدوة أبا محمد صالح بن ويرجان الدوكالي رضي الله عنهء يقول : 
ورد الناس من المشرق على شيخنا الشيخ أبي مدين رضى الله عنهء فقالوا له: 
نشتهي عنباء ولم يكن ذلك الوقت أوان العنب بالمغرب. قال لي الشيخ: يا 
صالح. اذهب إلى البستان وائتنا منه يعنب» فقلت: يا سيدي الان خرجت منهع 
ولا عنب فيه. فقال: بلى» ها ترى فيه العنب» فأتيت البستان» فوجدت الدوالي 
مملوءة عنباً كحالها في وقت كثرته؛ ووالله لقد فارقته قبيل ذلك» ولاا حبة عنب 
أراها فيه» فاحتملت منه شيعا كثيرا»واتيت به فاكلوا وأكلت معهمء وإذا هو بلا 
عجم, فقالوا: إنا كنا نشتهى العنب ونعلم أنه لا يطعمناه أحد بالمغرب إلا أنت . 

أخبرنا الفقيه الفاضل أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحيم بن حجاج 
الفاسي . قال : سمعت الشيخ الجليل أبا الربيع سليمان بن عبد الوهاب المظفري . 
قال: كان شيخنا الشيخ أبو مدين رضي اللة عو ,نوها ينانسا علن لاسر 
يتوضأ وفي إصبعه خاتم؛ فسقط في الماءء فتمقال: يارب أريد خاتمي» فطلعت 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس د بوم 
سمكة في الحال» وفي فمها الخاتم» فأخذه. قال: وكان سائراً مرة وبيده مزود فيه 
سويق مذاب بماء» فسمط من يده فتكسر قطعاء وتبدد السويق على الأرض» 
فوقف وقال : يارب أريد مزودي بسويقه؛ فعاد المزود صحيحاً وفيه السويق . قال : 
وسافر ونا مره مع جماعة من أصحابهء فنزلوا منزلاً في صحراء» فلما كان الليل 
سمعوا صياحاء وظنوا أنه ممن يؤذيهم» وفزعوا فقال لهم الشيخ: لا بأس» فاشتد 
هلعهم. وقالوا: وددنا لو كان عندنا ضوء نأنس إليه» وكانت ليلة شديدة الظلمة 
فقام الشيخ إلى شجرة هناك» وصلى تحتها ركعتين» ودعاء .فاضاءت الشجرة» 
حتى أشرق ذلك الموضع كله إشراقا شديداء وسكن روعهم؛ وما زالت الشجرة 
تضيء إلى أن أضاء الصباح. 

أخبرنا الشيخ الأصيل أبو المعالي فضل اللهء ابن الشيتخ الصالح العارف أبي 
إسحاق إبراهيم» ابن الشيخ الصالح الفاضل أبي العباس أحمد بن محمد الأنصاري 
التلمساني . قال: أخبرني أبي رحمه الله تعالى» قال: : سمعت شيخنا الشيخ أيا مدين 
رضي الله عنه.» يحكي في فخلنية ركان سخفونا بالقور والبهاء:والزقار.والمجاف 
والملائكة والأولياء. قال : قال الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الحضرمي 
رحمه الله تعالى. قال: دخل الشيخ الفاضل أبو العباس أحمد بن رسلان القرشي 
التلمساني» الواعظ. على الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي الجبنياني» 
بجبنيانة يزوره» وقال له: ادع لي» فقال له: يا أحمد أراك الله تعالى موضع الشح من 
نفسك» وكان أبو العباس كثير العطاء, ومن أكرم الناس» فانصرف وقال في نفسه. لو 
لم يعلم الشيخ مني شحاً لما قال ذلك» فجاء فجلس على دكة مزين ليحلق رأسه 
فلما فرغ من حلقه أتاه رجل بمائة دينار, فاعطاها أبو العباس للمزين» وقال: إنها 
مائة دينار» فقال له المزين: هذا مكان الشح الذي ذكره لك الشيخ أبو إسحاق» فقال 
له : أخبرني عنه. فال الشح عندهم أن يفرق بين الدائق والماثئة دينار» ولو لم يكن 
في نفسك شح لما نبهتني عليه. قال: فذهب وجلس في بيته سنة لا يكلم أحداء 
ولا يخرج إلا لصلاة الجمعة» فاجتمع الناس على بابه يسألونه أن يتكلم عليهمء 
فامتنع» فلما ألزموه خرجء فوافى عصافير على سدرة في الدار» فلما رأوه فروا منه» 
فرجع وقال: لو صلحت للحديث عليكم لم تفر مني الطيور» لأن من تحقق فيه 
خوف الله تعالى أمن منه كل شيءء ثم رجع وجلس في البيت سنة» ثم خرجء فلم 
تفر منئه الطيورء فتكلم على الناس. قال: فلم يتم كلام الشيخ أبي مدين رضي الله 
عنه؛ حتى جاءت طيور» ودارت حوله؛ وعكفت عليه فلما رأى الناس أن الطيور قد 
عكفت عليه تواجدواء وتواجد الشيخ أيضاء وأنشد يقول: 


© 17# سس سس كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

توجع ممراض وخوف مطالب وإشفاق مهموم وحزن كثيب 

ولوعة مشتاق وزفرة واله وسقطة مسقام بغير طبيب 

وفكرة جوال وفطنة غائص ليأخذ من طيب الكرام بنصيب 

ألمت بقلب حيرته طوارق من الشوق حعى ذل ذل غريب 

يكاتم أشجاناً ويخفي محبة ثوت واستكنت في فؤاد رحبيب 

قال: فماج المجلس؛ » وضج أهلهء وما زال طائر من تلك الطيور يصفق 
بجناحيه حتى سقط ميتأء ومات رجلاً ممن كان حاضرا. 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن يوسف بن أحمد القوصي . قال: 
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن محمد بن شافع بقنا. قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن بن 
الصباغ؛ قال : أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحيم بن أحمد . قال: سمعت الشيخ 
الصالح أبا عبد الله محمد بن حجاج الغزالي المغربي . يقول: سمعت شيخنا 
الشيخ أبا مدين رضي الله عنه. يقول فى مجلسه : كل بدل في قبضة العارف» لأن 
ملك البدل من السماء إلى الأرض» وملك العارف من العرش إلى الفرشء وما 
مناقب الأبدال فى مناقب العارفين إلا كلمحة بارق خاطف» وما درجة المعرفة إلا 
استقراب إلى حضرة الربوبية» واستدناء من مجالس القدس . ثم قال : التوحيد سر 
أحاط أمره بالكونين . 

قال: فلما كان الليل كشف ليء وإذا أنا بالشيخ أبي مدين رضي الله عنه. 
والشيخ أبي حامد الغزالي» والشيخ أبي طالب المكيء والشيخ أبي يزيد 
البسطامي, والشيخ أبي عبد الرحمن ن السلمي») وجماعة من الصوفيةء والأبدال. 
فقالوا للشيخ أبي مدين: أخبرنا عن حقيقة سرك في توحيدك . 

فقال: سري مسرور باسرار تستمد من البحار الإلهية» التي لا ينبغي بثها 
لغيرأهلها. إذ الإشارة تعجز عن وصفهاء وأبت الغيرة إلا سترهاء هي أسرار محيطة 
بالوجودء لا يدركها إلا من كان وطنه مفقوداء أو كان في عالم الحقيقة بسره 
موجوداء يتقلب في الحياة الأبدية» وهو بسره طائر في فضاء الملكوت» ويسرح 
في سرداقات الجبروت» قد تخلق بالأسماء والصفات» وفني عنها بمشاهدة 
الذات . هنالك قراري» ووطني» وقرة عني» ومسكني» والحق عز وجل في غنى عن 
الكل» قد أظهر في وجودي بدائع قدرته» وأقبل علي بالحفظ والتوفيق» وكشف 
لي عن مكنون التحقيق. فحياتى قائمة بالوحدانية» وإشاراتي إلى الفردانية, 
فروحي راسخ في الغيب؛ يقول لى : مالك يا شعيب» كل يوم جديد على العبيد؛ 
ولدينا مزيد . فقالوا: يا أبا مدين زادك الله من أنواره . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ل ووم 

قال: فلما أصبحت أتيت تيت الشيخ أبا مدين» وذكرت له الواقعة» فأقرني 
عليهاء ولم ينكر علي منها شيعا . وبه إلى الغزالي» قال: ذكر شيخنا أبو مدين في 
مجلسه كيد الشيطان؛ فلما كان الليل» كشف لي عن شخص من نور يقول لي : 
يا هذاء أما كيد الشيطان أبا مدين فكرجل كاد رجلاء فأهلك نفسهء ولن يشعر» 
وأما كيده عبد الرزاق» تلميذ أبي مدينء؛ فكرجل بال في البحر لينجسه؛ وأما 
كيده العامة فكالإمام العادل في رعيته) يحبهم» ويحبونه. ٠‏ ثم رأيت يا 
عظيما من مشايخ المغرب وصلحائه. وبأيديهم سرج تتقد» ورأيت الشيخ أبا 
مدين وأصحابه خلفه» وتلميذه عبد الرزاق بين يديه» وبيده شمعة عظيمة تتقدء 
وفيها ثلم» فقلت لرجل: ما هذا الثلم؟ فقال: كل ما ترى من هذه الشموع مع 
هؤلاء, هو من هذا الثلم. ثم جئنا معه إلى باب عظيم سعته مثل ما بين المشرق 
والمغرب» وعليه جمع عظيم من الأبدال والصوفية؛ فسألت الشيخ أبا مدين عن 
الباب . فال : هو باب الأبدال» ونحن عليه حجابء فمن راعاه طالبناه» فإذا تكلم 
ميزناه. ثم تقدم الشيخ ودخله» ودخل الكل بعده؛ فإذا نحن ببحر عظيم من نور 
وعليه سفينة من نور. فقال الشيخ: هذا بحر الوصول» وهذه سفينة المأمول؛ ثم 
قال: اركبوا فيهاء بسم الله مجراهاء ومرساهاء إلى ربك منتهاهاء سيرواٍ 8 0 
الشوق» بين أمواج الفكرء إلى ساحل الذكرء فإذا نذا فخروا للةسيجدا . ثم قال: 
في مثل هذه الأسفار تقتبس الأنوار» وتستفاد العلوم والأسرار. 

قال : : فلما أصبحت» أتيت الشيخ أبا مدين» وذكرت له هذه الواقعة؛ فاقرئي 

عليهاء ولم ينكر علي في شيء منها . وبه إلى الغزالي قال: ذكر شيخنا الشيخ أبو 
مدين رضي الله عنه» في مجلسه. موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه؛ 
وأطال في وضفهء فلما كان الليل رايت في المنام ا 0506 وموسى عليه 
السلام جالسا فيه» وهو يمول: يا أبا مدين» أخذت من العلوم أعلاها» ومن 
المعارف أرفعهاء وأضفت إلى باريهاء وحزت الولاية بسرهاء فطاب لك أمرهاء 
وكان ذلك لك مرتعاء حتى نلت منه مرتفقاً» وصرت للفكر جليساً» حتى صار لك 
الحق أنيساء فبتنزيهك له بالعلم أدناك» وبذكرك له بالمعرفة قربك» فالناس يتمتعون 
بالشهوات» والأكوان» وأنت تتمتع بمشاهدة الرحمن. ثم سمعت الملائكة في 
السماوات يقولون: سبوح قدوسء رب الملائكة والروح. ثم انفتح الباب» فإذا 
بموسى عليه السلام معي في الأرض» فتعجبت» فقال لي: مم تتعجب؟ هذا أبو 
مدين يقطع من العرش إلى الكرسي في لحظة واحدة. قال: فلما أصبحت أتيت 
الشيخ أبا مدين وقصصت عليه الرؤيا. 


1 © 7# سس سس ذذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

أخبرنا الشيخ الصالح الفقيه العالم أبو الفضل سعدان بن مواهب بن عبد 
الصمد الربعي الأسفاري. قال: سمعت الشيخ العارف أبا الحجاج الأقصري بها. 
قال: سمعت شيخنا أبا محمد عبد الرزاق» قال: لقيت أبا العباس الخضر عليه 
السلام» بقنا فى المغرب سنة ثمانين وخمسمائة» فسألته عن شيخنا أبي مدين 
رضي الله عنهفقال : هو إمام الصديقين في هذا الوقت» وسره من الإرادة» ذاك أتاه 
الله مفتاحا من السر المصون» يحجاب القدس ما فى هذه الساعة أجمع لأسرار 
المرسلين منه. قال: ثم مات الشيخ أبو مدين بعد 535 بيسير» وهو أبو مدين 
شعيب بن الحسن المغربي . 

سكن بلاد المغرب» وكان أمر أمير المؤمنين بإشخاصه إليه ليتبرك به» فلما 
وصل إلى تلمسات قال: ما لنا والسلطانء الليلة نزور الإخوان» ثم نزل واستقبل 
القبلة» وتشهد . ثم قال: ها قد جيمت» وعجلت إليك رب لترضى» ومات» فدفن 
بجبانة العباد بهاء وقد ناهز الثمانين. وقبره ثم ظاهر يزار رضي الله عنه. أنشدنا 
الفقيه أبو الحجاج يوسف ابن الفقيه أبي الحسن علي بن أحمد الخزرجي 
التلمساني. قال: أنشدنا أبى رحمه الله تعالى» قال: أنشدنا بعض أصحابنا العلماء 
المنلجاءعن اهل المكرب لننسة: يمدح الشيخ أبا مدين رضي الله عن فَمَّال : 


تبدت لنا أعلام علم الهدى صدقا 
وأشرق منها كل ما كان آفلا 
سقى الله من ماء المحبة وابلا 
لقد زهدوا فيما سواه فاصبحت 
إذا ما سرت للسر أسرار شوقهم 
قلوب سرت نحو الهدى بمعسكر 
وجاء من التوحيد جيش عرمرم 
هم القوم لا يشقى بعيد جليسهم 
أبا مدين دانت لدينك عصبة 
لك الله يا شمسا أضاء بنورها 
سقيت قلوياً طالما شفها الظما 
فاحييت منها كل ما كان ميتاً 
فأخرجتها من كل جهل وظلمة 


فصار بشمس الدين مغرينا شرقا 
وأصبح نور السعد قد ملا الأآفقا 
قلوبا به هامت فقل كيف لا تسقى 
نفوسهم طراتنادي الدنا سحقا 
فناهيك من بحر وناهيك من غرقى 
لسيدهم زادوا لرؤيته شوقا 
فعادت سهام الحب ترشقها رشما 
فأفنى الذي يفني وأبقى الذي يبقى 
وهل أحد يحظى بقربهم يشقى 
فواليتهم ‏ حبا وأدنيتهم رفمًا 
من الدين ما قد كان أظلم إذ رقا 
فأمطرتها من ماء علم الهدى ودقا 
ورقيت منها كل ما كان لا يرقى 
فمهما دجا ليل ألحت له برقا 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ل يرن 
وأدخلتها حصن التوكل فانئتت 2 وأمسكها ذو العز بالعروة الوثقى 


شفيت بعلم يا شعيب قلوبنا ‏ فاسمك من شعب القلوب قد اشتقا 
وقد كان سلطان الهوى قاد أنفسنا وأوسعها ذلا وعبدها رقا 
ف عتقها م 8 رد َ بتلطة 5 فجوزيت من خير منحت الورى عتما 


فإذا استبقت بالعارفين خيولهم فخيلك التوحيد قد حازت السبقا 
وإن ركبوا نحو المعارف مركباً ركبت إليها في بحار الهوى عشقا 
سموت بنور الله عن كل ناظر0 فصرت ترى في الغيب مالا ترى الزرقا 
فأنت إمام العارفين ‏ ونورهم ‏ وما نطقهم مهما ارت بهم نطقا 
عليك سلام الله ما ذر شارق وما سبحت شجوا لسيدها ورقا 
وصلٌّ على المختار من آل هاشم كما جاء بالحق الذي أظهر الحقا 

أخبرنا أبو محمد بن مسعود السلجماسىء قال: أخبرنا القدوة أبو زكرياء 
يحيى بن محمد المغربي . قال: سمعت شيخنا الشيخ القدوة أب| محمد صالح 
الدوكالي . يقول: سمعت شيخنا الشيخ أبا مدين رضي الله عنه» في سنة ستين 
وخمسمائة» يقول: لقيت أبا عباس الخضر عليه السلام» منذ ثلاثة أعوام» فسألته 
عن مشايخ المشرق والمغرب في عصرنا هذاء وسألته عن الشيخ عبد القادر 
الجيلي؛ فقال: هو إمام الصديقين» وحجة على العارفين» وهو روح في المعرفة» 
وشأنه الغربة بين الأولياء» ولم يبق بينه وبين الخلق إلا نفس واحد» ومراتب الأولياء 
كلها من وراء ذلك النفس» وأنا أصرف مراتب الأولياء من وراء إشارته. قال: وما 
سمعته قال مثل هذا في حق غيره رضي الله عنهم أجمعين. 

الشيخ أبو محمد عبد الرحيم المغربي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أجلاء 
مشايخ مصر المشهورين» وعظماء العارفين المذكورين» صاحب الكرامات 
الخارقة» والأنفاس الصادقة» والأفعال الظاهرة» والأحوال الفاخرة» والحقائق السنية» 
والمعارف الجلية. صاحب المقام المرموق» والفتح المأنوق» والكشف الجلي» 
والقدر العلي . له المحل الأرفع من مراتب القرب» والمجلس المصدر في منازل 
القدس» والمورد العذب من مناهل الوصلء واليد البيضاء في العلم» بتفاصيل 
معارف القلوب» في مشاهد الغيوبء والباع الطويل في التصريف بأحكام الولاية؛ 
والقدم الراسخ في التمكين بأحوال النهاية» والبصيرة الثاقبة لحجب الأكوان» 
والسريرة السائرة في طرق الملكوت . ١‏ 

وهو أحد من جمع الله له عز وجل بين علمي الشريعة والحقيقة» وآتاه كيرا 


© "73 مس٠‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
من معرفة الكتاب» والحكمة؛ ومفتاحاً من علم السر المصون. وكان إذا سمع 
المؤذن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله» قال: شهدنا بما شاهدناء ويل لمن كذب 
على الله. وكإن يقول: أدركت جميع صفات الله إلا صفة السمع. وكان يقول: 
المتكلمون مذبذبون حول الحق. 

وهو أحد من أظهره الله تعالى للوجودء وقلب له الأعيان» وخرق له العوائد, 
وأظهر على يديه العجائب» وأنطقه بالحكمء وجلى على لسانه عرائس الأزل. 
وكشف له عن مخفيات الأسرار» وأوقع له القبول التام» والهيبة الوافرة في الصدور. 

وهو أحد أركان هذا الشأن» وأوتاد هذه الطريق؛ وأئمة ساداتهاء وأعلام 
العلماء بأحكامهاء وصدور القادة إليهاء علماً وعملاً» وحالاً وتحقيقاء وجلالة 
ومهابة» ورئاسة مع لزوم قانون المجاهدة: وحفظ مراعاة الأوقات» ومراقبة الأحوال» 
وعد الأنفاس. انتهت إليه رئاسة هذا الشأن. وغدق به الأمر في تربية المريدين 
الصادقين؛ في وقته؛ ببلاد مصر. وبصحبته تخرج الشيخ القدوة أبو الحسن بن 
الصباغ رضي الله عنه. وتلمذ له غير واحد من أهل الطريق. وانتمى إليه جم غفير 
من أصحاب الأحوال . وانعقد عليه إجماع العلماء والمشايخ» بالتبجيل والاحترام؛ 
واعترفوا بمكانته, وأبرزوا عدالته» وانتهوا إلى قوله» وقصد بالزيارات من كل أفق» 
واشتهر ذكره في الشرق والغرب. وكان جميلاً ظريفاً» متواضعاً متادبا» شريف 
الصفاتء لطيف المعاني. وكان له كلام جليل على لسان أهل الحقيقة . 

منه: قطع العلائق محو الفقدء وظهور العقدء بعدم الالتفات إلى السوى» 
وثقة القلب بترتيب القدر السابق» والتجريد نسيان الزمانين سا والذهول عن 
الكونينٍ حالاً وغض البصر عن الأين وقتاء حتى تنقلب الأ كوان ناطنا لظاهر, 
ومتحركا لساكن» فيسكن القلب بتمكين القدرء على قطع الحكم والابتهاج, 
بمنفسحات الموارد» وانشراح الصدورء. بصور الأكوان» مع ثبوت المقام بعد 
التكوين, ورسوخ التمكين» فتكون المستشاع له رداء» واللارض بسياظاء والهيبة شي 
القلب لعظمة الله تعالى»؛ طمس أبصار البصائر لمشاهدته» ومشاهدته لمن سواه 
حسناء فلا يرى إلا بأنوار الجلال» ولا يرى إلا بسواطع الجمال» والرضا سِكون 
القلب تحت مجاري الأقدارء ينفي التفرقة حالاًء وعلم التوضية يا اديه 
القدرة بالقادر» والأمر بالآمر» وذلك يلزمه في كل حال من الأحوال» والتمكين 
شهود العلم كشفاء ورجوع الأحوال إليه قهراًء والتصرف بالقادح حكمأء وكمال 
الأمر شرعاًء والجوع صفاء الأسرار في استغراق الأذكار» .والشوق الاستغراق في 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ست ووم 
مبادىء الذكر طرباء ثم الغيبة في توسط الذكر سكراًء ثم الحضور في أواخر الذكر 
صحوأء فهو بين استغراق يهيجه» وغيبة تزعجه؛ وحضور ينعشه. وثلث وقت 
المشتاق استغراق» وثلثه غيبة» وثلئه حضور. والحياة أن يحيا القلب بنور 
الكشفء فيدرك سر الحقء الذي برزت به الأكوان» في اختلاف أطوارهاء فكيف 
هي حية بالله تعالى» ويخاطبه بأسرار معانيهاء وألطاف مبانيها. والتبري من الحول 
والقوة» ذهاب الخواطر من المحل عليه؛ وفناء الأكوان في امتزاج الأنفاس» غيبة» 
ويفيد صاحبه أن يحفظ الله عليه حاله» ويرقى فى كل لحظة مقامه» فلا يبرز في 
الملك والملكرت حركة., ولا سكونء ولا اختلاف طور بحكم. إلا وله فيه زيادة 
نورية» وحقيقة إيمانية» ونمو مقام» فلا يتكدر عليه حاله» ولا يختلف عليه وجده؛ 
فإن ظهرت عليه القدرة أخفته» وإن بطنت فيه أظهرته» فرؤيته غيبية» وحضوره 
بطونة . 

والمصافاة بالأسرار: أن لا يسمع آية إلا من مخاطب في سره» يسر المراد 
في العمل» وتتنوع له الأفهام باختلاف المقامات في العمل» فهو يرتع في رياض 
الأسرار» ويصافي بخالص الأنوار» ويتجلى له الحكم في أنوار الجمال» يهدى إليه 
ذواتهاء ويمنحه هباتها. 

والواصل: ألقى السمع للإصغاءء وفتح البصيرة للنظرء فتنقلب حروف 
الأكوان» في سر استماعه نذيراء» وحكماء ومواعظ» فهو في رياض التدبير» بين 
حدائق المواعظ الناطقة والصامتة» وأزهار الحكم الباطنة والظاهرة . 

والتقوى: أن لا يظهر على محله حركة:؛ إلا وهى منوطة بحبل العلم» مع 
غيبته عن حركتهء فإن تكن باطنة» ففي باطن العلم حكمهاء وإن تكن ظاهرة؛ 
ففي ظاهر العلم وجودهاء مع طهارة القلب» وتسليم النفسء ومبادرة الوقتء وإذا 
صح هذا الوصف للعبد أتاه الله عز وجل العلم اللدني» وفتح له باب الإلهام 
الوحيي» فيحدث روحه بأسرار الملكوت . 

والتحقيق : الاستغراق فى الأنوار الغيبية» فيرى قلبه مشكاة دائمة الأنوار» 
فيدرك به حقيقة النفس» وكيف رتب الله تعالى وضعهاء والناس في ذلك على 
قسمين : متمكن أمكن» ومتمكن غير أمكن . 

فالأول: هو الذي يجد العبارة العلمية منوطة بلطيف الحال» مفصحة 
للتبليغ؛ بشرط التلقي . ْ 

والثاني : هو الذي يدرك ذلك كشفاء ويمتنع منه عبارة» فهو غير مبلغ له 
حقيقة ما أدر كه من لطيف الأنوار» وخفي الأسرار. 


و 8 7# سس سس .| ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

والكشف: بروز الأفعال والاحوال على القسطاس الصديمي» والصراط 
الحنيفي» وكذلك الأكوان» تبرز له حقائقها على الوضع الأول» من غير إشارة 
لتمثيل» ولا تلويح لتحويل» بل بروز التشكيل» وهي تظهر له على اثني عشر 
قسماء صئوان» وغير صنوان» لشموس المعارف» ولطائف العوارف» ويشهد في 
ذلك ما له قبل الانفصال والاتصال . 

والذكر » اعنيخلال الاكزه هزوية الهد كور .فى يقن سجقا فى عون 
المحوء وسكراً في سر الصحوء قال الله تعالى: فإ واذكر ربك إذا نسيت # 
[الكهف: 4؟]ء» معناه أنك ذاكر» فنسيانك ذكرء وغيبتك عن النسيان شهود 
المذكورء وهو المعبر عنه بذكر الذاكر» وأما من قال: إذا نسيت من سواه 
فاذكره» فهذا لا يصلح إلا للغافلين» لا للمحققين. وهذه المقامات كلها نتائج 
اتباع الكتاب والسنة بحسن الأدب» ومن لا اتباع له للشرع» فلا شيء له من هذه 
المقامات؛ ولا الأحوال. 

أخبرنا الفقيه أبو الفضل سعدان بن مواهب الإسنائي . قال: سمعت شيخنا 
الومام مجد الدين أبا الحسن علي بن وهب بن مطيع القشيري بقوص . قال: 
سمعت شيخنا أيا الحسن بن الصباغ بقنا. قال: حضر شيخنا الشيخ أبو محمد 
عبد الرحيم رضي الله عنهء سماعاً بقناء وفيه جماعة من المشايخ والعلماءء 
فأنشد القوال: 

كم آية فيك قد أمسيت أخفيها خوف العدا ودموع العين تبديها 

وزهرة بات شوقي طول ليلته إليك ينشرها عوداً ويطويها 

فارحم تقلقل قلب حشوه حرق تخبو الجحيم ولا تخبو تلظيها 

فليس في بدني عضو وجارحة إلا وحبك فيها قبل مافيها 

فطاب الشيخ والحاضرون» ثم أنشد القوال أيضاآ: 


ريشي في لقائلك كل يوم وحسبي ذاك من كل الآماني 
لفن واصلتني وأردت قربي وحقك ما أبالي بمن جفاني 


قال: : فتداخل الشيخ أمر عظيم» وقال للقوال: أعده» فتداخل القوال فترة في 
ذلك . 0 اسكنة» ل ووس لاا 0 
ا ل فكان إذا لاد أن يقرأ القرآن قرأء وإذا 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سسب 459نم 
أراد أن يمول شيكا من الشعرء وغيرهء لم يقدر على النطق» فأتى إلى الشيخ 
فسعنيفا . فال له: اذهب فتكلم. فانصرف الرجل منطلق اللسان» كحاله أولاً . 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو يونس عبد الله بن فضل الله بن أحمد السعدي 
الأقتصري. قال: سمعت شيخنا أبا الحجاج الأقصري رضي الله عنه. يقول: 
اجتمع بمصر الشيخان عبد الرحيم» وعبد الرزاق رضي الله عنهماء فأطرق الشيخ 
عبد الرحيم ملياء ثم قال لعبد الرزاق: يا أخي إني نظرت في اللوح المحفوظ» 
فرأيت فيه حضورا أجل بدل من الأبدال فى بيت المقدس في هذه الساعة» وقد 
أمرت أن أحضر وفاته. فقاماء وأتيا بيت المقدس في وقتهما ذلك» وحضرا موت 
البدل وجهازه ودفنه» وعادا إلى مصر بقية يومهما ذلك. فال الشيخ عبد الرحيم 
لعبد الرزاق : اذهبء فإن الله عز وجل قد وهب مقام البدل شيخاً في سفينة في 
النيل» وقد أمرت أن آتى به فذهبا إلى شاطىء النيل» فإذا تلك السفينة جارية في 
الشاطىء الآخرء ا الشيخ عبد الرحيم ا وغرسها في الأرض» فوقفت 
النتفيية لا فتاهي وفنا ول شنال فمر الشيخ عبد الرحيم على الماء حتى وقف 
على السفينة» ونادى باسم الرجل فأجابه . فلما قرب منه» أخذ بيده» ومشى على 
الماء إلى الشاطىء الآخرء ونزع الشيخ بيده تلك العصاء فسارت السفينة. ثم 
ساروا ثلاثتهم إلى بيت المقدس» فصلوا فيه صلاة المغرب من يومهم ذلك» 
وجلس الرجل في مقام البيت» ووهبه الله عز وجل مثل حاله ومقامه . 

أخبرنا الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله المصري 
المؤذن. قال: أخبرنا الشيخ الأصيل أبو سعد الخير عبد الرحيم» ابن الشيخ 
الجليل العالم أبي إسحاق بن أبي طاهرء إبراهيم بن نجا الأنصاري الحنبلي الضرير» 
بمصر. قال: سمعت والدي رحمه الله تعالى» يقول: كان رجل من أهل مصر له 
حال فاخرء» وكشف صافء وقدم ثابت» فتوارى عنه ذلك كله؛ فأتى إلى الشيخ 
عبد الرحيم رضي الله عنهء قواقاه جالساء يتوضا في إناء. فقال له: يا سيدي» قد 
جبتك قاصداء وكان لي حال مع الله عز وجل» وقد فقدته كله . فقال له الشيخ: 
اشرب ما في هذا الإناء» يعني ماء وضوئه؛ فشربه, فوجد حاله كله في الحال. 

قال : ووقف الئيل في بعض السنين» » فلم يطلع قليلاء ولا كثيرأء وفات وقت 
زيادته» واجتمع إليه أهل قنا يسألونه الاستسقاءء فأتى إلى النيل» وركب في 
السفيئة فيه إلى الجانب الآخرء وجعل يدعو بالبركة؛ وإرسال الغيث» فلم يتم 
نهاره حتى زاد النيل» وبلغ حده» وعم الناس نفعه. 


2 


و 


ج22 


ب 


9 5 7# سس .0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

أخبرنا قاضي القضاة شيخ الشيوخ شمس الدين أبو عبد الله محمد 
المقدسي رضي الله عنه. قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد ابن الشيخ 
أبي الثناء حامد بن أحمد الأنصاري الأرياحى. قال: سمعت الشيخ الإمام أيا 
إسحاق إبراهيم بن مزبيل رضي الله عنه؛ بمصر. يقول: حكى لنا بعض أصحابنا 
الصلحاء. قال: كانت عندي ويبة من برء وكان لي عيال كثيرء فأتيت إلى الشيخ 
عبد الرحيم رضي الله عنه بقناء وشكوت له كثرة العيال والفاقة» فأخرج لي قدحا 
من برء وقال: اخلطه ببرك»؛ واطحن ولا تأكل ففعلت» وكانت زوجعي تطحن من 
ذلك البر كل يوم قدحين. فمكثنا كذلك أربعة أشهرء ثم أعلمت زوجتي به 
جيرانها فنفد. فقال ابن مزبيل رحمه الله تعالى» وسمعت الشيخ أبا عبد الله 
محمد بن أحمد القرشي» يقول غير مرة: نور الشيخ عبد الرحيم غلب على أنوار 
جميع أصحاب الأحوال من أهل الديار المصرية في وقته» رضي الله عنه. وهو أبو 
محمد عبد الرحيم» بن أحمد بن حجونء» بن أحمد بن محمد بن جعفر بن 
إسماعيل بن جعفر الزكي» بن محمد بن المأمون» بن حسين بن محمد» بن جعفر 
الصادق, بن محمد الباقر» بن علي زين العابدين» بن الحسين بن علي بن أبي 
طالب رضي الله عنهم . 

سكن قنا بلدة مشهورة من صعيد مصر الأعلى» وهي إلى الآن معروفة 
بالمشايخ» محفوظة من جميع البدع والمنكرات» ببركتهم. واستوطنهاء وبها 
فا سعة اين وتسعين وتمسياكة ,وقد بها وقق علف ةمي على السبعينة 
وقبره بها ظاهر يزار. وأصله من بلاد المغرب» وأظنه ولد بهاء ولما مات روي أن 
بعض المشايخ ببلاد المغرب» كان يقوم ويقعد. ويخرج ويدخل» وظهر عليه 
الانزعاج والاحتفال» فقيل له في ذلكء فقال: مات بالمشرق رجل مفرد في قطره: 
أسمه عبد الرحيم» لو مكثت جثته على الأرض ثلاثة أيام» لكان كل من رآه نطق 
بالحكمة. 

وأخبرنا الشيخ الإمام تقي الدين أبو عبد الله محمد» ابن الشيخ الإمام مجد 
الدين أبي الحسن علي بن وهب القشيري. قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى» 
يقول: زرت مع الشيخ أبي الحجاج الأقصري رضي الله عنهء قبر الشيخ عبد 
الرحيم بجبانة قناء فلما وقفنا على قبره خرج من القبر نور كهيئة دارة الشمسء 
وجاءت حتى لابست الشيخ أبا الحجاج. قال: فكنت أقول أنا: إنها روح الشيخ 
رضي الله عنه. وسمعت الشيخ الصالح أيا الفتح نصر الله بن منصور بن أحمد 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ما ما دسل سس تت شم م تتشي تك "افاج م 


القرشي المكي»ء يقول: زرت جبانة قنا في سنة أربعين وستمائة» وقت الظهيرة» 
ّ يكن ثم غيري » فرلايتت 0 خرجت 5 - ومن قبر 
اتوار. وسمعت قائلا ينقول من قبر ممه أبي 00 الله نور ر السموات 
الله لغوره من يشاء . قال : فخررت مغشياً علي" 
الأقصري . قال : سمعت شيخنا الشيخ أبا الحجاج الأقصري بها. يقول: سمعت 
شيخنا عبد الرزاق» وقول 58 كووونا لمشايخ وا لسلف» فقال الشيخ عبد الرحيم: 
الشيخ عبد القادر رضي الله عنهء أحد أعيان الدنياء وخير أهل الأرض» وأوتاد 
الوجودء وسلم الشهود.» رضىي ي الله عنهم. ونفعنا بهم. 

الشيخ أبو عمرو عثمان بن مرزوق البطايحي رضي الله عنه: هذا الشيخ من 
أكابر المشايخ بالبطايح» وأعيان العارفين. صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال 
الفاخرة» والمقامات العلية. صاحب الفتح المونق» والكشف المشرق. له 
البدايات التى عز مثلهاء والنهايات التى علا محلهاء والحقائق السامية» والمعارف 
العالية. وله الطور الأرفم في التمكين» والمحل الأسنى في التصريف» واليد 
البيضاء في علوم الأحوال» والباع الرحيب في أسرار المشاهدات» والقدم الراسخ 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجودء وصرفه في العالم» وملكه 
الأسرار» وخرق له العادات» وأنطقه بالمغيبات» وأظهر على يديه العجائب» وملا 
الصدور من هيبته. والقلوب من محبته» وسارت الركبان إلى الافاق بمناقبه وماثره . 
وكان المشايخ بالعراق يعظمونٍ قدره» ويشيرون إليه بالتبجيل والاحترام» ويرووث 
كراماته ومجاهداته . وكان متادباً متواضعاً محباً لاهل العلم» زاهداً ورعاء منقطعاً 
عن الناس» سريف الا خلاق 2 جميل الصفات» ولم يبلغنا من كلامه في المعارف 
إلا يسير 1 

ومنه: الإيمان الإقرار بالتوحيد» حلاوته تحت ألسنة الموحدين» وعقده في 
تحرك اللسان بذكر الوحدانية» فإن نظر العارف إلى الفؤاد» توقدت فيه نيران 
الأشواق, وأضاءت فيه أنوار المعارف . 


ووس الللقسس سس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


ومنه: قلوب الأولياء أوعية للمعرفة» وقلوب العارفين أوعية للمحبة» وقلوب 
المحبين أوعية للشوق» وقلوب المشتاقين أوعية للآأنس» وقلوب المستأنسين 
أوعية للمشاهدة» وقلوب المشاهدين أوعية للفرائد الإلهية. ولكل حال من هذه 
الأحوال آداب» فمن لم يستعملها في أوقاتها هلك من حيث يرجو النجاة . 
ومنه: الغافلون يعيشون في حكم الله. والذاكرون يعيشون في روح الله 
والعارفون يعيشون في لطف اللهء والصادقون يعيشون فى قرب الله» والمحبون 
يعيشون على بساط أنس الله» فيطعمهم» ويسقيهم. ْ 
ومنه: المحبة بحر بلا شاطىء» وليل بلا آخر» وهم بلا فرح» وعلة بلا طبيب» 
وبلاء بلا صبرء ومراقبة بلا محافظة, وذكر بلا نسيان» وشغل بلا فراغ» ونصب بلا 
راحة» ووجد بلا هدوع وشوق بلا قرار» وأسقام بلا شفاءء إلا باللقاء . 
والحب: شغفء» بدايته اللأسف» وغايته الدنف» ونهايته التلف»ء من ذاقه 
عرفه» ومن عرفه ألفه» ومن ألفه وصفه. 
والمحبون: قائمون مع الله عز وجل على قدم واحدء إن تقدموا غرقواء وإن 
تأخروا حجبواء ثم أنشد : [من الطويل] 
ولمارأيت الحب قد شد جسرهء>< ونودي بالعشاق قوموا بنا فاسروا 
خرجت مع الأحباب كيما أحوزه فبادرنى الحرمان وانقطع الجسر 
وماجت بي الأمواج من كل جانب 2 «نادى منادي الحب قد غرق الصبر 
أخبرنا أبو الفرج عبد الملك بن محمد بن عبد المحمود الربعي الواسطي . 
قال : : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد الهمامي الفقيه الشافعي 
بواسط . قال: سمعت الشيخ العارف أبا حفص عمر بن مصدق الربعي الواسطي 
بها. يقول: مكث الشيخ عمرو بن عثمان بن مرزوق في بدايته سائحاً في 
البطايح؛ إحدى عشرة سنة» لا يود فيها أحداًء ولا يأوي إلى سكن ولا ياكل إلا من 
المباح» وكات "ريخل راتت فى اول كل ميقة يبي متر ف ولبهي ثم لا يرفعها ولا 
يخلعها إلى آخر تلك السنة. فبينئما هو ليلة يتهجد إذ طرقته منازلة من جانب 
الأزل وبدت له انوار تجلي كمال الجلال» فوقف مكانه شاخصاً إلى السماء سبع 
سنين» لا يأكل ولا يشرب» ولا يحس. ثم رجع إلى أحكام بشريته» فقيل له: 
اذهب إلى قريتك» وطىء زوجتك» فإن في ظهرك ولدأء وقد آن وقت ظهوره. فأتى 
إلى قريته» وطرق باب داره» وكلمته زوجتهء فأخبرها بالسبب الذي جاء فيه 
فقالت له: أخاف إن فعلت» وعدت إلى مكانك من ليلتك» ولم يعلم بك أحدء 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس هسم 
ليتحدثن الناس بي» فصعد إلى سطح الدار» ونادى بأعلى صوته» يا أهل القرية» أنا 
عثمان بن مرزوق. اركبوا فإني سأركبء فاأبلغ الله عز وجل صوته أهل القرية» 
وأفهمهم جراد كم روطي زوجته من أهل تلك القرية في تلك الليلة» رزقه الله 
تعالى ولدا صالحا . . ثم اغتسل الشيخ عثمان ورجع إلى مكانه بالبطيحة» ووقف 
شاخصا إلى السماء سبع سنين أخرى كحاله أولأ» وطال شعره حتى ستر عورته: 
ونبت حوله العشب» وألفته السباع والوحوش» وعكفت عليه الطيور. ثم رد إلى 
أحكام بشريته» فقضى فرائض أربع عشرة سنة» وكانت الكلاب عنده تلعب ُ 
السباع ولا تؤذيها. 
أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن سالم بن أحمد القرشي. قال: سمعت 

الشيخ العارف أبا الفتح بن أبي الغنائم الواسط بالإسكندرية . قال : جاء رجل من 
أهل البطايح بثور أعجف ) يقوده إلى شيخنا الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه. 
فقال له: يا سيدي : ليس لي ولعيالي عيش إلا من عمل هذا الثور» وإنه ضعف من 
العمل» فادع فيه بالقوة والبركة. فقال له الشيخ: اذهب إلى الشيخ عثمان بن 
مرزوق» وسلم عليه مني» واسأله الدعاء لي فذهب الرجل يقود الثور إلى الشيخ 
عثمان» فوجده جالساء والأسد محدقة به فهابه الرجل أن يتقدم إليه . فقال له: 
تقدم. فتقدم» حتى قرب منهء فقال له: ابتداء وعلى أخي الشيخ أحمد السلام» 
ختم الله لي وله بالخير. ثم أشار إلى بعض تلك الأسد أن قم وافترس هذا الثورء 
فقام الأسد فافترسه, وأكل منه. فقال الشيخ للأسد: قم عنه. فقام. ثم قال لأسد 
آخر: قم فكل منهء فقام وأكل منه. ثم قال له: قم عنه» وما زال يأمر أسدا بعد 
أسد بالا كل» حتى لم يبق من لحم الثور شيء» وإذا بثور سمين قد أقبل من صدر 
البطيحة» وجاء فوقف بين يدي الشيخ. فقال الشيخ للرجل: قم إلى هذا الثورء 
فخذه بدلا عن ثورك» فقام إليه وأخذه وهو يقول في نفسه: هلك ثوري» وأخشى 
أن يعرفه معي أحدء فأوذى» وإذا برجل قد أقبل يعدو حتى أقبل على الشيخ, 
فوقف على الشيخ وقبل يده وقال: يا سيديء نذرت لك ثورأء وأتيت به إلى 
البطيحة» فاستلب مني » ولا أدري أين ذهب»ء فقال: قد وصل إليناء هاهو تراه 
فلمارآه الرجل» أكب على قدم الشيخ يقبلهاء فقال: والله يا سيدي قد عرفك الله 
بكل شيء» وعرف بك كل شيء حتى البهائم. فقال الشيخ: يا هذا: الحبيب لا 
يخفي عن حبيبه شيئاء ومن عرف الله عز وجل عرفه كل شيء. ثم قال للرجل 
صاحب الئور: تخاصمني بقلبك» وتقول: هلك ثوريء ولا أعلم من أين هذا 


دوس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
الثور» وأخشى أن يعرفه معي أحد فأوذى» فجعل الرجل يبكي . فقال له الشيخ: 
ألم تعلم أني أعلم ما في قلبكء اذهب بارك الله لك في ثورك» فأخذه ومشى 
خطوات» فخطر فى نفسه: أخشى أن يعترضنى» أو يعترض ثوري أسد. فال له 
الشيخ : أتخشى أن يعترضك أو يعترض ثورك أبن قال: يا سيدي هو ذاك. فقال 
الشيخ لأسد بين يديه: قم معه» إلى أن ينجو بنفسه» وبما معه. قال: فلقد كان 
ذلك الأسد يذود عنه الأسّد وغيرهاء كما يذود عن أشباله» ويمشي تارة عن 
يمينه» وتارة عن شماله؛ وتارة خلفه حتى وصل إلى مامنه» وأتى إلى الشيخ أحمد 
الرفاعي» رضي الله عنه» فاخبره بقصته معه. فبكى وقال: عجزت النساء أن يلدن 
بعد أبن مرزوق مثله. قال: وبارك الله عز وجل للرجل فى ذلك الغور» وأنتج حتى 
صار له منه مال كثير يبركة دعوة الشيخ عثمان رضي الله عنه . 

أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن بدران بن على البغدادي . قال: أخبرنا الفقيه 
أبو محمد عبد القادر بن عثمان بن أبى اكاك عد رزق الله بن علي التميمي 
العزداني* قال + جعت :الشترخ العالم العارف: إبااميخجة عبد اللظيقن اين الحطد بين 
تمد انرسي البغدادي الفقيه الصوفي. يقول: اجتمع سبعة من رماة البندق» 
بالبطليحة التي فيها الشيخ ان رداق رضى الله عنهء فصرعوا طيرا كثيراء 
“تاد خلى الأرض معة شيء كير بالقرين .من الشيخ عشينان وكان الطائر لآ بضل إلن 
اأدض إلا ميتا من قوة ضرب البندق» ولا يدركون ذكاته. فقال لهم الشيخ : لا يحل 
ان تأكلرا هذه الطيورء ولا تطعموا منها أحدأًء قالوا: ولمَ؟ قال: لأنها ميتة؛ 
ثقالوا كالمستهزئين به: فاحيها أنت» فقال: بسم الله والله أكبرء اللهم أحيهاء يا 


والرماة ينظرون, فتابوا 


١‏ عن مثل ذلكء وأقبلوا على خدمة الشيخ رضي الله عنه. 
قال. . ء ا 
٠‏ ونصد إليه من البطار جلان» أحدهماا » والآخر أجدم» ليدعو 

لهما بالعافية) : 6 1 


فلقيهما رجل معافى) ليس به عاهة. فسألهما فأخبراه» فتمال لهما: 
إن هذا الرجل ما هو 


5" كيسى بن مريم» ووالله لو شاهدته وقد براآكما لما صدقته) 
ذى معهماء فلما وصلوا إلى الشيخ عثمان» قال الشيخ : يا ء » ويا جذام انتقلا 


الأعمى, وبرىء الأأجدذم. وعمى المعافى وتجدذم. فقال له 
الشيخ: إن شكت الآن تصدق, إن شفت لا تيد قن فانعو قر من بين يديه على 
هذه الخالةء ومات كل منهم علق الحال الذي قارق عليها الشية. 

سكن رضي الله عنه البطايح قديماً» وبها مات مسناًء وبها دفن وقبره بها 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس الاسم 
ظاهر يزار. وكان يقول في حال حياته: روحي تدعىء فتجاب» فلما حضرته الوفاة 
قال: لبيك» ومات رضي الله عنه. ثم رآه بعض المشايخ في منامه بعد موته» فقال: 
يا شيخ عثمان : ما فعل الله بك؟ قال: ليس لك هذاء لكن لما حضرتني الوفاة؛ قال 
لي ربي : يا عبدي؛ قلت: لبيك»؛ وخرجت روحي مع لبيك؛ رضي الله عنه. 

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الأبهري. قال: سمعت الشيخ العارف 
بقية السلف أيا الغنايم مقدام بن صالح البطايحي بالحدادية. يقول : جاء رجل من 
أصحاب الشيخ عبد القادر رضي الله عنه من بغداد» إلى زيارة الشيخ عثمان بن 
مرزوق بالبطايح . فال له الشيخ عثمان: يا هذا من أين أقبلت؟ قال: من بغداد. 

من أصحاب الشيخ عبد القادر» فقال له الشيخ عثمان: الشيخ عبد القادر خير 

أهل الأرض في هذا الوقت رضي الله عنهم أجمعين . 

الشيخ قضيب البان الموصلي رضي الله عنه : : هذا الشيخ أحد أعيان الأولياء 
المشهورين» والنبلاء المذكورين. صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال الفاخرة) 
والإشارات النورانية» والأنفاس الروحانية» والهمم العلية» والمقامات السنية. له 
المعارف الجليلة» والحقائق السامية» والطور العالي» والكشف واليد البيضاء في 
علوم أحكام الطريقة» والتصريف النافذ في أحوال النهاية» والقدم الراسخ في 
مقامات التمكين» والمحل الأرفع» في أسرار القرب . 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود» وأوقع له القبول التام في القلوب؛ 
والهيبة المتوفرة ذ في الصدورءٍ وصرفه في العالم» وخرق له العوائد» ارب الركبان 
بآثاره» ومناقبه مشرقاً قري : وكان المشايخ والأولياء يذ كرونه كثيرأً وينبهود 
على فضلهء ويشيرون إليه بالتبجيل. وكان يتردد في الرسائل بين الشيخ عبد 
القادر, وبين الشيخ عدي بن مسافر رضي الله عنهما. وكان الغالب عليه في حاله 
الاستغراق والوله» وكراماته» واختراقه جوانب الأرض بالخطوة. ووقائعه مع المشايخ 
والأولياء كثيرة» مشهورة بين الناس» دائرة في السنتهمء ولم يبلغنا من كلامه في 
علوم الحقائق إلا يسير. 

منه: تصحيح البدايات»؛ هو انتقاء الرخصة لمواطئة النفس» وتحكيم السنة 
بامتثال الأمرء» ومشاهدة الحكم والعزم في السلوك بترك الراحة» وامتئال أمر 
المشايخ بعدم الاعتراض» واستحقار العمل باستشعار الأجل» والتمسك بعروة 
الإخلاص للنجاة» والخلاص . واعلم أن التطلع لعالم النهايات» لا يصح إلا بتحقيق 
البدايات . 


وار 1# مس٠0‏ فكر أحترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
ومنه: التحقيق» امتزاج الأسرار بالأنفاس» مع الحضور في استشعار ما ترجع 
به النفس من لطائف الموائدء وحقائق المواجدء وهو الذي تخر ج أنفاسه لله 
تعالى» وترجع بالله, فإذا خرجت لله أضاء الروحء وإذا رجعت بالله أضاء السرء 
فهو يتصرف بنورين» نور الروح» ونور السرء فيكشف الظاهر بنور الروح؛ 
ويكشف الباطن بنور السرء وهؤلاء هم الذين جعلهم الله تعالى في زوايا الأرض 
أوتادا ومهاداء وهم على التداب» ينمو نقائض الوجود برحمة يودعها الله عز وجل 
في قلوبهم؛ بحضورهمء وتحقيقهم. وكان رضي الله عنهء يتمثل بهذه الأبيات : 
يا نامري لما وقفت ببابه والرفق بالشاكي هو الأولى به 
أكذا جرى رسم الذين تقدموا يشكو المحب المخور :نين اأحيانه 
قال اشتكاني بعدما قربته وجعلت لمح الطرف بعض ثوابه 
فوحق حاجته إلي وفقره اللأواصلن نعيمه بعذاببه 
لبن اسه ياتنه .حنن قطن رص عه نسة 
لا يتعب المحبوب قبل محبه فلديه ما يغنيه عن إتعابه 
وحياته لو سل سيف لحاظه2 بلغ المنى ويداه في أنوابه 
أخبرنا أبو القاسم محمد بن عبادة بن محمد الأنصاري الحنبلي. قال: 
بعت الشبخ الغارف آنا الحسن علا القرشى :رط اله ضعه يدامقق.. تقول 
دخلت على قضيب اليان رحمه الله» ببيت له اموس فرأيته ملا البيت» وقد 
نما جسده نموا خارقاً للعادة» فخرجت وقد هالني منظرهء ثم عدت إليه فرأيته في 
زاوية البيت» وقد تضاءل حتى صار كالعصفورء فخرجت ثم عدت إليه؛ فرأيته 
كجاله المعقاة :نفقالت لوديا ريدي اير اما الخالة الارلن © وما الكانة النائية؟ 
نكال لي :يا علي اورايعهنه #اعرت :+ معو قال لايد ان محم 4 اننا التكالة الأولن: 
فكان عندي بالجمال, وأما الحالة الثانية فكنت عنده بالجلال. قال: وكف بصر 
الضيخ الغرشئء قبل موته ويبري. . 
أخبرنا الشيخ أبو عبر الله محمد بن منظور الكناني . قال: سمعت الشيخ 
8 محمد عبذ: الله المارديني بالقاهرة. يقول : كنت عدن الشيت الإنام كمال 
الدين بن يونس شارح التنبيه را بالموصل» فذكروا قضيب البان ووقعوا فيه, 
ووافقهم ابن يونس . فبينما هم في مجلسهم يخوضون في ذلك . إذ دخل عليهم 
قضيب البان» فبهتوا. فقال: يا ابن يونس» أنت تعلم كل ما يعلمه الله تعالى؟ 
قال: لا. قال: فإن كنت أنا من العلم الذي لا تعلمه أنت» فلم يدر ابن يونس ما 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عأيهة ‏ سس ست ووم 
يقول. قال المارديني : فقلت في نفسي : لا بد أن ألزمه اليوم والليلة» حتى أرى ما 
يصنعء فلزمته بقيية يومي» فلما كانت العشاء اخترق الأزقة» وأخذْ معه سبع 
كسرء وأ3 تى إلى باب دار وطرقه.ء فخرجت إليه عجوزهء وقالت له: يا قضيب البان» 
أبطات عليناء فناولها الكسر وانصرف» حتى أتى إلى باب الموصل» وهو مغلق» 
فانفتح له وخرجء وأنا خلفه؛ ومشى يسيراأء وإذا نهر يجري» وعنده شجرة» فخلع 
ثيابه» واغتسل في ذلك النهرء وعمد إلى ثياب معلقة على تلك الشجرة؛ فليسها 
وانتصب يصلي إلى أن طلع الفجرء وغلب علي النوم» فما استيقضت إلا بحرٌ 
الشمس» فإذا أنا بصصححراء ممعرة لا أرى بها لخدا ولا يتراءى لي بنيان» لاا من 
قرب ولا من بعدء فوقفت متحيراء لا أدري بأي أرض أناء فمرَ بي ركب فأتيتهم 
وسألتهمء » وقلت لهم: : أنا من الموصل وخرجت منها الليلة وقت العشاءء فأنكروا 
أمري» وقالوا: ما ندري أين الموصلء فتقدم إلي منهم شيخ؛ قال لي: أخبرنا 
بقصتكء» فأخبرته». فال : والله لا يقدر على ردك إلى الموصل إلا الذي جاء بك 
إلى هناء يا أخى أنت ببلاد المغرب» وبينك وبين الموصل ستة أشهر» فامكث هنا 
لعله يعود»ء فتركوني وسارواء فلما كان الليل» إذا أنا بقضيب البان قد نزع ثيابه 
واغتسل» وقام يصلى إلى الصبح. » فلما طلع الفجر نزع تلك الثياب ولبس إهدامه؛ 
وسار فتيعته» فلم نلبث إل م حتى جكنا الموصلء» فالتفت إلي وعرك أذني» 
وقال لي : لاا تعد إلى مثلهاء وإياك وإفشاء الأسرار. قال: فوافيئا الناس يصلون صلاة 
الصبح بالموصل . 

أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن الخضر بن عبد الله الحسيني 
الموصلي. قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى يقول: سمعت قاضي الموصل 
رحمه الله تعالى يقول: كنت سيء الظن بقضيب البان» على كثرة ما بلغني من 
كراماته ومكاشفاته» وكنت عزمت على أن أكلم السلطان في إخراجه من 
الموصل» وما اطلع على ذلك مني سوى الله عز وجل . فبينما أنا في بعض أزقة 
الموصل ا إذرأيت قضيب البان مقبلاً من صدر الزقاق» على هيكته المعروفة: 
ولم يكن في ذلك الزقاق أحد غيري وغيره» فقلت في نفسي: لو كان معي أحد 
أمرته بإمساكه. فمشى خطوة. وإذا هو على هيئة كردي» بصورة غير صورته 
الأولى . ثم مسشى خطوة أخرىء» وإذا هو على هيئة بدوي بصورة غير الصورتين؛ 
الأوليين. ثم مشى خطوة» وإذا هو على هيئة فقيه بصورة غير الصورة المتقدمة. 
وقال لي : يا قاضي هذه أربع صور رأيتهن فمن هو قضيب البان منهاء حتى تكلم 
السلطان في إخراجه؟ فلم أتمالك أن انكببت على يديه أقبلهماء واستغفرت الله. 


٠‏ /ا "أ سسسسسسسسسسسسسشئسط ب )0 اشكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن علي بن حسين الدمشقيءع 
الموصلي . قال: أخبرنا الشيخ الأصيل أبو المفاخر عدي ابن الشيخ أبي البركات 
صخر بالموصل . قال: بعت أبى رحمه الله تعالىء يقول: مكث قضيب البان 
عندنا في الزاوية شهرا مستغرقا لا يأكل ولا يشرب, ولا يضع جنبه على الأرض» 
وكان عمي الشيخ عدي رضي الله عنهء يأتي إليه»ء ويقف على رأسهء ويقول: 
هنيئا لك يا قضيب البان» قد اختطفك الشهود الإلهيء. واستغرقك الوجود 
الرباني. وكان يقول لمن ورد: سلم علي ولي الله حقاء يشير إليه. قال: وصلى 
يوما معنا صلاة الصبح» خلف الإمام» فأتم منها ركعةء وقطع الثانية» وجلس إلى 
ناحية عنا. فلما انصرفنا من الصلاة أتيته» وقلت له: يا قضيب البان لما لا تتم 
الصلاة معنا. قال: يا أبا البركات تعبت من عدوي خلف إمامكمء إنه أحرم 
بالصلاة هناء ثم سافر إلى الشام» ثم جاء إلى بغداد. ثم انصرف إلى مكةء فلما 
جثنا إلى العقبة» تعبت فتركته» قال: فأتيت الإمام وسألته عن ذلك» فقال: صدق 
والله؛ لقد كان وسواسي في صلاتي بهذا كلهء يرينى في الركعة الثانية أني صاعد 
في العفية : قال: وحكى إلي الشيخ الصالح 000 عمر العدني. قال: أذن 
الظهر يوماء عندنا بالزاوية بلالش» فوثب قضيب البان وخرج» فقلت له: هل لك 
في الصحبة. 

قال: نعم يا أخي» بشرط ستر الحال»؛ قلت : نعمء فمشينا غير بعيد» فآتينا 
إلى مدينة لاأعرفهاء ولا أدري بأي أرض هي . فقام إليه اهلها وتلقوه» وبالغوا في 
إكرامه؛ وإذا هم من أكمل الناس أدبأء وأوفرهم عقلاً» وأكثرهم خشوعاًء فصلى 
بهم الظهر؛ والعصرء والمغرب» والعشاء» والصبح. وخرجنا من عندهم وقت 
الإسفار, وما أكلنا ولا شربناء فسار غير بعيد وصار يلقمني من أتواع الفواكه 
والحلواء؛ وسقاني ماءء فوالله ما أكلت ولا شربت ألذ مما أطعمنى قضيب البان 
وسقاني . ولقد خرجنا من تلك المدينة» وما معه شىء» فلم يكن إلا يسيراً حتى 
أتينا لالش. فقلت له: ما هذه المدينة التى كنا بها؟ قال لى: يا أخى هذه مدينة 
وراء بحر الهند؛ أهلها مسلمون؛ يصلي بهم كل يوم ولي من أولياء ذلك الزمان» 
وإنه لا يدخلها عليهم إلا ولي» ولولم يؤذن لي في مصاحبتك لما استطعت أن 
ترافقني . 

اخبرنا الشيخ الصالح سيق الدين ابوايكرنين آيوني بن السدين الداتيسري. 
قال: سمعت شيخنا الشيخ العارف أبا عبد الله يونس البيطارء الدنيسري بها. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس ست ولاس 
يقول: كنت في بدايتي أعمل البيطرة بدنيسر» فكنت يوم أنعل بغلأء وضربني في 
رأسي بحافرهء فغشي علي» وتكلم بعض الناس بموتي» واتصل الخبر بأمي أني 
مت» وكانت بالموصل» فقالت لقضيب البان: قد جاءني الخبر بموت ابني . فقال 
لها: لم يمت ابنك» بل ضربه بغل بحافره في رأسه؛ وغشي عليه؛ فجاءت أمي 
وأخبرتني بما قال لها قضيب البان رضي الله عنه. وبه إلى الشيخ يونس البيطار. 

قال 'سسسمعات الشيخ أبا حفص عمر بن مسعود البزار ببغداد» يقول: ذكر 
قضيب البان عند شيخنا الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه. فقال: هو 
ولي مقرب» ذو حال مع الله؛ وله قدم صدق عنده عز وجل» فقيل له: إنا لا نراه 
يصلي. فقال: إنه يصلي من حيث لا ترونه» ولا يخرج يوم وليلة» وعليه منهما 
فرض أبداء وإني أراه إذا صلى بالموصل أو بغيرها من آفاق الأرض يسجد عند باب 
الكعبة . 

سكن رضي الله عنه بالموصلء واستوطنها إلى أن مات بها قريباً من سنة 
سبعين وخمسمائة» وبها دفن. وكان ببلاد المغرب رجل آخر؛ يسمى قضيب 
البان أيضاء وهو بعد هذا الذي ذكرناه هنا رضى الله عنهما . 

أخبرنا الشريق: ابو عه اللة: محمد .بن ثغيف اللةتبن امقر الحنيني 
الموصليء قال : سمعت أبي رحمه الله تعالى» يقول: رأيت قضيب البان الموصلي 
غير مرة) يجلس بين يدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» متواضعاً 
متصاغرا. وسمعته يقول: الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» قائد 
ركب المحبين» وقدوة السالكينء وإمام الصديقين» وحجة العارفين») وصدر 
المقربين في هذا الوقت رضي الله عنهم أجمعين. 


الشي: مكارم النهر خالصي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أكابر مشايخ , 


العراق المشهورين» وأجلاء العارفين المذكورين» ونبلاء الأولياء المقربين. 
صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال الفاخرة» والأفعال الخارقة» والمقامات 
الرفيعة» والإشارات العلية» والأنفاس الملكوتية» والهمم الفخيمة. صاحب الفتح 
السني» والكشف الجلي» والسر المضي . له المراتب المصدرة في مواطن القدس» 
والمكانة الجليلة في مجالس القربء والطور الأرفع في الحقائق» والمنهاج الأعلى 
في المعارف» والنظر الخارق في عالم الغيب» والأنفاس الصادقة في حقائق الايات. 
وله اليد البيضاء في علوم المنازلات» والباع الرحيب في معاني المشاهدات» 
والقدم الراسخة في كشف مشكلات الأحوال. 


مال 0 ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجودء وصرفه في العالم» ومكنه من 
الأحوال» وقلب له الأعيان» وأظهر على يديه العجائب الخارقة» وأنطقه بالمغيبات» 
وأجرى على لسانه الحكم؛ وملا صدور الخلق من هيبته» وقلوبهم بمحبته. 

وهو أحد أركان هذا الشأن» وصدور ساداته وأعلام العلماء بأحكامهء 
ورؤساء القادة إليه علما وعملاء وعتيه هد وجلالة ومهابة. ورئاسهة. واشتهر 
عنه أنه لقي من المشايخ من لم يلق غيره من أهل عصره . فيقال : إنه لقي جميع 
خدمته؛ رضي الله عنه. وكان شيخه الشيخ على بن الهيتي رضي الله عنه؛ يكرمه 
ويقدمه على غيره» وينبه على فضيلته. وهو أول من خدمه فيما بلغني» وكان 
يقول: أخي الشيخ علي بن إدريس رجل مكملء لكن ما يظهر إلا بعد موتي. 
فيمال: ليلة مات الشيخ مكارم, اشتهر أمر الشيخ علي بن إدريس . انتهت إليه 
تربية المريدين من ببلاد نهر الخالص وما يله. وبصحبته تخرج أبناء أخيه الشيخ 
الصالح أبو محمد عبد المولى. والشيخ أبو الفرج عيد الخالق. وانتمى إليه غير 
واحد من الأعيان. وتلمذ له جماعة من الصلحاءء واجتمعوا عليه» وانتفعوا 
بكلامه, واجبع المشايح والعلماء على احترامه وذكروا فضائله» ورووا مناقبه. 
وكان متواضعا كريماء بهيجا محباً لاهل العلم. متادباً بآداب الشرعء دائباً في 
مراقبة أوقاته, ومراعاة أنفاسه وحفظ مجاهداته إلى أن أتاه اليقير: رضي الله خنه. 
وكان له كلام نفيس على لسان أهل !| عقائق . 

منه: العارف واقف بعلمه على همة يعرف بها كل هم د يخطر في قلبه. ومن 
طلب الدلالة فإنها لا غاية لها ومن طلب الله عز وجل وجده بأول خطوة يقصده 
بها. وأول وصال العية الحق, سيعر انه التيفة .وال عد إن “العيد الكق. منراضاته 
لتعينه» واول درجات القرب محو شواهد النفسء وإثبات شواهد الحق في القلب. 

ومنه: المريد العبادق من ويحد فى قله اسلارة التدع» ونفى عن نفسه الآلمى 
وسكن إلى ما جرى به القلم . ١‏ 

والفقير : م. ف 8 5 

- أن صبر فقل طمعه, وتادب فحسن خلقهء وراقب ربه عز وجل 

فكتم سره»؛ وخاف مقام ربه عز وجل» وستر حاله» ووثق بمولاه» فلم يشك لأحد 
: ال اللقئص 5 
ضره» ولجأ إلى لله عز وجل» فتضرع إليه في كل أحواله . 
الشهوات» وزجر الهوى عن الإرادات . 


0 سس وجري امم بع 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 010101010111211 ا 


والورع: من نظر إلى الدنيا بعين المهانة؛ ورجع إلى مولاه بالإنابة وأدى ما 
عليه من الأمانة, وأمسك لسانه عن الدنياء وأعمقل قلبه عن الهوى» وفر بسره إلى 
المولى عز وجل . 
والمجاهد : : في الله عز وجل من تجنب أهل الفترة) ل والفكرة, 
ولازم الخشوع والأسقام والحسرة» واستعمل الحقيقة» وأمات الهوى وأحيا الصفاء 
وسكن إلى مجاري القضاء وجانب الأذىء واستحيا من الملك الأعلى» ورفض 
الراحة في الجد ولا ينفع اللهم ذا الجد منك الجد . 
والمراقب من أطال حزنه زاذاه إاعسائيه عط غتطه و وهابارية: ش 
والمخلص : من نجا بهمته من المخلوقات» وعلا بسره عن الكائنات» وامتثل 
أمر سيد البريات . 
والشاكر: من صبر عند الحاجة,» مع الملك العلام؛ ولم يرجع إلى أحد من 
الخاص والعام» وخلا قلبه من التدبير والاهتمام. 
وسئل عن المتوكل فقال: هو من أعرض بالقلب عن الخلق؛ وأخذ الرزق من 
الحق» وقام بهمته على باب مولاه» واستقام باليقين على طاعتهء وترك الالتفات 
إلى غير باب المولى . 
وسكل عن المحب فقال : هو من آلف الخلوة» وأنس بالوحدة» وتوحدت له 
الهمة . 
المحب : من استحيا من ربه عز وجلء وقام ببابه» وسارع إلى طاعته» وأكثر 
ذكره» وأسبل دمعهء والتمس قربه» وخاف فراقه» فصفا قلبه من الأكدار» وطهر 
سره من الأغيار» وعمّر خديه بالأسحار بين يدي الملك الجبار» وسلك طريق 
الأحرار» فهو من الأخيارء وكان رضي الله عنه» يتمثل بهذه الأبيات : 
أحبك أصنافا من الحب لم أجد لها مثلاً في سائر الناس تعرف 
فمنهن حب للمحب ورحمة لمعرفتي منه الذي يتكلف 
ومنهن أن لا يخطر الشوق ذكركم2 على القلب إلا كادت النفس تتلف 
وحب بدا للجسم والشوق ظاهر2 وحب لدى نفس من الروح الف 
وحب هوى الداء العضال بعينه له قدم يعدو علي فأدنئف 
فلا أنا منه مستريح فميت ا يي 
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي القاسم الأزجي . قال : 
الشيخ أبا الحسن علياً الخباز بيغداد يقول شعت الشيخ أبا الحسن 0 
رضي الله عنه. يقول : حضرت الشيخ مكارماً رضي الله عنه» بمسجد في وقت 


م /1 1# مس0 طكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
كان يتكلم على أصحابه في الشوق والمحبة. فقال في كلامه: أسرار المحبين إذا 
طاشت عند ظهور سلطان الهيبة والجلال خمد لأنوارها كل شيء» وكل نور قابلته 
أنفاسها. ثم تنفس الشيخ فانطفات مصابيح المسجدء وكان فيه نيف وثلاثن 
قنديلا . فسكت ساعة ثم قال: وإذا عاشت أسرارهم بتجلي أنوار الأنس والجلال؛ 
أضاءت أنوارها كل ظلمة قابلتها أنفاسها. ثم تنفس فاشتعلت المصابيح وأضاء 
المسجد كحاله أولاً. 

أخبرنا أبو محمد الحسن بن نجم الدين الحوراني . قال: سمعت الشيخ أبا 
محمد علي بن إدريس رضي الله عنه. يقول: كان الشيخ مكارم رضي الله عنه: 
يتكلم على أصحابه, فذكر النار, وما أعد الله لأهلهاء فوجلت القلوب» ودمعت 
العيون» وكان هناك رجل معطل» فتمال: إنما هذا تخريف,. ولا نار يعذب بها أحد. 
فقال الشيخ: هل ولغن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين # 
[ الأنبياء :55 ]2 وسكت الشيخ وسكت الحاضرون» فصاح الرجل» الغوث الغرث» 
واضطرب اضطراباً شديداء ورأى دخان يخرج من أنفه يكاد يصرع من يشتمه من 
نتنه. فقال الشيخ: ريني اكشف عنا العذاب» إنا مؤمنون» فسكن روع الرجل» 
وقام إلى الشيخ فقبل قدميه. وجدد إسلامه, وصحح معتقدهء وقال: وجدت في 
قلبي وهج, ولفح نارء كاد يأتي على نفسي»ء ٠»‏ وثار في باطني دخان نتن كادت 
نفسي تزهق» وسمعت قائلا يقول في باطني : هذه النار التي كنتم بها تكذبون»؛ 
أفا سحر هذا أم أنعم لا تبصرون» ولولا الشيخ لهلكت . 

أخبرنا الشيخ أبو الفتوح داود بن أبي المعالي نصر ابن الشيخ أبي الحسن 
علي ابن الشيخ أبي المجد المبارك بن أحمد البغدادي الحريمي الحنبلي . قال : 
اخبرنا والدي قال : سيعت عدي آبا المكد ربحيه الله الى يقول + كسك يونا 
عند الشيخ مكارم رضي الله عنه؛ بداره على نهر الخالص» فخطر في نفسي لو 
رأيت شيعا من كراماته؛ فالتفت إلى مبتسماً» وقال : سيد خل علنا» خمسة انفره 

أحدهم : أعجمي أبيض اللون» أحمرء بخده الأيمن شامةء بقي من عمره 
نسعة أشهر» ثم يفترسه أسد في البطايح» ومن ثم يبعثه الله تعالى . 

والا 
ثم يموت. 

والآخر: : مصري أسمر» في كفه الأيسر ست أصابع ؛ وبفخذه الأيسر طعنة 
رمح» أصيب بها منذ ثلاثين سنة» يموت بأرض الهند كاجرا بعك عوط ير شح + 


خر : عراقي» أبيض أشقر» بعينه حور وبرجله عرج». يمرضص عندنا شهرا 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وتنائهم علية ‏ سس سس ست هلام 


والآخر: شامي آدمي اللون» شئن الأصابع؛ يموت بأرض الحريم؛ على باب 
دارك بعد سبع سنين وئلاثة أشهر» وسبعة أيام. 

والآخر: من أرض اليمن أبيض اللون» وهو نصراني؛ وتحت ثيابه زنار خرج 
من بلاده منذ ثلاث سنين» ولم يعلم به أحد» ليمتحن المسلمين من يكشف 
منهم حاله. وقد اشتهى العجمي لحما مشوياء واشتهى العراقي إوزة بأرز» واشتهى 
المصري عسلاً بسمنء واشتهى الشامي تفاحة من فاكهة الشام» واشتهى اليمني 
بيضاً مسلوقاًء ولم يعلم أحد بشهرة الآخر وستاتينا أرزاقهم وشهواتهم رغداً من 
كل مكان والحمد لله رب العالمين. 

قال أبو المجد : فوالله لم نلبث إلا يسيرأ حتى دخلوا خمسة» كما وصف 
الشيخ» لم يخل من أوصافهم بشيء. فسألت المصري عن طعنة فخذه؛ فتعجب 
من سؤالي» وقال: هذه طعنة أصبت بها منذ ثلاثين سنة. 

قال: ثم جاء رجل ومعه تلك الأصناف التي اشتهوهاء فوضعها بين يدي 
الشيخ» فأمره فوضع بين يدي كل واحد منهم شهوته» وقال لهم: كلوا ما 
اشتهيتم» فأغمي عليهمء فلما أفاقوا قال اليمني للشيخ: يا سيدي: ما وصف 
ا ان ظ 

إن لم يعلم أنك نصراني» وتحت ثيابك زنار» فصرخ الرجل» وقام إلى 

الشيخ -- » فال له: يا ببي» كل من رآك من المشايخ» فقد عرف حالك؛ 
ولكن علموا أن إسلامك على يديء فأمسكوا عن كلامك . 

قال: ولقد جرت الحال في وفاتهم كما أخبر الشيخ في الوقت الذي ذكره؛ 
والمكان الذي عينه من غير تقديم ولا تأخير» ومات العراقي عند الشيخ في الزاوية 
بعد أن مرض شهرأء وكنت ممن صلى عليه» ومات الشامي عندنا بالحريم» على 
باب داري طريحاء ونودي لهء فخرجت فإذا هو صاحبنا الشامي» وبين موته؛ وبين 
الوقت الذي اجتمعت به عند الشيخ سبع سنين» وثلاثة أشهر وسبعة أيام» رحمه 
الله تعالى . 

سكن رضي الله عنه» بلدة مشهورة به على نهر الخالص من أرض العراق؛ 
وافكرعلديا قدنماء :ونيا نات سنا وقبره ثم هناك ظاهر يزار» وله بقطره الشهرة 
الراقية) رضي الله عنه . 

أخبرنا أبو محمد رجب بن أبي المنصور الداري. قال : سمعت قاضي القضاة 
أبا صالح نصر بن الحافظ أبي بكر عبد الرزاق ببغداد. قال : سمعت الشيخ مكارماً 


ديم لش*٠*|د‏ سس 9ِؤكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
النهرخالصي رضي الله عنه» يقول: ما رأت عيناي مثل الشيخ محيي الدين» عبد 
القادر رضي الله عنهم أجمعين . 

الشيخ خليفة بن موسى النهر ملكي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أجلاء 
مشايخ العراق» ونبلاء العارفين» صاحب الكرامات الظاهرة» والمقامات الفاخرة» 
والأحوال النفيسة. صاحب المعارف الزاهرة» والحقائق الباهرة» والأنفاس القدسية» 
والمعاني النورية . له المعراج الأعلى في القرب» والمنهاج الأسنى في الوصلء والطور 
الأرفع في المشاهدات» والمجلس المصدر فى المحاضرات . وله السبق إلى حلبات 
التقدم في مدارج الفتح الإلهي» والجمع بين الراك الكشف الرباني» والتجرد من 
دواعي الحظوظء والانسلاخ من بقايا الإرادات» والتحقق بأوصاف الحرية . 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود؛ وصرفه في الكون» وأظهر على 
يديه الخارقات» وأنطقه بالمغيبات» وأجرى على لسانه الشكم: ونصبه قدوة 
للسالكين» وملا قلوب الخلق بمحبته» وصدورهم من هيبته. وكان كثير الرؤيا 
لرسول الله َه يقظة» ومناماً. وكان يقال: إن أكثر أفعال الشيخ خليفة متلقاة 
من النبي عَيْه » بأمر منه إما في اليقظة أو في المنام. وكان شيخه السيد الشريف 
أبو سعد القيلوي. يثني عليه كثيراً. وقال في حقه: الشيخ خليفة شيخ مكمل» 
وقال مرة أخرى: الشيخ خليفة من خلفاء الله تعالى على أسرار الولاية . 

.وهو أحد أركان هذه الطريق» وأئمة سادتهاء وأعلام العلماء بأحكامها علما 
وعملاء وحالا ومهابة» ورئاسة. انتهت إليه تربية المريدين الصادقين في وقته؛ ببلده 
وما يليها. وتخرج بصحبته غير واحدء من ذوي الأحوال. وانتمى إليه جماعة من 
الصلحاء, وانتفعوا به وأجمع أهل زمانه على تبجيله؛ واحترامه» ورجعوا إلى قوله 
وقصد بالزيارات والنذور. وكان جميل الصفات» كريم الأخلاق» وافر العقلء دائباً 
في اتباع الشرع بالكتاب والسنة؛ محباً لأهل الخيرء معظماً لأهل العلم. وكان له 
كلام عال على لسان أهل المعارف . 

منه: آخر أقدام الزاهدينء أول أقدام المتوكلين؛ ولكل شيء حلية» وحلية 
الصدق الخشوعء ولكل شيء معدن» ومعدن الصدق قلوب الزاهدين» ولكل شء 
علم وعلم الخذ لان عدم اليكاء من قلب حزين» ولكل شي ء مهرء ومهر الجنة ترك 
الدنيا بما فيهاء ومن توسل إلى الله تعالى بتلف نفسهء حفظ الله تعالى عليه 
نفسه» وأوصله إليه؛ وأفضل الأعمال مخالفة هوى النفسء» والرضى بمجاري 
المقدور وسيلة إلى درجات المعرفة» وإذا سكن خوف القلب أحرق الشهوات» 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم علية ‏ سسس سس ستستتستتسست- الاسم 
وطرد الغفلة عنهء ولكل شيء ضدء وضد نور القلب شبع البطن» ومن أظهر 
الانقطاع إلى الله عز وجلء فقد وجب عليه خلع ما دونه» ومن كان الصدق 
وسيلته» كان رضا الله عز وجل عنه جائزته» وعلى كل شيء شاهد» وشاهد اليقين 
الخوف من الله عز وجل» وأقوى سبب بين العبد» وبين الله تعالى محاسبة بورع؛ 
ومراقبة يعلم» وأدب باتباع» وكل ما شغلك عن الله عز وجل من أهلء أو مال» أو 
ولدء فهو عليك سوم وكل عمل ليس له ثواب في الدنياء ليس له جزاء في الآخرة» 
وإذا جاع العبد وعطش صفاء وإذا شبع وروي عمي» ومن رأى لنفسه قيمة لم يذق 
حلاوة المناجاة» والقناعة من الرضا بمنزلة الورع من الزهد؛ ومن لبس عباءة بثلاثة 
دراهمء وفي قلبه شهوة بخمسة دراهم. فقد خالف باطنه ظاهره» وإذا لم يبق في 
القلب شهوةء جاز أن يتدرع بأي الزهادء فيلزم طريق الصدقء فإذا أحسست 
بالوسواس» فافرح يزل عننكء» فإن أبغض الأشياء إلى الشيطان سرور المؤمن؛ وإن 
اغتممت به زادك . 

ومنه: صلاح القلب في أربع خصال: التواضع لله» والفقر إلى الله» والخوف 
من اللهء والرجاء فى الله. والعجب يتولد من رؤية النفس وذكرهاء والخوف 
يوصللك إلى الله تعاليجء والكيى يقطكق عق والتفويض :زد غلم ما 'علمت إلى 
عالمه» والتفويض مقدمة الرضاء والرضا باب الله الأعظم؛ والصبر على الطاعة لغلا 
يفوتك المداومة عليهاء والصبر على الغضب لتنجو من الإصرار عليه» وأصل 
التعلق بالخيرات» قصر الأمل» ومن صحب نفسه» صحبه العجبء وعلامة التوفيق 
أن تطيع الله تعالى) وأن تتخشى الرد» وعلامة الخذلان أن تعصيه؛ وأنت ترجو أن 
تكون مقبولا. وكان رضى الله عنه» يتمثل بهذه الأبيات : 


وتحن شي بعاد و عكر نافيا أهل الحقيقة كم صاحوا وكم باحوا 

وخلرة الوسيل تن كان السطاء يها جنا نوكن رتفت الود أرواح 
وكان أيضا يتشد هذين البيتين: 

أساقى بنفسى ذلة واستكانة إلى الحلة العلياء من جانب الكبر 

إذا ما أتاني الكبر من جانب الغنى 2 سموت إلى العلياء من جانب الفقر 


الخباز ببغداد» يقول: سمعت الشيخ علي بن إدريس اليعقوبي بها. يقول: أوقفني 
الأزل» لا يلبسه إلا من اصطفاه لكرامته. 


6# سس كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


أخبرنا أبو محمد رجب بن أبي منصور الداري» قال: سمعت الشيخ أبا 
الحسن علياً القرشي» قال : سمعت شيخنا الشيخ أبا سعد القيلوي رضي الله عنه. 
يقول: حللت بمقام من مقامات التوحيد فلم يقر بي القرار فيه» حتى نازلتني فيه 
منازلة من منازللات أحكامه, فلم أقدر على قطعهاء ولم أدر ما هنالك» فاستعنت 

بنفس الشيخ خليفة» وأخذت همتي وهمته» وامتزجت نفسي ونفسه)» حتى 
قطعت تلك النازلة» وقطعت ذلك المقام» وانكشف لي جميع أحكامه فالشيخ 
خليفة هو أعلى أصحابي همةقع وأخرقهم نفسا وأحدهم نظرا. قال الشيخ علي 
المرشي : : سألت الشيخ خليفة في ذلك. فقال: يا أخي : لما أسند همتي إلى همته؛ 
وجذب سري إلى سرهء انخرق لي في أحوالي باب لا أملك سعتهء فكلما أشكل 
علي أمر من عالم الغيب» أو توقف على سر من درجات العلى» لجأت إلى ذلك 
الاستناد» ورجعت إلى تلك الجذبة» فيتسع لي كل ضيق» وينفتح لي كل باب . 

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الأبهري. قال: سمعت الشيخ أبا 
الحسن الخفاف البغدادي فيها. يقول: سمعت شيخنا الشيخ أبا السعود 
الحريمي, يقول: كان الشيخ خليفة يرى رسول الله ييه كثيراء في اليقظة 
والمنام, ورآه في ليلة واحدة سبع عشرة مرة» وقال له في إحداهن: يا خليفة لا 
تضجر مني » كثير من الأولياء مات بحسرة رؤيتي» يا خليفة» ألا أعلمك استغفاراًء 
ريد فقال: بلى يا رسول اللهء فقال: قل: اللهم إن حسناتي من عطائك» 

سيئاتي من قضائك؛ فجد بما أنعمت علي ما قضيتء وامح ذلك بذلك» جليت 
أن تطاع إلا بإذتلشع تمي إل اموت ؛ اللهم ما عصيتك حين عصيتك استخفافاً 
بحقك. ولا استهانة بعذابك: لكن بسابقية سبق بها علمك» فالتوبة إليك؛ 
والمعذرة لديك. قلت: وأعرف هذا الاستغفار مروياً عن زين العابدين علي بن 
الحسين رضي الله عنهما مطولاً . 

أخبرنا الشبخ الصالح» أبو محمد الحسن بن أبي الحسن علي بن محمد بن 
أحمد التنوخي العراقي النهر ملكي . قال: أخبرنا أبي عن جديء قال: حي اخ لي 
في بعض السنين, ؛ وكنت شديد المحبة له» كثير الشوق إليه ثم بعد سفر أخي 
بشهرء واختلج في خاطري من ذلك أمر عظيم, ؛ فحضرت عند الشيخ خليفة بنهر 
الملك» واشتد شوقي إلى نظر أخي. فقال الشيخ: يا محمد أتحب النظر إلى 
أخيك؟ قلت: وأين لي بذلك؟ فاخذ بيدي» وأخرجني من باب دارهء وإذا الركب 
سائر بالقرب مناء بينا وبينه قدر عشرين خطوة؛ بحيث أراهم عيانأء ورأيت أخي 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس ست هلام 
راكباً على جمله؛ فوثبت لأعدو إليه؛ فمسك الشيخ بيديء وقال: لن تصل إليه» 
فانا في ذلك مع الشيخ؛ وإذا أخي قد نعس» وسقط من على الجمل» فوثب الشيخ؛ 
رتلعاه قبل أن صل إلى الأرض» ووضعه على ظهر الجمل» ورجع إلي» فلما سار 
الركب وغاب عناء أتى الشيخ إلى موضع سير الركب» وأخذ منديلا وركوة» وأتاني 
بهماء وقال: هذان سقطا من أخيك عند سقوطه., فأخذتهما ورجعت»ء» وقد اطمانت 
نفسي برؤية أخي» فارّخت هذه الواقعة في يومهاء فلما قدم أخي سألته عن حاله في 
ذلك اليوم الذي ارحفة» ففال: مكلت من على راحلتي» فلولا أن الله تعالى 
رحمني بالشيخ خليفة» أدركني قبل أن أصل إلى الأرض ووضعني على راحلتي» 
ولم تتالم في جارحةء ثم ذهب الشيخ ولم أدر من أين جاءء ولا من أين مر ولا 
رأيته بعد.ء وفقدت فى ذلك الوقت منديلى وركوتى. 

قال: فقكمت واحريت له الجعدرا ,الزكروه فنينا رآهما اشتد عجبه؛ فأخبرته 
بقصتي مع الشيخ في ذلك اليوم. قال: فأتينا إلى الشيخ مكارم بنهر الخالص» 
وذكرنا له القصةء فقال: إذا كانت المقامات تطوى بين يدي الشيخ خليفة كالكرة» 
فكيف لا تككون الأرض كلها بين يديه كالذرة. قال: وكان بين دار الشيخ خليفة 
ومنزلة الحاج في ذلك الوقت مسيرة شهر. 

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي القاسم بن محمد بن دلف الحريمي»؛ 
المعروف جده بابن قوقا. قال: سمعت جدي يقول: حكي أن بعض أصحابنا 
الصالحين من أهل بغداد» قال: انتبهت ليلة في السحر» وبايعت الله.عز وجل» أن 
أجلس في جامع الرصافة متوكلاً من حيث لم يشعر بي أحد من الخلق» فاتيت في 
وقتي الجامع» وجلست فيهء يوم الإثنين» ويوم الثلاثاءء ويوم الأربعاء» فما رأيت 
قري اذا ولا اكلث طعاناء واشتد جوعي» وخفت ؛ من السقوط وكرهت الخروج 
من تلقاء نفسي» واشتهيت ت شواء يكنا كيزا رعينانياء هرا ترقا فأنا في ذلك 
الوقت» وإذا بحائط المحراب قد انشق» فخرج إلى منه رجل هيئته كهيئة أهل 
السواد» وبيده معزرء فوضعه بين يدي. وقال لي: قال لك الشيخ خليفة: كل 
شهوتك» واخرج من هناء فما أنت من أرباب التوكل» ثم غاب الرجل عني») 
ففتحت المئزر وإذا فيه شواء سخن» وخبز رصافي» وتمر برني» فأكلت وخرجت» 
وأتيت الشيخ خليفة بنهر الملك؛ فلما رآني قال لي ابتداء : يا هذا لا ينبغي للرجل 
أن يجلس مت وكلا حتى يحكم أساسه في قطع العلائق باطناء وظاهراًء ألا 2 
عاصياً في ترك الأسباب . 


«/*] بسسسسسسستسسسسسسستسسسس ست ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


وهو رضي الله عنه؛ من قرية من نهر الملك» تعرت يعريه الأعراك» من ارصن 
العراق» واستوطن نهر الملك إلى أن مات به : إلى أن علت سسمنهء وقبره ثم 
[ هناك ] ظاهراً يزار. وله هناك الشهرة الكبرى» ولما حضرته الوفاة تشهد وتهلل 
وجهه بالسرورء والبشر. وقال: هذا محمد رسول الله يِه » وأصحابه يبشرونني 
برضوان الله تعالى» وصلواته. ثم قال: هذه الملائكة تستعجلني القدوم على 
الكريم» ثم ضححكء وقال: إذا تجلى الحق جل جلاله» على عبده المؤمن عند قبض 
روحه؛ وقال له: «إيا أيعها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية # 
[ الفجر:؟ ]» فلم يتم تلاوة الآية حتى فاضت نفسه رضي الله عنه. ولما وضع 
على السرير ليصلى عليه؛ سمع نداء عالٍ من جهات لا يرى المنادي» معاشر 
السبلحين الفاذة على اليه القرييهة.. وكان. يوه مشهوذا رضي الله عنه 
وبيعقوبا شيخ آخر اسمه خليفة» من أصحاب الشيخ علي بن إدريس رضي الله 
عنهماء ومات قبل شيخه ابن إدريس» ودفن بيعقوياء كان إذا ورد على الشيخ علي 
ابن إدريس رضي الله عنهء حال يقول: يا رب» ولخليفة مثله» وهو بعد هذا الشيخ 
الذي ذكرناه هنا رضي الله عنهم . 

أخبرنا الشيخ ابو محمد الحسن بن احمد بن محمد بن .دلف: الحريمي 
قال : أخبرنا جديء» قال: سمعت يحيى بن محفوظ بن بركة البغدادي المعروف 
بابن الديبقي . يقول: سمعت الشيخ خليفة النهر ملكي رضي الله عنه, يقول : 
جزت مرة ببلاد السواد» فرأيت شيخا جالسا في لبوا فسلمت عليه فرد علي 
السلام . قلت له: فيم جلست في الهواء؟ قال: يا خليفة» خالفت الهوى» وركبت 
التقوى. فأسكنت فى الهواء . 

قال: كه اتيت إلى زيارة الشيخ عبد القادر برباطه بالحلبة» فرأيته جالساً في 
قبة الهواءء وذلك الرجل الذي رأيته في الهواء جالس بين يديه متواضعاء فكلم 
الرجل وسأله عن أحكام في الحقائق ؛ ثم تكلما في المعارف» بكلام ما فهمت منه 
شيئاء ثم قام الشيخ, وخلوت بالرجل. فقلت له: أراك هناء فقال: وهل لله تعالى 
ولي مصطفى, أو حبيب مقرب, إلا وله إلى هنا تردد واستمداد. فقلت له: ما 
فهمت من كلامكما شيئأء فقال: إن لكل مقام أحكاماً. ولكل حكم معاينأء ولكل 
معنى عبارة يعبر بها عنه, ولا يفهم العبارة إلا من فهم معناهاء ولا يدرك المعنى إلا 
من تحقق بحكمه. ولا يتحقق بالحكم إلا من وصل إلى المقام المشار إليه. فقلت 
له: ما رأيت كتواضعك بين يدي الشيخ» فقال: وكيف لا أتواضع مع من ولاني 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سسسب لمم 
وصرفني . فقملت : وما ولأآك» وفيم صرفك؟ قال : ولاني التقدمة على مائة رجل من 
الغيبيين» الساكنين في الهواءء الذين لا يراهم إلا من شاء الله تعالى» ثم تلاء 
«#وما نتنزل إلا بأمر ربك # [ مريم :4 ] الآية» وصرفني في أحوالهم قبضاً وبسطا . 

قال ابن الديبقي : ثم قال الشيخ خليفة ل 
الأولياء» والأبرار» والأبدال» فمن دونهم من أهل زمانه؛ تقليدأ أعم أحوالهم وأسرارهم. 
وما نظر إلى جهة من جهات الأرضء إلا خاف سكان ذلك القطر إلى أقصى الأرض 
مشرقا ومغرباء من هيبة نظرته يرجون الزيادة في أحوالهم من بركة نظرته» ويخافون 
سلب أحوالهم من سطوة هيبته» رضي الله عنهم أجمعين. 

الشيخ أبو الحسن الجوسقي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أجلاء مشايخ 
العراق. وعظماء العارفين» صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال الخارقة» والمقامات 
السئية؛ والمكانات العلية» صاحب الفتح الموثق» والكشف المشرق» والحقائق 
الظاهرة» والمعارف الباهرة» والباع الطويل في التصرف النافذ» واليد المبسوطة في 
علوم المشاهداتء» والقدم الراسخة فى التمكين الموطدء وله الطور الأرفع في 
معالم القدس» والمقر الأعلى في مراتب القربء والنظر الخارق في عوالم الغيب» 
وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الخلق» وصرفه في الوجود؛ ومكنه من أحوال 
النهاية» وقلده أسرار الولاية» وخرق له العادات» وأظهر على يديه الخارقات» وأنطقه 
بالمغيبات» وأجرى على لساته الحكم, وملا القلوب من محبته» والضدور 3 
هيبته» وهو أحد أركان هذا الشأن» وأعيان ساداته» وأئمة القادة إليه علما وعملاء 
وزهداً وتحقيقاً ورئاسة . صحب الشيخ أبا الحسن علياً بن الهيتي رضي الله عنه؛ 
وخدمه بالحال» وإليه كان ينتمي . . وكان أيضا يتردد إلى شيخ الإسلام محيي الدين 
عبد 0 رضي الله عنه» كثيراء وخدمه مدة. ولقي جماعة من أجلاء مشايخ 
العراق» مثل الشيخ بقا بن بطوء والشيخ أبي محمد عبد الرحمن الطفسونجي» 
والشيخ أبي سعد القيلوي» وغيرهم رضي الله عنهم. انتهت إليه رئاسة هذا الشأن 
في وقته ببلاد الدجلة» وما يليها. وتخرج بصحبته جماعة من الأكابر» وإليه كان 
ينتمي الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن حبيش البغدادي» وبصحبته انتفع. 
وتلمذ له جماعة من الصلحاءء وأجمع المشايخ والعلماء على تبجيله واحترامه؛ 
وأقروا بفضيلته» وبرزوا عدالته» وذكروا مناقبه» وكان مشتملا على شرف الأخلاق») 
واكمل الآداب» وأجمل الصفات» وأحسن الشيم؛ دائماً في أحكام الشرع؛ معانقاً 
لطريق السلف» وكان له كلام عال في المعارف. 


ووم لس ب ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

منه: المعرفة حياة القلب مع الله تعالى» والمحبة سقوط كل محبة من 
القلب إلا محبة الحبيب» والزهد النظر إلى الدنيا بعين النقصء والإعراض عنها 
تعززا وتظرناء: قن ن استحسن من الدنيا شيئاء فتمد نبه على قدرهاء وثمرة الشكر 
الحب لله تعالى» والخوف منهء وذكر اللسان كفارات» ودرجات» وذكر القلب 
زلفى وقربات» ومن استوى عنده ما دون الله تعالى) فقد نال المعرفة» والتقوى 
حفظ السر مع الله تعالى على الموافقة» في حفظ الظاهر مع الخلق» الحسن في 
العشرة؛ وأعرف الناس بالله تعالى أشدهم مجاهدة في أوامره» وأتبعهم لسنة نبيه 
محمد تَيْله ؛ وبكاء الزاهدين بعيونهم؛ وبكاء العارفين بقلوبهم . 

ومنه: نقصان كل مخلص في إخلاصه. رؤية إخلاصهء وإذا أراد الله تعالى 
أن يخلص إخلاص عبد» أسقط عن إخلاصه رؤيته: لإخلاصه»ء فذاك هو المخلص 
عقا والتوكل رد العيش إلى واحد» وإسقاط هم غدء ومن وجد الله تعالى مع 
الإشارة فد استوعب الإرادة ولا يصلح ا الأمر إلا لأقوام نيوا بأرواحهم 
المزابل» وأنزلوا نفوسهم منزلة من لا حاجة له فيهاء وأصل الوصال ترك الالتفات 
إلى ما سوى الله عز وجل» وأفضل الفقر معرفة التقصيرء وأصل الثبات على الضر 
دوام الفمر إلى الله تعالى . 

ومنه: فساد العلماء من شيئين» لا يعملون بما يعلمون» ويعملون بما لا 
يعلمون؛ وآفة المريد الغضب في انتصاره لنفسه, والكلام في غير نفع» وإفشاء 
السر لغير السادة من الشيوخ, والأنس بكل أحدء وإذا رأيت الفقير يستزيد من 
الدنيا فذاك من علامات إدباره» وعلامة الشقاوة ثلاثة أشياء: أن يرزق العلمء 
ويحرم العمل» وأن يرزف العمل ويحرم الإخلاصء وأن يرزق صحبة العارفين ولا 
يحترمهم؛ والعلم حرزء والجهل غرور»ء والصدق أمانة» والغدر همء والصلة بقاء 
والقطيعة مصيبة» والصبر شجاعة» والجراءة ضعف» والكذب عجزء والصدق قوة. 
والعقل تجربة» ولا تصحب إلا من سقط بينك وبينه مؤنة التحفظ» وينبهك على 
اداب الشرع» وحفظ الحال عند غفلتك . 

وكان يدعو بهذا الدعاء: اللهم يا من ليس في السماوات قطرات» ولا في 
هبوب الرياح ولجات» ولا في الأرض حبات» ولا قلوب الخلائق خطرات» ولا في 
أعضائهم حركات» ولا في أعينهم لحظات إلا وهي لك شاهدات» وعليك دالات» 
وبربوبيتك معترفات» وفي قدرتك متحيرات» فأسألك بقدرتك التي تحير فيها من 
في السماوات والأرض أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه» وذريته ثم 
يدعو بما أحب . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عأليه ‏ سس سس ##مم 
وكان الشيخ عبد الله المارديني رضي الله عنهء يقول: إن هذا الدعاء من 
الأدعية المستجابة» وكان رضي الله عنه» يتمثل بهذه الأبيات : 
اكجنار كلبى ليك كينا يرف الذي ل شرا عبني 
وأنت تلقي على ضميري0 حلاوة السول والتمني 
تريد مني اختبار سري وقد علمت المراد في 
وليس لي في سواك حظا2 فكيف ماشكت فاعف عني 
أخبرنا قاضي القضاة شيخ الشيوخ شمس الدين أبو عبد الله محمد المقدسي . 
قال: سمعت الشيخ أبا الحسن عليا الخباز ببغداد» يقول: سمعت الشيخ أبا 
حفص عمر البزار» يقول : مرض الشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنه» فعاده الشيخ 
محيي الدين عبد القادر بزريران» واجتمع هناك الخيخ بها بن بطوء والشيخ أبو 
سعد القيلوي» والشيخ أبو العباس أحمد بن علي الجوسقي الصرصري رضي الله 
عنهمء فأمر الشيخ ابن الهيتي خادفة آنا النسين التوسقي بعد السفرةء “فبسطهاء 
ووققك: كرا ومن ربك )0 توطع الخوويين يدي الى اح فى قير كديرا 
وأفلته» فدار على جوانب السفرة دفعة واحدة» من غير أن يتقدم الحاضرون في 
ذلك على بعض . فقال الشيخ عبد القادر للشيخ علي بن الهيتي رضي الله عنهما: 
ما أحسن خادمك هذا في مد السفرة بالحال. فقال له الشيخ علي بن الهيتي : أنا 
وهو غلمانك» ثم أمر أبا الحسن أن يلازم خدمة الشيخ عبد القادر» فمعد أبو 
الحسن يبكي . فال الشيخ عبد القادر: ما يحب إلا الثدي الذي رضع منه» وأمره 
أن يلازم خدمة شيخه ابن الهيتي رضي الله عنه. 
أخبرنا أبو محمد رجب الداري» قال: سمعت الشيخ مسعود الحارثي 
رحمه الله تعالى» يقول: قصدت أنا والشيخ عبد الرحمن بن حبيش» والعمران 
الزيدي والدوراني» إلى زيارة الشيخ أبي الحسن العوسقي رضي الله عنه» فلما 
مررنا بالدرجة المقابلة للجوسق» رأينا قينا تخفا كريه المنطر شديد الشن: 
مكبلا بالقيود والأغلال» فنادانا؛ فرجعنا إليه» فقال لنا: إذا دخلتم على الشيخ أبي 
الحسن الجوسقي» فاسألوه في إطلاقي» فإنه حبسني هناء وقيدني كما ترون» وإني 
لا استطيع الحركة» فلما دخلنا على الشيخ أبي الحسن هممنا أن نسأله فيه . . فقال 
لنا ابعداء : له تسألوني فيه» فإئه شيطان» يأتي إلى الفقراء المنقطعين عندناء 
فيوشوش عليهم, وإنه كلما هم أن يُفسد عليهم شيئاً من أحوالهم أنهاه» وأتوعده: 
فيحلف أن لا يعودء فلما تكرر منه ذلك فعلت به ما تروكث. 


م إ8/ “3ض مسمس سس سسا ...2-2 | لكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


- 


أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي القاسم الازجي» قال: سمعت 
الشيخ أيا اليه علي المقار حيقة الخ يقول: قصدت مع جماعة من أصحابنا إلى 
الجوسقء لزيارة الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه؛ فلما دخلنا عليه» كاشفنا يكل 
ما جرى لنا في طريقناء وأوضح لكل منا ما اختلج في نفسدء وبتنا عنده» فخرج 
علينا في الليل براغيث» فكنا نجتهد أن نقتلهن» فلا نقدرء فلما أصبحنا قال له 
أحدنا: يا سيديء إذا كان للرجل جاه عند الله أيعم جاهه أهل بلده عند الله 
قال : نعم ودوابهم, وحشراتهم» حتى البراغيث . 

ا ا ا و و لل 
ملكي . قال: سمعت الشيخ العارف أبا الفتح شليلاً البغدادي بها يقول: سمعت 
الشيخ أبا محمد عبد الرحمن بن حبيش البغدادي. يقول: حضرت مع شيخنا 
الشيخ أبي الحسن الجوسقي رضي الله عنه» سماعاً بالجوسق» وكان فيه جماعة 
من المشايخ, والعلماء؛ والصلحاءء والفقراء فانشد القوال: [ من الطويل] 

أبت غلبات الشوق إلا تطلعا إليك ويأتى العدل إلا تجنبا 


وما كان صدي عنك صدّ ملالة ولاذلك الإقبال إلا تقر 
ولا كان ذاك الحب إلا وسيلة ولا ذلك الإعراض إلا يا 
علي رقيب منك حل بمهجتى 3 إذا رمت تسهيلاً علي تصعبا 


فتمال: فطاب المشيخ أبو الحسن» واعتنق وفلة اعد كان هباك. فاعتدلت 
قامته» وذهبت حدبتهء وكان يومأ مشهوداً بالجوسق. 
أخبرنا أبو محمد الحسن بن قوقا الحريمي» قال :| سمعت جدي محمد بن 
دلف يقول: : سمعت يحيى بن محفوظ المعروف بابن الديبقي ببغداد يقول: مررت 
في بعض السنين بالجوسق» في وقت الظهيرة» فرأيت أبا الحسن الجوسقي رضي 
اللةاعنه فى ببطحاء سقهرة لا انيس:فيها قيرة: ورابعه يعواحة يجيا وشسالاً ويحسد : 
قد بان بيني ببيني ١‏ فبنت من بين بيني 
وتهت في كل قفر وجداً بقرة عيني 
ثم بكى طويلاً وأنشد : 
روحي إليك بكلها قد أجمعت202 لوأن فيك هلاكها ما أقامت 
تبكي عليك بكلها فى كلها حتى يقال من البكاء تقطعت 
تانظس إلمؤياا تظيزة اتحيدووة: . -فلريسياا يمينا تععيت 
ثم صاح صيحة عظيمة؛ وخْرّ مغشياً عليه» فلما أقاق أنشد : 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سٍ ٍ سس - وهم 
أجلك إن أشكو الهوى منك وأنني أجلك إن تومي إليك الأصابع 
وأصرف طرفي نحو عيرك عامدا على أنه بالرغم نحوك راجع 
ثم تهلل وجهه فرحا وسرورا وأنشد : 1 
تبادرت لي حتى إذا ما تبادرت معانيك في معناي. أدهشتني عني 
وعرفتني إياك حتى كأنني أرى كلما ألقاه من دهشتي مني 
فوا أسفي إن فاتني منك لحظة ووا أسفي إن جلت عن موضع الطعن 
قال : وكان هناك نخلتان» إحداهما مثمرة» والأخرى قد يبس أصلها وقطعت 
حملهاء فسمعت صوتا من جهة النخلة المثمرة: سألتك بالله العلي العظيم يا أيا 
الحسن إلا كلت مني» فمد يده فتدلت له عراجين النخلة» حتى أكل منهاء ثم 
سمعت صوتا من جهة النخلة اليابسة» وأنا أسألك بالله العظيم يا أبا الحسن إلا ما 
توضات عندي» ثم انفجرت من تحتها عين ماء» فتوضأ وشرب منهاء فاخضرت 
النخلة» وأثمرت لوقتهاء ثم غارت تلك العين» فانصرف الشيخ وهو يقول: يا 
مولاي» من خاطبته خاطبه كل شيء» فكنت أمر بعد ذلك على الموضع وأتذكر 
ذلك الوقت» وأسح فيه عبراتي» وآكل من ثمر تلك النخلة تبركا بالشيخ أبي 
الحسن رضي الله عنه» وكانت ثمرتها من أطيب ثمرة العراق. 
سكن رضي الله عنه الجوسق.» بلدة على نهر الدجلة من أرض العراق» 
واستوطنها قديماً إلى أن مات بها مسئأء وبها دفن» وقبره هناك ظاهر يزار. 
ووفاته فيما بلغني» قبل وفاة الشيخ مكارم النهر خالصي» وكان يلقب بأبي 
عراج لعرج كان به رضي الله عنه . 
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عمر الأزجي» قال: سمعت الشيخ 
العارف أبا طاهر الخليل ابن الشيخ القدوة أبي العباس أحمد بن علي الجوسقي 
الصرصري بها . 
وأخبرنا أبو الفتح سليمان بن إسحاق بن أحمد الهاشمي العلثي. قال: 
سمعت الشيخ العارف أبا الفضل إسحاق بن أحمد العلثي . قال: سمعنا الشيخ أبا 
الحسن الجوسقى رضى الله عنهء بها يقول غير مرة: صمت أذناي» وعميت 
عيناي إن كنت راف مكل مدي الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه 
وعنهم أجمعين . 
الشيخ أبو عبد الله محمد القرشي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أجلاء 
مشايخ مصر المشهورين» وعظماء العارفين المذ كورين» وتبلاء المحققين البارعين» 


ووم ا لسسد*م سس ؤذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
صاحب الكرامات الظاهرة, والأحوال الفاخرة؛ والأفعال الخارقة» والأنفاس الصادقة» 
والإشارات الروحانية» والمحاضرات القدسية؛ والهمم السنية» والعزائم الموضوية. 
صاحب المقامات السنية» والمكانات العلية» والمعارف الجليلةء. والحقائق 
الربانية» والعلوم الدينية. له الطور الأرفع في مراتب القرب» والمنهاج الأعلى في 
أرائك القدس» والمقر الأسمى فى مجالس الأنس» والثبوت الأقوى تحت مجاري 
القدرء وله النظر الخارق في عوالم الغيب» والأخبار الصادقة عن مكنونات الأسرار» 
والباع الطويل في أحكام الولاية» والذراع الرحيب في أحوال النهاية» واليد البيضاء 
في علوم المشاهدة» والقدم الراسى في التصريف النافذ» والقوة الشديدة في التمكن 
المكين» والسبق إلى حلبات المعالي» والجمع بين أطراف المماجد» والتقدم في 
طرق الملكوتء والتجريد عن حظ الأكوان» والتقى من التشبث بالممالك» 
والانسلاخ من جواذب البقايا» والتحقق بالعبودية . 

وهوأحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود. وصرفه في العالم» وخرق له العوائد 
وأظهر على يديه العجائب» وأنطقه بالحكمء وأجرى على لسانه الفوائد» وملا القلوب 
بمحبته؛ والصدور من هيبته» ونصبه قدوة للسالكين» وحجة للصادقين. 

وهو أحد أركان هذا الشان وأئمة ساداته» وأعيان رؤسائه؛ وصدور الدعاة 
إليه؛ وأعلام العلماء باحكامه علماً وعملاًء وزهداً وورعاًء وتوكلاً وتحقيقاء 
وتمكيناً ومهابة وجلالة. وهو الذي قال: رأيت القيامة» ومراتب الخلق» ومقامات 
الأنبياء بها» ورأيت صُور الأعمال؛ وكيق تظهر على أربابهاء ورايت البرزخ» 
وكيف حال الموتى فيه» ورأيت شخصا كنت أعرفه» وهو يشكو إلي ‏ من سوء 
حاله؛ ولم أكن علمت بموته؛ فسالت عنه فقيل لي : : إنه مات قال أيضاة ! 
ما تضورت لي الداتيا فى اضورة [قراة سسديناء شاه ) يدها 4 
الذي كنت فيه تكنسهء فقلت: ما شأنك؟ فقالت: جعت لأخدمكء فقلت: لا 
باللده معالت : لا بد» فاشرت إليها بعصا كانت معي» وعزمت على ضربهاء فعادت 
عجوزأء وجعلت تكنس المسجد . ثم غفلت عنها فعادت مثل ما كانت» فهممت 
بإخراجها فانقلبت عجوزا ضعيفة» فرحمتهاء ثم غفلت عنهاء فصارت شابة, 
فتغيرت عليهاء وانزعجت لذلك» فقالت لي : تطيل أو تقصر هكذا أخدمك» 
وهكذا خدمت إخوانك؛ فمن ذلك اليوم لم يتعذر علي شيء من الأسباب . وقال 
انظنا : كشف لي من باطن حقائق القرآن العزيز» واطلعت على أسراره . 

صحب لا من أعيان مشايخ المغرب ومصرء وشهد كثيرا من كراماتهم, 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه تدا لتل- ددت الم 
وروى عنهم أشياء عظيمة من بداياتهم» ووقعاتهم. وقال: لقيت من المشايخ 
قريبا من ستمائة شيخء فاقتديت منهم بأربعة: الشيخ أبو زيد القرطبي» والشيخ 
أبو الربيع سليمان بن عمر الكتاني المالقي» والشيخ أبو العباس الخزرجي» والشيخ 
أبو إسحاق إبراهيم بن طريف رضي الله عنهم. ولقي أيضاً أبا مدين رضي الله 
عنه» وأقام عنده» وحكى عنه» وروى مناقبه. 
وقال : لقيت الشيخ أبا مدين رضي الله عنه؛ ببجاية» وكانت له العبارت» 
وشرف الهمة» وأقمت عنده» أحضر مجلسه» وأسمع كلامه. وقال أيضا: كان 
الشيخ أبو مدين رضى الله عنه» يلحظنى بسره» وكان مشايخه يسمعون كلامه. 
ويعظمونه» حتى قال الشيخ أو شاف بطري رضي الله عنهء الناس ينسبون 
القرشي إلي» والله لقد انتفعت به أكثر مما انتفع بي» وانكشف لي بسبيه أمور 
كثيرة . 
وقال الشيخ أبو الربيع المالقي رضي الله عنه: لقد ذكرتني رؤية القرشي 
أمورا غابت عني منة رمحن سينة؛. وقال ارا #عااعضفف عدا يركز الله هال 
مثل لسان هذا القرشى ٠‏ 
وقال 5 القسطلاني رضي الله عنه: سمعت بعض من 
اقتتدى به من المشايخ» يقول: ما يعرف مشايخ القرشي أي طريق سلكه الشيخ 
القرشي . انتهت إليه رئاسة هذا الشأن فى وقته بمصرء وبه غدق تربية المريدين 
الصادقينء: بالديار المصرية.. وتخرج بصحيعه غير واحد: من أكابر أعلهاء مثل 
قاضي القضاة عماد الدين السكري» والشيخ العلامة بهاء الدين أبي الحسن علي 
ابن أبي الفضائل» هبة» الله المعروف بابن الحريمي» والشيخ أبي الظاهر محمد بن 
الحسين الأنصاري الخطيب» والشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن محمد 
القسطلاني» وغيرهم رضي الله عنهم. وتلمذ له غير واحد من ذوي الأحوال؛ 
وانتمى إليه جماعة من الصلحاء واجتمع عنده كثير من العلماء والفقراء» وانتفعوا 
بكلامه وضحببف وقصد من كل قطرء ونهلت كراماته في جميع الافاق . وكان 
ريا كزيما جملا تيا متادباً متواضعاً لأهل العلم محباً لهم؛ مشتملاً على 
أكرم الشيم» وأشرف الصفات مروكاة كريقا فرشا حاضميء وكان مبتلى بالجذام؛ 
وضر قبل موته بمدة» وجمع الشيخ أبو العباس أحمد القسطلاني في مناقبه كتابأء 
فمن أراد الاطلاع على أكثر أحواله فلينظر فيه» وكان له لسان عال في الشرائع 
والحقائق, سطّر من كلامه فوائد جليلة كثيرة. 


| “1ض سس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثبائهم عليه 
منه: من لم يدخل في الأمور بالادب لم يدرك مطلوبه منها. ومنه: الزم 
الأدب وحدك من العبودية» ولا تتعرض لشيء فإن أرادك له أوصلك إليه. ومنه: 
من لم يجد المزيد بالنظر في أحوال القوم» فقد قصر عمله. ومنه: من لم يراع 
حقوق الإخوان» بترك حقوقه حرم بركة الصحبة. ومنه: من لم يكن له مقام في 
التوكل كان ناقصاً في توحيده . ومنه : الخواطر لا يملكها العبد؛ وإنما الدىيجب 
عليه القيام. بأحكام ما أتت به . ومنه : من فسخ عقدأء أو انقطن عهداء فقد أفسد 
وجههء وبقيت المطالبة عليه لأن العقد ليس بتركك له يتركككء» ولا بإسقاطك 
يسقط عنكء لأنه حق عليك لا لك. ومنه: العالم من ملك الأشياء فلم تملكه؛ 
وتصرف فيها بالخلافة» واسترقها بالحرية. ومنه: العالم من أخذ أصحابه من اللوح 
المحفوظء ومن لم يأخذ أصحابه من اللوح المحفوظ»؛ طالت مخاصمته لهم. 
ومنه: من اشتغل في الوقتء بما لم يأت به الوقت فهو متكلف . ومنه: من 
لم يصفه القرآن بخلق حسن لا يؤمن عليه التغيرء ولن يبلغ العبد من قلوب الرجال 
بعمل ما يبلغه بمجالس الأخلاق» والشأن كله في التخلق» وعلى قدره يكون كبر 
الرجال . ومنه: عليكم بهذه القبلة» فإنه ما فتح على أحد إلا منها. ومنه: من 
تحقق في الشريعة؛ اطلع على أسرارهاء وإنما تحقق آهل الحقيقة في الشريعة . 
ومنه : من حفظ آداب الشريعة صار إمامأ للمنتفعين . ومنه #حق احرج ريا 
من حاله؛ وهو غير قادر على رده عليه» فهو متعد. ومنه: من نظر إلى المشايخ 
بعين العصمة حجب عن رؤيتهم . ومنه : لا ينبغي للشيخ أن يأمر المريد بالخروج 
من أسبابه؛ إلا أن يكون قادرا على حمله؛ متحكماً في حفظه . 
ومنه: إذا طالبهم بالإخلاص تلاشت أعمالهم» وإذا تللاشت أعمالهم» زاد 
فقرهم» وفاقتهم» فتبرؤوا عن كل شيء ومن كل شيء لهم وعليهم. ومنه: من 
علامة الولي إذا طال عمره كثر عمله» وإذا كثر فقره زاد سخاؤه» وإذا زاد علمه كثر 
تواضعه. ومنه: من لم تكن السنة مصحوبه في توحيده» فهو مبتدع . ومنه: الفمر 
سر لا يعلمه إلا الأنبياء وبعض الصديقين . ومنه: أوقفهم رؤية ما هنالك على غاية 
العجز . . ومنه: من لم يجد الزيادة بعد ورود الواردات فهي خدعء» والعمل في غير 
سنة بطالة . . ومنه : من صدق بهذا الآمر فهو ولي» ومن أدرك منه مقاماء أو نال منه 
خالا فواو :يدل : . ومنه : التدبير والاختيار من علامات الغفلة. ومنه: الولي إذا حضر 
الطعام انقلبت عينه ببركة حضوره؛ والولي لا يأكل إلا حلالاً. ومنه: من لم يخرق 
له حجب العادة لم يفتح له باب إلى الآخرة . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ست 4لملم 


ومنه: المريد الصادق» ورده إرادته. ومنه: الهمة محل النظر. ومنه: من لم 
تهذبه أحكام المشايخ لا يصلح الاقتداء به. ومنه: لكل مقام علم يخصه؛ ولكل 
حال أدب يلزمه. ومنه: إذا جبل الله المريد على حسن الظن» فهى علامة الأخذ 
بيده. ومنه: لا يصلح التكلم في هذا الشأن إلا لأهل الإشراق» ولما لم يفهموا ما 
للمتبع عليهم من الحقوق» سهل عليهم كثرة الاتباع. ومنه: الحاجة إذا تحققت 
قلبت الأعيان. ومنه: الإرادة في البداية صولة ورعونة» فمن أخذ علم حاله منها 
انقطع عن المزيد. وكانت عليه فتنة. ومنه: من أدرك حقيقة مقام أعطي حالا من 
جميع المقامات. ومنه: القصد من الرياض تهذيب الأخلاق» لا ورود الأحوال. 
ومنه: تأتي الأوقات بأنوارهاء فينال الخاصة والعامة منهاء ومن لم يكن ضرورته 
مولاه لم يصل إليه. ومنه: الخوف طريق أهل العلم؛ والرجاء طريق أهل العمل: 
ومنه: إذا سمع المريد علما لم يبلغه حاله» ولا منازلته» فنطق به قبل منازلته له) 
أورثه ذلك الدعوى فيهء ومن لم يكن علمه في هذا الشأن عن منازلة وذوق لا 
يقتدى به. 

ومنه: من علامات الخواص إذا نظروا إلى شيء سلط عليهم» وإذا استشرفوا 
إلى شيء حرموه . ومنه: من لم يعط الحركات والسكنات» لا يصلح الاقتداء به في 
هذا الشأن» والفهم أول خلع القبول. ومنه: لا ينبغي للشيخ أن يتكلم مع المريد 
إلا فيما يصلح بهء وإلا كان عليه فتنة» ولا ينبغي للمريد أن يأخذ من العلم إلا ما 
وافق حاله. ومنه: الواردات من نعم الله تعالى» فإذا لم يحسن العبد جوارها 
بالتقيد والامتثال ذهبت» وإذا ذهبت فقل أن تعود» وعلى قدر العقول تعلو الهمم؛ 
وترتفع الإشارة . 

ومنه: الزاهد يغلب عليه الغضب لعلمه بما فات» والعارف يسعه الحكم 
لمعرفته بالآفات . ومنه : العبودية الوقوف فى محل الافتقار» والعبودية فقد التمني 
والاختيارء ومن لم يفرق بين الإلهام والوسوسة؛ لا يباح له السماع. ومنه: العارف 
من استوى فى نظره تصريف القدرة وتدبير الحكمة. ومنه: الأحوال ثمرات 
الأعمال»: والعلوم ثمرات الاحوال» فمن لم يكن علمه من حاله» فهو ناقل» وأصل 
العلم التوفيق والإلهام» ومادته الاطلاع والاتساع» ويد الله عز وجل على أفواه 
العلماءء لا ينطقون إلا بالحق. ومنه: من آداب السالك إذا أخذ في ترك؛ أو عمل؛ 
أو تهذيب خلق.» أو تخلق بعادة, أن يأخذ على نفسه في ذلك المعنى أشد 
الأاخذء ويتسامح فيما سواه» لآن النفس إذا لم تجد مستروحاء عجزت وحزنت 


وام ا شعي ١‏ ذكر ادزام المتشايخ والعلماء لهاوتاتهنم غلية 
وكلت . ومنه: من التزم عقّد التوكلء إنما يباح له الخروج للأسباب في حق الغير» 
إذا خاف خللا في فرضه. ومنه: القوة ترك ما لكء» والقيام بما عليك» ومن أعظم 
المحن ورود النقص على العبد» وهو لاا يشعر به. ومنه: الهمة محل النظرء 
والصادق له في كل عمل وجهة. ومنه: من لم يكن له من قلبه شاهدء ويستحي 
منه في حركاته لم يتم له أمره. ومنه: لن يصل إلى موارث الأعمال» من سلك على 
غير السنة. 
وكان رضي الله عنه يقول: من فوائد الفقر وثمراته» وجود ألم الجوع والعري»؛ 
والتلذذ بهماء والزيادة منهماء والمنافسة فيهما. وكان من دعائه : اللهم امئن علينا 
بصفاء المعرفة» وهب لنا تصحيح المعاملة» فيما بيننا وبينك على السنة» وارزقنا 
صدق التوكل عليك» وحسن الظن بك» وامنن علينا بكل ما يقربنا إليك» مقروناً 
بالعوافي في الدارين» برحمتك يا أرحم الراحمين 
ونه اللهم إِنَا نستغفرك من كل ذنب أذنيناه» استعمدناه أو جهلتناه. 
ونستغفرك من كل ذنب تبنا لك منه» ثم عدنا فيه. ونستغفرك من الذنوب التي لا 
يعلمها غيرك, ولا يسعها إلا حلمك. ونستغفرك من كل ما دعت إليه نفوسنا من 
قبل الرخص» فاشتبه ذلك عليناء وهو عندك حرام. ونستغفرك من كل عمل 
عملناه لوجهك, مخالطه ما ليس لك فيه رضىء لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين 
ومنه: اللهم أمتنا عنا قبل الموت» وأحيينا بك حياة طيبة. ومنه: أنه قال: 
ال سا تمصي رح اتوي ا ام 
يا شريف أعلمك شيعا تستعين به إذا احتجت إلى شىء؟ قلت : تفي افقال:: 
واحد يا أحد يا جواد انفحنا بنفحة خير منك» إنك على كل شيء قدير قال : : فأنا 
أنفق منها منذ سمعتهاء وكان ينشد : 
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب بها يوم الزيارة فى الثوب الذي خلعا 
تمر وصبر هما ثوبان تحتهما قلب يرى ألفه الأعياد رالجمعا 
اللنعر لعي داقع إن .طق يا لانن ١‏ “والعيل ما كنك ل مراف وكين 
ذال الي اليل العارق ابر العا السيمل بو ملي + تيه بن بحسن 
القسطلاني, تغمده الله برحمته» في كتابه الذي أملاه في مناقب الشيخ أبي عبد 
الله القرشي. سمعت: الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنهء يقول: كنت 
عند الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن طريف رضي الله عنهء حاضراء فأتى إليه إنسان 
فسالة:ة هل يجوز اللسان إف ينه عل سه هيدا لذ يله إلاابددن ونيا 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس ب ووس 
فقال له: نعم واستدل بحديث أبى أمامة الأنصاري فى قصة بنى النضير» فى قوله 
عليه الصلاة والسلام: أما إنه لو أتاني لاستغفرت الله له» ولكن إذا فعل ذلك 
بنفسه ندعه حتى يحكم الله فيه ). 

قال: فسمعت هذه المسألة» وعقدت على نفسي أنني لا أتناول شيعا إلا 
بإظهار قدرهء» فمكثئت ثلاثة أيام وكنت إذ ذاكع أعمل صناعتى فى الحانوت» 
فبينما أنا جالس على الكرسيء إذ ظهر لى شخص بيده شىء فى إناء» فقال لى: 
اصبر إلى العشاء تاكل من هذاء ثم غاب عني» فبينما أنا في وردي بين العشائين؛ 
إذ انشق الجدار» فظهرت لي حوراءء وبيدها الإناء الذي كان بيد ذلك الشخص»؛ 
فيه شيء يشبه العسل»ء فتقدمت إلى» والعقتنى منه ثلاثأ» فصعقت وغشي علي» 
ثم أفقت وقد ذهبتء. فلم يطب لي بعد ذلك طعام» ولا استحسنت بعدها 
شخصاء ولا كنت أتمكن من سماع كلام الخلق» وأقمت على ذلك مدة. وقال 
فيه أيضا : سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه» يقول كنث يمنى 
فعطشتء. ولم أجد ماءع ولم يكن معي ما أشتري به؛ فمضيت أطلب بثرأ من 
الآبارء فوجدت عليه أعاجم يستسقون الماء» ققلت لأحدهم : ضع لي في هذه 
الركوة ماءء فضربني وأخذ الركوة من يدي» ورمى بها بعيدأء فمضيت لأخذها وأنا 
منكسر القلب» فوجدتها فى بركة ماء حلوء» فاستقيت وشربت» وجكت بها إلى 
اصحابي فشربواء وأعلمتهم القصة فمضوا إلى المكان ليستسقوا منه؛ فلم يجدوا 
ماءء ولا أثرا لماء» فعلمت أنه آية. 

وقال فيه أيضا : سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه يقول: 
كنت في بحر جدةع ومعي صاحب لي » فعطش عطشاً شديداً» فسألت : من يبيعنا 

من الماء بشملة كانت علي لم يكن علي سواهاء فلم يفعل أحد أن يبيعناء فقلت 

له: خذ هذه الشملة» وامض إلى رئيس المركب» فمضى إليه؛ وحمل معه ركوة» 

فلما وصل إليه انتهره وصاح عليه؛ وكان شاباً من ذوي البيوتات» وأخذ الركوة من 
يده وحذف بهاء فلم تقع في البحر» وسقطت في المركب» فجاء إلي فرأيت ذله 
وانكساره» وشدة حاجته» وعلمت أن الله تعالى لا يتركه كذلك» فأخذت الركوة» 
وملأتها من البحر» فشرب حتى رويء ثم أخذتها من يده وشربت حتى رويت» 
وشرب أيضاً من كان إلى جانبي ممن ليس معه ماء؛ وملآت ركوة أخرى عجنا بها 
الدقيق» فلما حصل استغناؤنا ملأتها بعد ذلك» فوجدته مالحا على ما نعهده, 
فعلمت أن الحاجة إذا تحققت قلبت الأعيان . 


بوم ا لدددشسس سس ذكر إحترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

وقال فيه أيضاً: سمعت الشيخ أبا عبد الله المرشي رضي الله عنهء يقول: 
كنت يوم عابرا على عرصة العنب» فلما وصلت اتصل بي أنين من بعض الأحمال؛ 
ثم تزايد الأنين ولم يمكنني الذهاب», فرجعت إلى أن وقفت على المنادي؛ 
فنودي على الحمل» وكان قيمته درهمين أو ثلاثة» فدفع فيه إنسان اكت من 
قيمته» وكان يعصر الخمرء فقلت: إنما دفع فيه هذه القيمة ليعصره خمراء وإلا 
فقد تقدم من الأحمال ما لم يبلغ هذا المبلغ» فلم يقبل مني ولم يلتفت إلي»؛ 
فاشتريته بما دفع فيهء قال: ولم يكن معي شيءء فخلعت ثوبي» ودفعته في 
قيمته» وخلصته من يد المشتري» فسكن أنينه . 

وقال فيه أيضاً: سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنهء يقول: 
أتيت بعض المشايخ أزوره» فمال لي: هاهنا امرأة مكاشفة من أهل العلمء لو 
اجتمعت بهاء ثم قال: يا فلان لبعض الصبيان: امض» وقل لها: عندنا رجل من 
الإخوان أتانا زأكرا أريد أن تجتمعى معه عندناء فجاءت امرأة مستترة في ليسهاء 
معضاوية فى امشيهاء اقتدلديت هليه وغل + فقال لي هذه رحن ردت ان تتعرفي 
بهء فجرى بيننا أحاديث, فحدثت بمكاشفات لهاء ومراء رأتهاء فبيئما هي 
تتحدث إذ سمعت أنيئاً من جيبهاء ثم غفلت عنهء فوجدته متصلاً بي» فلما 
فرغت من كلامهاء قلت لها: يا فلانة» الذي فى جيبك أعطيه لي» فقالت : وما في 
خب تلك لها اش زا وروم تخد تناضسة تمي احم ونصفها أخضر» 
ونذ وضعك :فى زاشها هالية ولت ادضيها ال شعانت م آنا آريك اديه لضن 
النساء من نساء المشارق» فقلت لها: ما تمضين بها وغرضي فيهاء فدفعتها لي» 
قمضبت بها إلى الشيخ الى زيد فاكلها فعلمت ان سيب اشتغاتتها بي :طلت 
ااال بالولى »وهر من مكان ااهل السدصيية: 

وقال فيه أيضاً: سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنهء يقول : 
5 معي درهم» فخرجت أشتري به ا فاستقبلنى سائل فأعطيته إياه» ثم 
مضمستب ويدي مطل فق لمسكدي ا ترصيدتة ندها يا فاشتريت الدقيق» ثم 
عدت إلى البيت. وقال فيه أيضاً: سمعت الشيخ أبا عيد الله القرشي رضي الله 
عنه» يقول: كنت في ابتداء أمري أشتري الدقيق» وأدفع منه لمن يسألني طول 
الطريق؛ إلى أن أصل إلى البيت» فازنه فأجده كما أخذته. 

وقال فيه أيضا: سمعت الشيخ أبا الطاهر محمد بن حسين الأنصاري» 
رضي الله عنه؛ يقول: أخبرنى رجل أنه كان له صاحب له ولدء وكانت له مدة 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ل ْ 559 
أربع سنين لا يستطاع معه النوم من شدة بكائه» فقيل له: لو مضيت إلى الشيخ 
أبي عبد الله القرشى ليدعو له فتمال: إن هذا شيء لا ينفع فيه الدعاء ولا غيره» 
قال ف قت سملن اله أنه لو مضى به إليه لم يضره ذلك» فاجتمع مع الشيخ في 
الجامع بعد صلاة الجمعق وعرض عليه قصته» وسأله أن يدعو لهء فقال له الشيخ: 
ما اسمهء قال: له يوسفء فالتفت إلى الصبى وقال له: يا يوسف لا تبك الليلة؛ 
قال الرجل قيعي فى تفسدى كن الذي قال لف وتعتيح قمطنيت به إلق الدالة قنام 
تلك الليلة حتى الصباح؛ فقلت لأمه: انظري إن كان طرأ عليه شيء» فما أظن هذا 
نوماء فتعجبنا من ذلك» وبقي الصبي إلى أن كبر لا يرجع إلى حاله في البكاء. 

وقال فيه أيضا : سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه» يقول : 
لما تزوجت» فبينما أنا في الطريق» إذ سمعت شخصاً في الطريق يقول : هذا فلان 
قد تزوج» ولا بد أن يتغير حاله» وسوف يرى» فعقدت على أنني لا أشتري في 
تلك السنة قوتاء ولا أدخر مؤنة حتى أنظر ما قد تخوفت عليه» فمضت تلك 
السئة» ووجدت فيها لس د ان ا مسي الله ا ا 
الججويل عاملين بلطعة. 

وقال فيه أيضا : سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي» رضي الله عنه يقول : 
بلغت المقامات في الطوى» فكنت أواصل ثلاثا وأصبر فوق ذلك بحسب ما 
يقتضيه الحال من الثلاث إلى الأربع؛ ولم يتفق لي زيادة على ذلك اختيارء وكنت 
مرادا بالتقليل» لم يكن يصفو لي شبع ولا ري ولا كسوة؛ ولقد أقمت مقدار 
صنةع وعلي سخلق: حية ضوف كنت 3 كنت أضمها علي لكلا تنكشف عورتي» ولقد 
كانت علي بمكة محشوة» فقطعت بطانتهاء فصار القمل يسكن في القطن؛ 
فكنت أقاسى منها شدة. 

وقال فيه أيضاً: سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه؛ يقول: 
كنت أبحث عن قوام الجسد في الغذاء» وأسأل عنه من ألقى من العلماءء فلم يزل 
الأمر بي إلى أن طويت أياماً كثيرة» وضعفت نفسي» فحضر بين يدي طعام» 
وجعلت أراقب نفسي إلى أي حد يزيد علي قوتي» وأجد لذة الطعام؛ فأكلت مرة 
مقدار ست أواقء» أو مقدار أربع أواق» فانتبهت نفسي» ووجدت لذة الطعام» 
فأردت الزيادة على ذلك المقدار» فخرجت لي يد من تحت يدي») تريد أن تا كل 
معي. فمددت يدي للطعام فامتدت تلك اليد فتنغص علي الحال» واسود الطعام 
في عيني » » فلم أقدر أن آكل منه شيئأء فقمت عنه؛ فقيل لي : ذلك الحد هو قوام 


واويكاي والعدمرة له ونائهم عله 
سكن عاني و وكيك 


اا ا ماع تسكيك. ف اعفن 


جسدك» وما سواه فهو للنفس» فلم أزل على ذلك مدة حتى 
00 
شيخ 9 38 مستمراء وكانت نفسي 

المقدار؟ قال: كنت أصبر عليه يوم وليلة: وكان حالي 
ساكنة؛ وجوارحي هادئة؛ ولساني ذاكراء وقلبي كم موا 
الزمن . وال قنوايضا :سمت التيخ ابااعيك الله 0-0 كل» فقال لي : 9 
أضافنا في ب بعض القرى رجل» فقدم إليئا طعاماء --0 نا 0 أه ما : فاعتذرنا 
أستطيع أن أمد يدي إليه لأني اده تآرا:ققلات لذ 0 0 0 
وانصرفنا» وسألنا عن الرجل» فإذا هو حجام. وقال فيه أ 0 
عبد الله القرشى رضى الله عنه؛ يقول: سمعت أبا إسحاف بن طريف رضي 
عنه» يقول: كان الشيخ أبو العباس المتلي» الساكن بسبتة من الرجال» وكانت 
أصابعه قد سقطت» ؛ فخطر ببالي أن أسأله كيف حاله في التنوز بالموسى» فسألته 
عن ذلكء» فقال: لا تسال» فقلت له: يا سيدي» سألتك بالله إلا ما أخبرتني» 
فقال: : يا بني إذا احتجت إلى ذلك» قلت: يا رب أنت العالم أن هذا موضع لا 
يمكن الاطلاع عليه؛ فينوب عني في تطهيره غيري» قال: فتخرج من بين يدي 
أصابع» بقدر ما تمسك الموسى» فاقضي حاجتي» ثم تعود يدي إلى حالها . 

قال الشيخ أبو العباس بن القسطلاني: كان الشيخ أبو عبد الله القرشي 
رضي الله عنه. ؛ لا تغبت يده على قبض الشيء لعشنج العصب» وكانت عيناه قد 
ذهبتاء فكنت أضع الموسى له فى يدهء وأمكنها بين إصبعيه وأتركه» ثم أدخل 
- في موضعه؛ فاجد الشعر مطروحا والموسى مطروحة» فكنت أرى أنها 
كرامة. وقال فيه أيضا: : سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه. يقول : 
سمعت الشيخ أبا محمد عبد الحق» المحدث ببجاية» يقول: أردت السفر إلى 
الحج» فركبت في مركب» فتعذر المركب» ونزلت على البر» وتوجهت إلى البلد؛ 
فسمعت هاتفا يقول : 

قد يصد المريد وهو قريب ويساق المراد وهو بعيد 

وقال فيه أيضاً: : سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنهء يقول : 
قال لي أبو العباس أحمد بن صالح رضي الله عنه: عبرت على سرب» فجعلت أنظر 
إلى ما اجتمع فيه من الأقذار» واعتبرتها في نفسيء فسمعت هاتفاً يقول : انظر إلى 
إلهك الذي ظلت عليه عاكفا. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ست ووس 

وقال فيه أيضا: أخبرني الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد الثوري» رضي 
الله عنه. أنه كان يرى موضع قدمي الشيخ أبي عبد الله القرشي رضي الله عنه؛ 
من الأرض» إحداهما ذهباء والأخرى فضة. 

وقال فيه أيضا: سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه؛ يقول : 
كان لي صاحب فحصل بيننا من الاتصال ما إن كان ليلة من الليالي نائماء إذ قال 
لي: يا أبا عيد الله انخظر نا :تشع تيلف فشكت كردت سمجراء فقال لن: 
انزعه» فقد أقلقني الليلة» فقلت له: كيف ذلك؟ فقال: أجد حجراً تحت جنبئ 
فيؤلمني» فأفتش عليه فلا أجده» فعلمت أن ذلك بك . 

وقال فيه أيضاً: سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه» يقول: 
بينما أنا أسير في بعض السواحل» إذ خاطبتئني حشيشة:؛ وقالت لي: أنا لشفاء هذا 
المرض الذي بلك» فلم أتناولهاء ولم أستعملهاء فقلت: يا سيدي أتعرفها الآن؟ 
قال: نعمء فقلت: فهل هي بديار مصر؟ قال لي : ما رأيتها بهاء ولو رأيتها لعرفتها. 

وقال فيه أيضا: كان عند الشيخ أبي عبد الله القرشي رضي الله عنه» في 
بعض الأآيام صغيرة زائرة» وكان بها لمم من الجان» فصرعت»؛ فسمغ حركتها فسال 
عن ذلك» فأخبر بالقصة» فقام عليهاء وزجر الطارق را شديداء وقال: لا تعد 
إليها بعد هذاء فأفاقت,. ولم يعد إليها. 

وقال فيه أيضا: سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه؛ يقول: 
خرجت من بدر أريد مكةء» فتعبت فنمت تحت شجرة؛ فانتبهت فرأيت منزلًء 
فسألت عنه» فقيل لى : هذه خليص» فوصلت إلى مكة في ثلاث مراحل . 

أخبرنا أبو المعاليء فضل الله بن سالم بن يونس القرشي البلبيسي. قال: 
سمعت الشيخ أبا العباس أحمد بن سليمان بن أحمد القرشي» البلبيسي) 
المعروف بابن كيساء . قال: عبر الشيخ أبو عبد الله القرشي رضي الله عنه» في 
بعضص قرى مصرء ومعه جماعة من أصحابه» فوجدوا القرية عامرة بالبيوت 
والبساتين» ولم يروا بها احداء فسأل الشيخ عن سبب خلوها من الناس» فقيل له 
إنها مشهورة بسكنى الجان» ومن سكنها من الناس آذوه أذى شديداء وقد تفرق 
اهلها في القرى» فقال الشيخ لبعض الفقراء: نادي بأعلى صوتك في أرجاء القرية؛ 
بعاشر الجات فك امركم القرشي أن ترحلوا عن هذه القرية» ثم لا تعودوا إليهاء ولا 

تؤذوا أحداً من أهلها أيئما كانواء ومن خالف منكم هلك. 
قال: فجعل الرجل يناديء والفقراء يسمعون في القرية جلبة وهرجاًء فقال 


* 4 7# امس س٠‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
الشيخ: قد ارتحلواء ولم يبق منهم فيها أحدء فتسامع أهل المقرية وجاؤوها 
وعمرت بالناس» ولم يتأذ أحد من أهلها من الجان بعد ذلك . 

أخبرنا أبو محمد عبد الرحيم ابن الشيخ أبي الوفاء» فضائل بن علي بن عبد 
الله المخزومي» المعروف بابن الجلاجلي. قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى 
يقول: دخلت يوما على الشيخ أبي عبد الله القرشي بيت خلوة في حمام بمصرء 
فوجدته وحدهء ورأيته بصيرأء ورأيت جسده أبيض كالفضة البيضاءء لا عاهة به 
ورأيت في جانب بيت الخلوة وتدا فيه ثوب معلق»؛ فتملت: يا سيديء ما هذا 
الحال» وما ذاك الحال؟ فقال لي: أو رأيت؟ قلت: نعمء قال: يا أبا الوفاء : 
ألبسني الله تعالى ثوبي العافية والبلاء» وصرفني فيهما أيهما شعت لبست» فلما 
فرغ من طهره» عمد إلى ذلك الثوب المعلق في الوتدء فليسهء فإذا هو أعمى 
مبتلى على عادته المعروفة. 

قال: وكان تزوج امرأة من أهل مصرء فكانت تقول: إنه إذا دنا منها تراه 
بصيراء وترى جسده كالفضة» كاحسن ما يكون من الناس . قال : وسمعته يقول: 
كنت أرى كأن القيامة قد قامتء. والأنبياء عليهم السلام قد عمدت لهم ألوية» 
والخلق يتبعونهم» وكنت أرى أهل البلاء قد عقد لهم لواءء وقائدهم أيوب عليه 
السلام» وكنت أرى على رأسي لواءاً مكتوبا عليه أيوب . 

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن صالح القرشي 
السمنودي» قال: سمعت الشيخ أيا محمد عبد الخالق بن أبي صالح بن علي 
الفضائل القرشيء الآأموي الشافعي» النحوي اللغوي بمصر. قال: أكل الشيخ أبو 
عبد الله القرشي» والملك الكامل؛ ونائب السلطنة يومعدكٍ من إناء فيه لبن» فامتنع 
نائب السلطنة من الاسترسال في الأكل من أجل أن القرشي مبتلى . فقال الشيخ : 
إن امتنعت أن تأكل معي بهذه اليد المبتلاة» ورفع يدهء فكل معي بهذه اليدع 
و#خرج يدا بيضاء مثل الفضة لا ألم بها. 

قال: وكان الشيخ القرشي يقول لأصحابه : إنكار المنكر بالباطن» من حيث 
الحال» أتم من إنكاره بالظاهر من حيث القال» فقيل له: أرنا آية ذلك» فال 
لصاحبه الشيخ أبي عبد الله القرطبي : أجلسني على دكة على الطريق» فأتى به 
إلى مسجد عند مفرق الطرق بين مصر والقاهرة» وأجلسه على دكتهء فعبر بغل 
وليه جرار خمر؛ فأعلمه القرطبي به, فاشار الشيخ بأصبعه إلى البغل» وقال: هو 
هذ فعثر البغل» وتكسرت الجرار» ومرّ به ثلاثة أحمال بغال عليهم خمرء وهو 
بيع كذلك والجرار ر تدنكسر. . فال الشيخ : : هكذا يكون الإنكار. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ل يواهم 

أخبرنا أبو المعالي فضل الله بن سالم بن يونس القرشي البلبيسي. قال: 
سمعت أبا العباس أ حمد بن كساء البلبيسي يقول: كان عند الشيخ أبي عيد الله 
القرشي رضي الله عنه جارية تتعخدمهء» فصرعتء فجاء الشيخ, وقعد عند رأسهاء 
وزجر العارضء» وأخذ عليه أن لا يعود إليهاء وتعافت» ثم بعد مدة صرعتء» فجاء 
الشيخ وجلس عند رأسهاء فاضطرب الجني اضطرابا شديداء وأقسم أن لا يعود, 
قلما أراد الشيخ أن يسافر إلى بيت المقدس» قال لبعض جيرانه: إن رأيتها 
صرعت, فأتهاء وارفع رايا واصبرب هذا المسمار في أرض موضع رأسهاء حتى ١‏ 
يغيب» وإذا سمعت صياحا منكراء فلا يروعنك ولا ترحم» قال: فيعد مدة ْ 
صرعت» فجاء الرجل وفعل ما أمره الشيخ فسمع صياحاً منكرأ ارتاع منه» ثم ذكر 
قول الشيخ» فأتبع الضرب حتى غاب المسمار في الأرض وانقطع الصياح» وأفاقت 
الجارية» وأرخ ذلك اليوم» فجاء الخبر من بيت المقدس أن الشيخ مات في.ذلك ْ 
اليوم . ْ 


قال: ولم يصب تلك الجارية بعد ذلك اليوم عارض حتى ماتت. قال الشيخ 
أبو العباس أ حمد بن القسطلاني رضي الله عنه» كان الشيخ أبو عبد الله القرشي 
رضي الله عنهء في آخر عمره قد ارتفع عنه النوم بالليل» مقدار عشرين سنة؛ وكان 
لا ينام إلا بالنهارء من بعد طلوع الشمس إلى الضحى الأعلى. وقال أيضا: سمعت 
الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنهء يقول: بلغت من الشفقة إلى حال لا 
يستجاب لي فيمن يؤذيني» ولا تعجل عقوبته» وإني أرجو أن لا يتعلق بسبي تبعة 
باحد من المسلمين. وقال أيضاً: كانت الولاية على الشيخ أبي عبد الله القرشي 
رضى الله عنه» شاهدة سمت ومهابة وسكينة» ما رأيت أحدا رآه فصرف بصره 
عده. ,وكات رضى الله عنه إذا عبر فى السوق» خمدت الأصوات» وهدأت الحركات» 
لاشتغالهم بالنظر إليه» ولا جالسه أحد إلا اغتبط بصحبته» ووجد في قلبه أثر 
كن : 

وقال أيضاً: سمعت الشيخ أبا عبد الله القرشي رضي الله عنه» يقول: ما 
سلكت هذه الطريق إلا بتدقيق الورع؛ وكمال المحاسية؛ ولم أرض لنفسي 
المحاسية في حظوظهاء حتى يكون العلم هو الذي يخرجني إليه. وقال أيضا: 
كان الشيخ أبو عبد الله القرشي رضي الله عنهء كثير التفقد لإخوانه بالدعاء؛ 
فيسميهم بأسمائهم في المواطن والأوقات المرجوة للإجابة» كليالي رمضان» 
وأفراد العشرء وكنا نعرف ليلة القدر باغتساله تلك الليلة» وتعديد أسماء إخوانه 


ووم هده ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
من الموتى والأحياء. وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي 
الهاشمي رضي الله يف سكع مين وأقام يها وبالقاهرة ايا عند 65 كم ربخل إلى 
بيت المقدسء ومات به في السادس من ذي الحجة من سنة تسع وتسعين 
وخمسمائة. ودفن فى الجبانة المعروفة بملاقى ظاهر البيت المقدس» من جهة 
الغرب» وقبره ظاهر يزار. ومولده بالاندلس قريباً من سنة أربع وأربعين وخمسمائة 
رضي الله عنه . 
أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن الوهاب بن صالح بن إبراهيم 

القرشي السمنودي الشافعي . قال: سمعت الشيخ الفاضل أبا الطاهر محمد بن 
الحسين الأنصاري الخطيب» يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الله محمد بن أحمد 
القرشي رضي الله عنه» يقول: سمعت الشيخ أبا الربيع سليمان المالقي رضي الله 
عنه» يقول: : سمعت سيد أهل زمانه الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي اللّه عنه 
يقول : مقام الفناء حد ومرد. قال الشيخ أبو امه وفي هذه الكلمة علم عظيمء 
جمع فيها جلائل المعاني . قال أبو الطاهر: فقلت للشيخ القرشي الشيخ عبد القادر 
رضي الله عنه سيد أهل زمانه» فقال: نعمء أما الأولياء فهو أعلاهم وأكملهم, وأما 
العلماء فهو أورعهم وأزهدهم: » وأما العارفون فهو أعلمهم وأتمهمء وأما المشايخ 
فهو أمكنهم وأقرهم, رضي الله عنه وعنهم أجمعين . 

ليت بر المركات بن صيخر الاترى رضي الله عنه: هذا الشيخ من أجلاء 

يخ المشرق» ونبلاء العارفين» وجهابذة العابدين» صاحب الكرامات الظاهرة» 
0 الفاخرة» والمقامات الجليلة» والآنفاس الروحانية» والعلوم الدينية» والمعاني 
النورية . صاحب الفتح السني» والكشف الجليء والقلب المضيء والقدر العلي . 
له المعراج ج الأعلى في مدارج القدس» والمنهاج الأرفع في مراتع الأنس» والمجلس 
المصدر في أرائك القرب, والطور السامي في الحقائق؛ والتعالي في المعارف» 
والبضيرة الخارقة لحجب طرائق الملكونف» والسريرة التساكنة بين مشاهد اللجبروت. 
وله الباع الطويل في أحوال النهاية» والدرع الدريع في أحكام الولاية» واليد 
البسيطة في التصريف الخارق؛ والقدم الراسخة في التمكين الموطدء والاطلاع 
المبين على حقائق الآيات, والإشراق المبين لمنازلات المشاهدات» والعلو على 
متون الجلالات» والسمو إلى نسمات المحاضرات» والصعود على مراقي السعودء 
والنفوذ إلى عرصات الشهود . 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود» وصرفه في الكون, وملكه الأسرارء 


وال 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس ست ووس 
ومكنه من الأاحوال». وأظهر على يديه الخارقات» وأنطقه بالمغيبات» وأجرى على 
السانه الحكمء وملا صدور الخلق من هيبته» وعمر قلوبهم بمحبته» ونصبه قدوة 
للسالكين» وحجة على الصادقين . 

وهو أحد أركان هذا الشأنء» وأئمة الدعاة إليه» وأعيان العلماء» بسبله 
علماء رعسل برو ركيد ومحعنا «تومياية دورنانة حب عيه الشنيخ القارة انا 
الفضائل عديا بن مسافر رضي الله عنه؛ وهاجر إليه من بقاع العزيز إلى جبل هكار» 
وإليه كان ينتمي» وخلفه بعد وفاته بالمشيخة» بجبل هكارء بزاويته بلالش. وكان 
يثني عليه» ويقدمه. ْ 

وقال فيه: أبو البركات ممن دعي في الأزل» وكان من السابقين إلى 
الحضرة. وقال فيه أيضاً: أبو البركات يخلفني. ولقي غير واحد من مشايخ 
المشرق» رضي الله عنه وعنهم. انتهت إليه رئاسة هذا الأمر في وقته في تربية 
المريدين السالكين» وكشف مشكلات أحوالهم» وتبيين مهمات أمورهم بجبل 
الهكارء وما يليه . وتخرج بصحبته غير واحد من الصلحاءء وبه تخرج ولده الشيخ 
الجليل الأصيل أبو المفاخر عدي رضى الله عنه. وانتمى إليه جماعة من ذوي 
الاخوال اوقا بإراد ند ان اكور رقع د عن كل جوة وتسور لتاقي الاق 
وكان كامل الأداب.» حسن الاخلاق» ظريف الشمائل» ذا سمت وبهاء» وصمت 
وحياء» محبا لأهل الدين» مكرما لأهل العلم» وافر العقل» كثير الكرم» شديد 
التواضع. وكان له كلام عال على لسان أهل الحقائق. 

منه: المحب لذة 8 نغصة» ومواضع التحقيق منها للدهش والحيرة» 
ويلزمهما الشوق» وهو توق النفس إلى رؤية المحبوب» وذلك يتولد من امتلاء 
القلب بذكر الحبيب» وامتزاج الكرب باللهيب إلى مشاهدة القريب» فإذا امتلا 
القلب من حب حبيبه» وضايقته الأشجان على أكثر من نصيبه» التجأ إلى الذل 
والخضوعء» وانفجرت الشآبيب بالدموع» واتقدت في السرائر جمرات إرادة رؤية 
المحبوب». على قلة الصبرء فالشوق يقع على الرؤية» والمحبة تقع على الذات» 
والقلب الجزوع هلوع؛ والسر الممنوع فجوع»؛ ومن سكر بكأس المحبة لا يصحو 
إلا بمشاهدة محبويه» فإن السكر ليلة صباحها المشاهدة» كما أن الصدق شجرة 
ثمرتها المجاهدة, ثم تزايد بكاؤه. وأنينه» وأنشد : 

إذا جاز ركب الشوق في ربع لوعتي جعلت له بادي الأنين دليلا 
وقد عاد ليل العتب أقمر بالرضا- وعوضعمي منه الكثير قليلا 


وك امم ات سح نيام ' .لكر العام المكانة والعلماء لدتو تاتف غليه 
فما بال خيل الحب في حلبة الوفا ‏ تطرق للبلوى إلي سبيلا 
ساعتب للأيام فيك لعلها تبلغني بالعتب فيك قبولا 
ومنه: أصول الأصول في ثلاثة لشجاءة القافم وزلة شع هد واتود ردق ةقانا الرقاءء 
فانفراد القلب بفردانيته» والثبات على مشاهدة وحدانيته» والمؤانسة بنور أزليته. 
وأما الأدب: فمراعاة الخطرات؛ وحفظ الأوقات, والانقطاع عن المقاطعات. وأما 
المروءة: فالمقام على الذكر بالصفاء قولاً وفعلاء وصيانة السر عن الأغيار ظاهرا 
وباطناًء وحفظ الأوقات لما هو آتء واستدراك ما فات . فإذا وجدت هذه الخصال 
في العبد. وجد لذة الوصال» وخالف حرقة البين» وهاج في سره نار الاشتياق . 
ومنه: أساس هذا الشأن أربعة أشياء: ظاهران وباطنان. فأما الظاهران» 
فالسياسة. والرياضة. وأما الباطنان» فالحراسة والرعاية» فالسياسة حفظ النفس» 
ومعرفتهاء وبذلك يصل العبد إلى التطهير» وميزانه القيام على وفاء العبودية, 
والرياضة مخالفة النفس» وبذلك يصل العبد إلى التحقيق» وميزانه الرضا عند 
الحكم؛ والحراسة معاينة بر الله تعالى» وبذلك يصل العبد إلى منازل المعرفة 
وميزانه الصفو والمشاهدة؛ والرعاية مراعاة حموق الله عز وجل بالسرائر» وبذلك 
يصل العبد إلى درجات المحبة» وميزانه الحيرة والهيبة» ثم الوفاء متصل بالصفاءء 
والرضا متصل بالمحبة» علمه من علمه: وجهله من جهله. 
ومنه: ينبغي للمريد الصادق أن يستعمل عشر خصال» ويتجنب عشر 
خصال. فأما التي يستعملهن: فالعلم» والحلم» والمكارم» والعفوء والجودء 
والخلق؛ والشكرء والذكرء والإيثار» والورع . 
وقانون هذه الخصالء الزهد في غير المحبوب, مع إيثار طاعة المحبوب . 
وأما التي يتجنبها: فالكبر» والبخل» والفضولء والهوى» والنفسء والدنياء 
والإرادات» وأنا» وأنت؛ ولى . 
وقانون هذه الخصال: رؤية البلاء عطاء من الحبيب» مع استعمال الرضا 
والتسليم» ورعاية حال الخدمة» حذرا على حال القربة» من حال الفرقة» ثم لا 
يكون العبد متحققا بحال الرضاء في مقام الحقيقة» حتى يلزم الوفاء بالعهودء 
والحفظ للحدود» والرضا بالموجود» والصبر على المفقود»ء والموافقة للمعبود, 
وإفناء النفس في المجهود . 
ين علامات أهل الخصوص» أن كلامهم يكون ذكر المحبوب» وصمتهم 
تفكرا فيه) وعلمهم طاعة له ونظرهم عبرة في صنائعه» وأصل ذلك كله اليقين 
بما عنده» والإياس مما سواه. 


7 


0035 


دكن اشعرام الشايخ والعلماء له وقائه عريه مسدصسس سمش سسسة 441 
ومنه: برهان العابدين زكاء أعمالهم» وبرهان العارفين صفاء أحوالهم» 
وبرهان المحبين بقاء أنفاسهم» وبرهان العالمين نشر عجائب قدره في أسرارهم» 
وبرهان المقربين إجابة الأكوان لدعائهم» بإخبارهم عن مولاهم والمحبة وله 
وسكرء وخمود وذكرء واستغراق وفكرء وحيرة وذعر؛ فمن ادعى المحبة فبرهانه 
نضح الفؤاد. وتقطيع الأكبادء وإعدام الأشباح» وبذل الأرواح» كما أن من أدعى 
العلم بالله تعالى» فبرهانه بذل الحال» ومن ادعى المعرفة فبرهانه بذل النفس . 
ومنه: من رأيته يدعي مع الله تعالى حالأً» أو مقاماء وهو يجوز في اعتقاده 
على الله عز وجل» تشبيه أو تمئيل أو تحديد» فاعلم أنه كاذب» وكما أن الله 
تعالى لا يجوز في حقه تحديد ولا تشبيه» كذلك صفاته» ولو لم يرد. الشرع 
بذلك» لكان العقل يوجبه بالضرورة» وينفى ما سواه وكما أن الزيادة على الحق 
كفرء كذلك النقص منه» وكما أن التشبيه جحود» كذلك التعطيل» وكما أن 
الزيادة على معالم السنة بدعة كذلك التاويل في صفات الله سبحانهء إلا يما وره 
به نص» أو ألجأ إليه برهان» والحق في نفسه أقوى أن يقوى بباطل» والعروة الوثقى 
الوقوف عندما جاء عن الله تعالى» ورسوله يله من غير زيادة ولا نقص؛ وما 
رأيت أحداً من المشايخ الذين يقتدى بهم إلا على هذا السبيل» ولقد كنت 
أعرف رجلاً ممن ظهرت له كرامات» ومكاشفات» وكنت أعرف منه الميل إلى 
العتشبية والتحديد» فما مات حتى سلب جميع ما كان لهء» وسقط من دائرة 
المباح. وخرج إلى حمى المحرمات 00 
فانت للعين عين عند نظرتها ١‏ تسموإليك كما تسمو إلى النظر 
وأنت للقلب قلب فى تقلبه2 يعلو إليك لدى العلياء والفكر 
وأنت للوجد وجد في توجده- بسطوة القهرلا تبقي ولا تذر 
وكان أيضاً ينشد هذه الآبيات: 
حقيقة الحق في سر سرئره مكشوفة بين معنائي ومولائي 
إذا تالالا شعاع الحق في خلدي2 فنيت عني فناداني بأسمائي 
أفنيتني عن بلادي يا منى شغفي ياسر سري ويا أنسي ومعنائي 
يا شاهدي يا أنيسي يارضا أملى2 يانور عيني ويا صدقي ودعوائي 
أخبرنا الفقيه الصالح أبو المجد صالح ابن الشيخ الصالح أبي الثناء حامد بن 
غانم بن وحشي القرشي المكي . قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى» يقول: 
سمعت الشيخ العارف جار الله تعالى أبا حفص عمر بن محمد المعدني بمكة 


.4 سس 0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
شرفها الله تعالى. يقول: كان الشيخ أبو البركات بن صخر الأموي رضي الله عنه؛ 
ظاهر التصريف» كثير الكرامات؛ شديد الحياء من الله تعالى دائم المراقبة والرعاية 
لأنفاسه وأوقاته» ملازما لطريق السلف من المجاهدة» والآداب» كثير الشفقة 
والحنو 0 خلق الله تعالى» مجاب الدعوة» وكان الغالب عليه ترك التدبير 
والاختيار لنفسه ولغيره. وكنت في بعض الأيام إلى جانبه» فخطر في نفسي متى 
يصل العبد إلى درجة المقربين» فالتفت إلي وقال : يا سيدي عمر: : إذا أحكم العبد 
أساسه في الرضاء وصل إلى درجات المقربين. وكنت عنده يوماً جالسا فى بجانيك 
الزاوية بلالش» فخطر في نفسي لحم مشوي في رغيف بر سخن,ء واشتد الخاطر 
عندي» فبينما أنا كذلك إذ دخل علينا أسدء وفي فمه رغيف» وقصد إلى الشيخ 
أبي البركات» فقال له: اذهب» وضعه بين بدي الشيخ عمرء فجاء» فوضعه بين 
يدي» ومضىء وإذا فيه لحم مشويء فلم يستقر بنا القرار حتى نزل علينا من الجو 
رجل أشعث» أغبر» فلما رأيته ذهبت عني شهوة اللحم والخبز» فاتى الرجل إلى 
الرغيف الذي أتى به الأسد وأكله» وما فيه جميعه. وقعد يتحدث مع الشيخ أبي 
البركات» ثم ذهب ؤ في الهواء من حيث جاء. 

فقال لي الشيخ أبو البركات: : يا شيخ عمرء الشهوة التي ألقيت فيك لم 
تكن للكاه إنما هي شهرة الرجل اللي رأبك» وإنه ربل من النيد لقبرع» :إذاتخطرافي 

كسةاشيءة لهبيعم خط فجن دض له واه الآن ببلاد التي الاقضس.. 

حبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب بن صالح السمنودي» الشافعي. 
قال : سي العالم الناسك أبا الفتح, أحمد بن إبراهيم بن علي الهاشمي») 
امام عقام إير هيم الخليل عليه السلام بمكة شرفها الله تعالى. 00 سمعت 
ا مع ايد مماديو اعد بسي : لما اشتهر أمر شيخنا 
حت علي ين باقر ررضتي الله عنه» بجبل هكارء هاجر إليه ابن أخيه أبو 
البركات من بمت فار من أرض بقاع العزيز» فلما اجتمع به الشيخ» وعرفه العلدمات 
التي كان بغرفه بها ون ردم وكان الشيخ فارقه عند اسةكر سبخير ا وأخبره 
3 أ مجه ودموت جماعة من أهله ببيت فار» وأقام عنده وأكرمه جميع أصحابه؛ 

فلما توفي مه رعوينة ىر تعالى رجعوا كلهم إليه؛ وقدموه ونصبوه مكان عمه 
بوصية منه» وكان المشايخ بالجبل رضي الله عنهم يقولون: إن سر الولاية انتقل 
إليه بعد عمه رضي الله عنهما . 


أخبرنا أبو المحاسن يوسف بن إياس البعلبكي» قال: سمعت الشيخ العالم 


ذكر احعرام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس سس لماوع 
المقري أبا الفتح نصر بن رضوان بن نروان الداراني . يقول: خرجت في بعض الأيام 
في فصل الخريف» مع الشيخ أبي البركات رضي الله عنه؛ من الزاوية إلى الجبل» 
ومعه جمع من الفقراء. فقال: اشتهينا اليوم رمانا حلوا وخامصياء فلم يكم كلامه 
حتى امتالات جميع أصناف أشجار الوادي والجبل رمانا. فقال لنا: دونكم 
والرمانء فقطعنا منه شيئاً كثيرًء وكنا نقطع الرمان من شجر التفاح والإجاص 
والمشمشء وغير ذلك وكنا نأخذ من الشجرة الواحدة الرمان الحلو والحامض» 
فاكلنا منه حتى شبعنا. قال: ثم خرجنا بعد ساعة» وليس الشيخ معناء فلم نر على 
تلك الأشجار رمانة واحدة» ولا غير ذلك . 
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ العارف أبي عبد الله محمد بن أبي 
القاسم بن حسن الحميدي. قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى» يقول: لقيت 
الخضر عليه السلام بعبادان» فسألته عن الشيخ أبي البركات بن صخر رضي الله 
عنه . فتَال: هو من أبدال العصر. 
أخبرنا الشيخ الأصيل أبو محمد عبد الله ابن الشيخ العارف أبي الفرج عبد 
الرحمن» ابن الشيخ الناسك أبي الفتح نصر الله بن علي الحميدي الشيباني 
الهكاري . قال: سمعت أبي يقول: كان أبي رحمه الله تعالى» يقول: كان أبي 
ماشياً على حافة الجبل» في يوم ريح عاصفء فغلب عليه الريح فسقط. وكان 
الشيخ أبو البركات رضي الله عنه؛ جالسا تجاه الجبل فأشار بيده نحوه» فثبت في 
الهواء؛» بين أعلى الجبل والأرض» لم يضطرب يمينا ولا شمالأء ولا إلى فوق ولا 
إلى تحت»ء كأن من مسكه.ء ومنعه من الحركة, ومكث كذلك ساعة. فقال 
الشيخ : يا ريح اصعدي به إلى سطح الجبل» فصعد رفقا رفقأء كأن من يحمله 
حتى انتهى إلى سطح الجبل . 
أخبرنا أبو محمد سالم علي الدمياطي الصوفي. قال: سمعت الشيخ 
العارف أبا البدر بن سعيد البغدادي بهاء يقول: سمعت الشيخ الجليل العارف أبا 
البركات بن معدان العراق رضي الله عنه؛ بيغداد يقول: خرجت في بعض السنين 
إلى ظاهر البصرة» أمشي على البحر فرأيت عند الساحل سفينة صغيرة» ليس فيها 
سوى رجل واحدء عليه سمت القوم؛ فنزلت معه في السفينة» فلم يكلمنيء 
وسارت بنا السفيئة غير بعيد» فأرسينا على جزيرة لا أعرفهاء فصعد صاحبي 
وصعدت معه.ء فإذا هي جزيرة في أقصى البحر المحيط» وفيها مباحات كثيرة» وما 
رأيت بها أحداء فمشينا حتى انتهينا إلى مسجد فيهاء وإذا فيه سبعة نفرء عليهم 


55 


البهاء والوقار» والسكينة» والأنوار» وفيهم رجل كل منهم يعظمه ويسبعع 


مممسم ممم مسمس مسمس س مم مس ممم 0.2 لكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


في زاوية من المسجدء فلما كان وقت الصلاة» اجتمعوا وأمهم كبيرهمء ثم تفرق 
كل منهم في زاوية من المسجدء مقبل على توجهه؛ مشتغل بحاله» لا يكلم أحد 
منهم صاحبه؛ فلما صلوا المغرب» قام أحدهمء فدخل مخدعاً هناك؛» ومكث 
ستيراء وأخرج طبقاً عليه خبز وطعام» فوضعه بين أيديهمء فأكلوا ثم صلرا 
العشاء؛ وانتصبوا يصلون إلى الصباح» فاقمت عندهم سبعة أيام على هذا 
المنوال» وما كلمني منهم أحدء وكل ليلة يدخل واحد منهم في ذلك المخدع, 
ويخرج منه الطبق» فلما كان عشية اليوم الثامن» قال لى أحدهم: الليلة نوبتك في 
الطعام»؛ فقمت فد خلت المخدع, فلم أر فيه عا الحدض مود وانكسر خاطري 
وقلبي؛ وتضرعت إلى الله تعالى» وسألته بهم أن لا يخجلني بينهم؛ فإذا طبق نازل 
علي ابر السماء فأخذته, ووضعته بين أيديهمء فتمالوا: الحمد لله الذي 
رزقنا أخا صالحاء وقاموا إلى» واعتنقوني» ثم بعد مدة استيقظت في بعض الليالي» 
وإذا أنا بريح شديدة الهبوب» وسمعت لأمواج البحر اضطراباً عظيماء فقلت: لا إله 
3 الله امسكدك الزوع ورهن ابعر نزاناني كبيرهم » رتال . كانت كن البستر ور اكب 
عظيمة للإفرنج يقصدون بها المسلمين وكانت أشرفت على الغرق من شدة الريح» 
لما قلث: لا إله إلا الله ركييك ازريم وهدأ البحر» ونجت المراكب . 
قال : فلما أصبحنا أخل أحدهم بيدي» ومشينا حتى أتيت الساحل» فرأيت 
اخ التي كيت نيه يران لودل اديها. ندا ري بواأمرت <رالتزو ل لقنا رخ 
2+ راذا فحن لي بر عباداا وب وطات ع الرجل رالبتديدة و فلكم ازهماة وقريك 
تخد في ابرض بتجبر على رورفيعة فبيتما انا ناد سئين عند الشيخ أبي 
اكات بن وبر رضي الله عنه بجبل الهكارء إذ رأيته قام مسرعاًء وإذا بصاحبي 
كس لدوم 3 أكدل:فلتاء الشين ارو البركات رضي اللها عن وعظلم من شاه 
0 اذاي مع الشيخ أبي البركات أدبا عظيماًء وجلسا يتحدئان طويلاء ورأيته 
م 2 حتى الفردة تقيلك ا رنوت وبزالتها الدعاء :ونكت دعا لون ثم قال لىء 
210 اولك بالنصي زبي .لجاعو ادر كته مرك إلى بارع تاو براي الجا 
وجنت الي لعي اقسوة اتيك إليده افيرول قمتوة افلمى. برو كيه كم اب عللية 
بلحلح جلي السدم .ابي ابر كات وى الله ععده وليه حدم قال حو عفدم 
رجال البحر الأوتاد. مر الآن في أقصى جزائر البحر المحيط . 


ل ج131 


'( 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 0 


أخبرنا أبو الفضل معالي بن نبهان بن فصلان التميمي الموصلي. قال: 
مصحيت مكدي الشوخ ا البركات رضي الداعت سبع كتين ومابرانت ١‏ كتراهبية 
وجادلة منه» ولا رأيت أحفظ لمراعاة الأوقات منه. وكان أفزة كله جداء وكنيكت 
نوها أصب الماء على يديه بعد الطعام» فقال لى : يا عامر ما تريد؟ فقلت : ادع الله 
لي بأن ييسر علي حفظ القرآن فقال: يسر الله عليك وأعانك على تلاوته؛ وقرب 
للك كل سيك قال 2 قبست اللذ على تع الفران».عكى كماك يحفظة فىثما 
اشهر: وكمت: اتلفن نه كل يوم ماثة آيةه يعد أن كنت أردة الآية الواحدة ثلاقة 
أيام» ويعسر على حفظهاء وها أنا أتلوه أثناء الليل»وأطراف النهار» وقرب الله 
تغالى لي كل«تعيدة فنا خبير عل أخر الااهانة ولا تهالني طيف إلا يمره الله تغالن 
على فبيرا ببركة دعوم رقي الله طنة. 

أخيرنا ابو عي الله خصملة بن ازي الحسة على نين سين اللاعشفي قال : 
سمعت امشيخ أبا المفاخر عدي ابن لعي أبي البركات بن صخر الأموي رضي 
الله عنه. يقول: رأى والدي رجلاً يصلى» وهو يعبث بيديه عبثا كثيراء تبطل 
الصلاة بمثله فنهاه الشيخ فلم ينته» وأكثر من العبث كالمعاند الشيخ؛ فقال له 
الشيخ : لتكفن عن العبث؛ء أو ليكفن الله يديك» فبطلت يداه للوقت الحاضرء 
حتى عادتا كالخشبء فجاء إلى الشيخ بعد أيام باكياً متضرعا . فقال الشيخ: ما 
ينفعك هذاء إن هى إلا غضبة الله تعالى نفذ فيك سهمها. قال: فلم تزل تلك 
جالة الريك عن هات 

وهو أبو البركات بن صخر بن مسافر بن إسماعيل بن موسى الأموي. وقد 
قدمنا نسبه مرفوعاً في ترجمة عمه الشيخ عدي بن مسافر رضي الله عنه. وأصله 
من بيت فار قرية مشهورة ببقاع العزيز» بسفح جبل لبنان» بالقرب من بعلبك؛ 
سكن لالش» من جيل الهكارء وبها مات قديما مسناء ودفن عند عمه الشيخ 
عدي وقبره ثم ظاهر يزار رضي الله عنهما. 

أخبرنا أبو الفضل معالي بن نبهان المذكور» قال: سمعت الشيخ أبا العشائر 
المذكور خادم الشيخ أبي البركات بن صخر رضي الله عنه؛ بالموصل يقول: 
سمعت شيخنا الشيخ أبا البركات» يقول: أخذ الشيخ عبد القادر رضي الله عنه؛ 
العهد على كل ولى فى زمانه أن لا يتصرف بحالة في ظاهر أو باطن إلا بإذنه. وهو 
ممن له الكلام في حضرة القدس بإذن الله تعالى» وممن أعطي التصريف في 
الأكوان بعد موته. كما كان قبل موته رضي الله عنه؛ وعنهم أجمعين . 


سس 0٠‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الملقب بالأعزب رضي الله عنه: هذا 
الشيخ من أعيان مشايخ البطايح» وأعلام العارفين» وصدور المحققين» صاحب 
الكرامات الظاهرة» والأحوال الفاخرة» والمعارف الزاهرة» والحقائق الباهرة» والعلوم 
اللدنية» والمعالى النورية . 

صاحب المقامات الجلية» والمراتب العلية) والفتح المونق في معادن الأسرار» 
والكشف المشرق في مطالع الأنوار» والاطلاع الواضح على حقائق الآيات» والنظر 
الجالي لعرائس المغيبات. له المجلس العالي في حضائر القدس» والمشرب الحالي 
من مناهل الوصلء؛ والمقر السامي في أرائك القرب» والمنهاج الموطد على متن 
الملكوت» إلى ملك الجبروت؛ والمعراج الأعلى؛ فوق مراقي الصعود إلى حضرة 
الشهود . 00 حلبات المماجدء 
والمعالي» والجمع بين أطراف السعادات والتهاني. وله الباع الطويل في علوم 
المنازللات» واليد البيضاء في علوم المشاهدات» والذراع الرحب في التصريف 
الخارق» والقدم الراسخ في التمكين الواسع 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى 5 وصرفه في الكونء وخرق له 
العادات,» وأظهر على يديه الخارقات» وأنطقه بالمغيبات» وأجرى على لسانه 
الحكم, ومكنه من أحوال النهاية وملكه أسرار الولاية» ونصبه قدوة وحجة. 

وهو أحد أركان هذا الشأن» وأئمة ساداته؛ وأعلام العلماء بأحكامه وأولي 
الأيدي والأبصار بمناهجه علماً وعملاً: وزغدا لتحا .ور تالزية اوسا ل معت 
خاله الشيخ أبا العباس أحمد بن الحسن بن الرفاعي رضي الله عنهماء وأخذ عنه 
علم الطريق, وتخرج به ولقي جماعة من مشايخ العراق رضي الله عنه وعنهم. 
انتهت إليه رئاسة هذا الشأن بالبطائح في وقته» وتخرج به غير واحد من أهل 
البطائح, وغيرهم . . وانتمى إليه جماعة من الأكابر» وتلمذ له خلق كثير من الصلحاء 
واجتمع عنده أمة من المريدين الصادقين» وانتفعوا بكلامه وصحبته . 

خلف أباه الشيخ أبا الحسن علياً بعد وفاته بالمشيخة برواقيٍ أم عبيدة») 
وكان أجل أهل بيته يومكذ» وكان قيمأ بحل المشكلات الواردة مؤيداً في كشف 
مخيفات الأحوال. وكان ظريفاً جميلاًء اكريما اما ذا حياء ؤافن وعقل وضيرة 
محبأ لأهل العلمء مكرما لأهل الدين» شديد التواضع» مخفوض الجناحء دائم 
البشر. مشتملا على أكرم الشيم) وأشرف الصفات» وأجمل الأخلاق» وأكمل 
الآداب. وكان عالماً فقيهاً على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه» يلبس لباس 
العلماء؛ ويتكلم على أصحابه. وكان له كلام عال على لسان أهل المعارف . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ١‏ متسس سس ضيه حو نه حوره عه بعت مت اميتي“ 01 4 


منه: رؤية الأصول باستعمال الفروع» وتصحيح الفروع بمعاوضة الأصول» 
ولا سبيل إلى مشاهدة الأصول إلا بتعظيم ما عظم الله تعالى من الوسائط والفروع, 
وذكرك منوط بكء إلى أن يتصل ذكرك بذكره» فحينئذ ترفع وتخلص من العلل» 
فما قارن حدث القدم إلا تلاشى الحدث وبقي الأصل وذهب الفرع» كان لم تكن 
والتبرع إلى استدراك علم الانقطاع وسيلة» والوقوف على حد الاختيار نجاةء 
واللياذ بالهرب من علم الذنوب وصلة:؛ والاستماع قبول الخطاب والانبساط في 
محل الآأنس عزء والتصوف مراقية الأحوال» ولزوم الآداب» ومن تحلى بشاهد 
الظلم قصمء ومن تحلى بشاهد الحق عصم. 
ومنه: كل حال طرقك وأشكل عليك فاطلبه في مفاوز العلم؛ فإن لم تجده 
ففي ميدان الحكمة؛ فإن لم تجده فزنه بالتوحيد؛ فإن لم تجده في هذه المواضع 
فاضرب به وجه الشيطان:» وتوبة الاستجابة أن يتوب العبد حياء من ربه عز وجل» 
والتواضع قبول الحق ممن كانء 00 أن لا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع 
شدة فاقتك إليهاء وأن لا تزول عن حقيقة السكون إلى الحق» والصبر والوقوف مع 
البلاء بحسن الأدب» والرضا نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد و 
في أربع خصال: الوفاء بالعهود» والحفظ للحدود» والرضا بالموجود» والصبر على 
المفقود» والاستقامة انفراد القلب لله تعالى» والأدب حسن معاملة الله تعالى» سرا 
وجهراء والمعرفة على ثلاثة أركان: الهيبة» والحياء» والأنس» والعلم الأكبر الهيبة: 
والحياء» فمن عرا عنهماء فقد عرا عن الخيرات» والمحبة إقامة العتاب على 
الدوام» والشوق احتراق الأحشاءء» ود تلهت: القلوب»؟ وتقطع الأكبادء وإذا عاين 
القلب أربعة أشياء يرى الأشياء كلها عز وجل ملكا ومن الله ظهورأء وبالله تعالى 
ناما وإلى الله عز وجل ا فقد أخذ من اليقين» ومن علامات الولي أربعة 
: صيانة سره بينه وبين الله عز وجل» وحفظ جوارحه فيما بينه وبين الله 
0 واحتمال الأذى فيما بينه وبين خلق الله تعالى» ومداراته للخلق على قدر 
تفاوت عقولهم. 
وأركان الوصول بين الله تعالى وبين عبده ثلاثة: الاستعانة» والجهدء 
والأدب» فمن العبد الاستعانة» ومن الله عز وجل القربة» ومن العبد الجهد» ومن 
.الله عز وجل التوفيق» ومن العبد الأدب» ومن الله عز وجل الكرامة» ومن تأدب 
بأداب الصالحين صلح لبساط الكرامة» ومن تأدب بآداب الأولياء صلح لبساط 
القربة» ومن تأدب بأداب الصديقين صلح ليساط المشاهدة» ومن تأدب بآداب 


ذ/ «١‏ ع ستسسسسسسسسسمم عبتت ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
الأنبياء صلوات الله عليهم لبساط الأنس» والانبساطء وإذا كانت تفسبلفن غير ناظرة 
لعلمهاء فأدبهاء وما ركن أحد إلى الدنيا إلا لزمه غيب القلوب . 

ومنه: المقامات كلها تبع للقلب» والقلب واقف مع الله عز وجل» وحكم 
المبتدعي أن يهتدي بالحقائق) ؤيسير بالعلم, ويجد في العمل» ومن علامة 
المقربين أن ترفع الحجب بين القلوب» وبين علام الغيوب» ومن ركب النهاية في 
بدايته» كان ذلك علما على قرب» فقوم شهدوا الداعي» وقوم شهدوا النداء» وقوم 
شهدوا البلاع فمن سمع النداء صار إلى الجنة ومن شهد البلاء انتهى إلى 
الدرجات» ومن شهد الداعي صار إلى الله عز وجل» وهم خواص الخواص الذين لا 
يحجبون عن الله عز وجل طرفة عين» أولغكك عباد ربطت همومهم بأزمة القسط 
ورعى عزمهم عز وجل من الفتور» وحرث نياتهم على طوارق الاعتلال» وقطع 
إرادتهم عن التطلع إلى غيره» وأظمأ قلوبهم من الاشتياق إل رؤيته» وأنفذ 
عقولهم فى حكم صنعتهع وأطلع أفئدتهم على قرب مراقبته وحول أرواحهم بين 
نسائم صفاته وأدناهم إدناء من آنس به وناجاهم مناجاة من أمنه. وفاوضهم مفاوضة 
من ارتضاه لسره» سيماهم الحياء في حال الإدناء رضي الله عنهم أجمعين. وكان 
يتمثل بهذه الأبيات : 

تكشف غير الهجر عن قمر الحب وأسفر نور الصلح عن ظلمة العتب 
ودبت مياه الوصل في روضة الرضا2 فصار الهوى يهتز كالغصن الرطب 

6 . يقول كا اخ الشيخ بو العباى را يم دائم المراقبة؛ كثير الخشوع 2 
شديد الهيبة) ملازم الإطراق» لا يرفع رأسه إلى أحل إلا في الضرورة» ومكث 
أربعين سنة لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل» ورأيت الأسد غير مرة 
تأتيه وتمرغ وجوهها على قدميه؛ ورأيته نائما في الرواق في يوم صاف شديد 
الحر» وعند رأسه حية عظيمة فى فمها باقة نرجس» تروحه بهاء وشهدته مرة وقد 
أتاه رجل» ومعه شاب . وقال له: هذا ابنى» وقد أكثر من مخالفتي») وزاد في عقوقي» 
فرفع الشيخ رأسه» وكان مطرقاً ونظر إلى الشاب فمزق ثيابه» وأخذ من نفسه 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سسس سس س ست 6.94 
وحواسه» وغدا إلى البطيحة» وبقي شاخصاً إلى السماء يأوي إلى السباع لا ياكل 
ولا يشرب »2 ويقي على هذه الحال أربعين يوماء ثم جاء أبوه يشكو إلى الشيخ 
سوء حاله على ولدهء فأعطاه خرقة» وقال له: امسح بهذه وجه ابنك» فذهب 
وفعلء فأفاق ابنه» وجاء إلى الشيخ ولازم خدمته؛ وكان من أخص أصحابه . 
أخبرنا أبو الفرج عبد الملك بن محمد بن عبد الله المحمودي الربعي 
الواسطي . قال: سمعت شيخنا الشيخ نجم الدين أبا العباس» أحمد ابن الشيخ 
أبي الحسن على البطايحيى. يقول: كان أخي الشيخ إبراهيم الأعزب ظاهر 
التصريف في البواطن والظواهر. وكان إذا قال الأشد الئاس حوقا من الثار : اذهن 
إلى النارء لم يشعر بنفسه إلا وهو في النار» ومكث فيها ما شاء الله عز وجل؛ 
وامخوس منها وما العف قنخ ايه ولا صرت دنه كينا . وإن قال لأشد الئاس خوفا من 
الأسد : اذهب إلى الأسدء لم يشي يفيه | وهو راكبهء أو قائده, موبعين إن 
يروعهء ولا يضره. وإذا أحب رجلا لا يقدر ذلك الرجل على مفارقته» ويجد باعئا 
من نفسه يقوده إليهء طوعا أو كرها. وإذا كره مفارقة رجل» يجد ذلك الرجل في 
نفسه مانعاً يصده عن الشيخ على محبته له. ْ 
أخبرنا الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن سالم بن أحمد القرشي. قال: سمعت 
الشيخ العارف أبا الفتح الواسطي بالإسكندرية» يقول: حكى لي الشيخ العارف 
الصالح أبو المجد سعد الله بن سعدان الواسطي رحمه الله تعالى. يقول: كان 
حاضراً مجلس الشيخ الصالح أبي إسحاق إبراهيم الأعزب رضي الله عنهء وكان 
يتكلم على أصحابه» فقال في بعض كلامه: أعطاني ربي عز وجل التصريف في كل 
ف سطيرقي :قله قوم عند : ولا يقعدء ولا يتحرك في حضرتي إلا وأنا متصرف 
فيه» فتملت أنا في نفسي : فها أنا أقوم إذا شعت» وأقعد إذا شعت» فقطع كلامه, 
والتفت إلى جهتي» وقال: يا سعد الله إن قدرت على القيام فقم؛ فنهضت لأقوم 
فلم أستطع» وإذا أنا كالمقيد لا أستطيع الحركة؛ فحملت إلى داري على أعناق 
الرجال ؛ فبطل شقي» وبقي حالي» كذلك ث ورا وعلمت أن ذلك بسبب اعتراضي 
على الشيخ» فعقدت التوبة مع اللّه تعالى» وقلت لأهلي: احملوني إلى الشيخ, 
ففعلواء فقلت: يا سيديء إنما كانت خطرة» فنهضء» وأخذ بيدي» ومشى 
فمشيت معه وذهب ما كان بي . 
أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفرج عبد المجيد بن معالي بن هلال العباداني. 
قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه» قال : سمعت الشيخ إبراهيم هيم الأعزب رضي الله 


أ وق متسس سسسسسسسس تسسسست اي 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
عنهء يقول: لا يزورنا أحد إلا أردناه» قال: فقصدت مرة زيارته» وخطر في نفسي 
هذا الكلام وقلت في نفسي : ها أنا أزوره إن أراد وإن لم موده قلعا انه بات 
الرواق» رأيت : ثمة أسدأً عظيماً هالني منظره» فكرٌ علي» فوليت على عقبي مدبراً 
وقد اشتد هلعي؛ فكنت مادا بصيد الأسد وقتلهاء فلما أبعدت منه وقفت 
أنظره» وإذا الناس يدخلون ويخرجون, ولا يتعرضهم., ولا يرونه في ظني» فاتيت 
من الغد وإذا هو موضعه على حاله» فلما رآني قام إلي ففررت منهء وصار حالي 
كذلك شهرا لا أستطع الدخول ولا القرب من الباب» فأتيت إلى بعض مشايخ 
البطايح» وشكوت إليه حالى؛ فمال: انظر في نفسكء وأي ذنب أتيت» فذ كرت له 
خطرتي» فقال: من عدا انيه والأسد الذي رأيت هو حال الشيخ إبراهيم رضي 
الله عنهء فاستغفرت الله تعالى ونويت التوبة من الاعتراض» ثم أتيت إلى باب 
الرواق» فقام الأسد ودخل إلى أن أتى إلى الشيخ ومازجهء وغاب عني» فلما قبلت 
يد الشيخ قال لي #مرضيا بالناقيي: 

أخبرنا أبو العفاف موسى ابن الشيخ أبي المعالي عئمان بن موسى البقاعي . 
قال : : سمعت أبي رحمه الله تعالى يقول: حكى أبو المعالي غائم بن مسعود 
العراقي التاجر الجوهري. قال: عزمت في بعض السنين على السفر إلى بلاد العجم 
في تجارة؛ فأتيت إلى الشيخ إبراهيم رضي الله عنه مودعا . فقال لي : إن وقعت في 
شدةع فنادني باسمي» فلما توسطنا صحراء خراسان» خرجت علينا خيل فاخذوا 
اعرالط وساقوها بين أيديهم» ونحن ننظرء وذهبواء فذكرت قول الشيخ» وكنت 
في جماعة معتبرين من رفقتي» فاستحييت منهم أن اذكر اسم الشيخ بلساني»؛ 
حت يريا ل متعر اج ,افلم لطر حت براح ف قد على + له 
بيده عصاء يومىء بها نحو أولئك الخيل؛ فلم نستقرء حتى جاؤوا بجميع أموالناء 
وسلموها إليناء وقالوا: انطلقوا راشدين» فإن لكم نباء فقلنا: وما هو؟ فقالوا: رأينا 
رجلا على جبل في يده عصاء وهو يومىء إلينا برد أموالكم» وقد ضاق علينا 
الفضاء من هيبته» ورأينا الهلاك في مخالفته» وكان فينا من تفرق ببعض المال» 
فرده حتى جمعنا بعصاه؛ ثم ما رأيناه وما نظنه إلا من السماء . 

أخبرنا أبو محمد سالم بن علي الدمياطي الصوفي رحمه الله تعالى . قال: 
سمعت الشيخ الصالح بقية السلف الملقب أبا الغنائم مقدام بن صالح البطايحي» 
نزيل الحدادية بها . قال: زرت مع الشيخ إبراهيم الأعزب رضي الله عنه؛ قبر الشيخ 
أبي محمد الشنبكي رضي الله عنهء بالحدادية. فمال: الشيخ إبراهيم رضي الله 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس ست 49١١‏ 
عنهة لاح ارا برص سيم ان العو ربجي لطن 
قبره يقول: وأنت عليك السلام يا .* شيخ إبراهيم؛ فتواذ ضع له الشيخ إبراهيم» فقال 
الشيخ أبو محمد له مكل من يكون شيا مكلا ثم قال له: يا شيخ إبراهيم, 
هبني د اما يقيم عندي» فإني أحب تلاوة القرآن» فقال له: يا سيديء أنا ومقدام 
بين يديكء فقال: لا بد من إذنك في ذلكء فقال لي الشيخ إبراهيم: يا مقدام؛ قد 
سمعت ما قال الشيخ» فقال: سمعا وطاعة» وودعت الشيخ وجلست عند قبر 
الشيخ أبي محمد أتلو القرآن . 

قال أبو محمد الدمياطي: فكان المشايخ بالبطايح يقولون: إن الشيخ 
مقداماً تلا عند قبر الشيخ أبي محمد الشنبكي رضي الله عنه ثلاثين ألف ختمة. 

أخبرنا أبو الفرج نصر الله بن يوسف بن خليل الأزجي الحنبلي. قال: 
سمعت الشيخ أبا العباس أحمد بن إسماعيل بن حمزة الأزجي المعروف بابن 
الطبال. قال: سمعت الشيخ المعمر أبا المظفر منصور بن المبارك بن الفضل 
الواعظ الواسطي المعروف بجرادة. قال: عدت مع الشيخ أبي إسحاق إبراهيم 
الأعزب» رضي الله عنهء مريضاً عليه جرب كثيرء فشكا إلى الشيخ منه ضرراً كثيرأًء 
فالتفت الشيخ إلى خادمه» وقال له: أتحمل هذا الجرب عن هذا الفقير» فقال: 
نعم يا سيدي, فقال الشيخ للمريض» قد حملته عنك» وحملته هذاء يشير إلى 
خادمه؛ فانتقل جميع ما كان على الرجل من الجرب إلى خادم الشيخ» وبقي جسد 
الرجل كالفضة البيضاءء ثم خرج الشيخ ونحن معهء وخادمه يشكو من الألمء 
فلما كنا ببعض الطريق رأينا خنزيراء فقال الشيخ لخادمه: قد حملت عنك هذا 
الجحرب» وحملته هذا الخنزير» فانتقل الجرب إلى الخنزير» وعوفي الخادم لوقته . 

أخبرنا الشيخ الشريف أبو عبد اللله محمد ابن الشيخ أبي العباس الخضر 
ابن عبد الله الحسيني الموصلي. قال: سمعت الشيخ العالم العارف أبا الفرج 
ا البصري المقري. يقول: حكى لنا بعض أصحابنا الصلحاء أنه 
حضر سماعاً بأم عبيدة فيه الشيخ إبراهيم الأعزب» وفيه أكثر من سبعة أللاف 
رجلء» وأنا في آخر الناس» بحيث يعسر علي رؤية الشيخ إبراهيم رضي الله عنه 
لبعده عني» فخطر في نفسي إنكار على جمعهم» فلم يتم خاطري حتى جاء الشيخ 
إبراهيم يشق صفوف الناس» حتى وقف علي وعرك أذني» وقال: يا بني إياك 


والاعتراض على أهل الله ولو وجدت ما وجدت»ع لا تدكر عليهم»؛ ثم ون عنى 


؟ ٠‏ ع تسسسسيسسسسنس سيت ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
فخررت لوجهي مغشيا علي» ذ فحلمت إليه فتمال: يابنئي ألم تعلم أن قلوب الخلق 
بين أيدينا كالمصابيح, وراء الستارة» يشهد رأى العين» وهل يخفى الحبيب عن 
أخبرنا الفقيه العالم الناسك برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ 

الصالح. بقية السلف أبي زكريا يحيى بن يوسف العسقلاني الحنبلي . قال: 
ذلك للشيخ إبراهيم الأعزب رضي الله عنه واكنت يومعذ عنده زائرا بأم عبيدة») 
فأطرق الشيخء» ثم قال لى: يا سيدي أنت ما تموت فى هذه المدة» قد بقى من 
عمرك زمان طويل. قال : وعاش والدي رحمه الله تعالى بعد ذلك أكثو من 
أخبرنا الشيخ الصالح أبو المحاسن يوسف بن أبي العباس أحمد بن شبيب المقري 
قال: إني استخرت الله تعالى لكم؛ في أن آخذ منكم أحوالكم وأدخرها لكم عند 
الله تعالى» ليزكيها لكم عنده؛ فإن آفات الحياة كثيرة» وإني خفت عليكم منها. 
قال : سمعت الشيخ العالم العارف أبا عبد الرحيم عسكر بن عبد الرحيم 
النصيبيني بها. يقول: حضرت برواق أم عبيدة سماعاً فيه الشيخ إبراهيم الأعزب 
رضي الله عنه, فأنشد القوال: 

ووقتي كله حلو لذيذ إذا ما كان مولاي يراني 

رضيت د بصنعه فى كل حال و لست بكاره ما قد رماني 

فيا من ليس يشهد مارآه لقد غيبت عن عين تراني 

فتواجد الشيخ إبراهيم رضي الله عنه ووثب في الهواء على رؤوس الناس 

وارتفع إلى الجو ثم أنشد القوال: 
إن كنت أضمرت غدرا أو هممث به 0 فلا بلغت روحي أمانيها 


ىا 


أو كانت العين مذ فارقتكم نظرت شيئا سواكم فخانتها أماقيها 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس م م١4‏ 
أو كانت النفس تدعوني إلى سكن سوك فاحتكمت فيها أعاديها 
وما تنفست إلا كنت في نفسي20 تجري بك الروح مني في محاريها 
كم دمعة فيك لي ماكنت أجريها ‏ وليلة لست أفنى فيك أفنيها 
حاشى فانت محل النور من بصري 2 تجري بك النفس منها في مجاريها 
ما في جوانح صدري بعد جانحة إلا وجدتك فيها قبل مافيها 

ثم أنشدأيضا: ْ 
مجال قلوب العارفين برؤية إلهية من دونها حجب السرب 
معسكرنا فيها ومجنى ثمارها 2 تنسم روح الأنس بالله في القرب 
حباها فأدناها فجازت مدى الهوى فلولا مدى الأمال ماتت من الحب 

فصاح الشيخ إبراهيم ونادى: يا للرجال. قال: فرأيت رجال الغيب ينزلون 
عليه من الهواء مثنى» وثلاث ورباع» يقولون: لبيك لبيك . 

سكن رضي الله عنه؛ أم عبيدة بأرض البطايح» وبها مات سنة تسع وستمائة) 
ودفن بها وقبره هنالك ظاهر يزار» وكسفت الشمس يوم موته . 

فقال الشيخ علي القرشي رضي الله عنه: وكان حينئذ بدمشق» كسفت 
اليوم شمس,السماءء؛ وغابت شمس الأرض» فقيل: ومن شمس الأرضء» فقال: 
الشيخ الأعزب رضي الله عنه» وقد مات اليوم» وروي أن بعض مشايخ البطايح رآه 
بعد موته» فقال: ما فعل الله بك؟ فأنشد : 

لاحظته فرآني في ملاحظتي 2 فغبت عن رؤيتي عني بمعناه 

وشاهدت همتي حقا ملاحظتي لما تحققت معنى كون رؤياه 

فلا إلى فرقتي وصلي ولا سكني2 إلى سواه فعيشى طيب لقياه 

أخبرنا أبو القاسم محمد بن عبادة الأنصاري الحلبي. قال: سمعت الشيخ 
نجم الدين أبا العباس أحمد ابن الشيخ أبي الحسن علي البطايحي الرفاعي . 
يقول: سمعت أخي الشيخ إبراهيم رضي الله عنه؛ يقول: الشيخ عبد القادر رضي 
الله عنهء سيدنا وشيخنا وسيد المحققين» وإمام الصديقين» وحجة العارفين) 
وقدوة السالكين إلى رب العالمين رضي الله عنه وعنهم أجمعين. 

الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد المعروف بابن الصباغ رضي الله عنه هذا 
الشيخ من أكابر مشايخ مصر المشهورين» وأعيان العارفين المذكورين» ونبلاء 


7 


و[ 8 0٠.‏ ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
المحققين البارعين. صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال الفاخرة» والأفعال الخارقة, 
والأنفاس الصادقة؛ والهمم السامية؛ والإشارات العالية» والمعاني الغيبية» والعلوم 
اللدنية. صاحب الفتح المونق» والكشف المشرق» والمعارف الزاهرة» والحقائق 
الباهرة . له الطور الأرفع من معالم القدس» والمحل الأعلى في مشاهد القرب, 
والمشهد الأعلى من موارد الوصل» والسبق إلى مواطن المجالسة؛ والتقدم في 
مراتع المؤانسة» والسمو على مراقي المشاهدة» والجمع بين أطراف التواصل, 
والتداني» والصعود فوق قمم التخصيص والتعالي . وله الباع الرحيب في علوم 
المنازلات» والذراع البسيط في معاني المشاهدات؛ والنظر الخارق في علوم 
المغيبات» والخبر الصادق عن حقائق الآيات» واليد البيضاء في الكشف عن 
مشكلات الأحوال؛ والقدم الراسخ في التمكين؛ والبسطة المالكة لأزمة التصريف 
النافك . 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الخلق. وصرفه في الوجود» وخرق له 
العاداتع وأظهر على يذه الخارقات» وملكه أسرار الولاية) وحكمه فى أحوال 
النهاية» وأنطقه بعجائب الحكم؛ وأجرى على لسانه غرائب» ونصبه قدوة 
للسالكين» وأقامه حجة للعارفين. 

وهو أحل أئمة هذا الشأن» وأركان ساداته وأعلام العلماء. بمناهجه وأولي 
اله يدي والأبصار بأحكامه, علما وعملاء وزهدا وورعاء وتمكيناً وتحقيقاء ومهابة 

ورئاسة . . صحب الشيخ أبا محمد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون المغربي رضي 

الله عنه بيه كان ينعمي. . وصحب أيضاً الحجاز وكات شت ا 
شي عليه كثيرأء وبرقع من شانه» حش قال فيد دخل ابو الحسن من باب لما 
دخلنا منه. 

وقال فيه الشيخ أبو محمد الجزولي رضي الله عنه : : أودع الشيخ أبو الحسن 
سر ما أودعنا. 
الشيخ أبو الحسن بن الصباغ رضي الله عنه؛ شيخ مكمل عند الله عز وجل. 


0 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 2222222222 0 د 


القوصي» والشيخ علم الدين المنفلوطي» والشيخ الإمام مجد الدين أبي الحسن 
علي بن وهب بن مطيع القشيريء؛ المعروف بابن دقيق العيد» وغيرهم رضي الله 
عنهم. وانتمى إليه جماعة من أرباب الأحوال» وتلمذ له خلق كثير من الصلحاء . 
واجتمع عنده جمع من الفقهاء والفقراء, وانتفعواٍ بكلامه, وصحبته . وكان 
مقصودا بالزيارات من كل جهة. وكان فقيها فاضلاء متادياً خاشعاء متواضعاً 
كريماء مشتملا على أكمل الآاداب» وأشرف الصفات» وأكرم الشيم. وأحسن 
الأاخلاق . محبا لآأهل العلم والدين» قيماً بتهذيب المريدين؛ مشفقاً على 
السالكين» عارفا بمصالح شؤونهم. . وجمع بعض أصحابه كتاباً في أحواله ومناقبه: 
فمن أراد أن يعلم غالب أحواله فلينظر فيه. وكان له كلام عال نفيس على لسان 
أهل المعارف . 

منه : المريد هو الرامي بأول قصده إلى الله تعالى» ولا يعرج على غيره» حتى 
يصل إليه» والحق عز وجل هو المقصود بالإشارات؛ لا يشهد بغيره؛ ولا يدرك 
بسواهء» حجبهم بالأسماء فعاشواء ولو برز لهم علوم القدرة لطاشواء ولو كشف 
لهم عن الحقيقة لماتواء فبروح مراعاته تقوم الصفات» وبالجمع إليه تدرك 
الراحات . 

ومنه: إذا تخلص العبد إلى مقام المعرفة أوحي إليه بخاطره» وحرس سرهء أن 
يسيح فيه غير خاطر الحق» وشاهد القدمء فهو إذاً منفرد للحق في جميع معانيه: 
وصار الحق مواجههء فهو كل منظور إليه» ومقابله على الظاهر» ومن أسكرته نار 
التوحيدء» حجبته عن عبارة التجريد» ومن أسكرته أنوار التجريد» نظر عن حقائق 
التوحيد, وحياء الموحدين من مولاهم» أزال عن قلوبهم سرور المنة» وحياء الآولياء 
من لحظ عظمة ربهم» أزال عن قلوبهم سرور الطاعة. 

ومنه: لن يصفو قلبك إلا بتصحيح النئية مع الله عز وجل» ولن يصفو بدنك 
إلا بخدمة الأولياء» وما بلغ أحد إلى حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة» ومعانقة 
الأدب » وأداء الفرائض» وصحبة الصالحين» وخدمة الصادقين. 

ومنه: من لم يكن له مع الله تعالى صحبة دائمة» بمعرفة اطلاعه عليه؛ 
ومراعاته لمعرفة المواد» ومشاهدة منه قاطعة» اعترضت عليه أسباب القطيعة, 
وانتهبته أيدي الأغيار» والذاكر لله تعالى لا يقوم له فى ذكره عوضء فإذا قام له 
العوض» خرج من ذكره» وحرام على قلب ماسور بحب الدنياء أن يسيح في دوح 
الغيوب . 


دع سهد سس ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

ومنه: من أحب أن يطلع الخلق على عمله؛ فهو مراء» ومن أحب أن يطلع 
الخلق على حاله» فهو كذّاب» والدعوى تقتله؛ لا يقبل القلب إمساكهاء فينقلها 
إلى اللسان» فينطق بها ألسنة الحمقى» وروعة عند انتباه من غفلة» وارتعاد من 
خوف قطيعة» أفضل من عبادة المسرورين وطاعتهم, وإن لله تعالى ريحاء تسمى 
' الصحبة» مخزونة تحت العرش تحمل أنين الاستغفار إلى الملك القهار. 

ومنه: الموارد إذا وردت صادفت شكلاً فيمازجه» فأي وارد صادف موافقاً 
ساكنه؛ وسرائر الحق عز وجلء إذا تجلت لسر أزالت عنه الظئون والأمانى» لأن 
الحق إذا استولى على أمر قهره؛ ولا يبقى له معه أثرء ومن كان لله تعالى همته؛ لم 
يستنطقه شيء من الأكوان؛ ولا يسره شيء من الدارين . 

ومنه: الزهد فقد الشيء من القلب؛ ومحو السرور به من النفس» واحتمال 
الذل» والرضا بالحال أبداء والجهد في المراعاة إلى الموت» والعارف من توافقه 
معرفته في الأوامر» ولا تخالفه في 0 من أحواله» والسنة التي لم يتنازع فيها 
أحد من أهل العلم الزهد في الدنيا» وسخاوة النفس» ونصيحة الخلق. وكان رضي 
الله عنه» يتمثل بهذه الأبيات : 

تسرمد وقتي فيك فهو مسرمد وأفنيتني عني فعدت مجددا 

وكل بكل الكل وصل محقق حقائق حق في دوام تخلدا 

تفرد أمري فانفردت بغربتي 2 فصرت غريباً في البرية أوحدا 

وكان رضي الله عنه) ينشد 5 الأبيات : ْ 

بقائي فناء في بقائي من الهوى فيا ويح قلب في فناه بقاوه 

وجودي فناء في فناء فإنني معالأنس يأتيني هنيئا بلاؤه 

فيا من دعا المحبوب سرا لسره أتاك المنى يوما أتاك فناؤه 

أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد القوصي . 
قال : : سمعت الشيخ العارف أبا بكر بن شافع رضي الله عنه . يقول : كان الشيخ 
أبو الحسن بن الصباغ رضي الله عنهء حسن التهذيب لأصحابه. يلحظهم بمراعاة 
حفظ الأدب في كل نفس . وكان إذا أتاه أحد يريد الانقطاع عنده» يطرق ملي 
فإ قال لهةإرايتاق فى اللوع المححدرظ عو أصضاي للدي اهم طنددها في عدت 
خلوة. وإن قال : لم أرك في الوح المحفوظ من أصحابي» لم يجلسه عنده. وكان 
يقول: اللوح المحفوظ هو ديوان الموجود فيه كلما كان في الدارين» أو يكونء 
وإن الله تعالى أطلعني عليه؛ وأشهدني ما فيه. وكان رضي الله عنه, إذا أجلس 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سس سس سس 4١97‏ 
أحدا عنده في بيت خلوة» تفقد أحواله وموارده بكرة وعشية» ويلاطف كلاً منهم 
بما يليق بمزاجه» وينزله منازل الطريق درجة درجة» ويقول له: انتظر المنازلة 
الفلانية في اليوم الفلاني» فإنه رباني» فكان يع حال المريد على ما يقول الشيخ 
أخبرنا الفقيه أبو الفضل إسماعيل ابن الشيخ الصالح أبي القاسم نصر الله؛ 
ابن أحمد الأسناني . قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى» يقول : أجلس الشيخ أبو 
الحسن بن الصباغ» رضي الله عنه. رجلاً في بيت خلوة» وكان يتفقد أصحاب 
الخلوات من أصحابه كل يوم وليلة» فدخل الشيخ عليه في ليلة من ليالي العشرة 
الأخيرة من رمضان.ء فوجده يبكيء فسأله عن حاله» فقال: ها أنا أشهد ليلة 
القدر. وأشاهد كل شيء على وجه الأرض بباجدا.و كلها هيت بالتهره الخد 
في باطني شيئا على هيئة العمود الحديد» يمنعني من السجودء فقال له الشيخ: 
يا بي لا تجزع, العمود الحديد الذي تجده هو سري المودع فيكء لا يمكنك إلا 
من فعل قربة» وجميع ما تشهده الآن من سجود الأشياء؛ إنما ما هو وارد شيطاني؛ 
وأراد الشيطان أن تسجد لما خيل لك» فيجد بذلك سبيلاً عليك. 

قال: فوقع في نفسي من ذلك شيء» وخطر لي»ومن أين له صحة ذلك» فلم 

يتم خاطري حتى قال لي : أقول لك هذاء وأنت تطلب عليه دليلاء ثم مدا يده 

اح » فرايتها انتهت إلى 7 مرف مد اليسرى فرأيتها انتهت إلى 
أقتصى المغرب» ثم قبضها ! ليه قبضا تسيراة وذلك النور الذي كنت رأيته» 
والأشياء الساجدة التي فاهلا تنكم يعطدها إلى تانض تق لح يون لبن ر انه 
إلا مقدار ذراع» وتكون ذلك النور وما فيه» حتى صار كهيئة الإنسان» فسمعت 
منه صياحاً منكراأ يقول : يا سيدي الغوث الغوثء لا أرجع ولا أعود» يا سيدي» 
وكلما قارب الشيخ بين كفيه زاد ذلك الصياح . 

فقال الشيخ: الله» فرأيت برقة من نور خرجت من فيه» أضاء لها كل شيء 
أرام وانقلبت تلك الصورة التي بين راحتي الشيخ سوداء شديدة النعن» وصاحت 
صيحة مهولة» كادت نفسي تزهق» ثم صازت :دخان وتصاعد في الجو هباء 
منئوراً. 

أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف القرشي المصري المؤذن. قال: سمعت 
عمي الشيخ الفاضل أبا عيد الله محمد بن أحمد بن سنان القرشى» تغمده الله 
برحمتهء وكان صحب الشيخ أبا الحسن بن الصباغ وأقام عنده بقئا مدة. قال: 


ككس 


1/8 4 سس سس كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليد 
بح لخد لح ا لصي لجار ب كن على تند احور وكانوا بمصر, 
فبيئما أنا واقف في الرباط بقناء وأنا في حضرة شوقي إليهم؛ إذ نزل الشيخ أبو 
الحسن من داره» وقال لي : يا محمد اشتقت لأهلك؟ قلت : نعم يا سيدي» فأخذ 
بيدي وأدخلني ع وحديء وقال لي : زيق» ففعلت. ثم قال ٠‏ ارفع رأسك 
فرفعت رأسي» فإذا أنا على باب دارنا بمصرء فدخلت وتلقاني أهلي»؛ وسلموا 
علي فبقيت مدهوشأء وكتمتهع أمري» وأقبت عندهم تمام يومي :ذلك واكلت 
عندهم مرتين» وكانت معي عشرون درهماء أعطيتها لأمي . 

قال: فلما أذن المغرب» خرجت من باب الدار» فإذا أنا في باب الرباط بقناء 
والشيخ قائم» فقال لي باامحيد ائلات لراك مديمة كلت : نعم يا سيدي . قال. 
ل ا 0 ادن ليع فسافرت إلى مصر 
فى خمسة عشر يوماء فلما را ني أهلي فرحوا فرحا شديداء وقالوا: كنا آيسنا منك, 
وظننا أنك قعلت» أو طرأ عليك أمر. قلت: لا بأس» وأخذت من أمي العشرين 
درهماً التي كنت أعطيتها لها في ذلك اليوم. قال: فلم أتكلم بشيء من ذلك 
حعى مات الشيخ رحمه الله تعالى . 

أخبرنا أبو الفتح رضوان بن فتح الله بن سعد الله التميمي المنفلوطي رضي 
إلنه عنه. يقول: كنت يوما مع شيخنا الشيخ أبي الحسن بن الصباغ رضي الله 
ونه على ساحل البحر ومعه إبريق يتوضا منه» فسمع بالقرب منه صياح الناس, 
فل الشيخ عن ذلك» فقيل له: قد أخذ التمساح رجلا من الساحل» فترك الشيخ 
كدر 000 إلى المكان الذي فيه الناس مجتمعين» فرأى التمساح قد قبض 
على الرجل؛ وقد توسطايه لجة البيدره فصاح الشيخ بالتمساح أن قفاء فوقف 
ل عد ال قينا بو لاطا عي الشيخ على متن الماء وهو يقول: بسم 
إلله الرحمن الرحيم» كأنه يمر على وجه الأرض» وكان البحر في نهاية زيادته, 

حي إلى ممص تال لمن إلى اررجر اومن وده ووادملاك الرعل من 
نيز من مسكة التمساح؛ فوضع الشيخ يده على التمساح, وقال له: مت, 
ون موطتعةوقاله الشيج للرجل :قم إلى البرءافقال :ها سيدي ١‏ اسعطي بن 
55 وإنا أحسن العوم؛ فقال له: اذهب فهذه سبيل النجاة» وأشار إلى طريق 
ا اذا إلبحر من الموضع الذي فيه الشيخ والرجل؛ صلب قوي كالحجارة؛ إلى 
تي 0 البرء والناس ينظرون» ثم عاد البحر إلى 
ياي ويج اكات ذلك البريناح مود 


0-0 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عأليه ‏ سس سسب 4998 

أخبرنا الشيخ العالم ضياء الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ العارف أبي 
عبد الله محمد بن محمد القرطبي . قال: سمعت الشيخ العلامة مجد الدين أيا 
الحسن عليا بن وهب القشيري» بقوص» يقول: كانت الأسد والحيات» تأوي إلى 
شيخنا الشيخ أبي الحسن الصباغ رضي الله عنه. وكان يقال: إن كل شيء من 
العالم يكلمه من الأشجار والأحجار» وكانت بقاع الأرض تخاطبه» وتخبره بما أوقع 
فيها الأنس والجن من الطاعات والمعاصى» وكانت النباتات تخاطبه بخواصها 
ومتافعهنا . :وكات يقرل + من خاظيه الله تعالى + خاطية كل شيب ورايقها شير امرة 
يخاطب شيئا في الهواء» ويقول له: افعل كذاء ولا تفعل كذاء وكنت أقول إنهم 
رجال الغيب يخاطبهم» ويخاطبونه. ورأيته غير مرة يغسل قدميه من لعاب الأسدع 
إذ وضعت رؤوسها على رجليه» ورأيته مرات جالسا وحده؛ فتنزل عليه رجال من 
الهواء. مثنى وثلاث ورباع, حتى يكون عنده منهم خلق كثير. وكانت الأولياء 
والغيبيون» والجن والمشايخ تمتثل أوامره» حتى لو قال لاديف لا تبرح من هنا » 
فلا يزول الأسد من مكانه ذلك» من غير أن يؤذي أحداء حتى يقول له الشيخ: 
اذهب . وكانت القطبية تذ كر عنه)» وصحبته مدةع وخدمته في السر والجهرء فما 
رأيته ترك أدباء ولا تكلم بما ينافي الشريعة» ولا بما ينكر عليه فيه رضي الله عنه. 

أخبرنا الشيخ الأصيل أبو المعالي فضل الله ابن الشيخ العارف أبي إسحاق 
إبراهيم بن أحمد الأنصاري. قال: سمعت الشيخ أبا الحجاج الأقصري رضي الله 
عنه. يقول: كان الشيخ أبو الحسن بن الصباغ رضي الله عنهء جالساً في بعض 
الأيام عند جماعة من مريديه؛ فال له أحدهم: يا سيدي المشاهد لأنوار جلال 
الله تعالى كيف نظره في الوجود. قال: ينظر السر القائم في الوجود, الذي به 
استقام وجود كل موجود» فإن نظر إلى عاص أحياهء وإن نظر إلى ناس ذكره» وإن 
نظر إلى ناقص كمله. فقال له: يا سيدي» وما علامة من هو موصوف بهذا؟ فقال: 
هو من لو نظر إلى هذا الحجر لذاب من هيبته. قال: ثم نظر إلى حجر عظيم أصم 
بالقرب منه» فذاب الحجرء وصار ماء؛ وغار في الأرض . 

قال: وفقد رجل من مصر حاله» وكان له حال مع الله عز وجل» فأتاه» وشكا 
إليه ذلك» وتضرع له؛ وأقسم الرجل بالله العظيم أنك قادر على رده. فقال له 
الشيخ : اصبر حتى أستاذن في رد حالك عليكء فأقام الرجل عنده ثلاثة أيام يقناء 
فاكل الشيخ معه في اليوم الرابع عسلا ولبناء وإذا هو يجد حاله ضعفين. فقال له 
الشيخ : إني استأذنت في رد حالكء وقد أذن لي في أكلكء معي في اللبن» رد 


ككس 


ا 1010010 3#3#31510 ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليم 
حالك عليك» وفي أكلك معي العسل ضوعف لكء ولكن لا تقدر على التصريح 
به» حتى تخرج من بلدي هذا. قال: وكان الرجل يجد حاله ومثله معهء ولا 
يستطيع أن يتصرف فيه؛ ولا به» حتى خرج من قنا. قال: ودعا مرة بالبركة في 
طعام يأكله مقدار سبعة أنفس» فأكل منه نحو من مائة رجل» وفضلت منه بقية 
أكثر مما كان أولاً. قال: وكان الشيخ أبو الحسن بن الصباغ صباغ الخواطر بحاله, 
وكان مجاب الدعوة. 

أخبرنا الشيخ العلامة تقى الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ الإمام مجد 
الدين أبي الع على الزن بوه القشيري. قال: سمعت أبي رحمه الله تعالى, 
يقول* :أجلن الشيخ ابواالحمن :ين الضباع وميه اله تعالى رجلا في بيت خلوة 
عنده» فنازلته صفة في صورة من صورر البشرء فخرج إلى الشيخ فزعا. فقال له 
الح ارج ا مدن واجلضن مكائلةء كال« تتعلم بجع فورنيت جاو 
هاتف يقول: : لقد من الله على المؤمنين؛ إذ بعث فهم رسولاً منهم. ليها ودما 
يعلمهم؛ ويؤدبهم» ويرشدهمء ويفعل ويفعل. قال: وهذا معنى ما سمعته . 

أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن , بن سالم بن أحمد القرشي . قال: سمعت الشيخ 
العارف أبا بكر بن شافع بقناء يقول: تخاصم فقيران بسوق قناء على عهد شيخنا 
الشيخ أبي الحسن بن الصباغ رضي الله عنهء وتفاقم الشر بينهماء حتى قلع 
أحدهما عين الآخرء وسالت على خده. فانطلق بها إلى متولي الحرب بها يومئذ 
فقال: أمر هذين إلى الشيخ أبي الحسنء فأتيا إلى الشيخ فلم يكلمهماء وأمر بمد 
السماط» فأكلا مع الفقراء» وأمر القوال» فقال شيئاء فدخلا مع الفقراء فيه» وكشف 
الذي قلعت عينه رأسه بك فقال له الشيخ : ومم تستغفر؟ قال: يا سيدي, 
أستغفر لأخي هذاء فإنه لو لم يبد مني ما أوجب الجراحة مني» لم يقلع عيني, 
فكشف الذي قلع عين صاحبه رأسه؛ وقال: اللهم بحق ذلي الأن» وندمي» وبحق 
حلمه إلا ما رددت عليه عينه» فعادت عينه كما كانت سوية» وضج الحاضرون . 
قال: وكان يقال: إن صفاء خاطريهماء ببركة الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه . 

أخبرنا الشيخ أبو المعالي فضل الله ابن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد 
الأنصاري . قال : : سمعت الشيخ أبا الحجاج الأقصري رضي الله عنهء يقول: كان 
الشيخ أبو الحسن بن الصباغ رضي الله عنه» مارأ في بعض السنين» وقت الضحى 
بين بساتين قوص» فرأى حمامة على شجرة» تعدد بصوت شجي») فوقف يسمعهاء 
ثم تواجد واستغرق في وجده وأنشد : 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


حمامم الأراك ألا فاخبرينا 
فقد سقت ويحك نوخ القلوب 
تعالي نقم ماأتما للفراق 
وأسعدك النوح كي تسعد يني 
تويكى اطويلا وانشد: 
أتبكي حمام الأيك فَمد إلفها 
ولم أنا لا أبكي وأندب ما مضي 
وقد كان قلبي قبل حبي انا 
ألا هل على الشوق المبرح مسعد 
سلام على قلب تعرض بالهوى 
وعذبه هسم يهيج حزنه 


بمن تهتفين وبمن تندبينا 
فأجرين ويحك ما معينا 
ونتندب أحبابنا الظاعنينا 
كذاك الحزين يواسي الحزينا 


وأصبر عنه كيف ذاك يكون 
وداء الهوى بين الضلوع دفين 
فإن دامت البلوى فسوف يلين 
وهل لي على الوجد الشديد معين 
سلام عليه أحرقته شجون 
فللهم واللأأحزان فيه فنوت 


ثم خرّمغشياً عليه» فلما أفاق أنشد : ' 
غن لي في الفراق فَيونا 535 إن بين الضلوع داء دفينا 
ثم جد لي بدمع ععك: ا اللجعة بودن لي على البكاء معينا 
فسابكى الدماء فضلاً على الدمع ومثل الفراق أبكى العيونا 
كل اام ادها عنمي صصعر. غيى ان بيقمنة الحرون. الويا 

قال: فجرى الدمع من مقلتيه» وسقطت الحمامة إلى الأرض بين يدي 

الشيخع وجعلت تصفق بجناحيهاء حتى ماتت» فأنشد : 
وردنا على أن الهوى مشرب عذب وحطبه للسفر أشواقه الركب 
فلما وردنا ماءه ألهب الظما إلامن رأى ظمان ألهبه الشرب 
أكب الهوى يذكي على زناده أياقادحاً أمسك فقد علق الحب 
ولو أنني أخليت قلبي لغيركم منالناس محبوبا لما وسع القلب 
ترى تسمح الأيام منكم بنظرة فتلقى على الأيدي الرسائل والكتب 
أعاتبكم لاعن ملال ولاقلى2 ولكن إذا صاح الهوى حسن العتب 
ثم مشى مستغرقاً في حاله؛ فاذن الظهر وهو بقناء عند الشيخ أبي محمد 
عبد الرحيم بن حجون. والشيخ أبي الحجاج بن يوسف بن سليمان بن قاسم 
القلوسني رضي الله عنهماء ركنا ولعلستيون محبع رن را لما ليبا نقد 
خليلي من طول الملام دعاني 2 لقد جل مابي في الهوى وكفاني 
دعا الحب قلبي فاستجابت جوارحي وبلت دموعي بالذي ترياني 


؟؟ ؟! »ع متسس سييست 


كأن رقيباً منك يرعى خواطري 
أسر وأخفي ما بقلبي من الهوى 
وأنت على الحالات لا شك ناظر 
فجد سيدي بالقرب منك فإنني 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


فصرت وماأن في الورى لك ثاني 
وآخر يرعى ناظري ولساني 
على كل حال في يديك عناني 
على القرب والبعد البعيد تداني 
أوصله يا من بذاك يداني 


وكان الشيخ أبو الحسن ينشد ) والشيخان يبكيان» فلما فرغ من إنشاده 
اليك الشيخ عبد الرحيم رضي الله عنه وأرضاه: 


ماإن وكيرتك إلاهم يقلقني 
حتى كأن رقيبا منك يهتف بي 
اجعل شهودك في لقياك تذكرة 
أما ترى الحق قد لاحت شواهده 


سري وذكري وفكري عند ذكراكا 
إياك ويحك والتذكار إياكا 
فالحق إذ كان إياك لقياكا 
وواصل الكل من معناك مغناكا 


الله تعالى : 
البين فيه لمن ذاق الهوى أجل 
والبين يسكن في أعضائه زمناً 
والبين لون لروح 5-007 إذا 
يا سائلي كيف مات العاشقون فما 


به النفوس عن الأجساد 3 ترتحل 
ونار لوعته تذكو وتشتعل 
ماتوا ولكن باشتياق الهسوى قتلوا 


سكن رضي الله عنه قناء بلدة مشهورة بصعيد مصر الأعلى» وبها مات» في 
النصف من شعبان من سنة اثنتا عشرة وستمائة. ودفن عند شيخه الشيخ عبد 
الرحيم بمقبرة قناء وقبره هناك ظاهر يزار» رحمه الله تعالى. 

أخبرنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسينى. قال: سمعت 
الشيخ الأصيل أبا محمد الحسن ابن الشيخ القدوة أبي محمد عبد الرحيم بن 
0 وسوس جد تررك كا 


ال ركان إذا ا 


حسئلء لاا تقد : عجائبه 


من الصديقين. 


كالبحر حدث به ولا حرج 


الشيخ أبو الحسن علي بن إدريس اليعقوبي رضي الله عنه: هذا الشيخ من 
أكابر مشايخ العراق» وأعيان العارفين المشهورين» وأئمة المحققين البارعين. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس "8ع 
صاحب الكرامات الظاهرة» والأحوال الفاخرة؛ والأفعال الخارقة» والأنفاس الصادقةء 
والهمم السماوية؛ والمعاني القدسية» والإشارات النورية» والعلوم اللدنية. صاحب 
المقامات الجليلة» والحالات الجسيمة؛ والمناقب العلية» والكشف الجلي» والفتح 
السني» والسر المضي»ء والقدر العلي. له المحل الأرفع من مراتب القرب» والمجلس 
المصدر في منازل القدسء» والمقر الأسمى من رياض الأنس» والمورد العذب من 
مناهل الوصل» والمشرب الأحلى من موارد الوصل» والحظ الأسنى من مواهب 
الرضاء والجد الأعلى في رغائب العلى . 

وله الطور البديع في الحقائق الزاهرة» والثناء الرفيع في المعارف الباهرة» 
والمنهاج الأقوم في المحاضرات الأزلية»؛ والمعراج الأعظم في المشاهدات الإلهية؛ 
والسعي بأقدام التجريد في مشاهدة الملكوت» إلى مقعد الصمدية؛ والسبق بنجاح 
التوحيد في معالم الجبروت؛ إلى مجلس القربة» والنظر الخارق بحجب مكامن 
المغيبات» والخبر الصادق عن مكنون حقائق الآأيات . 

وله اليد البيضاء في علوم الأحوال» والباع الرحيب في معالي الموارد 
والقدم الراسخ في التمكين الواسع. والبسطة العظيمة في التصريف النافذ . 

وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجودء وصرفه في الكون» وخرق له 
العادات» وأظهر على يديه الخارقات» وأنطقه بالمغيبات» 526 من أحوال النهاية) 
وقلده أسرار الولاية» وملكه أزمة الهداية» وحكمه فى أنوار البصائر» والأبصارء 
وأطلعه على مجاري الحكمة»؛ وتصاريف الأقدار, واعرى الحكم على لسانه؛ وملا 
قلوب الخلق بمحبته» ووقر صدورهم من هيبته» ونصبه قدوة للسالكين» وحجة 
للعارفين» وإماماً للمتقين . 

وهو الذي قال: كشف لي عن الكائنات من البداية إلى النهاية» وحلت لي 
التراجم» وكل من لم تحل له التراجم فليس بشيخ. وقال أيضاً: أطلعني ربي تبارك 
وتعالى على أهل الجنة؛ وأهل النار» وأهل البرزخ» وأهل السماءء وأهل الأرض. 
وكان المشايخ في وقته يقولون: الشيخ علي بن إدريس يعرف ألسنة الجن 
والإنسء والملائكة والطيورء والوحوش والحيتان. وكان يقال: إنه يعرف ملائكة 
كل سماء ومقام» ويعرف تسبيحهم ولغاتهم» وما يوحدون الله تعالى به. وكان إذا 
جاء إلى الشيخ عمر البزار يقوم إليه» ويمشي له خطوات» ويتلقاه من بعد؛ ويكرمه 
ويحترمه» ويعتنقه» ويدشد : 

القع هدك اسيم بدك انكر كان لمياء جرت فيك أردانا 


:0ع سس ذفكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


وكان المشايخ يقولون: لما توفي الشيخ عمر البزار رضي الله عنه» كانت 
مشايخ العراق كالنجوم الزهرء والشيخ علي بن إدريس شمسا طالعة . وكان الشيخ 
أبو الحسن القرشي رضي الله عنه» يقول: الشيخ علي بن إدريس من سكان 
الصفيح الأعلى. صحب الشيخ القدوة أبا الحسن علي بن الهيتي رضي الله عنه؛ 
وإليه كان ينتمي. وصحب أيضاً شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي الله 
عنه) وخدمه» وروى عنه» وشهد له مشاهد جليلة) اوله. 
منه : موارد نفيسة؛ ودعا له وقال في حقه : لهذا الصبي شأن عظيم» وقال له 
أيضا : سيأتي زمان يفتقر فيه إليك» وتصير عليا . وكان يقول : أنا دعوة الشيخ عبد 
القادر رضي الله عنه. ولقي مشايخ العراق مثل: الشيخ عبد الرحمن الطفسونجي» 
والشيخ بقا بن بطوء والشيخ أبي سعد القيلوي؛ والشيخ أحمد البقلي اليماني؛ 
والشيخ مطر البادراني والشيخ أبي الكرم المعمرء وغيرهم رضي الله عنهم. وكان 
شيخه ابن الهيتي يكرمه ويقدمه. ويعتنى بأمره. 
وقال فيه ابن إاريضس .من جلساء خضيرة "القدس» وهو" العنن ركان هيلا 
الشأن؛ وأئمة ساداته» وأعلام الهداة القادة إليه؛ وأولي الأيدي والأبصار بأحكامه 
علماً وعملاًء وزهدأً وتحقيقاًء ومهابة وجلالة انتهت إليه رئاسة هذا الأمر في وقته) 
وبه غدقت تربية المريدين الصادقين بالعراق . وتخرج به من أهلها غير واحد»؛ مثل 
الشيخ خليفة بن خلف اليعقوبي» والشيخ أبي الشكر ماجد بن الحميدي الروحاني؛ 
والشيخ محمد معتوق بن رضوان النهر ملكيء والشيخ أبي عبد الله محمد بن 
علي الرصافي المعروف بالسبتي» والشيخ الفاضل أبي زكرياء يحيى بن يوسف بن 
يحبى الأنصاري الصرصري» والشيخ العالم كمال الدين أبي الحسن علي بن 
محمك بن وضاح السهرأبادي» والشيخ أبي محمد الحسن بن أحمد البغدادي 
المعروف بالمقصورة» وجماعة كثيرة سواهم . وانتمى إليه خلق من ذوي الأحوال» 
وتلمذ له جم غفير من الصلحاء والعلماء. 
وقال: بإرادته خلق لا يحصون كثرة» واجتمع عنده بيعقوبا عدد عظيم من 
الفقهاء والفقراء؛ وانتفعوا بكلامه وصحبته؛ واشتهر ذكره فى الآفاق» وقصد بالزيارات 
من كل جهة. وكان يجتمع ببابه أمم عظيمة من الزوار الكافع ون العدهن مخديه 
الأقطار, وربما أقاموا على بابه أسبوعا عي يروه» وربما انتهى عددهم إلى سبعة 
آلاف . ولما توفي الشيخ عمر البزار رضي الله عنه؛ أهرع مشايخ العراق إلى زيارته 
مثل الشيخ شهاب الدين السهروردي» والشيخ أبي طاهر الخليل بن أحمد 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ممصم صتخم معصصم ‏ صمبممصصمصص ممصم صم ممصم بممصصص مص ممعم صمصصم ممم ممصم د مس سمط ممصم صصص مطم يفف 


الصرصريء. والشيخ أبي البدر بن خليل المعروف بالسمين» والشيخ أبي البدر بن 
سعيد» والشيخ أبى محمد عبد اللطيف البغدادي المعروف بالمطرز» والشيخ أبي 
:العباس أحمد بن الشريف البغدادي» والشيخ أبي الحسن البغدادي المعروف 
بالخفاف» والشيخ أبي عمر عثمان بن سليمان المعروف بالقصرء والشيخ أبي 
الحسن علي بن سليمان المعروف بالخباز» والشيخ أبي البدر بن يوسف المعروف 
بالتماسكي» وجماعة سواهم من العلماء» والصلحاء. وكان يأتي إلى بغداد لزيارة 
ضريح الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه؛ وول ا ريات الأزج 
عند قاضي القضاة أبي صالح نصرء فيأتيه أكثر أهل بغداد من العلماء والمشايخ 
وسائر الناس. وبلغني أنه سمع مرة بيغداد في المدرسة المذكورة» جزء حديث 
يرويه عن الشيخ عبد القادر» وكان حي ون بصتغا في ثلاث مجالس 
متفرقة» ما يزيد على ألفي رجلء وكان القارىء له الشيخ الإمام محيي الدين أبو 
عبد الله محمد بن علي بن محمد المعروف بالتوحيدي» ابن أخت قاضي القضاة 
ابي صالخ تصير: وكان الخلفاء إذا نزلت بهم نازلة العجؤوا إليه واسعكانوا له. . وكان 
جلياد مها »سينا متاديًء متواضعاً لا يمكن أحداً من تقبيل يديه؛ ولا يستطيع 
أحد أن يقول له: يا سيدي لكراهته ذلك. وكان مشتملاً على ؟ شرف الأخلاق 
وأكرم الشيم. وكان وافر العقل» قليل الكلام» دائم المراقبة؛ كدي الحا شديد! 
في اتباع الكتاب والسنة» ظاهر الوضاءة؛» عظيم الهيبة والوقار» معائق طريق 
السلف . وكان سماطه لا ينقطع أبدأ إلا في نهار شهر رمضان. وما كان يجلس في 
صدور المجالسء ولا يتبعه أحد إذا مشى إلا بأمره» ولا يعرفه الذي لم يره قبل حتى 
يعرف به. وكان يلبس لباس أهل السواد» وكان به ألم متقادم في رجله؛ وعجز في 
آخر عمره عن الحركة. وكان يجلس مكانه أياماء لا ينهض إلا أوقات الصلاة» ولا 
يستطيع أحد أن يدنو منه إلا بإذئه رضي الله عنه. وكان له كلام نفيس في 
الحقائق 
منه : الكرم طرح الدنيا لمن يحتاج إليهاء والإقبال على الله تعالى لاحتياجك 
إليه» والتصوف كله آداب» ولكل وقت أدب» ولكل مقام أدب» فمن لزم آداب 
الأوقات» بلغ مبالغ الرجال» ومن ضيع الآأدب» فهو بعيد من حيث يظن القرب» 
ومردود من حيث يظن القبول» وحسن آداب الظاهر عنوان أدب الباطن» لأن النبي 
له » قال: «لو خشع قلبه لخشعت جوارحه)؛ وما استحق اسم السخاء من ذكر 
العطاء بلسائه» أو لمحه بقلبه. 


سسا ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
ومنه: من لم يزن أحواله وأفعاله في كل وقت بالكتاب والسنة» ولم يتهم 
خواطره؛ فلا تعده في ديوان الرجال» ومن لم يتهم نفسه على دوام الأوقات» ولم 
يخالفها في جميع الأحوال» ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أيامه» كان مغروراء 
ومن نظر إليه باستحسان شيء منها فقد أهلكهاء والولي من أيد بالكرامات وغيب 
عنها. 

ومنه: طيب النفسء» وروح القلب» وسعة الصدورء وقرة العين» في أربعة 
شياء : الاستنابة للحجة» والأنس بالأحبة» والثقة بالعدة» والمعاينة للغاية. وأنفع 
العقل ما عرفك نعم الله عليك؛ وأعانك على شكرهاء وقام بخلاف الهوى. وأنفع 
الإخلاص ما نفى عنك الرياء» والتصنع. رت ااصيارييا مما انال ارات 
مقبولة . وأنفع الفقر ما كنت به متجملاً راضياً . وأنفع التواضع ما لقي عنلك الكبرء 
وأمات مننلك الغضب . وأنفع المعاملات إصلاح خواطر القلوب . وأنفع الخوف. ما 
حجزك عن المعاصي» وأطال منك الحزن» وألزمك الفكرة . 

ورأس الاداب أن يعرف الرجل قدره» ومن لم يخش أن يعذبه الله تعالى على 
أفضل أعماله فهو هالكء, وما ابعلى أحد بمصيبة أعظم من قسوة قلبه» وكيف 
يفلح من الدنيا أحب إليه من أحب الناس» ومن ترك نهمة الدنيا استراح من الهم: 
ومن حفظ لسانه استراح من المعذرة» ومن جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته 
في دينه. 

ومنه: عرض للخلق عارض من الهوىء أقعد المريدء وألهى العاقل» فلا العاقل 
عرف داءه» ولا المريد طلب دواءه» فمن استعصم بالله تعالى عصمء ومن أسلم 
إلى نفسه حجب, فصحة الورع من علامات الخوف» وحسن الخلق من كرم الحسب» 
ومن عقل أيقن» ومن أيقن خافء ومن خاف صبرء ومن صبر ورع» ومن ورع 
أمسك عن الشبهات» وانتفى عنه الحرص والرغبة» ومن سخف عقله ضعف يقينه» 
ومن ضعف يقينه فقد منه الخوف.» ومن فقد خوفه كثرت غفلته» ومن كثرت 
غفلته قسا قلبه» ومن قسا قلبه لم تنجع فيه موعظة, وغلب عليه حب الدنياء 
وكثرت أعماله بغير حقيقة خوف من الله تعالى» والمحروم من حرم السؤال» 
والسؤال مفتاح الإجابة» ولا ينبغي للعالم أن يتكلم على الناسء إلا إذا خاف هلاك 
إنسان في بدعة» ويرجو أن الله تعالى ينجيه منهاء ببركة صالح نيته فيه . 

ومنه: أربع من أخلاق الأبدال» استقصاء الورع» وتصحيح الإرادة» وسلامة 
الصدر للخلق» والنصيحة للخاصة والعامة . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه مك 


وأربع خصال يرفع الله تعالى بها العبد : العلم» والأدب» والدينء والأمانة» 
وأقوى القوة أن تغلب نفسكء؛ ومن عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجزء 
ومن أطاع من فوقه» أطاعه من دونه» ومن خاف الله تعالى خافه كل شيء. والورع 
الوقوف على حد العلم» فورع الظاهر أن لا يتحرك إلا لله عز وجل» وورع الباطن أن 
لا يدخل في قلبه سوى مولاه» والزهد يورث السخاء بالملك» والحب يورث 
السخاء بالروح» ومن لا ورع له لا زهد له؛ ومن لا زهد له لا حب لهء وعلامة الزاهد 
ثلاث خصال: عمل بلا علاقة» وقول بلا طمع؛ وعز بلا رئاسة. وكان رضي الله 
عنه يتمثل بهذه الأبيات : 

غرست الحب غرساً في فؤادي فلا أسلو إلى يوم التنادي 

جرحت القلب مني باتصال2 فشوقي زائد والحب بادي 

سقاني شربة أحيا فؤداي بكاس الحب من بحر الوداد 
فلولا الله يحفظ عارفيه 6 لهام العارفون بكل وادي 

وكان رضي الله عنه ينشد هذه الأبيات: 

القلب محترق والدمع يسعيق والكرب مجتمع والصبر مفترق 

كيف القرار على من لا قرار له مما جناه الهوى والشوق والقلق 

يا رب إن كان شيء فيه لي فرج فامنن علي به مادام بي رمق 

أخبرنا قاضي القضاة شيخ الشيوخ شمس الدين أبو عبد الله محمد 
المقدسي رضي الله عنه قال: سمعت الشيخ العارف أبا الحسن علي بن سليمان 
الخباز» والشيخ العارف كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن وضاح يبغداد. 
قالا: سمعنا الشيخ القدوة أبا محمد علي بن إدريس بيغداد. يقول: حفظت نفسي 
من قلبي عشر سنين» ثم وردت علينا منازلة» فحفظنا كلناء والله خير حافظ وهو 
أرحم الراحمين. 

أخبرنا أبو الفضائل صالح بن يعقوب بن حمدان التميمي اليعقوبي . قال: 
حد ثني أبي قال: كان ابني إسماعيل طفلا وهو مقعد) وبلغ عمره خمس سنين 
وهو على حاله لا يتحرك من مكانه» ولا يستطيع الحركة» فحملته وأتيت به 
الشيخ علي بن إدريس رضي الله عنه؛ وسألته له الشفاء؛ فانكر علي ذلك» فتركته 
بالقرب منه» وتجنبت عنه؛ فرماه الشيخ بنارنجة كانت بيده» فوقعت على ركبتي 
الصبي» فقام يعدوء وأخذ تلك النارنجة؛ وعدا في الرياط» وهلل الناس»: وذهب 


7 5 سس سس سس سس سسسسس ٠‏ كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم علير 

أخبرنا الشيخ أبو المعالي عبد الرحيم بن مظفر بن مهذب الفرنثي . قال: 
سمعت أبي رحمه الله تعالى» وكان من أصحاب الشيخ علي بن إدريس رضي الله 
عنه. قال: جار علينا عامل فرنث في بعض السنين» وبلغ مبلغا منكراء فاتيت إلى 
الشيخ علي بن إدريس رضي الله عنه» أشكو ليه كاقيت صنب بيعقوي ترات ليان 
لآ أكلمه في ذلك من هيبته؛ ماضن الجكرب: في اللبله الرابعة في جات ودار 
أصحابه حوله» فرأى بيد أحدهم وكا وسهما. فقال: أعطنيه فناوله» فركب 
الشيخ السهم في كبد القوسء وقال لي: أأرمي؟ فقلت: يا سيدي إن شعت, 
فوضع القوس من يده كم أخذه ثانياء وقال: انين قلت يا سيدي إن شعت 
فوضع القوس من يده ثالعاًء وقال أأرمي؟ قلت: يا سيدي إن شغتء» فرمى به 
فوصل إلى شجرة هناك بينه وبينها قدر أربعة أذرع. فقال: قد رميت وأصييكت عدق 
عامل فرنث» فكبرت وكبر الناس» وقام صاحب القوس والسهم فاخذهاء فلما 
أصبحنا أتانا الخبر أن العامل بينا هو يعد المغرب على فراشه فوق سطح داره؛ إذ 
أتاه سهم غاربء, لا يدري من أين هو» فأصاب عنقه» فذبحه» وقد اسع ينا : 

أخبرنا أبو الحسن علي بن أزدمر قال: سمعت شيخنا الشيخ أبا زكرياء يحيى 
ابن يوسف الصرصري. قال : كان بيعقوبا بستان ملح ماؤه؛ فلا يثمر شجرهء ولا 
تزرع أرضهء وكان معطلا فأتى أصحابه الشيخ علي بن إدريس رضي الله عنه, 
وسألوه أن يدعو لهم بالبركة فيه؛ فأتاه وتوضأ فيهء وصلى ركعتين» ودعا لهم 
بالبركة فيه» فزرعه فاثمر وأنجبء وبورك لهم فيه. 

وهو أبو محمدء ويقال أبو الحسن علي بن زكرياء بن إدريس الروحاني 
اليعقوبي . والروحاء قرية قريبة من يعقوباءوالإدريسي نسبة إلى جده إدريس . توفي 
في سلخ ذي القعدة سنة تسع عشرة وستماثة بيعقوباء ودفن من الغد برباطه بها 
. حدث رحمة الله عليه . 

الشيخ علي بن وهب السنجاري رضي الله عنه: هذا الشيخ من أجلاء 
المشايخ؛ وعظماء العارفين» وأئمة الصادقين» وأعيان الزمان» صاحب الفتح 
السني» والكشف الجلىء والقدر العلى» والكرامات الظاهرة» والأفعال الخارقةع 
والأحوال الجليلة» والأنفاس النفيسة. له الطور الرفيع من المقامات» والمحل السامي 
في المعارف, والباع الطويل في الحقائق» والقدم الراسخ في العلوم؛» والمكان 
المكين في التمكين. 


وهو أحد أئمة هذا الشأن) وأعلام العلماء بهاء حالاً وقالاء ورئاسة وجلالة. 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس 489 
وكانت له مكارم شريفة» وخلائق لطيفة» وزهد صادقء وتواضع عظيم» وحلم 
كثير»ء وأوصاف جليلة» يتميز بها على كثير من أهل زمانه. وهو أحد من صرفه 
الله عز وجل في الكونء وأنطقه بالمغيبات» وخرق على يديه العادات» وأظهره 
للخلق» وأوقع له عندهم القبول التام» والهيبة الوافرة» وأقامه قدوة لأهل الطريق. 
انتهت إليه تربية المريدين المخلصين بسنجار وما يليها. وتلمذ له جماعة من 
الأكابر مثل: الشيخ أبي بكر بن عبد الحميد الشيباني الخبازي» والشيخ قيس 
الشامي» والشيخ جواب الكبر؛ والشيخ سعد الصفايحي» وغيرهم. وانتمى إليه من 
أهل المشرق خلق لا يحصون كثرة. 

ويقال: إنه مات عن أربعين رجلا من مريديهء كلهم أصحاب أحوال» 
حدثت عنهم أنهم لما مات» اجتمعوا في روضة تجاه زاويته» جعل كل منهم 
يأخذ من تلك الروضة قبضة من نباتهاء ويتنفس عليهاء فتزهر من جميع الأزهار 
ممختلفة ألوانهاء من أصفر وأحمر وأخضر وأزرق وأبيض وغير ذلك» حتى أقر 
بعضهم لبعض بالتمكين والتصريف . 

وهو الذي يقول: إن الله تعالى أعطاني كر 5000 وسأرده إليه ريا 
بحوله وقوته. وهو المسمى برد الفائت» لأنه اشتهر أنه من فقد حالاً كان له وأتى 
ا ل ل 

وهو أحد الرجلين اللذين لبسا من أبي بكر الصديق رضي الله عنه في النوم؛ 
فيما أخبرنا به الشيخ الفقيه الصالح أبو محمد عبد الحميد ابن الشيخ العارف أبي 
حفص عمر بن الشيخ الجليل أبي الفرج عبد الحميد بن الشيخ القدوة أبي بكر بن 
عبد الحميد» بن أبي بكر السنجاري الشيباني . 

قال: أخبرني أبي» قال: سمعت جدي الشيخ أبا بكر يقول: صليت بسيدي 
الشيخ علي بن وهب رضي الله عنه؛ أربعين سنة» وسألته عن بدايته. فقال: كنت 
اشتغل بالعلم» وأتعبد في مسجد بظاهر البدرية» فبينما أنا ليلة نائم رأيت أبا بكر 
الصديق رضي الله عنه في النوم» فقال لي : يا علي قد أمرت أن ألبسك هذه الطاقية؛ 
وأخرج من كمه طاقية» ووضعها على رأسي» فاستيقظت والطاقية بعينها على 
رأسي . ثم جاءني الخضر عليه السلام بعد أيام وقال لي: يا على اخرج إلى الناس 
ينتفعوا بك فتغبت في أمري. ثم رأيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه في النوم؛ 
وقال لي : مقالة الخضر فاستيقظت»ء وتثبت في أمري. ثم رأيت رسول الله ييه في 
الليلة الثانية» وقال لي كمقالة أبي بكر الصديق رض الله عنه فاستيقظت وعزمت 


« "ا بع سسسسسيسيسسسسسيت 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
على الخروج ونمت في آخر الليل من ليلتي تلك فرأيت الحق سبحانه وتعالى وقال 
لي : يا عبدي قد جعلتك من صفوتي في أرضي» وأيدتك في جميع أحوالك بروح 
وأظهر فيهم ما أيدتك من اياتي» فاستيقظت وخرجت إلى الناس» فأهرعوا إلي من 
كل جانب؛ ولم يبلغنا أن أحدا من المشايخ ألبسه أبو بكر الصديق رضي الله عنه 
في النوم واستيقظ فرأى الخرقة التى ألبسه إياها فى النوم على رأسه. سوى الشيخ 
واشتهر ذكره في الآفاق . وكان له كلام عال على لسان أهل الحقائق . 

منه: معرفة الله تعالى عزيزة ل تدرك بالعمل» بل يقتبس أصلها من الشرع» 
ثم تتفرع حقائقها على قدر القرب». فقوم عرفوه بالوحدانية» واستراحوا إلى 
الصمدانية» وقوم عرفوه بالمدرة فتحيرواء» وقوم عرفوه بالعظمة» فوقموا علن قدم 
الدهشة وأيقنوا أن لن يدرك أحد غيبه» وقوم عرفوه بعزة الإلوهية» وقوم عرفوه 
بصنائعهء واستدلوا عليه بيدائعه فشاهدوه في إيدائه وصنعهع ورأوى في إعطائه 
ومنعهء وقوم عرفوه بالتكوين, فمنحهم الثبات والتمكين» وقوم عرفوه لا بغيره) 
فأراهم من آياته ما لا عين رأت» ولا أذن سمعت» ولا خطر على قلب بشر. 

ومنه: من أحبه الحق عز وجلء وأراده أسكن في قلبه الإرادة» والمريد 
محب طالبء والشوق لقلبه غالب» والتوق إليه سالب» والمراد محبوب مطلوب 
مأخوذ مسلوب, إلى الجنات مجذوبء قد ظهر عليه الشوق وغلبء. إذ قد وجد ما 
طلب» قد قطع الطريق وطواهاء وما أزال نفسه ونحاهاءومحا الأكوان من نظره» فما 
يراها. 

ومنه: الزهد فريضة» وفضيلة» وقربة. فالفرض 0 الحرام, والفضل فى 
المتشابه؛ والقربة في الحلال. والزهد أعم من الورع» لأن الورع اتقاءء والزهد قطع 
الكل . وعلامة الإخلاص أن تغيب عنك الخلق» فى مشاهدة الحق» وبقاء الأبد فى 
فنائك عنك» ومن سكن سره إلى غير الله تعالى» نزع الله عز وجل الرحمة من 
قلوبهم عليه وألبسه لباس الطمع فيهم . 

وكان رحمه الله تعالى يتمثل بهذه الأبيات : 

من أظهروه على سر فباح به لم يطلعوه على الأسرار ما عاشا 

وأبعدوه فلم ينعم بهم أبدا وأبدلوه مكان الأنس إيحاشا 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم علية ‏ سس تب ومع 

لا يصطفون مذيعا بعض سرهم حاشيا جلالهم من ذلكم حاشيا 
عمر الشيباني. قال: أخبرنا أبي» قال: سمعت جدي الشيخ أبا بكر بن عبد 
الحميد الشيباني السنجاري. يقول: اجتمع الشيخ علي بن وهبء والشيخ عدي 
ابن مسافر» والشيخ موسى الزولي رضي الله عنهم) عند صخرة عظيمة» بجبل 
السلوء ببلاد المشرق» فقالا للشيخ على بن وهب: ما التوحيد؟ فقال: هكذاء 
وأشار بيده إلى تلك الصخرة» وقال: الله؛ فانفلقت نصفين» وهي إلى الآن معروفة» 
يصلي الناس بين نصفيها. قال: وكان في زمائه رجل من أهل همذان» يسمى 
بالشيخ محمد بن أحمك الهمذانى» وكان من أصحاب الأحوال والمقامات» ففقدل 
أحواله, وتوارت عنه مقاماته» وكان من بعض أحواله»أن بصيرته ترى الملكرت 
الشيخ علي بن وهب رضي الله عنه» فتلقاه» وأكرمه. وقال له: يا شيخ مجه 
هذا حالك الذي كنت فقدته)» وسأزيدك اثنتين» ثم أمره أن يغمض عينيه؛ ندل 
فرأى الملكوت الأسفل إلى البهموت. فتمال: هذه الواحدة» وأما الأخرى» فقد 
أعطيتك خطوة تمر بها إلى جميع الآفاق. 

قال: فرفع إحدى رجليه» وهو عند الشيخ علي بن وهب بيسنجار» 0 

8 . . 26 
الأخرى بهمذان. قال: وورد عليه مرة فقراء واشتهوا عليه حلواء؛ فد خل إلى 0 
ال م اس 2 9 : نندة6 
وااحل قشور رماث» كان» ثم وضعه في دست» واوقفد تحته ناراء و م 

- ناء وأطيبها 

صبه في إناء وأخرجه إليهم. فأكلوا حلواء» من أحسن حلواء الدنياء و 

وألذها. 

قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو الفرج عبيد بن منيع بن 
إلرة : 00 را منعة سلامة . ناقد الفروقى» المجاب 
ي. قال: سمعت ١‏ الجليل آأبا منعة و 1 اا » يقول: 
ل 
جام رجل نر العهن امم القنيع احي ين على إلى واي ! يخ علي بن 98 
. 1 8 7 فقال للد ه: أريد أن أجلس ' 
رصي الله عنه» وكان صاحب قدم ومجاهدة» 89 556 فقال: 0 
لا ناكل ولا ننشرب» ولا ننام ولا نعو : 
فقال: بسم 


عبادة الأنصاري الحموي ٠‏ 
كامل الأعزازي العمصعصي 


وأنت اقفن ريت حسسون يؤماء ذلك 
بع إن كبرت ووهن عظمي#اواضعانتافوتي» فقال: لا بد من ” ١‏ 
الله وقاما ودخلا بيتا. 


0 اليو 


ومع اللتشس تت ؤذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 

وقال الشيخ لنا: ائتوني بالطعام والشراب» فجعلنا كل يوم نأتيه بأنواع 
الطعام. والشراب والنطيخ .فيا كل في الليل والنهار مرارأء أكثر من عادته؛ فمكث 
في ذلك البيت خمسين يوماء أكل فيها من الطعام واللحوم والبطيخ » وشرب من 
الماء واللبن ما لا يحصيه إلا الله عز وجل» ومع ذلك لا يبول ولا يتغوط» ولا ينام 
ولا يتوضاء ولا يقوم من مجلسه ليلاً ولا نهاراء فقبل الشيخ أحمد رجل الشيخ 
على بن وهب وقال له: أنت الأستاذء ولازم خدمته إلى أن مات . 

ْ قال: وأتاه أيضاً رجل مغربي اسمه عبد الرحمن بن أحمد الإشبيلي» ووضع 

بين يديه سبيكة من ذهب. وقال له: يا سيدي هذه للفقراء من صنعي . فقال 
الشيخ لمن حضره: من عنده آنية من نحاس» فليأتني بهاء فأتوه بأواني كثيرة من 
الطاسات والأطباق» وغير ذلك» فأمر بهاء فجعلت في وسط الزاوية» وقام ومشى 
إليهاء فصار بعضها ذهباء وبعضها فضةء إلا طاستين. فقال الشيخ لأصحاب 
الانية: من له إناء فلياخذه؛ فاخذوها ذهبا وفضة. ثم قال لعبد الرحمن: يا بنيء إن 
الله عز وجلء أعطانا هذا كله. وقد تركناه؛ ولا حاجة لنا في سبيكتكء فسألناه 
عن سبب اختلاف الانية» فقّال : لما قلت : من عنده آنية فليأتني بهاء فمن انبعث 
لكلامي ولم يجد في نفسه حرجا صارت آنيته ذهبأء ومن وجد في نفسه بعض 
حرج» صارت انيته فضة» ورجلان منهم أساءا , بي الظن فلم يتغير إناؤهما. وكان 
رضي الله عنه؛ يحرث في وقت على زوج بقر» وكان لا يمسهما بيده» وإذا قال 
لهما: قفا وقفاء وإذا قال لهما: امشيا مشياء وربما يذر الحنطة وغيرهاء فنبتت فى 
الحال» وماتت له بقرة فجاء فاخذ بقرنيهاء وقال: اللهم أحيها لي» فقامت تنفض 
أذنيها. وهو رضي الله عنه؛ ربعي» شيباني» موسوي» سكن البدرية قرية بأرض 
القنا من أعمال سنجار وبها مات» وقد ناف على الثمانين؛ وقبره بها ظاهر يزار. 
وكان عالما فاضلاً فصيحاًء لوذعياء مغواطيعا؛ وكا لا حلت الله تعالق ابداء 
وكان إذا أراد أن يحلف يقول: أمى مرة» رضى الله عنه . 

أخبرنا أبو محمد عمران د عفان عه 5 أحمد السنجاري المؤدب . 
قال: أخبرنا الشيخ الأصيل أبو عبد الله محمد ابن الشيخ الجليل» أبي عبد الله 
محمد ابن الشيخ الأصيل أبي محمد الحسنء ابن الشيخ أبي عبد الله محمدء ابن 
الشيخ القدوة أبي الحسن علي بن وهب السنجاري. قال: سمعت أبي يحدث عن 
أبيه» قال: سمعت والدي رضي الله عنه» يقول: الشيخ عبد القادر رضي الله عنه 
أحد أعيان الدنياء الشيخ عبد القادر أحد أفراد الأولياء, الشيخ عبد القادر من 


حدق 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس #”#ع 
تحف الوجودء الشيخ عبد القادر من هدايا الله تعالى للكون» طوبى لمن رآه 
طوبى لمن جالسه؛ طوبى لمن بات في خاطر الشيخ عبد القادر رضي الله عنهم 
أجمعين» ورحمنا بهم آمين. 

الشيخ موسى بن ماهين الزولي رضي الله عنه: وأرضاه» هذا الشيخ من أكابر 
المشايخ» وصدور العارفين» وأئمة المحققين. صاحب الكرامات المأثورة» 
والمناقب المشهورة» والأفعال الخارقة» والأحوال النفيسة» والمقامات الجليلة: 
والحقائق السنئية» والكشف الجلي . 

وهو أحد أركان هذا الطريق» وأعيان علمائهاء وأعلام ساداتهاء حالاً وقالأ 
وزغندا وتيععيفا :ايكيا وسهانة»ورئاسة . وله اليد البيضاء في الحكم والتواضع» 
والقدم الراسخ في القرب والمعالي» والمنازل الرشيح ةفق النقانا 0ه والمرامي العلية 
في المعارف . 

وهو أحد من أبرزه الله تعالى إلى العباد» وأنطقه بالمغيبات» وخرق له 
العادات» وأوقع له الهيبة في | لقلوب» والقبول العظيم عند الخلق. انتهت إليه 
الرئاسة في هذا الشأن» وانعقد عليه إجماع المشايخ وغيره بالتبجيل العم 
وقصد بحل مشكلات الموارد» وكشف مخفياتهاء وتربية السالكين» وتهذيب 
المريدين بماردين» وما يليها. وتخرج بصحبته كثير من المشايخ ببلاد المشرق . 
وتلمذ له جماعة من ذوي الأحوال السنية» وانتمى إليه خلق كلمن وكان شيخ 
الإسلام محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه» يثني عليه كثيرأ» ويعظم شأنه. 
قال مرة : يا أهل بغداد ستطلع عليكم شمس مااطلعت عليكم قطء فقيل له: ٠‏ ومن 
هو؟ فقال الشيخ عبد القادر: رجل يقال له الشيخ موسى الزولي» ثم أمر الناس أن 
يتلقوه من مسيرة يومين» فلما قدم الشيخ موسى أتى إلى الشيخ عبد القادرء 
فأكرمه إكراما كثيرأً» وتأدب الشيخ معه أدباً عظيماء وكان قدم بغداد يومعذٍ 
حاجاً. وكان له كلام جليل على لسان أهل المعارف . 

منه: الدقائق معانى تفصيل المنازلات» وشعائر تخميل المحاضرات» وهي 
بالنظر إلى الجمل الكليات متحدة متصلة؛ وبالالتفات إلى الصور الجزئيات؛ 
بطريق الكشف عن مواضع التشكيل» منفصلة» والرقائق أرواح في الدقائق» وهي 
مقدمة الحكمة الأزلية» فتحيط الأغيار بالأغيار» وتنكشف الأنوار بالأنوار» ولو 
رفع لك هذا الحجاب» على بساط الروحانية؛ لكلمك من ذاتك بعدد ولد آدم من 
الخلق» ولرأيت رقائق ذاتك راكعة مع الراكعين» وساجدة مع الساجدين» والحقائق 


ك “ا ...| فكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


ذوائب العلى» وروائح أرواح السناء وهو اللمح اللامع؛ والفتح الطالع» من وطىء 
بساطها استوى» ومن ركب براقها بلغ سدرة المنتهى» وهي التي تنفهق على 
ل ل ل اي ا 
عليها البساط العلمي» والنور الكشفي» والحضور الأدبي» فيصعد عنها العارف 
على معارج أنوار من صور فوائد الوصلء» إلى بين يدي حضرة الجلال» ومشرق 
الإقبال» بما يتبعها من نور وسناء وروح طيب وحياء فيقوم المقام الأاحمدء ولا 
يزال الأمر كذا عود على بدءء ورد فعروج وحضورء ونور وقبول» وانفهاق ونفوذء 
ونشاط ونهوض إلى ما لا آخرله؛ فكل باطن حقيقة لكل ظاهر؛ وكل أعلى حقيقة 
لكل كل 

أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن علي بن أبى المحاسن 
يوسف بن أحمد بن محمد القرشي المازديكى ء اقل ممعت الى ديف رين 
؛بيه» قال: كان شيخنا الشيخ موسى الزولي رضي الله عنه» كثير المشاهدة لرسول 
الله تنه » وكانت غالب أحواله بتوقيف منه عَيِنْه » وكان إذا مس الحديد بيده لان 
له حتى يصير كاللبان» ووقع مرة بماردين حريق فادح» واستطار في أقطار البلد 
إرجطارة كثيرة» فضج الناس بالشيخ موسى» فاعطاهم عكازه؛ وأمرهم أن يلقوه في 
إزئار فذهبوا وألقوه فيهاء فانطفات لوقتها كانها لم تككن قطء وجاؤوا وأخرجوا 
إمكاز. فما رأوه احترق ولا اسودٌ ولا سخنء فأتوا به إليه. فقال: إن الله عز وجل 
وعدني إن لا يحرق بالنار ما مسته يدي . 

اخيرنا جدي لاني الشيخ السالع أرو اذا [ساغيل ين اهمع بدن زرخ ان 
إبى الحسن المندري المغربي . قال: أخبرنا أبي عن أبيه؛ قال: كان الشيخ موسى 
وروي رضي الله عنه؛ كثير الإخبار بالمغيبات؛ وإذا أخبر بشيء وقع كفلق الصبح 
ف الوقت الذي أخبر عنه على الوصف الذي وصفه» وشاهدته مرة وقد أتته امرأة 
حكن وقالت له: هذا فلان بن فلان عمره أربعة أشهر» فدعاه الشيخ إليه فاتاه 
مرو . فققال له: اقرأ: لوقل هو الله أحد 4 [الإخلاص:١]»‏ فاقرأه سورة الإخلاص 
إلى جما فقرأها الصبي بلسان فصيح, وما زال يمشي ويتكلم منذ ذلك الوقت» 
إلى إن بلغ سن من يمشي ويتكلم, ورأيته بعد موت الشيخ موسى رحمه الله 
1 بولاثين سنة» فوالله ما زادت فصاحة نطقه على فصاحته. حين تكلم بين 


يدي الشيخ أول مرة . 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه لشتبتغشغغغغغغغغشقغقغككطاواا مم14 فود 


لأعمى بالنظر إلا نظر» ولا على بصير بالعمى إلا عميء ولا لفقير بالغنى إلا استغنى» 
ولا على غني بالفقر إلا افتقر» ولا لذي عاهة أو مريض إلا برىء»؛ أو عوفي» ولا فى 
شيء بالبركة إلا ورأى من بركته عجباء ولا في أحد بأمر إلا ظهر عليه أثره في 
الحال. وكان رضي الله عنه؛ يكنى أبا مساور فيما بلغني» واستوطن ماردين» ويها 
مات» وقد علت سنه» وقبره بها ظاهر يزار. وحدثت أنه لما وضع في لحده نهض 
قائما يصلي» واتسع له اللحد وأغمي على من كان نزل قبره. وكان رحمه الله 
جمياة بيبا »مهايا نامل . 
أخبرنا أبو علي الحسن بن نجيم الحوراني» قال: سمعت الشيخ أبا الفتوح 
يحيى بن سعد الله بن الحسين التكريتي. يقول: لما قدم الشيخ موسى الزولي 
بغداد انينا "كنتت 8 ووالدي معد فلما اجتمع بالشيخ عبد القادر رضي الله 
عنهمال رأينا من احترام الشيخ موسى له وأدبه معه ما لم نره فعله مع غيره من 
الناس» فلما خلونا به» قال له والدي: ما رأيتك احترمت أحدا مثلما احترمت 
الشيخ عبد القادر. فقال: الشيخ عبد القادر خير الناس في زماننا هذاء وسلطان 
الأولياء, وسيد العارفين في وقتناء وكيف لا أتأدب مع من تتأدب معه ملائكة 
السماء رضي الله عنه» وعنهم أجمعين. 
الشيخ أبو النجيب عبد القاهر السهروردي رضي الله عنه: هذا الشيخ من 
أكابر مشايخ العراق» وصدور العارفين» وأعيان المحققين» وأعلام العلماء. صاحب 
الكشف الظاهر» والكرامات الخارقة» والأحوال النفيسة؛ والمقامات الرفيعة» والأنفاس 
الصادقة؛ والمعارف السنية. 
وهو أحد من درس بالنظامية وتصدر للفتاوى بهاء ووضع الكتب المفيدة 
في علمي الشريعة والحقيقة» وقصد إليه طلبة العلم ببغداد» وكان يلقب بمفتي 
العراقين» وقدوة الفريقين. 
وهو أحد أركان هذا الشأن» 0 ساداته» وأجلاء القادة إليه) ورؤساء الدعاة 
إليه . له المنهاج الأعلى في الحقائق؛ والمعراج الأرفع في المعالي» والمقر السامي 
في القرب» والقدم 00 2 0 » والباع الطويل في أشرف الأخلاق» 
وأطيب الأعراق» وأحسن الصفات. انعقد عليه إجماع المشايخ والعلماء 
بالاحترام» وأوقع الله عز وجل له القبول التام في الصدورء والمهابة الوافرة في 
القلوب. وتخرج بصحبته غير واحد من أعيان المشهورين»؛ مثل الشيخ شهاب 
الدين أبي عبد الله عمر بن محمد السهروردي» والشيخ أبي محمد عبد الله بن 
مسعود بن مطر الرومي» وغيرهماء رضي الله عنهم . 


7# ام-0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 


وانتمى إليه من مشايخ الصوفية جم غفير واشتهر ذكره في الافاق» وقصد 
من كل قطرء وكلامه في الحقائق» وتسليك المريدين» وآداب الصادقين» كثير 
مشهور:. 

منه: الأحوال معاملات القلوب» وهي ما تحل بها من صفات الأذكارء 
وفوائد الحضورء ومعانى المشاهدة» فمن ذلك المراقبة» وهي النظر بصفاء اليقين» 
لك يباك فى العرم وهو هع الو نين يد اللداتهانن ويا فيه عينا معرافة 
ثم المحبة» وهي موافقة المحبوب في محبوبه» ومكروههء ثم الرجاءء وهو 
تصديق الحق عز وجلء» فيما وعد به» ثم الخوف» وهو مطالعة القلب لسطوات 
الله تعالى» ونقماته» ثم الحياء» وهو حصر القلب عن الانبساط» ثم الشوق» وهو 
هيمان القلب عند ذكر المحبوبء, ثم الأنس وهو السكون إلى الله تعالى تحت 
مجاري الأقدارء ثم اليقين وهو التصديق مع ارتفاع الشلكع ثم المشاهدةق وهي 
فصل بين رؤية اليقين ورؤية العيان» ثم يكون فواتح ولوائح وموانح» بخفاء العبارة 
عنهاء والقرب يقتضي هذه الأحوال كلهاء فمنهم من ينظر في حال قربه إلى عظمة 
الله تعالى وهيبته» فيغلب عليه الخوف والحياء» ومنهم من ينظر إلى لطف الله 
تعالى» وقديم إحسانه» فيغلب على قلبه المحبة والرجاء . 

ومنه: أول التصوف علم» وأوسطه عملء» وآخره موهبة» فالعلم يكشف عن 
المراد» والعمل يعين على الطلبء والموهبة تبلغ غاية الأمل» وأمله على ثلاث 
طبقات: مريد طالب» ومتوسط سائر» ومنته واصل» فالمريد صاحب وقت» 
والمتوسط صاحب حال» والمنتهي صاحب 06 وأفضل الأشياء عندهم عد 
الأنفاس» فمقام المريد المجاهدات» والمكابدات» وتجرع المرارات» ومجانبة 
الحظوظ؛ وما للنفس فيه متعة؛ ومقام المتوسط ركوب الأهوال في طلب المرادء 
ومراعاة الصدق في الأحوال» واستعمال الأدب في المقامات؛ وهو مطالب باداب 
المنازل؛ وهو صاحب تلوين لأنه مرتق من حال إلى حال» وهو في الزيادة» ومقام 
المنتهي الصحو والثبات» وإجابة الحق من حيث دعاهء قد جاوز المقامات» وهو 
في محل التمكين, لا تغيره الأحوال» ولا تؤثر فيه الأهوال» قد استوى في حالة 
الشدة والرخاءء والمنع والعطاءء والوفاء والجفاء» أكله كجوعه» ونومه كسهره. قد 
فنيت حظوظه؛ وبقيت حقوقه؛ ظاهره مع الخلق؛ وباطنه مع الحق» وكل ذلك منقول 
من أحوال النبي عَلِنّه: وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين. وكان رضي الله عنهء 
يتمثل بهذه الأبيات : 


كر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس ست لامع 

فتغفنى الحقيمقة عن ذاتها ويخفى الفنا عن عيان الحقيقه 

وتيمقى بلا أنت فردا به يا تعوم بخبارا عشيقة 

وتقدم من غيبها ظاهرا بكل إشارارة ذوق دقيقه 

تميت الحجاب وتحيي اللباب وهذا نهاية علم الطريقه 

أخبرنا الفقيه الصالح أبو محمد الحسن ابن القاضي أبي عمران موسى بن 
أحمد الخالدي الصوفي . قال: سمعت الشيخ الإمام شهاب الدين أيا عبد الله عمر 
اين محمد السهروردي رضي الله عنه. يقول: ما لاحظ عمي شيخنا الشيخ ضياء 
الدين أبو النجيب عبد القاهر رضي الله عنهء ميد يغبن الرغادة إلا نتج وبرع . 
وكان إذا جاءني رجل في خلوة» يد خل عليه كل يوم» يتفقد أحوالهء ويقول له: 
يرد عليك الليلة كذا وكذاء ويكشف لك عن كذا وكذاء وتئال حال كذا وكذاء 
أو مقام كذا وكذاء وسياتيك شخصء في وقت كذاء في صورة كذاء ويقول لك 
ككذاء فاحذره فإنما هو شيطانء» فيجد ذلك الرجل جميع ما أخبره به الشيخ في 
الوقت الذي ذكرهء وعلى النعت الذي وصفهء وكنت عنده مرة فأتاه سوادي 
بعجل. وقال له: يا سيديء» هذا نذرناه لك» وانصرف الرجل فجاء العجل حتى 
وقف بين يداي الشيخ . ٠‏ 

فقال الشيخ لنا: إن هذا العجل يقول لي : إني لست العجل الذي نذر لك؛ 
بل نذرت للشيخ علي بن الهيتي» إنما نذر لك أخي فلم يلبث أن جاء السوادي 
وبيده عجل يشبه الآأول» فقال السوادي:: يا سيديء إني نذرت لك هذا العجل؛ 
ونذرت للشيخ علي بن الهيتي العجل الذي أتيتك به أولأء وكانا اشتبها علي؛ 
واخد الأول واتصرف): وتفضير عفد وامرة ثلاقة من النيوت وثلانة عن التصارى» 
فعرض عليهم الإسلام فابوا إباء عظيماًء فوضع في فم كل واحد منهم لقمة من 
لبن؛ قما يعم أكلها وبلعها حعى يسليء فاسلنوا ستعهمء وقالوا: لما خالط اللبن 
بواطدناء نسخ منا كل دين غير دين الإسلام . 

فقال الشيخ: وعزة المعبود ما أسلمتم حتى أسلم شياطينكم على يدي؛ 
وإني استوهبتكم من الله تعالى فوهبكم لي» ثم مسح بيده على عيونهم؛ فكشف 
لهم عن قرنائهم » وخاطبوهم بالإسلام. 

أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن عيد السميع 
الصنهاجي . قال: سمعت شيخنا الشيخ أبا محمد عبد الله بن مسعود المعروف 
بالرومي . قال: مررت مرة مع شيخنا الشيخ ضياء الدين أبي النجيب رضي الله 


"7 4 سس 0.2 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
عنه» بسوق السلطان ببغداد» فنظر إلى شاة مسلوخة معلقة عند جزار» فوقف 
عندها وقال للجزار: إن هذه الشاة تقول لي إنها ميتة؛ فغشي على الجزار» وتاب 
على يد الشيخ» وأقر بصحة قوله. قال: ومررت معه مرة أخرى على الجسرء فرأى 
رجلا يحمل فاكهة كثيرة» فقال له: بعني هذه الفاكهةء فقال: ولم؟ قال: إنها 
تقول لي: أنقذني من يد هذاء فإنه اشتراني ليشرب علي الخمرء فأغمي على 
الرجل وسقط على وجهه؛, ثم أتى الشيخ؛ وتاب على يدهء وقال: والله ما علم 
بهذا الحال الذي أخبر به الشيخ سوى الله تعالى» وأنا. 

قال: واجتزت معه يوما الكرخ, فسمعنا اختلاط أصوات سكارى في دارء 
وشممنا رائحة منكرة» فدخل الشيخ دهليز الدار؛ وصلى ركعتين» فخرج من كان 
فيها صالحين» فدخلناء فإذا الخمر الذي كان في الأواني عندهم قد صار ماءء 
وتابوا كلهم على يد الشيخ. وهو الشيخ ضياء الدين» ويلقب أيضاً بنجيب الدين 
أبي النجيبء» عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله» المعروف بعمومية 
ابن سعد بن الحسين بن القاسم بن النظر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد 
الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه» السهروردي» 
رحمه الله . والسهروردي بذ بضم السين والراء الأولى سكن رضي الله عنه بغداد» إلى 
أن مات بهاء سنة ثلاث وستين وخمسمائة» ودفن بمدرسته على شاطىء دجلة 
عند الجسر العتيق» وقبره بها ظاهر يزار. وكان رضي الله عنه» بهي السمت ظاهر 
الوضاءء قيما يشرح أحوال القوم. وكان يتطيلسء ويلبس لباس العلماء» ويركب 
البغلة» وترفع بين يديه الغاشية 

رحكى عنه شهاب الدين السهروردي» في كتاب عوارف المعارف كثيراًء 
وعمويه بفتح العين المهملة» وتشديد الميم» وضمهاء وبعدها واو ساكنة» وياء 
آخر الحروفء وتاء التأنيث . 

أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله الأبهري» وأبو محمد سالم بن 
علي الدمياطي الصوفي. قالا: سمعنا الشيخ شهاب الدين أبا حفص عمر السهروردي» 
يقول: دخلت مع عمي شيخنا الشيخ أبي النجيب رضي الله عنه» في سنة ستين 
وحمسهانة إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنه. فتأدب عمي معه 
أدبا عظيمأء وجلس بين يديه أذناً بلا لسان» فلما رجعنا إلى النظامية» قلت له في 
ذلك الوقت عن التأدب مع الشيخ . فقال: كيف لا أتأادب معهء وهو له الوجود 
التام وقد صرف في عالم الملك؛ وبوهي به في وجود الملكرت» وانفرد في عالم 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه سس سس سسسب ومع 
الكون في هذا الوقت» وكيف لا أتأدب مع من صرفه مالكي في قلبي» وحالي» 
وفي قلوب الأولياء وأحوالهم» إن شاء أمسكهاء وإن شاء أرسلها رضي الله عنه 
وعنهم أجمعين . 
الشيخ أحمد ب بن أبي الحسن الرفاعي رضي الله عنه: هذا الشيخ من أعيان 
مشايخ العراق, وأجلاء العارفين» وعظماء المحققين» وصدور المقربين. صاحب 
المقامات العلية» والجلالة العظيمة» والكرامات الجليلة» والأحوال السنية» والأفعال 
الخارقة. والأانفاس الصادقة. صاحب الفتح المونق» والكشف المشرق» والقلب 
الأنورء والسر الأظهرء والقدر الأكبر. صاحب المعارف الباهرة» والحقائق الزاهرة؛ 
واللطائف الشريفة» والهمم المنيفة» والإشارات السامية. له المكان المكين» في 
القرب». والمجلس المصدر في الحضرة؛ والطور الرفيع في التمكينء والمقام الأعلى 
في القوة» والقدم الراسخ في التصريف النافذ» والباع الطويل في أحكام الولاية؛ 
وهو أحد من خرق الله تعاللى له العوائدء وقلب له الأعيان» وأظهر على يديه 
العجائب, وأنطقه بالمغيبات» وصرفه في الوجود» وأقامه حجة على المسلمين» 
ونصبه قدوة للسالكينء ؛ وأوقع له القبول العظيم عند الخاص والعام. وهو أحد 
أركان هذه الطريقة 5 علماً وحالاً قينا وأحد أفراد هذا الشأن» وأئمة ساداته» 
وأعلام الدعاة والهدى إليه. وهو أحد من تذكر عنه القطبية» وهو الذي يقول: 
الشيخ بدن مسر ابر تريك ون ديواة الاإشقيا: 
وقيل : إن رجلاً دخل على بعض مشايخ البطايح» فلما خرج الرجل قال ذلك 
الشيخ لمن حضره : قرأت على جبهة هذا الرجل سطر الشقاوة» فأتى ذلك الرجل 
إلى الشيخ أحمد» ولبس منه خرقة؛ ثم أتى إلى زيارة ذلك الشيخ » فقال الشيخ 
لأصحابه : قد محا من وجهه سطر الشقاوة» وأبدل بسطر السعادة» ببركة الشيخ 
أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه . وهو الذي سكل عن وصف الرجل المتمكن. 
فقال : هو الذي لو نصب له سنان» في أعلى شاهق في الأرض» وهبت الرياح 
الثمانية, ما حركت منه شعرة واحدة . وذكر عنه أنه دخل عليه رجل» فوضع له 
الشيخ طعامأء فقال : إذا جاء وقتي أكلتء قال له: متى وقتك؟ قال: المغرب» قال 
له : عن كم؟ قال: عن ستة أشهرء فلما كان وقت المغرب» قدم له الطعام»فاكل 
وسأله أن يأكل معه. 
فقال: إذا جاء وقتي أكلتء قال: ومتى وقتك؟ قال: بعد ستة أشهرء قال: 
وكم مضى لك؟ قال: ستة أشهر. قيل: فسعل الشيخ أحمد رضي الله عنه؛ عن 


اق سس .| كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
سبب ذلك» فقال: دخلت دارنا توا شديد الحرء وأنا عطشان» فوجدت ماء 
يخروكا ناض السنكى» قن شال سر ا العجين» فأردت أن أشربه. فقالت لي 
نفسي : أما ترى الماء البارد في الكوزء, فامتنعت من الشرب؛» وعاقدت الله أن لا 
أكل ولا أشرب إلى سئة . وهو أحل من قهر أحواله. وملك أسراره. وغلب مراده» 
وظهر على أمره بصحة زهده» وكثرة حلمه؛» وسدة تواضعه. وعظم إيثاره. وبخمول 
نفسه» تضرب الأمثال» وإلى مثلها تمتد الامال» وتشد الرحال» وفي بغضها تفنى 
الآجال» ولا غرو إن عمر الله عز وجل القلوب بمحبته» وملا الصدور من هيبته: 
وقاد النفوس إلى إرادته» وعم الأقطار بذكره. وعطرت الآفاق بنشره» فاستطار في 
الأنام استطارة النار بالرياح» وعلا في العالمين علاء الجو بالصباح. وانتهت إليه 
الرئاسة في علوم الطريق» وشرح أحوال القوم» وكشف مشكلات منازلاتهم» وبه 
غدق الآمر بتربية المريدين بالبطايح. وتخرج بصحبته جماعة كثيرة» من أعلام 
الطريق» وتلمذ له خلق لا يحصون من أرباب الأحوال الصادقة . وانعمى إليه عالم 
عظيم في كل قطر» وتبعه جم غفير من كل جهة» ورماه المشايخ والعلماء وغيرهم 
بأبصار التبجيل» وشهد له الخلق بالاحترام والتفضيل» وقصد بالزيارات من كل فج 
عميق» وكان مشتملا على ألطف الاأخلاق وأشرف الصفات» وأكمل الآداب. وقد 
التامل عباتن 
منه: الكشف قوة جاذبة» فخاصيتها نور عين البصيرة» إلى فيض الغيب» 
فيتصل نورها به اتصال الشعاع بالزجاجة» الصافية» حال مقابلتها 5 الميجارواياء 
إلى فيضه؛ ثم يتقاذف نوره؛ منعكساً بضوءه» على صفاء القلب» تم فترقى جناطفا 
إلى عالم العقد؛ فيتصل به اتصالاً معنوياً له أثر فى استفاضة نور العقل» على 
ساحة القلب» 00 الل و ا فيرى ما خفي عن الأبصار 
ومنه: الزهد أساس الأحوال 00 للم السنية. وهو أول قدم 
الصادقين القاصدين إلى الله عز وجل؛ والمنقطعين إلى الله؛ والراضين عن الله 
بعذه») والفمر رداء الشرف» ولباس المرسلين» وجلباب الصالحين» وتاج المتقين» 
وغنيمة العارفين» ومنية المريدين رضا الجبار» وكرامة لأهل ولايته» والأنس بالله 
عز وجل لعبد قد كملت طهارته؛ وصفا ذكره» واستوحش من كل ما يشغله عن 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه حقكف 


الله عز وجلء» فعند ذلك انسه الله عز وجل به» وأراده بحق حقائق الأنس به 
فأخذهم عن وجد طعم الخوف لما سواه» والمشاهدة حضور» بمعنى قرب مقرون 
بعلم اليقين» وحقائق المتقين» والتوحيد وجدان تعظيم في القلب» يمنع من 
التعطيل» والتشبيه. 
ومنه: لسان الورع يدعو إلى رك الأفات» ولسان التعيد يدعو إلى دوام 
الاجتهادء ولسان المحبة يدعو إلى الذوبان والهيمان» ولسان التوحيد يدعو إلى 
الآثنات والصحو» :ومن اعرش يعن الأغراض ادبا قهو الحكيع النتادب» 
ومنه: لو تكلم الرجل في الذات والصفات» لكان سكوته أفضل» ولو خطا 
من قاف إلى قاف؛ لكان جلوسه أفضلء ولو أكل ملء بيت طعاماء ثم تنفس عليه 
نفسا فأحرقه لكان جوعه أفضل . 
أخبرنا الشيخ أبو يوسف يعقوب بن بدران بن منصور الأنصاري. قال: 
سمعت شيخنا الشيخ الإمام العالم تقي الدين علي بن المبارك بن الحسن بن 
اوم تين تاتدوره الراسطن .تقول ا خلس يدي اتحمه ون الرفاعى ررضتي الله كه 
يوما على الشط» وأصحابه حوله: فقال : نشتهي أن نأكل اليوم سمكا مشويأء فلم 
يتم كلامه, حتى امتلاً الشط أسماكا من أنواع شتى» ووثب منها أشياء إلى البرء 
ورئي في ذلك الوقت» بشط أم عبيدة من الأسماك ما لم ير مثله. 
فقال الشيخ: إن هذه الأسماك كلها تسألني بحق الله تعالى على أن آكل 
منهاء فصاد الفقراء منيًا يفا كتيراء وشووة وقدموو فاط عظيما مق طوائجق» 
فأكلوا حتى شبعواء ا ع 
ومن هذه بعضهاء فقال له رجل: يا سيدي ما صفة الرجل المتمكن؟ قال: أ 
م عي الب ل 0 
هذه الأسماك : قومي» واسعي» فتقوم وتسعى» ثم أشار الشيخ إلى تلك الطواجن 
بيده» وقال : أيها الأسماك التي في هذه الطواجن» قومي رمعي بإدت الله عز وجل» 
فلم يتم كلامه» حتى وثبت ثبت تلك البقايا في البحر» أسماكاً صحيحة؛ وذهبت في 
الماء من حيث أتت» قال: وحد ثني ابن أخته الشيخ الجليل أبو الفرج عبد الرحيم. 
قال: كنت يوما جالساً بحيث أرى خالي الشيخ أحمد رضى الله عن 
واتحع كاؤمى ركان حجاليا علدو تل ل عليه رحل قرع الدواءة وكولس سززن زد 
فقال له الشيخ: مرحباً بوتد الأرضء فقال له ذلك الرجل: إن لي عشرين يوماً ما 
أكلت فيها ولا شربت» وإني أريد أن تطعمني الآن شهوتي قال: وما شهوتك؟ 


كس 


5 4 مس٠0‏ ؤكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
فنظر إلى الجوء فإذا خمس 'وزات طائرات» فقّال: أريد إحدى هذه الوزات بين 
يدي مشوية؛ ورغيفين» وماء بارداً. 

فقال الشيخ: لك ذلكء ثم نظر إلى تلك الوزات» وقال: عجلي بشهوة 
الرجل؛ فما تم كلامه حتى نزلت إحداهن بين يديه مشوية» ثم مد الشيخ يده إلى 
حجرين بجانيه» فوضعهما بين يديه رغيفين يصعد فوارهماء من أحسن خبز 
الدنيا ارا د يده إلى الهواء فإذا فيها كوز أحمر فيه ماء باردء فأكل الرجل 
الوزة» وما بقي منها سوى عظامهاء وأكل الرغيفين» وشرب الماء» وذهب في 
الهواء من حيث جاء. فقام الشيخ وأخذ تلك العظام, وضعها على يمينه. وأمر يده 
عليهاء وقال : أيها العظام المتفرقة؛ والأوصال المقطعة؛ اذهبي باسم الله الرحمن 
الرحيم» فذهبت وزة سوية» وطارت في الجو حتى غابت عن نظري . 

أخبرنا الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن سالم بن أحمد القرشي. قال: 
سمعت الشيخ العارف أبا الفتح الواسطي بالإسكندرية يقول: حد ثني الشهح 
الجليل أبو الحسن علي» ابن أخت سيدي أحمد رضي الله عنه . قال كنت يوا 
جالسا على باب خلوة خالي الشيخ أحمد رضي الله عنهء وليس فيها غيره, 
فسمعت عنده حساء فنظرت فإذا عنده رجل ما رأيته قبل» فتحدثا طوياد: ثم 
خرج الرجل من كوة في حائط الخلوة ومرق في الهواء كالبرق الخاطف» فدخلت 
على خالي» وقلت له: من الرجل؟ فقال: أو رأيته؟ قلت: نعم . 

قال : : هو الرجل الذي يحفظ الله عز وجل به قطر البحر المحيط . وهو أحد 
الأربعة الخواص. إلا أنه هجر منذ ثلاث ليال» وهو لا يعلم, فقلت ياسيدي: وبأي 
حيء عجر كال إنهمقيم يجزيزة فى البسر المحيظ «ويدة كوف ليال تارف 
جزيرته») حتى سالت أوديتهاء فخطر في انفسهء لو كان هذا ال رُ 
ا فهجر بسبب اعتراضه, فقلت له: أو أعلمته؟ قا 

منه؛ فقلت له: لو أذنت لأعلمته. | 

فقال: لا تفعل» قلت : : نعم» قال: زيق فزيقت» ثم سمعت صوته: يا علي 
ارفع رأسك» فرفعت رأسي من زيقي» فإذا أنا بجزيرة في البحر المحيط» فتحيرت 
في أمري, وقمت أمشي فيهاء وإذا أنا بذلك الرخل.: فسلمت عليه» وأخبرته, 
فقال: : ناشدتك الله إلا فعلت ما أقول لك» قلت :نعم قال : : ضع خرقتي في عنقي» 
واسحبني على وجهيء ونادي علي : هذا جزاء من اعترض على الله سبحانه 
فوضعت الخرقة في 'عنقه وهممت بسحبه.؛ وإذا أنا بهاتف يقول لي: يا علي 


ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثتائهم عليه سس سس ست 67# 
دعه. فقد ضجت ملائكة السماءء باكية عليه» وسائلة فيه» وقد رضي الله عنه 
فأغمي علي ساعةء وإذا أنا بين يدي خالي بخلوته. فوالله ما أدري كيف ذهبت» 
وكيف جفت . 

وهو رضي الله عنه بطايحي المنشأ» وكأنه منسوب إلى من اسمه رفاعة. 
وسكن أم عبيدة» قرية بأرض البطايح» إلى أن مات بها في سنة ثمان وسبعين 
وخمسمائة» وقد ناهز الثمانين» وقبره بها ظاهر يزارء رضي الله عنه» وقال قبل 
موته : أنا شيخ من لا شيخ له؛ أنا شيخ المنقطعين» أنا مأوي كل شاة غرباً انقطعت 

فى الطريق. وكان رضي الله عنه؛ كافعي المذهب فاضلا ظريفاء وما تصدر في 

96 ولاا جلس على سجادة. تواضعاً . وذكر عنه أنه قال: أمرت بالسكوت» 
فكان لا يتكلم إلا قليلاًء رضي الله عنه. 

أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي العباس الخضر بن عبد 
الله الحسني» الموصلي» رحمه الله. قال: سمعت أبي يقول: كنت يوما جالساً 
بين يدي سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر» رضي الله عنه» فخطر في قلبي 
زيارة الشيخ أحمد الرفاعي: رضي الله عنهء فقال لي الشيخ: : أتحب زيارة الشيخ 
أحمد؟ قلت ٠:‏ : نعم» فاطرق يسيرأء ثم قال لي : يا خضر ها الشيخ أحمدء فإذا أنا 
بجانبه» فرأيت شيخ مهابًء فقمت إليه» وسلمت عليه» فقال لي : يا خضر ومن 
يرى مثل الشيخ عبد القادر سيد الأولياء يتمنى رؤية ملي ) وهل أنا إلا من رعيته: 
ثم غاب وبعد وفاة الشيخ انحدرت من بغداد» إلى أم عبيدة» .لأزوره» فلما قدمت 
عليه إذا هو الشيخ الذي رأيته في جانب الشيخ عبد القادر رضي الله عنه» في 
ذلك الوقت» لم تجدد رؤيته عندي زيادة معرفة به» فقال لي : يا خضر ألم تكفك 
الأولى . 

أخبرنا أبو القاسم محمد بن عبادة الأنصاري الحلبي. قال: سمعت الشيخ 
العارف أبا إسحاق إبراهيم بن محمود البعلبكي المقري. قال: سمعت شيخنا 
الإمام أبا عبد الله محمد البطايحي» قال: انحدرت في حياة سيدي الشيخ محيي 
الدين عبد القادر رضي الله عنه» إلى أم عبيدة» وأقمت برواق الشيخ أحمد رضي 
الله عنه أياماء فقال لي الشيخ أحمد بها : اذكر لي شيكا من مناقب الشيخ عبد 
القادر وصفاتهء فذكرت له شيئاً منهاء فجاء رجل في أثناء حديثي» فقال لي: مه 
لا تذكر عندنا مناقب غير مناقب هذاء وأشار إلى الشيخ أحمد» فنظر إليه الشيخ 
أحمد مغضبأء فرفع الرجل من بين يديه ميتأ» ثم قال : ومن يستطع وصف مناقب 


مق مس0 كر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه 
. الشيخ عبد القادر» ومن يبلغ مبلغ الشيخ عبد القادرء ذاك رجل بحر الشريعة عن 
يمينه» وبحر الحقيقة عن يساره. من أيهما شاء اغترف الشيخ عبد القادر, لا ثاني 
له في عصرنا هذا . قال : وسمعته يوماً يوصي أولاد أخيه. وأكاير أصحابه» وقد جاء 
رجل يودعه مسافرا إلى بغداد . قال له: إذا دخلت إلى بغداد» فلا تقدم على زيارة 
الشيخ عبد القادر شيئاً إن كان حياًء ولا على زيارة قبره إن كان ميتاء فقد أخذ له 
العهد أيما رجل من أصحاب الأحوال» دخل بغداد ولم يزره سلب حاله» ولو قبيل 
الموت. ثم قال: والشيخ محيي الدين عبد القادر حسرة على من لم يره رضي الله 
عنه» وأرضاه رحمة الله عليه. 
انتهى 

هذا آخر ما بيض من هذا الكتاب» وهو كتاب بهجة الأسرار» ومعدن الأنوار 
في مناقب شيخ الإسلام قطِب العارفين) الشيخ سيدي محيي الدين عبد القادر 
الجيلي» قدس الله روحه؛ ونور ضريحه. 

جمع الفقير إلى ربه تعالى الغني به» عمن سواه» علي بن يوسف بن حريز بن 

معضاد بن فضل الشافعي اللخمي؛ عرف بالشطنوفي» غفر الله له ولوالديه 
والمسلمين» امين اه. 


فهرس كتاب بهجة الأسرار ومعدن الأنوار 
في بعض مناقب سيدي عبد القادر الجيلاني 


مهدمة التحَميرّ انوا نه م امه عض ب اوح ادا 2ك نا سوق ومقوا واوا ب ا 
ترجمة المصنف ل ا ا ا ا ا 
ترجمة الشيخ عبد القادر اوساو اقفن نو ناو وك يدع سدم لوق ف تدا سك 
خطبة الكتاب ل ا الاو با ا ال ا 
ذكر إخبار المشايخ عنه بذلك 0 
ذكر من حضر من المشايخ والعلماء في المجلس الذي قال فيه ذلك 2000 
ذكر إخبار المشايخ بالكشف عن هيئة الحال حين قال ذلك 2107000 


ذكر إخبار المشايخ عنه أنه لم يقل ذلك إلا بأمر الشيخ عدي بن مسافر... 
ذكر من حنا رأسه من المشايخ عندما قال ذلك الشيخ بقا بن بطو رضي الله عنه 
الشيخ أبو سعيد القيلوي ا خا ال الو ا 


20 شي أحمد بن الرفاعى اق 1 هد أن 35 ان 1 ذم لوز كر ل وأا عاك اه ادو 0ل ا‎ ١ 
الشيخ عبد الرحمن ن الطفسونجي و ماوق ماق معنف ةق ل فص العا واعي4 666 4ه‎ 
الشيخ النجيب السهروردي ال ل ململ امامامة‎ 
الشيخ موسى الزولي موس ان ا وا دو وحم اف خاو الت نا‎ 
.ا م وام م مام م .اما م راو .ا ها ماه 6ه‎ 6 9٠ .8ه‎ ٠. الشيخ حياة بن قيس ووه ها واو واو قاعاه ها واوا وا واه‎ 


الشيخ أبو عمرو عثمان بن مرزوق والشيخ أبو الكرم فاو عق اح اتيش ا بل 
المشيخ ماجد الكردي واس 37 نك انو عفرأ واس اد قد باش وان وه وت عا يه 


القية رداكة يسني 00 
الشب: شعيب أبو مدين المغربي ف اع وه ع 6 بو اداع فيه وار دروا مله د ال وا 
الشيخ عبد الرحيم القناوي اذ 11 2000111 
الشيخ أبو عمرو عثمان بن مروزة البطايحي 1 ات ف مايه يا لل يتور وي ا ا 


الشيخ مكارم النهر ملكي 110[ | |[ ز[زؤ[ؤزؤز[ز[ز[ز[ز[ز ز ‏ 1 1 0101111 


لش ست : < فهرس كنات بهحة الأسرار ومغدن الأنواو 


الشيخ خليفة النهرملكي ا ل ل 
الشيخ عدي بن مسافر الأموي م و ل ا ا ا ا ا 23 

ذكر تعظيم الأولياء رضي الله عنهم وعنا بهم بسبب قوله ذلك 1 

ذكر كلمات أخبر بها عن نفسه محدثأ بنعمة ربه ومنه عليه وفضله ...0 © 

ذكر فصول من كلامه مرصعاً بشيء من عجائب أحواله مختصراً لع ل 55 

ذكر طريقه رضي الله عنه الوطا ماني جين سسا وده اسه جاه موا ف 110077 
سد ذكر نسبه وصفته رضى الله عنه ا م م و لا 
بل ذكر وعظه رضي الله عنه ا 1 
سس ذكر فضل أصحابه وبشراهمم اناي قاد ا ب انون واه ا ا لور اا ل لا ان 
ذكر شيء من شرائف أخلاقه رضي الله عنه عه اه مانتو اومان ارو بي لقا 

ذكر علمه وتسمية بعض شيوخه رضي الله عنه 8 ا 

ذكر شيء من أجوبته مما يدل على قدم راسخ في علوم الحقائق ا ا 

ذكر سياق بعض ما رويناه عنه بإسناد من مروياته ا 1 
سب ذكر احترام المشايخ والعلماء له وثنائهم عليه ل ا وو م ل 
الشيخ أبو بكر بن هوار البطايحي 0 ع0 
الشيخ أبو محمد الشنبكي ز ذ [ زذز[ [ز ز ز ز ز 0 
الشيخ عزاز بن مستودع البطايحى 00050512121228 0 اا 
الشيخ منصور البطايحي 00 ا 
الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء 0 0 
الشيخ حماد بن مسلم الدباس ا ااا 
الشيخ أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمدانى ماس ع أو وو ام و 1 
الشيخ عقيل المنجبي 000 ب 
الشيخ أبو يعزى المغربي لقف و سنو د بو ورين موسا و لام و واو ا ل 
الشيخ عدي بن مسافر الأموي 000 
الشيخ علي بن الهيتي ااا 11 اا ا ا 
الشيخ عبد الرحمن الطفسونجى ل ا 
شيخ بقا بن بطو 000 009 0 0 0 1 اا 
اللقنه أبو سعيد القيلوي القن روزن وب نا أبن و رو اساسا نا مار ممه م ا 

إل مطر البادراني فده سين واو يورو مر الح اب كو ملا ا م ل م اال 


قهرس كتاب بهجة الأسرار ومعدن الأنوار 
الشيخ ماجد الكردي ع ع ا 


الشيخ جاكير 00 


© # »© ها ها ها هاه هاه > © ها هاه هه هه ه >ه هاه © 


© اه هد هد هاه ه هاه اه هاه ه.ا وهاه هه ه.ا هج هاه ه ها ه 


الشيخ أبو محمد القاسم بن عبد البصري يي ع ع ع ع ع ع 0 
الشيخ أبو عمرو عثمان بن مرزوق القرشي ع ع ع ع ع ع ع ع 0 


الشيخ سويد السنجاري + ح + + + : : > + ح ع ع م 


الشيخ رسلان الدمشقى 


© © © © © هاه هد وأه هاه هه هج وه 


لوه وله وه وا ها و ها .ا ما ها ها ها هاه مد ١م‏ م 5 ٠.‏ 


والللوأ واوا واه واوا واوا اه ها هم .ا هم .د .د هد 5*١ ١.‏ 


والماأول .اوها م م 6ه وه م .د ام ع ٠‏ م 5*١ ١٠: ١‏ 


الشيخ قضيب البان الموصلي 0 


الشيخ مكارم النه رخالصي 00 


الشيخ خليفة بن موسى النهرملكي 0 


المشيخ أبو الحسن الجوسقي ماعامام ا ما .ا ةا هاهةا ماله 


الشيخ أبو عبد الله محمد القرشي لعلة 


وهاه ها مها ها هاه همه هاه .ا ها ما ماه هماه م هم + ١‏ * 


لوا ها هه مهام هما وا واه ماما وا واه مهاه .ا ع٠ ١‏ ه١٠‏ * 


الشيخ أبو البركات بن صخر الأموي ع ع ا ا ا ا ا ا ا 00 


الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الأعزب 00 


امام ولو هاو هاه م اوأر م ماه م هم هم ه ع١‏ ع٠ ٠ 5١‏ 


الشيخ أبو الحسن علي بن الصباغ جح ا ا ا ا ا ا ل انل 


الشيخ أبو الحسن علي بن إدريس اليعقوبي 


الشيخ علي بن وهب السنجاري 0 


الشيخ موسى بن ماهين الزولي ع ع 0 


والما قاع مام نا وان مار ثاما .ا .ا .ا .ا ه.ا 6د 6 ٠‏ 6 5 * 


واللل عا و ل و لا واه ما ورا ما .ا .ا .اه ه * ' * ؟ *" 


ولما م اما ما ها .ا روماو .ا واوا هاون مه وف 5 5 5 * 


الشيخ عبد القاهر السهروردي 0 
الشيخ أحمد بن أبي الحسن الرفاعي 0 


الفهرس 3 > > + 2 2 ح ح ع ا ا ا ا ا ا 0